الأربعاء، 11 مايو 2016

شرح الآجرومية من مجلس 1إلى 4



مقدمة 


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 
بسم الله الرحمن الرحيم 

إنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ، وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّـه مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّـهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ.وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّـهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ. وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللَّـهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ.

"
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ

إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ"

"يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ
وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً
وَاتَّقُوا اللَّـهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّـهَ كَانَ
عَلَيْكُمْ رَقِيبًا".

"
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا *
يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّـهَ
وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا"

أَمَّا بَعْدُ:

فَإِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّـهِ، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّـهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ، وَشَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ.

ثم أَمَّا بَعْدُ:

الدرس الأول
مقدمة التُّحْفَةُ السَّنِيَّةُ بِشَرْحِ الْمُقَدِّمَةِ الآجُرُّومِيَّةِ

أمَّا بعدُ؛ فإنَّ اللغة العربيَّة هي اللغة التي اختارها الله لهذا الدِّين قال ابن كثير - رحمه الله - في "تفسيره" 2/ 467: لغة العَرَب هي أفصح اللُّغات وأبينها وأوسعها، وأكثرها تأدية للمعاني التي تقوم بالنفوس، فلهذا أُنْزِل أشرف الكُتُب بأشرف اللُّغات على أشرف الرسل... إلى آخر كلامه - رَحِمَه الله تعالى.

وقال شيخ الإسلام ابنُ تيميَّة - رحمه الله - في "اقتضاء الصِّراط المستقيم" ص 268: إنَّ اللهَ لَمَّا أنزل كتابه باللسان العربي، وجعل رسوله مُبَلِّغًا عنه الكتابَ والحكمةَ بلسانه العَرَبي، وجعل السَّابقينَ إلى هذا الدين مُتَكَلِّمينَ به، ولم يكن سبيل إلى ضبط الدِّين ومعرفته إلاَّ بضبط هذا اللِّسان، صارت معرفته منَ الدِّين، وصار اعتبار التَّكَلُّم به أسهل على أهل الدِّين في معرفة دين الله، وأقرب إلى إقامة شعائر الدِّين، وأقرب إلى مُشابهتهم للسَّابقينَ الأَوَّلينَ منَ المُهَاجرينَ والأنصار في جميع أمورهم. ا. هـ

وقد قال الله - عَزَّ وَجَلَّ - في وصف كتابه"قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ"الزمر: 28، فوصفه بالاستقامة كما وصفه بالبيان فيقوله"بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ"الشعراء: 195، وكما وصفه بالعدل في قوله"وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا"الرعد: 37.

وقال شيخ الإسلام ابن تيميَّة - رحمه الله - في "مجموع الفتاوى" 32/ 252: معلوم أنَّ تعلُّمَ العربيَّة وتعليم العربية فَرض على الكفاية، وكان السَّلَف يُؤَدِّبُون أولادهم على اللَّحن، فنحن مأمورونَ أمر إيجابٍ أو أمرَ استحبابٍ أن نحفظَ القانونَ العربي، ونصلح الألسن المائلة عنه، فيحفظ لنا طريقة فَهم الكتاب والسُّنَّة، والاقتداء بالعرب في خِطَابِها، فلو تُرِكَ النَّاسُ على لَحْنِهِم كان نقصًا وعيبًا. ا.هـ
ونقل شيخُ الإسلام ابن تيميَّة - رحمه الله - في "اقتضاء الصراط المستقيم" ص 310 عن الإمام أحمد - رحمه الله - كَرَاهَة الرَّطَانة[4]، وتسمية الشُّهُور بالأسماء الأعجَميَّة، والوَجه عند الإمام أحمد في ذلك كَرَاهة أن يَتَعَوَّد الرَّجل النُّطق بغير العَرَبيَّة[5].
[4]
الرَّطانة بفتح الرَّاء وكسرها، والتَّراطُن: كلام لا يفهمه الجمهور، وإنَّما هو مواضعة بين اثنين أو جماعة، والعرب تخص بها غالبًا كلام العجم. "النهاية" لابن الأثير ر ط ن.
[5]
وهذا هو الذي كان عليه السَّلَف منَ الصَّحَابة والتَّابعينَ - رضيَ الله عنهم، فقد رَوَى ابن أبي شيبة في "المصنف" أن عمر - رضي الله عنه - قال: ما تَكَلَّمَ الرجل بالفارسيَّة إلاَّ خَبَّ *، ولا خَبَّ إلاَّ نقصت مُرُوءته.
ورَوَى أيضًا عن عطاء أنَّه قال: لا تعلموا رطانة الأعاجم، ولا تدخلوا عليهم كنائسهم؛ فإنَّ السخط ينزل عليهم.
ورَوَى أيضًا عن محمد بن سعد بن أبي وقاص أنَّه سمعَ قومًا يَتَكَلَّمُونَ بالفارسيَّة، فقال: ما بال المَجوسيَّة بعد الحنيفيَّة؟!
ثمَّ قال شيخ الإسلام ابن تيميَّة - رحمه الله - ص 311: "لأنَّ اللِّسان العربي شعار الإسلام وأهله، واللغات من أعظم شعائر الأمم التي بها يَتَمَيَّزُونَ، ولِهَذا كان كثير منَ الفُقهاء أو أكثرهم يكرهون في الأدعية التي في الصَّلاة والذِّكر أن يُدعَى الله، أو يذكر بغير العربيَّة. ا.هـ
وإذا كانتِ اللغات من أعظم شعائر الأمم التي بها يَتَمَيَّزون - كما قال شيخ الإسلام ابن تيميَّة - فإنَّ الأمَّة العزيزة تعتز بلغتها، وتحرص على استقلالها اللُّغَوي؛...، وتَتَمَسَّك بها، والأمَّة الذَّليلة تفرط في لغتها، حتى تصبح أجنبيَّة عنها، وهي مَنسوبة إليها.
وقد قال الشَّافعي - رحمَه الله -:
إنَّ المسلمَ عليه أن يكونَ تَبَعًا فيما افتُرِضَ عليه، ونُدِبَ إليه، لا مَتْبُوعًا؛ أيْ: على كلِّ مسلمٍ أن يَتَعَلَّمَ من لغة العرب ما يكون به على أصل ما جاء به النَّبي - صَلَّى الله عليه وَسَلَّم - لا أن يظلَّ على لغته هو، أو عرف قومه واصطلاحهم ولهجتهم، وتتبعه لغة العرب التي جاءَ بها القرآن وسُنَّة النَّبي - صَلَّى الله عليه وَسَلَّم - فيكون بذلكَ متبوعًا.
قال شيخ الإسلام:
"
واعتياد الخِطاب بغير العربيَّة التي هيَ شعار الإسلام ولُغة القرآن، حتى يصيرَ ذلكَ عادَة للمِصْر وأهله، ولأهل الدار، وللرجل معَ صاحبه، ولأهل السُّوق، أو للأُمراء، أو لأهل الدِّيوان، أو لأهل الفقه، فلاَ ريبَ أنَّ هذا مكروه؛ فإنَّه منَ التَّشَبُّه بالأعاجم.
ولهذا كانَ المسلمونَ المُتَقَدِّمون، لَمَّا سَكَنوا أرض الشام ومِصْر، ولغةُ أهلهما رُوميَّة، وأرضَ العراق وخُرَاسَان، ولغةُ أهلهما فارسيَّة، وأرضَ المغرب ولغةُ أهلها بَرْبَرِيَّة، عَوَّدُوا أهل هذه البلاد العَرَبيَّة، حتَّى غلبت على أهل هذه الأَمصار؛ مسلمهم وكافرهم، وهكذا كانت خُرَاسَان قديمًا.
ها هو سماحة الشَّيخ ابن عُثَيمين - رحمَه الله - ينادي بضرورة تعلُّم علم النَّحو، فقد ذَكَر - رحمه الله - في مقدمة شرحه لكتاب "نزهة النَّظَر" أنَّ علمَ النَّحو أهم من علم الحديث من وجه. ا.هـ
وكلنا يعلم ما لعلم الحديث من أهميَّة إذ هو الطريق لمعرفة ما صَحَّ عن رسول الله - صَلَّى الله عليه وَسَلَّم - من أحاديث؛ حتى يتعَبَّد لله بها.
وكذلكَ كان الشَّيخ مُقبل الوَادعي - رحمه الله -: فقد كانَ - رحمَه الله - يحثُّ طلابه كثيرًا على تعلُّم اللُّغة العربيَّة، وكان يُخَلِّل دروسه بالسُّؤال عن الشَّواهد الشِّعريَّة والإعراب، وقد قال - رحمه الله - يومًا لطُلاَّبه: يا أبنائي، إن كانت لي عندكم نصيحَة مُتَقَبَّلَة فاهتَمُّوا بالنَّحو

المصدر: من كتاب أهمية تعلم علم النحو ومكانته عند السلف هنا
وفائدة علم النحو :
أنه يعين على فهم النصوص الشرعية :

فكتاب الله نزل بلغة العرب، والرسول عليه الصلاة والسلام هو أفصح من نطق بلغة العرب
فلا تفهم هذه النصوص الشرعية إلا بمعرفة علم النحو

أضرب لك مثالا :قوله تعالى :
"إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ "ربما يقرءوها كثير من عوام الناس أن الله يخشى العلماء وهذا فهم ساقط
وإنما المعنى : أن العلماء هم الذين يخشون الله كيف عرفنا ؟عن طريق تعلم هذا النحو " إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ "الله : منصوب على المفعوليةالعلماء : فاعل إذًا من الذي يخشى ؟ هم العلماء
ومن هو المُخشَى ؟هو الله عز وجل

علوم اللغة العربية
  • اعلم - وفَّقك الله - أن علوم اللغة متشعبةٌ، وهي اثنا عشر عِلمًا:

1- علم اللغة. 2- علم التصريف. 3- علم النحو. 4- علم المعاني. 5- علم البيان.
6-
علم البديع. 7- علم العروض. 8- علم القوافي. 9- علم قوانين الكتابة. 10- علم قوانين القراءة.
11-
علم إنشاء الرسائل والخطب. 12- علم المحاضرات، ومنه التواريخ.
قال العلامة السَّجاعي في حاشيته على "القطر": "والعربيةُ منسوبة للعرب، وهي عِلم يُحترز به من الخلل في كلام العرب، وهو بهذا المعنى يشمل اثني عشر عِلمًا، جمعَها بعضُ أصحابنا في قوله:
صَرْفٌ بَيَانٌ مَعَانِي النَّحْوُ قَافِيَةٌ شِعْرٌ
عَرُوضُ اشْتِقَاقُ الخَطُّ إِنْشَاءُ
مُحَاضَرَاتٌ وَثَانِي عَشْرِهَا لُغَةٌ
تِلْكَ العُلُومُ لَهَا الآدَابُ أَسْمَاءُ

ثم صار عَلَمًا بالغلبة على النحو".

هنا
فإن علم النحو علم شريف , علم وسيلة , يتوسل بها إلى شيئين هامين :
الشيء الأول:فهم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم , فإن فهم الكثير منهما يتوقف على معرفة النحو.

والثاني:إقامة اللسان على اللسان العربي الذي نزل به كلام الله عز وجل , لذلك كان فهم النحو أمرًا مهما جدًا , ولكن النحو في أوله صعب , وفي آخره سهل , وقد مثل ببيت من قصب وبابه من حديد , يعني : أنه صعب الدخول لكن إذا دخلت سهل عليك كل شيء , ولهذا ينبغي للإنسان أن يحرص على تعلم مبادئه حتى يسهل عليه الفوز به
رابط تحميل كتاب

التُّحْفَةُ السَّنِيَّةُ بِشَرْحِ الْمُقَدِّمَةِ الآجُرُّومِيَّةِ
هنا

وآفاق التيسير
تحفة :أي: قطعة فاخرة ثمينة من الأثاث أو الكتب أو اللوحات أو نحوها مما له قيمة فنية أو أثرية نادرة هنا
سَنيّ : مضيء لامع
صف  مَقَامٌ سَنِيٌّ : رَفِيعٌ ، ذُو سَنَاءٍ هنا
المعنى الإجمالي : التُّحْفَةُ السَّنِيَّةُ :أي وصف للكتاب بأنه تحفة -له قيمة غالية - قيم- سنية - مضيئة ، تنير لك الطريق هنا
أبو عَبْدِ الله مُحَمَّد بن مُحَمّد بن دَاود الصِّنْهاجِيّ المَشْهُورِ بابْنِ آجُروم
اسمه ونسبه وشهرته:
هو أبو عبد اللَّه محمد بن داود الصنهاجي النحوي المشهور بابن آجُرُّوم - بفتح الهمزة الممددة, و ضم الجيم و الراء المشددة- و معناه بلغة البربر : الفقير الصوفي
هو محمد بن محمد بن داود أبو عبد اللّه الصِّنهاجي الفاسي النّحوي المقريء الشّهير بابن آجُرُّوم،وآجُرُّوم كلمة بربريّة معناها الفقير الصُّوفي وهي لقب تشريف تقوم مقام السيّد بالعربيّة ،من صنهاجة هنا
فقيه ونحوي مغربي من صنهاجة
ابن آجروم مغربي من أصل أعجمي فأصله من البربر

مولده
وُلِدَ - رحمه اللَّه - بمدينة فاس بالمغرب العربي سنة اثنتين و سبعين و ستمائة من الهجرة - 672هـ -
مكانته العلمية
قال ابن العماد في -- شذرات الذهب -- 62/3 : عن ابن مكتوم قال : عن ابن آجروم : نحوي مقرئ له معلومات من فرائض و حساب و أدب بارع, و له مصنفات و أرجيز.
و قال غيره : المشهور بالبركة و الصلاح, و يشهد لذلك عموم النفع بمقدمته.
وفاته
توفى -- رحمه اللَّه -- بفاس سنة ثلاث و عشرين و سبعمائة - 723هـ - و لم يتجاوز الخمسين بكثير, فرحمه اللَّه أوسع الرحمات, و أسكنه فسيح الجنات.
مكانة متن الآجرومية العلمية
تمتع متن الآجرومية بذيوع عظيم بين طلبة علوم العربية, فهو يعد أشهر متن للمبتدئين في علم النحو و ذلك دليل على صدق نية مؤلفه, حتى أنه لم يشتهر من تصانيفه غيره و يدلُّ على اشتهاره و انتشاره تواتر العلماء على شرحه و درسه ما بين شارحٍ و مُحَشٍ و ناظمٍ،ٍو ما بين ناقدٍ له و متعصب
ومن شروحه
شرح أبي عبد اللَّه محمد بن محمد المالكي المعروف بالراعي الأندلسي النحوي المغربي, المتوفى سنة ثلاث و خمسين و ثمانمائة من الهجرة
و شرحها الشيخ خالد بن عبد اللَّه الأزهري, الشافعي, المتوفى سنة خمس و تسعمائة من الهجرة المباركة
و شرحها العلامة الفقيه البارع محمد بن الصالح العثيمين -- رحمه اللَّه -- بسط فيه و أمتع, و لعل اللَّه أن يكتب له القبول, و أن ينفع به طلبة العلم

شرحها العلامة محمد محيي الدين عبدالحميد -- رحمه اللَّه -- شرحًا لطيفًا أسماهُ : -- التحفة السنية بشرح المقدمة الآجرومية
منقول

ترجمة الشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد
ولد الشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد في قرية كفر الحمام بمحافظة الشرقية سنة 1318 هـ / 1900 م، ونشأ في كنف والده العالم الأزهري الشيخ عبد الحميد إبراهيم الذي كان من رجال القضاء والفتيا، فدفع به إلى من يحفظه القرآن ويعلمه مبادئ القراءة والكتابة، حتى إذا انتهى من ذلك التحق بمعهد دمياط الديني حين كان والده قاضيًا بفارسكور ودمياط، ثم انتقل إلى معهد القاهرة لما انتقل والده لتقلد منصب المفتي لوزارة الأوقاف، وظل بالأزهر حتى حصل على شهادة العالمية النظامية مع أول فرقة دراسية تنال هذه الدرجة وفق طريقة دراسية منتظمة، وذلك في سنة 1344هـ = 1925.

وظهرت مواهب الشيخ الجليل مبكرًا، وهو في طور الدراسة، وكان لنشأته في بيت علم وفقه أثر في ذلك، فقد شب وهو يرى كبار رجال العلم والقضاء يجتمعون مع أبيه في البيت ويتطارحون مسائل الفقه والحديث واللغة، فتاقت نفس الصغير إلى أن يكون مثل هؤلاء؛ فأكب على القراءة والمطالعة تسعفه نفس دءوبة وذاكرة واعية وهمة عالية، وطموح وثاب،
هنا

والأستاذ محمد محيي الدين عبد الحميد جمع بين التأليف والتحقيق، ويعد من ذوي الإنتاج الغزير في هذين المجالين، وإنتاجه في مختلف علوم العربية من نحو وصرف وبلاغة وتفسير وحديث وفقه، وغير ذلك.
وقد عُيِّن الأستاذ محمد محيي الدين عبد الحميد عضوًا بمجمع البحوث الإسلامية، وكان له في مجلسه جولات علمية تدل على عمق علمه، وسعة اطلاعه، وحميته السليمة على الدين.
وله من المؤلفات:
1–
الأحوال الشخصية في الشريعة الإسلامية. 2– أحكام المواريث في الشريعة الإسلامية. 3– تصريف الأفعال.
ونذكر من الكتب التي حققها:
1–
شرح ابن عقيل. 2– شرح قطر الندى لابن هشام. 3– شرح شذور الذهب لابن هشام. 4– أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك لابن هشام. 5– مغني اللبيب لابن هشام. 6– شرح الأشموني على ألفية ابن مالك. 7– الإنصاف في مسائل الخلاف بين النحاة الكوفيين والبصريين لابن الأنباري. 8– الإيضاح في علوم البلاغة للخطيب القزويني. 9– الموازنة بين أبي تمام والبحتري للآمدي. 10– العمدة لابن رشيق. 11- جواهر الألفاظ، لقدامة بن جعفر. 12- أدب الكاتب، لابن قتيبة. 13- مقالات الإسلاميين، للأشعري. 14- الفَرْق بين الفِرَق، للبغدادي. 15- يتيمة الدهر، للثعالبي. 16- مجمع الأمثال، للميداني. 17- نفح الطيب، للمقَّري. 18- مروج الذهب، للمسعودي.
19-
الموافقات لأصول الأحكام، للشاطبي.

20-
زهر الآداب، للحصري. وغير ذلك كثير مما أحصاه الأستاذ عبد السلام هارون في الاحتفال بتأبينه.

مجلة المجمع ج 32.

قال عنه الأستاذ الشيخ محمد علي النجار وهو يستقبله بالمجمع:
"
لقد قيل في الطبري: إنه كالقارئ الذي لا يعرف إلا القرآن، وكالمحدث الذي لا يعرف إلا الحديث، وكالفقيه الذي لا يعرف إلا الفقه، وكالنحوي الذي لا يعرف إلا النحو، وكالمحاسب الذي لا يعرف إلا الحساب، وكذلك يقال في الشيخ محمد محيى الدين عبد الحميد: إنه كالنحوي الذي لا يعرف إلا النحو، وكالفقيه الذي لا يعرف إلا الفقه، وكالمحَدِّث الذي لا يعرف إلا الحديث، وكالمتكلم الذي لا يعرف إلا الكلام؛ وآية ذلك ما ألَّفه وأخرجه من الكتب في هذه الفنون."

وقال عنه الأستاذ عبد السلام هارون يوم تأبينه*:
"
إني وأنا من أقرب الناس إليه، ومن أعرفهم بقدرهلا أستطيع إلا أن أستعلن عجزي عن تبيان فضله ومآثره؛ إلا أن أصنع في ذلك كتابًا أظل أنمقه دهرًا. ولكني أراني قد ألقيت شيئًا من الضوء على حياته الحافلة المباركة المفعمة بالتوفيق، الهادفة إلى الخدمة والإسعاد لبني وطنه المصري، ووطنه الإسلامي، ووطنه الإنساني". مجلة المجمع ج 32.

هنا

تأبينه*
تأبين اسم  مصدر أبَّنَ خُطْبة تُلْقى تكريمًا لميِّت ، مقال يُلقى في ذكرى شخص ما ، حديث يمتدح شخصًا ميِّتًا
حفل تأبين : حفل يُقام عادة بمناسبة وفاة أحد الأعلام في المجتمع للإشادة بمآثره ومناقبه هنا
وفاته 

ظل الشيخ محمد محيي الدين منكبًا على عمله في تحقيق كتب التراث لا يعوقه مرض أو مسئوليات منصب، أو عضوية المجامع عن مواصلة طريقه حتى لقي الله في 25 ذو القعدة 1392هـ الموافق 30 ديسمبر 1972، تاركًا هذا الإنتاج الخصب الذي لا تزال تنتفع بما فيه الأجيال، ويتعجب الإنسان كيف اتسع عمره لإخراج هذا العدد من الكتب المتنوعة في التخصص، الكثيرة في العدد، المختلفة في الأحجام، ولكنه فضل الله يؤتيه من يشاء.
هنا


التُّحْفَةُ السَّنِيَّةُ بِشَرْحِ الْمُقَدِّمَةِ الآجُرُّومِيَّةِ 

بِسْمِ الله الَّرحْمَنِ الرَّحِيمِ

الحمد لله وكَفَي، وسلامه علي عباده الذين اصْطَفَي
هذا شَرْح واضح العبارة، ظاهر الإشارَة ، يَانِعُ الثَّمَرَة، دَانِي القِطَاف، كثير الأسئلة والتمرينات، قصدت به الزُّلْفَي إلي الله تعالي بتيسير فهم (المقَدِّمَة الآجُرُّومِيَّةِ)علي صغار الطلبة ؛ لأنها الباب إلي تَفَهُّم العربية التي هي لُغَةُ سيدنا ومولانا رسول الله صلي الله عليه و علي آله وصَحْبه وسلم ولُغَةُ الكتاب العزيز.
وأرجو أن أستحق به رضا الله عز وجل ؛ فهو خير ما أَسْعَي إليه
رَبَّنَا عليك توكلنا وإليك ، وإليك أَنَبْنَا ، وإليك المصير ، رَبَّنَا اغفر لي وَلوَالِدَيَّ وللمؤمنين والمؤمنات يومَ يَقُومُ الحساب

مقدمة الشيخ العلامة محمد محيي الدين عبدالحميد رحمه اللَّه

الْمُقَدِّمَاتُ

تعريف النحو ، موضوعه، ثمرته ، نسبته ، واضعه ، حكم الشارع فيه
التعريف : كلمة" نحو " تطلق في اللغة العربية علي عدَّة معان :منها الْجِهَةُ ، تقول ذَهَبْتُ نَحْوَ فلاَنٍ ، أي :جِهَتَهُ . ومنها الشّبْهُ والمِثْلُ ، تقول :مُحَمَّدٌ نَحْوُ عَلِيّ ، أي شِبْهُهُ وَمِثْلُهُ .وتطلق كلمة " نحو " في اصطلاح العلماء علي " العلم بالقواعد التي يُعْرَف بها أحكامُ أوَاخِرِ الكلمات العربية في حال تركيبها : من الإعراب ، والبناء وما يتبع ذلك " .
الموضوع : وموضوعُ علمِ النحوِ : الكلمات العربيةُ ، من جهة البحث عن أحوالها المذكورة.
الثمرة : وثمرة تَعَلُّم علم النحو : صِيَانَةُ اللسان عن الخطأ في الكلام العَرَبِّي ، وَفَهْمُ القرّآنِ الكريم و الحديثِ النبويّ فَهْماً صحيحاً ، اللذَيْنِ هما أَصْلُ الشَّريعَةِ الإسلامية وعليهما مَدَارُها .
نسبته : هو من العلوم العربية .
واضعه : والمشهور أن أوَّل واضع لعلم النحو هو أبو الأسْوَدِ الدُّؤلِىُّ ، بأمر أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب رضى الله عنه .
حكم الشارع فيه : وتعلمُه فَرْضٌ من فروض الكفاية ، وربما تَعَيَّنَ تعَلُّمُهُ علي واحد فَصَار فَرْضَ عَيْنِ عليه .

هنا

علوم اللغة العربية
  • اعلم - وفَّقك الله - أن علوم اللغة متشعبةٌ، وهي اثنا عشر عِلمًا:

1- علم اللغة. 2- علم التصريف. 3- علم النحو. 4- علم المعاني. 5- علم البيان.
6- علم البديع. 7- علم العروض. 8- علم القوافي. 9- علم قوانين الكتابة. 10- علم قوانين القراءة.
11- علم إنشاء الرسائل والخطب. 12- علم المحاضرات، ومنه التواريخ.

قال العلامة السَّجاعي في حاشيته على "القطر": "والعربيةُ منسوبة للعرب، وهي عِلم يُحترز به من الخلل في كلام العرب، وهو بهذا المعنى يشمل اثني عشر عِلمًا، جمعَها بعضُ أصحابنا في قوله:
صَرْفٌ بَيَانٌ مَعَانِي النَّحْوُ قَافِيَةٌ شِعْرٌ
عَرُوضُ اشْتِقَاقُ الخَطُّ إِنْشَاءُ
مُحَاضَرَاتٌ وَثَانِي عَشْرِهَا لُغَةٌ
تِلْكَ العُلُومُ لَهَا الآدَابُ أَسْمَاءُ

ثم صار عَلَمًا بالغلبة على النحو".

هنا

فإن علم النحو علم شريف , علم وسيلة , يتوسل بها إلى شيئين هامين :

الشيء الأول:فهم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم , فإن فهم الكثير منهما يتوقف على معرفة النحو.

والثاني:إقامة اللسان على اللسان العربي الذي نزل به كلام الله عز وجل , لذلك كان فهم النحو أمرًا مهما جدًا , ولكن النحو في أوله صعب , وفي آخره سهل , وقد مثل ببيت من قصب وبابه من حديد , يعني : أنه صعب الدخول لكن إذا دخلت سهل عليك كل شيء , ولهذا ينبغي للإنسان أن يحرص على تعلم مبادئه حتى يسهل عليه الفوز به


تم مراجعة من أول مشاركة لغاية رقم 7

*************************** 

المجلس الثاني

تعريف الكلام
بسم الله الرحمن الرحيم
قال المصَنِّف : وهو أبو عبد الله بن محمد بن داود الصّنْهَاجِيُّ المعروف بابن آجُرُّوم ، والمولود في سنة672 اثنين وسبعين و ستمائة ، والمتوفى في سنة723 ثلاث وعشرين وسبعمائة من الهجرة النبوية ـ رحمه الله تعالي .
قال : الكَلاَمُ هُوَ اللَّفْظُ الْمُرَكَّبُ الْمُفِيدُ بِالْوَضْعِ .
وأقول : لِلَفْظِ " الكلام " معنيَان : أحدهما لغوي ، والثاني نحويّ
أما الكلام اللغوي فهو عبارة عَمَّا تَحْصُلُ بسببه فَائِدَةٌ ، سواءٌ أَكان لفظاً ، أم لم يكن كالخط والكتابة والإشارة [1]
[1] إذا قال لك قائل: "هل أحضرت لي الكتاب الذي طلبته منك؟فأشرت إليه برأسك من فوق لأسفل ، فهو يفهم أنك تقول له:" نعم"
وأما الكلامُ النحويُّ ، فلابُدَّ من أن يجتمع فيه أربعة أمور : الأول أن يكون لفظاً ، والثاني أن يكون مركَّباً ، والثالث أن يكون مفيداً ، والرابع أن يكون موضوعاً بالوضع العربي .
ومعني كونه لفظاً : أن يكون صَوْتاً مشتملاً على بعض الحروف الهجائية التي تبتدئ بالألف وتنتهي بالياء ومثاله " أحمد " و " يكتب " و " سعيد " ؛ فإن كل واحدةٍ من هذه الكلمات الثلاث عند النطق بها تكون صَوْتاً مشتملاً عَلَى أربعة أحْرُفٍ هجائية : فالإشارة مثلاً لا تسمَّى كلاماً عند النحويين ؛ لعدم كونها صوتاً مشتملاً على بعض الحروف ، وإن كانت تسمى عند اللغويين كلاماً ؛ لحصول الفائدة بها .
ومعنى كونه مركباً : أن يكون مؤلفاً من كلمتين أو أكْثَرَ ، نحو : " مُحَمَّدٌ مُسَافِرٌ " و" الْعِلْمُ نَافِعٌ " و " يَبْلُغُ الْمُجْتَهِدُ الْمَجْدَ " و " لِكلِّ مُجْتَهِدٍ نَصِيبٌ " و "الْعِلْمُ خَيْرُ مَا تَسْعَى إِلَيْهْ " فكل عبارة من هذه العبارات تسمى كلاماً ، وكل عبارة منها مؤلفةٌ من كلمتين أو أكْثَر ، فالكلمة الواحدة لا تسمَّى كلاماً عند النحاة إلا إذا انْضَمَّ إليها غيرها : سواءٌ أَكان انضمام غيرها إليها حقيقةً كالأمثلة السابقة ، أم تقديراً ، كما إذا قال لك قائل : مَنْ أَخُوكَ؟ فتقول : مُحَمَّدٌ ، فهذه الكلمة تُعتَبَرُ كلاماً ، لأن التَّقدِير : مُحَمَّدٌ أَخِي : فهي في التقدير عبارة مؤلَّفة من ثلاث كلمات .
ومعنى كونه مفيداً : أن يَحْسُنَ سكوتُ المتَكلم عليه ، بحيث لا يبقى السَّامِعُ منتظراً لشيءٍ آخر ، فلو قلت " إِذَا حَضَرَ الأُستَاذ " لا يسمى ذلك كلاماً ، ولو أَنَّه لفظ مركب من ثلاث كلمات ؛ لأن المخاطَب ينتظر ما تقوله بعد هذا مِمَّا يَتَرَتَّبُ على حضور الأستاذ . فإذا قلت : " إذَا حَضَرَ الأُسْتَاذُ أَنْصَتَ التَّلاَمِيذُ " صار كلاماً لحصول الفائدة .
ومعني كونه موضوعاً بالوضع العربيِّ : أن تكون الألفاظ المستعملة في الكلام من الألفاظ التي وَضَعَتْهَا العربُ للدَّلالة على معنى من المعاني : مثلاً " حَضَرَ " كلمة وضعها العربُ لمعنًى ، وهو حصول الحضور في الزمان الماضي ، وكلمة " محمد " قد وضعها العربُ لمعنًي ، وهو ذات الشخص المسمى بهذا الاسم ، فإذا قُلْتَ " حَضَرَ مُحَمَّدٌ " تكون قد استعملت كلمتين كُل منهما مما وَضعه العرب ، بخلاف ما إذا تكلمْتَ بكلام مما وضعه العَجَمُ : كالفُرس ، والتُرك ، والبَربر ، والفرنج ، فإنه لا يسمى في عُرف علماءِ العربية كلاماً ، وإن سمَّاهُ أهل اللغة الأخرى كلاماً أمثلة للكلام المستوفي الشروط :
الْجَوُّ صَحْوٌ . الْبُسْتَانُ مُثْمِرٌ . الْهِلاَلُ سَاطِعٌ . السَّمَاءُ صَافِيَةٌ . يُضِيءُ الْقَمَرُ لَيْلاً . يَنْجَحُ المُجْتَهِدُ . لاَ يُفْلِحُ الكَسُولُ . لاَ إِلهَ إلاَّ الله . مُحَمَّدٌ صَفْوَةُ الْمُرْسَلِينَ . الله رَبُّنَا . محمد نَبِيُّنَا .
أمثلة للفظ المفرد :
محمد . علي . إبراهيم . قامَ . مِنْ .
أمثلة للمركب الغير مفيد :
مدينة الأسكندرية . عَبْدُ الله . حَضْرَمَوْتُ .
لو أَ نْصَفَ الناس . إذا جاءَ الشتاءُ . مَهْمَا أَخْفَى المُرَائِي . أن طَلَعَتِ الشَّمسُ .
أسئلة علي ما تقدم

ما هو الكلام ؟ ما معنى كونه لفظاً ؟ ما معنى كونه مفيداً ؟ ما معنى كونه مُركَّباً ؟ ما معنى كونه موضوعاً بالوضع العربي ؟ مَثِّلْ بخمسة أمثلِة لما يسمى عند النحاة كلاماً .
مشاركة رقم 8
***************************

المجلس الثالث
ما هو الكلام ؟
لِلَفْظِ " الكلام " معنيَان : أحدهما لغوي ، والثاني نحويّ
أما الكلام اللغوي فهو عبارة عَمَّا تَحْصُلُ بسببه فَائِدَةٌ ، سواءٌ أَكان لفظاً ، أم لم يكن كالخط والكتابة والإشارة

وأما الكلامُ النحويُّ، فلابُدَّ من أن يجتمع فيه أربعة أمور : الأول أن يكون لفظاً ، والثاني أن يكون مركَّباً ، والثالث أن يكون مفيداً ، والرابع أن يكون موضوعاً بالوضع العربي
********************
ما معنى كونه لفظاً ؟
معني كونه لفظاً: أن يكون صَوْتاً مشتملاً علي بعض الحروف الهجائية التي تبتدئ بالألف وتنتهي بالياء ومثاله: كعبة ، طواف، سجود ،.....
فالإشارة مثلاً لا تسمَّي كلاماً عند النحويين ؛ لعدم كونها صوتاً مشتملاً علي بعض الحروف ، وإن كانت تسمي عند اللغويين كلاماً ؛ لحصول الفائدة بها .
********************
ما معنى كونه مُركَّباً؟
معنى كونه مركباً : أن يكون مؤلفاً من كلمتين أو أكْثَرَ إما لفظًا وإما تقديرًا
********************
ما معنى كونه مفيداً ؟
معني كونه مفيداً : أن يَحْسُنَ سكوتُ المتَكلم عليه ، بحيث لا يبقي السَّامِعُ منتظراً لشيءٍ آخر

********************
ما معنى كونه موضوعاً بالوضع العربي ؟
معنى كونه موضوعاً بالوضع العربيِّ: أن تكون الألفاظ المستعملة في الكلام من الألفاظ التي وَضَعَتْهَا العربُ للدَّلالة علي معنى من المعاني .
********************
مَثِّلْ بخمسة أمثلِة لما يسمى عند النحاة كلاماً
الأمثلة

* أمثلة لألفاظ مركبة لفظًا ، مفيدة ،موضوعة بالوضع العربي:
حضرتْ جود مجلسَ العلمِ
أمَّ حسينُ المصلينَ
ذهبَ أحمد المسجدَ
ختمَ أبو حسين كتابَ اللهِ
درَسَ زكريا القراءات العشر

* أمثلة لألفاظ مركبة تقديرًا ، مفيدة ،موضوعة بالوضع العربي:
تعلم ، قُمْ ، اجْلِس ، كُل، هذه تعد كلامًا عند النحاة

لأنها مركبة من كلمتين في الأصل :

أصلها :تعلم أنت - قم أنت -اجلس أنت -كل أنت

أنواع الكلام
قال : وأَقْسَامُهُ ثَلاَثَةٌ : اسْمٌ ، وَفِعْلٌ ، وَحَرْفٌ جَاءَ لِمَعْنًى
وَأَقول : الألفاظُ التي كان الْعَرَبُ يَسْتَعْمِلُونَهَا في كلامِهِمْ ونُقِلَتْ إلينا عنهم ، فنحن نتكلم بها في مُحاوراتنا ودروسنا ، ونقرؤها في كُتُبِنا ، ونكتب بها إلى أهلينا وأصدقائِنا ، لا يخلو واحد منها عن أن يكون واحدًا من ثلاثة أشياء : الاسم ، والفعل ، والحرف .

أما الاسمُ في اللغة فهو : ما دلَّ على مُسَمَّى ، وفي اصطلاح النحويين : كلمةٌ دَلَّتْ عَلَى معنًى في نفسها ، ولم تقترن بزمان ، نحو : محمدٍ ، عليّ ، ورَجُل ، وَجَمل ،و نَهْر ، و تُفَّاحَة ، و لَيْمُونَةٌ ، وَعَصًا ، فكل واحدٍ من هذه الألفاظ يدل على معنى ، وليس الزمان داخلاً في معناه ، فيكون اسماً .
وأما ، الفعل فهو في اللغة : الْحَدَثُ ، وفي اصطلاح النحويين : كلمة دلَّتْ على معنى في نفسها ، واقترنت بأحد الأزمنة الثلاثة ـ التي هي الماضي ، والحال ، والمستقبل ـ نحو " كَتَبَ " فإنه كلمةٌ دالةٌ على معنى وهو الكتابة ، وهذا المعنى مقترن بالزمان الماضي ، و نحو " يَكْتُبُ " فإنه دال على معنى ـ وهو الكتابة أيضاً ـ وهذا المعنى مقترن بالزمان الحاضر ، و نحو " اكْتُبْ " فإنه كلمة دالة على معنى ـ وهو الكتابة أيضاً ـ وهذا المعنى مقترن بالزمان المستقبل الذي بعد زمان التكلم .
ومثل هذه الألفاظ :نَصَرَ وَ يَنْصُرُ وَانْصُرْ ،وَ فَهِمَ وَيَفْهَمُ وَ افْهَمْ ، وَعَلِمَ وَيَعْلَمُ وَاعْلَمْ ،وَ جَلَسَ وَ َيْجِلسُ وَاجْلِسْ ،وَ ضَرَبَ وََيَضِْربُ وَاضْرِبْ .
والفعل على ثلاثة أنواع : ماضٍ و مُضَارِعٌ وأَمْرٌ :
فالماضي ما دَلّ على حَدَثٍ وَقَعَ في الزَّمَانِ الذي قبل زمان التكلُّم ، نحو كَتَبَ ، وَ فَهِمَ ، وَ خَرَجَ ، وَسَمِعَ ، وَأَبْصَرَ ، وَتَكَلَّمَ ، وَاسْتَغْفَرَ ، وَاشْتَرَكَ .
والمضارع : مَا دَلَّ عَلَى حدثٍ يقع في زمان التكلُّم أو بعده ، نحو يَكْتُبُ ، وَ يَفْهَمُ ، وَ يَخْرُجُ ،وَ يَسْمَعُ ، وَيَنْصُرُ ، وَيَتَكلمُ ، وَيَسٍتَغْفِرُ ، وَيَشْتَرِكُ .
وَالأمرُ : ما دَلَّ على حَدَثٍ يُطْلَبُ حُصوله بعد زمان التكلُّم ، نحو اكْتُبْ ، وَافْهَمْ ، واخْرُجْ ، واسْمَعْ ، وَانْصُرْ ، وَتَكَلَّمْ ، وَاسْتَغْفِرْ ، وَاشْتَرِكْ .
وأما الحرف : فهو في اللغة الطرَفُ ، وفي اصطلاح النُّحَاة : كلمة دَلَّتْ على مَعْنًى في غيرها ، نحو " مِنْ " ، فإنَّ هذا اللفظ كلمة دلَّتْ على معنى ـ وهو الابتداءُ ـ وهذا المعني لا يتمُّ حتَّى تَضمَّ إلى هذه الكلمة غيرَهَا ، فتقول : " ذَهَبْتُ مِنَ الْبَيْت " مثلا ً.
أمثلة للاسم : كتابٌ ، قَلَمٌ ، دَوَاةٌ ، كرَّاسَةٌ ، جَرِيدَةٌ ، خليل ، صالح، عمران ، وَرَقَةٌ ، سَبُعٌ ، حمَارٌ ، ذِئْبٌ ، فَهْدٌ ، نَمِرٌ ، لَيْمُونَة ، بُرْتقَالَةٌ ، كُمَّثْرَاةٌ ، نَرْجِسَةٌ ، وَرْدَةٌ ، هَؤلاءِ ، أنتم .
أمثلة للفعل : سافَرَ يُسَافِرُ سَافِرْ ، قالَ يَقُولُ قُلْ ، أَمِنَ يَأْمَنُ إِيمَنْ ، رَضِيَ يَرْضَى ارْضَ ، صَدَقَ يَصْدُقُ اصْدُقْ ، اجْتَهَدَ يَجْتَهِدُ اجْتَهِدْ ، اسْتَغْفَرَ يَسْتَغْفِرُ اسْتَغْفِرْ .
أمثلة للحرف : مِنْ ، إلى ، عَنْ ، عَلَى ، إلا ، لكِنْ ، إنَّ ، أَنْ ، بَلى ، بَلْ ، قَدْ ، سَوْفَ ، حَتَّى ، لَمْ ، لا ، لَنْ ، لَوْ ، لَمَّا ، لعَلَّ ، مَا ، لاَتَ ، لَيْت ، إنْ ، ثُمَّ ، أَوْ .
أسئلة
ما الاسم ؟ مَثِّل للاسْم بعشَرة أمثلة . ما الفعل ؟ إلى كم ينقسم الفعل ؟ ما المضارع ؟ ما هو الأمر ؟ ما الماضي ؟ مَثِّل للفعل بعشرة أمثلة . ما هو الحرف مَثِّل للحرف بعشرة أمثلة .

مشاركة رقم 9-10

******************************

الدرس الرابع
أسئلة
ما الاسم ؟ مَثِّل للاسْم بعشَرة أمثلة . ما الفعل ؟ إلى كم ينقسم الفعل ؟ ما المضارع ؟ ما هو الأمر ؟ ما الماضي ؟ مَثِّل للفعل بعشرة أمثلة . ما هو الحرف مَثِّل للحرف بعشرة أمثلة.
الإجابة

ما الاسم ؟
الاسمُ في اللغة فهو : ما دلَّ على مُسَمَّى ، وفي اصطلاح النحويين : كلمةٌ دَلَّتْ عَلَى معنًى في نفسها ، ولم تقترن بزمان ، نحو : محمدٍ ، عليّ ، ورَجُل ،
*مَثِّل للاسْم بعشَرة أمثلة :
منضدة – كتاب – قلم – أسد – كراسة – سعيد – كعبة – مسجد – مصلى – مصحف
*ما الفعل ؟
الفعل فهو في اللغة : الْحَدَثُ ، وفي اصطلاح النحويين : كلمة دلَّتْ على معنى في نفسها ، واقترنت بأحد الأزمنة الثلاثة ـ التي هي الماضي ، والحال ، والمستقبل ـ نحو " كَتَبَ " فإنه كلمةٌ دالةٌ على معنى وهو الكتابة ، وهذا المعنى مقترن بالزمان الماضي ،
*إلى كم ينقسم الفعل ؟
والفعل على ثلاثة أنواع : ماضٍ و مُضَارِعٌ وأَمْرٌ:
فالماضي ما دَلّ على حَدَثٍ وَقَعَ في الزَّمَانِ الذي قبل زمان التكلُّم ، نحو كَتَبَ ، وَ فَهِمَ ، وَ خَرَجَ ، وَسَمِعَ
والمضارع : مَا دَلَّ عَلَى حدثٍ يقع في زمان التكلُّم أو بعده ، نحو يَكْتُبُ ، وَ يَفْهَمُ ، وَ يَخْرُجُ
وَالأمرُ: ما دَلَّ علي حَدَثٍ يُطْلَبُ حُصوله بعد زمان التكلُّم ، نحو اكْتُبْ ، وَافْهَمْ ، واخْرُجْ ، واسْمَعْ ،
*مَثِّل للفعل بعشرة  أمثلة .؟
ذهب ، يذهب ، اذهبْ شرب ،يشرب ، اشربْ سجد ،يسجد ، اسجدْذاكَرَ ، يُذاكِر، ذَاكِرْ حفظ , يحفظ, احفظْ-
قرَأَ , يقرأُ , اقْرأْاستغفرَ , يستغفرُ , استغفرْ - سبَّحَ , يسِّحُ,سبِّحْحوقلَ , يحَوقِلُ , حَوْقِلْ كبرَ, يكبرُ , كبِّرْ .
* ما هو الحرف ؟ مَثِّل للحرف بعشرة أمثلة .
الحرف: في اللغة الطرَفُ ، وفي اصطلاح النُّحَاة : كلمة دَلَّتْ على مَعْنًى في غيرها ، نحو " مِنْ " ، فإنَّ هذا اللفظ كلمة دلَّتْ على معنى ـ وهو الابتداءُ ـ وهذا المعني لا يتمُّ حتَّى تَضمَّ إلى هذه الكلمة غيرَهَا ، فتقول : " ذَهَبْتُ مِنَ الْبَيْت " مثلا ً.
=أمثلة  للحرف :
ذهبتُ إلى المسجد
جئتُ من المسجد
دعوتُ الله حتى بزغ الفجر
دعوتُ لـ أمي بـالرحمة والمغفرة
" وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الأَرْضِ.." الأعراف 10
"وَعَلَى الأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيمَاهُمْ." الأعراف 46
إن العلمَ نورٌ .
لا طالبة كسولة في مجلسنا.
{فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاء اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى }طه130
علامات الاسم

قال : فالاسم يُعْرَفُ : بالْخَفْض ، وَالتَّنْوِينِ ، وَدخولِ الألِفِ وَالَّلامِ ، وَحُرُوف الْخَفْضِ ، وَهيَ : مِنْ ، وَإلى ، وَعَنْ ، وَعَلَى ، وَفي ، وَرُبَّ ، والْبَاءُ ، والْكافُ ، وَالَّلامُ ، وحُرُوفُ القَسَمِ ، وهِيَ : الْوَاوُ ، والْبَاءُ ، والتَّاءُ .
وأقول : للاسم علامات يتميَّز عن أخَوَيْه الفِعْلِ والْحَرْفِ بوجود واحدةٍ منها أو قَبُولِها ، وقد ذكر المؤلف ـ رحمه الله ! ـ من هذه العلامات أرْبَعَ علاماتٍ ، وهي الْخَفْضُ ، والتَّنْوِينُ ودخولُ الأَّلف والَّلام ، ودُخول حرفٍ من حروف الخفض .
أما الخفض فهو في اللغة : ضد الارتفاع ، وفي اصطلاح النحاة عبارة عن الكسرة التي يُحْدِثُهَا الْعامل أوْ ما ناب عنها ، وذلك مثل كسرة الراءِ من " بكرٍ " و "عمرو " في نحو قولك : " مَرَرْتُ بِبَكْرٍ " وقولك " هذا كِتابُ عَمْرِو " فبكْرٍ وعمرٍو: اسمان لوجود الكسرة في أواخر كل واحِدٍ منهما .
وأما التنوين ، فهو في اللغة التَّصْويت ، تقول " نَوَّنَ الطَّائِرُ " أي : صَوَّتَ ، وفي اصطلاح النُّحَاة هو : نُونٌ ساكنةٌ تّتْبَعُ آخِرَ الاسم لفظاً وتفارقهُ خَطا للاستغناء عنها بتكرار الشَّكلة عند الضبْطِ بالقلم ، نحو : محمدٍ ، وكتابٍ ، وإيهٍ ، وصَهٍ ، ومُسْلِمَاتٍ ، وفَاطِمَاتٍ ،و حِينَئِذٍ ،وَ سَاعَتَئِذٍ ، فهذه الكلمات كلها أسماء ٌ، بدليل وجود التنوين في آخرِ كلِّ كلمة منها .
العلامة الثالثة من علامات الاسم : دخول " أَلْ " في أول الكلمة ، نحو " الرجل ، والغلام ، والفرس ،و الكتاب ، والبيت ، والمدرسة " فهذه الكلمات ، كلها أسماء لدخول الألف واللام في أوَّلها .
العلامة الرابعة : دخول حرفٍ من حروف الخفض ، نحو " ذهبتُ من البيت إلى المدرسَةِ " فكل من " البيت " و " المدرسة " اسم ، لدخول حرف الخفض عليهما ، ولوجود " أَلْ " في أَوَّلهما .
وحروف الخفض هي : "من " ولها معانٍ : منها الابتداءُ ، نحو" سَافْرتُ مِنَ الْقَاهِرَةِ " و "إلى " من معانيها الانتهاء ، نحو " سَافَرْتُ إلىالأسْكَنْدَرِيَّةِ " و " عَنْ " ومن معانيها المجاوزةُ ، نحو " رَمَيْتُ السَّهْمَ عَنِ الْقَوْسِ" و" على"و من معانيها الاستعلاءُ ، نحو " صَعِدْتُ عَلَى الْجَبَلْ " و " فِي " ومن معانيها الظرفية نحو " الْمَاءُ في الْكُوز " و " رُب َّ" ومن معانيها التقليل، ونحْو " رُبَّ رَجُلٍ كرِيمٍ قَابَلَنِي " و الْبَاءُ ومن معانيها التعدية ، ونحو " مَرَرْتُ بـالْوَادِي " و " الكافُ " و من معانيها التشبيه ، نحو " لَيْلى كـالْبَدْرِ" و " اللام " ومن معانيها الْمِلْكِ نحْو" المالُ لـمحمد " [2]، والاختصاصُ ، نحو " البابُ لـلدَّار ، والْحَصيرُ لِـلْمَسْجِدِ " والاستحقاقُ نحو " الْحَمْدُ لـله "
ومن حروف الخفض : حُرُوف الْقَسَمِ ، وهي ثلاثة أحرف .
الأول : الواو ، وهي لا تَدْخُلُ إلا عَلَى الاسم الظاهِرِ ، ونحو " والله " ونحو " وَالْطُّورِ وَكتابٍ مَسْطُور" ونحو " وَالتِّينِ وَالزيْتُونِ وَطُورِ سِينين "
والثاني : الباءُ ، ولا تختص بلفظ دون لفظ ، بل تدخل على الاسم الظاهر ، نحو " بـالله لأَجْتَهِدَنَّ " وعلى الضمير ، نحو " بـكَ لأضْرِبَنَّ الكَسُولَ" .
والثالث : التاء ُ، ولا تدخل إلا على لفظ الجلالة نحو "و تـالله لأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ "

أسئلة

ما علامات الاسم ؟ ما معنى الخفض لغة واصطلاحاً ؟ التنوين لغةً واصطلاحاً ؟ على أي شيءٍ تدلُّ الحروف الآتية : من ، اللام ، الكاف ، ربَّ ، عن ، فِي ؟
ما الذي تختص واو القسم بالدخول عليه من أنواع الأسماء ؟ ما الذي تختصُّ تاءُ القسم بالدخول عليه ؟ مَثِّل لباءِ القسم بمثالين مختلفين .

تمارين

ميِّز الأسماءَ التي في الجمل الآتية مع ذكر العلامة التي عرفتَ به اسميتها : بسم الله الرحمن الرحيم . الحمد لله رب العالمين ... إن الصَّلاَةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء ِوالْمُنْكَر... وَالْعَصْرِ إِنَّ الإِنْسَانَ لَفِي خُسْرْ... وَإلهُكُمْ إِلهٌ وَاحِدٌ ... الرَّحْمنُ فَاسْألْ بِهِ خَبِيرًا...قل إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لله رَبِّ العالَمِينَ، لاَ شَرِيكَ لَهُ ، وَبِذَلِكَ أُمرتُ ، وَأَنَا أَوَّلُ المسْلِمينَ
مشاركة رقم -11-12
**********************

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق