السبت، 30 نوفمبر 2019

ملزمة شهر رمضان الطبعة الثالثة

هدي النبي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ عند رؤية

هلال كل شهر
قال الإمام الحافظ محمد بن عيسى بن سَوْرَةَ الترمذيّ في سننه :
حدثنا محمد بن بَشَّارٍ ، قال : حدثنا أبو عامرٍ العَقَدِيُّ ، قال حدثنا سليمانُ بن سُفيانَ المدِينيُّ ، قال : حدثني بلالُ بن يحيى بن طلحةَ بن عُبيدِ اللهِ ، عن أبيه ، عن جَدِّه طلحةَ ابن عُبيدِ اللهِ ؛أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ كانَ إذا رَأىالهلالَ قالَ اللَّهمَّ أهلِلهُ علَينا باليُمنِ، والإيمانِ، والسَّلامَةِ، والإسلامِ، ربِّي وربُّكَ اللَّهُ"سنن الترمذي / تحقيق الشيخ الألباني / 45 ـ كتاب : الدعوات / 51 ـ باب : ما يقول عند رؤية الهلال / حديث رقم : 3451 / ص : 784 / صحيح .
قوله :كانَ إذا رَأى الهلالَ: وهو ـ أي الهلال ـ يكون من الليلة الأولى والثانية والثالثة ، ثم هو قمر .
"اللَّهمَّ أهلِلهُ علَينا باليُمنِ" أي أطلعه علينا مقترنًا بالبركة .
" والإيمان" أي بدوام الإيمان .
" والسلامة " أي ـ السلامة عن كل مضرة وسوء
"والإسلام" أي بدوامه .
" ربِّي وربُّكَ اللَّهُ" لما توسل به ـ أي بالهلال ـ لطلب اليمن والإيمان ، دل على عظم شأن الهلال ، فقال "ربِّي وربُّكَ اللَّهُ" تنزيهًا للخالق أن يُشارك في تدبير ما خلق . تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي / ج : 8 / كتاب : الدعوات / باب : ما يقول عند رؤية الهلال / ص : 451 / بتصرف .

* * * * *
فضل الصوم

بسم الله الرحمن الرحيم
إنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ، وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّـه مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ.وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ. وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ.
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ" سورة آل عمران / آية : 102 .

"يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا" سورة النساء / آية : 1.

"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا" سورة الأحزاب / آية : 70 ، 71 .
أَمَّا بَعْدُ:
فَإِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ، وَشَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ.
ثم أَمَّا بَعْدُ:
@ قال الإمامُ عبد بن حُميد ـ رحمه الله ـ في " المنتخب " جزء : 3 / ص : 170 :
حدثنا مسلم بن إبراهيم قال : حدثنا حماد بن سلمة ،عن ثابت ،عن أنس قال : كان النبيُّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ إذا اجتهد لأحدٍ في الدعاءِ قال "جعلَ اللهُ عليكُم صلاةَ قَومٍ أبرارٍ ، يقومونَ اللَّيلَ ويصومونَ النَّهارَ ، لَيسوا بأثَمَةٍ ولا فُجَّارٍ" . قال الشيخ مقبل ـ رحمه الله ـ في الجامع الصحيح مما ليس في الصحيحين / ج : 2 / ص : 172 / كتاب الصلاة ـ باب فضل قيام الليل ، هذا حديث صحيح.

"جعَلَ اللهُ عليك صَلاةَ قَومٍ أبرارٍ"، والمُرادُ بالصَّلاةِ هنا الدُّعاءُ أي: رزَقَكم اللهُ الدُّعاءَ من قَومٍ أبرارٍ، والأبرارُ جَمعُ بَرٍّ، والمُرادُ به هنا المُتمسِّكُ بشَرعِ اللهِ، وصِفةُ هؤلاءِ الأبرارِ "يَقومون اللَّيلَ، ويَصومون النَّهارَ، ليسوا بأَثَمةٍ ولا فُجَّارٍ"، أي: هم مُتَّصِفون بعِبادَةِ اللهِ عزَّ وجلَّ بَعيدونَ عن المَعاصي والفُجورِ، وفُجَّارٌ جَمعُ فاجِرٍ، وهو الفاسِقُ.

* قال الإمام أحمد - رحمه الله - ..... : حدثنا حسين ..... عن النعمان بن بشير قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم" مَثلُ المجاهدِ في سبيلِ اللَّهِ كمَثلِ الصَّائمِ نهارَهُ ، القائمِ لَيلَهُ ، حتَّى يرجِعَ متَى يرجِعُ"حسنه الشيخ : مقبل بن هادي الوادعي في : الصحيح مما ليس في الصحيحين / ج : 2 / 8 ـ كتاب : الصوم / 3 ـ باب : فضل الصوم/ ص : 411 .

* عن مُعاذ بن جبل أن النبي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ قال له " ألا أدُلُّك على أبوابِ الخيرِ ؟ . قلتُ : بلى يا رسولَ اللهِ ! قال " الصومُ جُنَّةٌ ، والصدقةُ تُطفِئُ الخطيئةَ كما يطفئُ الماءُ النارَ " .رواه الترمذي في سننه ـ وصححه الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في صحيح الترغيب والترهيب : 9 ـ كتاب : الصوم / 2 ـ باب : الترغيب في صيام رمضان ... / حديث رقم : 968 / ص : 483 .


* عن عبد الله بن عمرو ـ رضي الله عنهما ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ قال" الصيامُ والقرآنُ يشفعانِ للعبدِ يومَ القيامةِ، يقولُ الصيامُ: أيْ ربِّ إنِّي منعتُه الطعامَ و الشهواتِ بالنهارِ فشفعْنِي فيهِ، يقولُ القرآنُ ربِّ منعتُهُ النومَ بالليلِ فشفعْنِي فيهِ، فيُشَفَّعَانِ" رواه الإمام أحمد ـ وصححه الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في صحيح الترغيب والترهيب : 9 ـ كتاب الصوم / 1 ـ باب الترغيب في الصوم مطلقًا ..... / حديث رقم : 969 / ص : 483 .



* عن عمرو بن عبسة قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم " مَن صامَ يَومًا في سبيلِ اللَّهِ بعُدَتْ منهُ النَّارُ مسيرةَ مائةِ عامٍ " رواه الطبراني في الكبير والأوسط ـ وصححه الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في صحيح الترغيب والترهيب : 9 ـ كتاب :الصوم / 1 ـ باب : الترغيب في الصوم مطلقًا ..... / حديث رقم : 975 / ص : 486 .


* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ قال " من صام يومًا في سبيلِ اللهِ ، زحزحَ اللهُ وجهَه عن النارِ بذلك اليومِ سبعين خريفًا"رواه النسائي والترمذي وابن ماجه ـ وصححه الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في صحيح الترغيب والترهيب : 9 ـ كتاب : الصوم / 1ـ باب : الترغيب في الصوم مطلقًا ..... / حديث رقم : 976 / ص : 486 .
* عن أبي أمامة أن النبي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ قال" من صام يومًا في سبيلِ اللهِ جعل اللهُ بينه وبين النارِخندقًا كما بين السماءِ والأرضِ " رواه الترمذي في سننه ـ وحسنه الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في صحيح الترغيب والترهيب : 9 ـ كتاب : الصوم / 1 ـ باب : الترغيب في الصوم مطلقًا ..... / حديث رقم : 977 / ص : 486 .
*عن حذيفة قال"قالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عنْه، مَن يَحْفَظُ حَدِيثًا عَنِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في الفِتْنَةِ؟ قالَ حُذَيْفَةُ أنَا سَمِعْتُهُ يقولُ: فِتْنَةُ الرَّجُلِ في أهْلِهِ ومَالِهِ وجَارِهِ، تُكَفِّرُهَا الصَّلَاةُ والصِّيَامُ والصَّدَقَةُ "صحيح البخاري / 30 ـ كتاب : الصوم / 3 ـ باب : الصوم كفارة / جزء من حديث رقم : 1895 / ص : 413 .
 
______ 

فضيلة شهر رمضان

عن كعب بن عُجْرَة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ "احضروا المنبر" فحضرنا ، فلما ارتقى درجة قال ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم " آمين " فلما ارتقى الدرجة الثانية قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ " آمين" فلما ارتقى الدرجة الثالثة قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ " آمين" فلما نزل قلنا : يا رسول الله ! لقد سمعنا منك اليوم شيئًا ما كنا نسمعه قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ" إن جبريل عرض لي فقال "بَعُدَ من أدرك رمضان فلم يغفر له" قلتُ آمين ، فلما رقيت الثانية قال" بَعُدَ من ذُكِرْتُ عنده فلم يصلِّ عليك" فقلت : آمين . فلمارقيتُ الثالثةَ قال " بَعُدَ من أدرك أبويه الكبر عنده أو أحدهما فلم يدخلاه الجنة" .قلت آمين"رواه الحاكم وصححه الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في صحيح الترغيب والترهيب : 9 ـ كتاب :الصوم / 2 ـ باب : الترغيب في صيام رمضان ..... / حديث رقم : 981 / ص : 488 .


*روي عن أبي سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم" إن لله تبارك وتعالى عتقاء في كل يوم وليلة - يعني في رمضان - وإن لكل مسلم فى كل يوم وليلة دعوة مستجابة " .رواه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي ـ صحيح الترغيب والترهيب : 9 ـ كتاب : الصوم / 2 ـ باب : الترغيب في صيام رمضان ..... / حديث رقم : 978 / ص : 487 .
* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ قال" مَن قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ، ومَن صَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا واحْتِسَابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ". رواه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي ـ صحيح الترغيب والترهيب : 9 ـ كتاب 2 ـ باب : الترغيب في صيام رمضان ..... / حديث رقم : 978 / ص : 487 .


* قال الخطابي : قوله " إيمانًا واحتسابًا " أي نية وعزيمة ، وهو أن يصومه على التصديق والرغبة في ثوابه طيبة به نفسه ، غير كاره له ، ولا مستثقل لصيامه ، ولا مستطيل لأيامه ، لكن يغتنم طول أيامه لعظم الثواب .
وقال البغوي " قوله احتسابًا أي طلبًا لوجه الله تعالى وثوابه ، يقال فلان يحتسب الأخبار ويتحسبها : أي يتطلبها .
الإيمان : هو الاعتقاد بحق فرضية صومه .
الاحتساب : هو طلب الثواب من الله والتقرب إليه طلبًا للأجر لا لقصد آخر من رياء أو غيره . وهذا محله القلب . فهو نية . فبالنية يمكن أن يحصل المؤمن من الثواب الخير الكثير . ننوي عند بداية رمضان صيام الشهر إيمانًا واحتسابًا . وننوي فعل كل ما يرضي الله . ونتجنب المعاصي خشية أن يَصْدُق علينا هذا الحديث
* عن ابن عمر قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم " رُب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش ، ورُب قائم حظه من قيامه السهر "رواه الطبراني في الكبير . وصححه الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في صحيح الترغيب : 9 ـ كتاب :الصوم / 20 ـ باب : ترهيب الصائم من الغيبة و ... / حديث رقم : 1070 / ص : 525 .


* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ : عن رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ قال "الصَّلَوَاتُ الخَمْسُ، وَالْجُمْعَةُ إلى الجُمْعَةِ، وَرَمَضَانُ إلى رَمَضَانَ، مُكَفِّرَاتٌ ما بيْنَهُنَّ إِذَا اجْتَنَبَ الكَبَائِرَ." . صحيح مسلم " متون " / 2 ـ كتاب : الطهارة / 5 ـ باب : الصلوات الخمس والجمعة ..... / حديث رقم : 16 ـ 233 / ص : 71 .
ما هي الكبيرة :

1 ـ أي نص فيه لعن على فعل معين من القرآن أو السنة
" مثل لعن الله النامصة والمتنمصة " .
2 ـ أي شيء فيه ذِكر غضب الله .
3 ـ نفي الإيمان " فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ " .
4 ـ التوعد بالنار .
5 ـ التوعد بالحرمان من الجنة " نساء كاسيات عاريات مائلات مميلات ..... لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها " .

* اعلمي أختي المسلمة واعلم أخي المسلم ـ رحمني الله وإياكم أن لشهر رمضان فضلًا، وحرمة كبيرة فهو الشهر الذي أنزل فيه القرآن .

قال تعالى" شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ." سورة البقرة / آية : 185 .
قال ابن كثير ـ رحمه الله ـ في تفسيره : 1 /215 :
يمدح الله شهر الصيام من بين سائر الشهور بأنه اختاره من بينها لإنزال القرآن العظيم . ا . هـ .
وكذلك : فهو شهر تصفد فيه الشياطين ، وتغلق فيه أبواب جهنم .


* ..... أنه سمع أبا هريرة ـ رضي الله عنه ـ يقول : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم" إِذَا دَخَلَ شَهْرُ رَمَضَانَ فُتِّحَتْ أبْوَابُ السَّمَاءِ، وغُلِّقَتْ أبْوَابُ جَهَنَّمَ، وسُلْسِلَتِ الشَّيَاطِينُ." صحيح البخاري / 30 ـ كتاب : الصوم / 5 ـ باب : هل يقال رمضان أو شهر رمضان ، ومن رأى كله واسعًا / حديث رقم : 1899 / ص : 214 .
الشرح :
من شرح ابن حجر العسقلاني للحديث في فتح الباري جزء : 4 / ص : 136 -مع شيء من التصرف -.
صفدت أو سلسلت الشياطين . يحتمل أن يكون المراد من الشياطين مسترقوا السمع منهم ، لأنهم كانوا منعوا في زمن نزول القرآن من استراق السمع فزيدوا التسلسل مبالغة في الحفظ .
ـ ويحتمل أن يكون المراد أن الشياطين لا يخلصون من افتتان المسلمين إلى ما يخلصون إليه في غيره لاشتغالهم بالصيام الذي فيه قمع الشهوات وبقراءة القرآن والذكر .
ـ وقيل : المراد بالشياطين بعضهم وهم المردة منهم .
لا يلزم من تصفيد الشياطين جميعهم أن لا يقع شر ولا معصية لأن لذلك أسبابًا غير الشياطين .
ـ ويحتمل أن يكون إشارة إلى كثرة الثواب والعفو ، وأن الشياطين يقل إغواؤهم فيصيرون كالمصفدين . ا . هـ .
الذنوب تكون بسبب :
النفس ـ الهوى ـ أعراض وغرور الدنيا ـ الشياطين .
فما يحدث من شرور قد يكون من النفس أو من شياطين الإنس لذلك دعَى الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ بهذا الدعاء :

" يا حَيُّ يا قَيُّومُ بِرحمتِكَ نستغيثُ ، فأصلِحْ لي شأني كُلَّهُ ، ولا تكِلني إلى نَفسي طَرفَةَ عينٍ" رواه الحاكم ـ وصححه الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في صحيح الترغيب والترهيب : 6 ـ كتاب : النوافل / 14 ـ باب : الترغيب في آيات وأذكار ..... / حديث رقم : 654 / ص : 345 . °فإذا وكلني الله إلى نفسي قد تفسِد عليّ صيامي وقيامي

فنجد أننا نصوم عن الطعام والشراب والجماع ونقوم الليل ولكن قلوبنا مريضة بكل أنواع أمراض القلوب مثل: الكِبر ـ الحسد ـ الغيرة ـ البغض ـ سوء الظن . إلخ .
فالصيام وقع ولكنه في كفة . والكفة الأخرى تحبط العمل بزيادة السيئات عن الحسنات .
إذا لم أهذب نفسي من كل الآفات والأمراض ، فكيف أخرج من رمضان مغفورًا لي . إذا لم أخرج من رمضان مغفورًا لي . فأنا إذن أستحق دعاء جبريل عليّ وتأمين الرسول على ذلك .

ولا ننسى التوبة ووعد الله بالقبول .

قال تعالى"الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ" . سورة غافر / آية : 7 .

" رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدتَّهُمْ وَمَن صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ" سورة غافر / آية : 8 .
" وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَمَن تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ "سورة غافر / آية : 9 .

فلا نحرم أنفسنا من استغفار الملائكة لنا باتباع سبيل الله والمسارعة إلى التوبة عند الذنب ، لنفوز باستغفارهم ثم بدعائهم - آية : 7 ، 8 ، 9 - ولنحذر آفات اللسان .

* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال :

كنَّا نمشي مع رسولِ اللهِ ، فمرَرْنا على قبرَينِ ، فقامَ ، فقُمْنا معهُ ، فجعلَ لَونُهُ يتغَيرُ ، حتَّى رعدَ كُمُّ قميصِهِ ، فقُلنا : ما لكَ يا رسولَ اللهِ ؟ فقال : أمَّا تسمعونَ ما أسمعُ ؟ فقُلنا : و ما ذاكَ يا نبيَّ اللهِ ؟ قال " هذانِ رجلانِ يُعذَبانِ في قبورِهِما عذابًا شديدًا في ذنبٍ هَينٍ" قُلنا فيمَ ذلكَ ؟ قال "كان أحدُهُما لا يستَنْزِهُ مِن البَولِ ، وكان الآخرُ يؤذي النَّاسَ بلسانِهِ ، و يمشي بينَهُم بالنَّميمةِ فدعا بجريدَتَينِ مِن جرائدِ النَّخلِ ، فجعلَ في كلِّ قبرٍ واحدةً" فقُلنا : و هل ينفعُهُم ذلكَ ؟ قال " نعم ، يخفِفْ عنهُما ما دامَتا رطِبَتَينِ" . رواه ابن حبان ـ وصححه الشـيخ الألباني في صحيح الترغيب والترهيب : 4 ـ كتاب : الطهارة / 4 ـ باب : الترهيب من إصابة البول الثوب ..... / حديث رقم : 155 / ص : 139 .


قوله "في ذنبٍ هَينٍ" أي هين عندهما ، وفي ظنهما ، أو هين عليهما اجتنابه ، لا لأنه هَين في نفس الأمر ، لأن النميمةِ محرمة اتفاقًا ويؤيد ذلك قوله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ .
* عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما : أن رسولَ الله ـ صلى الله عليه  وسلم ـ مر بقبرين فقال :
خَرَجَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن بَعْضِ حِيطَانِ المَدِينَةِ، فَسَمِعَ صَوْتَ إنْسَانَيْنِ يُعَذَّبَانِ في قُبُورِهِمَا، فَقالَ" يُعَذَّبَانِ، وما يُعَذَّبَانِ في كَبِيرٍ، وإنَّه لَكَبِيرٌ، كانَ أحَدُهُما لا يَسْتَتِرُ مِنَ البَوْلِ، وكانَ الآخَرُ يَمْشِي بالنَّمِيمَةِ ثُمَّ دَعَا بجَرِيدَةٍ فَكَسَرَهَا بكِسْرَتَيْنِ أوْ ثِنْتَيْنِ، فَجَعَلَ كِسْرَةً في قَبْرِ هذا، وكِسْرَةً في قَبْرِ هذا، فَقالَ: لَعَلَّهُ يُخَفَّفُ عنْهما ما لَمْ يَيْبَسَا." الراوي : عبدالله بن عباس - المحدث : البخاري - المصدر : صحيح البخاري -الصفحة أو الرقم: 6055 / خلاصة حكم المحدث: صحيح.

ويجب التنبيه على عدم شرعية وضع الزرع على القبور والاستشهاد بهذا الحديث ...
فهذا فعل خاص بالنبي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ وتفصيل ذلك فى كتاب الجنائز للشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ .

o فائدة :
وعلى كل لا يجب أن نتعمق في هذا - الذي هو تصفيد الشياطين - المعنى فهو أمر غيبي ولكننا نؤمن به لصحة النص بذلك .
وكذلك يقال عن فتح أبواب الجنة .

قال ابن حجر العسقلاني : قال عياض :
يحتمل أنه على ظاهره وحقيقته ، ويحتمل أن يكون إشارة إلى كثرة الثواب والعفو ، وأن الشياطين يقل إغواؤهم فيصيرون كالمصفدين .
قال : ويؤيد هذا الاحتمال الثاني قوله في رواية يونس عن ابن شهاب عند مسلم " فتحت أبواب الرحمة " .
قال : ويحتمل أن يكون فتح أبواب الجنة عبارة عما يفتحه الله لعباده من الطاعات وذلك من أسباب دخول الجنة ، وغلق أبواب النار عبارة عن صرف الهمم عن المعاصي الآيلة بأصحابها إلى النار .
قال الزين بن الْمُنَيِّر : ..... ولا ضرورة تدعو إلى صرف اللفظ عن ظاهره .
وأما الروايـة التي فيها " أبواب الرحمة وأبواب السماء " فمن تصرف الرواة والأصل أبواب الجنة بدليل ما يقابله وهو غلق أبواب النار .
وهو شهر لله فيه عتقاء من النار :
* فعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ . قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم " إذا كانَ أوَّلُ ليلةٍ من شَهْرِ رمضانَ : صُفِّدَتِ الشَّياطينُ ومرَدةُ الجنِّ ، وغُلِّقَت أبوابُ النَّارِ فلم يُفتَحْ منها بابٌ ، وفُتِّحَت أبوابُ الجنَّةِ فلم يُغلَقْ منها بابٌ ، ويُنادي مُنادٍ يا باغيَ الخيرِ أقبِلْ ، ويا باغيَ الشَّرِّ أقصِرْ وللَّهِ عُتقاءُ منَ النَّارِ ، وذلكَ كلُّ لَيلةٍ" سنن الترمذي " المجلد الواحد " / تحقيق الشيخ الألباني / 6 ـ كتاب : الصوم عن رسول الله ..... / 1 ـ باب : ما جاء في فضل شهر رمضان / حديث رقم : 682 / ص : 171 / صحيح .


* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قالَ "الصِّيَامُ جُنَّةٌ فلا يَرْفُثْ ولَا يَجْهلْ، وإنِ امْرُؤٌ قَاتَلَهُ أوْ شَاتَمَهُ فَلْيَقُلْ: إنِّي صَائِمٌ مَرَّتَيْنِ وَالَّذِي نَفْسِي بيَدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى مِن رِيحِ المِسْكِ. يَتْرُكُ طَعَامَهُ وشَرَابَهُ وشَهْوَتَهُ مِن أجْلِي الصِّيَامُ لِي، وأَنَا أجْزِي به والحَسَنَةُ بعَشْرِ أمْثَالِهَا." صحيح البخاري " متون " / 30 ـ كتاب : الصوم / 2 ـ باب : فضل الصوم / حديث رقم : 1894 / ص : 214 .

الصِّيَامُ جُنَّةٌ : أي وقاية وستر من النار .
وقال صاحب النهاية معنى كونه جنة أي يقي صاحبه ما يؤذيه من الشهوات .
وقال ابن العربي :إنما كان الصوم جنة من النار لأنه إمساك عن الشهوات ، والنار محفوفة بالشهوات .
" الرفث "  هو الكلام الفاحش .
" ولايجهل "  أي لا يفعل شيئًا من أفعال الجهل كالصياح والسفه ، ولا يفهم من ذلك أن غير الصوم يباح فيه ماذكر ، وإنما المراد أن المنع من ذلك يتأكد بالصوم .
" قاتله "  أي إن تهيأ أحد لمقاتلته أو مشاتمته فليقل إني صائم .
" لخلوف فم الصائم أطيب من ريح المسك " . قال الداودي وجماعة : المعنى أن الخلوف أكثر ثوابًا من المسك المندوب إليه في الجمَع ومجالس الذكر . وحاصله حمل معنى الطِّيب على القبول والرضا .
" يترك طعامه من أجلي " وفيه تنبيه على الجهة التي بها يستحق الصائم ذلك وهو الإخلاص الخاص به . حتى لو كان ترك المذكورات لغرض آخر كالتخمة لا يحصل للصائم الفضل المذكور .

* عن مُعاذ بن جبل ـ رضي الله عنه ـ أن النبي ـ صلى الله عليه  وسلم ـ قال "ألا أدلُّك على أبوابِ الخيرِ قلت بلى يا رسولَ اللهِ ، قال الصومُ جُنَّةٌ ، والصدقةُ تُطفِئُ الخطيئةَ كما يُطفِئُ الماءُ النارَ" رواه الترمذي وصححه الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في صحيح الترغيب والترهيب : 9 ـ كتاب : الصوم / 2ـ باب : الترغيب في صيام رمضان ..... / حديث رقم : 968 / ص : 483 .


* عن عبد الله بن عمرو ـ رضي الله عنهما ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ قال " الصِّيامُ جنَّةٌ وحصنٌ حصينٌ من النَّارِ . الصِّيامُ والقرآنُ يشفعانِ للعَبدِ يومَ القيامة: يقولُ الصِّيامُ: أي ربِّ منعتُه الطَّعامَ والشَّهوةَ فشفِّعْني فيهِ، ويقولُ القرآنُ: منعتُهُ النَّومَ باللَّيلِ فشفِّعْني فيهِ، قالَ: فيشفعانِ". رواه الإمام أحمد . وصححه الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في صحيح الترغيب والترهيب : 9 ـ كتاب : الصوم / 1ـ باب : الترغيب في الصوم مطلقًا / حديث رقم : 969 / ص : 483 . 
 

ما الذى نرجوه من صيامنا


* كان النبي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ يبشر أصحابه بقدوم شهر الخير :
فعن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم"أتاكُم رَمضانُ شَهرٌ مبارَك ، فرَضَ اللَّهُ عزَّ وجَلَّ عليكُم صيامَه ، تُفَتَّحُ فيهِ أبوابُ السَّماءِ ، وتغَلَّقُ فيهِ أبوابُ الجحيمِ ، وتُغَلُّ فيهِ مَرَدَةُ الشَّياطينِ ، للَّهِ فيهِ ليلةٌ خيرٌ من ألفِ شَهرٍ ، مَن حُرِمَ خيرَها فقد حُرِمَ" . سنن النسائي / تحقيق الشيخ الألباني /22 ـ كتاب : الصيام / 5ـ باب : ذكر الاختلاف على ..... / حديث رقم : 2106 / ص : 336 .

فأخبر ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه شهر مبارك أي كثير البركة والخير وأنه قد فرض على المسلمين صيامه ، وأنه تفتح فيه أبواب الجنة بما يفتح الله على عباده من فعل الطاعات والخير وذلك من أسباب دخول الجنة .
وقد ورد عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه سُمي شهر رمضان شهر الصبر.
"شهرُالصبرِ ، وثلاثةُ أيامٍ من كلِّ شهرٍ ، صومُ الدهرِ"الراوي : أبو هريرة /المحدث : الألباني -المصدر : صحيح النسائي-الصفحة أو الرقم2407 -خلاصة حكم المحدث : صحيح.

قال تعالى "إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ" .سورة الزمر / آيه : 10 .
والصبر ثلاثة أنواع :
-صبر على طاعة الله .
-صبر عن محارم الله .
-صبر على أقدار الله المؤلمة .
وتجتمع الثلاثة في الصوم .
فإنه فيه صبرًا على طاعة الله ، وصبرًا عما حرم الله على الصائم من الشهوات ، وصبرًا على ما يحصل للصائم فيه من ألم الجوع والعطش وضعف النفس .
فالله الله أيها المسلمون في اغتنام فرص هذا الشهر ، فإنه موسم سرعان ما ينقضي ، فالعاقل الرشيد من استعد له ، واهتبل فرصته .
اللهم وفقنا فيه لما تحب وترضى إنك سميع قريب مجيب .

الشيخ محمد الحمود النجدى / بتصرف.
 

غايات الصوم

شهر رمضان له غايات ينبغي أن يضعها المسلم نصب عينيه ، كي يقصدها بقلبه وعمله ، منها :

ـ بلوغ التقوى :

قال تعالى" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ"سورة البقرة / آية : 183 .

فالصيام وسيلة لبلوغ التقوى ، بل عبادة الله كلها وتوحيده وسائل للوصول إلى التقوى .

قال " يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ "سورة البقرة / آية : 21 .

التقوى من لوازم " لا إله إلا الله " .

قال الحافظ ابن رجب :
وأصل التقوى أن يجعل العبد بينه وبين مـا يخافه ويحذره وقاية تقيه منه ، فتقوى العبد لربه أن يجعل بينه وبين ما يخشاه من ربه من غضبه وسخطه وعقابه وقاية تقيه من ذلك . وهو فعل طاعته واجتناب معاصيه .

كيف نتقي الله عز وجل : الطريق للتقوى بـ :

-محبة الله عز وجل تغلب على قلب العبد ، يدع لها كل محبوب ويضحي في سبيلها بكل مرغوب .

- أن تستشعر في قلبك مراقبة الله عز وجل وتستحي منه حق الحياء .
- أن تعلم ما في سبيل المعاصي والآثام من الشرور والآلام
- أن تتعلم كيف تغالب هواك وتطيع مولاك .
- أن تدرس مكائد الشيطان ومصائده وأن تحذر من وساوسه ودسائسه .كتاب التقوى ... / ص : 9 .

فالغاية من الصيام هي التقوى وليس الإمساك عن الطعام والشراب والشهوة فقط ، بل الله غني عن صيام هذه الطائفة ، كما قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم "مَن لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ والعَمَلَ به،فليسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ في أنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وشَرَابَهُ." . صحيح البخاري / 30 ـ كتاب : الصوم / 8ـ باب : من لم يدع قول الزور ... / حديث رقم : 1903 / ص : 215 .
* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم " ليسَ الصيامُ منَ الأكْلِ والشرْبِ ، إِنَّما الصيامُ منَ اللغوِ والرفَثِ ، فإِنَّ سابَّكَ أحدٌ ، أوْجَهِلَ عليْكَ ، فقلْ إِنَّي صائِمٌ إِنَّي صائِمٌ " .رواه ابن خزيمة وابن حبان والحاكم ـ وصححه الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في صحيح الترغيب والترهيب : 9 ـ كتاب : الصوم / 20 ـ باب : ترهيب الصائم من الغيبة والفحش و ... / حديث رقم : 1068 / ص : 524 .

* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم " ربَّ صائمٍ ليسَ لَه من صيامِه إلَّا الجوعُ وربَّ قائمٍ ليسَ لَه من قيامِه إلَّا السَّهرُ"رواه ابن ماجه واللفظ له والنسائي وابن خزيمة والحاكم وصححه الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في صحيح الترغيب والترهيب :9 ـ كتاب : الصوم / 20 ـ باب : ترهيب الصائم من الغيبة والفحش و ... / حديث رقم : 1069 / ص : 525 .
فينبغي أن نتذكر أن الهدف والغاية من صيامنا هو : التقوى ، وزكاة النفس والطهر ، والابتعاد عن المعاصي والذنوب .
والصيام نفسه من أعظم ما يحجب عن ارتكاب المحرمات ، ويصد عن مواقعتها .

* فعن معاذ بن جبل ـ رضي الله عنه ـ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال له" ألا أَدُلُّكَ على أبوابِ الخيرِ ؟ قلتُ : بلى يا رسولَ اللهِ ! قال : الصومُ جُنَّةٌ ، و الصدقةُ تُطفِيءُ الخطيئةَ كما تُطفِيءُ الماءُ النارَ"رواه الترمذي ـ وصححه الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في صحيح الترغيب والترهيب : 9ـ كتاب : الصوم / 1 ـ باب : الترغيب في الصوم مطلقًا ، ... / حديث رقم : 968 / ص : 483 .
جُنة وهو كل ما ستر ، ومنه سمى الجن لاستتارهم عن العيون، وإنما كان الصوم جُنة لأنه إمساك عن الشهوات ، والنار محفوفة بالشهواتكما في الحديث الصحيح " حُفَّتِ الجَنَّةُ بالمَكارِهِ،وحُفَّتِ النَّارُ بالشَّهَواتِ. صحيح مسلم.

" ..... قال ابن الأثير في النهاية :
معنى كونه جُنة : أي يقي صاحبه ما يؤذيه من الشهوات .

ـ الثواب الجزيل :
فقد أخرج الشيخان عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم "أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قالَ: الصِّيَامُ جُنَّةٌ فلا يَرْفُثْ ولَا يَجْهلْ، وإنِ امْرُؤٌ قَاتَلَهُ أوْ شَاتَمَهُ فَلْيَقُلْ: إنِّي صَائِمٌ مَرَّتَيْنِ وَالَّذِي نَفْسِي بيَدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى مِن رِيحِ المِسْكِ. يَتْرُكُ طَعَامَهُ وشَرَابَهُ وشَهْوَتَهُ مِن أجْلِي الصِّيَامُ لِي، وأَنَا أجْزِي به والحَسَنَةُ بعَشْرِ أمْثَالِهَا." . صحيح البخاري " متون " / 30 ـ كتاب : الصوم / 2 ـ باب : فضل الصوم / حديث رقم : 1894 / ص : 214.

قوله سبحانه "الصِّيَامُ لِي، وأَنَا أجْزِي به " يدل على عظمة العطاء ، فإنه الكريم إذا قال: أنا أعطيه بنفسي ، دل على عظم العطية .

ـ الصوم ترويض للنفس :
وتعويد لها على الانقياد لله سبحانه وتعالى ولرسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ على الصيام عن الأكل والشرب والنكاح في وقت معين ، ويتعود من ذلك منع نفسه من الشهوات المحرمة في سائر الأوقات ، لأن نفسه أصبحت مطيعة له .
ولأن الشيطان أقدر على النفس الشهوانية الحيوانية فإذا انقطعت عن شهواتها ضاقت مجاري الشيطان ومداخله على النفس .
وقد جاء في الحديث الصحيح " إنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِي مِنَ ابْنِ آدَمَ مَبْلَغَ الدَّمِ " الحديث.صحيح البخاري " متون " / 93 ـ كتاب : الأحكام / 21 ـ باب : الشهادة تكون عند الحاكم في ولايته ... / حديث رقم : 7171 / ص : 834 .


ـ الصيام يشفع لصاحبه :
لحديث عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم " الصيامُ والقرآنُ يشفعانِ للعبدِ يومَ القيامةِ، يقولُ الصيامُ: أيْ ربِّ إنِّي منعتُه الطعامَ والشَّهوةَ بالنهارِ فشفعْنِي فيهِ، يقولُ القرآنُ ربِّ منعتُهُ النومَ بالليلِ فشفعْنِي فيهِ، فيُشَفَّعَانِ"رواه أحمد والطبرانى وصححه الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في صحيح الترغيب والترهيب : 9 ـ كتاب :الصوم /1 ـ باب : الترغيب في الصوم مطلقًا ، ..... / حديث رقم : 969 / ص : 483 .

ـ تكفير الذنوب :
صيام رمضان يكفر الذنوب :فعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال" الصَّلَوَاتُ الخَمْسُ،وَالْجُمْعَةُ إلى الجُمْعَةِ، وَرَمَضَانُ إلى رَمَضَانَ، مُكَفِّرَاتٌ ما بيْنَهُنَّ إِذَا اجْتَنَبَ الكَبَائِرَ." صحيح الترغيب والترهيب : 9 ـ كتاب : الصوم / 2 ـ باب : الترغيب في صيام رمضان احتسابًا ..... / حديث رقم : 980 / ص : 488 .


* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال" مَن قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمَانًا واحْتِسَابًا،غُفِرَله ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ، ومَن صَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا واحْتِسَابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ." صحيح البخاري " متون " / 30 ـ كتاب : الصوم / 6 ـ باب : من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا ..... / حديث رقم : 1901 / ص : 215 .

إيمَانًا : بفرضيته ووجوبه ، تصديقًا بوعد الله بالثواب عليه .
احْتِسَابًا : أي طلب ثوابه من الله .
فيكون صيامه إخلاصًا لله لا تقليدًا لمجتمعه وأهله وعاداتهم . ا . هـ.

أركان الصوم :

ـ النية :
لقول النبي ـ صلى الله عليه وسلم "إنَّما الأعْمالُ بالنِّيّاتِ، وإنَّما لِكُلِّ امْرِئٍ ما نَوَى"صحيح البخاري " متون " /1ـ كتاب : بدء الوحي / 1 ـ باب : كيف كان بدء الوحي ... / حديث رقم : 1 / ص : 9 .


ولابد أن تكون ـ النية ـ قبل الفجر من كل ليلة .

* فعن حفصة زوج النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال" مَنْ لمْ يجمعِ الصيامَ قبلَ الفجرِ فلا صيامَ لهُ" .سنن أبي داود / تحقيق الشيخ الألباني / 8ـ أول كتاب : الصيام /71 ـ باب : النية في الصيام / حديث رقم : 2454 / ص : 430 / صحيح .

وهذا بالنسبة لصيام الفريضة فقط .

أما صيام التطوع فلا يشترط فيه عقد النية قبل الفجر ، وإنما يجوز عقدها فى أي وقت طالما كان ممسكًا عن المفطرات .

ـ الإمساك عن المفطِّرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس لقوله تعالى "فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ"سورة البقرة / آية : 187 .

استحباب تعجيل الفطر :
* عن سهل بن سعد أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال " لايَزَالُ النَّاسُ بخَيْرٍماعَجَّلُوا الفِطْرَ " . صحيح البخاري / 30 ـ كتاب : الصوم / 45 ـ باب : تعجيل الإفطار / حديث رقم : 1957 / ص : 220 .

عن أبي هريرة ، عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال:" لايزالُ الدِّينُ ظاهرًا ماعجَّل النَّاسُ الفِطْرَ إنَّ اليهودَ والنَّصارى يؤخِّرونَ"سنن أبي داود / تحقيق الشيخ الألباني / 8 ـ أول كتاب : الصيام / 20 ـ باب : ما يستحب من تعجيل الفطر / حديث رقم : 2353 / ص : 413 / صحيح.



* عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال :
" ما رأَيْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قطُّ صلَّى صلاةَ المغربِ حتَّى يُفطِرَ ولو على شَربةٍ مِن ماءٍ"رواه أبو يعلي وابن خزيمة .وصحح الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في صحيح الترغيب والترهيب : 9 ـ كتاب : الصوم / 16 ـ باب : الترغيب في تعجيل الفطر وتأخير السحور / حديث رقم : 1063 / ص : 521 .


الترغيب في الفطر على التمر :
" عن أنسِ بنِ مالِكٍ قالَ : كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يُفطِرُعلَى رُطَباتٍ قبلَ أن يصلِّيَ فإن لم تكن رُطَباتٌ فعلى تَمراتٍ فإن لم تَكُن حَسا حَسَواتٍ مِن ماءٍ" سنن أبي داود / تحقيق الشيخ الألباني / 8ـ أول كتاب : الصيام /21ـ باب : ما يفطر عليه / حديث رقم : 2356 / ص : 413 / حسن صحيح .

مع الحذر من خلط التمر بالزبيب لوجود النهي لمظنة تخمره وإسكاره.

* عن ابن جريج ، قال : أخبرَني عطاء أنه سَمِعَ جابرًا ـ رضي الله عنه ـ يقول " نَهَى النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عَنِ الزَّبِيبِ والتَّمْرِ والبُسْرِ والرُّطَبِ."صحيح البخاري / 74 ـ كتاب : الأشربة /11 ـ باب : من رأى أن لا يخلط البُسْر والتمر إذا كان مسكرًا ..... / حديث رقم : 5601 / ص : 673 .

* عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه ، قال" نَهَى النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنْ يُجْمع بيْنَ التَّمْرِ والزَّهْوِ، والتَّمْرِ والزَّبِيبِ ،ولْيُنْبَذْ كُلُّ واحِدٍ منهما علَى حِدَةٍ."صحيح البخاري / 74 ـ كتاب : الأشربة /11ـ باب : من رأى أن لا يخلط البُسْر والتمر إذا كان مسكرًا ..... / حديث رقم : 5602 / ص : 673 .

البسر ..... نوع من تمر النخيل .

والمقصود أنه لا حرج من نبذ التمر وحده أو البسر وحده أو الزبيب وحده مع مراعاة أن النبذ المنفرد لا يزيد عن ثلاثة أيام لأنه يتغير - يتخمر .
النبذ : أي النقع .

الدعاء عند الفطر :
"كانَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ إذا أفطرَ قال ذهبَ الظَّمأُ وابتلَت العروقُ و ثبُتَ الأجرُ إن شاءَ اللهُ " . سنن أبي داود / تحقيق الشيخ الألباني / 8 ـ أول كتاب : الصيام / 22 ـ باب : القول عند الإفطار / حديث رقم : 2357 / ص : 414 / حسن .


الترغيب في إطعام الطعام :
* عن زيد بن خالد الجُهني ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم " من فطَّرصائمًا كان له مثلُ أجرِه غير أنه لا يُنقِصُ من أجرِ الصائمِ شيئًا" .سنن الترمذي / تحقيق الشيخ الألباني / 6 ـ كتاب : الصوم عن رسول الله ..... / 82 ـ باب : ما جاء في فضل من فطَّر صائمًا / حديث رقم : 807 / ص : 197 / صحيح .


* عن عبد الله بن عمرو بن العاص ـ رضي الله عنهما "أنَّ رَجُلًا سَأَلَ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أيُّ الإسْلَامِ خَيْرٌ؟ قالَ:تُطْعِمُ الطَّعَامَ، وتَقْرَأُ السَّلَامَ علَى مَن عَرَفْتَ ومَن لَمْ تَعْرِفْ." رواه البخاري ومسلم ـ صحيح الترغيب والترهيب / 8 ـ كتاب : الصدقات / ـ باب : الترغيب في إطعام الطعام ، وسقي الماء ..... / حديث رقم : 932 / ص : 467 .


o فوائد مستخلصة :
في الحديث فوائد عظيمة ينبغي للمؤمن أن يعيها ويتصف بها ، لأنها من مكارم الأخلاق ، ومن حميد العادات ، نسأل الله تعالى أن يوفقنا للعمل بها .

منها الحث على إطعام الطعام الذي هو أمارة الجود والسخاء ، ومكارم الأخلاق ، وفيه نفع للمحتاجين ، وسد الجوع الذي استعاذ منه الرسول ـ صلى الله عليه وسلم .

ومنها إفشاء السلام الذي يدل على خفض الجناح للمسلمين والتواضع ، والحث على تآلف قلوبهم ، واجتماع كلمتهم ، وتوادهم ومحبتهم .

ومنها الإشارة إلى تعميم السلام ، وهو أن لا يخص به أحدًا ـ من المسلمين ـ دون أحدٍ ، كما يفعله الجبابرة وأصحاب الكبر والأنفة ، لأن المؤمنين كلهم إخوة ، وهم متساوون في رعاية الأخوة .حاشية صحيح الترغيب والترهيب / ص : 467 .


* عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال " إنَّ اللهَ لَيُربِّي لأحدِكم التَّمرةَ واللُّقمةَ كما يُربِّي أحدُكم فَلُوَّه أو فصيلَه حتَّى يكونَ مِثلَ أُحُدٍ " .رواه ابن حبان . وصححه الشيخ الألباني في : صحيح الترغيب والترهيب / 8 ـ كتاب : الصدقات / 17 ـ باب : الترغيب في إطعام الطعام ، وسقي الماء ... / حديث رقم : 938 / ص : 469.



* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم"مَن أصبحَ منكُم اليومَ صائمًا ؟ فقال أبو بكرٍ : أنا، فقالَ : مَن أطعَم منكُم اليومَ مِسكينًا ؟ فقال أبو بكرٍ : أنا، فقالَ : من تبعَ منكُم اليومَ جنازةً ؟ قال أبو بكرٍ : أنا ،قال : مَن عاد منكُم اليومَ مَريضًا ؟ قال أبو بكرٍ : أنا ،فقالَ رسولُ اللهِ : ما اجتَمعَت هذهِ الخِصالُ قطُّ في رجُلٍ في يومٍ إلادخلَ الجنَّةَ ." .رواه ابن خزيمة في صحيحه . وصححه الشيخ الألباني في : صحيح الترغيب والترهيب : 8 ـ كتاب : الصدقات /17 ـ باب : الترغيب في إطعام الطعام ، وسقي الماء ..... / حديث رقم : 941 / ص : 470 .


" سأَلتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ عن ضالَّةِ الإبلِ تَغشى حياضي ، قد لطتُها لإبِلي ، فَهَل لي من أجرٍ إن سَقيتُها ؟ قالَ : نعَم ، في كلِّ ذاتِ كبدٍ حَرَّى أجرٌ"الراوي : سراقة بن مالك- المحدث : الألباني -المصدر : صحيح ابن ماجه -الصفحة أو الرقم - 2987 خلاصة حكم المحدث : صحيح.
الدعاء لمن قَدَّم طعامًا :
" كان إذا أفطرَ عندَ قومٍ قال : أَفْطَرَعندَكُمُالصَّائِمُونَ ، و أكلَ طَعَامَكُمُ الأَبْرَارُ ، و تنزلَتْ عَلَيْكُمُ الملائكةُ"الراوي : أنس بن مالك- المحدث : الألباني- المصدر : صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم- 4677 خلاصة حكم المحدث : صحيح.

* عن عبد الله بن بسر" نَزَلَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ علَى أَبِي، قالَ: فَقَرَّبْنَا إلَيْهِ طَعَامًا وَوَطْبَةً،فأكَلَ منها، ثُمَّ أُتِيَ بتَمْرٍ فَكانَ يَأْكُلُهُ وَيُلْقِي النَّوَى بيْنَ إصْبَعَيْهِ، وَيَجْمَعُ السَّبَّابَةَ وَالْوُسْطَى، قالَ شُعْبَةُ: هو ظَنِّي وَهو فيه إنْ شَاءَ اللَّهُ إلْقَاءُ النَّوَى بيْنَ الإصْبَعَيْنِ، ثُمَّ أُتِيَ بشَرَابٍ فَشَرِبَهُ، ثُمَّ نَاوَلَهُ الذي عن يَمِينِهِ، قالَ: فَقالَ أَبِي: وَأَخَذَ بلِجَامِ دَابَّتِهِ، ادْعُ اللَّهَ لَنَا، فَقالَ: اللَّهُمَّ، بَارِكْ لهمْ في ما رَزَقْتَهُمْ، وَاغْفِرْ لهمْ وَارْحَمْهُمْ." . صحيح مسلم / 36 ـ كتاب : الأشربة / 22 ـ باب : استحباب وضع النوى خارج التمر ... / حديث رقم : 146 ـ 2024/ ص : 534 .

* عن أسامة بن زيد قال:قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم"مَن صُنِعَ إليه معروفٌ، فقال لفاعِلِه: جزاك اللهُ خيرًا؛ فقد أبلَغَ في الثَّناءِ. " . رواه الترمذي . وصححه الشيخ الألباني في : صحيح الترغيب والترهيب : 8 ـ كتاب : الصدقات / 18 ـ باب : الترغيب في شكر المعروف ومكافأة فاعله ..... / حديث رقم : 955 / ص : 476 .



الترهيب من إفطار شيء من رمضان من غير عذر :

* عن أبي أمامة الباهلي ـ رضي الله عنه ـ قال : " سمعتُ رسولَ اللهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول"بَينا أنا نائمٌ أتاني رجلانِ ، فأخذا بِضَبْعَيَّ فأتَيا بي جبلًا وعْرًا ، فقالا : اصعدْ . فقلتُ : إنِّي لا أُطيقُهُ . فقال : إنَّا سَنُسَهِّلُهُ لكَ . فصعدتُ ، حتَّى إذا كنتُ في سَواءِ الجبلِ إذا بأصواتٍ شديدةٍ . قلتُ : ما هذهِ الأصواتُ ؟ قالوا : هذا عُوَاءُ أهلِ النَّارِ ثمَّ انْطُلِقَ بي فإذا أنا بقَومٍ مُعلَقِينَ بعراقيبِهِم ، مُشَقَّقَةٌ أشداقُهُم ، تسيلُ أشداقُهُم دمًا . قال : قلتُ : مَن هؤلاءِ ؟ قال : الَّذينَ يُفطِرونَ قبلَ تَحلَّةِ صَومِهِم"رواه ابن خزيمة وابن حبان . وصححه الشيخ الألباني في : صحيح الترغيب والترهيب : 9ـ كتاب : الصوم / 3 ـ باب : الترهيب من إفطار شيء من رمضان من غير عذر / حديث رقم : 991 / ص : 492 .


* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم " إذا دُعي أحدكم فليجب ، فإن كان مفطرًا فليطعم ، وإن كان صائمًا فليصل " . قال هشام : والصلاة الدعاء . سنن أبي داود / تحقيق الشيخ الألباني / 8 ـ أول كتاب : الصوم / 75 ـ باب : في الصائم يدعى إلى وليمة / حديث رقم : 2460 / ص : 432 / صحيح .


* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم " إذا دُعِيَ أحدُكم إلى طعام ، وهو صائم فليقل : إني صائم " سنن أبي داود / تحقيق الشيخ الألباني / 8 ـ أول كتاب : الصوم / 76 ـ باب : ما يقول الصائم إذا دعي إلى الطعام / حديث رقم : 2461 / ص : 432 / صحيح .

الترغيب في العمرة في رمضان :

* عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما "أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، قالَ: لاِمْرَأَةٍ مِنَ الأنْصَارِ يُقَالُ لَهَا أُمُّ سِنَانٍ ما مَنَعَكِ أَنْ تَكُونِي حَجَجْتِ معنَا؟ قالَتْ: نَاضِحَانِ كَانَا لأَبِي فُلَانٍ، زَوْجِهَا، حَجَّ هو وَابنُهُ علَى أَحَدِهِمَا، وَكانَ الآخَرُ يَسْقِي عليه غُلَامُنَا، قالَ: فَعُمْرَةٌ في رَمَضَانَ تَقْضِي حَجَّةً، أَوْ حَجَّةً مَعِي."صحيح مسلم / 15ـ كتاب : الحج / 36 ـ باب : فضل العمرة في رمضان / حديث رقم : 222 ـ 1256 / ص : 310 .

ناضحان : مثنى ناضح ـ والناضح : هو البعير الذي يُسْتَقَى عليه .
تعدل حجة : هذا من باب المبالغة في الترغيب .
والمعنى : أنها تماثل في الثواب أجر الحج لا أنها تسقط فرض الحج .

آداب السحور


* عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم "تَسَحَّرُوا، فإنَّ في السُّحُورِ بَرَكَةً " . صحيح مسلم / 13ـ كتاب : الصيام / 9 ـ باب : فضل السحور ... / حديث رقم : 45 ـ 1095 / ص : 262 .

المفتوح ..... السَّحور ..... اسم المأكول .
المضموم ..... السُّحور ..... اسم للفعل .

والأمر بالسحور للاستحباب بإجماع العلماء - قاله : الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ .

ونحن نتسحر نستحضر هذا . إنه بركة .
* فعن العِرْباض بن سارية قال" دعاني رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ إلى السَّحورِ في رمضانَ "فقال هلمَّ إلى الغداءِ المباركِ"سنن أبي داود / تحقيق الشيخ الألباني / 8 ـ أول كتاب : الصيام / 16 ـ باب : من سمى السَّحور الغداء / حديث رقم : 2344 / ص : 411 / صحيح .



* عن عمرو بن العاص ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال " إنَّ فصلَ مابين صيامِنا وصيامِ أهلِ الكتابِ أكلةُ السَّحرِ"سنن أبي داود / تحقيق الشيخ الألباني / 8 ـ أول كتاب : الصيام / 15 ـ باب : في توكيد السَّحور / حديث رقم : 2343 / ص : 411 / صحيح .

نستحضر هذه النية ونحن نتسحر أي نستحضر أننا نتسحر لمخالفة أهل الكتاب .

* عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم" إن الله وملائكته يصلون على المتسحرين " . رواه الطبراني في الأوسط . وصححه الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في صحيح الترغيب والترهيب : 9 ـ كتاب : الصوم / 15ـ باب : الترغيب في السحور سيما التمر / حديث رقم : 1053 / ص : 519 .

صلاة الله على المتسحرين :أي ذكره لهم في الملأ الأعلى .
صلاة الملائكة على المتسحرين:أي الاستغفار لهم .
ونحن نتسحر نستشعر هذا .
وهذا يدفعنا للامتثال لآداب الطعام - الأكل باليمين ـ مما يليك ـ عدم الإفراط في كمية الطعام ـ الشرب على ثلاثة مرات والتسمية والحمد ـ الجلوس أثناء الشرب ..... - .

* عن عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم "تسحروا ولو بجرعة من ماء " .رواه ابن حبان وصححه الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في صحيح الترغيب والترهيب : 9ـ كتاب : الصوم / 15ـ باب : الترغيب في السحور سيما التمر / حديث رقم : 1058 / ص : 520 .


* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال " نعم سحور المؤمن التمر " . رواه ابن حبان وصححه الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في صحيح الترغيب والترهيب : 9 ـ كتاب : الصوم / 15 ـ باب : الترغيب في السحور سيما التمر / حديث رقم : 1059 / ص : 520 .


فنحرص على السحور ولو بجرعة ماء ، ونحرص على السحور على تمر ، امتثالًا للهدي النبوي .

وكان ـ صلى الله عليه وسلم ـ يؤخر السحور :
فعن أنس بن مالك عن زيد بن ثابت ـ رضي الله عنه ـ - عَنْ زَيْدِ بنِ ثَابِتٍ رَضِيَ اللَّهُ عنْه، قالَ: تَسَحَّرْنَا مع رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، ثُمَّ قُمْنَا إلى الصَّلَاةِ. قُلتُ: كَمْ كانَ قَدْرُ ما بيْنَهُمَا؟ قالَ: خَمْسِينَ آيَةً.صحيح مسلم / 13 ـ كتاب : الصيام / 9ـ باب فضل السحور ... / حديث رقم : 47 ـ 1097 / ص : 262 .


فنحرص على تأخير السحور ولو بجرعة ماء أو تمرة ، امتثالًا .


*الدعاء :
من أدب الدعاء .
" ....سمعَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ رجلًا يدعو في صلاتِهِ فلم يصلِّ على النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ، فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ: عجِلَ هذا، ثمَّ دعاهُ فقال لَهُ أولغيرِه:إذا صلَّى أحدُكم فليبدَأْ بتحميدِ اللَّهِ والثَّناءِ عليهِ، ثمَّ ليصلِّ على النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّم، ثمَّ ليدعُ بعدُ ما شاءَ" . سنن الترمذي / تحقيق الشيخ الألباني / 45 ـ كتاب : الدعوات / 65 ـ باب / حديث رقم : 3477 / ص : 790 / صحيح .

صلَّى: أي : دعا .

*عند الإفطار :
* كان إذا أفطر قال ذهب الظمأُ وابتلَّتِ العروقُ وثبَت الأجرُ إن شاء اللهُ".سنن أبي داود / تحقيق الشيخ الألباني / 8 ـ أول كتاب : الصيام / 22ـ باب : القول عند الإفطار / حديث رقم : 2357 / ص : 413 / حسن .
* عن أبي سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم" إنَّ للهِ تبارك و تعالى عُتقاءَ في كلِّ يومٍ و ليلةٍ - يعني في رمضانَ - . و إنَّ لكلِّ مسلمٍ في كلِّ يومٍ و ليلةٍ دعوةٌ مُستجابةٌ" . رواه البزار . وصححه الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في صحيح الترغيب والترهيب : 9 ـ كتاب : الصوم / 2 ـ باب : الترغيب في صيام رمضان احتسابًا وقيام ليله ..... / حديث رقم : 988 / ص : 4910 .

فلنحرص على استغلال هذه الفرص التي قد نندم على إضاعتها . ولنتعلم ولنتأسَ بالصحابه في معرفة الخير الحقيقي


* فعن ربيعة بن كعب ـ رضي الله عنه ـ قال" كنت أخدم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ نهاري ، فإذا كان الليل أويت إلى باب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فبِتّ عنده ، فلا أزال أسمعه يقول" سبحان الله ، سبحان الله ، سبحان ربي " حتى أمَلّ أو تغلبني عيني فأنام ، فقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ يومًا " يا ربيعة سلني فأعطيك " قلت أنظرني حتى أنظر وتذكرت أن الدنيا فانية منقطعة ، فقلت : يا رسول الله ! أسألك أن تدعوَ الله أن ينجيني من النار ويدخلني الجنة . فسكت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ثم قال" من أمرك بهذا ؟ " قلت : ما أمرني به أحد ، ولكني علمت أن الدنيا منقطعة فانية ، وأنت من الله بالمكان الذي أنت منه ، فأحببت أن تدعوَ الله لي . قال ـ صلى الله عليه وسلم" إني فاعل ، فأعني على نفسك بكثرة السجود " .رواه الطبراني . وصححه الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في صحيح الترغيب والترهيب : 5 ـ كتاب : الصلاة / 14ـ باب : الترغيب في الصلاة مطلقًا وفضل الركوع ..... / حديث رقم : 381 / ص : 225 .

فهذا الصحابي انتهز فرصة مكانة الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ من الله وأراد أن ينجي نفسه من النار . ولم يطلب المال ولا أي متاع للدنيا .


*ومن الأدعية الجامعة :

ـ " اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار " .
فهذا الدعاء يجمع خيري الدنيا والآخرة .

" اللهم أعِنَّا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك "سنن أبي داود / تحقيق الشيخ الألباني 2 ـ كتاب : الصلاة / 361 ـ باب : في الاستغفار / حديث رقم : 1522 / ص : 261 / صحيح .

* عن عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنه ـ قال :لم يكن رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم يدعُ هؤلاءِ الدعواتِ حين يُمسي وحين يُصبحُ اللهمَّ" إني أسألُك العفوَ والعافيةَ في الدنيا والآخرةِ اللهمَّ إني أسألُك العفوَ والعافيةَ في دِيني ودنيايَ وأهلي ومالي اللهمَّ استُرْ عوراتي وآمِنْ روعاتي واحفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي وأعوذُ بك أن أُغْتَالَ من تحتي".سنن ابن ماجه / تحقيق الشيخ الألباني / 34 ـ كتاب : الدعاء / 14 ـ باب : ما يدعو به الرجل إذا أصبح وإذا أمسى / حديث رقم : 3871 / ص : 638 / صحيح .
من تحتي: قال وكيع : يعني الخسف.

المفطِّــــــرات
ـ الأكل والشرب :

الأكل والشرب عمدًا من المفطرات ، فإن أكل أو شرب ناسيًا فلا قضاء عليه ولا كفارة .وهذا الحكم في صيام الفرض والنفل سواء .
* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم قال" مَن نَسِيَ وَهوصَائِمٌ،فأكَلَ،أَوْشَرِبَ، فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ، فإنَّما أَطْعَمَهُ اللَّهُ وَسَقَاهُ."صحيح مسلم / 13 ـ كتاب : الصيام /33ـ باب : أكل الناسي وشربه ..... / حديث رقم : 171 ـ 1155 / ص : 276 .

قال تعالى " وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ" . سورة البقرة / آية : 187 .

ـ القيء عمدًا :

فإن غلبه القيء فلا قضاء عليه ولا كفارة .
* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن النبي ـ صلى الله وسلم ـ قال " من ذرعه القيءُ فليس عليه قضاءٌ، ومن استقاء عمدًا فلْيقضِ" . سنن ابن ماجه/ تحقيق الشيخ الألباني / 7 ـ كتاب : الصيام /16 ـ باب : ما جاء في الصائم يقيء / حديث رقم : 1676 / ص : 294 / صحيح .

ذرعه القيء : أي : سبقه وغلبه في الخروج .

والعمل عند أهل العلم على حديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ ، عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم: أن الصائم إذا ذرعه القىء ، فلا قضاء عليه ، وإذا استقاء عمدًا فليقضِ : وبه يقول الشافعي وسفيان الثوري ، والإمام أحمد ، وإسحاق .صحيح ابن ماجه / ص : 220 .

ـ الحيض والنفاس :
ولو في اللحظة الأخيرة من النهار، ولو نقطة بعد الفجر . لقول عائشة ـ رضي الله عنها" إن كانَ ليَكونُ عليَّ الصِّيامُ مِن رَمضانَ ، فما أقضيهِ حتَّى يجيءَ شَعبانُ"الراوي : عائشة أم المؤمنين -المحدث : الألباني -المصدر : صحيح النسائي -الصفحة أو الرقم: 2318  -خلاصة حكم المحدث : صحيح.

"سَمِعْتُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، تَقُولُ: كانَ يَكونُ عَلَيَّ الصَّوْمُ مِن رَمَضَانَ، فَما أَسْتَطِيعُ أَنْ أَقْضِيَهُ إلَّا في شَعْبَانَ، الشُّغْلُمِنرَسولِاللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، أَوْ برَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ. وفي رواية: وَذلكَ لِمَكَانِ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ. وفي رواية: وَلَمْ يَذْكُرَا في الحَديثِ الشُّغْلُ برَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ.الراوي : عائشة أم المؤمنين- المحدث : مسلم -المصدر : صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم : 1146 - خلاصة حكم المحدث : صحيح.

ولمسلم أيضًا " إن كانت إحدانا لتفطر في زمان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فما تقدر على أن تقضيه مع رسول الله حتى يأتي شعبان " .

وله طريق آخر عنها بلفظ" ما كنت أقضي ما يكون علي من رمضان إلا في شعبان ، حتى توفي رسول الله " .

والنفاس له نفس حكم الحيض .

يطلق على الحيض نفاس ـ ولا فرق بينهما في أحكام الصيام .
* عن أبي سلمة : أن زينب بنت أم سلمة حدثته : أن أم سلمة حدثتها قالت : بيْنَا أنَا مع النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، مُضْطَجِعَةٌ في خَمِيصَةٍ، إذْ حِضْتُ، فَانْسَلَلْتُ، فأخَذْتُ ثِيَابَ حِيضَتِي، قالَ: أنُفِسْتِ قُلتُ: نَعَمْ، فَدَعَانِي، فَاضْطَجَعْتُ معهُ في الخَمِيلَةِ."صحيح البخاري / 6 ـ كتاب : الحيض / 4 ـ باب : من سمى النفاس حيضًا والحيض نفاسًا / حديث رقم : 298 / ص : 43 .

الخميلة: يعني القطيفة، وقيل هي الأسود من الثياب .
* عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : " الحائضُ والنُّفساءُ إذا أتتا على الوقتِ تغتسلانِ وتحرمانِ وتقضيانِ المناسِكَ كلَّها غيرَ الطَّوافِ بالبيتِ" .قال أبو معمر في حديثه " حتى تطهر " . صحيح سنن أبي داود / 5 ـ أول كتاب : المناسك / 10ـ باب : الحائض تهل بالحج / ج : 1 / حديث رقم : 1534 ، 1744 / ص : 302 .



ـ الجماع :

وتجب به كفارة :
* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال "- جَاءَ رَجُلٌ إلى النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَقَالَ: هَلَكْتُ. قَالَ: وما شَأْنُكَ؟ ،قَالَ: وقَعْتُ علَى امْرَأَتي في رَمَضَانَ، قَالَ: تَسْتَطِيعُ تُعْتِقُ رَقَبَةً قَالَ: لَا. قَالَ: فَهلْ تَسْتَطِيعُ أنْ تَصُومَ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ قَالَ: لَا. قَالَ: فَهلْ تَسْتَطِيعُ أنْ تُطْعِمَ سِتِّينَ مِسْكِينًا قَالَ: لَا. قَالَ: اجْلِسْ، فَجَلَسَ، فَأُتِيَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بعَرَقٍ فيه تَمْرٌ - والعَرَقُ المِكْتَلُ الضَّخْمُ - قَالَ: خُذْ هذا فَتَصَدَّقْ به، قَالَ: أعَلَى أفْقَرَ مِنَّا؟ فَضَحِكَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ، قَالَ: أطْعِمْهُ عِيَالَكَ."الراوي : أبو هريرة -المحدث : البخاري -المصدر : صحيح البخاري -الصفحة أو الرقم - 6709 : خلاصة - حكم المحدث : صحيح.

العرق : هو الزنبيل ، يعمل من سعف النخل ، وقدروها هنا بما يسع خمسة عشر صاعًا .

اللابة : هي الحرة : وهي الأرض التي تعلوها حجارة سود، والمدينة النبوية بين حرتين ،شرقية وغربية .

* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم بذلك فقال " وصم يومًا مكانه " . سنن ابن ماجه / تحقيق الشيخ الألباني / 7 ـ كتاب : الصيام / 14ـ باب : كفارة من أفطر يومًا من رمضان / حديث رقم : 1671 / ص : 293 / صحيح .

الأحكام المأخوذة من الحديث :

ـ أن الوطء في نهار رمضان من الفواحش المهلكات .

ـ أن الواطئ عمدًا يجب عليه الكفارة ، وهي على الترتيب : عتق رقبة ، فإن لم يجد ، فصيام شهرين متتابعين ، فإن لم يستطع ، فإطعام ستين مسكينًا .

ـ أن الكفارة لا تسقط مع الإعسار ، لأن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم يسقطها عنه بفقره ، وليس في الحديث ما يدل على السقوط .

ـ جواز التكفير عن الغير ولو من أجنبي .

ـ أن من ارتكب معصية لا حدّ فيها ، ثم جاء تائبًا نادمًا ، فإنه لا يعزر .

ـ حسن خلق النبي ـ صلى الله عليه وسلم ، وكـرم الوفادة فقد جاءه هذا الرجل خائفًاوجلًا ، فراح فرحًا ، معه ما يطعم منه أهله .
ـ صيام ذلك اليوم ، أي قضاء ذلك اليوم .
المجامع عليه: القضاء ـ الكفارة ـ التوبة .
المفطر عمدًا عليه : القضاء ـ التوبة .
عمدة الأحكام / ص : 44 / بتصرف .
مســـائل متفــرقة


القُبْلَــة والمباشَــرة :
* عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت " كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ،يُقَبّل وهو صائم ، ويباشر وهو صائم ، ولكنه أملك لإربه " .صحيح سنن أبي داود / 8 ـ أول كتاب : الصيام / 33ـ باب : القبلة للصائم / ج : 2 / ص : 422 / حديث رقم : 2086 ـ 2382 .


كراهيته للشاب :
*عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه " أن رجلًا سأل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ، عن المباشرة للصائم ، فرخص له ، وأتاه آخر فنهاه . فإذا الذي رخص له شيخ ، والذي نهاه شاب."حسن صحيح . صحيح سنن أبي داود / ج : 2 / 8 ـ أول كتاب : الصيام / 35 ـ باب : كراهيته للشاب / حديث رقم : 2092 ـ 2387 / ص : 452 .


من أكل ناسيًا :
* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : جاء رجل إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ! إنى أكلت وشربت ناسيًا ، وأنا صائم ، فقال " أطعمك الله وسقاك " . صحيح ـ صحيح سنن أبي داود / ج : 2 / 8 ـ أول كتاب : الصيام / 39 ـ باب : من أكل ناسيًا / حديث رقم : 2098 ـ 2389 / ص : 455 .


وهذا الحكم عامًّا في صيام الفرض والنفل .

الرخصة في الإفطار للحامل والمرضع :
*عن أنس بن مالك ـ رجل من بني عبد الله بن كعب ـ أغارَت علينا خيلُ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ، فأتيتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ وَهوَ يتغدَّى فقالَ: ادنُفَكُل قلتُ: إنِّي صائمٌ، قالَ اجلِس أحدِّثْكَ عنِ الصَّومِ أوِ الصِّيامِ، إنَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ وضعَ عنِ المسافرِ شطرَ الصَّلاةِ، وعنِ المسافرِ والحاملِ والمرضعِ الصَّومَ، أوِ الصِّيام واللَّهِ لقد قالَهُما النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ، كِلتاهما أو إحداهما، فيا لَهْفَ نَفسي، فَهَلَّا كنتُ طَعِمْتُ من طعامِ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ" سنن ابن ماجه / تحقيق الشيخ الألباني / 7ـ كتاب : الصيام / 12ـ باب : ما جاء في الإفطار للحامل والمرضع / حديث رقم : 1667 / ص : 292 / حسن صحيح .

* عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال" إذا خافت الحامل على نفسها ، والمرضع على ولدها في رمضان قال : يفطران ، ويطعمان مكان كل يوم مسكينًا ، ولا يقضيان هذا اليوم " .صحيح ـ عزاه الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في : إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل / ج : 4 / كتاب : الصيام / ص : 19 : إلى الطبري وقال إسناده صحيح على شرط مسلم .


* الحامل والمرضع إذا خافتا على نفسيهما أو ولديهمـا : أفطرتا ، وأطعمتا عن كل يوم مسكينًا ، لبقائهما تحت عموم حكم الآية " وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ " البقرة:184. بعد نسخها في حق المطيقين للصيام ـ ولا قضاء عليهما على الصحيح . وهو قول ابن عباس ، وكذا ابن عمر ، ولا يعلم لهما مخالف من الصحابة . الوجيز / ص : 193 .


والأمر فيه خلاف يرجع له هنا -
الذين لا يستطيعون تحمل الصيام من كبار السن ـ كالشيخ الهرم والمرأة العجوز ـ وكذا المريض مرضًا مزمنًا ، لا يطيق معه الصوم ، ولايرجى شفاؤه في حدود الأسباب التى يسرها الله يفطرون ، ويطعمون عن كل يوم مسكينًا ، لبقائهم تحت قول الله تعالى "" وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ " البقرة:184.


كما فسرته الآثار الثابته عن بعض الصحابة ، بل وقع هذا لأحدهم : وهو دليل على قدر الطعام الواجب .


* فعن أنس ـ رضي الله عنه ـ أنه ضعف عن الصوم عامًا ، فصنع جفنة ثريد ، ودعا ثلاثين مسكينًا ، فأشبعهم .رواه الدارقطني بسند صحيح . وقال الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في : إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل / ج : 4 / كتاب : الصيام / ص : 21 : سنده صحيح وعلق البخاري بنحوه .


* س : 98 من كتاب إجابة السائل ص : 173 : للشيخ مقبل بن هادي الوادعي :
امرأة كبر سنها وتغيرعقلها بعض التغير فماتت وعليها صيام رمضانين وكانت لا تعلم رمضان من غيره بسبب التغير فهل يطعم عنها ابنها أم يصوم عنها ؟
ج : هي مرفوع القلم عنها ، لقول النبي ـ صلى الله عليه وسلم " رفع القلم عن ثلاثة : عن المجنون حتى يفيق ، وعن الصغير حتى يبلغ ، وعن النائم حتى يستيقظ " فلا يلزمها شيء .
"رُفِعَ القلمُ عن ثلاثةٍ: عَن المَجنونِ المَغلوبِ على عَقْلِهِ حتى يَبْرَأَ ، و عن النائِمِ حتى يَستيقِظَ ، و عنِ الصبِيِّ حتى يَحْتَلِمَ"الراوي : علي بن أبي طالب وعمر بن الخطاب -المحدث : الألباني- المصدر : صحيح الجامع-الصفحة أو الرقم- 3512 : خلاصة حكم المحدث : صحيح

ـ لا بأس على من أراد تذوق الطعام بلسانه وهو صائم ، على أن لا يبلع منه شيئًا ، إذ لا يصدق على المتذوق أنه أكل أو شرب .
لقول ابن عباس: لابأس أن يذوقَ الخلَّ والشيءَ يريدُ شراءَه".الراوي : عطاء بن أبي رباح -المحدث : الألباني -المصدر : إرواء الغليل -الصفحة أو الرقم:937- خلاصة حكم المحدث : حسن.

ـ يباح الغسل للتبرد :
* عن أبي بكر بن عبد الرحمن عن بعض أصحاب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال " لقد رأيت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالعرج يصب على رأسه الماء وهو صائم من العطش أو من الحر " .
سنن أبي داود / تحقيق الشيخ الألباني / 8 ـ أول كتاب : الصيام / 27 ـ باب : الصائم يصب عليه الماء من العطش و ..... / حديث رقم : 2365 / ص : 415 / صحيح .


ـ السواك ، والطيب ، والادهان ، والكحل ، والقطرة ، والحقنة في العضل والوريد ... الأصل في إباحة هذه الأشياء البراءة الأصلية . ولو كانت مما يحرم على الصائم لبينه الله ورسوله .


- ما لم تقم مقام الطعام والشراب ، كالجلوكوز وغيره من الإبر المغذية عن طريق الدم مباشرة ، فإنها وإن لم تتعاط عن طريق الجوف ، إلا أنها تقوم مقام الطعام والشراب ، فلا يصح الصيام معها -.الوجيز / ص : 199 .


ـ يباح أن يصبح جنبًا :
جواز الجماع في ليالي رمضان ، ولو كان قبيل طلوع الفجر .
لما جاء عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ وأم سلمة " أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان يدركه الفجر وهو جنب من أهله ثم يغتسل ويصوم " .
صحيح البخاري / 30 ـ كتاب : الصوم / 22 ـ باب : الصائم يصبح جنبًا / حديث رقم : 1926 / ص : 217 .


ـ الكحل : عن عائشة ـ رضي الله عنها ، قالت "اكتحل رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو صائم ."سنن ابن ماجه / تحقيق الشيخ الألباني / 7 ـ كتاب : الصيام / 17 ـ باب : ما جاء في السواك والكحل للصائم / حديث رقم : 1678 / ص : 294 / صحيح .


يباح السواك : لعموم قوله صلى الله عليه وسلم " لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة " .صحيح البخاري " متون " / 11 ـ كتاب : الجمعة / 8 ـ باب : السواك يوم الجمعة / حديث رقم : 887 / ص : 102 .


ـ المضمضة والاستنشاق من غير مبالغة :
عن لقيط بن صبرة قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم " بالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائمًا " .سنن أبي داود / تحقيق الشيخ الألباني / 8 ـ أول كتاب : الصيام / 27 ـ باب :الصائم يصب عليه الماء من العطش و ..... / حديث رقم : 2366 / ص : 415 / صحيح .


ـ تباح الحجامة للصائم :
أما حديث" أفطر الحاجم والمحجوم " .سنن أبي داود / تحقيق الشيخ الألباني /8 ـ أول كتاب : الصيام / 28 ـ باب : في الصائم يحتجم / حديث رقم : 2367 / ص : 415 / صحيح .

رواه عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أحد عشر نفسًا . ثم نُسخ .
وحديث أنس الآتي صريح في نسخ هذا الحديث ، قاله الشيخ الألباني في الإرواء --بتصرف- بعد أن ساق حديث أنس بنفس المرجع :
عن أنسٍ رضي الله تعالى عنه قال : أوَّلُ ما كُرِهتِ الحجامةُ للصائمِ ، أنَّ جعفرَ بنَ أبي طالبٍ احتجمَ وهو صائمٌ ، فمر به النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقال : أفطرهذان. ثم رخَّص النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بعدُ في الحجامةِ للصائمِ ، وكان أنسٌ يحتجمُ وهو صائمٌ"أخرجه الدارقطني :239 ، وعنه البيهقي : 4 / 268 ، وقال الأول منهما ، وأقره الآخر : كلهم ثقات ، ولا أعلم له علة " .
وقال الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في : إرواء الغليل في تخريج أَحاديث منار السبيل / ج : 4 / 3ـ كتاب : الصيام / فصل في المفطرات / ص : 73 : وهو كما قالا .


o فوائد :
* قال الشيخ الألباني ـ رحمه الله : حديث أنس هذا صريح في نسخ الأحاديث المتقدمة " أفطر الحاجم والمحجوم " .


* عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما " أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ احتجم وهو صائم . "سنن أبي داود / تحقيق الشيخ الألباني / 8 ـ أول كتاب : الصيام / 29 ـ باب : في الرخصة في ذلك / حديث رقم : 2372 / ص : 416 / صحيح .


* عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال " ما كنا ندع الحجامة للصائم ، إلا كراهية الجهد . "سنن أبي داود / تحقيق الشيخ الألباني /8 ـ أول كتاب : الصيام / 29 ـ باب : في الرخصة في ذلك / حديث رقم : 2375 / ص : 416 / صحيح .


ـ تباح الحجامة وما شابهها كالفصد ونقل الدم وتحليله ما لم تؤد إلى ضعفه فتكره .رسالة الصيام وأحكامه / ص : 22 .


ـ يباح بلع الريق وخلافه مما جرت العادة بجريانه من الفم أو الأنف إلى الحلق كالنخامة والغبار المنتشر في الجو ، وكذا كل ما لا يستطاع دفعه ، إذ لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها .رسالة الصيام وأحكامه / ص : 25 .


ـ السحور مستحب للصائمين وتأخيره قرب الفجر أفضل وأبرك .
قال النبي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم " تسحروا فإن في السحور بركة " .صحيح البخاري " متون " / 30 ـ كتاب : الصوم / ( 20 ) ـ باب : بركة السحور من غير إيجاب ... / حديث رقم : 1923 / ص : 216 .

* وعن أنس عن زيد بن ثابت ـ رضي الله عنهما ـ قال "تَسَحَّرْنَا مع النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ثُمَّ قَامَ إلى الصَّلَاةِ، قُلتُ: كَمْ كانَ بيْنَ الأذَانِ والسَّحُورِ؟ قَالَ: قَدْرُ خَمْسِينَ آيَةً." صحيح البخاري / 30ـ كتاب : الصوم / 19ـ باب : قدر كم بين السحور وصلاة الفجر / حديث رقم : 1921 / ص : 216 .



يؤخذ من الحديث :
أن وقت الإمساك هو طلوع الفجر كما قال تعالى" وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ" البقرة:187 .
وبهذا نعلم أن ما يجعله الناس من وقتين ، وقت للإمساك ، ووقت لطلوع الفجر ، بدعة ما أنزل الله بها من سلطان .

وسئل الشيخ ابن عثيمين عما يوجد في بعض التقاويم من تحديد وقت للإمساك قبل الفجر بنحو ربع ساعة فقال :
هذا من البدع ، وليس له أصل من السنة ، بل السنة على خلافه ، لأن الله قال في كتابه العزيز "وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمْ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنْ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنْ الْفَجْرِ " البقرة/187 . وقال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "إنَّ بلَالًا يُؤَذِّنُ بلَيْلٍ، فَكُلُوا واشْرَبُوا حتَّى يُنَادِيَ ابنُ أُمِّ مَكْتُومٍ، ثُمَّ قالَ: وكانَ رَجُلًا أعْمَى، لا يُنَادِي حتَّى يُقالَ له: أصْبَحْتَ أصْبَحْتَ."الراوي : عبدالله بن عمر - المحدث : البخاري - المصدر : صحيح البخاري-الصفحة أو الرقم: 617 - خلاصة حكم المحدث : صحيح -
لا يُنَادِي حتَّى يُقالَ له: أصْبَحْتَ أصْبَحْتَ: أي: لا يُؤذِّنُ لصلاةِ الصُّبح حتَّى يتحقَّقَ طلوعَ الفجرِ ويُناديَ عليه النَّاسُ: دخَلتَ في الصَّباح، أو طلَع الصَّباحُ. الدرر -
. وهذا الإمساك الذي يصنعه بعض الناس زيادة على ما فرض الله عز وجل فيكون باطلًا وهو من التنطع في دين الله وقد قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " هَلَكَ الْمُتَنَطِّعُونَ ، هَلَكَ الْمُتَنَطِّعُونَ ، هَلَكَ الْمُتَنَطِّعُونَ " رواه مسلم :2670. اهـ .هنا-


o فـائدة :
* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم " إذا سمعَ أحدُكُمُ النِّداءَ والإناءُ على يدِهِ ، فلا يَضعهُ حتَّى يقضيَ حاجتَهُ منهُ" سنن أبي داود / تحقيق الشيخ الألباني / 8 ـ أول كتاب الصيام / 18 ـ باب : في الرجل يسمع النداء والإناء على يده / حديث رقم : 2350 / ص : 412 / حسن صحيح .

فضل قيام الليل


"ثلاثةٌ يضحكُ اللَّهُ إليهمْ الرَّجلُ إذا قام باللَّيلِ يصلِّي والقومُ إذا صَفُّوا في الصلاةِ والقومُ إذا صَفُّوا في قتالِ العدوِّ"الراوي : أبو أمامة الباهلي- المحدث : ابن حجر العسقلاني- المصدر : تخريج مشكاة المصابيح- الصفحة أو الرقم: 2/46 خلاصة حكم المحدث : حسن كما قال في المقدمة.

قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم"وإذا ضحك ربُّك إلى قومٍ فلا حسابَ عليهم ."الراوي : أبو سعيد الخدري -المحدث : الألباني -المصدر : صحيح الترغيب- الصفحة أو الرقم- 1372 خلاصة حكم المحدث : حسن صحيح.


* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم "أَفْضَلُ الصِّيامِ، بَعْدَ رَمَضانَ، شَهْرُ اللهِ المُحَرَّمُ، وأَفْضَلُ الصَّلاةِ، بَعْدَالفَرِيضَةِ،صَلاةُ اللَّيْلِ." صحيح مسلم / 13ـ كتاب : الصيام /38ـ باب : فضل صوم المحرم / حديث رقم : 202 ـ 1162 / ص : 280 .

"من قامَ بعشرِ آياتٍ لم يُكتب منَ الغافلينَ ومن قامَ بمائةِ آيةٍ كتبَ منَ القانتينَ ومن قامَ بألفِ آيةٍ كتبَ منَ المقنطرينَ"الراوي : عبدالله بن عمرو-المحدث : الألباني-المصدر : صحيح أبي داود -الصفحة أو الرقم - 1398 : خلاصة حكم المحدث : صحيح .


* عن فضالة بن عبيد وتميم الداري ـ رضي الله عنهما ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم «من قرأ عشر آيات في ليلة كتب له قنطار، والقنطار خير من الدنيا وما فيها، فإذا كان يوم القيامة يقول ربك عز وجل : اقرأ وارتق بكل آية درجة، حتى ينتهي إلى آخر آية معه، يقول الله عز وجل للعبد : اقبض، فيقول العبد بيده : يا رب أنت أعلم، يقول : بهذه الخلد وبهذه النعيم» حسنه الألباني في صحيح الترغيب .كتاب النوافل/باب :الترغيب في قيام الليل/حديث رقم:638.

بهذه الخلد وبهذه النعيم:أي : اقبض بيمينك على الخلد ، وشمالك على النعيم .


* عن أبي أمامة الباهلي ـ رضي الله عنه ـ عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال"عليكم بقيامِ الليلِ ، فإنه دأْبُ الصالحينَ قبلكُم ، وقُرْبَةٌُ لكم إلى ربكم ، ومكفرةٌ ، للسيئاتِ ، ومَنْهاةُ عن الإثمِ ". رواه الترمذي . وقال الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ : حسن لغيره . في : صحيح الترغيب والترهيب / 6 ـ كتاب : النوافل / 11ـ باب : الترغيب في قيام الليل / حديث رقم : 618 / ص : 328 .



* عن جابر قال : سمعت النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول " سَمِعْتُ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ يقولُ: إنَّ في اللَّيْلِ لَسَاعَةً لا يُوَافِقُهَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ، يَسْأَلُ اللَّهَ خَيْرًا مِن أَمْرِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، إلَّا أَعْطَاهُ إيَّاهُ، وَذلكَ كُلَّ لَيْلَةٍ." صحيح مسلم / 6ـ كتاب : صلاة المسافرين وقصرها / 23 ـ باب : في الليل ساعة يستجاب فيها الدعاء / حديث رقم : 166 ـ757/ ص : 181 .


* عن ضمرة بن حبيب ، قال : سمعت أبا أمامة ، يقول : حدثني عمرو بن عبسة أنه سمع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول" أقربُ ما يكونُ الربُّ من العبدِ في جوفِ الليلِ الآخرِ فإِنِ استطعْتَ أن تكونَ ممن يذكرُ اللهَ في تلْكَ الساعَةِ فكُنْ"سنن الترمذي / تحقيق الشيخ الألباني / 45 ـ كتاب : الدعوات / 119ـ باب / حديث رقم : 3579 / ص : 813 / صحيح .

*
عن عبد الله بن أبي قيس قال" قالت عائشة:لاَتدع قيامَ اللَّيلِ فإنَّ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كانَ لاَ يدعُهُ وَكانَ إذا مرضَ أو كسلَ صلَّى قاعدًا."
الراوي : عائشة أم المؤمنين -المحدث : الألباني -المصدر : صحيح أبي داود- الصفحة أو الرقم:1307 - خلاصة حكم المحدث : صحيح.

* عن عبد الله بن سلام"لمَّا قدمَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّه عليه وسلم المدينةَ انجفلَ النَّاسُ إليْهِ وقيلَ قدمَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّه عليه وسلم قدمَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّه عليه وسلم قدمَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّه عليه وسلم فجئتُ في النَّاسِ لأنظرَ إليْهِ فلمَّا استثبتُ وجْهَ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّه عليه وسلم عرفتُ أنَّ وجْهَهُ ليسَ بوجْهِ كذَّابٍ وَكانَ أوَّلَ شيء تَكلَّمَ بِهِ أن قالَ: أيُّها النَّاسُ أفشوا السَّلامَ وأطعِموا الطَّعامَ وصلُّوا والنَّاسُ نيامٌ تدخلوا الجنَّةَ بسلامٍ" الراوي : عبدالله بن سلام -المحدث : الألباني -المصدر : صحيح الترمذي -الصفحة أو الرقم: - 2485 خلاصة حكم المحدث : صحيح.

انجفل : اسرعوا ومضوا كلهم .
* عن الزهري عن سالم عن أبيه ـ رضي الله عنه ـ قال" كانَ الرَّجُلُ في حَيَاةِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، إذَا رَأَى رُؤْيَا قَصَّهَا علَى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَتَمَنَّيْتُ أنْ أرَى رُؤْيَا، فأقُصَّهَا علَى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وكُنْتُ غُلَامًا شَابًّا، وكُنْتُ أنَامُ في المَسْجِدِ علَى عَهْدِ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَرَأَيْتُ في النَّوْمِ كَأنَّ مَلَكَيْنِ أخَذَانِي، فَذَهَبَا بي إلى النَّارِ، فَإِذَا هي مَطْوِيَّةٌ كَطَيِّ البِئْرِ وإذَا لَهَا قَرْنَانِ وإذَا فِيهَا أُنَاسٌ قدْ عَرَفْتُهُمْ، فَجَعَلْتُ أقُولُ: أعُوذُ باللَّهِ مِنَ النَّارِ، قالَ: فَلَقِيَنَا مَلَكٌ آخَرُ فَقالَ لِي: لَمْ تُرَعْ، فَقَصَصْتُهَا علَى حَفْصَةَ فَقَصَّتْهَا حَفْصَةُ علَى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَقالَ: نِعْمَ الرَّجُلُ عبدُ اللَّهِ، لو كانَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ فَكانَ بَعْدُ لا يَنَامُ مِنَ اللَّيْلِ إلَّا قَلِيلًا." الراوي : عبدالله بن عمر-المحدث : البخاري-المصدر : صحيح البخاري-الصفحة أو الرقم:1121-خلاصة حكم المحدث : صحيح

" مطوية " أي مبنية والبئر قبل أن تبنى تسمى قُلَيْبَا .

" لم ترع " لم تخف ، والمعنى لا خوف عليك بعد هذا .

لو كان" لو " للتمنى لا للشرط ولذلك لم يذكر الجواب وفي هذا الحديث أن قيام الليل يرفع العذاب .



* عن عبد الله بن عمرو ـ رضي الله عنهما ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ... قال" في الجَنَّةِ غُرْفةٌ يُرَى ظاهِرُها مِن باطِنِها، وباطِنُها مِن ظاهِرِها. فقال أبو مالكٍ الأَشْعَريُّ: لِمَنْ هيَ يا رسولَ اللهِ؟ قال: لِمَنْ أَطابَ الكلامَ، وأَطْعَمَ الطَّعامَ، وبات قائِمًا والنَّاسُ نِيَامٌ." الراوي : عبدالله بن عمرو -المحدث : الألباني -المصدر : صحيح الترغيب والترهيب- الصفحة أو الرقم: 617- خلاصة حكم المحدث : حسن صحيح


* عن عائشة ـ رضي الله عنها" أنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ يَقُومُ مِنَ اللَّيْلِ حتَّى تَتَفَطَّرَ قَدَمَاهُ، فَقالَتْ عَائِشَةُ: لِمَ تَصْنَعُ هذا يا رَسولَ اللَّهِ، وقدْ غَفَرَ اللَّهُ لكَ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِكَ وما تَأَخَّرَ؟ قالَ: أفلا أُحِبُّ أنْ أكُونَ عَبْدًا شَكُورًا فَلَمَّا كَثُرَ لَحْمُهُ صَلَّى جَالِسًا، فَإِذَا أرَادَ أنْ يَرْكَعَ قَامَ فَقَرَأَ ثُمَّ رَكَعَ "الراوي : عائشة أم المؤمنين -المحدث : البخاري-المصدر : صحيح البخاري- الصفحة أو الرقم:- 4837 خلاصة حكم المحدث : صحيح.

* عن سهل بن سعد ـ رضي الله عنهما ، قال" جاء جبريلُ إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم فقال يا محمدُ عِشْ ما شئتَ فإنك ميتٌ واعمل ما شئتَ فإنك مجزيٌّ به وأحبِبْ من شئتَ فإنك مُفارِقَه واعلم أنَّ شرفَ المؤمنِ قيامُ الليلِ وعِزُّهُ استغناؤُه عن الناسِ"الراوي : سهل بن سعد الساعدي- المحدث : الألباني- المصدر : صحيح الترغيب -الصفحة أو الرقم:627 - خلاصة حكم المحدث : حسن لغيره.


* عن عبد الله بن عمرو بن العاص ـ رضي الله عنهما ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم"من قامَ بعشرِآياتٍ لم يُكتب منَ الغافلينَ ومن قامَ بمائةِ آيةٍ كتبَ منَ القانتينَ ومن قامَ بألفِ آيةٍ كتبَ منَ المقنطرينَ"الراوي : عبد الله بن عمرو -المحدث : الألباني -المصدر : صحيح أبي داود - الصفحة أو الرقم - 1398 :خلاصة حكم المحدث : صحيح.


كان من هديه ـ صلى الله عليه وسلم ـ في رمضان أنه كان يحيي ليله بالقيام ، ويرغب صحابته في ذلك ويحثهم عليه ، من غير إيجاب .
* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال " مَن قَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ".الراوي : أبو هريرة -المحدث : البخاري -المصدر : صحيح البخاري- الصفحة أو الرقم:- 37 خلاصة حكم المحدث : صحيح.


* عن عمرو بن مرة الجهني ـ رضي الله عنه ـ قال :
جاء رجلٌ إلى النَّبيِّ ، فقال : يا رسولَ اللهِ أرأيتَ إن شهدتُ أن لا إله إلا اللهُ ، و أنك رسولُ اللهِ ، و صلَّيتُ الصلواتِ الخمسِ ، و أدَّيتُ الزكاةَ ، و صمتُ رمضانَ ، وقُمتُه ، فممَّن أنا ؟ قال : من الصِّدِّيقين و الشُّهداءِ"الراوي : عمرو بن مرة الجهني - المحدث : الألباني -المصدر : صحيح -الترغيب- الصفحة أو الرقم: 1003 - خلاصة حكم المحدث : صحيح .


آداب القيام

* - عن عبدِ اللَّهِ بنِ عبَّاسٍ : أنَّهُ باتَ عندَ ميمونةَ زوجِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وَهيَ خالتُه قالَ فاضطجعتُ في عَرْضِ الوِسَادةِ واضطجعَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وأهلُه في طولِها فنامَ رسولُ اللَّهِ صلَّى الله عليهِ وسلم حتَّى إذا انتصفَ اللَّيلُ أو قبلَه بقليلٍ أو بعدَه بقليلٍ استيقظَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ "فجلسَ يمسحُ النَّومَ عن وجهِه بيدِه ثمَّ قرأ العشرَ الآياتِ الخواتمِ من سورةِ آلِ عمرانَ ثمَّ قامَ إلى شَنٍّ معلَّقةٍ فتَوضَّأ منها فأحسنَ وُضُوءَه ثمَّ قامَ يصلِّي"الراوي : عبدالله بن عباس -المحدث : الألباني -المصدر : صحيح -أبي داود الصفحة أو الرقم: 1367خلاصة - حكم المحدث : صحيح.


* عن حذيفة ـ رضي الله عنه "كانَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ إذا قامَ مِنَ اللَّيلِ ، يَشوصُ فاهُ بالسِّواكِ"الراوي : حذيفة بن اليمان- المحدث : الألباني- المصدر : صحيح النسائي -الصفحة أو الرقم: 1621 - خلاصة حكم المحدث : صحيح.


* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال" لَولا أن أشقَّ علَى أمَّتي لأمرتُهم بالسِّواكِ عندَ كلِّ صلاةٍ"الراوي : أبو هريرة- المحدث : الألباني- المصدر : صحيح النسائي- الصفحة أو الرقم: 7 - خلاصة حكم المحدث : صحيح.

" إِنَّ العبدَ إذا تَسَوَّكَ ثُمَّ قامَ يصلِّي ، قامَ المَلَكُ خلفَهُ ، فيستمعَ لقراءَتِه ، فَيَدْنُو مِنْهُ أوْ كَلِمَةً نَحْوَها حتى يَضَعَ فَاهُ على فيهِ ، فما يخرجُ من فيهِ شيءٌ مِنَ القرآنِ إلَّا صارَ في جَوْفِ المَلَكِ ، فَطَهِّرُوا أَفْوَاهَكُمْ لِلْقُرْآنِ"الراوي : علي بن أبي طالب- المحدث : الألباني- المصدر : صحيح الترغيب -الصفحة أو الرقم: 215 - خلاصة حكم المحدث : حسن.


* عن المِقْدَام بنِ شُرَيْحٍ عن أبيه قال" قلتُ لعائشةَ بأيِّ شيءٍ كانَ يبدأُ النَّبيُّ إذا دخلَ بيتَه قالت "بالسِّواكِ".الراوي : عائشة أم المؤمنين- المحدث : الألباني- المصدر : صحيح النسائي- الصفحة أو الرقم: 8 - خلاصة حكم المحدث : صحيح.

*أجر من نوى قيام الليل وغلبته عينه حتى أصبح :
* عن أبي الدرداء يبلغ به النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ مَن أتى فراشَه وَهوَ ينوي أن يقومَ يصلِّي منَ اللَّيلِ ، فغلَبتهُ عيناهُ حتَّى أصبحَ كُتِبَ لَه ما نَوى وَكانَ نومُهُ صدقةً عليهِ من ربِّهِ ، عزَّ وجلَّ " . سنن النسائي / تحقيق الشيخ الألباني / 20 ـ كتاب : الليل وتطوع النهار / 63 ـ باب : من أتى فراشه / حديث رقم : 1787 / ص : 290 / صحيح .


*عدم المشقة فى القيام والمواظبة عليه :
* فعن عائشة ـ رضي الله عنها قالت"دَخَلَ عَلَيَّ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، وَعِندِي امْرَأَةٌ، فَقالَ: مَن هذِه؟ فَقُلتُ:امْرَأَةٌ لاتَنَامُ تُصَلِّي، قالَ: علَيْكُم مِنَ العَمَلِ ما تُطِيقُونَ، فَوَاللَّهِ لا يَمَلُّ اللَّهُ حتَّى تَمَلُّوا، وَكانَ أَحَبَّ الدِّينِ إلَيْهِ ما دَاوَمَ عليه صَاحِبُهُ." . صحيح مسلم / 6 ـ كتاب : صلاة المسافرين وقصرها / 31ـ باب : أمر من نعس في صلاته ، أو استعجم عليه ..... / حديث رقم : 221 ـ 785 / ص : 188 .

وفي رواية عنها : أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ سُئل : أيُّ العملِ أحبُّ إلى الله ؟ قال " أدومُه وإنْ قَلَّ " صحيح مسلم / 6ـ كتاب : صلاة المسافرين وقصرها / 30 ـ باب : فضيلة العمل الدائم من قيام الليل وغيره / حديث رقم : 216 ـ 782 / ص : 188 .
* وعن علقمة قال" قُلتُ لِعَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: هلْ كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، يَخْتَصُّ مِنَ الأيَّامِ شيئًا؟ قالَتْ: لَا، كانَ عَمَلُهُ دِيمَةً، وأَيُّكُمْ يُطِيقُ ما كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُطِيقُ."صحيح البخاري " / 30 ـ كتاب : الصوم / 64ـ باب : هل يخص شيئًا من الأيام / حديث رقم : 1987 / ص : 224 .
دِيمَة : أي : دائمًا . قال أهلُ اللغةِ : الديمة مطر يدوم أيامًا ، ثم أطلقت على كل شيء يستمر .الموسوعة الفقهية الميسرة / ج : 2 / ص : 143 .


* ..... قال : حدثني عبد الله بن عمرو بن العاص ـ رضي الله عنهما ـ قال :قالَ لي رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ" يا عَبْدَ اللَّهِ، لا تَكُنْ مِثْلَ فُلَانٍ كانَ يَقُومُ اللَّيْلَ، فَتَرَكَ قِيَامَ اللَّيْلِ." صحيح البخاري / 19 ـ كتاب : التهجد / 19 ـ باب : ما يكره من ترك قيام الليل ..... / حديث رقم : 1152 / ص : 133 .


* قال ابن حبان تعليقًا على الحديث : فيه جواز ذكر الشخص بما فيه من عيب إذا قصد بذلك التحذير من صنيعه ، وفيه استحباب الدوام على ما اعتاده المرء من الخير من غير تفريط . ويستنبط منه كراهة قطع العبادة وإن لم تكن واجبة . فتح الباري بشرح صحيح البخاري / ج : 3 / 19ـ كتاب : التهجد / 19ـ باب :ما يكره من ترك قيام الليل ..... / شرح حديث رقم : 1152 / ص : 46 .



فضل من تعار من الليل فصلى:
* ....... قال : حدثني عبادة بن الصامت عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال "مَن تَعَارَّمِنَ اللَّيْلِ، فَقالَ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وحْدَهُ لا شَرِيكَ له، له المُلْكُ وله الحَمْدُ، وهو علَى كُلِّ شيءٍ قَدِيرٌ، الحَمْدُ لِلَّهِ، وسُبْحَانَ اللَّهِ، ولَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، واللَّهُ أَكْبَرُ، ولَا حَوْلَ ولَا قُوَّةَ إلَّا باللَّهِ، ثُمَّ قالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، أَوْ دَعَا، اسْتُجِيبَ له، فإنْ تَوَضَّأَ وصَلَّى قُبِلَتْ صَلَاتُهُ."فتح البارى بشرح صحيح البخارى / ج : 3 / 19 ـ كتاب : التهجد / 21 ـ باب :فضل من تعار من الليل فصلى ..... / حديث رقم : 1154 .

التعار : اليقظة مع الصوت .
فَقالَ: ويحتمل أن تكون " الفاء " تفسيرية لما صوت به المستيقظ ، لأنه قد يصوت بغير ذكر ، فخص الفضل المذكور بمن صوت بما ذكر من ذكرالله تعالى ، وهذا السر فـي اختيار لفظ " تعار " دون استيقظ أو انتبه ، وإنما يتفق ذلك لمن تعود الذكر واستأنف به فغلب عليه حتى صار حديث نفسه في نومه ويقظته ، فأكرم من اتصف بذلك بإجابة دعوته وقبول صلاته . الفتح / ج : 3 / ص : 49 .

*إذا اجتهد لأحد في الدعاء قال :
قال الإمامُ عبد بن حُميد ـ رحمه الله ـ في " المنتخب " جزء : 3 / ص : 170 :حدثنا مسلم بن إبراهيم قال : حدثنا حماد بن سلمة ،عن ثابت ،عن أنس قال : كان النبيُّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ إذا اجتهد لأحدٍ في الدعاءِ قال "جعلَ اللهُ عليكُم صلاةَ قَومٍ أبرارٍ ، يقومونَ اللَّيلَ ويصومونَ النَّهارَ ، لَيسوا بأثَمَةٍ ولا فُجَّارٍ" .قال الشيخ مقبل ـ رحمه الله ـ في الجامع الصحيح مما ليس في الصحيحين / ج : 2 / ص : 172 / كتاب الصلاة ـ باب فضل قيام الليل ، هذا حديث صحيح.


*الوصاة بإيقاظ الأهل لقيام الليل :
* ....... أن أم سلمة زوج النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قالت " اسْتَيْقَظَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لَيْلَةً فَزِعًا، يقولُ: سُبْحَانَ اللَّهِ، مَاذَا أنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الخَزَائِنِ، ومَاذَا أُنْزِلَ مِنَ الفِتَنِ، مَن يُوقِظُ صَوَاحِبَ الحُجُرَاتِ - يُرِيدُ أزْوَاجَهُ لِكَيْ يُصَلِّينَ - رُبَّ كَاسِيَةٍ في الدُّنْيَا عَارِيَةٍ في الآخِرَةِ." .فتح البارى بشرح صحيح البخاري / ج : 3 / 92 ـ كتاب : الفتن / 6 ـ باب : لا يأتى زمان إلا الذى بعده شر منه / حديث رقم : 7069 .
الخزائن : قيل : عبَّرَعنِ الرحمةِ بالخزائن كقوله تعالى " أَمْ عِندَهُمْ خَزَائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ "ص:9.وعن العذاب بالفتن لأنها أسبابه . وقيل : قال الداودي : الثاني ـ أي الفتن ـ هو الأول ـ أي الخزائن ـ ، والشيء قد يعطف على نفسه تأكيدًا ، لأن ما يفتح من الخزائن يكون سببًا للفتنة ، وكأنه فهم أن المراد بالخزائن خزائن فارس والروم وغيرها مما فتح على الصحابة ، لكن المغايرة بين الخزائن والفتن أوضح لأنهما غير متلازمين ، وكم من نائل من تلك الخزائن سالم من الفتن . الفتح ـ كتاب العلم ـ ج : 1 / ص : 254 / باب : العلم والعظة بالليل .

صَوَاحِبَ الحُجُرَاتِ -: الحجرات هي منازل أزواج النبي ـ صلى الله عليه وسلم ، وإنما خصهن بالإيقاظ لأنهن الحاضرات حينئذ ، أو من باب " ابدأ بنفسك ثم بمن تعول " . الفتح ـ كتاب : العلم ـ ج : 1 / ص : 254 .


رُبَّ كَاسِيَةٍ في الدُّنْيَا عَارِيَةٍ في الآخِرَةِ:
اختلف في المراد بقوله " كاسية عارية " على أوجه :

أحدها : كاسية في الدنيا بالثياب لوجود الغنى ، عارية في الآخرة من الثواب لعدم العمل في الدنيا .
ثانيها: كاسية بالثياب لكنها شفافة لا تسترعورتها فتعاقب في الآخرة بالعري جزاء على ذلك .
ثالثها : كاسية من نعم الله عارية من الشكر الذى تظهر ثمرته في الآخرة بالثواب .
رابعها : كاسية جسدها لكنها تشد خمارها من ورائها فيبدوا صدرها فتصيرعارية فتعاقب في الآخرة .
خامسها : كاسية من خلعة التزوج بالرجل الصالح ، عارية في الآخرة من العمل فلا ينفعها صلاح زوجها كما قال تعالى "فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ" . المؤمنون :101.

ذكر هذا الأخير الطيبي ورجحه لمناسبة المقام . واللفظة وإن وردت في أزواج النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لكن العبرة بعموم اللفظ . فتح البارى / ج : 13 ـ كتاب : الفتن / باب : لا يأتى زمان إلا الذي بعده شر منه / ص : 26
طول القيام :
* عن عبد الله ـ رضي الله عنه ـ قال" صَلَّيْتُ مع النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لَيْلَةً، فَلَمْ يَزَلْ قَائِمًا حتَّى هَمَمْتُ بأَمْرِ سَوْءٍ، قُلْنَا: وما هَمَمْتَ؟ قالَ: هَمَمْتُ أَنْ أَقْعُدَ وأَذَرَ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ." .فتح الباري بشرح صحيح البخارى / ج : 3 / 19ـ كتاب : التهجد / 9 ـ باب :طول القيام في صلاة الليل / حديث رقم : 1135 .

* وقالت عائشة ـ رضي الله عنها أنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ يَقُومُ مِنَ اللَّيْلِ حتَّى تَتَفَطَّرَقَدَمَاهُ، فَقالَتْ عَائِشَةُ: لِمَ تَصْنَعُ هذا يا رَسولَ اللَّهِ، وقدْ غَفَرَ اللَّهُ لكَ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِكَ وما تَأَخَّرَ؟ قالَ: أفلا أُحِبُّ أنْ أكُونَ عَبْدًا شَكُورًا فَلَمَّا كَثُرَ لَحْمُهُ صَلَّى جَالِسًا، فَإِذَا أرَادَ أنْ يَرْكَعَ قَامَ فَقَرَأَ ثُمَّ رَكَعَ. "الراوي : عائشة أم المؤمنين-المحدث : البخاري-المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 4837 |خلاصة حكم المحدث :صحيح"


لذلك يستحب طول القيام .
* عن جابر ؛ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم "أَفْضَلُ الصَّلاةِ طُولُ القُنُوتِ. " . صحيح مسلم / 6 ـ كتاب صلاة المسافرين وقصرها / 22 ـ باب : أفضلالصلاة طول القنوت / حديث رقم : 164 ـ 756 / ص : 181 .


المراد بالقنوت هنا : القيام ، قال الشافعي وغيره تعليقًا على الحديث : إن تطويل القيام أفضل من كثرة الركوع والسجود .



وقت صلاة القيام :
يبدأ قيام الليل من بعد صلاة العشاء ويستمر حتى الفجر .
* عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ زوج النبي ، قالت - "كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يُصَلِّي فِيما بيْنَ أَنْ يَفْرُغَ مِن صَلَاةِ العِشَاءِ، وَهي الَّتي يَدْعُو النَّاسُ العَتَمَةَ، إلى الفَجْرِ، إحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً، يُسَلِّمُ بيْنَ كُلِّ رَكْعَتَيْنِ، وَيُوتِرُ بوَاحِدَةٍ، فَإِذَا سَكَتَ المُؤَذِّنُ مِن صَلَاةِ الفَجْرِ، وَتَبَيَّنَ له الفَجْرُ، وَجَاءَهُ المُؤَذِّنُ، قَامَ فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ، ثُمَّ اضْطَجَعَ علَى شِقِّهِ الأيْمَنِ، حتَّى يَأْتِيَهُ المُؤَذِّنُ لِلإِقَامَةِ."صحيح مسلم / 6 ـ كتاب : صلاة المسافرين وقصرها / 17 ـ باب : صلاة الليل وعدد ركعات النبي ..... / حديث رقم : 122 ـ 736/ ص : 177 .


* عن حميد أنَّهُ سَمِعَ أنَسًا رَضِيَ اللَّهُ عنْه، يقولُ" كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُفْطِرُ مِنَ الشَّهْرِحتَّى نَظُنَّ أنْ لا يَصُومَ منه، ويَصُومُ حتَّى نَظُنَّ أنْ لا يُفْطِرَ منه شيئًا، وكانَ لا تَشَاءُ تَرَاهُ مِنَ اللَّيْلِ مُصَلِّيًا إلَّا رَأَيْتَهُ، ولَا نَائِمًا إلَّا رَأَيْتَهُ" فتح البارى بشرح صحيح الخاري / ج : 3 / 19ـ كتاب : التهجد /11ـ باب : قيام النبي ... / حديث رقم : 1141 .




أفضل أوقات القيام :
يفضل تأخير صلاة الليل إلى ثلث الليل أو نصفه .
* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم قال" يَتَنَزَّلُ رَبُّنا تَبارَكَ وتَعالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إلى السَّماءِ الدُّنْيا، حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ، يقولُ: مَن يَدْعُونِي فأسْتَجِيبَ له، مَن يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، مَن يَسْتَغْفِرُنِي فأغْفِرَ له."فتح البارى بشرح صحيح البخاري / ج : 3 /19 ـ كتاب التهجد /14 ـ باب : الدعاء في الصلاة ..... / حديث رقم : 1145 / باب : 14 .


....... قال حدثني عمرو بن عبسة ـ رضي الله عنه ـ أنه سمع النبي ـ صلى الله عليه وسلم يقول"أقرَبُ مايَكونُ الرَّبُّ منَ العبدِ في جوفِ اللَّيلِ الآخرِ ، فإن استَطعتَ أن تَكونَ مِمَّن يذكرُ اللَّهَ في تلكَ السَّاعةِ فَكُن "سنن الترمذي / تحقيق الشيخ الألباني /45 ـ كتاب : الدعوات /119ـ باب / حديث رقم : 3578 / ص : 813 / صحيح .

وتتحقق صلاة الليل ولو بركعة .


مايستحب أثناء القراءة :
يستحب لكل من قرأ في صلاة الليل إذا مر بآية رحمة ؛ أن يسأل الله سبحانه من فضله ، وإذا مر بآية عذاب أن يتعوذ بالله من النار ، وإذا مر بآية فيها تسبيح سَبَّحَ ، وإذا مر بسؤال سأل .
* عن حذيفة بن اليمان قال " صَلَّيْتُ مع النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَافْتَتَحَ البَقَرَةَ، فَقُلتُ:يَرْكَعُ عِنْدَ المِئَةِ، ثُمَّ مَضَى، فَقُلتُ: يُصَلِّي بهَا في رَكْعَةٍ، فَمَضَى، فَقُلتُ: يَرْكَعُ بهَا، ثُمَّ افْتَتَحَ النِّسَاءَ، فَقَرَأَهَا، ثُمَّ افْتَتَحَ آلَ عِمْرَانَ، فَقَرَأَهَا، يَقْرَأُ مُتَرَسِّلًا، إذَا مَرَّ بآيَةٍ فِيهَا تَسْبِيحٌ سَبَّحَ، وإذَا مَرَّ بسُؤَالٍ سَأَلَ، وإذَا مَرَّ بتَعَوُّذٍ تَعَوَّذَ، ثُمَّ رَكَعَ، فَجَعَلَ يقولُ: سُبْحَانَ رَبِّيَ العَظِيمِ، فَكانَ رُكُوعُهُ نَحْوًا مِن قِيَامِهِ، ثُمَّ قالَ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَن حَمِدَهُ، ثُمَّ قَامَ طَوِيلًا قَرِيبًا ممَّا رَكَعَ، ثُمَّ سَجَدَ، فَقالَ: سُبْحَانَ رَبِّيَ الأعْلَى، فَكانَ سُجُودُهُ قَرِيبًا مِن قِيَامِهِ. " . صحيح مسلم / 6 ـ كتاب : صلاة المسافرين وقصرها / 27 ـ باب : استحباب تطويل القراءة في صلاة الليل / حديث رقم : 203 ـ 772/ ص : 186 .


ـ يقرأ مترسلًا : أي : متمهلًا متأنيًا .

ـ قال الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في الرد على من يقول في استحباب ذلك في صلاة الفرض " هذا إنما ورد في صلاة الليل كما في حديث حذيفة ، فمقتضى الاتباع الصحيح الوقوف عند الوارد وعدم التوسع فيه بالقياس والرأي ، فإنه لو كان ذلك مشروعًا في الفرائض أيضًا لفعله ـ صلى الله عليه وسلم ، ولو فعله لنقل ، بل لكان نقله أولى من نقل ذلك في النوافل كما لا يخفى " . ا . هـ .الموسوعة الفقهية الميسرة / ج : 2 / ص : 148 .



من فاته قيام الليل :
* عن عائشة ـ رضي الله عنها" أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ كانَ إذَا فَاتَتْهُ الصَّلَاةُ مِنَ اللَّيْلِ مِن وَجَعٍ، أَوْ غيرِهِ، صَلَّى مِنَ النَّهَارِ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً".صحيح مسلم / 6 ـ كتاب : صلاة المسافرين وقصرها /18ـ باب : جامع صلاة الليل ، ومن نام عنها أو مرض / حديث رقم : 140 ـ 746 / ص : 179 .

هذا دليل على استحباب المحافظة على الأوراد ، وأنها إذا فاتت تقضى .

عن عمر بن الخطاب قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم" مَن نامَ عن حِزْبِهِ، أوْ عن شيءٍ منه، فَقَرَأَهُ فِيما بيْنَ صَلاةِ الفَجْرِ، وصَلاةِ الظُّهْرِ، كُتِبَ له كَأنَّما قَرَأَهُ مِنَ اللَّيْلِ." صحيح مسلم /6 ـ كتاب : صلاة المسافرين وقصرها / 18 ـ باب : جامع صلاة الليل ، ومن نام عنها أو مرض / حديث رقم : 142 ـ 747 / ص : 179 .




قضاء الوتر :
* عن أبي سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم "من نامَ عن وترِهِ أو نسيَهُ فليصلِّهِ إذا ذكرَهُ "سنن أبي داود / تحقيق الشيخ الألباني /2 ـ أول : كتاب الصلاة / 341 ـ باب : في الدعاء بعد الوتر / حديث رقم : 1431 / ص : 247 / صحيح .



* "من نامَ عن وترِهِ أو نسيَهُ فليصلِّهِ إذا ذكرَهُ " الراوي : أبو سعيد الخدري -المحدث : الألباني| المصدر : صحيح أبي داود- الصفحة أو الرقم: 1431 | خلاصة حكم المحدث : صحيح.

سُئِلَ شيخُ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عمن نام عن صلاة الوتر ؟ فأجاب " يصلي ما بين طلوع الفجر وصلاة الصبح ،للحديث"من نامَ عن وترِهِ أو نسيَهُ فليصلِّهِ إذا ذكرَهُ "
وهذا يعم الفرض وقيام الليل والوتر والسنن الراتبة " انتهى من "الفتاوى الكبرى" .2/240.

ووقت قضاء الوتر فيه خلاف يرجع له.الإسلام سؤال وجواب . هنا .

هذا للمعذور فإن لم يكن معذورًا فلا وتر له - التفصيل ـ بالموسوعة الفقهية / ج : 2 / ص : 130 .


ذِكر ما يستفتح به القيام :
* عن عاصم بن حُميد قال" سألتُ عائشةَ ماذا كانَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ يفتتحُ بِهِ قيامَ اللَّيلِ قالت: لقد سألتني عن شيءٍ ماسألني عنْهُ أحدٌ قبلَكَ" كانَ يُكبِّرُ عشرًا ويحمدُ عشرًا ويسبِّحُ عشرًا ويستغفرُ عشرًا ويقولُ اللَّهمَّ اغفر لي واهدني وارزقني وعافني ويتعوَّذُ من ضيقِ المقامِ يومَ القيامةِ"الراوي : عاصم بن حميد- المحدث : الألباني- المصدر : صحيح ابن ماجه-الصفحة أو الرقم: 1123 - خلاصة حكم المحدث : صحيح.

* عن ابن عباس ، قال: كانَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ إذا قامَ منَ اللَّيلِ يتَهجَّدُ ، قالَ "اللَّه مَّلَكَ الحمدُ أنتَ نورُالسَّماواتِ والأرضِ ومن فيهنَّ ولَكَ الحمدُ أنتَ قيَّامُ السَّماواتِ والأرضِ ومن فيهنَّ ولَكَ الحمدُ أنتَ ملِكُ السَّماواتِ والأرضِ ومن فيهنَّ ولَكَ الحمدُ أنتَ حقٌّ ووعدُكَ حقٌّ والجنَّةُ حقٌّ والنَّارُ حقٌّ والسَّاعةُ حقٌّ والنَّبيُّونَ حقٌّ ومحمَّدٌ حقٌّ لَكَ أسلمتُ وعليْكَ توَكَّلتُ وبِكَ آمنتُ ثمَّ ذَكرَ قتيبةُ كلمةً معناها وبِكَ خاصَمتُ وإليْكَ حاكمتُ اغفِر لي ما قدَّمتُ وما أخَّرتُ وما أعلَنتُ أنتَ المقدِّمُ وأنتَ المؤخِّرُ لا إلَهَ إلَّا أنتَ ولا حولَ ولا قوَّةَ إلَّا باللَّهِ"الراوي : عبدالله بن عباس- المحدث : الألباني- المصدر : صحيح النسائي -الصفحة أو الرقم: 1618 - خلاصة حكم المحدث : صحيح.


ما يقول في آخر الوتر :
قال الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في رسالة قيام رمضان : ص : 32 :

ومن السنة أن يقول في آخر وتره قبل السلام أو بعده" اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وبـ ....... " . الموسوعة الفقهية / ص : 128 / ج : 2 .
لحديث علي ـ رضي الله عنه " أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ كانَ يقولُ في آخرِ وترِهِ: اللَّهمَّ إنِّي أعوذُ برضاكَ من سَخَطِكَ، وبمعافاتِكَ من عقوبتِكَ، وأعوذُ بِكَ منْكَ، لا أُحصي ثناءً عليْكَ، أنتَ كما أثنيتَ على نفسِكَ" سنن أبي داود / تحقيق الشيخ الألباني /2 ـ أول كتاب : الصلاة / 340 ـ باب : القنوت في الوتر / حديث رقم : 1427 / ص : 246 / صحيح .



الدعاء بعد الوتر :
* عن أُبَي بن كعب ، قال" أنَّ رسولَ اللَّهِ ،كانَ يوترُ بثلاثِ ركعاتٍ ؛ كانَ يقرأُ في الأولَى بِسَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأعْلَى وفي الثَّانيةِ بِقُلْ يَا أيُّهَا الْكَافِرُونَ وفي الثَّالثةِ بِقُلْ هُوَ اللَّهُ أحَدٌ ويقنُتُ قبلَ الرُّكوعِ فإذا فرغَ قالَ عندَ فراغِهِ سُبحانَ الملِكِ القدُّوسِ ثلاثَ مرَّاتٍ يطيلُ في آخرِهنَّ"الراوي : أبي بن كعب -المحدث : الألباني -المصدر : صحيح النسائي- الصفحة أو الرقم:1698 - خلاصة حكم المحدث : صحيح .


الركعتان بعد الوتر :
* عن ابن عمر ، عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال " اجْعَلُوا آخِرَصَلَاتِكُمْ باللَّيْلِ وِتْرًا."الراوي : عبدالله بن عمر-المحدث : البخاري - المصدر : صحيح البخاري-الصفحة أو الرقم: 998 - خلاصة حكم المحدث : صحيح.

قال الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في رسالته قيام رمضان :
إنما هو للتخيير لا للإيجاب . لصحة الأحاديث الواردة في الركعتين بعد الوتر .

* عن ثوبان قال كنت مع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في سفر فقال" إنَّ هذا السَّفرَ جَهْدٌ وثِقْلٌ فإذا أوتَر أحدُكم فليركَعْ ركعتَيْنِ، فإنِ استيقَظ وإلَّاكانتا له"رواه : الدارمي ، وابن خزيمة وصححه االشيخ الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة / ج : 4 / حديث رقم : 1993 / ص : 646 .

وقال الشيخ الألباني :
والحديث استدل به الإمام ابن خزيمة على " أن الصلاة بعد الوتر مباح لجميع من يريد الصلاة بعده وأن الركعتين اللتين كان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يصليهما بعد الوتر لم يكونا خاصة للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ دون أمته ، إذ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قد أمر بالركعتين بعد الوتر أمر ندب وفضيلة ، لا أمر إيجاب وفريضة " .

قال الشيخ الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة / ج : 4 / تحت شرح حديث رقم : 1993 :

والسنة أن يقرأ فيهما " إِذَا زُلْزِلَتِ الأرْضُ زِلْزَالَهَا" و " قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ"أخرجه ابن خزيمة :1105-1104، من حديث عائشة رضي الله عنها بإسنادين يقوي أحدهما الآخر ,أنظر صفة الصلاة ص:124.

البكاء في قيام الليل



* ....... قال : حدثنا عبد الملك بن أبي سليمان عن عطاء ، قال" دخلتُ أَنا وعُبَيْدُ بنُ عُمَيْرٍ على عائشةَ فقالت لعُبَيْدِ بنِ عُمَيْرٍ : قد آنَ لَكَ أن تزورَنا ؟ فقالَ : أقولُ يا أمَّة كما قالَ الأوَّلُ زُرْ غِبًّا تزدَدْ حبًّا قالَ فقالَت دَعونا من رطانَتِكم هذِهِ قالَ ابنُ عُمَيْرٍ أخبرينا بأعجَبِ شيءٍ رأيتِهِ من رسولِ اللَّهِ - صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلى آله وسلَّمَ - قالَ فسَكَتَت ثمَّ قالت لمَّا كانَ ليلةٌ منَ اللَّيالي قالَ: يا عائشةُ ذريني أتعبَّدُ اللَّيلةَ لربِّي قلتُ واللَّهِ إنِّي لأحبُّ قربَكَ وأحبُّ ما سرَّكَ قالَت فقامَ فتطَهَّرَ ثمَّ قامَ يصلِّي قالَت فلَمْ يزَلْ يَبكي حتَّى بلَّ حِجرَهُ قالَت ثمَّ بَكى فلم يزَلْ يبكي حتَّى بلَّ لِحيتَهُ قالَت ثمَّ بَكَى فلم يزَل يَبكي حتَّى بلَّ الأرضَ فجاءَ بلالٌ يؤذنُهُ بالصَّلاةِ فلمَّا رآهُ يبكي قالَ: يا رسولَ اللَّهِ لِمَ تَبكي وقد غَفرَ اللَّهُ لَكَ ما تقدَّمَ وما تأخَّرَ قالَ: أفلا أَكونُ عبدًا شَكورًا لقد نَزَلَت عليَّ اللَّيلةَ آيةٌ ويلٌ لمن قرأَها ولم يتفَكَّرها فيها" إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ" الآيةَ كلَّها .الراوي : عائشة أم المؤمنين -المحدث : الوادعي -المصدر : الصحيح المسند- الصفحة أو الرقم: 1654 -خلاصة حكم المحدث : حسن.

الخشوع في قيام الليل وغيره :
قال الليث حدثني يزيد بن الهادي ، عن محمد بن إبراهيم ، عن أُسَيد بن حُضَير قال " بيْنَما هو يَقْرَأُ مِنَ اللَّيْلِ سُورَةَ البَقَرَةِ، وفَرَسُهُ مَرْبُوطَةٌ عِنْدَهُ، إذْ جالَتِ الفَرَسُ فَسَكَتَ فَسَكَتَتْ، فَقَرَأَ فَجالَتِ الفَرَسُ، فَسَكَتَ وسَكَتَتِ الفَرَسُ، ثُمَّ قَرَأَ فَجالَتِ الفَرَسُ فانْصَرَفَ، وكانَ ابنُهُ يَحْيَى قَرِيبًا مِنْها، فأشْفَقَ أنْ تُصِيبَهُ فَلَمَّا اجْتَرَّهُ رَفَعَ رَأْسَهُ إلى السَّماءِ، حتَّى ما يَراها، فَلَمَّا أصْبَحَ حَدَّثَ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقالَ: اقْرَأْ يا ابْنَ حُضَيْرٍ،اقْرَأْ يا ابْنَ حُضَيْرٍ، قالَ: فأشْفَقْتُ يا رَسولَ اللَّهِ أنْ تَطَأَ يَحْيَى، وكانَ مِنْها قَرِيبًا، فَرَفَعْتُ رَأْسِي فانْصَرَفْتُ إلَيْهِ، فَرَفَعْتُ رَأْسِي إلى السَّماءِ، فإذا مِثْلُ الظُّلَّةِ فيها أمْثالُ المَصابِيحِ، فَخَرَجَتْ حتَّى لا أراها، قالَ: وتَدْرِي ما ذاكَ؟، قالَ: لا، قالَ: تِلكَ المَلائِكَةُ دَنَتْ لِصَوْتِكَ، ولو قَرَأْتَ لَأَصْبَحَتْ يَنْظُرُ النَّاسُ إلَيْها، لا تَتَوارَى منهمْ، " .صحيح البخاري / 66 ـ كتاب : فضائل القرآن /15ـ باب : نزول السكينة والملائكة عند قراءة القرآن / حديث رقم : 5018 / ص : 610 .

قال ابن حجر العسقلاني في شرح هذا الحديث:

اقْرَأْيا ابْنَ حُضَيْرٍ:أي: كان يَنْبَغِي لك أن تستَمِر على قِراءتِكوتغْتنِمَ ما حصَل َلك، وليس أمرًا بالقراءة في حال التحديث ، فكأنه يقول ـ صلى الله عليه وسلم " استمر على قراءتك لتستمر لك البركة بنزول الملائكة واستماعها لقراءتك " .

* قال النووي :
في هذا الحديث جواز رؤية آحاد الأمة للملائكة قال وفيه : فضيلة القراءة وأنها سبب نزول الرحمة وحضور الملائكة .
والحديث فيه منقبة لأسَيد بن حضير .
وفضل قراءة سورة البقرة في صلاة الليل ، وفضل الخشوع في الصلاة .
فقد دل الحديث على محافظة أسَيد على خشوعه في صلاته لأنه كان يمكنه أول ما جالت الفرس أن يرفع رأسه .

وكأنه بلغه النهي عن رفع المصلي رأسه إلى السماء فلم يرفعها حتى اشتد به الخطب . ويحتمل أن يكون رفع رأسه بعد انقضاء صلاته فلهذا تمادى به الحال ثلاث مرات .

قال النووي : وفضل الخشوع في الصلاة ، أن التشاغل بشيء من أمور الدنيا ولو كان من المباح قد يفوت الخير الكثير فكيف لو كان بغير الأمر المباح . ا . هـ .



عدد ركعات القيام
المقصود بالقيام ، قيام الليل ، ويطلق عليه قيام الليل ، أو التهجد ، أو التراويح ـ أو الوتر كلها مترادفات .
ويتحقق القيام ولو بركعة واحدة وتر .

* عن ابن عمر: أنَّ رجلًا سألَ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ عَن صلاةُ اللَّيلِ ، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ"صلاةُ اللَّيلِ مَثنى مَثنى ، فإذا خشِيَ أحدُكُمُ الصُّبحَ، صلَّى رَكْعةً واحدةً ، توترُ لَهُ ما قد صلَّى"صحيح البخاري / 14ـ كتاب : الوتر / 1 ـ باب : ما جاء في الوتر / حديث رقم : 990 / ص : 114 .
* قال ـ صلى الله عليه وسلم "الوترُحقٌّ،فمَنْ شاءَ فليوترْ بخمسٍ، ومَنْ شاءَ فليوترْ بثلاثٍ، ومَنْ شاءَ فليوترْ بواحدةٍ " .الراوي : أبو أيوب الأنصاري -المحدث : الألبانيالمصدر : صحيح ابن ماجه - الصفحة أو الرقم :986 -خلاصة حكم المحدث : صحيح.


فهذا نص صريح في جواز الاقتصار على ركعة واحدة في صلاة الوتر وعليه جرى عمل السلف ـ رضي الله عنهم.
* عن أبي سلمه بن عبد الرحمن أنَّهُ سَأَلَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: كيفَ كَانَتْ صَلَاةُ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في رَمَضَانَ؟ قالَتْ: ماكانَ يَزِيدُ في رَمَضَانَ ولَا في غيرِهِ علَى إحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً، يُصَلِّي أرْبَعًا، فلا تَسَلْ عن حُسْنِهِنَّ وطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي أرْبَعًا، فلا تَسَلْ عن حُسْنِهِنَّ وطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي ثَلَاثًا "صحيح البخاري / 31ـ كتاب : صلاة التراويح / 1 ـ باب : فضل من قام رمضان / حديث رقم : 2013 / ص : 226 .



* عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت : كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ ثَلَاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً منها الوِتْرُ، ورَكْعَتَا الفَجْرِ."صحيح البخاري / 19 ـ كتاب التهجد /10 ـ باب : كيف كان صلاة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يصلي من الليل ؟ / حديث رقم : 1140 / ص : 131 .


قال ابن حجرالعسقلاني / ج : 3 / ص : 26 / توضيحًا لهذا الحديث - 13 ركعة في الليل - يحتمل أن يكون أضاف إلى صلاة الليل سنة العشاء لكونه ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان يصليها في بيته ، أو كان يفتتح به صلاة الليل فقد ثبت عند مسلم من طريق سعد بن هشام عنها أنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان يفتتحها بركعتين خفيفتين .وهذا أرجح في نظري لأن رواية أبي سلمة التي دلت على الحصر في إحدى عشرة جاء في صفتها عند المصنف وغيره " يصلي أربعًا ثم أربعًا ثم ثلاثًا " ؛ فدل على أنها لم تتعرض للركعتين الخفيفتين وتعرضت لهما في رواية الزهري ، والزيادة من الحافظ مقبولة ، وبهذا يجمع بين الروايات . ا . هـ


* ..... أن كُريبًا مولى ابن عباس قال"سألتُ ابنَ عبَّاسٍ كيفَ كانت صلاةُ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ باللَّيلِ؟ قالَ :بتُّ عندَهُ ليلةً وَهوَ عندَ ميمونةَ فَنامَ حتَّى إذ اذَهَبَ ثلثُ اللَّيلِ- أو نصفُهُ - استيقظَ فقامَ إلى شنٍّ فيهِ ماءٌ فتَوضَّأ وتَوضَّأتُ معَهُ ثمَّ قامَ فقمتُ إلى جنبِهِ علَى يسارِهِ فجعلَني علَى يمينِهِ، ثمَّ وضعَ يدَهُ علَى رأسي كأنَّهُ يمسُّ أذُني كأنَّهُ يوقظُني ،فصلَّى رَكعتَينِ خفيفتينِ قد قرأ فيهما بأمِّ القرآنِ في كلِّ رَكْعةٍ ثمَّ سلَّمَ، ثمَّ صلَّى حتَّى صلَّى إحدى عشرةَ رَكْعةً بالوترِ ،ثمَّ نامَ.فأتاهُ بلالٌ فقالَ: الصَّلاةُ يا رسولَ اللَّهِ. فقامَ فرَكَعَ رَكعتَينِ ،ثمَّ صلَّى للنَّاسِ"الراوي : كريب مولى ابن عباس- المحدث : الألباني- المصدر : صحيح أبي داود -الصفحة أو الرقم: 1364 خلاصة حكم المحدث : صحيح.



* عن سعدِ بنِ هشامٍ قالَ : .......فأتيتُ ابنَ عبَّاسٍ فسألتُهُ عن وترِ النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فقالَ أدلُّكَ علَى أعلَمِ النَّاسِ بوترِ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فأتِ عائشةَ رضيَ اللَّهُ عنها فأتيتُها فاستتبَعتُ حَكيمَ بنَ أفلحَ فأبى فَناشدتُهُ فانطلقَ معي فاستأذنَّا علَى عائشةَ فقالَت مَن هذا قالَ حَكيمُ بنُ أفلحَ قالت ومن معَكَ قالَ سعدُ بنُ هشامٍ قالت هشامُ بنُ عامرٍ الَّذي قُتلَ يومَ أُحُدٍ قالَ قلتُ نعَم قالت نِعمَ المرءُ كانَ عامرٌ ،قالَ قلتُ يا أمَّ المؤمنينَ حدِّثيني عن خُلُقِ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ قالت ألستَ تقرأُ القرآنَ فإنَّ خُلُقَ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ كانَ القرآنَ قالَ قلتُ حدِّثيني عن قيامِ اللَّيلِ قالت ألستَ تقرأُ" يَا أيُّهَا الْمُزَّمِّلُ" قالَ قلتُ بلَى قالت فإنَّ أوَّلَ هذهِ السُّورةِ نزلَت فقامَ أصحابُ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ حتَّى انتفخَت أقدامُهُم وحُبسَ خاتمتُها في السَّماءِ اثنَي عشرَ شَهْرًا ثمَّ نزلَ آخرُها فصارَ قيامُ اللَّيلِ تطوُّعًا بعدَ فريضةٍ قالَ قلتُ حدِّثيني عن وترِ النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ قالت كانَ يوترُ بثمانِ رَكَعاتٍ لا يجلِسُ إلَّا في الثَّامنةِ ثمَّ يقومُ فيصلِّي رَكْعةً أخرى لا يجلسُ إلَّا في الثَّامنةِ والتَّاسعةِ ولا يسلِّمُ إلَّا في التَّاسعةِ ثمَّ يصلِّي رَكعتَينِ وَهوَ جالسٌ فتلكَ إحدى عشرةَرَكْعةً يا بُنَيَّ فلمَّا أسنَّ وأخذَ اللَّحمَ ،أوترَ بسبعِ رَكَعاتٍ لم يجلِسْ إلَّا في السَّادسةِ والسَّابعةِ ولم يسلِّم إلَّا في السَّابعةِ ثمَّ يصلِّي رَكعتَينِ وَهوَ جالسٌ فتلكَ هيَ تسعُ رَكَعاتٍ يا بُنَيَّ، ولم يقُمْ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ليلةً يتمُّها إلى الصَّباحِ ولم يقرأِ القرآنَ في ليلةٍ قطُّ ولم يصُم شَهْرًا يتمُّهُ غيرَ رمضانَ وَكانَ إذا صلَّى صلاةً داومَ عليها وَكانَ إذا غلبَتهُ عيناهُ منَ اللَّيلِ بنومٍ صلَّى منَ النَّهارِ ثِنتَي عشرةَ رَكْعةً" قالَ فأتيتُ ابنَ عبَّاسٍ فحدَّثتُهُ فقالَ هذا واللَّهِ هوَ الحديثُ ولَو كنتُ أُكَلِّمُها لأتيتُها حتَّى أشافِهَها بهِ مشافَهَةً قالَ قلتُ لَو عَلِمْتُ أنَّكَ لا تُكَلِّمُها ما حدَّثتُكَ"الراوي : عائشة أم المؤمنين-المحدث : الألباني- المصدر : صحيح أبي داود-الصفحة أو الرقم: 1342 خلاصة حكم المحدث : صحيح.

قال الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في رسالة قيام رمضان :

قول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ " اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وترًا " . إنما هو للتخيير لا للإيجاب . لصحة الأحاديث الواردة في الركعتين بعد الوتر .

والسنة أن يقرأ فيهما " إِذَا زُلْزِلَتِ الأرْضُ زِلْزَالَهَا " و " قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ" .

* فعن أبي أمامة أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان يصليهما بعد الوتر وهو جالس يقرأ فيهما " إِذَا زُلْزِلَتِ الأرْضُ زِلْزَالَهَا" و " قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ" . رواه الإمام أحمد . وحسنه الشيخ مقبل بن هادي الوادعي ـ رحمه الله ـ ، في :الجامع الصحيح مما ليس في الصحيحين / ج : 2 / 4 ـ كتاب : الصلاة / 167/ باب : جواز التنفل بعد الوتر في بعض الأحيان / ص : 168 .


* عن عبدالله بن أبي قيس قال : سألت عائشة عن وتر رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت" ربما أوتر أول الليل وربما أوتر من آخره، قلت كيف كانت قراءته أكان يُسِرُّ بالقراءةِ أم يجهر؟ قالت: كل ذلك كان يفعل ربما أسر وربما جهر وربما اغتسل فنام وربما توضأ فنام "الراوي : عائشة أم المؤمنين -المحدث : الألباني -المصدر : صحيح أبي داود -الصفحة أو الرقم: 1437 خلاصة حكم المحدث : صحيح.


o الخلاصة :
عدد ركعات صلاة التراويح كما قال الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في رسالة : صلاة التراويح / ص : 106 أنها " إحدى عشرة ركعة " .
وأنه لا يجوز الزيادة على الإحدى عشرة ركعة .
وأننا لا نبدع ولا نضلل من يصليها بأكثر من هذا العدد ، إذا لم تتبين له السنة ولم يتبع الهوى .

* ص : 23 ـ وليست صلاة التراويح من النوافل المطلقة حتى يكون للمصلي الخيار في أن يصليها بأي عدد شاء .


* وأمر عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ بالإحدى عشرة ركعة فهو ما رواه مالك في الموطأ عن محمد بن يوسف عن السائب بن يزيد أنه قال : أمرَ عمرُ بنُ الخطَّابِ رضيَ اللَّهُ عنهُ أبيَّ بنَ كعبٍ رضيَ اللَّهُ عنهُ وتميمًا الدَّاريَّ أن يقوما للنَّاسِ بإحدى عشرةَ ركعة وكان القارئُ يقرأُ بالمِئينَ حتَّى كنَّا نعتمِدُ على العِصيِّ من طولِ القيامِ وما كنَّا ننصرِفُ إلَّا في فروعِ الفجرِ" الراوي : السائب بن يزيد -المحدث : شعيب الأرناؤوط -المصدر : تخريج سنن أبي داود-الصفحة أو الرقم2/206- خلاصة حكم المحدث : ثابت
* ص : 45 قال الشيخ الألباني في رسالة : صلاة التراويح : هذا سند صحيح جدًا .
وقال الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في رسالة قيام رمضان / ص : 6 : رواية أن الناس كانوا يقومون على عهد عمر في رمضان بعشرين ركعة رواية شاذة ضعيفة مخالفة لرواية الثقات الذين قالوا : إحدى عشرة ركعة ، وأن عمر ـ رضي الله عنه ـ أمر بها ، أي بالإحدي عشرة ركعة . ا.هـ.

والأمر فيه خلاف يرجع له هناالإسلام سؤال وجواب :خلاصة ما ورد في هذا الرابط قوله:
والحاصل : أن من صلى إحدى عشرة ركعة على الصفة الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم فقد أحسن وأصاب السنة ، ومن خفف القراءة وزاد عدد الركعات فقد أحسن ، ولا إنكار على من فعل أحد الأمرين .ا.هـ.
ونصحيتنا : أن من كان يصلي القيام منفردًا ألا يزيد على الإحدى عشرة ركعة بحقها من الطول والحسن ،ومن كان في جماعة فيتبع الإمام حتى لا تحدث الفُرقة في أمر اختلف فيه العلماء،
ويتم مع الإمام إلى الوتر حتى ينال أجر قيام الليلة كاملة .
*مشروعية الجماعة في القيام

من كتاب صلاة التراويح للشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ :
لا يشك عالم اليوم بالسنة في مشروعية صلاة التراويح - صلاة الليل - جماعة في رمضان لأمور :

ـ إقامته صلى الله عليه وسلم إياها :
* ....... قال سمعت النعمان بن بشير ، على منبر حِمص يقول " قُمنا معَ رسولِ اللَّهِ - صلَّى اللهُ علَيهِ وعلَى آلِه وسلَّمَ - في شَهرِ رمضانَ لَيلةَ ثلاثٍ وعشرينَ إلى ثلُثِ اللَّيلِ الأوَّلِ ثمَّ قُمنا معَهُ لَيلةَ خَمسٍ وعشرينَ إلى نِصفِ اللَّيلِ ثمَّ قُمنا معَهُ ليلةَ سبعٍ وعشرينَ حتَّى ظننَّا أن لا ندرِكَ الفلاحَ وَكانوا يُسمُّونَهُ السُّحورَ ."الراوي : النعمان بن بشير-المحدث : الوادعي-المصدر : الصحيح المسند- الصفحة أو الرقم:- 1178 خلاصة حكم المحدث : حسن .


*عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم" أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ صَلَّى ذَاتَ لَيْلَةٍ في المَسْجِدِ، فَصَلَّى بصَلَاتِهِ نَاسٌ، ثُمَّ صَلَّى مِنَ القَابِلَةِ، فَكَثُرَ النَّاسُ، ثُمَّ اجْتَمَعُوا مِنَ اللَّيْلَةِ الثَّالِثَةِ أَوِ الرَّابِعَةِ، فَلَمْ يَخْرُجْ إليهِم رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَلَمَّا أَصْبَحَ قالَ: قدْ رَأَيْتُ الذي صَنَعْتُمْ ولَمْ يَمْنَعْنِي مِنَ الخُرُوجِ إلَيْكُمْ إلَّا أَنِّي خَشِيتُ أَنْ تُفْرَضَ علَيْكُم وذلكَ في رَمَضَانَ."الراوي : عائشة أم المؤمنين -المحدث : البخاري -المصدر : صحيح البخاري- الصفحة أو الرقم: 1129- خلاصة حكم المحدث : صحيح.


* عن أبي وائل عن عبد الله -هو ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ قال"صَلَّيْتُ مع النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لَيْلَةً، فَلَمْ يَزَلْ قَائِمًا حتَّى هَمَمْتُ بأَمْرِ سَوْءٍ، قُلْنَا: وما هَمَمْتَ؟ قالَ: هَمَمْتُ أَنْ أَقْعُدَ وأَذَرَ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ."الراوي : عبدالله بن مسعود -المحدث : البخاري -المصدر : صحيح البخاري -الصفحة أو الرقم: 1135 - خلاصة حكم المحدث : صحيح.


ـ بيانه صلى الله عليه وسلم لفضلها :
"أنه مَن قام معَ الإمامِ حتى ينصرفَ كُتِبَ له قيامُ ليلةٍ"الراوي : أبو ذر الغفاري-المحدث : الألباني-المصدر : إرواء الغليل- الصفحة أو الرقم: 447 - خلاصة حكم المحدث : صحيح.



التفضيل بين القيام في جماعة في المسجد وبين القيام فرادى

المسألة خلافية في أيهما أفضل ، ولكن مادامت صلاة التراويح نافلة ، فلينظر الإنسان أيهما أصلح له ، فلعله إذا صلى في بيته أطال القراءة وحصل له انشراح صدر وزيادة الإيمان ، فتكون الصلاة في بيته أولى وأصلح ، والعكس صحيح.

واختلف العلماء في ذلك على قولين :

القول الأول : أن صلاة القيام فُرادَى أفضل للحديث التالي :
* عن زيد بن ثابتَ ـ رضي الله عنه ـ قال "احْتَجَرَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حُجَيْرَةً مُخَصَّفَةً، أوْ حَصِيرًا، فَخَرَجَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُصَلِّي فِيهَا، فَتَتَبَّعَ إلَيْهِ رِجَالٌ وجَاؤُوا يُصَلُّونَ بصَلَاتِهِ، ثُمَّ جَاؤُوا لَيْلَةً فَحَضَرُوا، وأَبْطَأَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عنْهمْ فَلَمْ يَخْرُجْ إليهِم، فَرَفَعُوا أصْوَاتَهُمْ وحَصَبُوا البَابَ، فَخَرَجَ إليهِم مُغْضَبًا، فَقالَ لهمْ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ما زَالَ بكُمْ صَنِيعُكُمْ حتَّى ظَنَنْتُ أنَّه سَيُكْتَبُ علَيْكُم، فَعلَيْكُم بالصَّلَاةِ في بُيُوتِكُمْ، فإنَّ خَيْرَ صَلَاةِ المَرْءِ في بَيْتِهِ إلَّا الصَّلَاةَ المَكْتُوبَةَ."صحيح البخاري / 78 ـ كتاب : الأدب / 75 ـ باب : ما يحوز من الغضب والشدة ... / حديث رقم : 6113 / ص : 720 .



القول الثاني : أن صلاة القيام في جماعة بالمساجد أفضل :
وذلك للفوز بأجر قيام ليلة للحديث التالي:

* عن أبي ذر الغفاري ، قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إنَّهُ من قامَ معَ الإمامِ حتَّى ينصرفَ فإنَّهُ يعدلُ قيامَ ليلةٍ " الراوي : أبو ذر الغفاري -المحدث : الألباني -المصدر : صحيح ابن ماجه-الصفحة أو الرقم:1100 - خلاصة حكم المحدث : صحيح.

* عن عروة بن الزبير عن عبد الرحمن بن عبد القاريِّ أنه قال: خَرَجْتُ مع عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عنْه، لَيْلَةً في رَمَضَانَ إلى المَسْجِدِ، فَإِذَا النَّاسُ أوْزَاعٌ مُتَفَرِّقُونَ، يُصَلِّي الرَّجُلُ لِنَفْسِهِ، ويُصَلِّي الرَّجُلُ فيُصَلِّي بصَلَاتِهِ الرَّهْطُ، فَقَالَ عُمَرُ: إنِّي أرَى لو جَمَعْتُ هَؤُلَاءِ علَى قَارِئٍ واحِدٍ، لَكانَ أمْثَلَ ثُمَّ عَزَمَ، فَجَمعهُمْ علَى أُبَيِّ بنِ كَعْبٍ، ثُمَّ خَرَجْتُ معهُ لَيْلَةً أُخْرَى، والنَّاسُ يُصَلُّونَ بصَلَاةِ قَارِئِهِمْ، قَالَ عُمَرُ: نِعْمَ البِدْعَةُ هذِه، والَّتي يَنَامُونَ عَنْهَا أفْضَلُ مِنَ الَّتي يَقُومُونَ يُرِيدُ آخِرَ اللَّيْلِ وكانَ النَّاسُ يَقُومُونَ أوَّلَهُ."الراوي : عبدالرحمن بن عبد القاري- المحدث : البخاري- المصدر : صحيح البخاري-الصفحة أو الرقم: 2010-خلاصة حكم المحدث : صحيح.


قال ابن حجر العسقلاني في الشرح :
هذا تصريح منه بأن الصلاة في آخر الليل أفضل من أوله، لكن ليس فيه أن الصلاة في قيام الليل فرادى أفضل من التجميع‏.‏ كِتَاب صَلَاةِ التَّرَاوِيحِ/ باب فَضْلِ مَنْ قَامَ رَمَضَانَ.


ترغيب النساء في الصلاة في بيوتهن ولزومها


* عَن أُمِّ حُمَيْدِ امرأةِ أبي حميدٍ الساعدي ـ رضي الله عنهما أنها جاءت النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم، فقالت : يا رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم إنيأحبُّالصلاةَمعك. فقال : قد علمتُ أنكِ تُحِبِّينَ الصلاةَ معي، وصلاتُكِ في بيتِك خيرٌ من صلاتِكِ في حجرتِكِ، وصلاتُكِ في حجرتِكِ خيرٌ من صلاتِكِ في دارِكِ، وصلاتُكِ في دارِكِ خيرٌ من صلاتِكِ في مسجدِ قومِكِ، وصلاتُكِ في مسجدِ قومِكِ خيرٌ من صلاتِكِ في مسجدي . فَأَمَرَتْ، فَبُنِيَ لها مسجدٌ في أقصى شيءٍ من بيتِها وأظلمِه، فكانت تصلي فيه حتى لَقِيَتِ اللهَ عز وجل."رواه الإمام أحمد وابن خزيمة وابن حبان ـ حسنه الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في الترغيب والترهيب / 5 ـ كتاب :الصلاة / 12ـ باب : ترغيب النساء في الصلاة في بيوتهن ولزومها / حديث رقم : 335 / ص : 207 .
* عن أم سلمة ـ رضي الله عنها ـ عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال"
خَيرُمساجِدِ النِّساءِ قَعرُ بُيُوتِهنَّ "رواه أحمد والطبراني ـ صححه الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في صحيح الترغيب والترهيب /5 ـ كتاب : الصلاة / 12 ـ ترغيب النساء في الصلاة في بيوتهن ولزومها / حديث رقم : 339 / ص : 208 .

* عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم " لا تَمنَعوا نِساءَكمُ المساجدَ، وبُيوتُهنَّ خيرٌ لَهُنَّ."رواه أبو داود وصححه الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في صحيح الترغيـب والترهيب /5 ـ كتاب : الصلاة /12 ـ باب : ترغيب النساء في الصلاة في بيوتهن ولزومها / حديث رقم : 338 / ص : 208.

* عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال" المرأةُ عورةٌ ، وإنها إذا خرجت من بيتِها استشرفها الشيطانُ ، و إنها لا تكون أقربَ إلى اللهِ منها في قَعْرِ بيتِها " . رواه الطبراني ـ صححه الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في الترغيب والترهيب للعلامة الألباني / 5 ـ كتاب :الصلاة / 12ـ باب : ترغيب النساء في الصلاة في بيوتهن ولزومها / حديث رقم : 339 / ص : 208 .


استشرفها : أي تَطَلع إليها وطمع في إغوائها ، وأصل الاستشراف وضع الكف فوق الحاجب ورفع الرأس للنظر

قال الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في حاشية صحيح الترغيب والترهيب : هذا في شيطان الجن فما بالك في شيطان الإنس ، لا سيما شياطين إنس هذا العصر الذي نحن فيه ، فإنه أضرعلى المرأة من ألف شيطان ، لأن أغلب شبان هذا الزمان لا مروءة عندهم ولا دين ولا شرف ولا إنسانية ، يتعرضون للنساء بشكل مفجع ، وهيئة تدل على خساسة ودناءة وانحطاط .ا . هـ .

فيجب أن تجعل المرأة خروجها لضرورة لا تحصل بجلوسها في بيتها وتكون ضرورة حقيقية ، كعلم لابد أن تعلمه أي واجب عليها تعلمه لا تستطيع تحصيله في بيتها ، ويكون هذا التعلم بالقيود الشرعية .

ـ ولا تؤذي أخواتها بأبنائها ، وتتركهم يعثون في الأرض فسادًا ...

ـ ولا تفسد على الرجال صلاتهم أو تحصيلهم للعلم بالضوضاء الناتجة عن تحدثها مع أخواتها أو بإطلاق أبنائها بلا قيود .


مشروعية خروج النساء إلى المساجد إذا لم يترتب عليه فتنة

"إذا اسْتَأْذَنَتْ أحَدَكُمُ امْرَأَتُهُ إلى المَسْجِدِ فلا يَمْنَعْها".الراوي : عبدالله بن عمر -المحدث : مسلم -المصدر : صحيح مسلم -الصفحة أو الرقم442- خلاصة حكم المحدث : صحيح.

ظاهر أحاديث الباب أنها لا تمنع المسـجد ، لكن بشروط : ألَّا تكون متطيبة ، ولا متزينة ، ولا ذات خلاخل يسمع صوتها ولا ثياب فاخرة ، ولا مختلطة بالرجال ، ولا يكون في الطريق ما يخاف به مفسدة ونحوها .

وهذا النهي عن منعهن من الخروج ، محمول على كراهة التنزيه .


* عن عَمْرَةَ بنت عبد الرحمن ؛ أنها سمعت عائشة زوج النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ تقول" لَوْ أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ رَأَى ماأحْدَثَ النِّساءُ لَمَنَعَهُنَّ المَسْجِدَ كما مُنِعَتْ نِساءُ بَنِي إسْرائِيلَ. قالَ: فَقُلتُ لِعَمْرَةَ: أنِساءُ بَنِي إسْرائِيلَ مُنِعْنَ المَسْجِدَ؟ قالَتْ: نَعَمْ."صحيح مسلم / 4ـ كتاب : الصلاة / 30ـ باب : خروج النساء إلى المساجد ..... / حديث رقم : 144 ـ445 / ص : 112 .


القنوت


أنواع القنوت :

1 – قنوت في الوتر :

قنوته ـ صلى الله عليه وسلم ـ في الوتر ، والسنة في هذا القنوت أن يكون قبل الركوع .
* فعن أُبي بن كعب " أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم " كانَ يوترُ فيَقنُتُ قبلَ الرُّكوعِ" الراوي : أبي بن كعب -المحدث : الألباني -المصدر : صحيح ابن ماجه - الصفحة أو الرقم: 978 - خلاصة حكم المحدث : صحيح.



وكان من هديه ـ صلى الله عليه وسلم ـ القنوت في الوتر في رمضان وغيره للحديث السابق .هدي النبي في رمضان . عمرو عبد المنعم / ص : 33 .


ـ صيغة القنوت في الوتر :
* قال الحسن بن علي بن أبي طالب : علمني رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ كلمات أقولهن في الوتر" اللَّهمَّ اهدِني فيمَنْ هدَيْتَ وعافِني فيمَنْ عافَيْتَ وتولَّني فيمَنْ تولَّيْتَ ، وبارِكْ لي فيما أعطَيْتَ وقِني شرَّ ما قضَيْتَ، إنَّكَ تقضي ولا يُقضى عليكَ، إنَّه لا يذِلُّ مَن والَيْتَ ، ولا يعِزُّ من عاديْتَ تباركتَ ربَّنا وتعاليْتَ ، - لا منجا منك إلا إليك - " .الراوي : الحسن بن علي بن أبي طالب - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح أبي داود -الصفحة أو الرقم: 1425 - خلاصة حكم المحدث : صحيح .
قال الشيخ الألباني في كتاب : صفة صلاة النبي/ ص : 180- هذه الزيادة ثابتة -
ال الحسن بن علي بن أبي طالب " علَّمني رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلم كلماتٍ أقولُهنَّ في قنوتِ الوِترِ اللهمَّ اهدني فيمن هديت وعافِني فيمن عافيتَ وتولَّني فيمن تولَّيتَ وبارِكْ لي فيما أعطيتَ وقِني شرَّ ما قضيتَ فإنَّك تقضي ولا يُقضَى عليك أنتَ تمُنُّ ولايُمَنُّ عليك أنتَ الغنيُّ ونحن الفقراءُ إليك وإنَّهُ لا يذلُّ من واليتَ تبارَكتَ ربَّنا وتعالَيتَ"الراوي : الحسن بن علي بن أبي طالب -المحدث : ابن حجر العسقلاني -المصدر : تخريج مشكاة المصابيح -الصفحة أو الرقم: 2/59 خلاصة حكم المحدث : حسن كما قال في المقدمة.
قال الشيخ الألباني في : مشكاة المصابيح : 1226 / إسناده صحيح .وحسنه ابن حجر العسقلاني في : هداية الرواة ـ 2 / 59 .

وورد في موقع موقع الإسلام سؤال وجواب "الرفع في الوتر صحيح ثابت ، إما بالقياس الصحيح على قنوت النوازل أو بفعل الصحابة الأجلاء له .
قال البيهقي - رحمه الله : إن عددًا من الصحابة رضي الله عنهم رفعوا أيديهم في القنوت ، مع ما رويناه عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم . " السنن الكبرى " 2 / 211 .

وقد صح عن عمر بن الخطاب ، وابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ أنهما رفعا أيديهما في القنوت . صفة قنوت النبي / ص : 13 .

2 – قنوت في الفريضة :
ولا يشرع القنوت في الفريضة إلا في النازلة ، ولا يخص بها صلاة دون صلاة ، ويجعله بعد الركوع .
* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه - أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم "كان إذا أرادَ أن يَدعُوَ على أحدٍ أويَدعُوَ لأَحدٍ قَنَتَ بَعدَ الرُّكوعِ " . صحيح البخاري / 65ـ كتاب : تفسير القرآن / 9ـ باب " لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ " سورة آل عمران : آية : 128 / حديث رقم : 4560 / ص : 535 .

* عَنْ أَنَسٍ: أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ قَنَتَ شَهْرًا يَدْعُو علَى أَحْيَاءٍ مِن أَحْيَاءِ العَرَبِ، ثُمَّ تَرَكَهُ"سنن النسائي / تحقيق الشيخ الألباني ـ رحمه الله / 12ـ كتاب : التطبيق / 32ـ باب : ترك القنوت / حديث رقم : 1079 / ص : 176 / صحيح .


* عنِ ابنِ عبَّاسٍ قالَ : قنتَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ شَهرًا متتابعًا في الظُّهرِ والعصرِ والمغربِ والعشاءِ وصلاةِ الصُّبحِ في دبرِ كلِّ صلاةٍ إذا قالَ سمعَ اللَّهُ لمن حمدَهُ منَ الرَّكعةِ الآخرةِ يدعو على أحياءٍ من بني سُلَيمٍ على رِعلٍ وذَكوانَ وعُصيَّةَ ويؤمِّنُ مَن خلفَهُ" سنن أبي داود / تحقيق الشيخ الألباني / 2ـ أول كتاب : الصلاة / 345 ـ باب : القنوت في الصلوات / حديث رقم : 1443 / ص : 249 / حسن .


وصح عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه رفع يديه في القنوت :
* عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه " قال أنسٌ : فما رأيتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلم وجد على شيءٍ قطُّ وَجدَهُ عليهمْ ، فلقدْ رأيتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلم في صلاةِ الغَداةِ رفع يديهِ فدعا عليهم " حديث صحيح ـ رواه الإمام أحمد : 3/137 - وإسناده صحيح . صفة قنوت النبي / ص : 11 .


ـ وكان ـ صلى الله عليه وسلم ـ يجهر بدعائه في القنوت ، يسمع به المأمومين كما دل عليه قول ابن عباس في الحديث السابق ذكره " ويؤمِّنُ مَن خلفَهُ " دليل على جهره بالدعاء في القنوت .
* ولحديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه " أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ إذَا أرَادَ أنْ يَدْعُوَ علَى أحَدٍ أوْ يَدْعُوَ لأحَدٍ، قَنَتَ بَعْدَ الرُّكُوعِ، فَرُبَّما قالَ: إذَا قالَ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَن حَمِدَهُ، اللَّهُمَّ رَبَّنَا لكَ الحَمْدُ اللَّهُمَّ أنْجِ الوَلِيدَ بنَ الوَلِيدِ، وسَلَمَةَ بنَ هِشَامٍ، وعَيَّاشَ بنَ أبِي رَبِيعَةَ، اللَّهُمَّ اشْدُدْ وطْأَتَكَ علَى مُضَرَ، واجْعَلْهَا سِنِينَ كَسِنِي يُوسُفَ يَجْهَرُ بذلكَ "صحيح البخاري / 65 ـ كتاب : تفسير القرآن / 9-باب " لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِشَيْءٌ " سورة آل عمران : آية : 128 / حديث رقم : 4560 / ص : 535 .


ـ صفة الدعاء في قنوت النوازل :
لم يثبت عنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه اختص قنوت النوازل بدعاء معين قط ، بل وردت عنه جُمَل مختلفة من الأدعية تندرج تحت الدعاء للمؤمنين ، أو لعن الكافرين ، مثل الأمثلة السابق ذكرها .
ـ وكان من هديه ترك قنوت النوازل بزوال السبب أو العارض . ففي حديث أبي هريرة ـ رضي الله عن أبي هريرةَ قالَ : قنتَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ في صلاةِ العتَمةِ شَهرًا يقولُ في قنوتِهِ اللَّهمَّ نجِّ الوليدَ بنَ الوليدِ اللَّهمَّ نجِّ سلَمةَ بنَ هشامٍ اللَّهمَّ نجِّ المستَضعَفينَ منَ المؤمنينَ اللَّهمَّ اشدُدْ وطأتَكَ على مُضرَ اللَّهُمَّ اجعلْها عليْهم سنينَ كسِنِيِّ يوسفَ قالَ أبو هريرةَ وأصبحَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ ذاتَ يومٍ فلم يدعُ لَهم فذَكرتُ ذلِكَ لَهُ، فقالَ: وماتراهم قد قدِموا" الراوي : أبو هريرة -المحدث : الألباني -المصدر : صحيح أبي داود -الصفحة أو الرقم- 1442 خلاصة حكم المحدث : صحيح.

" أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ قنتَ شَهرًا ثمَّ تركَهُ" الراوي : أنس بن مالك- المحدث : الألباني- المصدر : صحيح أبي داود- الصفحة أو الرقم- 1445 خلاصة حكم المحدث : صحيح .
وقد عد بعض الصحابة ـ رضوان الله عليهم أجمعين ـ التزام القنوت - في الفريضة- مطلقًا دون سبب عارض بدعة .
فعن أبي مالك الأشجعيِّ ، سعد بن طارق ؛ قال
" قلتُ لأبي: يا أبةَ، إنَّكَ قد صلَّيتَ خلفَ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ وأبي بَكرٍ، وعمرَ، وعثمانَ، وعليِّ بنِ أبي طالبٍ، هاهنا بالكوفةِ نحوًا من خمسِ سنين، أَكانوا يقنُتونَ؟، قال: أي بنيَّ محدَثٌ"سنن ابن ماجه / تحقيق الشيخ الألباني / 5 ـ كتاب : إقامة الصلاة والسنة فيها / 145ـ باب : ما جاء في القنوت في صلاة الفجر / حديث رقم : 1241 / ص : 221 / صحيح .


وأصل القنوت في الفجر محل خلاف بين العلماء ، فمنهم من رأى مشروعيته كالمالكية والشافعية ، ومنهم من لم ير ذلك كالحنفية والحنابلة .

وقال مالك , وابن أبي ليلى , والحسن بن صالح , والشافعي : يسن القنوت في صلاة الصبح , في جميع الزمان ; لأن أنسًا قال : ما زال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقنت في الفجر حتى فارق الدنيا" وهذا الحديث لا يصح عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .

*قال الشيخ العثيمين: ومن تأمل سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وجد أن القول الصواب في هذه المسألة أنه لا قنوت في الفرائض إلا إذا نزلت بالمسلمين نازلة، وحدثت حادثة تحتاج إلى الابتهال إلى الله عز وجل على اجتماع، فإنه يقنت، وظاهر الأدلة أن القنوت ليس خاصًا بصلاة الفجر عند نزول النوازل بل هو عام في كل الصلوات. ‏ هنا كتاب: مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين **

وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله " وإذا قلنا بالقُنُوت في الصَّلوات الخمس ، فإنْ كان في الجهرية فَمِنَ المعلوم أنَّه يجهرُ به ، وإنْ كان في السِّريَّة فإنه يجهر به أيضًا ؛ كما ثبتت به السُّنَّةُ : أنه كان يقنتُ ويؤمِّنُ النَّاسُ وراءَه"ويؤمِّنُ مَن خلفَهُ". ولا يمكن أن يؤمِّنُوا إلا إذا كان يجهرُ .وعلى هذا؛ فيُسَنُّ أنْ يجهرَ ولو في الصَّلاة السِّريَّة " انتهى من "الشرح الممتع" 4/47 .


س:إذا كان الإنسان مأمومًا هل يتابع هذا الإمام فيرفع يديه ويؤمن معه، أم يرسل يديه على جنبيه؟

والجواب على ذلك أن نقول: بل يؤمِّن على دعاء الإمام ويرفع يديه تبعًا للإمام خوفًا من المخالفة. وقد نص الإمام أحمد رحمه الله على أن الرجل إذا ائتم برجل يقنت في صلاة الفجر، فإنه يتابعه ويؤمن على دعائه، مع أن الإمام أحمد رحمه الله لا يرى مشروعية القنوت في صلاة الفجر في المشهور عنه، لكنه رحمه الله رخص في ذلك؛ أي في متابعة الإمام الذي يقنت في صلاة الفجر خوفًا من الخلاف الذي قد يحدث معه اختلاف القلوب. مجموع فتاوى ورسائل الشيخ محمد صالح العثيمين - المجلد الرابع عشر - باب صلاة التطوع.

حكم السجع في الدعاء
المراد بالسجع هو المتكلف من الكلام.و السجع في الدعاء؛ فهو حرص الداعي على إنهاء جمل الدعاء بحرف واحد.مثل «اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات، الأحياء منهم والأموات»
نَصَح ابنُ عَبَّاسٍ رضِي اللهُ عنهما كلَّ مَن أراد التعليمَ ووَعْظَ الناسِ وتَذكِيرَهم بعِدَّةِ نصائِحَ،ومنها "فَانْظُرِ السَّجْعَ مِنَ الدُّعَاءِ فَاجْتَنِبْهُ، فإنِّي عَهِدْتُ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأَصْحَابَهُ لا يَفْعَلُونَ إلَّا ذلكَ .يَعْنِي لا يَفْعَلُونَ إلَّا ذلكَ الِاجْتِنَابَ."الراوي : عبدالله بن عباس -المحدث : البخاري -المصدر : صحيح البخاري-الصفحة أو الرقم6337 - خلاصة حكم المحدث : صحيح.
«فَانْظُرِ السَّجْعَ » والتكلُّف فيه «فاجْتَنِبْه»، ثُمَّ ذَكَر رضِي اللهُ عنه أنَّه عَهِدَ -أي شَاهَد- رسولَ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأصحابَه رضِي اللهُ عنهم لا يَفعلُون إلَّا ذلك، أي: لا يفعلون إلَّا ما أمَرتُك به من تَرْكِ السَّجْعِ.الدرر-
لكن إذا كان سجعًا غير متكلف فقد وقع في كلام النبي عليه الصلاة والسلام وكلام الأخيار، فالسجع غير المتكلف لا حرج فيه، إذا كان في نصر الحق أو في أمر مباح، وتكرار الدعوات فيما يتعلق بالجنة أو النار وتحريك القلوب، كل ذلك مطلوب شرعًا. ابن باز.
وقع في كلام النبي كقوله"
كَلِمَتانِ خَفِيفَتانِ علَى اللِّسانِ، ثَقِيلَتانِ في المِيزانِ، حَبِيبَتانِ إلى الرَّحْمَنِ، سُبْحانَ اللَّهِ وبِحَمْدِهِ، سُبْحانَ اللَّهِ العَظِيمِ. " صحيح البخاري.
والذي ننصح به أنفسنا وإخواننا المسلمين: التزام السنة والتقيد بها وعدم الخروج عليها ، وليس شيء هو أحب وأرضى لله تعالى من اتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم والاقتداء به ، فخير الهدي هديه ، وأهدى السبيل سبيل سنته .فقد أوتي جوامع الكلم.

قال القرطبي رحمه الله - وهو يتكلم عن أنواع الاعتداء في الدعاء :
"
وَمِنْهَا أَنْ يَدْعُوَ بِمَا لَيْسَ فِي الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ ، فَيَتَخَيَّرُ أَلْفَاظًا مُفَقَّرَةً ، وَكَلِمَاتٍ مُسَجَّعَةً ، قَدْ وَجَدَهَا فِي كَرَارِيسَ لَا أَصْلَ لَهَا ، وَلَا مُعَوِّلَ عَلَيْهَا، فَيَجْعَلُهَا شِعَارَهُ ، وَيَتْرُكُ مَا دَعَا بِهِ رَسُولُهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ ؛ وَكُلُّ هَذَا يَمْنَعُ مِنِ اسْتِجَابَةِ الدُّعَاءِ " .انتهى من " تفسير القرطبي " 7/ 226 .

على الإمام إذا قَنَت في صلاة الوتر، فعليه أن يتقيَّد بالوارد في السُّنة، فإن أبَى، فليَلتزم الأدعية الجامعة من القرآن والسُّنة، وعليه أن يتجنَّب الأدعية المسجوعة المتكَلَّفَة، أو المخترعة الركيكة، ثم يَلتزمها ويَهجر الأدعية النبويَّة، ومن المعلوم أن خَيْرَ الهدي هدي محمد - صلَّى الله عليه وسلَّم.
 

العشر الأواخر وليلة القدر


إن شهركم قد أخذ في النقصان فزيدوا أنتم في العمل ، فكل شهر فعسى أن يكون منه خلف ، وأما شهر رمضان فمن أين لكم . منه خلف .
* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال " مَن قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ، ومَن صَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا واحْتِسَابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ." .صحيح البخاري / 30 ـ كتاب : الصوم / 6 ـ باب : من صام رمضان ... / حديث رقم : 1901 / ص : 215 .


* عن عائشة ، قالت " كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُجَاوِرُ في العَشْرِ الأوَاخِرِ مِن رَمَضَانَ ويقولُ: تَحَرَّوْا لَيْلَةَ القَدْرِ في العَشْرِ الأوَاخِرِ مِن رَمَضَانَ. " . سنن الترمذي / تحقيق الشيخ الألباني / 6 ـ كتاب : الصوم عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم /72 ـ باب : ما جاء في ليلة القدر / حديث رقم :792 / ص : 194 . صحيح .

يُجَاوِرُ : تعني يعتكف .

* عن عائشة " كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، إذَا دَخَلَ العَشْرُ، أَحْيَا اللَّيْلَ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ، وَجَدَّ وَشَدَّ المِئْزَرَ. "سنن أبي داود / تحقيق الشيخ الألباني / 2 ـ أول كتاب : الصلاة / 318 ـ باب :في قيام شهر رمضان / حديث رقم : 1376 / ص : 237 / صحيح .


وقد تضمن حديث عائشة ـ رضي الله عنها " ثلاثة أشياء ، كان يخص بها رسول الله صلى الله عليه وسلم العشر الأواخر: َشَدّ المِئْزَر ، إحياء الليل بصلاة القيام ، إيقاظ الأهل للقيام .

كان إذا دخلَتِ العَشرُ الأَواخرُ مِن رمضانَ شَدَّ مِئزرَهوهذه إشارةٌ إلى اعتزالِ النِّساءِ، والمئزرُ هو ما يُلبَسُ مِنَ الثِّيابِ أسْفلَ البدَنِ، وقِيلَ: معناه: أنَّه اجْتهَدَ في العبادةِ زيادةً على عادتِه في غيرِه، فإنَّه يُقال: شدَّدْتُ في هذا الأمرِ مِئزري، أي: تشمَّرْتُ له وتَفرَّغْتُ. وأحيا ليله"، أي: بِالسَّهرِ للعبادةِ، "وأيقظَ أهلَه"، أي: أيقظَهم لِيصلّوا مِنَ اللَّيلِ.

فكان ـ صلى الله عليه وسلم ـ يجتهد ويعتكف تحسبًا وطلبًا لليلة القدر .
* عن أبي سعيد الخدري ؛ قال" اعتَكَفنا معَ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ العَشرَ الأوسطَ من رمضانَ ، فقالَ : إنِّي أريتُ ليلةَ القَدرِ فأُنسيتُها ، فالتمِسوها في العَشرِ الأواخرِ ، في الوترِ".سنن ابن ماجه / تحقيق الشيخ الألباني / 7 ـ كتاب : الصيام / 56ـ باب : في ليلة القدر / حديث رقم : 1766 / ص : 306 / صحيح .



التماس ليلة القدر وعلاماتها :
* عن أبي سعيد الخدري ـ رضي الله عنهـ اعْتَكَفَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ العَشْرَ الأوْسَطَ مِن رَمَضَانَ، يَلْتَمِسُ لَيْلَةَ القَدْرِ قَبْلَ أَنْ تُبَانَ له، فَلَمَّا انْقَضَيْنَ أَمَرَ بالبِنَاءِ فَقُوِّضَ، ثُمَّ أُبِينَتْ له أنَّهَا في العَشْرِ الأوَاخِرِ، فأمَرَ بالبِنَاءِ فَأُعِيدَ، ثُمَّ خَرَجَ علَى النَّاسِ، فَقالَ: يا أَيُّهَا النَّاسُ، إنَّهَا كَانَتْ أُبِينَتْ لي لَيْلَةُ القَدْرِ، وإنِّي خَرَجْتُ لِأُخْبِرَكُمْ بهَا، فَجَاءَرَجُلَانِ يَحْتَقَّانِ معهُما الشَّيْطَانُ، فَنُسِّيتُهَا، فَالْتَمِسُوهَا في العَشْرِ الأوَاخِرِ مِن رَمَضَانَ،" . صحيح مسلم / 13 ـ كتاب : الصيام / 40 ـ باب : فضل ليلة القدر ..... / حديث رقم : 217 ـ 1167 / ص : 282 .

فَقُوِّضَ :أزيل . رَجُلَانِ يَحْتَقَّانِ: يختصمان .

وفيه أن المنازعة والمخاصمة مذمومة ، وأنها سبب للعقوبة .

* عن عبد الله بن أُنَيس ؛ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال" أُرِيتُ لَيْلَةَ القَدْرِ، ثُمَّ أُنْسِيتُهَا، وَأَرَانِي صُبْحَهَا أَسْجُدُ في مَاءٍ وَطِينٍ قالَ: فَمُطِرْنَا لَيْلَةَ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ، فَصَلَّى بنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فَانْصَرَفَ وإنَّ أَثَرَ المَاءِ وَالطِّينِ علَى جَبْهَتِهِ وَأَنْفِهِ."صحيح مسلم /13 ـ كتاب : الصيام / 40ـ باب : فضل ليلة القدر ..... / حديث رقم : 218 ـ 1168 / ص : 282 .


* عن أبى سلمة . قال تذاكَرَنا ليلة القدر . فأتيت أبا سعيد الخدرى ـ رضي الله عنه ـ وكان لي صديقًا . فقلتُ : أَلَا تَخْرُجُ بنَا إلى النَّخْلِ نَتَحَدَّثُ، فَخَرَجَ، فَقالَ: قُلتُ: حَدِّثْنِي ما سَمِعْتَ مِنَ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في لَيْلَةِ القَدْرِ، قالَ: اعْتَكَفَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عَشْرَ الأُوَلِ مِن رَمَضَانَ واعْتَكَفْنَا معهُ، فأتَاهُ جِبْرِيلُ، فَقالَ: إنَّ الذي تَطْلُبُ أمَامَكَ، فَاعْتَكَفَ العَشْرَ الأوْسَطَ، فَاعْتَكَفْنَا معهُ فأتَاهُ جِبْرِيلُ فَقالَ: إنَّ الذي تَطْلُبُ أمَامَكَ، فَقَامَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ خَطِيبًا صَبِيحَةَ عِشْرِينَ مِن رَمَضَانَ فَقالَ: مَن كانَ اعْتَكَفَ مع النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَلْيَرْجِعْ، فإنِّي أُرِيتُ لَيْلَةَ القَدْرِ، وإنِّي نُسِّيتُهَا، وإنَّهَا في العَشْرِ الأوَاخِرِ، في وِتْرٍ، وإنِّي رَأَيْتُ كَأَنِّي أسْجُدُ في طِينٍ ومَاءٍ، وكانَ سَقْفُ المَسْجِدِ جَرِيدَ النَّخْلِ، وما نَرَى في السَّمَاءِ شيئًا، فَجَاءَتْ قَزَعَةٌ، فَأُمْطِرْنَا، فَصَلَّى بنَا النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حتَّى رَأَيْتُ أثَرَ الطِّينِ والمَاءِ علَى جَبْهَةِ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأَرْنَبَتِهِ تَصْدِيقَ رُؤْيَاهُ." الراوي : أبو سعيد الخدري -المحدث : البخاري -المصدر : صحيح البخاري-الصفحة أو الرقم: 813 - خلاصة حكم المحدث : صحيح

كان مسجد النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ مبنيًا كهيئة العريش ، عمده من جذوع النخل وسقفه من جريدها الملبد بالطين . فالمساجد بالطاعة فيها لا بالتشييد والزخرفة


* ..... قال أخبَرَنا رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم" أنَّها تطلُعُ يومَئذٍ لا شُعاعَ لها)) رواه مسلم

لا شُعَاعَ لهاأي: تَطلُع الشَّمسُ صبيحةَ هذه الليلةِ لا شُعاعَ لها، فيَنتشِرُ ضَوءُها بلا شُعاعٍ كما يُضيءُ القَمرُ بلا شُعاعٍ.


"ليلةُ القدْرِ ليلةٌ سمِحَةٌ ، طَلِقَةٌ ، لا حارَّةٌ ولا بارِدَةٌ ، تُصبِحُ الشمسُ صبيحتَها ضَعيفةً حمْراءَ"الراوي : عبدالله بن عباس-المحدث : الألباني- المصدر : صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 5475 -خلاصة حكم المحدث : صحيح.


"ليلةٌ سَمْحةٌ طَلْقةٌ"، أي: سَهلةٌ طيِّبةٌ، "لا حارَّةٌ، ولا باردةٌ"، أي: مُعتدِلةُ الجَوِّ ليس فيها حَرٌّ، ولا بَردٌ يؤذي، "تُصبِحُ الشَّمسُ صَبيحتَها ضَعيفةً"، بمعنى ضَعيفةِ الضَّوءِ، يَسهُلُ النَّظرُ إليها دون أنْ تَكسِرَ البَصرَ، "حَمراءَأي: لَونُ قُرصِها يميلُ إلى الحُمرةِ أكثرَ مِن الصَّفارِ، ولا يَلزَمُ مِن تخلُّفِ العَلامةِ عَدمُ وُقوعِ اللَّيلةِ؛ فقد يُخفيها اللهُ سُبحانَه على مَن يشاءُ .الدرر .


قال تعالى عن ليلة القدر "لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ " سورة القدر / آية : 3 .

"إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ " سورة الدخان / آية : 3 .

" إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ* لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ * سَلَامٌ هِيَ حَتَّىظ° مَطْلَعِ الْفَجْرِ " سورة القدر.


تفسير السورة من تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان للشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدِى / ص :860 :

وسميت ليلة القدر، لعظم قدرها وفضلها عند الله، ولأنه يقدر فيها ما يكون في العام من الأجل والأرزاق والمقادير القدرية. ثم فخم شأنها، وعظم مقدارها فقال"وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ"أي: فإن شأنها جليل، وخطرها عظيم.

" لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ"أي: تعادل من فضلها ألف شهر، فالعمل الذي يقع فيها، خير من العمل في ألف شهر خالية منها، وهذا مما تتحير فيه الألباب، وتندهش له العقول، حيث من تبارك وتعالى على هذه الأمة الضعيفة القوة والقوى، بليلة يكون العمل فيها يقابل ويزيد على ألف شهر، عمر رجل معمر عمرًا طويلًا، نيفًا وثمانين سنة.

"تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا"أي: يكثر نزولهم فيها .

" بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ " أي تنزل الملائكة إلى الأرض في تلك الليلة بأمر ربهم من أجل كل أمر قدره الله وقضاه في تلك السنة إلى السنة القابلة .

"سَلَامٌ هِيَ " أي: سالمة من كل آفة وشر، وذلك لكثرة خيرها.

"حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ"أي: مبتداها من غروب الشمس ومنتهاها طلوع الفجر . وقد تواترت الأحاديث في فضلها، وأنها في رمضان، وفي العشر الأواخر منه، خصوصًا في أوتاره، وهي باقية في كل سنة إلى قيام الساعة.
ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم، يعتكف، ويكثر من التعبد في العشر الأواخر من رمضان، رجاء ليلة القدر والله أعلم.
ا . هـ .
ويستحب أن يجتهد فيها في الدعاء ويدعو فيها لما روي عن عائشة ؛ أنها قالت : يا رسولَ اللَّهِ أرأيتَ إن وافقتُ ليلةَ القدرِ ما أدعوقالَ "تقولينَ اللَّهمَّ إنَّكَ عفوٌّ تحبُّ العفوَ فاعفُ عنِّي" الراوي : عائشة أم المؤمنين -المحدث : الألباني -المصدر : صحيح ابن ماجه - الصفحة أو الرقم: 3119 خلاصة - حكم المحدث : صحيح.

* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : مَن قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ، ومَن صَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا واحْتِسَابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ."الراوي : أبو هريرة-المحدثالبخاري-المصدر : صحيح البخاري -الصفحة أو الرقم: 1901 -خلاصة حكم المحدث : صحيح.

الاعتكاف
الاعتكاف في اللغة :
هو:لزوم الشيء وحبس النفس عليه ، ومنه قوله تعالى " يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَّهُمْ " سورة الأعراف / آية : 138 .
أي يلازمونها ويقيمون عليها .
الاعتكافُ اصطلاحًا: هو الإقامةُ في المسجِدِ بِنِيَّةِ التقرُّبِ إلى الله عَزَّ وجلَّ، ليلًا كان أو نهارًا
حُكْمه :
فقد أجمع العلماء على مشروعيته ، واستحبابه .عمدة الأحكام / ج : 2 / ص : 85 .
والاعتكاف واجب في حالة النذر أي إذا نذر الاعتكاف أصبح في حقه واجب .
* عَنْ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عنْه، أنَّه قالَ: يا رَسولَ اللَّهِ إنِّي نَذَرْتُ في الجَاهِلِيَّةِ أنْ أعْتَكِفَ لَيْلَةً في المَسْجِدِ الحَرَامِ، فَقالَ له النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أوْفِ نَذْرَكَ فَاعْتَكَفَ لَيْلَةً."الراوي : عمر بن الخطاب- المحدث : البخاري- المصدر : صحيح البخاري -الصفحة أو الرقم: 2042 -خلاصة حكم المحدث : صحيح.

وفي الحديث: الوفاءُ بما نذَرَه حالَ كُفرِه ثمَّ أسلمَ.
وفيه: الاعتكافُ ليلًا مِن غيرِ صومٍ.

بعض العلماء استدل بهذا أن : أقل اعتكاف يوم فقط أو ليلة فقط .
مشروعية الاعتكاف:

* عن عائشة أم المؤمنين ـ رضي الله عنها " أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، كانَ يَعْتَكِفُ العَشْرَ الأوَاخِرَ مِن رَمَضَانَ حتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ، ثُمَّ اعْتَكَفَ أزْوَاجُهُ مِن بَعْدِهِ." .صحيح البخاري / 33 ـ كتاب : الاعتكاف /1ـ باب : الاعتكاف في العشر الأواخر ... / حديث رقم : 2026 / ص : 229 .

شروط الاعتكاف :
الإسلام ـ العقل ـ التمييز ـ النية ـ المسجد ـ الطهارة من الجنابة والحيض والنفاس .
واختلِفَ في اشتراط الصيام وتحديد المدة للمعتكِف ..... رجح الشيخ / عبد العزيز بن باز ـ حفظه الله : عدم اشتراطهما .

غاياتُ الاعتكاف
للاعتكاف غاياتٌ منها:
- عُكوفُ القَلبِ على طاعةِ الله تعالى.

- جَمعُ القلْبِ عليه، ووقْفُ النَّفْسِ له.
- الانقطاعُ عن الاشتغالِ بالخَلقِ، وتفريغُ القَلبِ مِن أمورِ الدُّنيا، والاشتغالُ به وَحدَه سبحانه، بحيث يصيرُ ذِكرُه، وحُبُّه، والإقبالُ عليه؛ في محلِّ همومِ القَلبِ وخَطَراتِه، فيستولي عليه بدَلَها، ويصير الهمُّ كلُّه به، والخطراتُ كلُّها بذِكْرِه، والتفكُّرُ في تحصيلِ مراضيه وما يقرِّبُ منه، فيصير أُنْسُه بالله بدلًا عن أُنسِه بالخَلقِ، فيُعِدُّه بذلك لأُنسِه به يومَ الوَحشةِ في القبورِ حين لا أنيسَ له، ولا ما يفرَحُ به سواه، فهذا مقصودُ الاعتكافِ الأعظمُ-
الموسوعة الفقهية /كتابُ الصَّوم/الباب السابع: أحكام الاعتكاف-
ومن مقاصده أيضًا: تحري ليلة القدر،والفوز بفضلها بالتفرغ لطاعة الله تعالى وعبادته فيها.

وقت دخول المسجد لمن أراد اعتكاف العشر:

في الحديث الصحيح:
* عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت " كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، يَعْتَكِفُ في العَشْرِ الأوَاخِرِ مِن رَمَضَانَ، فَكُنْتُ أضْرِبُ له خِبَاءً فيُصَلِّي الصُّبْحَ ثُمَّ يَدْخُلُهُ" الحديث. صحيح البخاري.وروى البخاري :2041، ومسلم :1173، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَعْتَكِفَ صَلَّى الْفَجْرَ ثُمَّ دَخَلَ مُعْتَكَفَهُ .
وقد قال بظاهر هذا الحديث بعض السلف وأنه يدخل معتكفه بعد صلاة الفجر . وبه أخذ علماء اللجنة الدائمة :10/411 ، والشيخ ابن باز:15/442 .

وعليه فيكون بداية الاعتكاف في صبيحة اليوم العشرين بعدصلاة الفجر مباشرة

لكن :ذهب جمهور العلماء منهم الأئمة الأربعة أبو حنيفة ومالك والشافعي وأحمد رحمهم الله إلى أن من أراد أن يعتكف العشر الأواخر من رمضان فإنه يدخل قبل غروب الشمس من ليلة إحدى وعشرين.
واستدلوا على ذلك: أنه ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان . متفق عليه.
والعشر الأواخر تبدأ من ليلة إحدى وعشرين. فعلى هذا ، يدخل المسجد قبل غروب شمس ليلة إحدى وعشرين .
الإسلام سؤال وجواب.ومصادر أخرى.

أقل زمن للاعتكاف :
اختلف العلماء في أقل زمن للاعتكاف .
فذهب جمهور العلماء إلى أن أقله لحظة ، وهو مذهب أبي حنيفة والشافعي وأحمد .
انظر : الدر المختار :1/445 ، المجموع :6/489 ، الإنصاف :7/566 .
قال النووي في المجموع
:6/514:

وَأَمَّا أَقَلُّ الاعْتِكَافِ فَالصَّحِيحُ الَّذِي قَطَعَ بِهِ الْجُمْهُورُ أَنَّهُ يُشْتَرَطُ لُبْثٌ فِي الْمَسْجِدِ , وَأَنَّهُ يَجُوزُ الْكَثِيرُ مِنْهُ وَالْقَلِيلُ حَتَّى سَاعَةٍ أَوْ لَحْظَةٍ اهـ باختصار.
واستدلوا على هذا بعدة أدلة :
-أن الاعتكاف في اللغة هو الإقامة ، وهذا يصدق على المدة الطويلة والقصيرة ولم يرد في الشرع ما يحدده بمدة معينة .
قال ابن حزم "والاعتكاف في لغة العرب الإقامة .. فكل إقامة في مسجد لله تعالى بنية التقرب إليه اعتكاف .. مما قل من الأزمان أو كثر ، إذ لم يخص القرآن والسنة عددًا من عدد ، ووقتًا من وقت" اهـ . المحلى :5/179 .
-روى ابن أبي شيبة عن يعلى بن أمية رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال : إني لأمكث في المسجد الساعة ، وما أمكث إلا لأعتكف . احتج به ابن حزم في المحلى 5/179: ،وذكره الحافظ في الفتح وسكت عليه . والساعة هي جزء من الزمان وليست الساعة المصطلح عليها الآن وهي ستون دقيقة .
وذهب بعض العلماء إلى أن أقل مدته يوم وهو رواية عن أبي حنيفة وقال به بعض المالكية .
قاله الشيخ / صالح المنجد هنا .

* عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت " كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، يَعْتَكِفُ في العَشْرِ الأوَاخِرِ مِن رَمَضَانَ، فَكُنْتُ أضْرِبُ له خِبَاءً فيُصَلِّي الصُّبْحَ ثُمَّ يَدْخُلُهُ، فَاسْتَأْذَنَتْ حَفْصَةُ عَائِشَةَ أنْ تَضْرِبَ خِبَاءً، فأذِنَتْ لَهَا، فَضَرَبَتْ خِبَاءً، فَلَمَّا رَأَتْهُ زَيْنَبُ ابْنَةُ جَحْشٍ ضَرَبَتْ خِبَاءً آخَرَ، فَلَمَّا أصْبَحَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ رَأَى الأخْبِيَةَ، فَقالَ: ما هذا؟ فَأُخْبِرَ، فَقالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ألْبِرَّ تُرَوْنَ بهِنَّ فَتَرَكَ الِاعْتِكَافَ ذلكَ الشَّهْرَ، ثُمَّ اعْتَكَفَ عَشْرًا مِن شَوَّالٍ."صحيح البخاري /33ـ كتاب : الاعتكاف /6ـ باب : اعتكاف النساء / حديث رقم : 2033 / ص : 229 .
وفي رواية لمسلم " آلِبرَّ تُردْنَ ؟ " .
ثُمَّ اعْتَكَفَ عَشْرًا مِن شَوَّالٍ : قضاءً لِمَا ترَكَه مِن الاعتكافِ في رمِضان.
وترك الاعتكاف في ذلك الشهر، وكأنه صلوات الله وسلامه عليه خشي أن يكون الحامل لهن على ذلك المباهاة والتنافس الناشئ عن الغيرة حرصًا على القرب منه خاصة؛ فيخرج الاعتكاف عن مقصوده، أو أنه حينما أذن لعائشة وحفصة كان الأمر خفيفًا بالنسبة إلى ما يفضي إليه الحال من توارد بقية نسائه على ذلك وغيرهن من النساء فيضيق المسجد على المصلين، أو أنه سيفضي الأمر باجتماع نسائه في المسجد إلى أن يكون بينهن كالجالس في بيته، فيشغله ذلك عن التخلي لما قصد له من العبادة فيذهب بذلك مقصود الاعتكاف.
"ثُمَّ اعْتَكَفَ عَشْرًا مِن شَوَّالٍ "وقد استدل بهذا على أن النوافل المعتادة إذا فاتت ُتقضى استحبابًا، وقد جاء في بعض الروايات أنه صلى الله عليه وسلم اعتكف العشر الأول من شوال فاستدل به على جواز الاعتكاف بغير صوم؛ لأن أول شوال هو يوم عيد الفطر وصومه حرام غير جائز.
"وَتَرَكَ الاعْتِكَافَ في شَهْرِ رَمَضَانَ، حتَّى اعْتَكَفَ في العَشْرِالأوَّلِ مِن شَوَّالٍ" الحديث: صحيح مسلم /حديث رقم:1172.

ونقل ابن حجر في الفتح :عن ابن المنذر وغيره أن في الحديث دلالة على أن المرأة لا تعتكف حتى تستأذن زوجها، وأنها إذا اعتكفت بدون إذنه فله أن يُخرجها، وإن أذن لها فله أن يرجع فيمنعها.هنا-



ـ هل المستحاضة تعتكف :
عن عائشَةَ رضيَ اللَّهُ عَنها قالَت"اعتَكَفتُ معَ النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ امرأةٌ مِن أزواجِهِ، فَكانَت تَرى الصُّفرةَ والحُمرةَ، فربَّما وضَعنا الطَّسْتَ تَحتَها، وَهيَ تصلِّي" الراوي : عائشة أم المؤمنين- المحدث : الألباني- المصدر : صحيح أبي داود -الصفحة أو الرقم2476خلاصة حكم المحدث : صحيح .

وفي الحديثِ: أنَّ المُسْتَحاضَةِ حُكْمَها حُكْمُ الطَّاهِرِ.
وفيه: الاعْتِكافُ لِمَنْ به سَلَسُ البَوْلِ أو المَذْي أو به جُرْحٌ يَسيلُ؛ قِياسًا على المُسْتَحاضَةِ.
وفيه: اعتكافُ المرأةِ مع زَوجِها إذا كان لها مَوْضِع تَسْتَتِرُ فيه..الدرر السنية.

ما يستحب للمعتكِف :
-أن يلزم مكانًا من المسجد لما ثبت في صحيح مسلم : عن نافع قال "أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ كانَ يَعْتَكِفُ العَشْرَ الأوَاخِرَ مِن رَمَضَانَ. قالَ نَافِعٌ: وَقَدْ أَرَانِي عبدُ اللهِ رَضِيَ اللَّهُ عنْه: المَكانَ الذي كانَ يَعْتَكِفُ فيه رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ مِنَ المَسْجِدِ."الراوي : عبدالله بن عمر -المحدث : مسلم -المصدر : صحيح مسلم -الصفحة أو الرقم- 1171 خلاصة حكم المحدث : صحيح.
- ويستحب له التشاغل بالصلاة والذكر وتلاوة القرآن واجتناب ما لا يعنيه من الأقوال والأفعال فإن من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه، ويجتنب الجدال والمراء والسباب والفحش والإكثار من الكلام فإن ذلك مكروه في غير الاعتكاف ففي الاعتكاف الذي هو استشعار بطاعة الله تعالى ولزوم عبادته وبيته أولى ولا يبطل الاعتكاف بشيء من ذلك لن لما لم يبطل بمباح الكلام لم يبطل بمحرمه كالصوم‏.‏ كتاب: الكافي في فقه الإمام أحمد.



ما يجوز للمعتكف :
من رسالة ـ قيام الليل للشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ ص : 37 .
ـ يجوز له الخروج منه لقضاء الحاجة ، وأن يخرج رأسه من المسجد ليغسل ويسرح .
"وَإنْ كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لَيُدْخِلُ عَلَيَّ رَأْسَهُ وهو في المَسْجِدِ، فَأُرَجِّلُهُ، وكانَ لا يَدْخُلُ البَيْتَ إلَّا لِحَاجَةٍ إذَا كانَ مُعْتَكِفًا."الراوي : عائشة أم المؤمنين -المحدث : البخاري -المصدر : صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم2029-خلاصة حكم المحدث : صحيح

-وله أن يتخذ خيمة صغيرة في مؤخرة المسجد يعتكف فيها ، لأن عائشة رضي الله عنها كانت تضرب للنبي صلى الله عليه وسلم خِـبَاءً .
"كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، يَعْتَكِفُ في العَشْرِ الأوَاخِرِ مِن رَمَضَانَ، فَكُنْتُ أضْرِبُ له خِبَاءً فيُصَلِّي الصُّبْحَ ثُمَّ يَدْخُلُهُ" صحيح البخاري.

* الخِباء : وهو خيمةٌ صغيرةٌ مِن صُوف.
ـ ويجوز للمرأة أن تزور زوجها وهو في معتكفه:
"كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مُعْتَكِفًا فأتَيْتُهُ أزُورُهُ لَيْلًا، فَحَدَّثْتُهُ ثُمَّ قُمْتُ فَانْقَلَبْتُ، فَقَامَ مَعِي لِيَقْلِبَنِي، وكانَ مَسْكَنُهَا في دَارِ أُسَامَةَ بنِ زَيْدٍ، فَمَرَّ رَجُلَانِ مِنَ الأنْصَارِ، فَلَمَّا رَأَيَا النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أسْرَعَا، فَقالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: علَى رِسْلِكُما إنَّهَا صَفِيَّةُ بنْتُ حُيَيٍّ فَقالَا سُبْحَانَ اللَّهِ يا رَسولَ اللَّهِ، قالَ: إنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِي مِنَ الإنْسَانِ مَجْرَى الدَّمِ، وإنِّي خَشِيتُ أنْ يَقْذِفَ في قُلُوبِكُما سُوءًا، أوْ قالَ: شيئًا."الراوي : صفية أم المؤمنين -المحدث : البخاري -المصدر : صحيح البخاري -الصفحة أو الرقم3281-خلاصة حكم المحدث : صحيح.

ا . هـ . بتصرف من مصادر أخرى .

ويبطل الاعتكاف بأمور:
-قطع النية فإذا قطع المعتكف نية الاعتكاف بطل اعتكافه أما إذا تردد فلا يبطل.
ـ ويبطله الجماع لقوله تعالى" وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ " البقرة:187.
وقال ابن عباس " إذا جامع المعتكف بطل اعتكافه ، واستأنف " .
رواه ابن أبي شيبة : 3 /92 . وعبد الرزاق : 4 /363 ، بسند صحيح .
استأنف : أي أعاد اعتكافه . ولا كفارة عليه لعدم ورود ذلك عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأصحابه .
خروج المعتكِف من المسجد يبطل الاعتكاف ، لأن الاعتكاف هو المكث في المسجد لطاعة الله تعالى .
إلا إذا خرج لما لا بد منه ، كقضاء الحاجة ، والوضوء ، والاغتسال ، وإحضار الطعام إذا كان ليس له من يحضره له إلى المسجد ، ونحو ذلك من الأمور التي لا بد منها ولا يمكن فعلها في المسجد .
روى البخاري :2092، ومسلم :297، عن عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يَدْخُلُ الْبَيْتَ إِلا لِحَاجَةِ الإِنْسَانِ إِذَا كَانَ مُعْتَكِفًا .

-يبطل اعتكاف المرأة بنزول الحيض عليها .

وقت الخروج من المعتكف :
سُئل الشيخ ابن عثيمين : متى يخرج المعتكف من اعتكافه أبعد غروب شمس ليلة العيد أم بعد فجر يوم العيد ؟
فأجاب :
"يخرج المعتكف من اعتكافه إذا انتهى رمضان ، وينتهي رمضان بغروب الشمس ليلة العيد" اهـ فتاوى الصيام :ص 502 .
وجاء في "فتاوى اللجنة الدائمة" 10/411.
"وتنتهي مدة اعتكاف عشر رمضان بغروب شمس آخر يوم منه" اهـ .
وإذا اختار البقاء حتى يصلي الفجر ويخرج من معتكفه إلى صلاة العيد فلا بأس ، فقد استحب ذلك بعض السلف .
وقال النووي في "المجموع" 6/323.
"قَالَ الشَّافِعِيُّ وَالأَصْحَابُ : وَمَنْ أَرَادَ الاقْتِدَاءَ بِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي الاعْتِكَافِ فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ فَيَنْبَغِي أَنْ يَدْخُلَ الْمَسْجِدَ قَبْلَ غُرُوبِ الشَّمْسِ لَيْلَةَ الْحَادِي وَالْعِشْرِينَ مِنْهُ , لِكَيْ لَا يَفُوتَهُ شَيْءٌ مِنْهُ , ويَخْرُجُ بَعْدَ غُرُوبِ الشَّمْسِ لَيْلَةَ الْعِيدِ , سَوَاءٌ تَمَّ الشَّهْرُ أَوْ نَقَصَ , وَالأَفْضَلُ أَنْ يَمْكُثَ لَيْلَةَ الْعِيدِ فِي الْمَسْجِدِ حَتَّى يُصَلِّيَ فِيهِ صَلَاةَ الْعِيدِ , أَوْ يَخْرُجَ مِنْهُ إلَى الْمُصَلَّى لِصَلاةِ الْعِيدِ إنْ صَلُّوهَا فِي الْمُصَلَّى" اهـ .
الإسلام سؤال وجواب.

فتوى مهمة تتعلق ببداية شهر الصيام ونهايته


إن أهل السنة والجماعة هم أحرص الناس على جمع الكلمة ؛ فليس الخلاف الفقهي عندهم مبررًا لمثل هذه الفُرقة أبدًا ؛ بل عليهم متابعة الجماعة المسلمة التي يعيشون بينها ؛ صيامًا أو إفطارًا ، حتى وإن خالفوهم في فهم المسألة فقهيًا.
وهذا أصل من أصول أهل السنة ، يغفل عنه كثير من المنتسبين إلى العلم ، فضلًا عن العوام ؛ وذلك لأن أهل السنة والجماعة يعتبرون الخلاف شرًا عظيمًا .
"صلَّى عثمانُ بمنًى أربعًا فقالَ عبدُ اللَّهِ صلَّيتُ معَ النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ رَكعتَينِ ومعَ أبي بكرٍ رَكعتَينِ ومعَ عمرَ رَكْعتين زادَ عن حفصٍ ومعَ عثمانَ صدرًا من إمارتِهِ ثمَّ أتمَّها زادَ من ها هُنا عن أبي معاويةَ ثمَّ تفرَّقَت بِكُمُ الطُّرقُ فلوَدِدْتُ أنَّ لي من أربعِ رَكَعاتٍ رَكعتَينِ متقبَّلتين قالَ الأعمَشُ فحدَّثَني معاويةَ بنُ قرَّةَ عن أشياخِهِ أنَّ عبدَ اللَّهِ صلَّى أربعًا قالَ: فقيلَ لَه :عِبتَ علَى عثمانَ ثمَّ صلَّيتُ أربعًا ؟قالَ: الخِلافُ شرٌّ"الراوي : عبدالرحمن بن يزيد - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح أبي داود-الصفحة أو الرقم: 1960 - خلاصة حكم المحدث : صحيح.
الشرح:
وفي هذا الحديثِ يَقولُ عبدُ الرَّحمنِ بنُ يَزيدَ "صلَّى عُثمانُ بمِنًى أربعًاأي: صلَّى عثمانُ بنُ عفَّانَ الصَّلاةَ الرُّباعيَّةَ تامَّةً في أيَّامِ مِنًى مِن أيَّامِ الحجِّ ولم يَقصُرْها لرَكعتَينِ، كما فعَل النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم.
وإتمامُ عُثمانَ كان اجتِهادًا منه وقيل -كما في روايةٍ أخرى "إنَّ عُثمانَ بنَ عفَّانَ أتمَّ الصَّلاة بمِنًى مِن أجلِ الأعرابِ؛ لأنَّهم كثُروا عامَئذٍ فصلَّى بالناسِ أربعًا؛ ليُعلمهم أنَّ الصَّلاةَ أربعٌ"، فأتمَّ لأنَّ النَّاسَ كَثُروا ويَأخُذون في الحجِّ أمورَ الدِّينِ مِن الأئمَّةِ والعُلماءِ، فخافَ أنْ يتَصوَّرَ البعضُ أنَّ الصَّلاةَ ركعتَانِ فقَطْ، فأتَمَّ الصَّلاةَ الرُّباعيَّةَ؛ حتَّى يتَعلَّمَها الجُهَّالُ والأعرابُ، وقِيلَ غير ذلك.
فقال عبدُ اللهِ بنُ مسعودٍ رَضِي اللهُ عَنْه "صلَّيتُ معَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم ركعَتَينِ ومعَ أبي بَكرٍ رَكعَتَينِ .....أي: كانوا يَقصُرون الصَّلاةَ الَّتي أتَمَّها عُثمانُ في آخِرِ أمرِه.
"فلَوَدِدتُ أنَّ لي مِن أربعِ ركعاتٍ ركعَتَينِ مُتقبَّلَتَين أي: تَمنَّيتُ مِن فِعلِ عُثمانَ أن يتَقبَّلَ اللهُ منِّي ركعتَين بدَلًا مِن الأربَعِ.
..... فقيلَ له: عِبتَ على عُثمانَ ثمَّ صلَّيتَ أربعًا"، أي: فعَلتَ ما كنتَ تَعيبُه على عثمانَ بنِ عفَّانَ، فقال عبدُ اللهِ "الخِلافُ شرٌّ أي: إنَّ الخِلافَ بينَ المسلِمين في ذلك الموطنِ شرٌّ وأعظمُ مِن الإصرارِ على الرَّكعتَينِ ومُخالَفةِ الإمامِ؛ إشارةً إلى جَوازِ الإتمامِ وهو خِلافُ الأَوْلى، وهذا مبدَأٌ عظيمٌ، وخاصَّةً في الأمورِ الاجتهاديَّةِ الَّتي تَحتَمِلُ أكثرَ مِن وجهٍ، وعلى العُلماءِ أن يَلتَزِموا بما اختارَه وليُّ الأمرِ لِمَا رأَى فيه مِن المصلَحةِ.
وفي الحديثِ: بيانُ ضَرورةِ طاعةِ ولِيِّ الأمرِ فيما اجتَهَد فيه؛ ما دام لم يُخالِفْ نَصًّا ولم يَبتَدِعْ.
وفيه: أنَّ لِوَليِّ الأمرِ أن يُراعِيَ المصلحةَ العامَّةَ للمُسلِمين
.الدرر .


السؤال
لماذا لا يتوحد المسلمون في الصيام مع أن هلال رمضان واحد ؟ وقديمًا يعذرون لعدم وجود وسائل الإعلام .

الحمد لله
أولًا : السبب الغالب في اختلاف بدء الصيام من بلد لآخر ، هو اختلاف مطالع الأهلة . واختلاف المطالع أمر معلوم بالضرورة حسًّا وعقلًا .
وعليه فلا يمكن إلزام المسلمين بالصوم في وقت واحد ، لأن هذا يعني إلزام جماعة منهم بالصوم قبل رؤية الهلال ، بل قبل طلوعه .

وقد سُئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله عمن ينادي بتوحيد الأمة في الصيام ، وربط المطالع كلها بمطالع مكة ، فقال :

" هذا من الناحية الفلكية مستحيل ؛ لأن مطالع الهلال كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تختلف باتفاق أهل المعرفة بهذا العلم ، وإذا كانت تختلف فإن مقتضى الدليل الأثري- أي الشرعي- والنظري أن يجعل لكل بلد حُكْمه .

أما الدليل الأثري- أي الشرعي- قال الله تعالى " فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ " البقرة/185. فإذا قُدِّرَ أن أُناسًا في أقصى الأرض ما شهدوا الشهر -أي : الهلال - وأهل مكة شهدوا الهلال ، فكيف يتوجه الخطاب في هذه الآية إلى من لم يشهدوا الشهر ؟! وقال النبي صلى الله عليه وسلم " صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ ، وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ " متفق عليه ، فإذا رآه أهل مكة مثلًا فكيف نُلزم أهلَ باكستان ومن وراءهم من الشرقيين بأن يصوموا ، مع أننا نعلم أن الهلال لم يطلع في أفقهم ، والنبي صلى الله عليه وسلم علق ذلك بالرؤية .

أما الدليل النظري فهو القياس الصحيح الذي لا تُمْكن معارضته ، فنحن نعلم أن الفجر يطلع في الجهة الشرقية من الأرض قبل الجهة الغربية ، فإذا طلع الفجر على الجهة الشرقية ، فهل يلزمنا أن نمسك ونحن في ليل ؟ الجواب : لا . وإذا غربت الشمس في الجهة الشرقية ، ولكننا نحن في النهار فهل يجوز لنا أن نفطر ؟ الجواب : لا . إذًا الهلال كالشمس تمامًا ، فالهلال توقيته توقيت شهري ، والشمس توقيتها توقيت يومي ، والذي قال " وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ " البقرة/187 . هو الذي قال"فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ"البقرة/185.فمقتضى الدليل الأثري والنظري أن نجعل لكل مكانٍ حكمًا خاصًّا به فيما يتعلق بالصوم والفطر ، ويُرْبَط ذلك بالعلامة الحِسِّية التي جعلها الله في كتابه ، وجعلها نبيه محمد صلى الله عليه وسلم في سنته ألا وهي شهود القمر ، وشهود الشمس ، أو الفجر " انتهى من فتاوى أركان الإسلام ص 451.

وقال رحمه الله موضحًا هذا القياس ، ومؤيدًا به حُجة الذين اعتبروا اختلاف المطالع :
" قالوا : والتوقيت الشهري كالتوقيت اليومي ، فكما أن البلاد تختلف في الإمساك والإفطار اليومي ، فكذلك يجب أن تختلف في الإمساك والإفطار الشهري ، ومن المعلوم أن الاختلاف اليومي له أثره باتفاق المسلمين ، فمن كانوا في الشرق فإنهم يمسكون قبل من كانوا في الغرب ، ويفطرون قبلهم أيضًا .

فإذا حكمنا باختلاف المطالع في التوقيت اليومي ، فإن مثله تمامًا في التوقيت الشهري .
ولا يمكن أن يقول قائل : إن قولَهُ تعالى" وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ " وقوله صلى الله عليه وسلم " إِذَا أَقْبَلَ اللَّيْلُ مِنْ هَا هُنَا ، وَأَدْبَرَ النَّهَارُ مِنْ هَا هُنَا ، وَغَرَبَتْ الشَّمْسُ فَقَدْ أَفْطَرَ الصَّائِمُ "صحيح البخاري. لا يمكن لأحد أن يقول : إن هذا عام لجميع المسلمين في كل الأقطار .
وكذلك نقول في عموم قوله تعالى " فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ " وقوله صلى الله عليه وسلم "إذَا رَأَيْتُمُوهُ فَصُومُوا، وإذَا رَأَيْتُمُوهُ فأفْطِرُوا، فإنْ غُمَّ علَيْكُم فَاقْدُرُوا له " صحيح البخاري.
-
فإنْ غُمَّ عليكم؛ أي: تَعذَّرتْ رُؤيةُ الهِلالِ بسبَبِ الغَيْمِ، فإنَّه يُقدَّرُ للشَّهرِ ثَلاثونَ يومًا؛ لأنَّ الشَّهرَ لا يَزيدُ على ذلك، فيَتحقَّقُ اليَقينُ بدُخولِه أو بخُروجِه. الدرر -
وهذا القول كما ترى له قوته بمقتضى اللفظ ، والنظر الصحيح ، والقياس الصحيح أيضًا ، قياس التوقيت الشهري على التوقيت اليومي " انتهى . نقلا عن "فتاوى رمضان" جمع أشرف عبد المقصود ص 104
.


وصدر عن هيئة كبار العلماء ، بيان مهم بهذا الخصوص ، وهذا نصه :
"أولًا : اختلاف مطالع الأهلة من الأمور التي علمت بالضرورة حسًّا وعقلًا ، ولم يختلف فيها أحد من العلماء ، وإنما وقع الاختلاف بين علماء المسلمين في : اعتبار خلاف المطالع ، وعدم اعتباره .

ثانيًا : مسألة اعتبار اختلاف المطالع وعدم اعتباره من المسائل النظرية التي للاجتهاد فيها مجال ، والاختلاف فيها واقع ممن لهم الشأن في العلم والدين ، وهو من الخلاف السائغ الذي يؤجر فيه المصيب أجرين : أجر الاجتهاد ، وأجر الإصابة ، ويؤجر فيه المخطئ أجر الاجتهاد .

وقد اختلف أهل العلم في هذه المسألة على قولين : فمنهم من رأى اعتبار اختلاف المطالع ، ومنهم من لم ير اعتباره . واستدل كل فريق منهما بأدلة من الكتاب والسنة ، وربما استدل الفريقان بالنص الواحد كاشتراكهما في الاستدلال بقوله تعالى " يَسْأَلونَكَ عَنِ الأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ " البقرة/189 . وبقوله صلى الله عليه وسلم"صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ ، وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ" الحديث . وذلك لاختلاف الفهم في النص ، وسلوك كل منهما طريقًا في الاستدلال به .

ونظرًا لاعتبارات رأتها الهيئة وقدرتها ، ونظرًا إلى أن الاختلاف في هذه المسألة ليست له آثار تخشى عواقبها ، فقد مضى على ظهور هذا الدين أربعة عشر قرنًا ، لا نعلم فيها فترة جرى فيها توحيد الأمة الإسلامية على رؤية واحدة . فإن أعضاء مجلس هيئة كبار العلماء يرون بقاء الأمر على ما كان عليه . وعدم إثارة هذا الموضوع ، وأن يكون لكل دولة إسلامية حق اختيار ما تراه بواسطة علمائها من الرأيين المشار إليهما في المسألة ، إذ لكل منهما أدلته ومستنداته .

ثالثًا : نظر مجلس الهيئة في مسألة ثبوت الأهلة بالحساب ، وما ورد في الكتاب والسنة ، واطلعوا على كلام أهل العلم في ذلك ، فقرروا بإجماعٍ عدمَ اعتبار حساب النجوم في ثبوت الأهلة في المسائل الشرعية ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم " صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ ، وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ " الحديث . وقوله صلى الله عليه وسلم " لا تَصُومُوا حَتَّى تَرَوْهُ ، وَلا تُفْطِرُوا حَتَّى تَرَوْهُ " الحديث /صحيح مسلم . وما في معنى ذلك من الأدلة " انتهى نقلا عن "فتاوى اللجنة الدائمة"10/102 .
المصدر: الإسلام سؤال وجواب.

ما يشرَع يوم العيد



* يستحب أن يغتسل للعيد :
ولم يثبت فيه حديث مرفوع ينتهض للاحتجاج به ، وأحسن ما يُستدل به على استحباب الغسل له:ما رواه البيهقي بسند صحيح عن علي ـ رضي الله عنه ـ لما سئل عن الغسل قال : يوم الجمعة ، ويوم عرفة ، ويوم النحر ، ويوم الفطر .كتاب أحكام العيدين لهشام بن محمد . آل برغش / ص : 16 / إرواء الغليل للشيخ لألباني ـ رحمه الله ـ 1/176 .

ولأنه يوم يجتمع الناسُ فيه للصلاة فاستُحِب الغسل من باب الزينة . قال تعالى "يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ ". سورة الأعراف / آية: 31 .

وذكر النووي رحمه الله اتفاق العلماء على استحباب الاغتسال لصلاة العيد .
وإنِ اقتصر على الوضوء أجزأه .

* يستحب أن يلبس أحسن ما يجد من الثياب :
* عن ابن عباس قال " كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يلبسُ يومَ العيدِ بردةً حمراءَ"رواه الطبراني في " الأوسط " وقال الشيخ الألباني في : سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها / ج : 3 / حديث رقم : 1279 / ص : 274 : وهذا إسناد جيد.


"أَخَذَ عُمَرُ جُبَّةً مِن إسْتَبْرَقٍ تُباعُ في السُّوقِ، فأخَذَها، فأتَى بها رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ: يا رَسولَ اللَّهِ، ابْتَعْ هذِه تَجَمَّلْ بها لِلْعِيدِ والوُفُودِ، فقالَ له رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ" إنَّما هذِه لِباسُ مَن لا خَلاقَ له"الحديث .صحيح البخاري /13ـ كتاب : العيد ين /1 ـ باب : في العيدين والتجمُّلَ فيه / حديث رقم : 948 / ص : 109 .

الشرح: يَنبغي للمسلِمِ التجمُّلُ في الأعياد والجُمَع، وعند استقبال النَّاسِ، ونحو ذلك؛ فها هو عمرُ رضي الله عنه يأتي إلى النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم بثوبٍ مِن الحرير، يَقترِحُ عليه شراءَه؛ ليتجمَّلَ به في الأعيادِ، وعند استقبالِ الوفود، فلا يمنَعُ النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم مِن لُبسِه إلَّا كونُه مِن الحرير.الدرر.

فدل على أن التجمل عندهم في هذه المواضع كان مشهورًا فينبغي للرجل أن يلبس أجمل ما عنده من الثياب عند الخروج للعيد .
أما النساء فيبتعدن عن الزينة إذا خرجن لأنهن منهيات عن إظهار الزينة للرجال الأجانب وكذلك يحرم على من أرادت الخروج أن تمس الطيب أو تتعرض للرجال بالفتنة فإنها ما خرجت إلا لعبادة وطاعة .فتلبس أحسن ما عندها مع الالتزام بشروط الحجاب الشرعي.


* الأكل قبل الخروج للصلاة في الفطر دون الأضحى :

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ" كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يَغْدُو يَوْمَ الْفِطْرِ حَتَّى يَأْكُلَ تَمَرَاتٍ .. وَيَأْكُلُهُنَّ وِتْرًا ". البخاري 953.


* مخالفة الطريق والخروج إلى العيد ماشيًا :
عن أبي هريرة" كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ إذا خرج يومَ العيدِ في طريقٍ، رجع في غيرِهِ"الراوي : أبو هريرة- المحدث : الألباني- المصدر : صحيح الترمذي-الصفحة أو الرقم-541 : خلاصة حكم المحدث : صحيح.


* عن جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنهما ـ قال " كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذَا كانَ يَوْمُ عِيدٍ خَالَفَ الطَّرِيقَ."صحيح البخاري / حديث رقم : 986 / ص : 112 .


"كان رسولُ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يخرجُ إلى العيدِ ماشيًا ويرجعُ ماشيًا"الراوي : عبدالله بن عمر-المحدث : الألباني-المصدر : صحيح ابن ماجه-الصفحة أو الرقم- 1078 : خلاصة حكم المحدث : حسن.


* التكبير في الطريق إلى المصلى :
من السنة التكبير في الطريق إلى المصلى ورفع الصوت بالتكبير للرجال .

لقوله تعالى"وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ" 185"سورة البقرة.

" كان-صلى الله عليه وسلم- يخرُجُ في العيدينِ رافعًا صوْتَهُ بالتهليلِ والتكبيرِ " .رواه بن عمر / صحيح الجامع الصغير وزيادته ..... / الهجائي / تحقيق الشيخ الألباني / ج : 2 / حديث رقم : 4934 / ص : 885 / حسن .
وروى ابن أبي شيبة بسند صحيح عن الزهري قال : كان الناس يكبرون في العيد حين يخرجون من منازلهم حتى يأتوا المصلى وحتى يخرج الإمام فإذا خرج الإمام سكتوا فإذا كبر كبروا . انظر إرواء الغليل 2/121.


* وروى الدارقطني :
أنَّ ابنَ عمرَ كان إذا غدا يومُ الفطرِ ويومُ الأضحى يجهرُ بالتكبيرِ حتى يأتيَ المصلَّى ، ثم يكبرُ حتى يأتيَ الإمامُ" الراوي : نافع مولى ابن عمر-المحدث : الألباني -المصدر : إرواء الغليل-الصفحة أو الرقم:- 650 خلاصة حكم المحدث : صحيح.

ـ قال الشيخ الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة / ج : 1 / ص : 331 :
وفي الحديث دليل على مشروعية ما جرى عليه عمل المسلمين من التكبير جهرًا في الطريق إلى المصلى ، وإن كان كثير منهم بدؤوا يتساهلون بهذه السنة ، وذلك لضعف الوازع الديني منهم ، وخجلهم من الصدع بالسنة والجهر بها .ا.هـ .


* وقت التكبير في عيد الفطر :

يَبدأُ وقتُ تكبيرِ عيدِ الفِطرِ بغُروبِ شَمسِ ليلةِ العِيدِ، وهذا مذهبُ الشافعيَّة،والحَنابِلَة ،وقولٌ للمالكيَّة،وبه قالتْ طائفةٌ من السَّلَفِ،واختارَه ابنُ حزمٍ ،وابنُ تيميَّة ، وابنُ باز ،وابنُ عثيمين .

الأَدِلَّة:قال اللهُ تعالى"وَلِتُكْمِلُوا العِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ "البقرة: 185.وَجْهُ الدَّلالَةِ:المرادَ بالعِدَّةِ: عِدَّةُ الصَّومِ، وَلِتُكَبِّرُوا اللهَ: التكبيرُ الذي يكونُ بعدَ إكمالِ العِدَّةِ، وإكمالُها يكونُ بغُروبِ شَمسِ آخِرِ يَومٍ من رَمضانَ.

*آخِرُ وقتِ التَّكبيرِ في عِيدِ الفِطرِ:
التَّكبيرُ في عِيدِ الفِطرِ يَنقضِي بصلاةِ العيدِ؛ نصَّ على ذلك المالِكيَّة ، وهو مذهبُ الشافعيَّة على الأصحِّ، وهو روايةٌ عن أحمد واختارَه ابنُ باز ،وابنُ عثيمين.الأدلَّة:
عنِ ابنِ عُمرَ رَضِيَ اللهُ عنهمانَّه كان يَجهَرُ بالتكبيرِ يومَ الفِطرِ إذا غدَا إلى المُصلَّى، حتى يَخرُجَ الإمامُ فيُكبِّرَ"

ولأنَّه إذا خرَج الإمامُ، فالسُّنَّةُ الاشتغالُ بالصلاةِ.
عن ابن أبي ذئب عن الزهري"كان رسولُ اللهِ يخرج يومَ الفطرِ فيكبِّرُ حتى يأتيَ المصلَّى ، و حتى يقضيَ الصلاةَ ، فإذا قضى الصلاةَ قطع التَّكبيرَ"الراوي : محمد بن مسلم بن شهاب الزهري -المحدث : الألباني- المصدر : السلسلة الصحيحة- الصفحة أو الرقم171خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح مرسل له شاهد موصول يتقوى به .
وأما في الأضحى مذهب جمهور العلماء : وقت بداية التكبير من بعد صلاة الصبح يوم عرفة وحتى عصر –قبيل المغرب- آخر أيام عيد الأضحى المبارك.


فَذَهَبَ أحمد إلَى أَنَّهُ مِنْ صَلَاةِ الْفَجْرِ يَوْمَ عَرَفَةَ إلَى الْعَصْرِ مِنْ آخِرِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ .
وَهُوَ قَوْلُ: عُمَرَ , وَعَلِيّ ٍ , وَابْنِ عَبَّاسٍ , وَابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنهم , وَإِلَيْهِ ذَهَبَ الثَّوْرِيُّ , وَابْنُ عُيَيْنَةَ وَأَبُو يُوسُفَ , وَمُحَمَّدٌ , وَأَبُو ثَوْرٍ , وَالشَّافِعِيُّ فِي بَعْضِ أَقْوَالِهِ .ملتقى أهل الحديث.

ورد عن علي رضي الله عنه : أنه كان يكبر من صلاة الفجر يوم عرفة إلى صلاة العصر من آخر أيام التشريق، ويكبر بعد العصر .مصنف ابن أبي شيبة :1-488، قال الألباني في إرواء الغليل :3-125: وقد صح عن علي رضي الله عنه.
فالتكبير يبدأ من صبيحة يوم عرفة إلى غروب شمس آخر أيام التشريق.أي إلى عصر يوم 13 من ذي الحجة.

لقوله تعالى" وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ"البقرة: من الآية 203.
أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ
:هي أيام التشريق ،أي الحادي عشر، والثاني عشر ،والثالث عشر من ذي الحجة.


كلمة التشريق في اللغة تعني تقديد اللحم، حيث إن اللحم يقطع لأجزاء صغيرة، ويوضع في الشمس لتجفيفه، وفي هذه الحالة يصبح اسم اللحم القديد، وتقديد اللحم عند العرب يعرف بالتشريق..

قال تعالى" لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ" الحج/28،وقوله عز وجل" وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ " البقرة/203.

ومن جملة الذكر المشروع في هذه الأيام المعلومات والمعدودات التكبير المطلق والمقيد. الشيخ عبد العزيز بن بازرحمه الله.

* صيغة التكبير :
الأمر في هذا واسع ، لأن الأمر ورد بمطلق التكبير ، ولم يخص الرسول صلى الله عليه وسلم صيغة دون أخرى ، قال الله تعالى "وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ" البقرة/185 ، فتحصل السنة بأي صيغة كان .الإسلام سؤال وجواب .

لا تَلزَمُ صيغةٌ معيَّنةٌ للتكبيرِ ؛ فالأمرُ فيه واسعٌ، وهذا مذهبُ مالكٍ، وروايةٌ عن أحمدَ، وهو قول ابنُ تيميَّة ، والصنعانيُّ ، والشوكانيُّ ، وابنُ باز، وابنُ عُثيمين. الدرر .

ومن صيغ التكبير في العيدين الثابتة عن السلف:
ـ قال ابن حجر في الفتح : أصح ما ورد فيه ما أخرجه عبد الرازق بسند صحيح عن سلمان قال " كبروا الله ؛ الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر كبيرًا" .فتح الباري بشرح صحيح البخاري / ج : 2 / 13ـ كتاب : العيدين / 12 ـ باب : التكبير أيام منى ، ... / ص : 536 .

ـ ثبت عن ابن مسعود عند ابن أبي شيبة أنه كان يقول" الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله ،والله أكبر الله أكبر ولله الحمد " .إرواء الغليل ... / ج : 3 / باب : صلاة العيدين / ص : 125 .

قال الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في تمام المنة / ص : 356 : كذا رواه ابن أبي شيبة بتشفيع التكبير في رواية ، وفي أخرى له بتثليث التكبير، والمعروف الأول . ا . هـ .

والالتزام بما ورد عن الصحابة رضي الله عنهم في ذلك أولى .

*حكم التكبير الجماعى :

التكبير الجماعي في العيد من المسائل التي وقع فيها الخلاف, فذهب بعض العلماء إلى أنه غير مشروع.
سُئل الشيخان ابن باز وابن عثيمين ـ حفظهما الله، عن حكم التكبير الجماعي ... أي اجتماع الناس على التكبير في َنفَسٍ واحدٍ بنغمة واحدة ، فأجابا : أن ذلك الاجتماع غير مشروع .
قال الشيخ ابن عثيمين- رحمه الله تعالى:الذي يظهر أن التكبير الجماعي في الأعياد غير مشروع، والسنة في ذلك أن الناس يكبرون بصوت مرتفع كل يكبر وحده. اهــ.

وجاء في فتوى اللجنة الدائمة: أما التكبير الجماعي فهو بدعة؛ لأنه غير وارد عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد قال - صلى الله عليه وسلم «من عمل عملًا ليس عليه أمرنا فهو رد» اهــ.

وأفتى بمنعه أيضًا الشيخ الألباني- رحمه الله تعالى.فقال: ومما يحسن التذكير به بهذه المناسبة , أن الجهر بالتكبير هنا لا يشرع فيه الإجتماع عليه بصوت واحد كما يفعله البعض , وكذلك كلُّ ذِكرٍ يُشرع فيه رفع الصوت أو لا يُشرع , فلا يُشرع فيه الإجتماع المذكور , فلنكن على حذر من ذلك.سلسلة الأحاديث الصحيحة :1/121.


*خروج الصبيان والنساء :
يشرع خروج النساء في العيدين من غير فرق بين البكر والبنت والشابة والعجوز والحائض وغيرها .
*عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ، قالَتْ: أَمَرَنَا رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ ، أَنْ نُخْرِجَهُنَّ في الفِطْرِ وَالأضْحَى، العَوَاتِقَ، وَالْحُيَّضَ، وَذَوَاتِالخُدُورِ، فأمَّا الحُيَّضُ فَيَعْتَزِلْنَ الصَّلَاةَ، وَيَشْهَدْنَ الخَيْرَ، وَدَعْوَةَ المُسْلِمِينَ، قُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، إحْدَانَا لا يَكونُ لَهَا جِلْبَابٌ، قالَ: لِتُلْبِسْهَا أُخْتُهَا مِن جِلْبَابِهَا." صحيح مسلم / 8 ـ كتاب : صلاة العيدين / 1 ـ باب : إباحة خروج النساء في العيدين ..... / حديث رقم : 12 ـ 890 / ص : 209 .

وقوله " لِتُلْبِسْهَا أُخْتُهَا مِن جِلْبَابِهَا " قال النووي : الصحيح أن معناه جلبابًا لا تحتاج إليه .ا . هـ .

قال ابن حجر : وفيه امتناع خروج المرأة بغير جلباب. الفتح 1 / 5 .

العَوَاتِقَ: جمع عاتق ، وهي الأنثى أول بلوغها ولم تتزوج بعد .

الخُدُورِ :البيوت ، وقيل ستر يكون في ناحيته .أحكام العيدين / ص : 9 .

مع التنبيه على آداب خروج المرأة للمساجد – الحجاب بمواصفاته الثمانية ـ يخرجن تفلات أي غير متطيبات ـ عدم مخالطة الرجال لهن حواف الطريق .....


فإذا كانت المرأة حائضًا اعتزلت المصلى . فتح الباري 1 /505 .

ولا بأس عليهن ـ أي الحيض ـ إذا ذكرن الله تعالى وكبرن ، لقول أم عطية عند مسلم " فَيَكُنَّ خَلْفَ النَّاسِ، يُكَبِّرْنَ مع النَّاسِ " . أحكام العيدين ... / ص : 14 .
"كُنَّا نُؤْمَرُ بالخُرُوجِ في العِيدَيْنِ، وَالْمُخَبَّأَةُ، وَالْبِكْرُ، قالَتْ: الحُيَّضُ يَخْرُجْنَ فَيَكُنَّ خَلْفَ النَّاسِ،يُكَبِّرْنَ مع النَّاسِ."الراوي : أم عطية نسيبة بنت كعب -المحدث : مسلم -المصدر : صحيح مسلم- الصفحة أو الرقم: 883 خلاصة حكم المحدث : صحيح.



وأما خروج الصبيان إلى المصلى : فقد ترجم البخاري ـ رحمه الله ـ له في الصحيح بقوله في : 16 ـ باب خروج الصبيان إلى المصلى . قال ابن حجر : أي في الأعياد ، وإن لم يُصَلُّوا .


" سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، قيلَ له: أَشَهِدْتَ العِيدَ مع النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؟ قالَ: نَعَمْ، ولَوْلَا مَكَانِي مِنَ الصِّغَرِ ما شَهِدْتُهُ."الحديث. صحيح البخاري / ج : 2 / 13ـ كتاب : العيدين / 18 ـ باب :العَلِمَ الذي بالمصلى / حديث رقم : 977 / ص : 111 .

* عن أم عطية قالت" كُنَّا نُؤْمَرُ أنْ نَخْرُجَ يَومَ العِيدِ حتَّى نُخْرِجَ البِكْرَمِنخِدْرِهَا، حتَّى نُخْرِجَ الحُيَّضَ، فَيَكُنَّ خَلْفَ النَّاسِ، فيُكَبِّرْنَ بتَكْبِيرِهِمْ، ويَدْعُونَ بدُعَائِهِمْ يَرْجُونَ بَرَكَةَ ذلكَ اليَومِ وطُهْرَتَهُ."الراوي : أم عطية نسيبة بنت كعب -المحدث : البخاري- المصدر : صحيح البخاري-الصفحة أو الرقم: 971 -خلاصة حكم المحدث : صحيح

* ..... قال حدثنا سفيان عن عبد الرحمنِ بن عابِس ، قال سمعت ابنَ عباسٍ قال
" خَرَجْتُ مع النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَومَ فِطْرٍ أوْ أضْحَى فَصَلَّى، ثُمَّ خَطَبَ، ثُمَّ أتَى النِّسَاءَ، فَوَعَظَهُنَّ، وذَكَّرَهُنَّ، وأَمَرَهُنَّ بالصَّدَقَةِ."الراوي : عبدالله بن عباس -المحدث : البخاري -المصدر : صحيح البخاري -الصفحة أو الرقم:975 -خلاصة حكم المحدث : صحيح.


وشهوده ما وقع من وعظه صلى الله عليه وسلم للنساء ، إنما كان لصغر سِنِهِ ، لأن الصغر يقتضي أن يغتفر له الحضور معهن بخلاف الكبر .


* التهنئة بالعيد :
لا بأسَ بالتهنئةِ بالعيدِ، وهذا باتِّفاقِ المذاهبِ الفقهيَّةِ الأربعةِ: الحَنَفيَّة ، والمالِكيَّة ، والشافعيَّة، والحَنابِلَة .


قَالَ الإمام أَحْمَدُ رحمه الله : وَلا بَأْسَ أَنْ يَقُولَ الرَّجُل لِلرَّجُلِ يَوْمَ الْعِيدِ : تَقَبَّلَ اللَّهُ مِنَّا وَمِنْك . نقله ابن قدامة في "المغني" .

وجاء في "الفتاوى الكبرى" لشيخ الإسلام ابن تيمية عن سؤالٍ يقول: هَل التَّهْنِئَةُ فِي العِيدِ وَمَا يَجْرِي عَلَى أَلْسِنَةِ النَّاسِ: "عِيدُك مُبَارَكٌ" وَمَا أَشْبَهَهُ, هَلْ لَهُ أَصْلٌ فِي الشَّرِيعَةِ أو لا؟ وَإِذَا كَانَ لَهُ أَصْلٌ فِي الشَّرِيعَةِ، فَمَا الَّذِي يُقَالُ؟

فأجاب "أَمَّا التَّهنئة يوم العيد بقول بَعضهم لبعضٍ إذا لَقِيَهُ بعد صلاةِ العيدِ: تَقَبَّلَ اللَّهُ مِنَّا وَمِنْكُمْ, وَأَحَالَهُ اللَّهُ عَلَيْك, وَنحو ذلك, فهذا قد رُوِيَ عن طائفةٍ من الصَّحابةِ أَنَّهم كانوا يفعلُونهُ وَرخَّصَ فِيهِ الأئمَّةُ, كأحمد وغيره"؛2/ 228..

ولعمومُ الأدلَّةِ في مشروعيَّةِ التهنئةِ لِمَا يَحدُثُ مِن نِعمةٍ، أو يَندفِعُ من نِقمةٍ، ومِن ذلك: ما جاءَ في قِصَّة كعبِ بنِ مالكٍ لَمَّا تَخلَّفَ عن غزوةِ تبوك، فإنَّه لَمَّا بُشِّرَ بقَبولِ تَوبتِه ومضَى إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم "فَقَامَ طَلْحَةُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ يُهَرْوِلُ حتَّى صَافَحَنِي وَهَنَّأَنِي"الحديث"

". الموسوعة الفقهية كِتابُ الصَّلاةِ -البابُ الثاني عشر: صَلاة العِيدَينِ-الفَصْلُ الثَّاني: آدابُ يَومِ العِيدِ هنا -

وسُئِلَ الشيخ ابن عثيمين عن حكم التهنئة بالعيد؟ وهل لها صيغة مُعينة؟
فأجاب "التهنئة بالعيد جائزة، وليس لها تهنئة مخصوصة؛ بل ما اعتاده الناسُ، فهو جائز، ما لم يكن إثمًا "مجموع فتاوى ابن عثيمين" 16/ 208. هنا-


* عدم التحرج في التوسع في الأكل والشرب واللهو المباح

تشرع التوسعة على الأهل والعيال في أيام العيد بأنواع ما يحصل لهم به بسط النفس وترويح البدن بما أحل الله ، وهذا من هديه صلى الله عليه وسلم ومحاسن شريعته .
ومما يدلُّ على هذا ما روته أم المؤمنين عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت : دخل عليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندي جاريتان تغنيان بغناء بُعاث ، فاضطجع على الفراش ، وحوَّل وجهه ، ودخل أبو بكر فانتهرني ، وقال : مِزمارةُ الشيطان عند النبي صلى الله عليه وسلم ؟! فأقبل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال " دعهما " ، فلما غفل غمزتهما فخرجتا . رواه البخاري ومسلم .


فلما غفل غمزتهما فخرجتا: دلالة على أنها مع ترخيص النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لها في ذلك راعت خاطر أبيها وخشيت غضبه عليها فأخرجتهما .

* عن أنس بن مالك ، قال" كانَ لأهْلِ الجاهليَّةِ يومانِ في كلِّ سنَةٍ يلعَبونَ فيها فلَمَّا قدمَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ المدينةَ قالَ"كانَ لَكُم يومانِ تلعَبونَ فيهِما وقد أبدلَكُمُ اللَّهُ بِهِما خيرًا منهُما يومَ الفطرِ ، ويومَ الأضحى"الراوي : أنس بن مالك-المحدث : الألباني-المصدر : صحيح النسائي -الصفحة أو الرقم: 1555 خلاصة حكم المحدث : صحيح

"وَكانَ يَوْمُ عِيدٍ يَلْعَبُ السُّودَانُ بالدَّرَقِ وَالحِرَابِ، فَإِمَّا سَأَلْتُ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وإمَّا قالَ: تَشْتَهِينَ تَنْظُرِينَ، فَقالَتْ: نَعَمْ، فأقَامَنِي وَرَاءَهُ، خَدِّي علَى خَدِّهِ، ويقولُ: دُونَكُمْ بَنِي أَرْفِدَةَ، حتَّى إذَا مَلِلْتُ، قالَ: حَسْبُكِ، قُلتُ: نَعَمْ، قالَ: فَاذْهَبِي " . صحيح البخاري / 13ـ كتاب : العيدين / 2 ـ باب : الحراب والدَّرق يوم العيد / حديث رقم : 950 / ص : 109 .

دُونَكُمْ: بمعنى الإغراء ، وفيه إذن وتنهيض لهم وتنشيط .
بَنِي أَرْفِدَةَ: قيل هو لقب للحبشة .


* عن عائشة دَخَلَ عَلَيَّ أَبُو بَكْرٍ وَعِندِي جَارِيَتَانِ مِن جَوَارِي الأنْصَارِ، تُغَنِّيَانِ بما تَقَاوَلَتْ به الأنْصَارُ، يَومَ بُعَاثَ، قالَتْ: وَليسَتَا بمُغَنِّيَتَيْنِ، فَقالَ أَبُو بَكْرٍ: أَبِمَزْمُورِ الشَّيْطَانِ في بَيْتِ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ؟ وَذلكَ في يَومِ عِيدٍ، فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: يا أَبَا بَكْرٍ إنَّ لِكُلِّ قَوْمٍ عِيدًا، وَهذا عِيدُنَا."صحيح مسلم / 8 ـ كتاب : صلاة العيدين / 4ـ باب : الرخصة في اللعب الذي لا معصية فيه ، في أيام العيد / حديث رقم : 16 ـ 892 / ص : 210 .


تَقَاوَلَتْ به الأنْصَارُ: أي قال بعضهم لبعض من فخر أو هجاء

بُعَاثَ : اسم حصن للأوس، ويوم بعاث يوم مشهور من أيام العرب كانت فيه مقتلة عظيمة للأوس .

وَليسَتَا بمُغَنِّيَتَيْنِ: ليس الغناء عادة لهما ؛ ولا هما معروفتان به .
والعرب تسمي الإنشاد : غناء وليس هو من الغناء المختلف فيه ، بل هو مباح .

أَبِمَزْمُورِ الشَّيْطَانِ :الزمير : الصوت الحسن . ويطلق على الغناء وإضافته إلى الشيطان من جهة أنها تلهي ، فقد تشغل القلب عن الذكر .

وفيه أن مواضع الصالحين ، وأهل الفضل تنزه عن الهوى واللغو ونحوه ، وإن لم يكن فيه إثم .

وفيه أن التابع للكبير إذا رأى بحضرته ما يستنكر ، أو لا يليق بمجلس الكبير ينكره ، ولا يكون بهذا افتياتًا . على الكبير ، بل هو أدب ، ورعاية حرمة ، وإجلال للكبير من أن يتولى ذلك بنفسه .

وإنما سكت النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ؛ لأنه مباح لهن ، وتسجى بثوبه ، وحول وجهه إعراضًا عن اللهو ، ولئلا يستحيين فيقطعن ما هو مباح لهن ، وكان هذا من رأفته ـ صلى الله عليه وسلم ـ وحلمه وحسن خُلقه .

الجارية : الحديثة السن .

والدليل على مشروعية التوسع في الطعام :
* عن نُبَيْشَةَ المُدنيِّ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم " أيامُ التشريقِ أيامُ أكْلٍ ، وشُرْبٍ ، وذِكْرِ اللهِ"الراوي : نبيشة الخير الهذلي -المحدث : الألباني -المصدر : صحيح الجامع -الصفحة أو الرقم: 2689 خلاصة حكم المحدث : صحيح.

صلاة العيدين
حكمها :

صلاةُ العِيدينِ مشروعةٌ بالإجماعِ واختَلف أهلُ العِلمِ في حُكمِها، على ثلاثةِ أقوال:
القول الأوّل:أنَّ صلاةَ العيدينِ واجبةٌ على الأعيانِ، وهذا مذهبُ الحَنَفيَّة ، وبه قال ابنُ حبيبٍ من المالِكيَّة ، وهو روايةٌ عن أحمد ، واختاره ابنُ تيميَّة ، وابنُ القيِّم ، والصَّنعانيُّ ، والشوكانيُّ ، وابنُ باز ، وابنُ عُثيمين .الأدلَّة:
أولًا: من الكِتاب
قال اللهُ تعالى"فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ"الكوثر: 2.
وَجْهُ الدَّلالَةِ:
أنَّ هذا أمرٌ من الله، والأمر يَقتضي الوجوبَ .
ثانيًا: من السُّنَّة
عن أمِّ عطيةَ رَضِيَ اللهُ عنها، قالتْ"أمَرَنا- تعني النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- أن نُخرِجَ في العِيدينِ: العواتقَ ، وذواتِ الخدورِ ، وأَمَر الحُيَّضَ أنْ يعتزِلْنَ مُصلَّى المسلمينَ"صحيح مسلم
وَجْهُ الدَّلالَةِ:
أنَّ الأمرَ بخروج النِّساء يقتضي الأمرَ بالصَّلاة؛ وذلك لأنَّ الخروجَ وسيلةٌ إلى الصَّلاة، ووجوب الوسيلةِ يستلزمُ وجوبَ المتوسَّل إليه، وإذا أمر بذلك النساءَ، فالرِّجالُ من باب أَوْلى .
ثالثًا: أنَّ صلاة العيدينِ مِن أعظمِ شعائرِ الإسلامِ، والناسُ يَجتمعون لها أعظمَ مِنَ الجُمُعةِ، وقد شُرِع فيها التكبيرُ، فلو كانتْ سُنَّةً فربَّما اجتمع الناسُ على تركِها، فيفوتُ ما هو من شعائرِ الإسلامِ؛ فكانت واجبةً صِيانةً لِمَا هو من شعائرِ الإسلامِ عن الفوتِ.
رابعًا: أنَّها صلاةٌ شُرِعتْ لها الخُطبة؛ فكانتْ واجبةً على الأعيانِ، كالجُمعةِ .



القول الثاني:أنَّها سُنَّةٌ مؤكَّدة، وهو مذهبُ المالِكيَّة ، والشافعيَّة ، وقولٌ للحنفيَّة ، وروايةٌ عن أحمد ، واختارَه داودُ الظاهريُّ ، وهو قولُ عامَّة أهلِ العِلمِ من السَّلفِ والخَلفِ
الأدلَّة:
أولًا: من السُّنَّة
-عن طَلحةَ بنِ عُبَيدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عنه: أنَّ رجلًا جاءَ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يسألُه عن الإسلامِ، فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم"خمسُ صلواتٍ كتبهنَّ اللهُ على عبادِه، فقال: هل عليَّ غيرُها؟ قال: لا، إلَّا أنْ تطوَّع" صحيح البخاري.
-عن عبدِ اللهِ بن عبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهما"أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بعَثَ مُعاذًا رَضِيَ اللهُ عنه إلى اليَمنِ، فقال: ادعُهم إلى شهادةِ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ وأنِّي رسولُ اللهِ، فإنْ هم أطاعوا لذلك، فأَعْلِمْهم أنَّ اللهَ قد افتَرَضَ عليهم خمسَ صلواتٍ في كلِّ يومٍ وليلةٍ"الحديث . صحيح البخاري.
ثانيًا: أنَّ صلاةَ العيدينِ صلاةٌ مؤقَّتة، لا تُشرَعُ لها الإقامةُ؛ فلم تجِبِ ابتداءً بالشرعِ كصلاةِ الاستسقاءِ والكسوفِ
ثالثًا: أنَّ صلاةَ العيدينِ لو كانتْ واجبةً لوجَبَتْ خُطبتُها، ووجَب استماعُها كالجُمُعةِ.



قال ابن حجر العسقلاني في الفتح:من جملة من أُمر بذلك من ليس بمُكَلَّف ؛ فظهرعنه : أن القصد إظهار شعار الإسلام بالمبالغة في الاجتماع ، ولتعم الجميع البركة . فتح الباري : ج : 2 / ص : 545 ..

القول الثالث:صَلاةُ العِيدينِ فَرضُ كفايةٍ، وهو مذهبُ الحَنابِلَةِ ، وقولٌ عند الحَنَفيَّة ، وقولٌ للمالكيَّة ، وقولٌ عند الشافعيَّة ، وعليه فتوى اللَّجنةِ الدَّائمة.
أولًا: الأدلَّة على وُجوبِها
قال اللهُ تعالى"فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ "الكوثر: 2.
وَجْهُ الدَّلالَةِ:
أنَّ هذا أمرٌ مِنَ اللهِ، والأمر يَقتضي الوجوبَ .ثانيًّا: لأنَّها لو لم تجِبْ لم يجبْ قتالُ تاركيها، كسائرِ السُّننِ؛ يُحقِّقه أنَّ القتالَ عقوبةٌ لا تتوجَّه إلى تاركِ مندوبٍ، كالقَتْلِ والضربِ .
ثالثًا: لأنَّها إظهارٌ لأبَّهةِ الإسلامِ .
أدلَّة كونِها على الكِفايةِ:
أولًا: من السُّنَّة
عن طلحةَ بن عُبَيدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عنه قال"جاءَ رجلٌ إلى رسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم من أهلِ نجدٍ، ثائر الرأس، نَسمَع دويَّ صوته ولا نَفْقَهُ ما يقولُ، حتى دنا من رسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فإذا هو يسألُ عن الإسلامِ، فقال رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: خمسُ صلواتٍ في اليومِ واللَّيلةِ، فقال: هل عليَّ غيرُهنَّ؟ قال: لا؛ إلَّا أنْ تطوَّع، وصيامُ شهرِ رمضان، فقال: هل عليَّ غيرُه؟ فقال: لا، إلَّا أن تطوَّع، وذكر له رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم الزكاةَ؛ فقال: هل عليَّ غيرُها؟ قال: لا، إلَّا أن تطوَّع، قال، فأدْبَر الرجلُ، وهو يقول: واللهِ لا أزيدُ على هذا ولا أنقصُ منه! فقال رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: أفْلَحَ إنْ صَدَق". صحيح البخاري.
وَجْهُ الدَّلالَةِ:
أنَّ قوله"إلا أن تَطَوَّع" استثناء من قوله"لا" أي لا فرضَ عليك غيرها
ثانيًا: أنَّها لا يُشرع لها الأذانُ، فلم تجبْ على الأعيانِ، كصلاةِ الجنازةِ .
ثالثًا: لأنَّها لو وجبتْ على الأعيانِ لوجبتْ خُطبتُها، ووجَب استماعُها كالجُمعةِ .
رابعًا: لأنَّها صلاةٌ يتوالَى فيها التكبيرُ في القيامِ، فكانتْ فرضًا على الكِفايةِ، كصلاةِ الجنازةِ .الموسوعةالفقهية.
فائدة:
المسافر يستحب له أن يصلي صلاة العيد فطرًا كان أو أضحى، ولو تركها فإنه غير آثم ولا تنوب عنها صلاة الضحى. إسلام ويب.


*المكان الذي تصلَّى فيه :

مضت سنة النبي صلى الله عليه وسلم العملية على ترك مسجده في صلاة العيدين ، وأدائها في المصلى الذي على باب المدينة الخارجي . انظر زاد المعاد لابن القيم 1/441 .

يُستحَبُّ الخروجُ لصلاةِ العيدِ إلى المصلَّى في الصحراءِ خارجَ البلدِ ، وهو مذهبُ الجمهورِ : الحَنَفيَّة ، والمالِكيَّة، والحَنابِلَة هو وجهٌ للشافعيَّة .الموسوعة الفقهية.

فهو القول الذي دلت عليه الأحاديث الصحيحة الصريحة، والذي عليه جمهور المسلمين.

وكان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يصلي في المصلى مع شرف مسجده عليه الصلاة والسلام .
قال صلى الله عليه وسلم" صَلاةٌ في مَسْجِدِي هذا خَيْرٌ مِن ألْفِ صَلاةٍ فِيما سِواهُ، إلَّا المَسْجِدَ الحَرام" رواه البخاري في صحيحه.

عن أبي سعيد الخدري"كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْرُجُ يَوْمَ الْفِطْرِ وَالأَضْحَى إِلَى الْمُصَلَّى فَأَوَّلُ شَيْءٍ يَبْدَأُ بِهِ الصَّلاةُ ثُمَّ يَنْصَرِفُ ، فَيَقُومُ مُقَابِلَ النَّاسِ وَالنَّاسُ جُلُوسٌ عَلَى صُفُوفِهِم ،ْ فَيَعِظُهُمْ وَيُوصِيهِمْ وَيَأْمُرُهُمْ"الحديث. صحيح البخاري.

وقال الشافعي في "الأم " بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يخرج في العيدين إلى المصلى بالمدينة وكذا مَنْ بعده إلا من عُذْر مطر أو نحوه وكذلك عامة أهل البلدان إلا أهل مكة.ا.هـ.

فالأفضلُ لأهلِ مَكَّةَ إقامةُ صلاةِ العيدِ في المسجِدِ الحرامِ. نقَل الإجماعَ على ذلك: الشافعيُّ ، وابنُ عبد البَرِّ ، والنوويُّ.الموسوعة الفقهية .
* عن ابن عمر ؛ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم " كانَ يغدو إلى المصلَّى في يومِ العيدِ والعنَزةُ تُحملُ بينَ يديْهِ فإذا بلغَ المصلَّى نُصِبَت بينَ يديْهِ فيصلِّي إليْها وذلِكَ أنَّ المصلَّى كانَ فضاءً ليسَ فيهِ شيءٌ يستترُ بِهِ"الراوي : عبدالله بن عمر -المحدث : الألباني -المصدر : صحيح ابن ماجه -الصفحة أو الرقم1084خلاصة حكم المحدث : صحيح.

والعَنَزَةُ" وهي عصًا مثلُ نِصْفِ الرُّمحِ وأكبرُ شيئًا، وفيها سِنانٌ كسِنانِ الرُّمحِ. وهي تُسمَّى حَربةً،

تُحْمَلُ بينَ يدَيْه"، أي: يحمِلُها شَخصٌ، "فإذا بلَغَ المَصلَّى نُصِبَت بينَ يدَيْهأي: أُقِيمَت ووُضِعَت أمامَ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في الصَّلاةِ، "فيُصلِّي إليهاأي: يتَّخِذُها سُترةً أمامَه. الدرر السنية .
* عن أنس بن مالك" أنَّ رسولَ اللَّهِ - صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلى آله وسلَّمَ - صلَّى العيدَ بالمصلَّى مستترًا بحربةٍ" .صحيح سنن ابن ماجه / تحقيق الشيخ الألباني .

*لا يصلى قبل صلاة العيد ولا بعدها :
*عن ابن عباس" أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ صَلَّى يَومَ العِيدِ رَكْعَتَيْنِ، لَمْ يُصَلِّ قَبْلَهَا ولَا بَعْدَهَا "صحيح البخاري.

أي أن صلاة العيد ليس لها سنة قبلية ولا بعدية.

وقال الحافظ "والحاصل أن صلاة العيد لم يثبت لها سنة قبلها ولا بعدها، خلافا لمن قاسها على الجمعة" الفتح 476 / 2.
*إذا اجتمع عيد وجمعة :
* عن إياس بن أبي رملة الشامي ؛ قال "سمعتُ رجلًا سألَ زيدَ بنَ أرقمَ هل شَهدتَ معَ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ عيدينِ في يومٍ قالَ نعم قالَ فَكيفَ كانَ يصنعُ قالَ صلَّى العيدَ ثمَّ رخَّصَ في الجمعةِ ثمَّ قالَ من شاءَ أن يصلِّيَ فليصلِّ"سنن ابن ماجه / تحقيق الشيخ الألباني / 5 ـ كتاب : إقامة الصلوات والسنة فيها / 166ـ باب : ما جاء فيما إذا اجتمع العيدان في يوم / حديث رقم : 1310 / ص : 232 / صحيح .

" عيدينِ" والمرادُ اجتِماعُ عيدِ الفطرِ أو الأضحى معَ يومِ الجمعةِ، فيَجتَمِعُ صلاتانِ: صلاةُ العيدِ وصلاةُ الجمعةِ،

"ثمَّ رخَّص في الجمعةِ أي: جعَلَها على الاختيارِ ولِمَن أرادَ. "مَن شاء أن يُصلِّيَ فليُصَلِّأي: الجمُعةَ، ومَن شاءَ ألَّا يُصلِّيَ الجُمُعةَ فلا بأسَ؛ قيل: لكن عليه أنْ يُصلِّيَها ظُهرًا.

*من فاتته صلاة العيد :
جاء في فتاوى اللجنة الدائمة للإفتاء :8/306 "صلاة العيدين فرض كفاية؛ إذا قام بها من يكفي سقط الإثم عن الباقين .
ومن فاتته وأحب قضاءها استحب له ذلك، فيصليها على صفتها من دون خطبة بعدها، وبهذا قال الإمام مالك والشافعي وأحمد والنخعي وغيرهم من أهل العلم
.


الإسلام سؤال وجواب.

ترجم الإمام البخاري في صحيحه : 25ـ باب : إذا فاته العيد يُصلِّي ركعتينِ.
قال ابن حجر العسقلاني :
قوله : باب : إذا فاته العيد: أي مع الإمام " يُصلِّي ركعتينِ " .
في هذه الترجمة حكمان :

ـ مشروعية استدراك صلاة العيد إذا فاتت مع الجماعة سواء كانت بالاضطرار أو بالاختيار .


ـ وكونها تُقضى ركعتين كأصلها . ا . هـ .

فتح الباري بشرح صحيح البخاري / ج : 2 /13ـ كتاب : العيدين / 25ـ باب : إذا فاته العيد يصلي ركعتين / ص : 550 .

والأصل في ذلك قوله صلى الله عليه وسلم:
"إذا أتَيتُم الصَّلاةَ ، فلا تأتوها وأنتُم تَسعَونَ وَأْتوها تمشونَ وعلَيكُم السَّكينةُ فما أدرَكتُم فصلُّوا وما فاتَكم فاقْضوا "الراوي : أبو هريرة -المحدث : الألباني -المصدر : صحيح النسائي-الصفحة أو الرقم: 860 -خلاصة حكم المحدث : صحيح.

وتفصيل هذا الموضوع في كتب الفقه . 

التبكير بصلاة العيد :
يُستحَبُّ تبكيرُ المأمومينَ إلى صلاةِ العيدِ بعدَ الفجرِ، وهذا مذهبُ الجمهورِ.الموسوعة الفقهية.
* عن يزيد بن خُمَيْر الرَّحْبِّيُ قال "خرجَ عبدُ اللَّهِ بنُ بُسْرٍ صاحبُ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ معَ النَّاسِ في يومِ عيدِ فطرٍ أو أضحَى فأنكرَ إبطاءَ الإمامِ فقالَ إنَّا كنَّا قد فرغنا ساعتَنا هذِه وذلِك حينَ التَّسبيحِ"سنن أبي داود / تحقيق الشيخ الألباني / 2 ـ أول كتاب : الصلاة / 246 ـ باب : وقت الخروج إلى العيد / حديث رقم : 1135 / ص : 195 / صحيح .
وفي الجامع الصحيح لما في الصحيحين للشيخ مقبل / ج : 2 / ص : 191 . ترجم له : التبكير بصلاة العيد .
حينَ التَّسبيحِ: أي حين يصلي صلاة الضحى ، يريد ساعة ارتفاع الشمس وانقضاء وقت الكراهة أي بعد الشروق بثلث ساعة تقريبًا، ودخول وقت السبحة وهي النافلة - صلاة الضحى .

في هذا الحَديثِ: أنَّ عبدَ اللهِ بنَ بُسْرٍ"، وهو صاحبُ رسولِ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم، "خَرَج"، أي: ذهَبَ إلى صلاةِ العيدِ "معَ النَّاسِ في يومِ عيدِ فطرٍ أو أضحى، فأنكَر إبطاءَ الإمامِ مِن عدَمِ خُروجِه إلى المُصلَّى وصلاتِه العيدَ بالنَّاسِ، "فقال: إنَّا كُنَّا قد فَرَغْنا ساعتَنا هذهأي: إنَّه كان يَنْبغِي أنْ نَكونَ قَدِ انْتهَيْنا مِن صلاةِ العيدِ في هَذا الوَقتِ، "وذلك حِينَ التَّسبِيحِأي: أوَّلَ وقتِ صلاةِ الضُّحى، وهذا يدلُّ على تَعجيلِ صلاةِ العيدِ؛ قِيل: هذا التَّعْجيلُ في الأضحى للتفرُّغِ للذَّبحِ، بخِلافِ عيدِ الفِطْرِ؛ فالتَّأخُّرُ قليلًا لا إشكالَ فيه، بل قدْ يكونُ فيه مصلحةٌ، وهي تمكُّنُ مَن لم يُخرِجْ زكاةَ الفِطرِ مِن إخراجِها.
وفي الحديثِ: إنكارُ الصَّحابةِ لِمَا يُخالِفُ هَدْيَ النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم.
وفيه: أنَّ وقتَ صلاةِ العيدِ يَبدَأُ معَ وقتِ صلاةِ الضُّحَى
.الدرر السنية.
و يُستحَبُّ للإمامِ أن يتأخَّر في خروجِه إلى المصلَّى، إلى الوقتِ الذي يُصلِّي بهم فيه. الموسوعة الفقهية.
عن أبي سعيدٍ الخُدريِّ رَضِيَ اللهُ عنه، قال"كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَخرُجُ يومَ الفِطرِ والأضحى إلى المصلَّى، فأولُ شيءٍ يبدأ به الصَّلاةُ""البخاري ومسلم.

فيه دليلٌ على أنَّ الإمام لا يَحضُر فيجلس، بل يَحضُرُ ويَشرَعُ في الصلاةِ مباشرةً.الشرح الممتع: لابن عثيمين :5/127 .

وفيه:أنَّ الإمامَ يُنتَظَرُ ولا يَنتظِرُ.المغني.لابن قدامة :2/276.


*وآخر وقت صلاة العيد زوال الشمس:
قال الإمام ابن قدامة رحمه الله: ووقتها من حين ترتفع الشمس ويزول وقت النهي إلى الزوال، فإن لم يعلم بها إلا بعد الزوال، خرج من الغد فصلى بهم.

والدليل على ذلك، عَنْ أَبِي عُمَيْرِ بْنِ أَنَسٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُمُومَةٌ لِي مِنَ الْأَنْصَارِ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ "غُمَّ عَلَيْنَا هِلَالُ شَوَّالٍ، فَأَصْبَحْنَا صِيَامًا، فَجَاءَ رَكْبٌ مِنْ آخِرِ النَّهَارِ، فَشَهِدُوا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُمْ رَأَوْا الْهِلَالَ بِالْأَمْسِ، فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُفْطِرُوا مِنْ يَوْمِهِمْ، وَأَنْ يَخْرُجُوا لِعِيدِهِمْ مِنَ الْغَدِ"الراوي : عمومة أبي عمير بن أنسالمحدث : الألباني-المصدر : إرواء الغليل -الصفحة أو الرقم :634- خلاصة حكم المحدث : صحيح.
وفي الحديثِ: بيانُ أنَّ الهِلالَ يثبُتُ برُؤيةِ العُدولِ.

"أنَّ ابنَ عمرَ كان إذا غدا يومُ الفطرِ ويومُ الأضحى يجهرُ بالتكبيرِ حتى يأتيَ المصلَّى ، ثم يكبرُ حتى يأتيَ الإمامُ"الراوي : نافع مولى ابن عمر-المحدث : الألباني-المصدر : إرواء الغليل -الصفحة أو الرقم: 650 - خلاصة حكم المحدث : صحيح.


*صلاة العيد قبل الخطبة بغير أذان ولا إقامة :
إنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ خَرَجَ يَومَ الفِطْرِ، فَبَدَأَ بالصَّلَاةِ قَبْلَ الخُطْبَةِ.الراوي : جابر بن عبدالله-المحدث : البخاري-المصدر : صحيح البخاري- الصفحة أو الرقم: 958 - خلاصة حكم المحدث : صحيح.


* عن ابن عباس وعن جابر بن عبد الله قالا "لَمْ يَكُنْ يُؤَذَّنُ يَومَ الفِطْرِ وَلَا يَومَ الأضْحَى، ثُمَّ سَأَلْتُهُ بَعْدَ حِينٍ عن ذلكَ؟ فأخْبَرَنِي، قالَ: أَخْبَرَنِي جَابِرُ بنُ عبدِ اللهِ الأنْصَارِيُّ، أَنْ لا أَذَانَ لِلصَّلَاةِ يَومَ الفِطْرِ، حِينَ يَخْرُجُ الإمَامُ، وَلَا بَعْدَ ما يَخْرُجُ، وَلَا إقَامَةَ، وَلَا نِدَاءَ، وَلَا شيءَ، لا نِدَاءَ يَومَئذٍ، وَلَا إقَامَةَ."الراوي : جابر بن عبدالله وابن عباس-المحدث : مسلم-المصدر : صحيح مسلم-الصفحة أو الرقم: 886 -خلاصة حكم المحدث : صحيح.

وفي الحَديثِ: عدمُ مَشروعيَّةِ أيِّ لفظٍ للنِّداءِ بصَلاةِ العيدَينِ.
 *الخطبة

خُطبةُ صلاةِ العيدِ سُنَّةٌ، وهذا باتِّفاقِ المذاهبِ الفقهيَّة الأربعة .
*عن عبدالله بن السائب" حضرتُ العيدَ معَ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ فصلَّى بنا العيدَ ثمَّ قالَ قد قضينا الصَّلاةَ فمن أحبَّ أن يجلسَ للخطبةِ فليجلس ومن أحبَّ أن يذْهبَ فليذْهبْ"الراوي : عبدالله بن السائب- المحدث : الألباني- المصدر : صحيح ابن ماجه -الصفحة أو الرقم: 1073-خلاصة حكم المحدث : صحيح.
فلنحرص على حضور الخطبة مع الإنصات ورجاء الفوز بفضل مجالس الذكر هذه:

"إنَّ لِلَّهِ مَلائِكَةً يَطُوفُونَ في الطُّرُقِ يَلْتَمِسُونَ أهْلَ الذِّكْرِ، فإذا وجَدُوا قَوْمًا يَذْكُرُونَ اللَّهَ تَنادَوْا: هَلُمُّوا إلى حاجَتِكُمْ قالَ: فَيَحُفُّونَهُمْ بأَجْنِحَتِهِمْ إلى السَّماءِ الدُّنْيا قالَ: فَيَسْأَلُهُمْ رَبُّهُمْ، وهو أعْلَمُ منهمْ، ما يقولُ عِبادِي؟ قالوا: يقولونَ: يُسَبِّحُونَكَ ويُكَبِّرُونَكَ ويَحْمَدُونَكَ ويُمَجِّدُونَكَ قالَ: فيَقولُ: هلْ رَأَوْنِي؟ قالَ: فيَقولونَ: لا واللَّهِ ما رَأَوْكَ؟ قالَ: فيَقولُ: وكيفَ لو رَأَوْنِي؟ قالَ: يقولونَ: لو رَأَوْكَ كانُوا أشَدَّ لكَ عِبادَةً، وأَشَدَّ لكَ تَمْجِيدًا وتَحْمِيدًا، وأَكْثَرَ لكَ تَسْبِيحًا قالَ: يقولُ: فَما يَسْأَلُونِي؟ قالَ: يَسْأَلُونَكَ الجَنَّةَ قالَ: يقولُ: وهلْ رَأَوْها؟ قالَ: يقولونَ: لا واللَّهِ يا رَبِّ ما رَأَوْها قالَ: يقولُ: فَكيفَ لو أنَّهُمْ رَأَوْها؟ قالَ: يقولونَ: لو أنَّهُمْ رَأَوْها كانُوا أشَدَّ عليها حِرْصًا، وأَشَدَّ لها طَلَبًا، وأَعْظَمَ فيها رَغْبَةً، قالَ: فَمِمَّ يَتَعَوَّذُونَ؟ قالَ: يقولونَ: مِنَ النَّارِ قالَ: يقولُ: وهلْ رَأَوْها؟ قالَ: يقولونَ: لا واللَّهِ يا رَبِّ ما رَأَوْها قالَ: يقولُ: فَكيفَ لو رَأَوْها؟ قالَ: يقولونَ: لو رَأَوْها كانُوا أشَدَّ مِنْها فِرارًا، وأَشَدَّ لها مَخافَةً قالَ: فيَقولُ: فَأُشْهِدُكُمْ أنِّي قدْ غَفَرْتُ لهمْ قالَ: يقولُ مَلَكٌ مِنَ المَلائِكَةِ: فيهم فُلانٌ ليسَ منهمْ، إنَّما جاءَ لِحاجَةٍ. قالَ: هُمُ الجُلَساءُ لا يَشْقَى بهِمْ جَلِيسُهُمْ."الراوي : أبو هريرة - المحدث : البخاري - المصدر : صحيح البخاري-الصفحة أو الرقم: 6408 - خلاصة حكم المحدث : أورده في صحيحه وقال : رواه شعبة عن الأعمش ولم يرفعه ،ورواه سهيل عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم -الدرر -

وهذا مِن فوائدِ وثمارِ مُجالَسةِ الصَّالِحين.
وفي الحديثِ: حِرْصُ الملائكةِ على سَماعِ الذِّكرِ، ومَحَبَّتُها حُضورَ مجالسِ الذِّكر.
وفيه: أنَّ أهمَّ ما تُشْغَلُ به حياةُ العِباد ما يُقرِّبُهم مِن الله والجنَّةِ، ويُبعِدُهم عن النارِ

اللهم اغفر لنا وارحمنا.

*واختلفوا في عدد خطب العيدين هل خطبة واحدة أم خطبتان، ونشأ الخلاف من وجود:
- أدلة صريحة -ضعيفة- تثبت خطبتين.
- أدلة صحيحة -غير صريحة- تثبت خطبة واحدة. الألوكة.
ومن هنا ظهر الخلاف.وقيل:
يُسنُّ للعيدِ خُطبتانِ. وذلك قياسًا على الجُمُعةِ، ولأنَّه هو المعتادُ من خُطبِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم.
قال الشافعيُّ: عن عُبيد الله بن عبد الله بن عُتبة، قال "السُّنَّة أن يخطُبَ الإمامُ في العيدين خطبتين يَفصِل بينهما بجلوس". قال الشافعيُّ
: وكذلك خُطبة الاستسقاء، وخطبة الكسوف، وخطبة الحج، وكلُّ خُطبة جماعة.الأم:
1/272. وقال النوويُّ: لم يثبتْ في تكرير الخطبة شيء، والمعتمَد فيه القياسُ على الجُمعة.خلاصة الأحكام: 2/838 .

"أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ كانَ يخطبُ الخطبتينِ وَهوَ قائمٌ وَكانَ يفصلُ بينَهما بجلوسٍ"الراوي : عبدالله بن عمر- المحدث : الألباني-المصدر : صحيح النسائي-الصفحة أو الرقم : 1415 - خلاصة حكم المحدث : صحيح.
وهذا في صَلاةِ الجُمُعةِ ، ويقاس عليها الخطب الأخرى كما سبق بيانه عاليه.

وسُئِلَ فضيلةُ الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : هل يخطب الإمام في العيد خطبة واحدة أو خطبتين ؟
فأجاب :
" المشهور عند الفقهاء رحمهم الله أن خطبة العيد اثنتان ، لحديث ضعيف ورد في هذا ، لكن في الحديث المتفق على صحته أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لم يخطب إلا خطبة واحدة ، وأرجو أن الأمر في هذا واسع " انتهى.مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين" 16/246.

والمسألة من مسائل الاجتهاد ، والأمر في هذا واسع ، وليس في السنة النبوية نص فاصل في المسألة ، وإن كان ظاهرها أنها خطبة واحدة ، فيفعل الإمام ما يراه أقرب إلى السنة في نظره . هنا -



*كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ يَخرجُ يومَ العيدِ ، فيصلِّي بالنَّاسِ رَكْعَتينِ ، ثمَّ يسلِّمُ فيقفُ علَى رجليهِ فيستقبِلُ النَّاسَ وَهُم جلوسٌ ، فَيقولُ " تصدَّقوا تصدَّقوا " فأَكْثرُ من يتصدَّقُ النِّساءُ ، بالقُرطِ والخاتمِ والشَّيءِ ، فإن كانت لَهُ حاجةٌ يريدُ أن يبعَثَ بعثًا يذكرُهُ لَهُم وإلَّا انصَرفَ"الراوي : أبو سعيد الخدري-المحدث : الألباني-المصدر : صحيح ابن ماجه - الصفحة أو الرقم: 1072 -خلاصة حكم المحدث : صحيح .


* عن جابر بن عبد الله . قال "شَهِدْتُ مع رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ الصَّلَاةَ يَومَ العِيدِ، فَبَدَأَ بالصَّلَاةِ قَبْلَ الخُطْبَةِ، بغيرِ أَذَانٍ وَلَا إقَامَةٍ، ثُمَّ قَامَ مُتَوَكِّئًا علَى بلَالٍ، فأمَرَ بتَقْوَى اللهِ، وَحَثَّ علَى طَاعَتِهِ، وَوَعَظَ النَّاسَ وَذَكَّرَهُمْ،ثُمَّ مَضَى حتَّى أَتَى النِّسَاءَ، فَوَعَظَهُنَّ وَذَكَّرَهُنَّ، فَقالَ: تَصَدَّقْنَ، فإنَّ أَكْثَرَكُنَّ حَطَبُ جَهَنَّمَ، فَقَامَتِ امْرَأَةٌ مِن سِطَةِ النِّسَاءِ سَفْعَاءُ الخَدَّيْنِ، فَقالَتْ: لِمَ؟ يا رَسولَ اللهِ، قالَ: لأنَّكُنَّ تُكْثِرْنَ الشَّكَاةَ، وَتَكْفُرْنَ العَشِيرَ، قالَ: فَجَعَلْنَ يَتَصَدَّقْنَ مِن حُلِيِّهِنَّ، يُلْقِينَ في ثَوْبِ بلَالٍ مِن أَقْرِطَتِهِنَّ وَخَوَاتِمِهِنَّ ."الراوي : جابر بن عبدالله-المحدث : مسلم-المصدر : صحيح مسلم الصفحة أو الرقم: 885 - خلاصة حكم المحدث : صحيح.
سَفْعَاءُ الخَدَّيْنِ: أي فيها تغير وسواد .
وَتَكْفُرْنَ العَشِيرَ:العشير : المعاشِر والمخالط، وحمله الأكثرون هنا على الزوج ،وقال آخرون هو كل مخالط ، ومعنى الحديث أنهن يجحدون الإحسان .

وفيه: أنَّ تأخيرَ الخُطبةِ عن صلاةِ العيدِ يدلُّ على عدمِ وجوبِها؛ فقدْ جُعِلتْ في وقتٍ يَتمكَّن مَن أراد تَرْكَها من تركِها، بخلافِ خُطبةِ الجُمُعةِ . المغني:لابن قدامة :2/287.
ما يُستحَبُّ في خُطبةِ العِيدينِ: يستحبُّ أن يُعلِّمَ الناسَ أحكامَ العيدِ، فيَعظَهم ويُوصِيَهم بالصَّدقاتِ، وفي عيدِ الأضحى يُعلِّمهم أحكامَ الأُضحيةِ، وهذا باتِّفاقِ المذاهبِ الفقهيَّة الأربعة. 6599 المغني:لابن قدامة :2/286، الشرح الممتع: لابن عثيمين :5/148.
من مقاصدِ مشروعيَّة خُطبةِ العيدِ: تعليمَ أحكامِ الوقتِ. البحر الرائق: لابن نجيم :2/176.

"سَمِعْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَخْطُبُ، فَقالَ: إنَّ أوَّلَ مانَبْدَأُ مِن يَومِنَا هذا أنْ نُصَلِّيَ، ثُمَّ نَرْجِعَ، فَنَنْحَرَ فمَن فَعَلَ فقَدْ أصَابَ سُنَّتَنَا."الراوي : البراء بن عازب -المحدث : البخاري- المصدر : صحيح البخاري -الصفحة أو الرقم : 951 - خلاصة حكم المحدث : صحيح .
 

ماذا بعد رمضان؟


ماذا سيكون حالك بعد رمضان ياصائم يا قائم يامتصدق؟

هل تفرح وتركن لعباداتك هذه ؟ الجواب نتحسسه من هذا الحديث: قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: سألتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ عن هذِهِ الآيةِ "وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ" قالت عائشةُ : أَهُمُ الَّذينَ يشربونَ الخمرَ ويسرِقونَ قالَ لا يا بنتَ الصِّدِّيقِ ، ولَكِنَّهمُ الَّذينَ يصومونَ ويصلُّونَ ويتصدَّقونَ ، وَهُم يخافونَ أن لا تُقبَلَ منهُم أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ"الراوي : عائشة أم المؤمنين -المحدث : الألباني -المصدر : صحيح الترمذي -الصفحة أو الرقم: 3175- خلاصة حكم المحدث : صحيح.

على المسلِمِ أن يَبْقى دائمًا في حذَرٍ ، وألَّا يتَّكِلَ على الطَّاعاتِ والعباداتِ الَّتي يَعمَلُها وعلى قَبولِها؛ فهذا ممَّا لا يَعلَمُه إلَّا اللهُ عزَّ وجلَّ، وفي هذا الحديثِ تقولُ عائشةُ زوجُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم "سَألتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم عن هذه الآيةِ"وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ "المؤمنون: 60، أي: يَفعَلون ما يَفعَلون مِن الأعمالِ وقلوبُهم خائفةٌ، المرادُ بهذه الآية أهلُ الطَّاعاتِ، "وهم يَخافون أنْ لا تُقبَلَ مِنهم"، أي: إنَّهم يَخشَوْن عدَمَ قَبولِها"أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ"المؤمنون: 61، فأولئك يُبادِرون إلى الأعمالِ الصَّالحةِ والإكثارِ مِنها بُغْيةَ قَبولِها منهم.
وفي الحديثِ: الحثُّ على الإسراعِ في عمَلِ الطَّاعاتِ والازديادِ مِنها، مع الخَوفِ والشَّفقةِ مِن اللهِ تعالى.الدر
ر-
"سَدِّدُوا وقارِبُوا، واعْلَمُوا أنْ لَنْ يُدْخِلَ أحَدَكُمْ عَمَلُهُ الجَنَّةَ، وأنَّ أحَبَّ الأعْمالِ إلى اللَّهِ أدْوَمُهاوإنْقَلَّ."الراوي : عائشة أم المؤمنين-المحدث : البخاري-المصدر : صحيح البخاري- الصفحة أو الرقم6464:- خلاصة حكم المحدث : صحيح.

"سَدِّدُوا وقارِبُوا" أي: اقْصِدُوا الصَّوابَ ولا تُفْرِطُوا فتُجهِدُوا أنفُسَكم في العبادةِ؛ لئلَّا يُفضيَ بكم ذلك إلى المَلَل فتترُكوا العملَ فتُفَرِّطُوا.
" أدْوَمُها" أي: ما استمرَّ في حياةِ العامِل «وإن قَلَّ»؛ لأنَّه يَستمِرُّ، بخلافِ الكثيرِ الشَّاقِّ.
في الحديثِ: أنَّ العَملَ القليلَ الدائمَ خيرٌ مِن الكثيرِ المُنقطِع.وهذه قاعدة مستنبطة من جملة نصوص من السنة النبوية أرشد فيها النبي صلى الله عليه وسلم إلى المداومة على العمل وإثباته ولو كان قليلًا، وكره المغالاة في الأعمال، بما يكون مآله الانقطاع أو التقصير في تكاليف أخرى، ومن النصوص المؤيدة لهذا الضابط" أحَبُّ الأعْمالِ إلى اللَّهِ أدْوَمُهاوإنْقَلَّ" صحيح البخاري.

"خُذُوا مِنَ الأعْمَالِ ما تُطِيقُونَ، فإنَّ اللَّهَ لَنْ يَمَلَّ حتَّى تَمَلُّوا وَكانَ يقولُ: أَحَبُّ العَمَلِ إلى اللهِ ما دَاوَمَ عليه صَاحِبُهُ، وإنْ قَلَّ. "الراوي : عائشة أم المؤمنين-المحدث : مسلم-المصدر : صحيح مسلم -الصفحة أو الرقم: - 782 خلاصة حكم المحدث :صحيح.


فإنَّ الله لا يَمَلُّ مِن ثَوابِك حتَّى تَمَلَّ مِن العَمَل.
قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها"دَخَلَ عَلَيَّ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، وَعِندِي امْرَأَةٌ، فَقالَ: مَن هذِه؟ فَقُلتُ: امْرَأَةٌ لاتَنَامُ تُصَلِّي، قالَ: علَيْكُم مِنَ العَمَلِ ما تُطِيقُونَ، فَوَاللَّهِ لا يَمَلُّ اللَّهُ حتَّى تَمَلُّوا، وَكانَ أَحَبَّ الدِّينِ إلَيْهِ ما دَاوَمَ عليه صَاحِبُهُ"صحيح مسلم.


فلنحرص على المداومة على الأعمال الصالحة ولو قلت ، ولنجتهد في مخالطة الصحبة الصالحة المعينة على الطاعة.

قال صلى الله عليه وسلم "الرجلُ على دينِ خليلِه فلينظرْ أحدُكم من يُخالِلُ."الراوي : أبو هريرة - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح أبي داود -الصفحة أو الرقم:- 4833 خلاصة حكم المحدث : حسن .
أي: المرءُ يشابِهُ صَديقَه وصاحِبَه في سِيرتِه وعادتِه؛ فهوَ مؤثِّرٌ في الأخلاقِ والسلوكِ والتصرُّفاتِ، ونظرةِ الناسِ إلى كلٍّ مِنهما من خلالِ مَعرفتِهم بأحوالِ الصَّاحبِ؛ ولهذا أرشدَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم إلى حُسنِ اختِيارِ الصدِيقِ.
و في حديثٍ آخرَ قال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم
" لا تُصاحِبْ إِلَّا مُؤْمِنًا ، ولا يَأْكُلْ طَعَامَكَ إِلَّا تَقِيٌّ"الراوي : أبو سعيد الخدري - المحدث : الألباني -المصدر : صحيح أبي داود -الصفحة أو الرقم:- 4832 خلاصة حكم المحدث : حسن.



أي: لا تَتخِذْ صاحِبًا ولا صديقًا إلَّا مِن المؤمنينَ؛ لأنَّ المؤمنَ يدلُّ صديقَه على الإيمانِ والهدى والخيرِ، ويَكونُ عُنوانًا لصاحِبه، وأَّما غيرَ المؤمنِ فإنَّه يضُرُّ صاحبَه.
"
ولا يَأكلْ طعامَكَ إلَّا تقِيٌّأي: المتورِّعُ، والمرادُ: لا تَدعُ أحدًا إلى طعامِكَ وبيتِكَ إلَّا الأتقياءَ؛ فإنَّ التقيَّ يتقوَّى بطعامِكَ على طاعةِ اللهِ، وإذا دخلَ بيتَكَ لم يتطلَّعْ إلى عوراتِكَ، وإذا رَأى شيئًا ستَره عليكَ، أمَّا غيرُ الأتقياءِ مِن الفاسقينَ فهُم على العَكسِ مِن ذلكَ، فإنَّ الإطعامَ يُحدِثُ الملاطفةَ والمودَّةَ والأُلفةَ، فيجِبُ أن يكونَ ذلكَ للمؤمنينَ والصالحينَ.
. وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين
للتحميل من الدريف هنا