الثلاثاء، 24 يونيو 2025

المسبحات وفضلها

 

أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ كانَ لا يَنامُ حتَّى يقرأَ المسبِّحاتِ، ويقولُ : فيها آيةٌ خيرٌ من ألفِ آيةٍ "خلاصة حكم المحدث : حسن - الراوي : العرباض بن سارية - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح الترمذي.
شرح الحديث :
وهي السور التي في أوائلها سبحان، أو سبح بالماضي، أو يسبح، أو سبح بالأمر، وهي سبعة: {سبحان الذي أسرى} [الإسراء: 1] والحديد والحشر والصف والجمعة والتغابن والأعلى (قبل أن يرقد)،أي ينام (يقول) استئناف لبيان الحامل له على قراءة تلك السور كل ليلة قبل أن ينام (إن فيهن)، أي في المسبحات (آية)، أي عظيمة (خير)، أي هي خير (من ألف آية) قيل: هي "لو أنزلنا هذا القرآن" وعن الحافظ ابن كثير أنها " {هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم} [الحديد: 3] " اهـ. والأظهر أنها هي الآية التي صدرت بالتسبيح، وقال الطيبي: أخفى الآية فيها كإخفاء ليلة القدر في الليالي، وإخفاء ساعة الإجابة في يوم الجمعة محافظة على قراءة الكل؛ لئلا تشذ تلك الآية.
ما هي المسبحات او السور المسبحات؟
و هذه السور هي بحسب ترتيبها في المصحف الشريف كالتالي:
1. سورة الإسراء، و رقمها: (17)
2. سورة الحديد، و رقمها: (57)
3. سورة الحشر، و رقمها: (59)
4. سورة الصف، و رقمها: (61)
5. سورة الجمعة، و رقمها: (62)
6. سورة التغابن، و رقمها: (64)
7. سورة الأعلى، و رقمها: (87).
 

- سورة الإسراء حيث يقول الحق جل وعلا: «سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (1)»

سورة الحديد:«سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ»

سورة الحشر وتأتي بصيغة الماضي أيضًا، يقول تعالى: «سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ»،

سورة الصف افتتحها الله بقوله: «سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ».

سورة الجمعة: «يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ».

سورة التغابن: «يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ».

سورة الأعلى: «سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى». 

 قال صلى الله عليه وعلى آله وسلم " مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمرُنا فَهُوَ رَدٌّ " . 

صحيح مسلم . متون / ( 30 ) ـ كتاب : الأقضية / ( 8 ) ـ باب : نقض الأحكام ـ ( 1718 ) / ص : 448 .

فلا يجوز للإنسان أن يتعبد لله عز وجل بعبادة ، إلا إذا ورد دليل من الشارع بكون تلك العبادة مشروعة ، ولا يجوز لنا أن نخترع عبادات جديدة ونتعبد الله ـ عز وجل ـ بها ، سواء عبادة جديدة في أصلها ، ليست مشروعة ، أو نبتدع صفة في العبادة ليست واردة في الشرع ، 
أونخصص العبادة بزمان أو مكان  

" قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ" سورة آل عمران / آية : 31 . 
" وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ"سورة الأعراف / آية : 158 . 
وقوله تعالى"لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ". سورة الأحزاب / آية : 21 . 
أقسام البدع :
أ ـ البدع الحقيقية . ب ـ البدع الإضافية .
أ ـ البدع الحقيقية : 
قال العلامة الشاطبي في " الاعتصام " 1 / 286 : 
" إن البدعةَ الحقيقيةَ هي التي لم يَدُل عليها دليل شرعيٌّ ؛ لا من كتابٍ ولا سنةٍ ، ولا إجماعٍ ، ولا استدلالٍ معتبرٍ عند أهل العلم ، لا في الجملة ولا في التفصيل " ا.هـ 
علم أصول البدع ... / ص : 147 .

ب ـ البدع الإضافية :
البدعة الإضافية هي التي لها أصل من الدين ولكن أضيف إليها هيئات ، أو أزمنة ، أو ..... ،ليس من الدين .
فالبدعـة الإضافيـة لهـا شـائبتان :
إحداهما : لها من الأدلة مُتَعَلَّقٌ ، فلا تكون من تلك الجهةِ بدعةً .
والأخرى : ليس لها مُتَعَلَّقٌ ؛ إلا مثل ما للبدعةِ الحقيقيـة .
فالبدعة الإضافية بالنسبة إلى إحدى الجهتين سنةٌ ،لأنها مستندةٌ إلى دليلٍ ـ لكنه عام ـ وبالنسبة إلى الجهةالأخرى بدعةٌ ، لأنها مستندة إلى شبهةٍ ،لا إلى دليل ، أو غير مستندة إلى شيءٍ .
فالدليل عليها من جهة الأصل قائم ، ومن جهة الكيفيات أو الأحوال أو التفاصيل لم يَقُمْ عليها ، مع أنها محتاجةٌ إليه .
علم أصول البدع ... / ص : 148 .

القرآن كله كتاب مبارك لكن كون أننا نخصص سور ونترقب البركات المترتبة على تلاوتها ونتداول هذا كل هذا ليس من الهدي . 
وغاية ما ورد في المسبحات وهي سبع أن الرسول كان يقرآها قبل النوم ويقول :
ويقولُ : فيها آيةٌ خيرٌ من ألفِ آيةٍ.
وليس معنى هذا أن نعتقد بتخصيص هذه الأيات ببركات وتوفيقات معينة سواء هي أو غيرها 
فقد وردت فضائل لبعض السور أيضا ولا نخصصها أيضا بما لا تحتمل ونعتقد ذلك ونتواصى بها خاصة 
مثل:

* مَن قَرأَ آيةَ الكرسيِّ دُبَرَ كُلِّ صلاةٍ ؛ لَم يَمنعْه مِن دخولِ الجنَّةِ إلَّا أن يَموتَ ."من كتاب : ترتيب أحاديث صحيح الجامع الصغير وزيادته على الأبواب الفقهية 0 مجلد : 1 ص : 88 . صحيح ابن حبان / عن أبي أمامة / ص : 1103 الهجائي / السلسلة الصحيحة / 972 .

" مَن قَرَأَ هاتَيْنِ الآيَتَيْنِ مِن آخِرِ سُورَةِ البَقَرَةِ في لَيْلَةٍ كَفَتاهُ"صحيح مسلم.
عن أبي سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ أن النبي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ قال " مَن قرأَ سورةَ الكَهفِ في يومِ الجمعةِ ؛ أضاءَ لهُ منَ النُّورِ ما بينَ الجُمعتَينِ"صححه الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في إرواء الغليل والسلسلة الصحيحة.
 * عن أبي هريرة ، عن النبي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ قال "إنَّ سورةً في القرآنِ ثلاثونَ آيةً شفَعت لصاحبِها حتَّى غُفِرَ لَه تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ"صحيح . صحيح سنن أبي داود / حديث رقم : 1265 . صحيح سنن ابن ماجه / مجلد رقم : 2 / ص : 316 / حديث رقم : 3053 ـ 3786 .

* عن جابر : أن النبي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم " كانَ لا ينامُ حتى يَقرأَ" الم ، تَنْزِيلُ" السَّجْدَةَ ، و تَبارَكَ الذي بِيَدِهِ الْمُلْكُ"صحيح سنن الترمذي / مجلد رقم : 3 / ص : 6 / حديث رقم : 2316 ـ 3066 .

* عن عقبة بن عامر الجهني عن النبي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ قال "قَد أنزلَ اللَّهُ عليَّ آياتٍ لم يُرَ مثلُهُنَّ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ إلى آخرِ السُّورةِ ، وَ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ إلى آخرِ السُّورةِ" صحيح سنن الترمذي مجلد رقم : 3 / ص : 8 . 

عن أبي أمامة الباهلي ؛ قال : سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ يقول : 
" اقْرَؤُوا القُرْآنَ فإنَّه يَأْتي يَومَ القِيامَةِ شَفِيعًا لأَصْحابِهِ، اقْرَؤُوا الزَّهْراوَيْنِ البَقَرَةَ، وسُورَةَ آلِ عِمْرانَ، فإنَّهُما تَأْتِيانِ يَومَ القِيامَةِ كَأنَّهُما غَمامَتانِ، أوْ كَأنَّهُما غَيايَتانِ، أوْ كَأنَّهُما فِرْقانِ مِن طَيْرٍ صَوافَّ، تُحاجَّانِ عن أصْحابِهِما، اقْرَؤُوا سُورَةَ البَقَرَةِ، فإنَّ أخْذَها بَرَكَةٌ، وتَرْكَها حَسْرَةٌ، ولا تَسْتَطِيعُها البَطَلَةُ. قالَ مُعاوِيَةُ: بَلَغَنِي أنَّ البَطَلَةَ: السَّحَرَةُ"صحيح مسلم. .مسلم / كفاية المسلم / ج : 3 / ص : 388 . 

" يُؤْتَى بالقُرْآنِ يَومَ القِيامَةِ وأَهْلِهِ الَّذِينَ كانُوا يَعْمَلُونَ به، تَقْدُمُهُ سُورَةُ البَقَرَةِ وآلُ عِمْرانَ، وضَرَبَ لهما رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ ثَلاثَةَ أمْثالٍ ما نَسِيتُهُنَّ بَعْدُ؛ قالَ: كَأنَّهُما غَمامَتانِ، أوْ ظُلَّتانِ سَوْداوانِ، بيْنَهُما شَرْقٌ، أوْ كَأنَّهُما حِزْقانِ مِن طَيْرٍ صَوافَّ، تُحاجَّانِ عن صاحِبِهِما."صحيح مسلم.

"كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ "

[سورة ص: الآية 29]

 

نتدبر هذه النصوص بحقها ولا نزيد عليها ما لاتدل عليه

  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق