تابع الفصل الثالث
تابع القاعدة الرابعة
لتتصل المعلومة سنبدأ بجزء من الشريط الثالث فمعذرة على التكرار
المـتـن
وقد أجمعوا على ذلك كما نقله ابن عبد البر فقال:
"أهل السنة مجمعون على الإقرار بالصفات الواردة كلها في القرآن الكريم
والسنة، والإيمان بها، وحملها على الحقيقة لا على المجاز، إلا أنهم لا يكيفون
شيئًا من ذلك، ولا يحدون فيه صفة محصورة"
ا.هـ.
وقال القاضي أبو يعلى في كتاب "إبطال التأويل": "لا يجوز رد هذه الأخبار، ولا التشاغل بتأويلها، والواجب حملها على ظاهرها، وأنها صفات الله، لا تشبه صفات سائر الموصوفين بها من الخلق، ولا يعتقد التشبيه فيها، لكن على ما روي عن الإمام أحمد وسائر الأئمة" ا.هـ. نقل ذلك عن ابن عبد البر والقاضي شيخ الإسلام ابن تيميه في الفتوى الحموية ص87-89 جـ5 من مجموع الفتاوى لابن القاسم.
وهذا هو المذهب الصحيح، والطريق القويم الحكيم، وذلك لوجهين:
الأول: أنه تطبيق تام لما دل عليه الكتاب والسنة من وجوب الأخذ بما جاء فيهما من أسماء الله وصفاته كما يعلم ذلك من تتبعه بعلم وإنصاف.....
وقال القاضي أبو يعلى في كتاب "إبطال التأويل": "لا يجوز رد هذه الأخبار، ولا التشاغل بتأويلها، والواجب حملها على ظاهرها، وأنها صفات الله، لا تشبه صفات سائر الموصوفين بها من الخلق، ولا يعتقد التشبيه فيها، لكن على ما روي عن الإمام أحمد وسائر الأئمة" ا.هـ. نقل ذلك عن ابن عبد البر والقاضي شيخ الإسلام ابن تيميه في الفتوى الحموية ص87-89 جـ5 من مجموع الفتاوى لابن القاسم.
وهذا هو المذهب الصحيح، والطريق القويم الحكيم، وذلك لوجهين:
الأول: أنه تطبيق تام لما دل عليه الكتاب والسنة من وجوب الأخذ بما جاء فيهما من أسماء الله وصفاته كما يعلم ذلك من تتبعه بعلم وإنصاف.....
الشرح
أن يكون الحقُ فيما قاله السلف أو فيما قاله غيرهم
صح هذا؟ انتبه لكن لو قلنا:أن يكون الحق فيما قاله السلف أو فيما قاله أهلُ
التأويل؛ لكان يمكن أن يقول قائلٌ:أوفيما قاله طرفٌ ثالثٌ. أما إذا قلنا أو فيما
قاله غيرهم ؛فهو يشمل يعني ماأحد يَدخُل علينا في هذه العبارة ولذلك لو قال رجل:إن
كان هذا الطائِرُ غرابًا فزوجتي طالقٌ وقال الثاني:إن كان حمامًا فزوجتي طالقٌ.
أيُّهما تُطلق زوجته؟ كلهم ماتُطلق زوجاتهم .
انتهى الشريط الثالث
انتهى الشريط الثالث
بداية
الشريط الرابع
كلهم ماتُطلق زوجاتهم؛ليش؟ لأن قال هذا غرابُ
وقال هذا حمامٌ يمكن يكون لاغراب ولا حمام إذن ماتُطلق زوجاتهم.وقال رجلٌ له
امرأتان:إن كان هذا الطائرُ غرابًا فزينبُ طالقٌ وإن كان حمامًا فهندٌ طالقٌ وراح
الطائر مَنْ يُطلق؟ كلُ واحدةٍ ما تُطلق؛ لاحتمال ألا يكون غرابًا ولا حمامًا .الرجلُ
قال:إن كان هذا الطائرُغرابًا فزينبُ طالقٌ وإن كان غيرَ غرابٍ فهندٌ طالقٌ .مَن
يُطلق منهما؟ شوف ياإخوان هو قال صيغتين:
أولا:إن كان هذا الطائرُ غرابًا فزينبُ طالقٌ؛ وإن كان حمامًا فهندُ طالقٌ هذا مايطلق كلهم ليش؟لأنه يحتمل أنه لاغراب ولاحمام.
ثانيًا:إن كان هذا الطائرُغرابًا فزينبُ طالقٌ ؛وإن كان غير غرابٍ فهندُ طالقٌ ؛نقول تُطلقُ أحدهما يقيناً ليش؟ لأنه إما غراب ولاغيرغراب مافيه غيرهما لا مافيه قسِمٌ ثالث لاغراب ولاغير غراب.يقول العلماءفي هذه الحال تُميَّزُ المجهولة بالقرعة فيقرع بينهما فمن خرجت القرعة عليها طلقت.فهمتم الفرق بين الكلمات ياجماعة؟ انتبهوا نحنُ الآن نتكلم عن انقسام الناس في نصوص الكتاب والسُنة بالنسبة لأسماء الله وصفاته وأنه القسم الأول وهو أشرف الأقسام مَنْ جعلوا الظاهرالمتبادِرمنها حقًا يليقُ بالله-عزوجل-وهؤلاء أبقَوا دِلالتها على ذلك وهم السلف. وقلنا:إن السلف دلَّ على قولهِم السمع والعقل أو قلنا هذا هو المذهب الصحيح لوجهين:الوجه الأول:أنه تطبيقٌ لم دلَّ عليه الكتاب والسُنة.
أولا:إن كان هذا الطائرُ غرابًا فزينبُ طالقٌ؛ وإن كان حمامًا فهندُ طالقٌ هذا مايطلق كلهم ليش؟لأنه يحتمل أنه لاغراب ولاحمام.
ثانيًا:إن كان هذا الطائرُغرابًا فزينبُ طالقٌ ؛وإن كان غير غرابٍ فهندُ طالقٌ ؛نقول تُطلقُ أحدهما يقيناً ليش؟ لأنه إما غراب ولاغيرغراب مافيه غيرهما لا مافيه قسِمٌ ثالث لاغراب ولاغير غراب.يقول العلماءفي هذه الحال تُميَّزُ المجهولة بالقرعة فيقرع بينهما فمن خرجت القرعة عليها طلقت.فهمتم الفرق بين الكلمات ياجماعة؟ انتبهوا نحنُ الآن نتكلم عن انقسام الناس في نصوص الكتاب والسُنة بالنسبة لأسماء الله وصفاته وأنه القسم الأول وهو أشرف الأقسام مَنْ جعلوا الظاهرالمتبادِرمنها حقًا يليقُ بالله-عزوجل-وهؤلاء أبقَوا دِلالتها على ذلك وهم السلف. وقلنا:إن السلف دلَّ على قولهِم السمع والعقل أو قلنا هذا هو المذهب الصحيح لوجهين:الوجه الأول:أنه تطبيقٌ لم دلَّ عليه الكتاب والسُنة.
المتن
الوجه الثاني:أن يُقال:إن
الحق إما أن يكون فيما قاله السلف أو فيما قاله غيرهم.والثاني باطلٌ لأنه يلزم منه
أن يكون السلف من الصحابة والتابعين لهم بإحسان تكلموا بالباطل تصريحًا
أوظاهراً.ولم يتكلموا مرة واحدة لا تصريحًا ولاظاهرًا بالحق الذي يجب اعتقاده.
الشرح
واضح هذاإذا قلنا:إن الحق فيما قاله غيرُالسلفِ
لَزِمَ من ذلك أن السلف تكلموا بالباطل ولم يتكلموا بالحق أبدًا؛ وهذا طبعًا لازمٌ
باطلٌ لا أحد يقول:إن السلف من الصحابة والتابعين لهم بإحسان كانوا يتكلمون
بالباطل ولايتكلمون بالحق والذي يقول ذلك قد نُكفره؛ قد نقول له أنت كافر لأن إذا
كان هؤلاء لم يتكلموا إلا بالباطل فهذا أكبر العيب
والقدح فيهم.
المتن
وهذا
يستلزم أن يكونوا إما جاهلين بالحق وإما عالمين به لكن كتموه وكلاهما
باطلٌ.وبُطلان اللازم يدل على بطلان الملزوم.فتعين أن يكون الحقُ فيما قاله السلف
دون غيرهم.
الشرح
وهذا واضح دليلٌ عقليٌ ولا لأ؟ هذا دليلٌ عقلي
والأول دليلٌ حسي لأنك إذا تأملت مذهب السلف وجدته مطابقًا لما دل عليه الكتاب
والسُنة وهذا دليلٌ عقليٌ ولامحِيدَ عنه.
المتن
القسم الثاني:مَنْ
جعلوا الظاهر المتبادرمن الصفات معنىً باطلاً لايليقُ بالله وهو التشبيه وأبقوا
دلالتها على ذلك وهؤلاء هم المُشبهة ومذهبهم باطلٌ مُحرمٌ من عدة أوجهٍ:
الشرح
هؤلاء يقولون:نُجري النصوص على ظاهرها لكنهم
يجعلونها من جنس صفات المخلوقين.يقولون:نعم لله وجهٌ ولكن وجهه مثل وجه الناس له
يد ويده مثل أيدي الناس وهكذا يقولون في بقية الصفات.هؤلاء سماهم أهلُ السُنةِ
والجماعة إيش؟ مشبهة ممثلة.
المتن
الأول:أنه جناية
ٌعلى النصوص وتعطيلٌ لهاعن المراد بها. فكيف يكون المرادُ بها التشبيه وقد قال
اللهُ تعالى: "ليس كمثله شيء"؟
الشرح
صح لاشك أنها جناية على النصوص.الذي يقول:إن نصوص
الصفات تدل على التشبيه؛ قد جنى عليها لأنها لايمكن أن تدل على التشبيه أبداًلأن
الله يقول:"ليس
كمثله شيء".
المتن
الثاني:أن العقل دلَّ على مباينة الخالق للمخلوق في
الذات والصفات فكيف يُحكم بدلالة النصوص على التشابه بينهما؟
الشرح
هذا أيضًا دليلٌ عقلي.نقول:إن العقل دل على
مباينة الخالق للمخلوق في الذات والصفات؛ ولا أحد يدعي مُساواة الخالق للمخلوق في
الذات ولافي الصفات إلا المُكابر.فإذا كان العقل دل على امتناع التماثل والتشابه
بين المخلوق والخالق فإننا لوقلنا بالتماثل لكانت النصوص دالةً على أمرٍ ممتنعٍ
عقلاً وهذا لايمكن.
المتن
الثالث:أن هذا
المفهوم الذي فهمه المُشَبِّهُ من النصوص مُخالفٌ لما فهمه السلف منها فيكونُ
باطلاً.
الشرح
هل
السلف فهموا من نصوص الصفات التمثيل و التشبيه؟ أبدًا مافهموه بل آمَنوا بها بدون
تمثيل فمَنْ آمن بها مع التمثيل؛كان مذهبه مُخالفًا لمذهب السلف.
المتن
فإن قال المُشبه:أنا لاأعقِل من نزول الله ويده إلا
مثل ما للمخلوق من ذلك والله تعالى لم يُخاطبنا إلا بما نعرفه ونعقله.فجوابه من
ثلاثة أوجهٍ
الشرح
صح هذه حُجة لمن؟
للمُشَبه يقول:إن الله خاطبنا بما نعرف؛ ونحنُ لانعرف من اليد والنزول والاستواء
إلاما نُشاهد وعلى هذا يكون ما أخبر به الله من ذلك مماثلا لما نُشاهده وهذه هي
الحُجة.يقول هذا الرجل المُشبه لقد خاطبنا الله-عزوجل-بما نعقل فنقول:صدقت ثم يقول:وأنا لا أعقل من
لفظ اليد والنزول والاستواء والوجه والعين وما أشبه ذلك إلا ماأشاهد؛ وهذا يقتضي
أن الله تعالى مُشابه ٌ للمخلوق.فكلُ عينٍ لله فهي مثل عين المخلوق.طيب أي مخلوق؟ مثل
عين الذرة مثل عين الجمل مثل عين الإنسان ؛أيُّ عين؟ أنا لاأعرف عن جوابهم في ذلك
لكن طبعًا سيقول مثل عين الإنسان لأن الله يقول:"ولقد خلقنا الإنسانَ في
أحسَنِ تقويم".والرسول-صلى الله عليه وسلم-يقول: "إن اللهَ خلقَ آدم على
صورته".فيقول المُشبهُ:إن عينه كعين الإنسان .عرفت ؛ولا لأ؟ إذن المُشبهُ
عنده تشبيهٌ هو نفسه مُشبهٌ لله بخلقه وعنده تشبيه أي إلقاء الشُبه على الناس
وهكذا كلُ مُبطلٍ لابد أن يأتي بشبهٍ تحير بعض الناس فيقبلها.هذا لو جاء عند عامي
وقام يتكلم في مثل هذا البيان لقال صدقت هذا هو الحق ومشى على ذلك؛ ولكن سنُبين إن
شاء الله بُطلان هذه الشُّبهة.
المتن
أحدها:أن الذي
خاطبنا بذلك هوالذي قال عن نفسه:"لَيْسَ
كَمِثْلِهِ شَيْءٌ"ونهى
عباده أن يضربوا له الأمثال أويجعلواله أندادًا فقال:"فَلَا
تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا
تَعْلَمُونَ"وكلامه
تعالى كله حقٌ يُصدق بعضه بعضًا ولا يتناقض.
الشرح
صح طيب لو قلتُ:إن هذا مثل هذا كذبْتَ قوله
تعالى: "ليس
كمثله شيء"وضربتَ
له مِثلاً وجعلتَ له نِدًّا وقد نُهِيتَ عن ذلك.وكلامُ اللهِ-عزوجل-يُصَدِّقُ بعضه
بعضًا. ونحنُ يُمكنُنا أن نجمع بين قوله:"لَيْسَ
كَمِثْلِهِ شَيْءٌ" وقوله:
" لِمَا
خَلَقْتُ بِيَدَيَّ"أو"تَجْرِي
بِأَعْيُنِنَا"نستطيع
أن نوفق بينهم فنقول:عينٌ لأن اللهَ أثبتها لاتُماثل أعين المخلوقين لأن اللهَ قال"لَيْسَ
كَمِثْلِهِ شَيْءٌ"فيُمكن
أن نوفق؛ وحينئذٍ نَسْلمُ من تمثيلِك وضربِكَ أمثالاً لله مع إثباتنا حقائق ما وصف
اللهُ به نفسه.
المتن
ثانيها: أن يقال
له: ألست تعقل لله ذاتًا لا تشبه الذوات؟ فسيقول:بلى.
الشرح
نقول:هل
أنتَ تُؤمن بأن للهِ ذاتًا؟ سيقول:معلوم أومِنُ بذلك ؛هل تقول:إنها تشبه الذوات
أوإنها لا تشبه الذوات؟ سيقول: لا تشبه الذوات.فنقولُ له:هل تعقل له صفاتٍ لاتشبه
الصفات ؟ فإن القول في الصفات كالقول في الذات ومَنْ فرَّقَ بينهما فقد تناقض.
فنقولُ لهُ:إن كُنتَ تعقل له ذاتًا لا تشبه الذوات فاعقل له صفاتٍ لاتشبه
الصفات.أما أن تقول أعقل له ذاتًا لاتشبه الذوات ولكن لا أعقل صفاتٍ لاتشبه الصفات
فهذا تناقض.
المتن
فيقال له: فلتعقل له صفات لا تشبه الصفات، فإن
القول في الصفات كالقول في الذات، ومن فرق بينهما فقد تناقض!.
ثالثها: أن يقال: ألست تشاهد في المخلوقات ما يتفق في الأسماء ويختلف في الحقيقة والكيفية؟ فسيقول: بلى! فيقال له: إذا عقلت التباين بين المخلوقات في هذا، فلماذا لا تعقله بين الخالق والمخلوق، مع أن التباين بين الخالق والمخلوق أظهر وأعظم، بل التماثل مستحيل بين الخالق والمخلوق كما سبق في القاعدة السادسة من قواعد الصفات.
ثالثها: أن يقال: ألست تشاهد في المخلوقات ما يتفق في الأسماء ويختلف في الحقيقة والكيفية؟ فسيقول: بلى! فيقال له: إذا عقلت التباين بين المخلوقات في هذا، فلماذا لا تعقله بين الخالق والمخلوق، مع أن التباين بين الخالق والمخلوق أظهر وأعظم، بل التماثل مستحيل بين الخالق والمخلوق كما سبق في القاعدة السادسة من قواعد الصفات.
الشرح
هذا أيضًا جوابٌ ثالث عقلي. نقول الآن ألستَ
تُشاهدُ في المخلوقات مايتفقُ في الأسماء ويختلف في الحقيقة والكيفية؟ إن قال:لأ
ما أشاهد.قلنا:تفضل لحديقة الحيوان ؛شوف فيها أسود فيها حُمر وحش وفيها ضباع وفيها
حيات وفيها قرود ؛كلُ واحدٍ منها له وجه وله عين وله يد وله رجل وله ذيل؛ فهل اختلفت
أواتفقت ؟إن قال ما اختلفت؛نقول له يالا على المرستان .
لأنه مجنون. فإذًا
وضَحَ أن المخلوقات تكون صفاتُها متفقة ًفي الاسم وتُخالفها في الحقيقة ؛لماذا
لانعقل لربنا- عزوجل- صفاتٍ تُوافق صفاتنا في الاسم وتُخالفها في الحقيقة؟ لماذا
لانعقل؟ أليسَ التبايُن بين الخالق والمخلوق أظهر وأبين من التبايُن بين المخلوقات
بعضها مع بعض؟ بلى.وحينئذٍ لايكون قوله فيما سبق أنا لاأعقل من هذا اللفظ إلا مثل
ما أشاهد من الأعيان.نقول: تبين
أن قولكَ هذا باطلٌ وأنه قد يُعْقلُ الشيءُ مماثلا للشيءِ في الاسم مُخالفًا له في
الحقيقة إينعم.
==========
المتن
القسم الثالث: من جعلوا
المعنى المتبادر من نصوص الصفات معنى باطلاً، لا يليق بالله وهو التشبيه،
الشرح
أنا قلتُ لكم فيما سبق أنه ينبغي أن نُبدل
بالتشبيه التمثيل لكن نحنُ كتبنا هذا قبل أن يتبين لنا الأولوية.فالأولى كل ما
جاءكم التشبيه أن تجعلوا بدلاً منه التمثيل لأن هذا هو الموجود في القرآن"ليس
كمثله شيء" ولأن التشبيه معنىً يحتمل حقًا وباطلاً فنفيهُ بدون تفصيل فيه
نظر؛ لأنه مامن شيئين موجودين إلا وقد اشتبها في بعض الوجوه.على كل حال خذوا هذه
قاعدة لكم سواء في الفهم أو في الكتاب أو في أي شيءٍ؛ أن تجعلوا بدل التشبيه
التمثيل.
المتن
ثم إنهم من أجل ذلك أنكروا ما دلت عليه من المعنى
اللائق بالله، وهم أهل التعطيل سواء كان تعطيلهم عامًا في الأسماء والصفات، أم
خاصًا فيهما، أو في أحدهما، فهؤلاء صرفوا النصوص عن ظاهرها إلى معاني عينوها
بعقولهم، واضطربوا في تعيينها اضطرابًا كثيرًا، وسموَا ذلك تأويلاً، وهو في
الحقيقة تحريف.
الشرح
هؤلاء هم الشر وهو الذي ألف علماء السُنة- رحمهم
الله-الكتب الكثيرة في الرد عليهم. لماذا؟ لأن نفورالناس عن الطائفة الثانية وهم
أهل التمثيل؛ نفورهم أمرٌمعلومٌ بالفطرة. يعني حتى العامي لوتقول له أنتَ مِثلُ
الله واللهُ مِثلك فما يقبل. فلهذا تجد كلام السلف في الرد على المُمثِلة قليلاً
؛لكن المحنة والبلاء في أهل التأويل أو بالأصح في أهل
التحريف الذين يُسمّون أنفسهم أهل التأويل هؤلاء هم البلاء؛ وهم
الذين أتعبواالعلماء في الرد.يقول شيخُ الإسلام: إنَّ هؤلاء أشدُ ضررًا من
الفلاسفة وأحق بالرد ؛لأن الفلاسفة أيضًا بُطلانُ قولِهم معلومٌ بالفطرة
فنفورالناس منهم أعظمُ. لكن هؤلاءِ يأتون بزخارف من القول يُموهون بها على العامة
فيَقبلُ الناسُ قولهَم. وهؤلاءِ أشدُ ؛ولكنهم كما قال-رحمه الله-:هؤلاء لاللإسلام
نصروا ولا للفلاسفةِ كسروا ؛فهم ما نفعوا الناس بل ضروهم أكثر. لهذا ينبغي أننا
نضع البال في البحث عن هؤلاء لا من حيث استدلالهم ولا من حيث الرد عليهم.
هؤلاء يقولون:إن
الظاهر المتبادر من نصوص الصفات معنى لايليقُ بالله وهو التشبيه ؛ثم لما جعلوا هذا
هو الظاهر ذهبوا يُحرفون النصوص من أجله. قالوا مثلاً"لِمَا
خلقتُ بيدي"كلمة
بيدي ظاهرها إثباتُ اليد والتشبيه ظاهرها التشبيه لأنهم يوافقون المُشَبِّه في أنه
لايُعقل من هذه الأشياء إلاماكان مُشابهًا للمشاهَدِ.لمَّا اعتقدوا هذه العقيدة
الفاسدة قالوا إذًا ماذا نصنع؟ هل نؤمن بها على هذا الظاهر؟ إذا آمنا بها على هذا
الظاهر وافقنا المُشبهة ؛إذًا يجب أن نُأولها إلى معنىً يتناسب مع عقولنا
؛فنقول:المُرادُ باليد النعمة أو القوة ؛والمراد من الاستواء الاستيلاء ؛والمراد
بالنزول إلى السماء الدنيا نزول الأمر أو الرحمة أو ماأشبه ذلك ؛ليش؟ قالوا:لأننا
لايُمكن أن نقرها على ظاهرها وهوالتشبيه فيجب أن نُأوِّلها؛وكلُ
نَصٍ أوهم التشبيه؛أوِّله أو فوِّضه ورُم تنزيهًا.هذه
قاعدة عندهم قالوا: إما أن نُأوِّل أونفوض ونقول
– إذا سُئلنا عن آيات الصفات- واللهِ مانعلمُ عنها شيئًا أبدًا.
ومعلومٌ أن التأويل أفضل من التفويض لأن المُأوِّل يقول:أنا أثبتُ للنصوص معنىً ما أقول إنها كلماتٌ كالحروفِ الهجائيةِ بل أثبت لها معنى فأنا خيرٌ منك أيها الأمي.أنت أمِّيٌ.-يا من قال الله فيكم- "ومنهم أميون لايعلمون الكتابَ إلاأمانِيَّ"ولهذا سمى أهل التأويل أنفسهم أهل العقل ؛والثانية –أهل التفويض- على رأيهم؛ دجاج مايفهموا شيئًا؛ تسألهم عن أي شيء؛يقولون: واللهِ ماندري "ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ" إيش معناه؟قال:والله ما أعرف معناه.استوى على العرش قال: ماشي؛ استولى على العرش قال: ماشي.إيش معناها؟ قال:أنا أفوض الأمر إلى الله ولهذا لجأوا إلى القول الباطل"طريقة السلف أسلم وطريقة الخلف أعلم وأحكم"وهذا من جهلهم.هل في الجهل سلامة؟ مافيه سلامة .نقول ماتدري؟ إن كنت ما تدري تعلَّم، أما أن تسكت في أعظم الأمور أمورالعقيدة وتقول ماتدري ؛مافيه سلامة تعلَّم إن كنتَ ماتدري,هم يقولون نعم نتعلم ولكن على طريقة الخلف ؛وهي التأويل؛ولهذا قالوا طريقة الخلف أعلم وأحكم.ونحنُ نشهدُ باللهِ أنهم إذا كانوا يعتقدون أن طريقة السلف هي التفويض ؛ أن طريقة الخلف أعلم وأحكم ؛مافى شك,اللي يثبت للنصوص معنى ولو كان تأويلاً يُمكن أن يحتمله اللفظ في بعض السياق نقول هو أعلم وأحكم من رجل أمي مايدري إيش يقول..طيب المهم ياجماعة هؤلاء هم الخطر وهم الذين يقولون:ظاهر النصوص التشبيه فيجب أن نُأوِّلها إلى معنىً لايستلزم التشبيه على زعمهم مع أنه والحمدُ لله ؛كل آية يُأوِّلونها إلى معنىً فِرارًا من التشبيه فإنه يلحقهم التشبيه فيكونون قد وقعوا فيما فروا منه وزادوا على ذلك التحريف تحريف الكلم عن مواضعه وتعطيل الله عما يجب له.مثلاً إذا قالوا المراد باليد القوة قلنا:هل للإنسان قوة؟ سيقولون:لأ ماله قوة إذا قالوا لأ قلنا:اسمع"اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةًً" الروم 54.وأنت الآن مالك قوة؟ لك قوة إذا كان لك قوة فعلى قاعدتِك إثباتُكَ القوة َللهِ تشبيهٌ صح ولا لأ؟ إذا قال استوى على العرش يعني استولى عليه نقول:هل الإنسان يستولي ولاما يستولي؟ يستولي وليُّ الأمرفيستولي على الأمر.إذا كان يستولي وأنت قُلتَ: استوى معناها استولى فقد أثبتَ للهِ صفةً للمخلوق مثلها وحينئذٍ تكون مُشَبِهًا.فكلُ شيءٍ يلجأ إليه هؤلاء من تحريفِ النصوص عن ظاهرها فإنهم يقعون في مثل ما فروا منه بالإضافة إلى تعطيلِ الله ممايجبُ له وتحريفِ كلامِهِ وكلام الرسول- صلى الله عليه وسلم-عن ظاهره والحمدُ لله.
ومعلومٌ أن التأويل أفضل من التفويض لأن المُأوِّل يقول:أنا أثبتُ للنصوص معنىً ما أقول إنها كلماتٌ كالحروفِ الهجائيةِ بل أثبت لها معنى فأنا خيرٌ منك أيها الأمي.أنت أمِّيٌ.-يا من قال الله فيكم- "ومنهم أميون لايعلمون الكتابَ إلاأمانِيَّ"ولهذا سمى أهل التأويل أنفسهم أهل العقل ؛والثانية –أهل التفويض- على رأيهم؛ دجاج مايفهموا شيئًا؛ تسألهم عن أي شيء؛يقولون: واللهِ ماندري "ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ" إيش معناه؟قال:والله ما أعرف معناه.استوى على العرش قال: ماشي؛ استولى على العرش قال: ماشي.إيش معناها؟ قال:أنا أفوض الأمر إلى الله ولهذا لجأوا إلى القول الباطل"طريقة السلف أسلم وطريقة الخلف أعلم وأحكم"وهذا من جهلهم.هل في الجهل سلامة؟ مافيه سلامة .نقول ماتدري؟ إن كنت ما تدري تعلَّم، أما أن تسكت في أعظم الأمور أمورالعقيدة وتقول ماتدري ؛مافيه سلامة تعلَّم إن كنتَ ماتدري,هم يقولون نعم نتعلم ولكن على طريقة الخلف ؛وهي التأويل؛ولهذا قالوا طريقة الخلف أعلم وأحكم.ونحنُ نشهدُ باللهِ أنهم إذا كانوا يعتقدون أن طريقة السلف هي التفويض ؛ أن طريقة الخلف أعلم وأحكم ؛مافى شك,اللي يثبت للنصوص معنى ولو كان تأويلاً يُمكن أن يحتمله اللفظ في بعض السياق نقول هو أعلم وأحكم من رجل أمي مايدري إيش يقول..طيب المهم ياجماعة هؤلاء هم الخطر وهم الذين يقولون:ظاهر النصوص التشبيه فيجب أن نُأوِّلها إلى معنىً لايستلزم التشبيه على زعمهم مع أنه والحمدُ لله ؛كل آية يُأوِّلونها إلى معنىً فِرارًا من التشبيه فإنه يلحقهم التشبيه فيكونون قد وقعوا فيما فروا منه وزادوا على ذلك التحريف تحريف الكلم عن مواضعه وتعطيل الله عما يجب له.مثلاً إذا قالوا المراد باليد القوة قلنا:هل للإنسان قوة؟ سيقولون:لأ ماله قوة إذا قالوا لأ قلنا:اسمع"اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةًً" الروم 54.وأنت الآن مالك قوة؟ لك قوة إذا كان لك قوة فعلى قاعدتِك إثباتُكَ القوة َللهِ تشبيهٌ صح ولا لأ؟ إذا قال استوى على العرش يعني استولى عليه نقول:هل الإنسان يستولي ولاما يستولي؟ يستولي وليُّ الأمرفيستولي على الأمر.إذا كان يستولي وأنت قُلتَ: استوى معناها استولى فقد أثبتَ للهِ صفةً للمخلوق مثلها وحينئذٍ تكون مُشَبِهًا.فكلُ شيءٍ يلجأ إليه هؤلاء من تحريفِ النصوص عن ظاهرها فإنهم يقعون في مثل ما فروا منه بالإضافة إلى تعطيلِ الله ممايجبُ له وتحريفِ كلامِهِ وكلام الرسول- صلى الله عليه وسلم-عن ظاهره والحمدُ لله.
المتن
ومذهبهم باطل من وجوه:أحدها: أنه جناية
على النصوص حيث جعلوها دالة على معنى باطل غير لائق بالله ولا مراد له..
الشرح
صح نحنُ نشهدُ باللهِ أن اللهَ-عزوجل-لما قال"لِما
خلقتُ بيدي"أنه ماأرادَ
يدًا مثل أيدينا أبدًا .ولا لأ؟ نشهد أنه ماأراد هذا. فإذا قال قائلٌ:كيف تشهد على
الله هل تدري؟ يمكن الله أراد هذا.أقول:أشهدُ أن اللهَ ما أرادَ ذلك.أعوذ ُبالله؛
تشهدُعلى أمرٍ ماتدري عنه!!إيش أقول؟أقول أدري عنه لأن اللهَ يقول "
لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ "فهنا
جعلوها دالة على معنى باطلٍ غيرِ لائقٍ بالله ولامُرادٍ لله. هل نحنُ نوافقهم على
أن التشبيه باطلٌ؟نعم نوافقهم ؛لكن لانوافقهم على أن التشبيه هو ظاهر النصوص.هذا
هو الفرق بيننا وبينهم.
المتن
الثاني: أنه صرف
لكلام الله تعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم عن ظاهره، والله - تعالى -
خاطب الناس بلسان عربي مبين، ليعقلوا الكلام ويفهموه على ما يقتضيه هذا اللسان
العربي، والنبي صلى الله عليه وسلم خاطبهم بأفصح لسان البشر؛ فوجب حمل كلام الله
ورسوله على ظاهره المفهوم بذلك اللسان العربي؛ غير أنه يجب أن يصان عن التكييف
والتمثيل في حق الله - عز وجل.
الثالث: أن صرف كلام الله ورسوله عن ظاهره إلى معنى يخالفه، قول على الله بلا علم وهو محرم ؛ لقوله - تعالى – "قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْأِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ" الأعراف 33. ولقوله - سبحانه "وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً"الإسراء 36.فالصارف لكلام الله - تعالى - ورسوله عن ظاهره إلى معنى يخالفه قد قفا ما ليس له به علم. وقال على الله ما لا يعلم من وجهين:الأول: أنه زعم أنه ليس المراد بكلام الله - تعالى - ورسوله كذا، مع أنه ظاهر الكلام.الثاني: أنه زعم أن المراد به كذا لمعنى آخر لا يدل عليه ظاهر الكلام.وإذا كان من المعلوم أن تعيين أحد المعنيين المتساويين في الاحتمال قول بلا علم؛ فما ظنك بتعيين المعنى المرجوح المخالف لظاهر الكلام؟!
الثالث: أن صرف كلام الله ورسوله عن ظاهره إلى معنى يخالفه، قول على الله بلا علم وهو محرم ؛ لقوله - تعالى – "قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْأِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ" الأعراف 33. ولقوله - سبحانه "وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً"الإسراء 36.فالصارف لكلام الله - تعالى - ورسوله عن ظاهره إلى معنى يخالفه قد قفا ما ليس له به علم. وقال على الله ما لا يعلم من وجهين:الأول: أنه زعم أنه ليس المراد بكلام الله - تعالى - ورسوله كذا، مع أنه ظاهر الكلام.الثاني: أنه زعم أن المراد به كذا لمعنى آخر لا يدل عليه ظاهر الكلام.وإذا كان من المعلوم أن تعيين أحد المعنيين المتساويين في الاحتمال قول بلا علم؛ فما ظنك بتعيين المعنى المرجوح المخالف لظاهر الكلام؟!
الشرح
واضح الآن ولا ماهو واضح؟الصارفُ لكلامِ اللهِ
ورسولهِ عن ظاهره؛قال على الله ما لايعلم من وجهين:
الوجه الأول:أنه قال إنه ليس المراد كذا مع أن هذا هو ظاهرُ الكلام.
الوجه الثاني:أنه قال المُرادُ كذا مع أنه خلافُ ظاهرِ الكلام فيكون قائلاً على الله بلاعلمٍ في نفي ما أرادَ اللهُ وإثبات مالم يُرد. مثال ذلك"ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ "ظاهر الكلام"استوى" بمعنى علا على العرش ؛علواً خاصًا يليقُ بالله.قال هذا الصارفُ معنى"استوى"استولى.فهنا نفى ماأرادَ اللهُ من العلو.قال:إن اللهَ لم يردْ العُلو.فنقول:أين لك العلم بهذا؟ فأنت الآن مُطالبٌ بالدليل على مانفيتَ والدليلُ على ماأثبتَ ؛فإن لم تُثبت دليلاً في ذلك فقد قلتَ على اللهِ بلاعلمٍ.ثم قال:وإذا كان من المعلوم أن تعيين أحد المعنيين المتساويينفي الاحتمال قولٌ على اللهِ بلاعلم فما ظنُكَ بتعيين المعنى المرجوح المُخالفُ لظاهرالكلام؛ يصيرُ أولى ولاغيرأولى؟ أقول:إذا جاءنا نصٌ فيه احتمالان متساويان يعني يحتمل أن المرادَ كذا أوأن المرادَ كذا؛هل تُعَيِّنُ أحدَ الاحتمالين بدون دليل أو لأ؟ ماتعينه إلابدليل.مثال ذلك: اختلف العلماء في"القَرء"في قوله تعالى:"والمُطلقاتُ يتربصن بأنفسهن ثلاثة َقُرُوءٍ"بعضهم قال:القرء هو الحيض وبعضهم قال القرء هوالطهر كدة ولالأ؟واللفظ من حيث المعنى اللغوي محتملٌ لهما؛إذا قلت المرادُ به الحيض؛ قلنا هات الدليل.إذا قلت المرادُ به الطهر ؛قلنا هات الدليل.فإن لم تأتِ بدليل كان تعينُكَ أحد الاحتمالين؛قولاً بلاعلمٍ.أقول:إذا كان تعيينك أحدَ الاحتمالين المتساويين في الكلام إذا كان قولاً بلاعلم ؛فإن تعيينَ المرجوحِ يكونُ أبعدَ من العلم ؛ويكون أولى بأن يكون قولًا على اللهِ بلاعلمٍ.وهؤلاء المحرفون للكلمِ عن مواضعه من أهل التأويل ؛صرفوا الكلام عن ظاهره إلى معنىً يُخالفُ الظاهر.فنقول:نطلبُ منكم الآن أو نطالبكم بالدليل على مانفيتُم من المعنى المتبادر الظاهر؛ وعلى ماأثبتم من المعنى المرجوح.أظن واضح إن شاء الله.
الوجه الأول:أنه قال إنه ليس المراد كذا مع أن هذا هو ظاهرُ الكلام.
الوجه الثاني:أنه قال المُرادُ كذا مع أنه خلافُ ظاهرِ الكلام فيكون قائلاً على الله بلاعلمٍ في نفي ما أرادَ اللهُ وإثبات مالم يُرد. مثال ذلك"ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ "ظاهر الكلام"استوى" بمعنى علا على العرش ؛علواً خاصًا يليقُ بالله.قال هذا الصارفُ معنى"استوى"استولى.فهنا نفى ماأرادَ اللهُ من العلو.قال:إن اللهَ لم يردْ العُلو.فنقول:أين لك العلم بهذا؟ فأنت الآن مُطالبٌ بالدليل على مانفيتَ والدليلُ على ماأثبتَ ؛فإن لم تُثبت دليلاً في ذلك فقد قلتَ على اللهِ بلاعلمٍ.ثم قال:وإذا كان من المعلوم أن تعيين أحد المعنيين المتساويينفي الاحتمال قولٌ على اللهِ بلاعلم فما ظنُكَ بتعيين المعنى المرجوح المُخالفُ لظاهرالكلام؛ يصيرُ أولى ولاغيرأولى؟ أقول:إذا جاءنا نصٌ فيه احتمالان متساويان يعني يحتمل أن المرادَ كذا أوأن المرادَ كذا؛هل تُعَيِّنُ أحدَ الاحتمالين بدون دليل أو لأ؟ ماتعينه إلابدليل.مثال ذلك: اختلف العلماء في"القَرء"في قوله تعالى:"والمُطلقاتُ يتربصن بأنفسهن ثلاثة َقُرُوءٍ"بعضهم قال:القرء هو الحيض وبعضهم قال القرء هوالطهر كدة ولالأ؟واللفظ من حيث المعنى اللغوي محتملٌ لهما؛إذا قلت المرادُ به الحيض؛ قلنا هات الدليل.إذا قلت المرادُ به الطهر ؛قلنا هات الدليل.فإن لم تأتِ بدليل كان تعينُكَ أحد الاحتمالين؛قولاً بلاعلمٍ.أقول:إذا كان تعيينك أحدَ الاحتمالين المتساويين في الكلام إذا كان قولاً بلاعلم ؛فإن تعيينَ المرجوحِ يكونُ أبعدَ من العلم ؛ويكون أولى بأن يكون قولًا على اللهِ بلاعلمٍ.وهؤلاء المحرفون للكلمِ عن مواضعه من أهل التأويل ؛صرفوا الكلام عن ظاهره إلى معنىً يُخالفُ الظاهر.فنقول:نطلبُ منكم الآن أو نطالبكم بالدليل على مانفيتُم من المعنى المتبادر الظاهر؛ وعلى ماأثبتم من المعنى المرجوح.أظن واضح إن شاء الله.
المتن
مثال ذلك: قوله - تعالى - لإبليس
"مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَي"
ص:75. فإذا صرف الكلام عن ظاهره، وقال: لم يرد باليدين اليدين
الحقيقيتين وإنما أراد كذا وكذا. قلنا له: ما دليلك على ما نفيت؟! وما دليلك على
ما أثبت؟! فإن أتى بدليل - وأنى له ذلك - وإلا كان قائلاً على الله بلا علم في
نفيه وإثباته.
الوجه الرابع: في إبطال
مذهب أهل التعطيل: أن صرف نصوص الصفات عن ظاهرها مخالف لما كان عليه النبي صلى
الله عليه وسلم وأصحابه وسلف الأمة وأئمتها، فيكون باطلاً، لأن الحق بلا ريب فيما
كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وسلف الأمة وأئمتها.
الوجه الخامس: أن يقال للمعطل:
هل أنت أعلم بالله من نفسه؟ فسيقول: لا.
وإن قال:نعم كفر؛ صح ولا لأ؟.
ثم يقال له: هل ما أخبر الله به عن نفسه صدق وحق؟ فسيقول: نعم.
فإن قال لأ؛ كفر؛ لأنه كذَّبَ اللهَ.
ثم يقال له: هل تعلم كلامًا أفصح وأبين من كلام الله - تعالى؟ فسيقول: لا.
ثم يقال له: هل تظن أن الله - سبحانه وتعالى - أراد أن يعمِّيَ الحق على الخلق في هذه النصوص ليستخرجوه بعقولهم؟ فسيقول: لا.
نعم كلُ هذا يُقربه.
لو قال:إنَّ اللهَ أرادَ أن يُعَمِّي الحق :كفرلأن اللهَ يقول: "يُريدُ اللهُ ليُبيِّنَ لكم" ويقول:" يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ أَن تَضِلُّواْ ".
هذا ما يقال له باعتبار ما جاء في القرآن.
أما باعتبار ما جاء في السنة فيقال له:
هل أنت أعلم بالله من رسوله صلى الله عليه وسلم؟ فسيقول: لا.
ثم يقال له: هل ما أخبر به رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحق صدق وحق؟ فسيقول: نعم.
ثم يقال له: هل تعلم أن أحدًا من الناس أفصح كلامًا، وأبين من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فسيقول لا ؛ثم يقال له هل تعلم أن أحدًا من الناس أنصح لعباد الله من رسول الله ؟ فسيقول : لا
فيقال له: إذا كنت تقر بذلك فلماذا لا يكون عندك الإقدام والشجاعة في إثبات ما أثبته الله - تعالى - لنفسه، وأثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم على حقيقته وظاهره اللائق بالله؟ وكيف يكون عندك الإقدام والشجاعة في نفي حقيقته تلك، وصرفه إلى معنى يخالف ظاهره بغير علم؟
الوجه الخامس: أن يقال للمعطل:
هل أنت أعلم بالله من نفسه؟ فسيقول: لا.
وإن قال:نعم كفر؛ صح ولا لأ؟.
ثم يقال له: هل ما أخبر الله به عن نفسه صدق وحق؟ فسيقول: نعم.
فإن قال لأ؛ كفر؛ لأنه كذَّبَ اللهَ.
ثم يقال له: هل تعلم كلامًا أفصح وأبين من كلام الله - تعالى؟ فسيقول: لا.
ثم يقال له: هل تظن أن الله - سبحانه وتعالى - أراد أن يعمِّيَ الحق على الخلق في هذه النصوص ليستخرجوه بعقولهم؟ فسيقول: لا.
نعم كلُ هذا يُقربه.
لو قال:إنَّ اللهَ أرادَ أن يُعَمِّي الحق :كفرلأن اللهَ يقول: "يُريدُ اللهُ ليُبيِّنَ لكم" ويقول:" يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ أَن تَضِلُّواْ ".
هذا ما يقال له باعتبار ما جاء في القرآن.
أما باعتبار ما جاء في السنة فيقال له:
هل أنت أعلم بالله من رسوله صلى الله عليه وسلم؟ فسيقول: لا.
ثم يقال له: هل ما أخبر به رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحق صدق وحق؟ فسيقول: نعم.
ثم يقال له: هل تعلم أن أحدًا من الناس أفصح كلامًا، وأبين من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فسيقول لا ؛ثم يقال له هل تعلم أن أحدًا من الناس أنصح لعباد الله من رسول الله ؟ فسيقول : لا
فيقال له: إذا كنت تقر بذلك فلماذا لا يكون عندك الإقدام والشجاعة في إثبات ما أثبته الله - تعالى - لنفسه، وأثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم على حقيقته وظاهره اللائق بالله؟ وكيف يكون عندك الإقدام والشجاعة في نفي حقيقته تلك، وصرفه إلى معنى يخالف ظاهره بغير علم؟
الشرح
صحيح ؛أيهما أولى أن يكون عنده شجاعة في إثبات
ذلك على حقيقته ؛أم يكون عنده شجاعة فى نفي حقيقته؟الأول هو الأولى بالشجاعة ؛ومع
هذا جَبُنوا عن الأول وتعدَّوا في الثاني.
المتن
وماذا يضيرك إذا أثبت لله - تعالى - ما أثبته لنفسه
في كتابه، أو سنة نبيه على الوجه اللائق به، فأخذت بما جاء في الكتاب والسنة
إثباتاً ونفيًا؟
أليس هذا أسلم لك وأقوم لجوابك إذا سئلت يوم القيامة"مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ"القصص :65.
أوليس صرفك لهذه النصوص عن ظاهرها، وتعيين معنى آخر مخاطرة منك؟! فلعل المراد يكون - على تقدير جواز صرفها - غير ما صرفتها إليه.
الوجه السادس في إبطال مذهب أهل التعطيل: أنه يلزم عليه لوازم باطلة؛ وبطلان اللازم يدل على بطلان الملزوم.
فمن هذه اللوازم:
أولاً: أن أهل التعطيل لم يصرفوا نصوص الصفات عن ظاهرها إلا حيث اعتقدوا أنه مستلزم أو موهم لتشبيه الله - تعالى - بخلقه، وتشبيه الله - تعالى - بخلقه كفر؛ لأنه تكذيب لقوله – تعالى"لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ"الشورى 11. قال نُعيم بن حماد الخزاعي أحد مشايخ البخاري - رحمهما الله :" من شبه الله بخلقه فقد كفر ومن جحد ما وصف الله به نفسه فقد كفر، وليس ما وصف الله به نفسه ولا رسوله تشبيهًا". أهـ.
ومن المعلوم أن من أبطل الباطل أن يجعلَ ظاهر كلام الله تعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم ؛تشبيهًا وكفرًا أو موهمًا لذلك.
ثانيًا: أن كتاب الله - تعالى - الذي أنزله تبيانًا لكل شيء، وهدى للناس، وشفاءً لما في الصدور، ونورًا مبينًا، وفرقانًا بين الحق والباطل لم يبين الله - تعالى - فيه ما يجب على العباد اعتقاده في أسمائه وصفاته، وإنما جعل ذلك موكلاً إلى عقولهم، يثبتون لله ما يشاءون، وينكرون ما لا يريدون. وهذا ظاهر البطلان.
ثالثًا: أن النبي صلى الله عليه وسلم وخلفاءه الراشدين وأصحابه وسلف الأمة وأئمتها، كانوا قاصرين أو مقصرين في معرفة وتبيين ما يجب لله تعالى من الصفات أو يمتنع عليه أو يجوز؛ إذ لم يرد عنهم حرف واحد فيما ذهب إليه أهل التعطيل في صفات الله - تعالى - وسموه تأويلاً.
وحينئذ إما أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم وخلفاؤه الراشدون وسلف الأمة وأئمتها قاصرين لجهلهم بذلك وعجزهم عن معرفته، أو مقصرين لعدم بيانهم للأمة، وكلا الأمرين باطل!!
أليس هذا أسلم لك وأقوم لجوابك إذا سئلت يوم القيامة"مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ"القصص :65.
أوليس صرفك لهذه النصوص عن ظاهرها، وتعيين معنى آخر مخاطرة منك؟! فلعل المراد يكون - على تقدير جواز صرفها - غير ما صرفتها إليه.
الوجه السادس في إبطال مذهب أهل التعطيل: أنه يلزم عليه لوازم باطلة؛ وبطلان اللازم يدل على بطلان الملزوم.
فمن هذه اللوازم:
أولاً: أن أهل التعطيل لم يصرفوا نصوص الصفات عن ظاهرها إلا حيث اعتقدوا أنه مستلزم أو موهم لتشبيه الله - تعالى - بخلقه، وتشبيه الله - تعالى - بخلقه كفر؛ لأنه تكذيب لقوله – تعالى"لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ"الشورى 11. قال نُعيم بن حماد الخزاعي أحد مشايخ البخاري - رحمهما الله :" من شبه الله بخلقه فقد كفر ومن جحد ما وصف الله به نفسه فقد كفر، وليس ما وصف الله به نفسه ولا رسوله تشبيهًا". أهـ.
ومن المعلوم أن من أبطل الباطل أن يجعلَ ظاهر كلام الله تعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم ؛تشبيهًا وكفرًا أو موهمًا لذلك.
ثانيًا: أن كتاب الله - تعالى - الذي أنزله تبيانًا لكل شيء، وهدى للناس، وشفاءً لما في الصدور، ونورًا مبينًا، وفرقانًا بين الحق والباطل لم يبين الله - تعالى - فيه ما يجب على العباد اعتقاده في أسمائه وصفاته، وإنما جعل ذلك موكلاً إلى عقولهم، يثبتون لله ما يشاءون، وينكرون ما لا يريدون. وهذا ظاهر البطلان.
ثالثًا: أن النبي صلى الله عليه وسلم وخلفاءه الراشدين وأصحابه وسلف الأمة وأئمتها، كانوا قاصرين أو مقصرين في معرفة وتبيين ما يجب لله تعالى من الصفات أو يمتنع عليه أو يجوز؛ إذ لم يرد عنهم حرف واحد فيما ذهب إليه أهل التعطيل في صفات الله - تعالى - وسموه تأويلاً.
وحينئذ إما أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم وخلفاؤه الراشدون وسلف الأمة وأئمتها قاصرين لجهلهم بذلك وعجزهم عن معرفته، أو مقصرين لعدم بيانهم للأمة، وكلا الأمرين باطل!!
الشرح
تقدم لنا خمسة َأوجهٍ في إبطال مذهب أهل التعطيل
منها:
أولا:أنه جناية على النصوص.
الثاني:أنه صرفٌ للكلام عن ظاهره.
الثالث:أنه قولٌ على الله بلا علمٍ.
الرابع:أن صرفَ النصوصِ عن ظاهرها مُخالفٌ لطريقة السلف.
الخامس:أن يُقال للمعطل هل أنتَ أعلمُ من باللهِ من نفسه؟
السادس:أن أهل التعطيل يُقالُ لهم"إنه يلزمُ عليه لوازم باطلة.القولُ بالتعطيل يلزمُ عليه لوازم باطلة. ماهي هذه اللوازم؟
أهل التعطيل إنما عطلوا وأنكروا ظاهرة هذه الصفات لأنهم اعتقدوا أن ظاهرها التمثيل ولم تتسع قلوبُهم وتصوراتهم للجمع بين إثبات الحقيقة ونفي التمثيل. مثلًا لما أثبت الله-سبحانه وتعالى لنفسه اليدين ماذا فهموا من اليدين؟ فهموا أنهما يدان مماثلتان لأيدي المخلوقين هذا الذي فهموا.لما فهموا هذا الفهم ذهبوا يُعطلونهما وقالوا ليس المراد باليدين اليدين الحقيقيتين.لماذا ياجماعة؟ قالوا: لأن اليدين الحقيقيتين يستلزمان التمثيل.
طيب ماهو الظاهر من القرآن والسُنة في إثبات اليدين؟ أنهما حقيقيتان أو لا؟ حقيقيتان. نقول:على قولكم يلزم أن يكون ظاهر الكتاب والسُنة كفرًا ؛لأن تمثيلَ اللهِ بخلقهِ كُفرٌ.ولهذا يقول:
أن أهل التعطيل لم يصرفوا نصوص الصفات عن ظاهرها إلاحيثُ اعتقدوا أنه مستلزمٌ أوموهمٌ بتشبيه الله-سبحانه وتعالى-بخلقه ؛وتشبيهُ اللهِ بخلقه كفرٌ ؛لأنه تكذيبٌ لقول الله تعالى"لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ" قال:قال نُعَيم الحماد الخزاعي أحد ُمشايخ البخاري-رحمهم الله-"مَنْ شبَّهَ اللهَ بخلقه فقد كفر ومَنْ جحد ماوصفَ اللهُ به نفسه فقد كفر"وليس ماوصف الله به نفسه ولا رسوله تشبيهًا.ومن المعلوم أن مِن أبطل الباطلِ أن يُجعل ظاهر كلام الله تعالى وكلام رسوله تشبيهاً وكفرًا أو موهمًا لذلك أظن واضح. نعود مرة ثانية: لماذا أنكر أهلُ التعطيل حقيقة َماوصف اللهُ به نفسه وحرَّفوه؟لاعتقادهم أن إثباته يستلزم التمثيل ؛ونحنُ عدلنا عن التشبيه إلى التمثيل.يقول:لوأثبتَ للهِ يداً حقيقية ؛أثبتَ له مثيلاً واضح؟.نقول:على كلامك الآن زعمتَ أن ظاهر الكتاب والسُنة هوالكُفر ؛لأن تمثيل الله بخلقه كفرٌ؛وأيُّ قولٍ أفسد من قولٍ يستلزمُ أن يكونَ ظاهرُ الكتابِ والسُنة كفرًا؟ ليس هناك قولٌ أشدُّ من هذا القولِ بُطلانًا.
اللازم الثاني الباطل أنَّ كتاب الله الذي أنزله تبيانًا لكل شيءٍ وهدىً للناسِ وشفاءً لما في الصدور ونورًا مُبيناً وفرقانًا بين الحق والباطل لم يُبيِّن له فيه مايجب على العباد اعتقاده في أسماء الله وصفاته ؛إنما جُعل ذلك موكولاً إلى عقولهم يثبتون لله مايشاءون ويُنكرون ما لا يُريدون؟وهذا هو ظاهر البطلان. المعطلة الآن يُنكرون حقائق الأسماء والصفات ويقولون المراد باليد القوة.ماالذي دلك على هذا؟قال دلني على ذلك العقل.المراد بالاستواء إيش؟الاستيلاء.ما الذي دلك على ذلك؟ قال العقل وهكذا.نقول إذًا هذا الكتاب العظيم الذي أنزله الله تعالى تِبيانًا لكل شيء وشفاءً لما في الصدور ليس هوالطريق إلى معرفة الله-سبحانه وتعالى-بأسمائه وصفاته؟وإيش الطريق؟العقل!!وهذا من أكبرالقذف في القرآن والسُنة ألا نجعل القرآن والسنة هما المرجع بل نجعلُ ماتقتضيه العقول بل نجعل عقولنا القاصرة هي المرجع!!. وهذا لازمٌ باطلٌ ولا صحيح؟هذا لازمٌ باطلٌ.
الثالث: أن النبي-صلى الله عليه وسلم-وخلفائه الراشدين وأصحابه وسلف الأمة وأئمتها كانوا قاصرين أو مُقصرين في معرفة وتبيين مايجب لله تعالى من الصفات أو يمتنع عليه أو يجوز؟إذ لم يرد عنهم حرفٌ واحدٌ فيما ذهب إليه أهلُ التعطيل في صفات الله تعالى وسمَّوه تأويلًا. وهذا لازمٌ باطلٌ أيضًا ؛لأنك إذا قلتَ:إنَّ الحقَ فيما قاله أهلُ التعطيل من تحريفِ النصوص وسمَّوه تأويلاً فإنه يُقال لك:هل سلكَ هذاالطريق رسول الله-صلى الله عليه وسلم-؟ سلكه الخلفاء ؟لا. الصحابة؟ لأ. أئمة المسلمين بعدهم؟لأ . إذن يلزم على كلامك أن ماكان النبي-صلى اللهعليه وسلم عليه وأصحابه والخلفاءِ الراشدون كان باطلا؟! وخطأ وأن الصواب معك؟ هذا لاشك لازمٌ باطلٌ لأنه يلزم منه تخطئة الرسول-صلى الله عليه وسلم-وأصحابه وخلفائه الراشدين وأئمة المسلمين من بعده!! فهم الآن إما قاصرون لايعرفون الحق وإما مُقصرون لم يُبيِّنوا الحق لأنهم كانوا عالمين به وكتموه فهم مقصرون وإن كانوا جاهلين فهم قاصرون ،وحينئذٍ إما أن يكون النبي-صلى الله عليه وآله وسلم-وخلفاؤه الراشدون وسلف الأمة وأئمتها قاصرين لجهلهم بذلك وعجزهم عن معرفته أو مقصرين لعدم بيانه للأمة.وكلا الأمرين باطلٌ وإذا بَطل اللازم بطلَ الملزوم.
أولا:أنه جناية على النصوص.
الثاني:أنه صرفٌ للكلام عن ظاهره.
الثالث:أنه قولٌ على الله بلا علمٍ.
الرابع:أن صرفَ النصوصِ عن ظاهرها مُخالفٌ لطريقة السلف.
الخامس:أن يُقال للمعطل هل أنتَ أعلمُ من باللهِ من نفسه؟
السادس:أن أهل التعطيل يُقالُ لهم"إنه يلزمُ عليه لوازم باطلة.القولُ بالتعطيل يلزمُ عليه لوازم باطلة. ماهي هذه اللوازم؟
أهل التعطيل إنما عطلوا وأنكروا ظاهرة هذه الصفات لأنهم اعتقدوا أن ظاهرها التمثيل ولم تتسع قلوبُهم وتصوراتهم للجمع بين إثبات الحقيقة ونفي التمثيل. مثلًا لما أثبت الله-سبحانه وتعالى لنفسه اليدين ماذا فهموا من اليدين؟ فهموا أنهما يدان مماثلتان لأيدي المخلوقين هذا الذي فهموا.لما فهموا هذا الفهم ذهبوا يُعطلونهما وقالوا ليس المراد باليدين اليدين الحقيقيتين.لماذا ياجماعة؟ قالوا: لأن اليدين الحقيقيتين يستلزمان التمثيل.
طيب ماهو الظاهر من القرآن والسُنة في إثبات اليدين؟ أنهما حقيقيتان أو لا؟ حقيقيتان. نقول:على قولكم يلزم أن يكون ظاهر الكتاب والسُنة كفرًا ؛لأن تمثيلَ اللهِ بخلقهِ كُفرٌ.ولهذا يقول:
أن أهل التعطيل لم يصرفوا نصوص الصفات عن ظاهرها إلاحيثُ اعتقدوا أنه مستلزمٌ أوموهمٌ بتشبيه الله-سبحانه وتعالى-بخلقه ؛وتشبيهُ اللهِ بخلقه كفرٌ ؛لأنه تكذيبٌ لقول الله تعالى"لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ" قال:قال نُعَيم الحماد الخزاعي أحد ُمشايخ البخاري-رحمهم الله-"مَنْ شبَّهَ اللهَ بخلقه فقد كفر ومَنْ جحد ماوصفَ اللهُ به نفسه فقد كفر"وليس ماوصف الله به نفسه ولا رسوله تشبيهًا.ومن المعلوم أن مِن أبطل الباطلِ أن يُجعل ظاهر كلام الله تعالى وكلام رسوله تشبيهاً وكفرًا أو موهمًا لذلك أظن واضح. نعود مرة ثانية: لماذا أنكر أهلُ التعطيل حقيقة َماوصف اللهُ به نفسه وحرَّفوه؟لاعتقادهم أن إثباته يستلزم التمثيل ؛ونحنُ عدلنا عن التشبيه إلى التمثيل.يقول:لوأثبتَ للهِ يداً حقيقية ؛أثبتَ له مثيلاً واضح؟.نقول:على كلامك الآن زعمتَ أن ظاهر الكتاب والسُنة هوالكُفر ؛لأن تمثيل الله بخلقه كفرٌ؛وأيُّ قولٍ أفسد من قولٍ يستلزمُ أن يكونَ ظاهرُ الكتابِ والسُنة كفرًا؟ ليس هناك قولٌ أشدُّ من هذا القولِ بُطلانًا.
اللازم الثاني الباطل أنَّ كتاب الله الذي أنزله تبيانًا لكل شيءٍ وهدىً للناسِ وشفاءً لما في الصدور ونورًا مُبيناً وفرقانًا بين الحق والباطل لم يُبيِّن له فيه مايجب على العباد اعتقاده في أسماء الله وصفاته ؛إنما جُعل ذلك موكولاً إلى عقولهم يثبتون لله مايشاءون ويُنكرون ما لا يُريدون؟وهذا هو ظاهر البطلان. المعطلة الآن يُنكرون حقائق الأسماء والصفات ويقولون المراد باليد القوة.ماالذي دلك على هذا؟قال دلني على ذلك العقل.المراد بالاستواء إيش؟الاستيلاء.ما الذي دلك على ذلك؟ قال العقل وهكذا.نقول إذًا هذا الكتاب العظيم الذي أنزله الله تعالى تِبيانًا لكل شيء وشفاءً لما في الصدور ليس هوالطريق إلى معرفة الله-سبحانه وتعالى-بأسمائه وصفاته؟وإيش الطريق؟العقل!!وهذا من أكبرالقذف في القرآن والسُنة ألا نجعل القرآن والسنة هما المرجع بل نجعلُ ماتقتضيه العقول بل نجعل عقولنا القاصرة هي المرجع!!. وهذا لازمٌ باطلٌ ولا صحيح؟هذا لازمٌ باطلٌ.
الثالث: أن النبي-صلى الله عليه وسلم-وخلفائه الراشدين وأصحابه وسلف الأمة وأئمتها كانوا قاصرين أو مُقصرين في معرفة وتبيين مايجب لله تعالى من الصفات أو يمتنع عليه أو يجوز؟إذ لم يرد عنهم حرفٌ واحدٌ فيما ذهب إليه أهلُ التعطيل في صفات الله تعالى وسمَّوه تأويلًا. وهذا لازمٌ باطلٌ أيضًا ؛لأنك إذا قلتَ:إنَّ الحقَ فيما قاله أهلُ التعطيل من تحريفِ النصوص وسمَّوه تأويلاً فإنه يُقال لك:هل سلكَ هذاالطريق رسول الله-صلى الله عليه وسلم-؟ سلكه الخلفاء ؟لا. الصحابة؟ لأ. أئمة المسلمين بعدهم؟لأ . إذن يلزم على كلامك أن ماكان النبي-صلى اللهعليه وسلم عليه وأصحابه والخلفاءِ الراشدون كان باطلا؟! وخطأ وأن الصواب معك؟ هذا لاشك لازمٌ باطلٌ لأنه يلزم منه تخطئة الرسول-صلى الله عليه وسلم-وأصحابه وخلفائه الراشدين وأئمة المسلمين من بعده!! فهم الآن إما قاصرون لايعرفون الحق وإما مُقصرون لم يُبيِّنوا الحق لأنهم كانوا عالمين به وكتموه فهم مقصرون وإن كانوا جاهلين فهم قاصرون ،وحينئذٍ إما أن يكون النبي-صلى الله عليه وآله وسلم-وخلفاؤه الراشدون وسلف الأمة وأئمتها قاصرين لجهلهم بذلك وعجزهم عن معرفته أو مقصرين لعدم بيانه للأمة.وكلا الأمرين باطلٌ وإذا بَطل اللازم بطلَ الملزوم.
المتن
رابعًا: أن
كلام الله ورسوله ليس مرجعًا للناس فيما يعتقدونه في ربهم وإلاههم الذي معرفتهم به
من أهم ما جاءت به الشرائع بل هو زبدة الرسالات، وإنما المرجع تلك العقول المضطربة
المتناقضة وما خالفها، فسبيله التكذيب إن وجدوا إلى ذلك سبيلاً، أو التحريف الذي
يسمونه تأويلاً، إن لم يتمكنوا من تكذيبه.
خامسًا: أنه يلزم منه جواز نفي ما أثبته الله ورسوله، فيقال في قوله - تعالى "وَجَاءَ رَبُّكَ"الفجر 22.إنه لا يجيء،وفي قوله صلى الله عليه وسلم: "ينزل ربنا إلى السماء الدنيا" إنه لا ينزل لأن إسناد المجيء والنزول إلى الله مجاز عندهم، وأظهر علامات المجاز عند القائلين به صحة نفيه، ونفي ما أثبته الله ورسوله من أبطل الباطل، ولا يمكن الانفكاك عنه بتأويله إلى أمره؛ لأنه ليس في السياق ما يدل عليه.
ثم إن من أهل التعطيل من طرد قاعدته في جميع الصفات، أو تعدى إلى الأسماء - أيضًا - ومنهم من تناقض فأثبت بعض الصفات دون بعض، كالأشعرية والماتْريدية: أثبتوا ما أثبتوه بحجة أن العقل يدل عليه، ونفوا ما نفوه بحجة أن العقل ينفيه أو لا يدل عليه.
فنقول لهم: نفيكم لما نفيتموه بحجة أن العقل لا يدل عليه يمكن إثباته بالطريق العقلي الذي أثبتم به ما أثبتموه كما هو ثابت بالدليل السمعي.
مثال ذلك: أنهم أثبتوا صفة الإرادة، ونفوا صفة الرحمة.
أثبتوا صفة الإرادة لدلالة السمع والعقل عليها.
أما السمع: فمنه قوله تعالى"وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ"البقرة253.
وأما العقل: فإن اختلاف المخلوقات وتخصيص بعضها بما يختص به من ذات أو وصف دليل على الإرادة.
ونفوا الرحمة؛ لأنها تستلزم لين الراحم ورقته للمرحوم، وهذا محال في حق الله تعالى.
وأولوا الأدلة السمعية المثبتة للرحمة إلى الفعل أو إرادة الفعل ففسروا الرحيم بالمنعم أو مريد الإنعام.
خامسًا: أنه يلزم منه جواز نفي ما أثبته الله ورسوله، فيقال في قوله - تعالى "وَجَاءَ رَبُّكَ"الفجر 22.إنه لا يجيء،وفي قوله صلى الله عليه وسلم: "ينزل ربنا إلى السماء الدنيا" إنه لا ينزل لأن إسناد المجيء والنزول إلى الله مجاز عندهم، وأظهر علامات المجاز عند القائلين به صحة نفيه، ونفي ما أثبته الله ورسوله من أبطل الباطل، ولا يمكن الانفكاك عنه بتأويله إلى أمره؛ لأنه ليس في السياق ما يدل عليه.
ثم إن من أهل التعطيل من طرد قاعدته في جميع الصفات، أو تعدى إلى الأسماء - أيضًا - ومنهم من تناقض فأثبت بعض الصفات دون بعض، كالأشعرية والماتْريدية: أثبتوا ما أثبتوه بحجة أن العقل يدل عليه، ونفوا ما نفوه بحجة أن العقل ينفيه أو لا يدل عليه.
فنقول لهم: نفيكم لما نفيتموه بحجة أن العقل لا يدل عليه يمكن إثباته بالطريق العقلي الذي أثبتم به ما أثبتموه كما هو ثابت بالدليل السمعي.
مثال ذلك: أنهم أثبتوا صفة الإرادة، ونفوا صفة الرحمة.
أثبتوا صفة الإرادة لدلالة السمع والعقل عليها.
أما السمع: فمنه قوله تعالى"وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ"البقرة253.
وأما العقل: فإن اختلاف المخلوقات وتخصيص بعضها بما يختص به من ذات أو وصف دليل على الإرادة.
ونفوا الرحمة؛ لأنها تستلزم لين الراحم ورقته للمرحوم، وهذا محال في حق الله تعالى.
وأولوا الأدلة السمعية المثبتة للرحمة إلى الفعل أو إرادة الفعل ففسروا الرحيم بالمنعم أو مريد الإنعام.
المتن
رابعًا-أن
كلام الله ورسوله-صلى الله عليه وسلم-ليس مرجعًا للناس فيما يعتقدونه في ربهم
وإلِههم الذي معرفتهم به من أهم ما جاءت به الشرائع بل هو زبدة الرسالات وإنما
المرجع تلك العقول المضطربة المتناقضة وما خالفها فسبيله التكذيب إن وجدوا إلى ذلك
سبيلاً أو التحريف الذي يُسمونه تأويلاً إن لم يتمكنوا من تكذيبه!!.
الشرح
هذا أيضًا اللازم
الرابع
أن نقول:إن كلام الله-سبحانه وتعالى-وكلام رسوله ليس مرجعًا للناس في معرفة مايجب لله أو يجوزأو يمتنع أليس كذلك؟يقول:لاترجع للقرآن ولا للسُنة ولا لكلام الصحابة فيما يجب لله تعالى من صفاتِ الكمال وفيما يمتنعُ عليه من صفاتِ النقص وفيما يجوز عليه من الصفات التي تكون كمالاً عند وجود سببها!! لاحظوا هذا التقسيم: شيءٌ واجبٌ وشيءٌ ممتنِعٌ وشيءٌ جائزٌ. الواجب:هوالذي يكون صفة كمال على كلِ حالٍ. الممتنع:هوالذي يكون صفة نقص على كل حال. والجائز:هوالذي يكونُ له سببٌ ليَكْمُلُ عند وجود سببه؛ مثل الضحك والغضب والفرح والنزول وماأشبه ذلك.هذه من الأشياء الجائزة غير الواجبة. نقول:إنك إذا قلتَ بقول أهلِ التعطيلِ جعلتَ المرجعَ هوالعقل.هذه العقول التي زعمت أنها هي المرجع.أىُّ عقلٍ تزنُ به ذلك؟ أيُّ عقلٍ؟ولنفرض أنه قال عقل فلان.نقول: أيهما أعلمُ هذا الرجل الذي قلتَ إنههوالمرجع أو الرسول عليه الصلاة والسلام؟ إذا قال:هذاالرجلُ أعلمُ من الرسول صلى الله عليه وسلم-كفر؛ وإذا قال:الرسول.قلنا:إذن يجب أن ترجع إلىماقاله الرسول لاإلى العقل الذي زعمت الآن أنه مفضولٌ ومرجوحٌ أيضًا.نقول:هذه العقول مضطربة متناقضة ؛تجد هؤلاء العقلاء الذين يدَّعون أنهم عقلاء يقولون هذا:هذا واجبٌ لله- عزوجل-وآخرون يقولون هذا ممتنعٌ في حق الله وفريقٌ ثالثٌ يقول هذا جائزٌ.بل يقول شيخ الإسلام-رحمه الله-:إن هؤلاء الذين يدَّعون أنهمُ العقلاء تجد الواحد منهم يوجب هذا الشيء لله وفي كتاب آخر يقول هذا ممتنعٌ في حق الله.فإذا كانهذا الاضطراب في هذه العقول فكيف يُمكن أن تكون هي المرجع للناس فيما يجب عليهم معرفته في ذاتِ الله-عزوجل-؟
الذي يُخالف العقل عند هؤلاء إذا كان يُمكنهم تكذيبه قالوا: هذا كذبٌ ولهذا لايعتدُّون بأخبارالآحاد في باب الصفات ؛لايعتدون إلا بالمتواتر.كلُ أخبار الآحاد عندهم ليست حُجة فيمايتعلق بصفات الله,فإن عجزواعن تكذيبه ورده كالقرآن مثلا ؛ذهبوا إيش؟يُحرفونه مايقدروايقولون:إن قوله تعالى "الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى"ماثَبُت مايستطيع أن يقول ذلك لأنه ثابتٌ.إذن يلجَؤون إلى التحريف الذي هو صرف الكلام عن ظاهره.وعلى هذا نقول:إنكم إذا رجعتم إلى العقول وتركتم المنقول؛ فأنتم أخطاتم في ذلك لأن العقول متناقضة مضطربة؛ وأما الأدلة من الكتاب والسُنة فإنها متفقة وليس فيها أيُّ اختلافٍ .بل إن الرجوع إلى العقل ؛إبطالٌ لدلالة العقل.كيف ذلك؟ لأن العقل لايمكنه إدراك مايجب ويجوز ويمتنع على الله-عزوجل-على سبيل التفصيل ؛فكان العقل يقتضي أن نرجع إلى النقل؛ فتقديم العقل على النقل كفرٌ بالعقل وبالنقل.لو كان هناك رجلٌ غائبٌ ؛تستطيع أن تصف هذا الغائب؟ ماتستطيع على سبيل الدقة ؛وإن كان يُمكن أن تصفه على سبيل الإجمال لأنك تُشاهد نظيره؛ لكن لاتستطيع أن تصفه على سبيل الدقة.إذن فالعقلُ يقتضي أن المرجع في ذلك إلى النقل هذا العقل. فإذا قلتَ:بل أرجع إلى العقل فقد كفرت بالعقل وبالنقل.
أن نقول:إن كلام الله-سبحانه وتعالى-وكلام رسوله ليس مرجعًا للناس في معرفة مايجب لله أو يجوزأو يمتنع أليس كذلك؟يقول:لاترجع للقرآن ولا للسُنة ولا لكلام الصحابة فيما يجب لله تعالى من صفاتِ الكمال وفيما يمتنعُ عليه من صفاتِ النقص وفيما يجوز عليه من الصفات التي تكون كمالاً عند وجود سببها!! لاحظوا هذا التقسيم: شيءٌ واجبٌ وشيءٌ ممتنِعٌ وشيءٌ جائزٌ. الواجب:هوالذي يكون صفة كمال على كلِ حالٍ. الممتنع:هوالذي يكون صفة نقص على كل حال. والجائز:هوالذي يكونُ له سببٌ ليَكْمُلُ عند وجود سببه؛ مثل الضحك والغضب والفرح والنزول وماأشبه ذلك.هذه من الأشياء الجائزة غير الواجبة. نقول:إنك إذا قلتَ بقول أهلِ التعطيلِ جعلتَ المرجعَ هوالعقل.هذه العقول التي زعمت أنها هي المرجع.أىُّ عقلٍ تزنُ به ذلك؟ أيُّ عقلٍ؟ولنفرض أنه قال عقل فلان.نقول: أيهما أعلمُ هذا الرجل الذي قلتَ إنههوالمرجع أو الرسول عليه الصلاة والسلام؟ إذا قال:هذاالرجلُ أعلمُ من الرسول صلى الله عليه وسلم-كفر؛ وإذا قال:الرسول.قلنا:إذن يجب أن ترجع إلىماقاله الرسول لاإلى العقل الذي زعمت الآن أنه مفضولٌ ومرجوحٌ أيضًا.نقول:هذه العقول مضطربة متناقضة ؛تجد هؤلاء العقلاء الذين يدَّعون أنهم عقلاء يقولون هذا:هذا واجبٌ لله- عزوجل-وآخرون يقولون هذا ممتنعٌ في حق الله وفريقٌ ثالثٌ يقول هذا جائزٌ.بل يقول شيخ الإسلام-رحمه الله-:إن هؤلاء الذين يدَّعون أنهمُ العقلاء تجد الواحد منهم يوجب هذا الشيء لله وفي كتاب آخر يقول هذا ممتنعٌ في حق الله.فإذا كانهذا الاضطراب في هذه العقول فكيف يُمكن أن تكون هي المرجع للناس فيما يجب عليهم معرفته في ذاتِ الله-عزوجل-؟
الذي يُخالف العقل عند هؤلاء إذا كان يُمكنهم تكذيبه قالوا: هذا كذبٌ ولهذا لايعتدُّون بأخبارالآحاد في باب الصفات ؛لايعتدون إلا بالمتواتر.كلُ أخبار الآحاد عندهم ليست حُجة فيمايتعلق بصفات الله,فإن عجزواعن تكذيبه ورده كالقرآن مثلا ؛ذهبوا إيش؟يُحرفونه مايقدروايقولون:إن قوله تعالى "الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى"ماثَبُت مايستطيع أن يقول ذلك لأنه ثابتٌ.إذن يلجَؤون إلى التحريف الذي هو صرف الكلام عن ظاهره.وعلى هذا نقول:إنكم إذا رجعتم إلى العقول وتركتم المنقول؛ فأنتم أخطاتم في ذلك لأن العقول متناقضة مضطربة؛ وأما الأدلة من الكتاب والسُنة فإنها متفقة وليس فيها أيُّ اختلافٍ .بل إن الرجوع إلى العقل ؛إبطالٌ لدلالة العقل.كيف ذلك؟ لأن العقل لايمكنه إدراك مايجب ويجوز ويمتنع على الله-عزوجل-على سبيل التفصيل ؛فكان العقل يقتضي أن نرجع إلى النقل؛ فتقديم العقل على النقل كفرٌ بالعقل وبالنقل.لو كان هناك رجلٌ غائبٌ ؛تستطيع أن تصف هذا الغائب؟ ماتستطيع على سبيل الدقة ؛وإن كان يُمكن أن تصفه على سبيل الإجمال لأنك تُشاهد نظيره؛ لكن لاتستطيع أن تصفه على سبيل الدقة.إذن فالعقلُ يقتضي أن المرجع في ذلك إلى النقل هذا العقل. فإذا قلتَ:بل أرجع إلى العقل فقد كفرت بالعقل وبالنقل.
المتن
الوجه الخامس-أنه
يلزم منه جواز نفي ماأثبته الله ورسوله.فيُقال في قوله تعالى"وجاء
ربُكَ"إنه
لايَجئ وفي قوله-صلى الله عليه وسلم"ينزل
ربُنا إلى السماء الدنيا"إنه
لاينزلُ لأن إسنادَ المجئوالنزول إلى الله تعالى
مجازٌ عندهم.وأظهرُ علاماتِ المجازعند القائلين به صِحِة ُنفيهِ.ونفي ماأثبته الله
ورسوله من أبطل الباطل ولايُمكن الانفكاك عنه بتأويله إلى أمره لأنه ليس في السياق
مايدل عليه.
الشرح
انتبه نقول:يلزم على قولكم إنه يجوز أن ننفي
لاأن نأوِّل.أن تنفي ماأثبته الله لنفسه مثاله قوله تعالى"وجاءَربُكَ".هم
يقولون جاء أمره؛ أما جاء هو بنفسه فلا.هذا كلامهم.فحينئذٍ يلزم على قولهم صحة
وجواز؛ نفي ماأثبته الله؛ وهذا تكذيبٌ في الواقع."ينزل
ربُنا إلى السماء الدنيا"يقولون:ينزل
أمره
أو رحمته.نقول يلزم على قولكم أن تقولوا:إن الله
لاينزل وهذا تكذيبٌ للنص.فإذا قالوا:نحن نقول إنه ينزل لكن النزول لأمره لا
له.فإنا نقول:لاينفعكم هذا لماذا لاينفعكم؟ لأنه ليس عندكم دليلٌ يدلُ على ذلك.ولو
كان عندهم
دليلٌ لكان هذا تفسيرًا للقرآن.وتفسيرُ القرآن بالمعنى الصحيح جائزٌ.
المتن
يقول المؤلف:ولايمكنهم الانفكاك عنه- أي عن هذا النفي -بتأويله إلى أمره لأنه ليس في السياق مايدل عليه.
الشرح
لوقالوا في قوله-صلىالله عليه وسلم-:"يضحكُ اللهُ إلى رجلين يقتل أحدُهما الآخر كلاهما يدخل الجنة"يقول: يضحك بمعنى يُثيب وليس المراد به الضحك الحقيقي. نقول:إذن نفيتُم
الضحك ؛ونفي ماأثبته الله لنفسه تكذيبٌ له ؛والتكذيب بالنصوص كفرٌ.فإذا قالوا نحنُ
مانفينا الضحك لكن قلناالمراد بالضحك كذا.ماذا نقول لهم؟ نقول:ماالدليل؟فلايمكن
انفكاكهم عن النفي بالتأويل أبداً؛ لأن التأويل يحتاج إلى دليل.ثم إن من أهل
التعطيل من طرد قاعدته في جميع الصفات أو تعدى إلى الأسماء أيضًا؛ومنهم من تناقض
فأثبت بعض الصفات دون بعض؛
هذه الجملة نستفاد منها أن أهل التعطيل انقسموا إلى ثلاثةأقسام: قسم أنكرالأسماء والصفات. وقسم أنكرالصفات دون الأسماء. وقسم ثالث أنكروا بعض الصفات وأثبتوا الأسماء وبعض الصفات. فالذين أنكروا الأسماء والصفات هم غُلاة الجهمية.قالوا: لايجوز أن نُثبت لله اسمًا ولاصفة ً.والوارد في القرآن والسُنة؟ قالوا هذه أسماء لبعض مخلوقاته وليست أسماءً لله؛ وإنما تسمى بها على سبيل المجاز.
والذين قالوا نُثبت الأسماء دون الصفات قالوا:إن اللهَ سميعٌ بلاسمع,بصيرٌ بلا بصر إلى آخره.إذن كيف تقولون:سميعٌ بلا سمع بصيرٌ بلا بصر؟قالوا:نعم لأن البصرصفة ونحنُ ننكرالصفات؛ ويجعلون هذه الأسماء أعلامًا مجردة فقط ؛كما تضع اسم خالد لولدك.وهل له صفة الخُلد؟لأ.يقولون هكذا أسماءُ الله تُذكر لكنها أعلامٌ مجردة لمجرد العلمية فقط وليست أسماءً تدلُ على معاني.وأعجبُ من ذلك أن بعضهم يقول:إن السميع والعليم والبصيرشيءٌ واحدٌ يُسمى به الله كما تقول:بُر وقمحوحب.يقولون هذه الأسماء كلها شيءٌ واحدٌ.وهذا أيضًا يُخالف المعقول والمنقول.كيف تقول السميع هوالعليم والعليم هوالرحيم والرحيم هوالعزيز وهكذا؟هذا ممتنِعٌ وهؤلاء هم المعتزلة.
المعتزلة يقولون:إننا نؤمن بالأسماء وننكر الصفات. أما القسم الثالث:آمنوا بالأسماء وآمنوا بالصفاتلكن لابكل الصفات بل ببعضها.وهؤلاء هم الأشعرية والماتُريدية نسبة ًإلى أبي الحسن الأشعري وأبي منصور الماتُريدي. أبوالحسن الأشعري-رحمه الله-قد كان له في حياته ثلاثة مذاهب:المذهب الأول:مذهب المعتزلة وبقي على هذا المذهب نحو أربعين سنة.
المذهب الثاني:مذهب الأشاعرة الذي بين مذهب السلف ومذهب المعتزلة وهوالذي بقى عليه أصحابه المنتسبون إليه. والثالث:مذهب أهل السُنة الذي التزم فيه مذهب الإمام أحمد-رحمه الله-.فالأشعرية في الواقع لاتصح نسبتهم إلى إبي الحسن الآن بعد أن ثبت رجوعه عما كان عليه.هؤلاء يقولون:نثبت الأسماء ونُثبت بعض الصفات والباقي لانثبته ولهذا يقول:أثبتوا ماأثبتوه بحجة أن العقل يدلُ عليه ونفوا مانفوه بحجة أن العقل ينفيه أو لايدلُ عليهِ ؛لأنهم يقولون: مادلَّ العقلُ على ثبوته أثبتناه ومادلَّ على نفيه نفيناه ومالا يدل على نفيه ولاإثباته نتوقفُ فيه؛ وأكثرهم يقولون ننفيه فنقول لهم:نفيكم لما نفيتموه بحجة أن العقل لايدل عليه؛ يُمكن إثباته بالطريق العقلي الذي أثبتم بهما أثبتموه كما هو ثابتٌ بالدليل السمعي.على كل حال الرد عليهم أكثر مما ذُكر في القواعد هنا لأننا نقول: أولاً:اعتمادكم على العقل في إثبات مايجب إثباته ونفي مايُنفى عنه باطلٌ وغيرُ صحيحٍ لأنه مُخالفٌ لما كانعليه النبي-صلى الله عليه وسلم-وأصحابه. ثانيًا:ولأن ذلك من أمورالغيب التي لاتدركها العقول. ثالثًا:ولأن العقول التي زعمتم الرجوعَ إليها متناقضة مختلفة. رابعًا:ولأن الرجوع إليها يستلزم إبطال ما دلَّ عليه السمع. فكل هذه الأمورتدل على أن الرجوعَ إلى العقل في باب صفات الله باطلٌ.نعيدها مرة ثانية وإن كانت غير موجودة بالقواعد لكنها مهمة. أولًا:أن الرجوع إلى العقل باطلٌ لأن الرسول-صلى الله عليه وسلم-وسلف الأمة لم يرجعوا إليه"العقل".ثانيًا:أن العقول متناقضة مضطربة لايمكن الرجوع إليها لأن تناقض الأدلة يدل على فسادهاوبطلانها.ولأنها إذا كانت متناقضة مضطربة فإلى أيِّ شيءٍ نرجع؟إلى عقل فلان أو إلى عقل فلان؟ماندري.ثالثًا:أن الرجوع إلى العقل يستلزم رد مادلَّ عليه السمع من صفات الله-عزوجل-وهذا لاشك أنه باطلٌ لأن كلَ شيءٍ يستلزم رد ماجاء به الشرع فإنه باطلٌ بلاشك.
رابعًا:أنماوصف اللهُ به نفسه من أمورالغيب ولايُمكن للعقول إدراكُ ذلك فحينئذٍ أبطلنا أصل دليلهم.أبطلنا أصل دليلهم من كام وجه؟ من وجوهٍ أربعة:
الثاني:أن تقول لهم:هب أن العقل لايدل على مانفيتم لكنه ثبت بدليل السمع لأن انتفاءَ الدليلِ المُعَيَّنِ لايستلزم انتفاء المدلول.واضح ولالأ؟ طيب نقول:هب أن العقل لايدل على مانفيتم,هب أن العقل لايدل على ثبوت الضحك والفرح والرحمة وماأشبهُ ذلك لكن؛ السمعُ دلَّ عليه فوجب إثباته بدليل السمع.وانتفاء الدليل المُعيَّن الذي هو العقل كما قالوا لايستلزم انتفاء المدلول الذي هو الضحك والفرح وماأشبهُ ذلك. لماذا؟ لأن المدلول قد يكون له أكثر من دليل ؛وهذا واضحٌ في الأمر المعقول والأمر المشهود بالحِس. إذا قدَّرنا أن هذاالطريق الذي يوصل إلى مكة الآن مسدودٌ ؛هل معناه يمتنع الوصول إلى مكة؟لأ لماذا؟يمكن من طريق آخر. لو قال قائلٌ:إن الإجماع لايدل على أن لحم الإبل ينقض الوضوء؛ فلاينقض الوضوءَ به لأن الإجماع لايدل عليه. إيش؟ نقول ثبت بدليلٍ آخر وهو السمع"السُنة".لو قال لك قائلٌ:إن القرآن لايدل على وجوب سجود السهو لمن تركَ واجباً فنقول:جاء بدليل السُنة.
والمهم أن هذه القاعدة مفيدة وهوأن انتفاء الدليل المُعيَّن لايستلزم انتفاء المدلول.لماذا؟لأنه قد يكون له دليلٌ آخر يَثبتُ به. فنقول لهؤلاء:سلمنا أن العقل لايدل على مانفيتم لكنه يدل عليه السمعُ فوجب إثباته بدليل السمع.
خامساً:نقول بل يمكن أن يكون العقل قد دلَّ على مانفيتم؛ وقولكم إن العقلَ لايدلُ عليه غيرُ مقبولٍ. مثالُ ذلك هم يقولون:إن العقل يدل على أن الله لايتصفُ بالرحمة.قالوا:لأن الرحمة َلينٌ وعطفٌ ورقة ٌوهذا لا يُناسب مقام الربوبية.أو إرادة الإحسان أما أن يكون له رحمة هذا لايمكن.لماذا؟ قالوا:لأن العقل يدلعلى عدم ثبوتها.فنقولُ لهم- أولاً:إذا لم يدل العقل على ثبوتها العقل فقد دلَّ عليها السمعُ ؛ونقول ثانيًا بل قد دلَّ عليها العقل.كيف دَلالة ُالعقلِ عليها؟نقول نحنُ الآن نتقلبُ في نِعمِ الله من الصحةِ والرزقِ والسمع والبصر والعلم والمال والولدِ والأهل والأمنِ وغيرِ ذلك ممالايُحصى.هذه النِعم إيش تدل عليه؟ على الرحمة.إذن نثبت صفة الرحمة بالعقل.قال اللهُ تعالى: "فانظرإلى آثار رحمةِ اللهِ كيف يُحي الأرضَ بعد موتها" الروم 50 -فحينئذٍ يكونُ العقلُ دالاً على ثبوت صفة الرحمة ؛ والسمع.
هذه الجملة نستفاد منها أن أهل التعطيل انقسموا إلى ثلاثةأقسام: قسم أنكرالأسماء والصفات. وقسم أنكرالصفات دون الأسماء. وقسم ثالث أنكروا بعض الصفات وأثبتوا الأسماء وبعض الصفات. فالذين أنكروا الأسماء والصفات هم غُلاة الجهمية.قالوا: لايجوز أن نُثبت لله اسمًا ولاصفة ً.والوارد في القرآن والسُنة؟ قالوا هذه أسماء لبعض مخلوقاته وليست أسماءً لله؛ وإنما تسمى بها على سبيل المجاز.
والذين قالوا نُثبت الأسماء دون الصفات قالوا:إن اللهَ سميعٌ بلاسمع,بصيرٌ بلا بصر إلى آخره.إذن كيف تقولون:سميعٌ بلا سمع بصيرٌ بلا بصر؟قالوا:نعم لأن البصرصفة ونحنُ ننكرالصفات؛ ويجعلون هذه الأسماء أعلامًا مجردة فقط ؛كما تضع اسم خالد لولدك.وهل له صفة الخُلد؟لأ.يقولون هكذا أسماءُ الله تُذكر لكنها أعلامٌ مجردة لمجرد العلمية فقط وليست أسماءً تدلُ على معاني.وأعجبُ من ذلك أن بعضهم يقول:إن السميع والعليم والبصيرشيءٌ واحدٌ يُسمى به الله كما تقول:بُر وقمحوحب.يقولون هذه الأسماء كلها شيءٌ واحدٌ.وهذا أيضًا يُخالف المعقول والمنقول.كيف تقول السميع هوالعليم والعليم هوالرحيم والرحيم هوالعزيز وهكذا؟هذا ممتنِعٌ وهؤلاء هم المعتزلة.
المعتزلة يقولون:إننا نؤمن بالأسماء وننكر الصفات. أما القسم الثالث:آمنوا بالأسماء وآمنوا بالصفاتلكن لابكل الصفات بل ببعضها.وهؤلاء هم الأشعرية والماتُريدية نسبة ًإلى أبي الحسن الأشعري وأبي منصور الماتُريدي. أبوالحسن الأشعري-رحمه الله-قد كان له في حياته ثلاثة مذاهب:المذهب الأول:مذهب المعتزلة وبقي على هذا المذهب نحو أربعين سنة.
المذهب الثاني:مذهب الأشاعرة الذي بين مذهب السلف ومذهب المعتزلة وهوالذي بقى عليه أصحابه المنتسبون إليه. والثالث:مذهب أهل السُنة الذي التزم فيه مذهب الإمام أحمد-رحمه الله-.فالأشعرية في الواقع لاتصح نسبتهم إلى إبي الحسن الآن بعد أن ثبت رجوعه عما كان عليه.هؤلاء يقولون:نثبت الأسماء ونُثبت بعض الصفات والباقي لانثبته ولهذا يقول:أثبتوا ماأثبتوه بحجة أن العقل يدلُ عليه ونفوا مانفوه بحجة أن العقل ينفيه أو لايدلُ عليهِ ؛لأنهم يقولون: مادلَّ العقلُ على ثبوته أثبتناه ومادلَّ على نفيه نفيناه ومالا يدل على نفيه ولاإثباته نتوقفُ فيه؛ وأكثرهم يقولون ننفيه فنقول لهم:نفيكم لما نفيتموه بحجة أن العقل لايدل عليه؛ يُمكن إثباته بالطريق العقلي الذي أثبتم بهما أثبتموه كما هو ثابتٌ بالدليل السمعي.على كل حال الرد عليهم أكثر مما ذُكر في القواعد هنا لأننا نقول: أولاً:اعتمادكم على العقل في إثبات مايجب إثباته ونفي مايُنفى عنه باطلٌ وغيرُ صحيحٍ لأنه مُخالفٌ لما كانعليه النبي-صلى الله عليه وسلم-وأصحابه. ثانيًا:ولأن ذلك من أمورالغيب التي لاتدركها العقول. ثالثًا:ولأن العقول التي زعمتم الرجوعَ إليها متناقضة مختلفة. رابعًا:ولأن الرجوع إليها يستلزم إبطال ما دلَّ عليه السمع. فكل هذه الأمورتدل على أن الرجوعَ إلى العقل في باب صفات الله باطلٌ.نعيدها مرة ثانية وإن كانت غير موجودة بالقواعد لكنها مهمة. أولًا:أن الرجوع إلى العقل باطلٌ لأن الرسول-صلى الله عليه وسلم-وسلف الأمة لم يرجعوا إليه"العقل".ثانيًا:أن العقول متناقضة مضطربة لايمكن الرجوع إليها لأن تناقض الأدلة يدل على فسادهاوبطلانها.ولأنها إذا كانت متناقضة مضطربة فإلى أيِّ شيءٍ نرجع؟إلى عقل فلان أو إلى عقل فلان؟ماندري.ثالثًا:أن الرجوع إلى العقل يستلزم رد مادلَّ عليه السمع من صفات الله-عزوجل-وهذا لاشك أنه باطلٌ لأن كلَ شيءٍ يستلزم رد ماجاء به الشرع فإنه باطلٌ بلاشك.
رابعًا:أنماوصف اللهُ به نفسه من أمورالغيب ولايُمكن للعقول إدراكُ ذلك فحينئذٍ أبطلنا أصل دليلهم.أبطلنا أصل دليلهم من كام وجه؟ من وجوهٍ أربعة:
الثاني:أن تقول لهم:هب أن العقل لايدل على مانفيتم لكنه ثبت بدليل السمع لأن انتفاءَ الدليلِ المُعَيَّنِ لايستلزم انتفاء المدلول.واضح ولالأ؟ طيب نقول:هب أن العقل لايدل على مانفيتم,هب أن العقل لايدل على ثبوت الضحك والفرح والرحمة وماأشبهُ ذلك لكن؛ السمعُ دلَّ عليه فوجب إثباته بدليل السمع.وانتفاء الدليل المُعيَّن الذي هو العقل كما قالوا لايستلزم انتفاء المدلول الذي هو الضحك والفرح وماأشبهُ ذلك. لماذا؟ لأن المدلول قد يكون له أكثر من دليل ؛وهذا واضحٌ في الأمر المعقول والأمر المشهود بالحِس. إذا قدَّرنا أن هذاالطريق الذي يوصل إلى مكة الآن مسدودٌ ؛هل معناه يمتنع الوصول إلى مكة؟لأ لماذا؟يمكن من طريق آخر. لو قال قائلٌ:إن الإجماع لايدل على أن لحم الإبل ينقض الوضوء؛ فلاينقض الوضوءَ به لأن الإجماع لايدل عليه. إيش؟ نقول ثبت بدليلٍ آخر وهو السمع"السُنة".لو قال لك قائلٌ:إن القرآن لايدل على وجوب سجود السهو لمن تركَ واجباً فنقول:جاء بدليل السُنة.
والمهم أن هذه القاعدة مفيدة وهوأن انتفاء الدليل المُعيَّن لايستلزم انتفاء المدلول.لماذا؟لأنه قد يكون له دليلٌ آخر يَثبتُ به. فنقول لهؤلاء:سلمنا أن العقل لايدل على مانفيتم لكنه يدل عليه السمعُ فوجب إثباته بدليل السمع.
خامساً:نقول بل يمكن أن يكون العقل قد دلَّ على مانفيتم؛ وقولكم إن العقلَ لايدلُ عليه غيرُ مقبولٍ. مثالُ ذلك هم يقولون:إن العقل يدل على أن الله لايتصفُ بالرحمة.قالوا:لأن الرحمة َلينٌ وعطفٌ ورقة ٌوهذا لا يُناسب مقام الربوبية.أو إرادة الإحسان أما أن يكون له رحمة هذا لايمكن.لماذا؟ قالوا:لأن العقل يدلعلى عدم ثبوتها.فنقولُ لهم- أولاً:إذا لم يدل العقل على ثبوتها العقل فقد دلَّ عليها السمعُ ؛ونقول ثانيًا بل قد دلَّ عليها العقل.كيف دَلالة ُالعقلِ عليها؟نقول نحنُ الآن نتقلبُ في نِعمِ الله من الصحةِ والرزقِ والسمع والبصر والعلم والمال والولدِ والأهل والأمنِ وغيرِ ذلك ممالايُحصى.هذه النِعم إيش تدل عليه؟ على الرحمة.إذن نثبت صفة الرحمة بالعقل.قال اللهُ تعالى: "فانظرإلى آثار رحمةِ اللهِ كيف يُحي الأرضَ بعد موتها" الروم 50 -فحينئذٍ يكونُ العقلُ دالاً على ثبوت صفة الرحمة ؛ والسمع.
المتن
فنقول لهم
نفيكم لما نفيتموه بحجة أن العقل لايدلُ عليه يمكن إثباته بالطريق العقلي الذي
أثبتم به ما أثبتموه كما هو ثابتٌ بالدليل السمعي.
الشرح
مثال ذلك أنهم أثبتوا صفة الإرادة ونفوا صفة الرحمة. أثبتوا صفة الإرادة لدلالة السمع والعقل عليها. أما السمع فمنه قوله تعالى"ولكنَّ اللهَ يفعلُ مايُريدُ".أما العقل فإن اختلافَ المخلوقاتِ وتخصيصَ بعضها بما يختصُ به من ذاتٍ أووصفٍ دليلٌ على الإرادة.صح ؟ التخصيص يدل على الإرادة.تغييرالأشياء يدل على الإرادة ؛الشمس والقمر والسماء والأرض والجمل والبقرة وماأشبهُ ذلك ؛هذا التنوع يدل على الإرادة إرادَ اللهُ أن يكون هذا جملاً فصار جملًا,هذه بقرة صارت بقرة وهذه سماء فصارت سماءً وهكذا يدل على الإرادة.
ونفوا الرحمة قالوالأنها تستلزمُ لينَ الراحم ورقته للمرحوم. وهذا مُحالٌ في حقِ الله تعالى وأوَّلوا الأدلة َالسمعية َالمُثبِتة للرحمةِ إلى الفعل أو إرادة الفعل ففسروا"الرحيم"بالمُنعِم أو مُريد الإنعام.
المتن
فنقول لهم: الرحمة ثابتة لله تعالى بالأدلة السمعية، وأدلة ثبوتها أكثر عدداً وتنوعًا من أدلة الإرادة. فقد وردت بالاسم مثل: "الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ"والصفة مثل"وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ"والفعل مثل"وَيَرْحَمُ مَنْ يَشَاءُ".
ويمكن إثباتها بالعقل فإن النعم التي تترى على العباد من كل وجه، والنقم التي تدفع عنهم في كل حين دالة على ثبوت الرحمة لله - عز وجل - ودلالتها على ذلك أبين وأجلى من دلالة التخصيص على الإرادة، لظهور ذلك للخاصة والعامة، بخلاف دلالة التخصيص على الإرادة، فإنه لا يظهر إلا لأفراد من الناس.
وأما نفيها بحجة أنها تستلزم اللين والرقة؛ فجوابه: أن هذه الحجة لو كانت مستقيمة لأمكن نفي الإرادة بمثلها فيقال: الإرادة ميل المريد إلى ما يرجو به حصول منفعة أو دفع مضرة، وهذا يستلزم الحاجة، والله تعالى منزه عن ذلك.
فإن أجيب: بأن هذه إرادة المخلوق أمكن الجواب بمثله في الرحمة بأن الرحمة المستلزمة للنقص هي رحمة المخلوق.
وبهذا تبين بطلان مذهب أهل التعطيل سواء كانت تعطيلًا عامًا أو خاصًا.وبه علم أن طريق الأشاعرة والماتريدية في أسماء وصفاته وما احتجوا به لذلك لا تندفع به شبه المعتزلة والجهمية وذلك من وجهين:
الشرح
كنا بصدد الرد
على أهل التعطيل الذين اعتمدوا في إثبات الصفات ونفيها على العقل وبيَّنا أن هذا
خطأ من عدة وجوهٍ ثم رددنا عليهم بأن نقول:أولًا:اعتمادكم على العقل اعتمادٌ باطلٌ لأنها طريقة لم يكن عليها السلف.ثانيًا:ولأنها طريقة متناقضة فإن أصحابَ العقولِ كُلُ واحدٍ منهم يدَّعي
أن العقل يوجب هذا الشيء والآخريقول
العقل يمنعه على طرفي نقيض والأخر يقول إن العقلَ يُجوزُهُُ إذن إلى أيِّ عقلٍ
نرجع؟كما قال الإمامُ مالك-رحمه الله-: ياليتَ شِعري بأيِّ عقلٍ يوُزنُ عليه
الكتابُ والسُنة ُحتى نقول هذا دلَّ عليهِ العقلُ وهذا لم يدلْ عليه العقل.
ثالثًا:أن اعتماد هذه الطريقة يستلزم رد ماجاءت به النصوص من صفات الله ولاشك أنَّ ردَ ماجاءت به النصوص من صفات الله باطلٌ وما استلزم الباطل فهوَ باطلٌ. رابعًا:نقول لهم:إذا قلتم مثلاً إن هذه الصفة لايدل عليها العقل قلنا لكم:إن انتفاءَ الدليلِ المُعينِّ لايستلزم انتفاء المدلول.فإذا قلتَ:إن العقل لم يدل عليها فقد دلَّ عليها السمع فوجبَ إثباتها.ولهذا إذا قال قائلٌ:إن الوضوءَ من لحم الإبل لاينتقِض لأن الإجماع لايدلعليه؟ماذانقولُ له؟ نقول له:لكن دلَّ عليه السمع فوجب القولُ به.
خامسًا:نقول:إن العقلَ دلَّ على مانفيتموه.يعني أنه يُمكن أن تستدل بعقل على مانفيتموه بالعقل كيف ذلك؟ نقول:مثلاً الرحمة ادَّعوا أن العقلَ لايدلُ عليها بل ادعوا أن العقل يدلُ على أن الله لايوصَفُ بها.ليش؟ قالوا:لأن الرحمة َلينٌ وعطفٌ ورقة ٌوهذا لايُناسب مقام الربوبية ومقام السلطان فيجب أن يُنفى.ماذا نقولُ لهم؟ نقول:أولاً إن الرحمة َواللين والعطف وماأشبه ذلك هل هي صفاتُ كمالٍ ولاصفات نقصٍ؟ هي في موضعها صفاتُ كمالٍ.قال اللهُ تعالى" فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ "آل عمران 159..وإذا كانت في غيرِموضعها فلاشك أنها صفة ُنقصٍ.الرب-عزوجل-إذا قلنا إن الرحمة َتستلزم ماذكرتم في المخلوق فإنه لايلزم أن تستلزمه في الخالق فيكونُ لهُ رحمة ًتخصه؛ ولذلك لو كان مَلِكاً ذا سُلطانٍ قويٍ وقدرةٍ تامةٍ فقَدِمَ إليه رجلٌ ضعيفٌفرَحِمَهُ ورق له وعفا عنه؛ هل نقول:إن هذه صفة ُنقصٍ في هذا السلطان؟لأ؛ بل نقول هذه صفة ُكمالٍ ودليلٌ على كمالِ سُلطانهِ؛ حيثُ كان يُنزلُ الأشياءَمنازلها ويُعاملها بما تقتضيه حالُها. ونقول:أوَّلواالأدلة السمعية.وأما العقل فإن اختلاف المخلوقات وتخصيص بعضها بما يختصُ به من ذاتٍ أو وصفٍ دليلٌ على الإرادة ونفوا الرحمة قالوا لأنها تستلزمُ لين الراحم ورقته للمرحوم وهذا مُحالٌ في حق الله.
وأولوا الأدلة َالسمعية َالمُثبتة َللرحمة إلى الفعل أوإرادة الفعل ففسروا الرحيم بالمنعم أو مريد الإحسان . فنقول لهم:الرحمة ثابتة ٌلله تعالى بالأدلةِ السمعيةِ ولالأ؟ فيه أدلة ٌسمعية ٌتدل على صفة الرحمة؟نعم أدَّلُها"بسم الله الرحمن الرحيم" وأدلة ثبوتها أكثرُ عدداً وتنوعًا من أدلة الإرادة صح؟ يعني لو أحصيت صفة الرحمة الواردة في القرآن الكريم وصفة الإرادة؛ لوجدت أن صفة الرحمة أكثر بكثير من صفة الإرادة ؛وأيضًا أكثرتنوعًا من صفة الإرادة. الإرادة وردت بصفة الفعل"قل مَنْ ذاالذي يعصِمُكم من الله إنأرادَبكم سوءً أوأرادَ بكم رحمة""ولكنَّ اللهَ يفعلُ مايُريد" ولكن هل جاءت باسم فاعل؟ لأ.جاءت بالمصدر؟لأ. أما الرحمة فقد وردت بالاسم مثل"الرحمن الرحيم"هذااسمٌ ووردت بالصفة"وربُكَ الغفورُ ذوالرحمةِ"ووردت بالفعل "ويرحَمُ مَنْ يشاء"فصارت أكثر تنوعاً من صفة الإرادة. ويُمكن إثباتها بالعقل:- فإن النعم التي تترى على العباد من كل وجهه والنِقم التي تُصرف عنهم في كل حينٍ ؛دالة ٌعلى ثبوت الرحمة لله عزوجل ودلالتهاعلى ذلك أبيَّنُ وأجلى من دلالةالتخصيص على الإرادة لظهور ذلك للخاصة والعامة بخلاف دلالة التخصيص على الإرادة ؛فإنه لايظهر إلا لأفرادٍ من الناس. الآن لو سألتَ عامياً ؛هل اللهُ تعالى يُريد؟لقال:نعم اللهُ يُريد.بأيِّ شيءٍ تُثبتتُ الإرادة َمن الناحية العقلية؟إيش يقول؟ يقول لأن اللهَ يُريدُ في القرآن.تقوله:هات دليل عقلي؟ هوما يعرف إلا هذا.لكن لوتأتي إلى عامي وتقول هل اللهُ يرحم؟ سيقول:نعم طيب وايش الدليل؟هات لي دليل عقلي أوحسي على الرحمة؟طيب ماتشوف هاالنِعَم.الآن اللهُ يُنزلُ الغيث ويُنبتُ النبات ويُجلب الأرزاق إيش دليلُ على هذا؟على الرحمة.إذن دلالة العقل على ثبوت صفة الرحمة لله أبينُ وأجلى من دلالته على ثبوت الإرادة لله.وهذا لايمكن أن يُنكره إلامُكابرٌ والمكابر لافائدة َمن مناظرته؛ لكن الإنسان غير المكابر لابد أن يقر ويعترف بثبوت الرحمة لله وأن العقلَ دالٌ على ذلك. طيب اندفاعُ النِقم؟لو أن رجلاً أصيبَ بحادثٍ :صَدم أو انقلاب وسَلِمَ من هذا الحادث سيتحدث ويقول حصل حادثٌ عظيمٌ ولكن من رحمة الله أننا سَلِمنا أو نجونا.هل سيقول هكذا؟ نعم.إذن استدل باندفاع النقم على رحمة الله تعالى. أما نفيها ؛أي الرحمة بحجة أنها تستلزم اللين والرقة فجوابه: أن هذه الحجة لوكانت مستقيمة؛ انتبه لكلمة لوكانت مستقيمة لأمكن نفيُ الإرادة بمثلها أي بمثل هذه الحجة. فيُقال:الإرادة:ميلُ المريد إلى ما يرجو به حصول منفعة أو دفع مضرة وهذا يستلزم الحاجة واللهُ تعالى مُنزَّهٌ عن ذلك. إذا قالوا:إن الرحمة َتستلزمُ الرقة َواللين وماأشبهَ ذلك. أولاً:نسأل هل هذه الصفات ممتنعة على الله-عزوجل-؟ ليس مُستلزمًا أن يكون الله-عزوجل-لينًا ورقيقًا لمن يستحق الرحمة.ولامانع. وعلى فرض أن ذلك ممتنعٌ فإننا نقول: يلزمكم في الإرادة مثل مايلزمكم في الرحمة. الإرادة أن يميل الإنسان إلى شيءٍ ؛وإيش يرجو منه؟ حصول منفعة أودفع مضرة.لايمكن أن يريد الإنسان شيئاً لايرجو منفعته ولادفع مضرته إلا رجلا ليس له عقل. إذن إذا أثبتم الإرادة لَزِمَ من إثباتها أن يكون اللهُ-عزوجل-يميلُ إلى مايرجو منفعته أو دفع مضرته والله-عزوجل-لا ينتفعُ بشيءٍ أو لايحتاجُ إلى انتفاعٍ بشيءٍ ولاتلحقه المضرة حتى يحتاج إلى مايدفع الضررعنه فما يلزمه في الرحمة يلزمه في الإرادة.فإن أجابوا بأن هذه إرادة المخلوق أمكن الجواب بمثله في الرحمة لأن الرحمة المُستلزمة للنقص هي رحمة المخلوق.هنا قلنا الرحمة المستلزمة للنقص ولم نقل الرحمة المستلزمة للين والرقة لأنه كما أشرنا آنفًا قد نُسلِّم بأن اللين والرقة في مو ضعهما من صفات الكمال؛ وحينئذٍ لايمتنعان على الله- عزوجل- فنقول لهم:إن الرحمة المستلزمة للنقص وليكن النقص كما زعمتم اللين والرقة هي رحمة المخلوق؛ أمارحمة ُالخالق فإنها رحمة ٌثابتة ٌله مع كماله-سبحانه وتعالى-. وبهذا تبين بُطلان مذهب أهل التعطيل سواء كان تعطيلاً عاماً أم خاصاً وبه عُلِم أن طريق الأشاعرة والماتُريدية في أسماء الله وصفاته وما احتجوا به لذلك؛ لا تندفعُ به شبه المعتزلة والجهمية.
الغريب أن الأشاعرة يدَّعون أنه لم يَرُدّ أهلَ البدع من الجهمية والمعتزلة ؛ولاأهلَ الكفر من الفلاسفة وغيرهم؛ إلاالأشاعرة.ويقولون:إن السلف لم ينفعوا في الرد على المعتزلة؛ أتدرون لماذا؟ لأنهم يعتقدون أن مذهب السلف هو التفويض.ومعلومٌ أننا إذا قلنا إن مذهب السلف هو التفويض فإن ذلك لايُجدي ولايرد بدع المبتدع؛ لأن المبتدع إيش يقول للمفوض؟يقول:إنك لم تُثبت المعنى حتى تحتج به علىَّ.أنتَ رجلٌ أميٌّ لاتعرف الكتاب إلا أمانيَّ. لأن الأشاعرة يقولون:إن مذهب السلف هو التفويض؛ تسأل السلفي عن قوله تعالى:"ثم استوى على العرش"مامعناها؟ فيقول:لاأدري أفوض معناها إلى الله. تسأل الأشعري عن معناها فيقول:معناها استولى.إذن أيهما أعلم الذي يقول لا أدري أو الذي يقول لها معنى وهو الاستيلاء؟الثاني لاشك أنه أعلمُ.فمن أجل ذلك قالوا:إن السلف لم ينفعوا في الرد على الجهمية والمعتزلة والفلاسفة وغيرهم من أئمةً البدع والكفر وأن الذي ردهم هم الأشاعرة لأنهم قالوا:نحنُ نُثبت المعنى ؛ومعناه الاستيلاء ؛وفرقٌ بين مَنْ يُثبت معنىً ومَنْ كان أميًا لايعرف من الكتاب إلا القراءة َفقط.وهذا قرأناه فيما كُتِبَ وحتى فيما نُشر في الصحف الآن ممن تكلموا عن الأشاعرة ؛قالوا:الأشاعرة من أهل السُنة؛ بل هم الذين نفعوا في دفع البدع ؛أما السلفيون فإنهم لم ينفعوا في رد البدع لأنهم على زعمهم؛ مُفوِّضة يُفوضون المعنى ويقولون:لاندري مامعنى هذه الآيات أو الأحاديث التي في صفات الله-عزوجل-.
المؤلف رد عليهم
ثالثًا:أن اعتماد هذه الطريقة يستلزم رد ماجاءت به النصوص من صفات الله ولاشك أنَّ ردَ ماجاءت به النصوص من صفات الله باطلٌ وما استلزم الباطل فهوَ باطلٌ. رابعًا:نقول لهم:إذا قلتم مثلاً إن هذه الصفة لايدل عليها العقل قلنا لكم:إن انتفاءَ الدليلِ المُعينِّ لايستلزم انتفاء المدلول.فإذا قلتَ:إن العقل لم يدل عليها فقد دلَّ عليها السمع فوجبَ إثباتها.ولهذا إذا قال قائلٌ:إن الوضوءَ من لحم الإبل لاينتقِض لأن الإجماع لايدلعليه؟ماذانقولُ له؟ نقول له:لكن دلَّ عليه السمع فوجب القولُ به.
خامسًا:نقول:إن العقلَ دلَّ على مانفيتموه.يعني أنه يُمكن أن تستدل بعقل على مانفيتموه بالعقل كيف ذلك؟ نقول:مثلاً الرحمة ادَّعوا أن العقلَ لايدلُ عليها بل ادعوا أن العقل يدلُ على أن الله لايوصَفُ بها.ليش؟ قالوا:لأن الرحمة َلينٌ وعطفٌ ورقة ٌوهذا لايُناسب مقام الربوبية ومقام السلطان فيجب أن يُنفى.ماذا نقولُ لهم؟ نقول:أولاً إن الرحمة َواللين والعطف وماأشبه ذلك هل هي صفاتُ كمالٍ ولاصفات نقصٍ؟ هي في موضعها صفاتُ كمالٍ.قال اللهُ تعالى" فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ "آل عمران 159..وإذا كانت في غيرِموضعها فلاشك أنها صفة ُنقصٍ.الرب-عزوجل-إذا قلنا إن الرحمة َتستلزم ماذكرتم في المخلوق فإنه لايلزم أن تستلزمه في الخالق فيكونُ لهُ رحمة ًتخصه؛ ولذلك لو كان مَلِكاً ذا سُلطانٍ قويٍ وقدرةٍ تامةٍ فقَدِمَ إليه رجلٌ ضعيفٌفرَحِمَهُ ورق له وعفا عنه؛ هل نقول:إن هذه صفة ُنقصٍ في هذا السلطان؟لأ؛ بل نقول هذه صفة ُكمالٍ ودليلٌ على كمالِ سُلطانهِ؛ حيثُ كان يُنزلُ الأشياءَمنازلها ويُعاملها بما تقتضيه حالُها. ونقول:أوَّلواالأدلة السمعية.وأما العقل فإن اختلاف المخلوقات وتخصيص بعضها بما يختصُ به من ذاتٍ أو وصفٍ دليلٌ على الإرادة ونفوا الرحمة قالوا لأنها تستلزمُ لين الراحم ورقته للمرحوم وهذا مُحالٌ في حق الله.
وأولوا الأدلة َالسمعية َالمُثبتة َللرحمة إلى الفعل أوإرادة الفعل ففسروا الرحيم بالمنعم أو مريد الإحسان . فنقول لهم:الرحمة ثابتة ٌلله تعالى بالأدلةِ السمعيةِ ولالأ؟ فيه أدلة ٌسمعية ٌتدل على صفة الرحمة؟نعم أدَّلُها"بسم الله الرحمن الرحيم" وأدلة ثبوتها أكثرُ عدداً وتنوعًا من أدلة الإرادة صح؟ يعني لو أحصيت صفة الرحمة الواردة في القرآن الكريم وصفة الإرادة؛ لوجدت أن صفة الرحمة أكثر بكثير من صفة الإرادة ؛وأيضًا أكثرتنوعًا من صفة الإرادة. الإرادة وردت بصفة الفعل"قل مَنْ ذاالذي يعصِمُكم من الله إنأرادَبكم سوءً أوأرادَ بكم رحمة""ولكنَّ اللهَ يفعلُ مايُريد" ولكن هل جاءت باسم فاعل؟ لأ.جاءت بالمصدر؟لأ. أما الرحمة فقد وردت بالاسم مثل"الرحمن الرحيم"هذااسمٌ ووردت بالصفة"وربُكَ الغفورُ ذوالرحمةِ"ووردت بالفعل "ويرحَمُ مَنْ يشاء"فصارت أكثر تنوعاً من صفة الإرادة. ويُمكن إثباتها بالعقل:- فإن النعم التي تترى على العباد من كل وجهه والنِقم التي تُصرف عنهم في كل حينٍ ؛دالة ٌعلى ثبوت الرحمة لله عزوجل ودلالتهاعلى ذلك أبيَّنُ وأجلى من دلالةالتخصيص على الإرادة لظهور ذلك للخاصة والعامة بخلاف دلالة التخصيص على الإرادة ؛فإنه لايظهر إلا لأفرادٍ من الناس. الآن لو سألتَ عامياً ؛هل اللهُ تعالى يُريد؟لقال:نعم اللهُ يُريد.بأيِّ شيءٍ تُثبتتُ الإرادة َمن الناحية العقلية؟إيش يقول؟ يقول لأن اللهَ يُريدُ في القرآن.تقوله:هات دليل عقلي؟ هوما يعرف إلا هذا.لكن لوتأتي إلى عامي وتقول هل اللهُ يرحم؟ سيقول:نعم طيب وايش الدليل؟هات لي دليل عقلي أوحسي على الرحمة؟طيب ماتشوف هاالنِعَم.الآن اللهُ يُنزلُ الغيث ويُنبتُ النبات ويُجلب الأرزاق إيش دليلُ على هذا؟على الرحمة.إذن دلالة العقل على ثبوت صفة الرحمة لله أبينُ وأجلى من دلالته على ثبوت الإرادة لله.وهذا لايمكن أن يُنكره إلامُكابرٌ والمكابر لافائدة َمن مناظرته؛ لكن الإنسان غير المكابر لابد أن يقر ويعترف بثبوت الرحمة لله وأن العقلَ دالٌ على ذلك. طيب اندفاعُ النِقم؟لو أن رجلاً أصيبَ بحادثٍ :صَدم أو انقلاب وسَلِمَ من هذا الحادث سيتحدث ويقول حصل حادثٌ عظيمٌ ولكن من رحمة الله أننا سَلِمنا أو نجونا.هل سيقول هكذا؟ نعم.إذن استدل باندفاع النقم على رحمة الله تعالى. أما نفيها ؛أي الرحمة بحجة أنها تستلزم اللين والرقة فجوابه: أن هذه الحجة لوكانت مستقيمة؛ انتبه لكلمة لوكانت مستقيمة لأمكن نفيُ الإرادة بمثلها أي بمثل هذه الحجة. فيُقال:الإرادة:ميلُ المريد إلى ما يرجو به حصول منفعة أو دفع مضرة وهذا يستلزم الحاجة واللهُ تعالى مُنزَّهٌ عن ذلك. إذا قالوا:إن الرحمة َتستلزمُ الرقة َواللين وماأشبهَ ذلك. أولاً:نسأل هل هذه الصفات ممتنعة على الله-عزوجل-؟ ليس مُستلزمًا أن يكون الله-عزوجل-لينًا ورقيقًا لمن يستحق الرحمة.ولامانع. وعلى فرض أن ذلك ممتنعٌ فإننا نقول: يلزمكم في الإرادة مثل مايلزمكم في الرحمة. الإرادة أن يميل الإنسان إلى شيءٍ ؛وإيش يرجو منه؟ حصول منفعة أودفع مضرة.لايمكن أن يريد الإنسان شيئاً لايرجو منفعته ولادفع مضرته إلا رجلا ليس له عقل. إذن إذا أثبتم الإرادة لَزِمَ من إثباتها أن يكون اللهُ-عزوجل-يميلُ إلى مايرجو منفعته أو دفع مضرته والله-عزوجل-لا ينتفعُ بشيءٍ أو لايحتاجُ إلى انتفاعٍ بشيءٍ ولاتلحقه المضرة حتى يحتاج إلى مايدفع الضررعنه فما يلزمه في الرحمة يلزمه في الإرادة.فإن أجابوا بأن هذه إرادة المخلوق أمكن الجواب بمثله في الرحمة لأن الرحمة المُستلزمة للنقص هي رحمة المخلوق.هنا قلنا الرحمة المستلزمة للنقص ولم نقل الرحمة المستلزمة للين والرقة لأنه كما أشرنا آنفًا قد نُسلِّم بأن اللين والرقة في مو ضعهما من صفات الكمال؛ وحينئذٍ لايمتنعان على الله- عزوجل- فنقول لهم:إن الرحمة المستلزمة للنقص وليكن النقص كما زعمتم اللين والرقة هي رحمة المخلوق؛ أمارحمة ُالخالق فإنها رحمة ٌثابتة ٌله مع كماله-سبحانه وتعالى-. وبهذا تبين بُطلان مذهب أهل التعطيل سواء كان تعطيلاً عاماً أم خاصاً وبه عُلِم أن طريق الأشاعرة والماتُريدية في أسماء الله وصفاته وما احتجوا به لذلك؛ لا تندفعُ به شبه المعتزلة والجهمية.
الغريب أن الأشاعرة يدَّعون أنه لم يَرُدّ أهلَ البدع من الجهمية والمعتزلة ؛ولاأهلَ الكفر من الفلاسفة وغيرهم؛ إلاالأشاعرة.ويقولون:إن السلف لم ينفعوا في الرد على المعتزلة؛ أتدرون لماذا؟ لأنهم يعتقدون أن مذهب السلف هو التفويض.ومعلومٌ أننا إذا قلنا إن مذهب السلف هو التفويض فإن ذلك لايُجدي ولايرد بدع المبتدع؛ لأن المبتدع إيش يقول للمفوض؟يقول:إنك لم تُثبت المعنى حتى تحتج به علىَّ.أنتَ رجلٌ أميٌّ لاتعرف الكتاب إلا أمانيَّ. لأن الأشاعرة يقولون:إن مذهب السلف هو التفويض؛ تسأل السلفي عن قوله تعالى:"ثم استوى على العرش"مامعناها؟ فيقول:لاأدري أفوض معناها إلى الله. تسأل الأشعري عن معناها فيقول:معناها استولى.إذن أيهما أعلم الذي يقول لا أدري أو الذي يقول لها معنى وهو الاستيلاء؟الثاني لاشك أنه أعلمُ.فمن أجل ذلك قالوا:إن السلف لم ينفعوا في الرد على الجهمية والمعتزلة والفلاسفة وغيرهم من أئمةً البدع والكفر وأن الذي ردهم هم الأشاعرة لأنهم قالوا:نحنُ نُثبت المعنى ؛ومعناه الاستيلاء ؛وفرقٌ بين مَنْ يُثبت معنىً ومَنْ كان أميًا لايعرف من الكتاب إلا القراءة َفقط.وهذا قرأناه فيما كُتِبَ وحتى فيما نُشر في الصحف الآن ممن تكلموا عن الأشاعرة ؛قالوا:الأشاعرة من أهل السُنة؛ بل هم الذين نفعوا في دفع البدع ؛أما السلفيون فإنهم لم ينفعوا في رد البدع لأنهم على زعمهم؛ مُفوِّضة يُفوضون المعنى ويقولون:لاندري مامعنى هذه الآيات أو الأحاديث التي في صفات الله-عزوجل-.
المؤلف رد عليهم
المتن
وبه علم أن طريق
الأشاعرة والماتريدية في أسماء وصفاته وما احتجوا به لذلك لا تندفع به شبه
المعتزلة والجهمية وذلك من وجهين:
أحدهما: أنه طريق مبتدع لم يكن عليه النبي صلى الله عليه وسلم ولا سلف الأمة وأئمتها، والبدعة لا تدفع بالبدعة وإنما تدفع بالسنة.
أحدهما: أنه طريق مبتدع لم يكن عليه النبي صلى الله عليه وسلم ولا سلف الأمة وأئمتها، والبدعة لا تدفع بالبدعة وإنما تدفع بالسنة.
الشرح
هذه واحدة.
وهذه قاعدة مفيدة في الأمور العلمية والأمور العملية. البدعة لايمكن أن ندفعها
ببدعةٍ أبدًا ؛سواء كانت علمية أو عملية.مثال العِلمية:هنا ؛الأشاعرة قالوا:إن
الصفات التي أثبتناها وهي السبع ؛ دلَّ عليها العقل فيجبُ إثباتُها. المعتزلة
ماذايقولون في هذه الصفات؟ لانثبتُها لأن المعتزلة لايثبتون الصفات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق