الثلاثاء، 19 أبريل 2016

لنحيا رمضان باقتفاء أثر الرسول صلى الله عليه وسلم

لنحيا رمضان باقتفاء أثر الرسول صلى الله عليه وسلم
تقديم
° قال الله تعالى":شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ"البقرة:185أبشركم بمن اشتقنا للقياه 
قلوبنا تهفوا شوقًـًا ووجلاً شوقًـًا للقائه ووجلاً من تقصيرِنا وفواتِ الفرصة العظيمة نسأل الله أن يرزقنا إدراكه ونُبَشر به.*كـان النبـي ـ صـلى الله عليـه وعلى آلـه وسـلم ـ يبشـر أصحابـه بقـدوم شـهر الخيـر 
فعـن أبـي هريـرة ، قـال : قـال رسـول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : "أتاكـم رمضـان شـهر مبـارك ، فـرض الله ـ عـز وجـل ـ عليكـم صيامـه ، تفتـح فيـه أبـواب السـماء ، وتغلـق فيـه أبـواب الجحيـم ، وتغـل فيه مـردة الشـياطين ، لله فيـه ليلـة هـي خيـر مـن ألـف شـهر ، من حـرم خيرهـا فقـد حـرم" . 
سنن النسائي / تحقيق الشيخ الألباني / ( 22 ) ـ كتاب : الصيام / 5 ـ باب : ذكر الاختلاف على ..... / حديث رقم : 2106 / ص : 336كان صلى الله عليه وسلم إذا اجتهـد لأحـد فـي الـدعــاء قـال:"جعـل الله عليـكم صـلاة قـوم أبـرار،يقومـون الليـل ويصومـون النهـار ،ليسـوا بأثمـة ولا فجـار
قـال الإمـام عبـد بـن حُميـد ـ رحمـه الله ـ فـي " المنتخـب " جـزء : 3 / ص : 170 :
حدثنـا مسـلم بـن إبراهيـم قـال : حدثنـا حمـاد بـن سـلمة ،عـن ثابـت عـن أنـس قـال : كـان النبـي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إذا اجتهـد لأحـد في الدعـاء قـال :" جعـل الله عليـكم صـلاة قـوم أبـرار ،يقومـون الليـل ويصومـون النهـار ، ليسـوا بأثمـة ولا فجـار " . 
قـال الشـيخ مقبــل ـ رحمه الله ـ فـي الجامـع الصحيـح ممـا ليـس فـي الصحيحيـن / ج : 2 / ص : 172 / كتـاب الصـلاة ـ بـاب فضـل قيـام الليـل ، هـذا حـديث صحيـح

نسأل الله أن يرزقنا إدراك شهر رمضان ويرزقنا حسن صيامه وقيامه والهمة العالية.
فلنتاجر بهـذا العمـر اليسـير ونشتري الخلـود الدائـم فـي جنة النعيم ، ومـن فـرط فـي العمـر وقـع فـي الخسـران . فينبغـي للعاقـل أن يعـرف قـدر عمـره ، وأن ينظـر لنفسـه فـي أمـره . فيغتنـم مـا يفـوت اسـتدراكه ، فربمـا بتضييعـه هلاكـه .
فإن رمضان شهر الفضائل والمنازل، فقد كان السلف يهتمون برمضان اهتماماً بالغاً، ويحرصون على استغلاله في عمل الطاعات والقربات، وقبل أن نشير إلى حال السلف مع رمضان نشير إلى حال قدوة السلف، بل إلى قدوة الناس أجمعين، محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم- في رمضان،قال ابن القيم -رحمه الله تعالى-: "وكان من هديه صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان: الإكثار من أنواع العبادات، فكان جبريل -عليه الصلاة والسلاميدارسه القرآن في رمضان، وكان إذا لقيه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة، وكان أجـود الناس، وأجود ما يكون في رمضان، يكثر فيـه الصدقة، والإحسان، وتلاوة القرآن والصلاة والذكر، والاعتكاف. وكان يخص رمضان من العبادة ما لا يخص غيره به من الشهور، حتى إنه كان ليواصل فيه أحياناً ليوفر ساعات ليله ونهاره على العبادة".
وقد كان السلف سباقين إلى الخير، تائبين إلى الله من الخطايا في كل حين، فما من مجال من مجالات البر إلا ولهم فيه اليد الطولى، وخاصة في مواسم الخيرات، ومضاعفة الحسنات، لذلك نجد أن حال السلف مع القرآن في رمضان حال المستنفر نفسه لارتقاء المعالي.محرومٌ من أقبل عليه شهر رمضان ثم انسلخ هذا الشهر المبارك قبل أن يغفر له الرحمن الرحيم.

اقتفاء السلف لأثار رسول الله
صلى الله عليه وسلم


السلف خير من اقتفى أثر الرسول صلى الله عليه وسلم ؛ واسم السلف أول ما يطلق يطلق على الصحابة رضوان الله تعالى عليهم، الذين حملوا راية الدين ونشروه شرقًا وغربًا وشمالًا وجنوبًا، لم يكونوا يبحثون عن راحة البال، ولا عن الجلوس في القصور،ولكنهم كانوا يحملون هم الدين وهم نشره، ولهذا نجد أن الإسلام الحق الإسلام الصحيح قد وصل في زمنهم وقرنهم وهو القرن الأول من الهجرة إلى أصقاع الأرض، ثم بعد انقراض قرن الصحابة رضوان الله تعالى عليهم قل ما نجد انتشار الإسلام في البلدان الأخرى إلا من أناس اهتدوا واقتدوا بهديهم.*أحوال السلف في رمضان، إنهم أناس كما قيل
رهبان في الليل وفي النهار تجدهم فرساناً يرفعون لواء التوحيد وينشرون كتاب الله جل وعلا.
لمّا نقول أحوال السلف في رمضان نتذكر قول الله تبارك وتعالى عنهم في غير رمضان"رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَار"النور : 37

لمّا نريد أن نعرف أحوال السلف في رمضان فلننظر إلى أحوالهم كيف يكونون حينما تصيبهم الخصاصة تجدهم كما قال الله"وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَة"الحشر : 9
ذُكِرَ عن الصحابةِ ما ذُكِر من الخيرِ الوفيرِ ونحن نجزم أنهم فوق ما ذُكر عنهم، السلف الصالح فوق ما ذُكر عنهم في أي ناحية من النواحي أردتَ أن تسير ، إن شئتَ أن تنظرَ إلى ناحيةِ عباداتهم مثل الصلاة، أو مثل قراءة القرآن، أو إذا أردتَ أن تنظرَ إلى صدقاتهم، أو إذا أردتَ أن تنظر إلى منافعِهم للناسِ، أو إذا أردتَ أن تنظر إلى بِرِّهِم، أو أردتَ أن تنظر إلى عباداتهم فترى أمرا عجبا يُحارُ فيه العقلُ ويقفُ فيه الإنسانُ ويقول أي جيل أولئكم الرجال؟!نعم إنهم أمة تربوا تحت نظر سيد ولدِ آدمَ محمد صلى الله عليه وسلم، وهم بشرٌ لهم مثل ما لنا من الشهوات ولكنهم كانوا يجمحون شهواتهم بمراقبة الله جل وعلا

*وقبل أن نعيش مع السلف الصالح نقدم للنهج القويم
*
كلامُ اللهِ والشهر المبارك:
"
شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ .." البقرة 185
أُنزل في الشهرِ المباركِ القرآنُ كلامُ اللهِ جلَّ وعلا 
مراحل نزول القرآن ثلاث 
الأولىنزوله إلى اللوح المحفوظ.
الثانيةنزوله إلى بيت العزة في سماء الدنيا.
الثالثةنزوله إلى النبي صلى الله عليه وسلم منجما ومفَرَّقا حسب الحوادث، فهذه هي المراحل الثلاث التي ذهب جمهور العلماء إلى أن القرآن نزل عليها كما قال الشيخ الدكتور:صبحي الصالح .في كتاب مباحث في علوم القرآن ص 51.والله أعلم.إسلام ويبهنا
*التنزل الأول:
ونعنى به: نزول القرآن إلى اللوح المحفوظ؛ والدليل على ذلك هو قول الله* سبحانه وتعالى"بَلْ هُوَ قُرْآَنٌ مَجِيدٌ*فِي لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ"البروج: 21؛22. 
*النّزول الثانيكان إلى بيت العزّة في السّماء الدّنيا.
ويدلّ على هذا:
قوله سبحانه:"إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ" الدخان:3، 
وقوله تعالى:"إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ"القدر:1، 
وقوله تعالى"شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ" البقرة: من الآية185.
قال الإمام الزّرقاني رحمه الله "مناهل العرفان" (33-34):
" دلّت هذه الآيات الثّلاث على أنّ القرآن أُنزل في ليلة واحدة توصف بأنّها مباركة أخذا من آية الدّخان، وتسمّى ليلة القدر أخذا من آية سورة القدر، وهي من ليالي شهر رمضان أخذا من آية البقرة.
* ما المقصود ببيت العزّة ؟
الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، أمّا بعد: وعليكم السّلام ورحمة الله وبركاته.
فإنّ هناك بيتين في السّماء:البيت المعمور، وبيت العزّة.*أمّا البيت المعمورفهو الّذي أقسم الله به في سورة الطّور قائلا:وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ".*ومنه ما رواه البخاري عن مالكٍ بنِ صعصَعَةَ رضي الله عنه في حديث المعراج الطّويل عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال:"ثمَّ رُفِعَ لِيَ البيْتُ المعْمُورُ ، فقُلتُ : يا جبريلُ ! ما هذا ؟ قال : هذا البيتُ المعمُورُ ، يَدخُلُهُ كُلَّ يومٍ سبعُونَ ألْفَ ملَكٍ ، إذا خَرجُوا مِنهُ لمْ يُعودُوا إليه آخِرَ ما عليْهِمْ ،هناالحديث.
*وروى أحمد والحاكم وغيرهما عن أَنَسٍ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلّم قَالَ:الْبَيْتُ المَعْمُورُ فِي السَّمَاءِ السَّابِعَةِ يَدْخُلُهُ كُلَّ يَوْمٍ أَلْفُ مَلَكٍ، ثُمَّ لاَ يَعُودُونَ إِلَيْهِ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ"صحّحه الشّيخ الألبانيّ في " السّلسلة الصّحيحة " 1/778هنا
"البيتُ المعمُورُ في السماءِ السابعةِ ، يدخُلُه كلَّ يومٍ سبعونَ ألْفَ ملَكٍ ، ثمَّ لا يَعودُونَ إليه حتى تقومَ الساعةُ"
الراوي أنس بن مالك | المحدث : الألباني المصدر : صحيح الجامع 
الصفحة أو الرقم: 2891| 
خلاصة حكم المحدث : صحيحالدرر السنية *أمّا بيت العزّةفهو البيت الّذي في السّماء الدّنيا.وقد روى الطّبريّ عن بعض السّلف أنّ في كلّ سماء بيتا حيال الكعبة، فالّذي في السّماء السّابعة يقال له البيت المعمور– كما سبق -، والّذي في السّماء الدّنيا يقال له بيت العزّة.

والدّليل على إثباته وأنّه في السّماء الدّنيا آثار كثيرة تراها في مبحث " الفرق بين الإنزال والتّنزيلفي كتب علوم القرآن، منها:-ما أخرجه الحاكم في "المستدرك" "2/223"، وصحّحه، ووافقه الذّهبي، وابن أبي شيبة في "المصنّف" "10/533" بسند صحيح عن ابن عبّاس رضي الله عنه أنّه قال:
فُصِلَ القُرْآنُ مِنَ الذِّكْرِ "أي: اللّوح المحفوظ"، فَوُضِعَ فِي بَيْتِ العِزَّةِ مِنَ السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَجَعَلَ جِبْرِيلُ عليه السّلام يَنْزِلُ بِهِ عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلّم".قال الزّرقاني رحمه الله: " هذه أحاديث كلّها صحيحة".وقد صحّحها الحاكم كما رأينا ووافقه الذّهبي، وبمثل ذلك قال ابن تيمية في "المجموع" (12/126)و(15/223)و(16/307)، والحافظ ابن حجر في "الفتح" (9/4) والسّيوطي في "الإتقان" (ص117)، والزّركشي في " البرهان " (ص228).قال الزّرقاني رحمه الله:"وهي أحاديث موقوفة على ابن عبّاس غير أن لها حكم المرفوع إلى النبيّ صلّى الله عليه وسلّم لما هو مقرّر من أنّقول الصّحابيّ فيما لا مجال للرّأي فيه، ولم يعرف بالأخذ عن الإسرائيليّات حكمه حكم المرفوع، ولا ريب أنّ نزول القرآن إلى بيت العزّة من أنباء الغيب الّتي لا تعرف إلاّ من المعصوم، وابن عبّاس رضي الله عنه لم يعرف بالأخذ عن الإسرائيليّات، فثبت الاحتجاج بها "اهـ.
فقول ابن عبّاس رضي الله عنه:" فُصل القرآن من الذّكر فوضع في بيت العزّة من السماء الدنيا..."، نفهم منه أنّ بيت العزّة إنّما هو في هو في السماء الدنيا، والأحاديث الأخرى تتحدّث عن البيت المعمور الّذي هو في السّماء السّابعة.
والله أعلم وأعزّ وأكرم.مقتبس بعضه من:الشيخ :عبد الحليم توميات هنا . *وقال الشيخ محمد ناصر الدين الألباني :
الحديث المعروف والمروي عن ابن عباس بالسند الصحيح، قال رضي الله عنه: نزل القرآن إلى بيت العزة في السماء الدنيا جملة واحدة، ثم نزل أنجماً حسب الحوادث، فهو إذاً: يتحدث عن القرآن وليس عن التوراة والإنجيل، فلو كان حديثه هذا الموقوف عن التوراة والإنجيل ورد الاحتمال السابق، فيقال: لا نستطيع أن نقول هو في حكم المرفوع، لكن ما دام يتعلق بالقرآن وأحكام القرآن وكل ما يتعلق به لا يمكن أن يتحدث عنه بشيء غيبي إلا ويكون الراوي قد تلقاه من الرسول عليه السلام، لأنه كون القرآن نزل جملة هذا غَيْب ؛ من أين يعرف ابن عباس تلقاه من بعض الإسرائيليات هذا مستحيل، ونزل إلى بيت العزة في السماء  الدنيا تفصيل دقيق - لا يمكن- للعقل البشري أن يصل إليه، لذلك هذا الحديث يتعامل العلماء معه كما لو كان قد صرح ابن عباس فيه برفعه إلى النبي - صلى الله عليه وآله وسلم
باختصار: إن الأحاديث الموقوفة ليس من السهل أبداً أن يحكم عليها بحكم المرفوع إلا بدراسة دقيقة ودقيقة جداً، وذلك لا يستطيعه إلا كبار أهل العلم.
موسوعة الألباني في العقيدة- المكتبة الشاملة
هنا وهنا*وقال الشيخ عبد العزيز بن عبد الله الراجحي:
البيت المعمور بيت في السماء السابعة، يحاذي الكعبة يدخله كل يوم سبعون ألف ملك، ثم لا يعودون إليه للعبادة. وأما بيت العزة في السماء الدنيا، جاء عن ابن عباس والبيت المعمور في السماء السابعة.عبد العزيز بن عبد الله الراجحي هنا

المجلس الثاني

إنها ساعة طيبة نجتمع فيها في بيت من بيوت الله لنتذاكر جميعاً أمراً عظيماً وموسما كريماً نستقبله جميعا ونسأل الله جل وعلا أن يبلغنا وإياكم ذلك الموسم على خيرٍ وإيمانٍ وأمنٍ وطاعةٍ لله جل وعلا.
- بشارة عظيمة لمن أكرمه الله تعالى ومنّ عليه بحفظ وقته في المجالس التي تُعقَد في بيوت الله التي أَذِن الله جلّ وعلا أن تُرفَع ويُذكَر فيها اسمه. ومثل هذه المجالس المباركة لابدَّ للمسلم أن يصبر نفسه عليها وأن يقتطع لها من وقته حتى يستفيد وينتفع، وإلَّا إذا كان لاهيًا منصرفًا منشغلًا مُكِبًّا على أمور دنياه التي لا تنتهي فلا يتهيَّأ له معرفة الخير ومعرفة أبواب الخير ومعرفة السُّبل التي يصل من خلالها إلى الخير وإلى ما يُرضي الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى . وفي مثل هـظ°ذه المجالس يتمُّ التَّوجيه وتأتي الموعظة وتحصل الذِّكرى ويأتي إيقاظ القلب والضَّمير والتَّوجيه إلى الخير وإلى أبواب الخير فينتفع النَّاس ويستفيدون فوائد عظيمة.

- أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ خرجَ على حَلْقةٍ يعني من أصحابِهِ فقالَ ما أجلسَكم قالوا : جلَسنا ندعوا اللَّهَ ونحمَدُهُ ، على ما هدانا لدينِهِ ومنَّ علينا بِكَ قالَ آللَّهُ ما أجلسَكم إلَّا ذلِكَ قالوا آللَّهُ ما أجلسنا إلَّا ذلِكَ قالَ أما إنِّي لَم أستحلِفْكم تُهمةً لَكم وإنَّما أتاني جبريلُ عليْهِ السَّلامُ فأخبرَني أنَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ يُباهي بِكمُ الملائِكةَ

الراوي : معاوية بن أبي سفيان | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح النسائي-الصفحة أو الرقم: 5441 | خلاصة حكم المحدث : صحيح - الدرر السنية

"ما جلَسَ قومٌ يذكُرونَ اللهَ تَعَالَى ، إلَّا ناداهم منادٍ مِنْ السماءِ : قُومُوا مغفورًا لَكُمْ"
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع-الصفحة أو الرقم: 5609 | خلاصة حكم المحدث : صحيح


المسجدُ بيتُ كلِّ تقِيٍّ


*"كتب أبو الدرداءِ إلى سلمانَ أما بعدُ يا أخي فاغتنِمْ صحتَك قبل سقمِك وفراغَك قبل أن ينزلَ من البلاءِ ما لا يستطيعُ أحدٌ من الناسِ ردَّه ويا أخي اغتنِمْ دعوةَ المؤمنِ المُبتلَى ويا أخي لِيكُنْ المسجدُ بيتَك فإني سمعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يقول : "المسجدُ بيتُ كلِّ تقِيٍّ"
الراوي : أبو الدرداء | المحدث : الألباني | المصدر : السلسلة الصحيحة
الصفحة أو الرقم: 2/334 | خلاصة حكم المحدث : حسن.
القرآن القرآن
* عـن جابـر ـ رضي الله عنه ـ عـن النبــي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ قـال : " القـرآنُ شـافعُُ مشـفَّع ، وماحِـلُُ مصـدَّق ، مَـنْ جعلـه أمامَـه قـاده إلـى الجنـة ، ومـن جعلـه خلـف ظهـره سـاقه إلـى النـار " .

رواه ابن حبان ـ صحيح ـ صحيح الترغيب والترهيب تحقيق الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ ج : 2 / ص : 164 /حديث رقم : 1423 .
ماحِـل ----> أي : سـاع ..... وقيـل : خصـم مجـادل .

* عـن أنـس ـ رضي الله عنه ـ قــال : قـال رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ :
" إن لله أهليـن مـن النـاس ". قالـوا : مـن هـم يـا رســول الله . قـال : " أهـل القــرآن هـم أهـل الله وخاصتـه " .
رواه النسائي وابن ماجه والحاكم ـ صحيح ـ صحيح الترغيب والترهيب تحقيق الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ ج : 2 / ص : 168 / حديث رقم : 1432 .

* عـن ابـن عبـاس ـ رضي الله عنهما ـ قـال : مـن قــرأ القـرآن لـم يُـرَدَّ إلـى أرذل العمـر ، وذلـك قولـه : "ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ*إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ }التين6 " ، قــال : إلا الذيـن قـرأوا القـرآن .

رواه الحاكم ـ صحيح ـ صحيح الترغيب والترهيب ج : 2 / حديث رقم : 1435 / ص : 169 .

* عـن بُريـدة ـ رضي الله عنه ـ قـال : قـال رسـول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ : " مـن قـرأ القــرآنَ وتعلَّمـه وعمـلَ بـه ، أُلبـسَ والـداه يـومَ القيامـة تاجـاََ مـن نـورِِ ، ضـوؤه مثـلُ ضـوءِ الشـمسِ ، ويُكسـى والـداه حُلّتــان لا تقــوم لهمـا الدنيـا ، فيقـولان : بـمَ كُسـينا هـذا ؟ . فيقـال : بأخـذِ وَلَدِكُمَـا القـرآن " .

رواه الحاكم ـ حسن لغيره ـ صحيح الترغيب ج : 2 / ص : 169 / حديث رقم : 1434 .

* عـن أبـي هريــرة ـ رضي الله عنه ـ ؛ أن رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ قـال : " مـا اجتمـع قـومُُ فـي بيـتِِ مـن بيـوت الله يتلـون كتـاب الله ، ويتدارسـونه بينهـم ؛ إلا نزلـت عليهـم السـكينةُ ، وغشـيتهم الرحمـةُ ، وحفتهـم الملائكـة ، وذكرهـم الله فيمـن عنـده " .

رواه مسلم ـ أبو داود ـ صحيح الترغيب والترهيب ج : 2 / ص : 161 / حديث رقم : 1417 .
أحاديث
* روي عـن جابــر ـ رضي الله عنه ـ قــال : قـال رســول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ : " إن مـن أحسـن النـاس صوتـاََ بالقــرآن ؛ الـذي إذا سـمعتموه يقــرأ حسـبتموه يخشـَى الله " .

رواه ابن ماجه ـ صحيح لغيره ـ صحيح الترغيب ج : 2 / ص : 177 / حديث رقم : 1450.

* عـن النـواس بـن سِـمعان ـ رضي الله عنه ـ قـال : سـمعتُ النبَّــي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ يقـول :
" يؤتَـى بالقـرآنِ يـومَ القيامـةِ وأهلِـهِ الذيـن كانـوا يعملـون به فـي الدنيـا ، تَقدُمْـه سـورة " البقـرة " و" آل عمـران " ، ـ وضـرب لهمـا رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ ثلاثـة أمثـال ما نسِـيتُهن بعـد ـ قـال ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ : كأنهمـا غمامتـان أو ظُلَّتـا سـوداوان ، بينهمـا شِــرْق ، أو كأنهمـا فِرقـانِِ مـن طيـرِِ صـوافَّ ، تحاجَّـان عـن صاحبهمـا " .
رواه مسلم ـ صحيح الترغيب ج : 2 / ص : 184 / حديث رقم : 1465 .

شِـرق ---> أي بينهمـا فـرق يضـىء .

# هنـاك تـلاوة لفظيـة ..... وأخـرى حُكميـة .
# التـلاوة اللفظيـة : هـي قـراءة ألفـاظ القـرآن الكريـم مـع مراعـاة أحكـام التجويـد .
# التـلاوة الحُكميـة : هـي العمـل بأوامـر القـرآن الكريـم وأحكامـه .
*"الطَّهورُ شطرُ الإيمانِ . والحمدُ للهِ تملأُ الميزانَ . وسبحان اللهِ والحمدُ للهِ تملآنِ ( أو تملأُ ) ما بين السماواتِ والأرضِ . والصلاةُ نورٌ . والصدقةُ برهانٌ . والصبرُ ضياءٌ . والقرآنُ حُجَّةٌ لكَ أو عليكَ . كل الناسِ يغدُو . فبايِعٌ نفسَه . فمُعْتِقُها أو مُوبِقُها" الراوي : أبو مالك الأشعري - المحدث : مسلم - المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 223 - خلاصة حكم المحدث : صحيح - شرح الحديث-الدرر السنية

شرح الحديث :
هذا حديثٌ عظيمٌ، وأصْلٌ مِن أصولِ الإسلامِ، يَذْكُرُ فيه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كُلَّ ما يُهِمُّ المسلمَ في حَياتِهِ وآخِرتِهِ؛ ففيه يُخبرُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّ "الطُّهورَ"، أي: الوُضوءَ، والطَّهارةُ أصْلُها النَّظافةُ والتَّنَزُّهُ. "شَطْرُ الإِيمانِ"، أي: نِصْفُهُ، والمرادُ أنَّ الأجْرَ في الوُضوءِ يَنتهي إلى نِصْفِ أجْرِ الإيمانِ؛ لِمَا في الإيمانِ مِن نظافةِ النَّفسِ والقَلْبِ، ولِمَا في الطَّهارةِ مِن نَظافةِ الجَسَدِ، "والحمدُ للهِ تَملَآنِ الميزانَ"، أي: إنَّهما يُوزنانِ ويَملآنِ الميزانَ بالأجرِ والثوابِ، فترجَجُ كِفَّتُهما، "وسُبحانَ اللهِ والحمدُ للهِ تَمْلَآنِ ما بَيْنَ السَّمَواتِ والأرضِ"، أي: إنَّ أجْرَ ذِكرَهُما يَمْلَأُ ما بَيْنَ السَّمواتِ والأرضِ؛ لاشْتمالِهِمَا على تنزيهِ اللهِ تعالى في قوله: "سُبحانَ اللهِ"، والتَّفْويضِ والافْتِقارِ إلى اللهِ في قوله: "الحَمْدُ للهِ"، "والصَّلاةُ نورٌ"، أي: يُهْتدى بها إلى الطَّريقِ يومَ القِيامةِ كما يُهْتدى بالنُّورِ في الدُّنيا، "والصَّدَقةُ بُرهانٌ"، أي: دَليلٌ على إيمانِ المؤْمِنينَ واخْتلافِهِمْ عَنِ المنافِقِينَ، "والصَّبْرُ ضِياءٌ"، أي: الصبرُ على طاعةِ اللهِ تعالى والصبرُ عن معصيتِه والصبرُ أيضًا على النائباتِ وأنواعِ المكارهِ في الدُّنيا؛ كلُّ هذا ضِياءٌ لصاحبِه، و"الصبر": الوُقوفُ مع البلاءِ بِحُسْنِ الأدبِ، "والقُرْآنُ حُجَّةٌ لكَ أو علَيْكَ"، أي: بتِلاوتِه والعملِ به يُصبحُ حُجَّةً مع صاحبِه يومَ القيامةِ، وبِتَرْكِه دونَ عملٍ أو تلاوةٍ يُصبحُ حُجَّةً وخُسْرانًا على صاحبِه، "كلُّ النَّاسِ يَغْدُو فَبايِعٌ نَفْسَه فَمُعْتِقُها أَوْ مُوبِقُها"، أي: كلُّ إنسانٍ يَسعى بنفسِه إلى طاعةِ اللهِ فيكونُ مُنقِذًا لها مِنَ النَّار، أو يَسعَى بنفسِه إلى طاعةِ الشَّيطانِ وهَواه فُيوبِقُها، أي: يُهلِكها بدُخولها النارَ.
وفي الحديثِ: فضلُ الوُضوءِ والطَّهارةِ وبيانُ ما لهما مِن الأَجْرِ.
وفيه: بيانُ بعضِ الأقوالِ والأعمالِ الإيمانيَّةِ التي تُعتِقُ صاحبَها من النَّارِ.
وفيه: تنبيهٌ على أنَّ الإنسانَ يُؤخَذُ بجريرةِ عملِه؛ فليعملْ لنَفْسِه ما أرادَ..

الدرر السنية

المجلس الثالث
وصايا

أول ما يوصَى به المسلمُ قبلَ رمضانَ أن تكون عنده همة صادقة وعزيمة صادقة عالية ،عزيمة على الرُّشدِ - الرشد مقابل للشر والغي ؛ والرشيد والراشد هو المستقيم على طريق الحق-.
وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ اَجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُوْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ” سورة البقرة، الآية: 185.
قوله عز وجل: “لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ” .سورة البقرة، الآية: 245. وقوله: “وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا” .سورة الاَعراف: 145.
فيستقبل شهر الغفران بعزيمة صادقة أن يتخذ أيام شهر رمضان ولياليه وسيلة لمحبة الله عز وجل وطريقًا إلى رحمته وسببًا للفوز بمغفرته .
فالعزيمة هي أساسُ كلِّ خيرٍ ومنبعُ كلِّ فضلٍ .
الأمر التالي : العزم على إحسان الصيام : فالصيام صيامان
صيامٌ كاملٌ وصيامٌ ناقصٌ .
الصيامُ الكاملُ: فيه يحفظُ الإنسانُ نفسه وجوارحه : عن شهوة البطن والفرج ويحفظ جوارحه عن حدود ومحارم الله عز وجل ؛بصيانة اللسان عن الغيبة والنميمة واللغو ؛ويُذكِّر نفسَهُ دومًا أنه في عبودية لله عز وجل ؛كثيرٌ منا يعلم ذلك لكن قليل من يلتزم به ،وقليل منا من يحفظ نفسه عند الغضب عن إصابة حدود الله ؛فلنحذر ونحفظ جوارحنا من الهاوية .
المجلس الرابع

لنحيا رمضان باقتفاء أثر الرسول صلى الله عليه وسلم

هَلَّ علينا شهرُ شعبان، مذكِّراً جميع المسلمينَ بما يحمله لهم من الخير، والدنيا مزرعة الآخرة.
فلنستقبل الشهر المبارك بالفرحة لمظنة الفوز والنجاة ، وننوي صيامه وقيامه إيمانًا واحتسابًا "مَن صامَ رمضانَ وقامَهُ ، إيمانًا واحتسابًا غُفِرَ لَهُ ما تقدَّمَ من ذنبِهِ ، ومَن قامَ ليلةَ القدرِ إيمانًا واحتِسابًا غُفِرَ لَهُ ما تقدَّمَ من ذنبِهِ"الراوي : أبو هريرة - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح الترمذي-الصفحة أو الرقم: 683 - خلاصة حكم المحدث : صحيح - شرح الحديث- الدرر السنية

* قـال الخطابـي : قولـه " إيمانًـا واحتسـابًا " أي نيـة وعزيمة ، وهـو أن يصومه عـلى التصديـق والرغبـة فـي ثوابـه طيبـة بـه نفسـه ، غيـر كـاره له ، ولا مسـتثقل لصـيامه ، ولا مسـتطيل لأيامـه ، لكـن يغتنـم طـول أيـامه لعظـم الثـواب .
وقـال البغـوي : " قولـه احتسـابًا أي طلبًـا لوجـه الله تعالـى وثوابـه ..... يقـال فلان يحتسـب الأخبـار ويتحسـبها : أي يتطلبهـا .
الإيمــــان : هـو الاعتقـاد بحـق فرضيـة صومـه .
الاحتســاب : هـو طلـب الثـواب مـن الله والتقـرب إليـه طلبًـا للأجـر لا لقصـد آخـر مـن ريـاء أو غيـره . وهـذا محلـه القلـب . فهـو نيـة . فبالنيـة يمكـن أن يحصـل المؤمـن من الثـواب الخيـر الكثيـر . ننــوي عنـد بدايـة رمضـان صـيام الشـهر إيمانـًا واحتسـابًا . وننــوي فعــل كـل مـا يرضـي الله . ونتجنـب المعاصـي خشـية أن يَصْـدُق علينـا هـذا الحديـث
* عـن ابـن عمـر قـال : قـال رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ :
" رُب صائـم حظــه مـن صيامـه الجـوع والعطـش ، ورُب قائـم حظــه مـن قيامـه السـهر " .
رواه الطبراني في الكبير . وصححه الشـيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في صحيح الترغيب : ( 9 ) ـ كتاب :الصوم / ( 20 ) ـ باب : ترهيب الصائم من الغيبة و ... / حديث رقم : 1070 / ص : 525 .

الأمر التالي: الصيامُ مدرسةٌ تُذَكِّرُ بطاعةِ اللهِ عز وجل :
إذا أصابه الظمأُ والجوعُ يتذكرُ أمورًا تعينُه على ذلكَ ؛تذكَّرَ نعمةَ العافيةِ لصيامهِ لبلوغِ شهرِ رمضانَ وصيامهِ، نعمةٌ عظيمةٌ على من رزقه اللهُ وتَذَكُّر
ظمأَ يومِ الدينِ والناس حفاة عراة غرلاً :
"إنكم ملاقوا الله مشاة حفاة عراة غرلا".
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 2860 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | انظر شرح الحديث رقم 26867

"قام فينا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ خطيبًا بموعظةٍ . فقال : يا أيها الناسُ ! إنكم تُحشرون إلى اللهِ حفاةٌ عراةٌغرلًا. "كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ ، وَعْدًا عَلَيْنَا ، إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ "الأنبياء: 104. ألا وإنَّ أول الخلائقِ يُكسى ، يومَ القيامةِ ، إبراهيمُ - عليهِ السلامُ - . ألا وإنَّهُ سيُجاءُ برجالٍ من أمتي فيُؤخذ بهم ذاتُ الشمالِ . فأقولُ : يا ربِّ ! أصحابي . فيقال : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك . فأقول ، كما قال العبدُ الصالحُ" : وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ ، فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ ، وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيٍء شَهِيدٌ إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ ، وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الحْكَيمُ "المائدة: 117 - 118 . قال فيقال لي : إنهم لم يزالوا مرتدينَ على أعقابهم منذُ فارقتهم . وفي حديثِ وكيعٍ ومعاذٍ: فيقال : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدكَ .
الراوي : عبدالله بن عباس| المحدث : مسلم| المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 2860 | خلاصة حكم المحدث : صحيح| انظر شرح الحديث رقم 9909

يُبَيِّن لنا صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم المَشهدَ في الآخِرةِ بأنَّ النَّاس سيُحشَرون عِندَ الخُروجِ مِن القُبورِ حُفاةً بلا خُفٍّ ولا نَعلٍ، عُراةً بلا ثيابٍ "غُرلًا" غَيرَ مَختونينَ،

"يُبْعَثُ الناسُ حُفَاةً عُرَاةً غُرْلًا ، يُلْجِمُهُمُ العَرَقُ ، ويبلغُ شَحْمَةَ الأُذُنِ" ، قالتْ سودةُ : قُلْتُ : يا رسولَ اللهِ ! واسَوْءَتَاهُ ! ينظرُ بَعْضُنا إلى بَعْضٍ ؟ ! قال :" شُغِلَ الناسُ عن ذلكَ" . وتَلا :"يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ 34 وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ 35 وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ 36 لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ "الراوي : سودة بنت زمعة أم المؤمنين| المحدث : الألباني| المصدر : السلسلة الصحيحة-الصفحة أو الرقم: 3469 | خلاصة حكم المحدث : حسن لغيره
فلنحذر شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا خاصة في رمضان فالذنوب فيه مهلكة .
*
*قال ابن القيم رحمه الله: تضاعف مقادير السيئات لا كمياتها، فإن السيئة جزاؤها السيئة، لكن سيئة كبيرة وجزاؤها مثلها وصغيرة وجزاؤها مثلها، فالسيئة في حرم الله وبلده وعلى بساطه آكد منها في طرف من أطراف الأرض، ولهذا ليس من عصى الملك على بساط ملكه كمن عصاه في الموضع البعيد من داره وبساطه. اهـ.
والسيئة من بعض عباد الله أعظم، لشرف فاعلها، وقوة معرفته بالله وقربه منه سبحانه وتعالى، كما قيل: حسنات الأبرار سيئات المقربين.
والأشهر الحرم هي ذو العقدة وذو الحجة والمحرم ورجب، كما في الصحيحين من حديث أبي بكرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض، السنة اثنا عشر شهراً منها أربعة حرم، ثلاثة متواليات: ذو القعدة وذو الحجة والمحرم، ورجب، شهر مُضر، الذي بين جمادى وشعبان" .
قال تعالى: "إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ"التوبة:36 .
قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره: "فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ" أي في هذه الأشهر المحرمة، لأنها آكد، وأبلغ في الإثم من غيرها، كما أن المعاصي في البلد الحرام تضاعف، لقوله تعالى: "وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ"الحج:25 .

ونُقِلَ عن قتادة قوله: إن الظلم في الأشهر الحرم أعظم خطيئة ووزراً من الظلم في سواها، وإن كان الظلم على كل حال عظيماً، ولكن الله يعظم في أمره ما يشاء. انتهى.**هنا

قال الشيخ العثمين :
فالحسنة تضاعف بالكم وبالكيف . وأما السيئة فبالكيف لا بالكم ، لأن الله تعالى قال في سورة الأنعام وهي مكية : " مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزَى إِلا مِثْلَهَا وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ " الأنعام/160 . وقال : " وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ" الحج/25 . ولم يقل : نضاعف له ذلك . بل قال : " نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ " فتكون مضاعفة السيئة في مكة أو في المدينة مضاعفة كيفية . بمعنى أنها تكون أشد ألماً ووجعاً لقوله تعالى : وقال : " وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ " الحج/25 .اهـ
هنا
وقال الشيخ ابن باز:
السيئات فالذي عليه المحققون من أهل العلم أنها لا تضاعف من جهة العدد، ولكن تضاعف من جهة الكيفية، أما العدد فلا؛ لأن الله سبحانه وتعالى يقولك:" مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَن جَاء بِالسَّيِّئَةِ فَلاَ يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا". فالسيئات لا تضاعف من جهة العدد لا في رمضان ولا في الحرم ولا في غيرهما، بل السيئة بواحدة دائماً وهذا من فضله سبحانه وتعالى وإحسانه. ولكن سيئة الحرم وسيئة رمضان وسيئة عشر ذي الحجة أعظم في الإثم من حيث الكيفية لا من جهة العدد،هنا
المجلس الخامس
ـ الصيـــام يشـفع لصاحبــه :

لحديـث عبـد الله بـن عمـرو قـال : قـال رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ :
" الصـيام والقـرآن يشـفعان للعبـد ، يقـول الصيـام : أي رب إنـي منعتـه الطـعام والشـهوة بالنهـار فشـفعني فيـه ، ويقـول القـرآن : منعتـه النـوم بالليـل فشـفعني فيـه ، فيشـفعان " .
رواه أحمد والطبرانى وصححه الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في صحيح الترغيب والترهيب : ( 9 ) ـ كتاب :الصوم / ( 1 ) ـ باب : الترغيب في الصوم مطلقًا ، ..... / حديث رقم : 969 / ص : 483 .


*الأمر التالي : ثمراتُ قيامِ الليلِ له حلاوة على المؤمن وطِلاوة في قلب المؤمن الطِّلاوَةُ : الحُسْنُ والرَّوْنَق هو دأب الصالحين .
- يا محمدُ عِشْ ما شئتَ فإنك ميِّتٌ ، و اعملْ ما شئتَ فإنك مجزيٌّ به ، و أَحبِبْ مَن شئت فإنك مُفارقُه ، و اعلمْ أنَّ شرَفَ المؤمنِ قيامُ الليلِ ، و عِزُّه استغناؤه عن الناسِ"

الراوي : أبو هريرة | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترغيب-الصفحة أو الرقم: 824 | خلاصة حكم المحدث : حسن لغيره - الدرر السنية

- " لا تدعْ قيامَ اللَّيلِ ، فإنَّ رسولَ اللهِ كان لا يدعُهُ ، وكان إذا مرِضَ ، أو كسِلَ صلَّى قاعدًا"

الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترغيب الصفحة أو الرقم: 632 | خلاصة حكم المحدث : صحيح - الدرر السنية
* عـن أبـي هريـرة ـ رضي الله عنه ـ قـال : قـال رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ
"أفضــل الصيـام بعـد رمضـان شـهر الله المحـرم ، وأفضـل الصـلاة بعـد الفريضـة صلاةالليـل " .
صحيح مسلم " متون " / ( 13 ) ـ كتاب : الصيام / ( 38 ) ـ باب : فضل صوم المحرم / حديث رقم : 202 ـ ( 1162 ) / ص : 280 .

"يا أيُّها النَّاسُ أفشوا السَّلامَ وأطعِموا الطَّعامَ وصلُّوا باللَّيلِ والنَّاسُ نيامٌ تدخلوا الجنَّةَ بسلامٍ"

الراوي : عبدالله بن سلام - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح ابن ماجه
الصفحة أو الرقم: 1105 - خلاصة حكم المحدث : صحيح- الدرر السنية

والقيام في رمضان يعين على القيام في غير رمضان .


وخلاصة رمضان السلف: الإمساك عن تعاطي جميع المُفَطِّرَات الحسية والمعنوية، وفعل ما يرضي الله، يحتسبون نومتهم كما يحتسبون قومتهم، يتنافسون في الطاعات والقربات، ويفرون من مقاربة المعاصي والسيئات، يحفظون صيامَهم من جميع المفطِّرات، يعملون بكتاب اللهِ وسنةِ رسولهِ صلى الله عليه وسلم .


الدنيا دار ابتلاء وامتحان:المجلس الرابع
خلقَ اللهُ عبادَهُ ليعبدوهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ، وقالَ في كتابهِ العزيز: "وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ"، وأرسل رسله الكرام ليرسموا لهم طريق العبادة، وقال: "وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ". وجعل حياتَهُم الدنيويةَ موطناً لابتلائِهم وامتحانِهم أيُّهم أحسنُ عملاً، وقال"الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً", ثم قال:"وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ"مبيناً أن هؤلاء الممتحَنين منهم من يُحسن في عملِه فيجازى بما يقتضيه اسمُهُ الغفور ومنهم من يسيء فيكون مستحقاً للعقوبة بما يقتضيه اسمه العزيز, وذلك كقوله تعالى"نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ, وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الأَلِيمُ".
موسم من مواسم الآخرة:
فلقد فضل الله هذا الشهر وجعله موسماً من مواسم الآخرة يتنافس فيه عباده المتنافسون ويتسابقوا فيه لتحصيل الفوز والزلفى عند الله المتسابقون، يتقربون فيه إلى ربهم بصيام النهار وقيام الليل وتلاوة كتابه العزيز، وغيره من الطاعة مع الحذر والبعد عن المعصية يرجون تجارة لن تبور ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله إنه غفور شكور.
العبر والعظات التي يخرج بها المسلم معه من شهر الصيام والتي هي الحصيلة الطيبة له في تلك الأيام المباركة:
إذا ألفت النفس الطاعة في تلك الأيام المباركة رغبة فيما عند الله وكفت عن المعصية خوفاً من عقاب الله فلفائدة التي يكسبها المسلم من ذلك والعبرة التي يجب أن تكون معه بعد ذلك أن يلازم فعل الطاعات واجتناب المنهيات؛ لأن الله تعبد عباده حتى الممات.. "وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ" "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ"

ثانياً:
الصيام سر بين العبد وبين ربه لا يطلع على حقيقته إلا هو سبحانه وتعالى ولهذا جاء في الحديث الصحيح يقول الله تعالى:"كل عمل ابن آدم له الحسنة بعشر أمثالها إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به يدع شهوته وطعامه وشرابه من أجلي". وذلك أن بإمكان العبد أن يختفي عن الناس ويغلق على نفسه الأبواب ويأكل ويشرب ثم يخرج إلى الناس ويقول أنا صائم ولا يعلم ذلك إلا الله تبارك وتعالى ولكن يمنعه من ذلك إطلاع الله عليه

ومراقبته له وهذا شيء يحمد عليه الإنسان والعبرة من ذلك أن يدرك أيضاً أن الذي يخشى إذا أخل الإنسان بصيامه هو الذي يخشى إذا أخل الإنسان بصلاته وزكاته وحجه وغير ذلك مما أوجبه الله فالذي فرض الصيام هو الذي فرض الصلاة والصلاة هي أعظم أركان الإسلام بعد شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، ولعظم شأنها وكونها هي الصلة المستمرة ليلا ونهاراً بين العبد وبين ربه افترضها الله على نبيه ليلة عرج به إلى السماء فإذا وجد المسلم أن إخلاله بالصيام كبير وعظيم فيجب أن يجد ويدرك أن حصول ذلك منه في الصلاة أكبر وأعظم وتلك من أجل الفوائد وأعظم العبر التي يستفيدها المسلم من شهر الصيام.

-" تحترِقونَ تحترِقونَ ، فإذا صلَّيتُم الصُّبحَ غَسَلَتْها ، ثمَّ تحترِقونَ تحترِقونَ ، فإذا صلَّيتُم الظُّهرَ غَسَلَتْها ، ثمَّ تحترِقونَ تحترِقونَ ، فإذا صلَّيتُم العصرَ غَسَلَتْها ، ثمَّ تحترِقونَ تحترِقونَ ، فإذا صلَّيتُم المَغربَ غَسَلَتْها ، ثمَّ تحترِقونَ تحترِقونَ ، فإذا صلَّيتُم العِشاءَ غَسَلَتْها ، ثمَّ تنامونَ فلا يُكْتَبُ عليكُم حتَّى تستَيقِظُوا"
الراوي : عبدالله بن مسعود المحدث : الألباني-المصدر : صحيح الترغيب الصفحة أو الرقم: 357 خلاصة حكم المحدث : حسن صحيح-الدرر السنية

ومن لم يربح في هذا الشهر ففي أي وقت يربح، ومن لم يقرب من مولاه وينال رضاه فقل لي بربك متى يفلح.
وعد الله من شكر هذه النعم واستعملها حيث أمر الله أن تستعمل وعده بالثواب الجزيل:
"مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمبِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ"النحل: 97.
هذا هو طريق الحياة السعيدة الهانئة، القانعة المطمئنة، التي هي مطلب الناس أجمعين، وقد أوجزت هذه الآية مقومات هذه الحياة، ورسمت معالمها، في إيجاز معجز، مع وفاء كامل بالمعنى ..
المجلس السادس
لنحيا رمضان باقتفاء أثر الرسول صلى الله عليه وسلم


* عـن كعـب بـن عُجْـرَة ـ رضي الله عنه ـ قـال : قـال رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ : " احضـروا المنبــر" فحضـرنا ، فلمـا ارتقى درجـة قـال ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم : " آمـين" فلمـا ارتقـى الدرجـة الثانيـة قـال ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ : "آمـين" فلمـا ارتقـى الدرجـة الثالثـة قـال ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ : " آمـين " فلمـا نـزل قـلنا : يـا رسـول الله ! لقـد سـمعنا منـك اليـوم شـيئًا مـا كنـا نسمعـه قــال ـ صـلى الله عليـه وعلى آلـه وسلم ـ إن جبريـل عـرض لـي فقـال :
بَعُــدَ مــن أدرك رمضــان فلـم يغفـر لـه قلـت آمـين ، فلمـا رقيـت الثانيـة قـال : بَعُـدَ مــن ذُكِـرْتُ عنــده فلـم يصـل عليـك فقـلت : آمـين. فلمـا رقيـت الثالثـة قـال : بَعُــدَ مـن أدرك أبويـه الكبـر عنـده أو أحدهمـا فلـم يدخـلاه الجنـة . قلـت آميـن ".
رواه الحاكم وصححه الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ فـي صحيح التـرغيب والتـرهيب -9 ـ كتاب : الصوم / ( 2 ) ـ باب : الترغيب في صيام رمضان ..... / حديث رقم : 981 / ص : 488.
بُعداً لمن أدرك رمضان فلم يغفر له، إذا لم يغفر له فيه فمتى؟ نسأل الله العافية
وكيف لا يبعده الله وهو لم ينل المغفرة في زمانها، ولم تبلغه التوبة في أوانها، والنبي - صلى الله عليه وسلم - يقول عن رمضان في الأحاديث الصحيحة:
ـ من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه.
ـ من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه.
- من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه.
فلنشكر النعمة

نسأل الله أنْ يجعلَ لنا رمضان يَرْمِض ذنوبَنَا ، أي : يُحْرِقها بالأعمالِ الصالحةِ .

توعَّدَ سبحانه من لم يحافظْ على نِعَمِ اللهِ عليهِ ولم يراعِ ما أُريدَ استعمالهِا فيه بل طَلََقَها فيما يسخط الله ولا يرضيه بل يرضي الشيطان الذي هو عدو الله وعدو المخلصين من عباد الله توعَّدَهُ بعقابهِ .
"وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى "طه124
وأخبر أن هذه الجوارح مسؤولة يوم القيامة عنه وهو مسؤول عنها فقال تعالى"وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً" الإسراء 36, " الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ "يس65،وقال تعالى"وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ, حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ, وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ". فصلت19: 21.

والحاصل أن الله أوجب على العبد أن يصون جوارحه - لسانه وفرجه وسمعه وبصره ويده ورجله - عن الحرام وهو صيام من حيث اللغة وهذا الصيام لا يختص بوقت دون آخر بل يجب الاستمرار عليه حتى الممات طاعة لله تعالى ليفوز برضا الله ويسلم من سخطه وعقوبته، فإذا أدرك المسلم أنه في شهر الصيام امتنع عما أحل الله له؛ لأن الله حرم عليه تعاطي ذلك في أيام شهر رمضان فالعبرة من ذلك أن يدرك أن الله قد حرم عليه الحرام مدة حياته وعليه الكف عن ذلك والامتناع منه دائماً خوفاً من عقاب الله الذي أعده لمن خالف أمره وفعل ما نهى عنه.

فضــــل قيــــام الليـــل


* عـن عبـد الله بـن مسعـود ؛ قـال : " يضحـك الله عـز وجـل إلـى رجلين : رجل قام في جـوف الليـل وأهلـه نيـام ، فتطهـر ، ثـم قـام يصلـي ، فيضحـك الله عز وجل إليه ، ورجل لقـى العـدو ، فانهـزم أصحابـه ، وثبـت حتـى رزقـه الله الشـهادة " .
صحيح لغيره ـ كتاب الشريعة / ج : 2 / باب : الإيمان بأن الله عز وجل يضحك / حديث رقم 680 ـ ( 329 ) / ص : 54
.
قـال رسـول الله ـ صـلى الله عليــه وعلى آلـه وسـلم ـ :
" ..... وإذا ضحـك الله إلـى قـوم فـلا حسـاب عليهـم" .
أخرجـه الإمـام أحمـد ـ إسـناده حسـن ورجالـه كلهـم ثقـات . كتـاب الأسـماء والصفـات للبيهقـي / مجلـد : 2 / ص : 410 ..... تحقيـق عبـد الله بـن محمـد الحاشـدي ـ قـدم لـه الشـيخ مقبـل بـن هـادي الوادعي ـ رحمه الله ـ.
* عـن أبـي هريـرة ـ رضي الله عنه ـ قـال : قـال رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ
" أفضــل الصيـام بعـد رمضـان شـهر الله المحـرم ، وأفضـل الصـلاة بعـد الفريضـةصلاة الليـل " .
صحيح مسلم " متون " / ( 13 ) ـ كتاب : الصيام / ( 38 ) ـ باب : فضل صوم المحرم / حديث رقم : 202 ـ ( 1162 ) / ص : 280 .
* عـن فضالـة بـن عبيـد وتميـم الـداري ـ رضـي الله عنهما ـ عـن النبـي ـ صلى الله عليـهوعلى آلـه وسـلم ـ قـال : "مـن قـرأ عشـر آيـات فـي ليلـة كتـب لـه قنطـار مـن الأجـر والقنطـار خيـر مـن الدنيـا ومـا فيهـا ، فـإذا كـان يـوم القيامـة يقـول ربـك عـز وجـل : اقـرأ وارق بكـل آيـة درجـة ، حتـى ينتهـي إلـى آخـر آيـة معـه ، يقـول الله عـز وجـل للعبـد : اقبـض فيقـول العبـد بيـده : يـارب ! أنـت أعـلم ... يقـول : " بهـذه الخلـد ، وبهـذه النعيـم" .
حسن ـ رواه الطبراني في الكبير ـ حسنه الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في صحيح الترغيب والترهيب / ( 6 ) ـ كتاب : النوافل / ( 11 ) ـ باب : الترغيب في قيام الليل / حديث رقـم : 632 / ص : 334 .
أي : اقبـض بيمينـك عـلى الخلـد ، وشـمالك علـى النعيـم .
* عـن أبـي أمامـة الباهلـي ـ رضي الله عنه ـ عـن رسـول الله ـ صلى الله عليـه وعلى آله وسلم ـ قال : " عليكـم بقيـام الليـل ، فإنه دأب الصالحيـن قبلكـم ، وقربـة إلى ربكـم ، ومكفـرة للسـيئات ، ومنهـاة عـن الإثـم " .
رواه الترمذي . وقال الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ : حسن لغيره في : صحيح الترغيب والترهيب /( 6 ) ـ كتاب : النوافل / ( 11 ) ـ باب : الترغيب في قيام الليل / حديث رقم : 618 / ص : 328 .
* عـن جابــر قــال : سمعـت النبــي ـ صـلى الله عليـه وعلى آلـه وسلم ـ يقــول : " إن فـي الليـل لسـاعة لا يوافقهـا رجـل مسـلم يسـأل الله خيـرًا مـن أمـرالدنيـا والآخـرة إلا أعطـاه إيـاه ، وذلـك كـل ليلـة" .
صحيح مسلم " متون " / ( 6 ) ـ كتاب : صلاة المسافرين وقصرها / ( 23 ) ـ باب : في الليل ساعة يستجاب فيها الدعاء / حديث رقم : 166 ـ ( 757 ) / ص : 181 .

وقــت صــلاة القيــام :
يبـدأ قيـام الليــل مـن بعـد صـلاة العشــاء ويسـتمر حتـى الفجــر .
* عـن عائشـة ـ رضي الله عنها ـ زوج النبــي ، قالـت : كـان رســول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ يصلـي فيمـا بيـن أن يفـرغ مـن صـلاة العشــاء ـ وهـي التـي يدعـو النـاس العتمـة ـ إلـى الفجـر ، إحـدى عشـرة ركعـة ، يسـلم بيـن كـل ركعتيـن ، ويوتـر بواحـدة ".
صحيح مسلم " متون " / ( 6 ) ـ كتاب : صلاة المسافرين وقصرها / ( 17 ) ـ باب : صلاة الليل-وعدد ركعات النبي ..... / حديث رقم : 122 ـ ( 736 ) / ص : 177 .

آداب القيـــــام

* عـن كريـب ـ مولـى ابـن عبـاس ـ أن عبـد الله بـن عبـاس أخبـره : أنـه بـات عنـد ميمونـة زوج النبـي ـ صـلى الله عليـه وعلى آلـه وسـلم ـ ( وهـي خالتـه ) ـ قـال : فاضطجعـت فـي عـرض الوسـادة واضجـع رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ وأهلـه فـي طولهـا ، فنـام رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ حتـى إذا انتصـف الليـل ، أو قبلـه بقليـل ، أو بعـده بقليـل ، اسـتيقظ رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ فجلـس يمسـح النــوم عـن وجهـه بيـده ، ثـم قـرأ العشـر الآيـات الخواتـم مـن ســورة آل عمـران ثـم قــام إلـى شـن معلقـة فتوضـأ منهـا ، فأحسـن وضـوءه ، ثـم قـام يصلـى .
صحيح سنن أبي داود ..... / مجلد : 1 / ( 2 ) ـ أول كتاب : الصلاة / ( 316 ) ـ باب :في صلاة الليل / حديث رقم : 1218 ـ 1367 / ص : 255 / صحيح .
* عـن حذيفـة ـ رضي الله عنه ـ أن النبـي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ كـان إذا قـام للتهجـد مـن الليـل يشـوص فـاه بالسـواك .
صحيح البخاري " متون " / ( 19 ) ـ كتاب : التهجد / ( 9 ) ـ باب : طول القيام في صلاة الليل / حديث رقم : 1136 / ص : 131 .
وفـي لفـظ لأبـي داود : إذا قـام مـن الليـل .
* عـن أبـي هريـرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسـول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قـال : " لـولا أن أشـق علـى أمتـي أو علـى النـاس لأمرتهـم بالسـواك عنـد كـل صـلاة " .

صحيح البخاري " متون " / ( 11 ) ـ كتاب : الجمعة / ( 8 ) ـ باب : السواك يوم الجمعة / حديث رقم : 887 / ص : 102 .

* عـن علـي أنـه أمرنـا بالسـواك وقـال : قـال النبـي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " إن العبـد إذا تسـوك ثـم قـام يصلـي قـام الملـك خلفـه فسـمع لقراءتـه ، فيدنـو منـه ـ أو كلمـة نحوهـا ـ حتـى يضـع فـاه علـى فيـه ، وما يخـرج من فيـه شـيء مـن القـرآن إلا صـار فـي جـوف الملَـك فطهّـروا أفواهكـم للقـرآن "
أخرجه البزار في مسنده . وقال الشيخ الألباني في : سلسلة الأحاديث الصحيحة ..... /ج : 3 / تحت حديث رقم : 1213 / ص : 215 : إسناده جيد رجاله رجال البخاري .


* عـن المِقْـدَام بـنِ شُـرَيْحٍ عـن أبيـه قـال : سـألت عائشـة قلـت : " بـأي شـيء كـان يبـدأ النبـي ـ صـلى الله عليـه وعلى آلـه وسـلم ـ إذا دخـل بيتـه ؟ . قالـت : بالسـواك " .
صحيح مسلم " متون " / ( 2 ) ـ كتاب : الطهارة / ( 15 ) ـ باب : السواك / حديث رقم : 43 ـ ( 253 ) / ص : 74 .
المجلس السابع

لنطرق باب الريان
*لمن هو ؟
في الجنة ثمانيةُ أبْوابٍ ، فيها بابٌ يُسَمَّى الرَّيَّانَ ، لا يدخلُهُ إلا الصَّائِمُونَ .
الراوي : سهل بن سعد الساعدي - المحدث : البخاري - المصدر : صحيح البخاري- الصفحة أو الرقم: 3257| خلاصة حكم المحدث :صحيح- انظر شرح الحديث رقم 21307- الدرر السنية
شرح الحديث: في هذا الحديث يَذكُر النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم أنَّ اللهَ سُبحانَه وتعالى اختصَّ الصَّائِمينَ الكامِلين في صَومِ الفَرْضِ والمكثرينَ مِن صيامِ النَّفلِ، أو مَن غَلَب عليهم الصَّومُ مِن بينِ العِباداتِ،؟ منها ببابٍ يُقالُ له: الرَّيَّانُ، والرَّيَّان: فَعْلان مِن الرِّي، وهو نقيضُ العَطَش؛ وفي تَسميتِه بذلك مناسبةٌ حسنةٌ لأنَّه جَزاءُ الصائمين على عَطَشِهم وجُوعِهم، واكتُفي بذِكر الرِّي عن الشِّبَع لأنَّه يَستلزمُه، وهذا البابُ لا يَدخُلُ منه غيرُ الصَّائمين؛ حيث أُفْرِدَ لهم؛ ليُسرِعوا إلى الريِّ مِن العَطَشِ؛ إكرامًا لهم واختصاصًا، وليكون دُخولُهم في الجنة هيِّنًا غير مُتزاحَمٍ عليهم عند أبوابها؛ فقد يُؤدِّي الزِّحام إلى نوعٍ مِن العطش، وإنْ لم تُوجَدْ مزاحمةٌ في الحقيقةِ في أبوابِ الجنة لسَعتِها، ولأنَّه ليس بموضعٍ ضررٍ، ولا عنَت ولا نَصَب؛ فهذا تشريفٌ لهم وإعلاءٌ لمقامِهم، وتمييزٌ لهم على غَيرِهم. فيُنادَى عليهم فيَقومُون فيَدخُلون منه، فإذا دَخل الصائِمون أُغلق هذا البابِ، فلنْ يدخُل منه أحد غير الصَّائمينَ.
وفي هذا الحديثِ: فَضيلَةُ الصِّيامِ وكَرامَةُ الصَّائمينَ؛ فإنَّهم حَرَمُوا أَنْفُسَهم الطَّعامَ والشَّرابَ والشَّهوةَ؛ فأَعْطاهم اللهُ سُبحانَه وتعالى مَزِيَّةً لهم دونَ غَيرِهم.

الدرر السنية
*المقصود بالصائمين الذين يدخلون من باب الريان إلى الجنة* المراد بذلك: الصائمون صوم الفريضة، الذين يحافظون على صوم الفريضة وهو رمضان، وهكذا ما أوجب الله عليهم من صوم الكفارات والنذور، هؤلاء لهم باب: باب الريان، يدخلون منه فإذا دخلوا أغلق، وإذا كانوا عندهم أعمال أخرى يدعون من أبواب كثيرة، لكن يدخلون من هذا الباب؛ باب الصيام، والمؤمن الذي يقيم الصلاة ويؤدي الزكاة ويصوم رمضان ويتقي الله يدعى من الأبواب كلها، لكن هذا الباب ما يدخل منه إلا الصائمون الذين حافظوا على أداء الصوم الواجب. هنا هنا
اللهم ارزقنا ولنصبر أنفسنا على صيام التطوع لعله يجبر أي خلل أو نقص في صيام الفريضة
عن أبي هريرة :"أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال : مَن أَنفَقَ زوجَينِ في سبيلِ اللهِ، نودِيَ من أبوابِ الجنةِ : يا عبدَ اللهِ هذا خيرٌ، فمَن كان من أهلِ الصلاةِ دُعِيَ من بابِ الصلاةِ، ومَن كان من أهلِ الجهادِ دُعِيَ من بابِ الجهادِ، ومَن كان من أهلِ الصيامِ دُعِيَ من بابِ الرَّيَّانِ، ومَن كان من أهلِ الصدقةِ دُعِيَ من بابِ الصدقةِ . فقال أبو بكرٍ رضي الله عنه : بأبي وأمي يا رسولَ اللهِ، ما على مَن دُعِيَ من تلك الأبوابِ من ضرورةٍ، فهل يُدْعَى أحد من تلك الأبوابِ كلِّها ؟ . قال : نعم، وأرجو أن تكونَ منهم" .
الراوي : أبو هريرة - المحدث : البخاري - المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 1897 - خلاصة حكم المحدث :صحيح - شرح الحديث -الدرر السنية


الشرح
في هذا الحديثِ يُبيِّنُ النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم أنَّ مَنْ تصدَّقَ بعَدَدِ اثنينِ مِنْ أيِّ شيءٍ من الملبوساتِ أو النُّقودِ أو الطَّعام، فأَعطَى دِرهمينِ، أو رَغيفين، أو ثوبينِ لِمَن هو في حاجةٍ إليهما؛ ابتغاءً لرضوانِ الله نادَتْه الملائكةُ مِن أبواب الجنة مرحِّبةً بقُدومِه إليها، وهي تقول: لقد قدَّمتَ خيرًا كثيرًا تُثاب عليه اليومَ ثوابًا كبيرًا. وقد جعَل لكلِّ عبادةٍ في الجنَّة بابًا مخصوصًا؛ فالمُكثِرون من الصَّلاة يُنادَون مِن باب الصَّلاة، ويَدخُلون منه، وهكذا الأمرُ بالنِّسبةِ إلى سائرِ العباداتِ مِن جِهادٍ وصدَقة. والمُكثِرون من الصَّومِ تَستقبِلُهم الملائكةُ عند باب الريَّان داعيةً لهم بالدُّخول منه، وسُمِّي بذلك؛ لأنَّه مَن دخَله لم يَظمَأْ أبدًا. والمُكثِرون من الصَّدقةِ، يُدْعَونَ إلى دُخولِ الجَنَّةِ مِن بابِ الصَّدقةِ؛ فقال أبو بكر رضِي اللهُ عنه : بأبي وأمِّي يا رسولَ اللهِ، ما على مِن دُعِي مِن تلكَ الأبوابِ من ضرورةٍ، أي: ليس على المدعوِّ مِن كلِّ الأبوابِ مَضرَّةٌ، أي: قدْ سَعِد مَن دُعِيَ مِن أبوابِها جميعًا، وقيل: معناه أنَّه مَن دُعِي مِن بابٍ واحدٍ فقدْ حَصَل مُرادُه، وهو دخولُ الجَنَّة، وليس هناكَ ضرورةٌ عليه أنْ يدُعى مِن تِلك الأبوابِ كلِّها. ثم سألَ أبو بكرٍ رضِي اللهُ عنه: فهل يُدْعَى أحدٌ مِن تلك الأبوابِ كلِّها؟ فأجابَه صلَّى الله عليه وسلَّم: "نعم"، أيْ: يوجَد مِن المؤمنين مَن يُدْعى مِن أبواب الجنة الثَّمانيةِ؛ لكثرةِ عِباداتِه وتنوُّعِها واختلافِها، "وأرجو أنْ تكونَ منهم"؛ وذلك لاجتهادِ أبي بكرٍ رضِي اللهُ عنه في كلِّ العِبادات، وحِرصِه على فِعل الخيراتِ.
وفي الحديثِ: فضيلةٌ ظاهرةٌ لأبي بكرٍ الصِّدِّيقِ رضِي اللهُ عنه.
الدرر السنية

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : "مَنْ قَامَ بِعَشْرِ آيَاتٍ لَمْ يُكْتَبْ مِنَ الْغَافِلِينَ ، وَمَنْ قَامَ بِمِائَةِ آيَةٍ كُتِبَ مِنَ الْقَانِتِينَ ، وَمَنْ قَامَ بِأَلْفِ آيَةٍ كُتِبَ مِنَ الْمُقَنْطِرِين َ ".
الراوي : عبدالله بن عمرو - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح أبي داود-الصفحة أو الرقم: 1398 - خلاصة حكم المحدث : صحيح- الدرر السنية
الشرح
" مَنْ قَامَ بِعَشْرِ آيَاتٍ " : قَامَ بِهِ ، أَيْ أَتَى بِهِ ، يَعْنِي : مَنْ قَرَأَ عَشْرَ آيَاتٍ فِي صَلَاتِهِ عَلَى التَّدَبُّرِ وَالتَّأَنِّي كَذَا قِيلَ ، وَفِي الْأَزْهَارِ يُحْتَمُلُ مَنْ قَامَ وَقَرَأَ وَإِنْ لَمْ يُصِلِّ ، وَقَالَ الطِّيبِيُّ ، أَيْ : أَخَذَهَا بِقُوَّةٍ وَعَزْمٍ ، وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ ، أَيْ يَقْرَؤُهَا فِي رَكْعَتَيْنِ أَوْ أَكْثَرَ وَظَاهِرُ السِّيَاقِ أَنَّ الْمُرَادَ غَيْرُ الْفَاتِحَةِ . اهـ . وَالْأَظْهَرُ أَنَّ الْمُرَادَ بِهِ أَقَلُّ مَرَاتِبِ الصَّلَاةِ ، وَهِيَ تَحْصُلُ بِقِرَاءَةِ الْفَاتِحَةِ ، وَهِيَ سَبْعُ آيَاتٍ وَثَلَاثُ آيَاتٍ بَعْدَهَا ، فَتِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ . " لَمْ يُكْتَبْ مِنَ الْغَافِلِينَ " ، أَيْ : لَمْ يُثْبَتِ اسْمُهُ فِي صَحِيفَةِ الْغَافِلِينَ .
" وَمَنْ قَامَ بِمِائَةِ آيَةٍ كُتِبَ مِنَ الْقَانِتِينَ " ، أَيِ الْمُوَاظِبِينَ عَلَى الطَّاعَةِ أَوِ الْمُطَوِّلِينِ الْقِيَامَ فِي الْعِبَادَةِ . -
من القانتين” كلمة القنوت تأتي بعدة تفسيرات، فتأتي بمعنى: السكوت، وبمعنى: طول القيام، وبمعنى: الدعاء، ويأتي بمعانٍ أخرى، وهنا يحتمل أن يكون المراد بالقانتين الذين يحصل منهم طول القيام في صلاة الليل، ويحتمل غير ذلك.هنا -
وَالْقُنُوتُ : الطَّاعَةُ وَالْقِيَامُ ، وَقَالَ الطِّيبِيُّ ، أَيْ : مِنَ الَّذِينَ قَامُوا بِأَمْرِ اللَّهِ وَلَزِمُوا طَاعَتَهُ وَخَضَعُوا لَهُ ، ثُمَّ قَالَ : وَلَا شَكَّ أَنَّ قِرَاءَةَ الْقُرْآنِ فِي كُلِّ وَقْتٍ لَهَا مَزَايَا وَفَضَائِلُ ، وَأَعْلَاهَا أَنْ تَكُونَ فِي الصَّلَاةِ ، لَا سِيَّمَا فِي اللَّيْلِ ، قَالَ تَعَالَى " إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا "وَمِنْ ثَمَّ أَوْرَدَ مُحْيِي السُّنَّةِ الْحَدِيثَ فِي بَابِ صَلَاةِ اللَّيْلِ ، وَحَاصِلُ كَلَامِ الطِّيبِيِّ أَنَّ الْحَدِيثَ مُطْلَقٌ غَيْرُ مُقَيَّدٍ لَا بِصَلَاةٍ وَلَا بِلَيْلٍ ، فَيَنْبَغِي أَنْ يُحْمَلَ عَلَى أَدْنَى مَرَاتِبِهِ ، وَيَدُلَّ عَلَيْهِ جَزَاءُ الشَّرْطِيَّةِ الْأُولَى وَهِيَ قَوْلُهُ : " لَمْ يُكْتَبْ مِنَ الْغَافِلِينَ " ، وَإِنَّمَا ذَكَرَهُ الْبَغَوِيُّ فِي مَحَلِّ الْأَكْمَلِ ، وَأَمَّا قَوْلُ ابْنِ حَجَرٍ : فَتَفْسِيرِي ( قَامَ يُصَلِّي ) فِي هَذَا الْمَقَامِ هُوَ الْمُوَافِقُ لِلِاسْتِعْمَال ِ الشَّرْعِيِّ . فَمَدْفُوعٌ بِأَنَّهُ لَا يُعْرُفُ فِي الشَّرْعِ تَفْسِيرُ ( قَامَ يُصَلِّي ) وَأَمَّا قَوْلُهُ : وَفَاتَهُ أَنَّ الْحَدِيثَ مَسُوقٌ فِي بَابِ صَلَاةِ اللَّيْلِ . فَغَرِيبٌ ؛ لِلْفَرْقِ بَيْنَ الْوُرُودِ مِنْهُ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - فِيهِ ، وَبَيْنَ إِيرَادِ غَيْرِهِ فِيهِ . وَأَمَّا قَوْلُهُ : وَهَذَا التَّفْسِيرُ يُخْرِجُهُ عَنْ ذَلِكَ إِلَى أَنَّ مَقْصُودَ الْحَدِيثِ يَحْصُلُ بِمُجَرَّدِ قِرَاءَتِهَا وَلَوْ فِي غَيْرِ صَلَاةٍ ، وَلَيْسَ ذَلِكَ مُرَادًا ، وَإِنَّمَا الْمُرَادُ قِرَاءَتُهُ ذَلِكَ فِي خُصُوصِ الصَّلَاةِ - فَمَرْدُودٌ ؛ لِأَنَّ الْمُرَادَ غَيْرُ مَعْلُومٍ ، وَإِنَّمَا يُحْمَلُ اللَّفْظُ عَلَى ظَاهِرِهِ الْمُتَبَادِرِ مِنْ غَيْرِ زِيَادَةِ قَيْدٍ ، وَإِنْ كَانَ الْقَيْدُ يُفِيدُ زِيَادَةَ الْفَضِيلَةِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ .
" وَمَنْ قَامَ بِأَلْفِ آيَةٍ " : قَالَ ابْنُ الْمُنْذِرِ : مِنَ الْمُلْكِ إِلَى آخِرِ الْقُرْآنِ أَلْفُ آيَةٍ . " كُتِبَ مِنَ الْمُقَنْطِرِين َ " ، أَيْ : مِنَ الْمُكْثِرِينَ مِنَ الْأَجْرِ مَأْخُوذٌ مِنَ الْقَنَاطِيرِ ، وَهُوَ الْمَالُ الْكَثِيرُ . يَعْنِي مِنَ الَّذِينَ بَلَغُوا فِي حِيَازَةِ الْمَثُوبَاتِ مَبْلَغَ الْمُقَنْطِرِين َ فِي حِيَازَةِ الْأَمْوَالِ . قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ : لَا نَجِدُ الْعَرَبَ تَعْرِفُ وَزْنَ الْقِنْطَارِ ، وَمَا نُقِلَ عَنِ الْعَرَبِ الْمِقْدَارُ الْمُعَوَّلُ عَلَيْهِ ، قِيلَ : أَرْبَعَةُ آلَافِ دِينَارٍ ، فَإِذَا قَالُوا : قَنَاطِيرُ مُقَنْطَرَةٌ فَهِيَ اثْنَا عَشَرَ أَلْفَ دِينَارٍ ، وَقِيلَ الْقِنْطَارُ : مِلْءُ جِلْدِ الثَّوْرِ ذَهَبًا ، وَقِيلَ : هُوَ جُمْلَةٌ كَثِيرَةٌ مَجْهُولَةٌ مِنَ الْمَالِ . قَالَهُ الطِّيبِيُّ ، وَقَالَ ابْنُ الْمَلَكِ : هُوَ سَبْعُونَ أَلْفَ دِينَارٍ .
وَقَالَ مِيرَكُ : وَرُوِيَ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ أَنَّهُ قَالَ : الْقِنْطَارُ أَلْفٌ وَمِائَتَا أُوقِيَّةٍ ، وَالْأُوقِيَّةُ خَيْرٌ مِمَّا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ، كَذَا رَوَاهُ الشَّيْخُ الْجَزَرِيُّ فِي تَصْحِيحِ الْمَصَابِيحِ ، وَأَقُولُ : وَرُوِيَ مِثْلُهُ مِنْ حَدِيثِ أَبِي أُمَامَةَ مَرْفُوعًا فِي أَثْنَاءِ حَدِيثٍ وَلَفْظُهُ : " مَنْ قَرَأَ أَلْفَ آيَةٍ فِي لَيْلَةٍ أَصْبَحَ لَهُ قِنْطَارٌ ، وَالْقِنْطَارُ أَلْفٌ وَمِائَتَا أُوقِيَّةٍ ، وَالْوُقِيَّةُ خَيْرٌ مِمَّا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ، وَخَيْرٌ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ " . أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ بِإِسْنَادٍ ضَعِيفٍ . " رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ " وَابْنُ خُزَيْمَةَ فِي صَحِيحِهِ ، وَرَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ : وَمَنْ قَامَ بِمِائَتَيْ آيَةٍ كُتِبَ مِنَ الْمُقَنْطِرِين َ ، قَالَ الْمُنْذِرِيُّ قَوْلُهُ : مِنَ الْمُقَنْطِرِين َ ، أَيْ : مِمَّنْ كُتِبَ لَهُ قِنْطَارٌ مِنَ الْأَجْرِ ، ذَكَرَهُ
مِيرَكُ .
الشيخ ملا علي القاري رحمه الله تعالى
مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح » كتاب الصلاة » باب صلاة الليل

- " سُئِلَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أيُّ الصلاةِ أفضلُ ؟ قال : طولُ القنوتِ"

الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 756 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | انظر شرح الحديث رقم 23624 - الدرر السنية

الشرح
جُعلتْ قُرَّةُ عينِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم في الصَّلاةِ؛ ولذلك كان يُكثِر من نوافلِ الصَّلاةِ وقِيامِ اللَّيلِ، حتى إنَّه كان يَقومُ اللَّيلَ حتَّى تتورَّم قدَماهُ؛ ممَّا يُطوِّل فيه مِن الوقوفِ بين يَدَيِ اللهِ تعالى قارئًا داعيًا خاشعًا متضرِّعًا.
وفي هذا الحَديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: "أفضلُ الصَّلاةِ طولُ القُنوتِ"، أي: أفضلُ أمرٍ مِن أمورِ الصَّلاةِ عُمومًا هو طولُ القنوتِ، والمرادُ بطُولِ القُنوتِ: طولُ القيامِ في الصَّلاة للقراءة، وقدْ يُرادُ بالقنوتِ الدُّعاءُ والخشوعُ والتذلُّلُ للهِ تعالى، كما كانَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم يفعلُ، وخاصَّةً في التطوُّعِ وقيامِ اللَّيلِ؛ فكان يقِفُ مع كلِّ آيةٍ، ولا يمرُّ بآيةٍ فيها دعاءٌ إلَّا دعَا به، وإنْ كان فيها عذابٌ استعاذَ باللهِ عزَّ وجلَّ منه... وهكذا.

وصلاةُ الفَريضةِ- حتى وإنْ لم يَكُن فيها تَطويلُ القيامِ والقراءةِ والدُّعاءِ- أفضلُ مِن صلاة النَّفلِ التي فيها هذا التطويلُ؛ لأنَّ الفريضةَ هي التي أوجبَها اللهُ تعالى وحدَّدها بوَقتٍ وعددِ ركعاتٍ معيَّنٍ، ويُعاقَب على ترْكِها، ولأنَّ الفريضةَ أيضًا قُدْ أُمِر أن تُؤدَّى في جماعةٍ، وأُمِرَ بالتَّخفيفِ فيها؛ مُراعاةً للمريضِ وذي الحاجةِ ونحوهما؛ أمَّا في النَّافلةِ والتطوُّعِ، فيُطوِّل كلُّ امرئٍ فيها حسَبَ طاقتِه؛ فحصَل بذلك لكلِّ صلاةٍ مَيزتُها وفَضلُها.
وفي الحديثِ: فَضلُ طولِ القُنوتِ والقيامِ للقراءةِ في الصَّلاةِ، مع الخُشوع والدعاءِ..

الدرر السنية

أدعية الاستفتاح الصحيحة
ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في دعاء الاستفتاح ألفاظ متعددة ، ومن تلك الألفاظ :
1. ما رواه البخاري (744) ، ومسلم (598) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْكُتُ بَيْنَ التَّكْبِيرِ وَبَيْنَ القِرَاءَةِ إِسْكَاتَةً - قَالَ أَحْسِبُهُ قَالَ : هُنَيَّةً – فَقُلْتُ : بِأَبِي وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِسْكَاتُكَ بَيْنَ التَّكْبِيرِ وَالقِرَاءَةِ مَا تَقُولُ؟ قَالَ : " أَقُولُ : اللَّهُمَّ بَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَطَايَايَ ، كَمَا بَاعَدْتَ بَيْنَ المَشْرِقِ وَالمَغْرِبِ ، اللَّهُمَّ نَقِّنِي مِنَ الخَطَايَا ، كَمَا يُنَقَّى الثَّوْبُ الأَبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ ، اللَّهُمَّ اغْسِلْ خَطَايَايَ بِالْمَاءِ ، وَالثَّلْجِ ، وَالبَرَدِ " .

2. وروى أبوداود (776) ، والترمذي (243) عن عائشة رضي الله عنها قالت : " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا اسْتَفْتَحَ الصَّلَاةَ ، قَالَ " سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، وَتَبَارَكَ اسْمُكَ وَتَعَالَى جَدُّكَ ، وَلَا إِلَهَ غَيْرَكَ "، وصححه الشيخ الألباني رحمه الله في " صحيح الجامع " .

قال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله في " فتاوى نور على الدرب " (8/182) :
" أما في الفريضة ، فالأفضل : ( سبحانك اللهم وبحمدك .... إلخ ) ، أو : (اللهم باعد بيني وبين خطاياي ... إلخ ) هذا المحفوظ عنه في صلاة الفريضة عليه الصلاة والسلام " انتهى .

3. ووروى مسلم (771) ، والنسائي (897) عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أنه كان إذا قام إلى الصلاة ، قال " وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا ، وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ، إِنَّ صَلَاتِي ، وَنُسُكِي ، وَمَحْيَايَ ، وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، لَا شَرِيكَ لَهُ ، وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ ، اللهُمَّ أَنْتَ الْمَلِكُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ أَنْتَ رَبِّي ، وَأَنَا عَبْدُكَ ، ظَلَمْتُ نَفْسِي ، وَاعْتَرَفْتُ بِذَنْبِي، فَاغْفِرْ لِي ذُنُوبِي جَمِيعًا ، إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ ، وَاهْدِنِي لِأَحْسَنِ الْأَخْلَاقِ لَا يَهْدِي لِأَحْسَنِهَا إِلَّا أَنْتَ ، وَاصْرِفْ عَنِّي سَيِّئَهَا لَا يَصْرِفُ عَنِّي سَيِّئَهَا إِلَّا أَنْتَ ، لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ وَالْخَيْرُ كُلُّهُ فِي يَدَيْكَ ، وَالشَّرُّ لَيْسَ إِلَيْكَ ، أَنَا بِكَ وَإِلَيْكَ ، تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ" .

قال ابن القيم رحمه الله في " زاد المعاد " (1/196) :
" الْمَحْفُوظَ أَنَّ هَذَا الِاسْتِفْتَاحَ ، إِنَّمَا كَانَ يَقُولُهُ – عليه الصلاة والسلام - فِي قِيَامِ اللَّيْلِ " انتهى.

4. وروى مسلم (770) عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها سئلت ، بأي شيء كان نبي الله صلى الله عليه وسلم يفتتح صلاته إذا قام من الليل ؟ قالت : " كَانَ إِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ افْتَتَحَ صَلَاتَهُ " اللهُمَّ رَبَّ جَبْرَائِيلَ ، وَمِيكَائِيلَ ، وَإِسْرَافِيلَ ، فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ، عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ ، أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ ، فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ، اهْدِنِي لِمَا اخْتُلِفَ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِكَ ، إِنَّكَ تَهْدِي مَنْ تَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ " .

5. وروى البخاري (7499) ، ومسلم (1758) عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : "كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا تهجد من الليل ، قال " اللَّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ أَنْتَ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ ، وَلَكَ الحَمْدُ أَنْتَ قَيِّمُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ ، وَلَكَ الحَمْدُ أَنْتَ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ ، أَنْتَ الحَقُّ ، وَوَعْدُكَ الحَقُّ ، وَقَوْلُكَ الحَقُّ ، وَلِقَاؤُكَ الحَقُّ ، وَالجَنَّةُ حَقٌّ ، وَالنَّارُ حَقٌّ ، وَالنَّبِيُّونَ حَقٌّ ، وَالسَّاعَةُ حَقٌّ ، اللَّهُمَّ لَكَ أَسْلَمْتُ ، وَبِكَ آمَنْتُ ، وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ ، وَإِلَيْكَ أَنَبْتُ ، وَبِكَ خَاصَمْتُ ، وَإِلَيْكَ حَاكَمْتُ ، فَاغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ ، وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ ، أَنْتَ إِلَهِي لاَ إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ" .

6. وروى مسلم (600) ، والنسائي (901) عن أنس رضي الله عنه : " أَنَّ رَجُلًا جَاءَ ، فَدَخَلَ الصَّفَّ وَقَدْ حَفَزَهُ النَّفَسُ ، فَقَالَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ ، فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاتَهُ ، قَالَ : "أَيُّكُمُ الْمُتَكَلِّمُ بِالْكَلِمَاتِ ؟ " ، فَأَرَمَّ الْقَوْمُ – يعني : سكتوا - ، فَقَالَ : "أَيُّكُمُ الْمُتَكَلِّمُ بِهَا ؟ فَإِنَّهُ لَمْ يَقُلْ بَأْسًا " ، فَقَالَ رَجُلٌ : جِئْتُ وَقَدْ حَفَزَنِي النَّفَسُ فَقُلْتُهَا ، فَقَالَ : " لَقَدْ رَأَيْتُ اثْنَيْ عَشَرَ مَلَكًا يَبْتَدِرُونَهَا ، أَيُّهُمْ يَرْفَعُهَا ".

7. وروى مسلم (601) عن ابن عمر رضي الله عنه قال " بَيْنَمَا نَحْنُ نُصَلِّي مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ قَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ : اللهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا ، وَسُبْحَانَ اللهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مِنَ الْقَائِلُ كَلِمَةَ كَذَا وَكَذَا ؟ " قَالَ رَجُلٌ مَنِ الْقَوْمِ : أَنَا ، يَا رَسُولَ اللهِ . قَالَ "عَجِبْتُ لَهَا ، فُتِحَتْ لَهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ " . قَالَ ابْنُ عُمَرَ : فَمَا تَرَكْتُهُنَّ مُنْذُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ ذَلِكَ " .

8. وروى النسائي (1617) عن عاصم بن حُمَيْد ، قال : " سألت عائشة رضي الله عنها : بما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستفتح قيام الليل ؟
قالت : لَقَدْ سَأَلْتَنِي عَنْ شَيْءٍ مَا سَأَلَنِي عَنْهُ أَحَدٌ قَبْلَكَ ، كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" يُكَبِّرُ عَشْرًا ، وَيَحْمَدُ عَشْرًا ، وَيُسَبِّحُ عَشْرًا ، وَيُهَلِّلُ عَشْرًا ، وَيَسْتَغْفِرُ عَشْرًا ، وَيَقُولُ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَاهْدِنِي ، وَارْزُقْنِي وَعَافِنِي ، أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ ضِيقِ الْمَقَامِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ" ، وصححه الشيخ الألباني رحمه الله في " صحيح سنن النسائي " .

الإسلام سؤال وجواب
ما يقال في آخر الوتر
1 - فقدتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ليلةً من الفراشِ فالتمستُه فوقعتْ يدي على بطنِ قدميْه وهو في المسجدِ وهما منصوبتانِ وهو يقول:" اللهم أعوذُ برضاك من سخطِك, وبمعافاتِك من عقوبتِك , وأعوذُ بك منك لا أُحْصى ثناءً عليك أنت كما أثنيتَ على نفسِك " .

الراوي : عائشة أم المؤمنين - المحدث : مسلم - المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 486 - خلاصة حكم المحدث : صحيح - شرح الحديث
الدرر السنية



الشرح :
كان النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم يَجتهِدُ في التقرُّبِ إلى اللهِ بقيامِ الليلِ، ويُكثِرُ الدُّعاءَ والتَّضرُّعَ، وفي هذا الحديثِ تقولُ عائشةُ رضي الله عنها: "فقَدْتُ رسولَ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم ليلةً مِن الفِراشِ"، أي: إنَّها كانت ليلتُها، فاستيقظَتْ من اللَّيلِ فلم تجِدِ النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم في فراشِه، "فالتمَسْتُه"، أي: جعلتْ تَطلُبه بيدِها وتَبحَثُ أين هو، "فوقعَتْ يدي على بطنِ قدمَيْه وهو في المسجدِ وهما منصوبتانِ"، أي: لمستْ بيدِها قَدَمَ رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم وهو في حالِ سُجودِه، ويدْعو ويقولُ: "اللَّهمَّ أعوذُ برِضاكَ مِن سخَطِكَ"، أي: ألجأُ وأستجيرُ بما تَرضَى به عنِّي ممَّا تَسخَط وتَغضَب به عليَّ
"وبمُعافاتِك مِن عقوبتِك"، أي: أَلْجأُ وأستجيرُ بما تَعفُو به عنَّي ممَّا يَقعُ به عقوبةٌ منك، "وأعوذُ بكَ منك"، أي: وأَلْجأُ وأستجيرُ بكُلِّ صفةٍ مرغوبٍ فيها مِن صفاتِ اللهِ، مِن كلِّ صفةٍ مرهوبٍ منها مِن صِفاتِ اللهِ، "لا أُحصي ثناءً عليكَ، أنتَ كما أثنَيْتَ على نفْسِكَ"، أي: لا أستطيعُ أن أُوفِّيَكَ الشُّكرَ والحمدَ على نِعَمِكَ وأَفضالِك، وأنتَ يا ربِّ، كما أثنَيْتَ على نفسِكَ، وهذا اعترافٌ بالعجزِ عن أداءِ شُكرِ النِّعَمِ.
وفي الحديثِ: بيانُ هَدْيِ النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم واهتمامُه بالقِيامِ والصَّلاةِ للهِ في جَوفِ اللَّيلِ.
وفيه: وقوعُ الغَيرةِ بينَ الضَّرائرِ؛ حتَّى عند الفُضليَاتِ الصَّالحاتِ وأمَّهاتِ المُؤمنينَ.
بعد التدقيق:
وفيه: إثباتُ صِفَتَي الرِّضا والسَّخَطِ للهِ تعالى؛ والاستعاذةُ بصِفاتِ اللهِ تعالى؛ فإنَّ الصِّفَةَ المُستعاذَ بها والصِّفَةَ المُستَعاذَ منها صِفتان لموصوفٍ واحدٍ وربٍّ واحدٍ، فالمُستعيذُ بإحْدى الصِّفتين من الأُخرَى مُستعيذٌ بالمُوصوفِ بِهما منه.

الدرر السنية
الدعاء بعد الوتر
عنِ النَّبيِّ صلَّى اللَّه عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ أنَّهُ كانَ يقرأُ في الوترِ بِ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى وَ قُلْ يَأَيُّهَا الكَفِرُونَ وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ، فإذا سلَّمَ قالَ: سبحانَ الملِكِ القدُّوسِ ، سُبحانَ الملِكِ القدُّوسِ ، سبحانَ الملِكِ القدُّوسِ ، ورفعَ بِها صوتَهُ .
الراوي : عبدالرحمن بن أبزى - المحدث : الوادعي- المصدر : الصحيح المسند-الصفحة أو الرقم: 912 - خلاصة حكم المحدث : صحيح ، رجاله رجال الصحيح الدرر السنية

 المجلس الثامن 
لنحيا رمضان باقتفاء أثر الرسول صلى الله عليه وسلم
* ....... كـان النبـي ـ صلى الله عليـه وسـلم ـ إذا أفطــر قـال :
" ذهـب الظمـأ وابتلـت العـروق وثبـت الأجـر إن شـاء الله " .
سنن أبي داود / تحقيق الشيخ الألباني / 8 ـ أول كتاب : الصيام / 22 ـ باب : القول عند الإفطار / حديث رقم : 2357 / ص : 413 / حسن .

* عـن أبـي سـعيد الخـدري ـ رضي الله عنه ـ قــال : قـال رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ : " إن لله تبـارك وتعالـى عتقــاء فـي كـل يـوم وليلـة - يعـني فـي رمضـان -، وإن لكـل مسـلم فـي كـل يـوم وليلـة دعـوة مسـتجابة " .
رواه البزار . وصححه الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في صحيح الترغيب والترهيب : 9 ـ كتاب : الصوم / 2 ـ باب : الترغيب في صيام رمضان احتسابًا وقيام ليله ..... / حديث رقم : 988 / ص : 4910 .

فلنحـرص علـى اسـتغلال هـذه الفـرص التـي قـد ننـدم علـى إضاعتهـا . ولنتعلـم ولنتـأسَ بالصحابـه فـي معرفـة الخيـر الحقيقـي .
* فعـن ربيعـة بـن كعـب ـ رضـي الله عنه ـ قـال : " كنـت أخـدم النبـي ـ صـلى الله عليـه وعلى آله وسـلم ـ نهـاري ، فـإذا كـان الليـل أويـت إلـى بـاب رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ فبِـتّ عنـده ، فـلا أزال أسـمعه يقـول :
" سـبحان الله ، سـبحان الله ، سـبحان ربـي " حتـى أمَـلّ أو تغلبنـي عينـي فأنـام ، فقـال ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ يومًـا " يـا ربيعـة سـلني فأعطيـك " قلـت أنظرنـي حتـى أنظـر وتذكـرت أن الدنيـا فانيـة منقطعـة ، فقلـت : يـا رســول الله ! أسـألك أن تدعــوَ الله أن ينجينـي مـن النـار ويدخلنـي الجنـة . فسكـت رسـول الله ـ صـلى الله عليـه وعلى آلـه وسـلم ـ ثـم قـال : " مـن أمـرك بهـذا ؟ " قلـت : ما أمرنـي بـه أحـد ، ولكنـي علمـت أن الدنيـا منقطعـة فانيـة ، وأنـت مـن الله بالمكـان الـذي أنـت منـه ، فأحببـت أن تدعـوَ الله لـي . قـال ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ " إنـي فاعـل ، فأعنـي علـى نفسـك بكثـرة السجـود " .
رواه الطبراني . وصححه الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في صحيح الترغيب والترهيب : ( 5 ) ـ كتاب : الصلاة / ( 14 ) ـ باب : الترغيب
في الصلاة مطلقًا وفضل الركوع ..... / حديث رقم : 381 / ص : 225

*كان الجماع محرمًا والأكل بعد النوم :
*كان الجماع محرمًا في ليل الصيام في أول الأمر ثم نسخ بهذه الآية " أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ...."
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

ـ فعن البراء بن عازب رضي الله عنه قال:
"كان أصحابُ محمدٍ صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ إذا كان الرجلُ صائمًا ، فحَضَرَ الإفطارُ ، فنامَ قبلَ أن يُفْطِرَ ، لمْ يأكلْ ليلتَهُ ولا يومَهُ حتى يُمْسِي ، وإنَّ قيسَ بنَ صِرْمَة الأنصاريَّ كان صائمًا ، فلمَّا حضرَ الإفطارُ أتى امرَأَتَه فقال لها : أعِندَكِ طعامٌ ؟ . قالتْ : لا ، ولكنْ أَنْطَلِقُ فأطلُبُ لكَ ، وكان يومَهُ يعملُ ، فَغَلَبَتْهُ عيناه ، فجاءَتْهُ امرأتُهُ ، فلمَّا رأتْهُ قالت : خَيْبَةً لكَ ، فلمَّا انتَصفَ النهارُ غُشِيَ عليهِ ، فذُكِرَ ذلكَ للنبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فنزلت هذه الآيةُ : " أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ " . فَفَرِحوا بها فرَحًا شديدًا ، ونزلتْ " وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمْ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنْ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ " . الراوي : البراء بن عازب - المحدث : البخاري - المصدر : صحيح البخاري الصفحة أو الرقم: 1915 - خلاصة حكم المحدث : صحيح - شرح الحديث -الدرر السنية

السحور
تعريف السَّحُور: - بفتح السين - طعامُ السَّحَرِ وشرابُه، وبضمِّها-السُّحور-: أكل هذا الطعام. فهو بالفتح اسم ما يُتَسَحَّر به، السُّحور: وبالضم المصدر والفعل نفسه . الدرر السنية

المفتـوح ..... السَّـحور ..... اسـم المأكـول .

المضمـوم ..... السُّـحور ..... اسـم للفعـل
لقد سنّ لنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم سنة السحور، وحثنا عليها ورغبنا فيها ونهانا عن تركها، وذلك رحمة بنا ورفقا بحالنا ليكون أقوى لنا حال صيامنا.

عـن أنـس بـن مالـك ـ رضي الله عنه ـ قــال : قـال رسـول الله ـ صلى الله عليـه وعلى آله وسلم ـ "تسحَّرُوا فإِنَّ في السُّحورِ برَكَةٌ " .
صحيح مسلم " متون " / ( 13 ) ـ كتاب : الصيام / ( 9 ) ـ باب : فضل السحور ... / حديث رقم : 45 ـ ( 1095 ) / ص : 262 .

" فصلُ ما بين صيامِنا وصيامِ أهلِ الكتابِ ، أكْلةُ السَّحَرِ " .
سنن أبي داود المجلد الواحد / تحقيق الشيخ الألباني / ( 8 ) ـ أول كتاب : الصيام /( 15 ) ـ باب : في توكيد السَّحور / حديث رقم : 2343 / ص : 411 / صحيح .
هذا الحديثُ يُوضِّحُ أهميَّةَ السُّحورِ للصائمِ في رَمَضَانَ، وأنَّ هذه الأَكْلَةَ تُميِّز صيامَ المسلمين عن صيامِ أهلِ الكِتابِ مِنَ اليَهُودِ والنَّصارَى؛ ولذلك لا بُدَّ أن يَحرِصَ المُسلِمُ على تَناوُلِ السَّحورِ؛ استجابةً لحديثِ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم. الدرر السنية

نسـتحضر هـذه النيـة ونحـن نتسـحر أي نسـتحضر أننـا نتسـحر لمخالفـة أهـل الكتـاب .

* عـن ابـن عمـر ـ رضي الله عنهما ـ قـال : قـال رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آلهوسلم ـ :

"إنَّ اللهَ وملائكتَهُ يُصلُّونَ على المتسحِّرينَ " .
رواه الطبراني في الأوسط . وصححه الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في صحيح الترغيب والترهيب : ( 9 ) ـ كتاب :الصوم / ( 15 ) ـ باب : الترغيب في السحور سيما التمر / حديث رقم : 1053 / ص : 519 .

صـلاة الله عـلى المتسـحرين ..... ذكـره لهـم فـي المـلأ الأعلـى .
صـلاة الملائكـة عـلى المتسـحرين ..... الاسـتغفار لهـم .
ونحـن نتسـحر نستشـعر هـذا .وهـذا يدفعنـا للامتثـال لآداب الطعــام - الأكــل باليميـن ـ ممـا يليـك ـ عـدم الإفـراط فـي كميــة الطعـام ـ الشــرب عـلى ثلاثـة مـرات والتسـمية والحمـد ـ الجلـوس أثنـاء الشـرب ..... .
* عـن عبـد الله بـن عمـر ـ رضي الله عنه ـ قـال : قـال رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ "تَسَحَّرُوا ولوْ بِجَرْعَةٍ مِنْ ماءٍ " .
رواه ابن حبان وصححه الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في صحيح الترغيب والترهيب : ( 9 ) ـ كتاب : الصوم /15 ـ باب : الترغيب في السحور سيما التمر / حديث رقم : 1058 / ص : 520 .

* عـن أبـي هريـرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ قـال :
" نِعْمَ سُحورُ المؤمنِ التمرُ " .
رواه ابن حبان وصححه الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في صحيح الترغيب والترهيب : ( 9 ) ـ كتاب : الصوم / ( 15 ) ـ باب : الترغيب في السحور سيما التمر / حديث رقم : 1059 / ص : 520 .

فلنحـرص عـلى السـحور ولـو بجـرعة مـاء ..... ونحرص علـى السـحور علـى تمـر ، امتثـالاً للهـدي النبـوي .
وكـان ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ يؤخـر السحـور :
* فعـن أنـس بـن مـالك عـن زيـد بـن ثابـت ـ رضي الله عنه ـ قـال :
" تسـحرنا مـع رسـول الله ـ صـلى الله عليـه وعلى آلـه وسـلم ـ ثـم قمنـا إلـى الصـلاة " .
قـال : قلـت : كـم كـان قـدر مـا بينهمـا ؟ قـال : خمسـين آيـة .

صحيح مسلم " متون " / ( 13 ) ـ كتاب : الصيام / ( 9 ) ـ باب فضل السحور ... / حديث رقم : 47 ـ ( 1097 ) / ص : 262 .

البَرَكةُ في ثلاثةٍ : في الجماعةِ ، والثَّريدِ ، والسُّحُورِ الراوي : سلمان الفارسي | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع
الصفحة أو الرقم: 2882 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

فدلّت هذه الأحاديث على أن السحور سنة مؤكدة، لا ينبغي للمسلم التهاون بها بل ينبغي له المحافظة عليها لنيل بركتها، وامتثالا لأمر الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم "وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا"النور 54.
فلنحـرص علـى تأخيـر السـحور ولـو بجـرعة م
ـاء أو تمـ
رة ، امتثـالاً .

مسألة:ـ قد يقول قائل: ما هو الصارف للأمر بالسحور عن الوجوب إلى الاستحباب المؤكد؟.
والجواب:ـ أن الصارف لذلك هو أن الأمر في هذه الأحاديث جاء بعد الحظر كما دل عليه حديث البراء السابق، وقد تقرر أن الأمر بعد الحظر لا يدل على الوجوب وإنما يفيد الإباحة، لكن لما جاءت تلك الأحاديث الكثيرة في فضل السحور والحث عليه تَبيّنَ أن الأمر لا يقتصر على الإباحة فقط بل يتعداه إلى الإستحباب المؤكد.
ومما يدل أيضا على أن الأمر للاستحباب لا للوجوب مواصلته صلى الله عليه وعلى آله وسلم بأصحابه يوما بعد يوم دون أن يتسحروا كما سيأتي في الوصال، والله أعلم.
* عـن أبـي هريـرة ـ رضي الله عنه ـ قــال : قــال رسـول الله ـ صـلى الله عليـه وعلى آلــه وسـلم ـ :
oفـائـــدة :
" إذا سـمع أحـدكم النـداء والإنـاء عـلى يـده ، فـلا يضعـه حـتى يقضـي حاجتـه منـه " .
سنن أبي داود / تحقيق الشيخ الألباني / 8 ـ أول كتاب : الصيام / 18 ـ باب :في الرجل يسمع النداء والإناء على يده / حديث رقم : 2350 / ص : 412 / حسن صحيح .
القنـــــــوت

أنــــواع القنـــوت :

1 –قنــــوت فـي الوتــر :



قنــوته ـ صـلى الله عليــه وعلى آلــه وسـلم ـ فـي الوتــر ، والسـنة فـي هــذا القنـوت أن يكـون قبـل الركــوع .
* فعـن أُبـي بـن كعــب : " أن رســول الله ـ صـلى الله عليـه وسـلم ـ كـان يوتـر فيقنُـتُ قبـل الركـوع .
سنن ابن ماجه / ( 5 ) ـ كتاب : إقامة الصلوات والسنة فيها / 120 ) ـ باب :ما جاء في القنوت ..... / حديث رقم : 1182 / ص : 120 / صحيح .

وكـان مـن هديـه ـ صـلى الله عليـه وعلى آلـه وسـلم ـ القنـوت فـي الوتـر فـي رمضـان وغيـره للحديـث السـابق .هدي النبي في رمضان . عمرو عبد المنعم / ص : 33 .

ـ صيغــة القنــوت فـي الوتــر:
* قـال الحسـن بـن علـي بـن أبـي طالـب : علمنـي رســول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ كلمـات أقولهـن فـي الوتـر: " اللهــم ! اهدنـي فيمـن هديـت ، وعافنـي فيمـن عافيــت ، وتولنـي فيمـن توليـت ، وبـارك لـي فيمـا أعطيــت ، وقنـي شــر مـا قضيـت ، [ ف ] إنـك تقضـي ولا يُقضـى عليـك ، [ و] إنـه لا يـذل مـن واليـت ، ولا يعـز مـن عاديـت تباركـت ربنـا وتعاليـت ، لا منجـا منـك إلا إليـك " .

قال الشيخ الألباني في كتاب : صفة صلاة النبي/ ص : 180 : ( هذه الزيادة ثابتة ) .
وقال في رسالة : قيام رمضان ـ ص : 36 / إسناده صحيح.


*قـال الحســن بـن علـي بـن أبـي طالـب : علَّمني رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلم كلماتٍ أقولُهنَّ في قنوتِ الوِترِ اللهمَّ اهدني فيمن هديت وعافِني فيمن عافيتَ وتولَّني فيمن تولَّيتَ وبارِكْ لي فيما أعطيتَ وقِني شرَّ ما قضيتَ فإنَّك تقضي ولا يُقضَى عليك أنت تمُنُّ ولا يُمَنُّ عليك أنت الغنيُّ ونحن الفقراءُ إليك وإنَّهُ لا يذلُّ من واليتَ تبارَكتَ ربَّنا وتعالَيتَ"
قال الشيخ الألباني في : مشكاة المصابيح : ( 1226 ) / إسناده صحيح .وحسنه ابن حجر العسقلاني في : هداية الرواة ـ ( 2 / 59 ) .


2 – قنــــوت فـي الفريضـــة :

ولا يشـرع القنـوت فـي الفريضـة إلا فـي النازلـة ، ولا يخـص بها صـلاة دون صـلاة ، ويجعلـه بعـد الركـوع .
* عـن أبـي هريـرة ـ رضي الله عنه ـ " أن رسـول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ كـان إذا أراد أن يدعـو علـى أحـد أو يدعـو لأحـد قنـت بعـد الركـوع " .
صحيح البخاري " متون " / ( 65 ) ـ كتاب : تفسير القرآن / ( 9 ) ـ باب : ( ليس لك من الأمر شيء )سورة آل عمران / آية : 128 / حديث رقم : 4560 / ص : 535 .

* عـن أنـس ، أن رسـول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قنـت شـهرًا يدعـو علـى حـي مـن أحيـاء العـرب ، ثـم تركـه .
سنن النسائي / تحقيق الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ / ( 12 ) ـ كتاب : التطبيق /( 32 ) ـ باب : ترك القنوت / حديث رقم : 1079 / ص : 176 / صحيح .

* عـن ابـن عباس قـال : قنـت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ شهرًا متتابعًـا فـي الظهـر والعصـر والمغـرب والعشـاء وصـلاة الصـبح ، فـي دبـر كـل صـلاة ، إذا قـال : " سـمع الله لمـن حمـده " مـن الركعـة الآخـرة يدعـو علـى أحيـاء مـن بنـي سُـلَيم ، علـى رِعْـلٍ وذَكْـوانَ وعُصَّيـّة ، ويُؤَمِّـنُ مَـن خلفـه .
سنن أبي داود / تحقيق الشيخ الألباني / ( 2 ) ـ أول كتاب : الصلاة / ( 345 ) ـ باب :القنوت في الصلوات / حديث رقم : 1443 / ص : 249 / حسن .

وصــح عـن النبـي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ أنـه رفــع يديــه فـي القنــوت :
- بعث النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أقوامًا من بني سليمٍ إلى بني عامرٍ في سبعينَ ، فلما قَدِمُوا : قال لهم خالي : أتقدَّمكم ، فإن أَمَّنُونِي حتى أُبَلِّغُهُمْ عن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ، وإلا كنتم مِنِّي قريبًا ، فتقدَّمَ فأمَّنُوهُ ، فبينما يُحدِّثهم عن النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ إذ أومؤوا إلى رجلٍ منهم فطعنَهُ فأنفذَهُ ، فقال : اللهُ أكبرُ ، فزتُ وربِّ الكعبةِ ، ثم مالوا على بقيةِ أصحابِهِ فقتلوهم إلا رجلًا أعرجَ صعِدَ الجبلَ - قال همامٌ : فَأُرَاهُ آخرُ معَهُ - فأخبرَ جبريلُ عليهِ السلامُ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : أنهم قد لقوا ربهم ، فرضيَ عنهم وأرضاهم ، فكُنَّا نقرأُ : أن بِلِّغُوا قومنا ، أن لقينا ربنا ، فرضيَ عنَّا وأرضانا . ثم نُسِخَ بعدُ ، فدعا عليهم أربعينَ صباحًا ، على رعلٍ ، وذكوانَ ، وبني لحيانَ ، وبني عُصَيَّةَ ، الذين عَصُوا اللهَ تعالى ورسولُهُ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ .

الراوي : أنس بن مالك | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 2801 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] | شرح الحديث الدرر السنية


* عـن أنـس بـن مـالك ـ رضي الله عنه ـ " ... فمـا رأيـت رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ وجـد علـى شـيء قـط وجـده عليهـم ، فلقـد رأيـتَ رَسـول الله ـ صـلى الله عليـه وعلى آلـه وسـلم ـ فـي صـلاة الغـداة رفـع يديـه ، فدعا عليهم ... " .
حـديث صـحيح ـ رواه الإمـام أحمـد ( 3/137 ) وإسـناده صحيح . صفة قنوت النـبي / ص : 11 .

وقـد صـح عـن عمـر بـن الخطـاب ، وابـن عبـاس ـ رضي الله عنهما ـ أنهمـا رفعـا أيديهمـا فـي القنـوت . صفة قنوت النبي / ص : 13 .

ـ وكـان ـ صـلى الله عليـه وعلى آلـه وسـلم ـ يجهـر بدعـائه فـي القنوت ، يسمع به المأموميـن كمـا دل عليـه قـول ابـن عبـاس فـي الحـديث السـابق ذكـره " ويؤمـن مـن خلفه " دليل عـلى جهـره بالدعـاء فـي القنـوت .
* ولحديـث أبـي هريـرة ـ رضي الله عنه ـ : " أن رسـول الله ـ صـلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ كـان إذا أراد أن يدعـو عـلى أحــد . أو يدعــوَ لأحـد قنـت بعـد الركـوع . فربمـا قـال : إذا قـال : " سـمع الله لمـن حمـده .
اللهـم ربنـا لك الحمـد . اللهـم أنـج الوليـد بـن الوليـد . وسـلمة بـن هشـام . وعيـاش بـن أبـي ربيعـة . اللهـم أشـدد وطأتـك علـى مضَـر ، واجعلهـا سـنين كسـني يوسـف " .
قـال : " يجهـر بذلـك " .....
صحيح البخاري " متون " / ( 65 ) ـ كتاب : تفسير القرآن / ( 9 ) ـ باب : ( ليس لك من الأمر شيء ) سورة آل عمران / آية : 128 / حديث رقم : 4560 / ص : 535 .

ـ صــفة الدعــاء فـي القنــوت :

ولـم يصـح عنـه ـ صـلى الله عليـه وعلى آلـه وسـلم ـ أنـه اختـص قنـوت النوازل بدعـاء معيـن قـط ، بـل وردت عنـه جُمَـل مختلفـة مـنالأدعيـة تنـدرج تحـت الدعـاء للمؤمنيـن ، أو لعـن الكافريـن .
مثـل الأمثلـة السـابق ذكرهـا .
ـ وكـان من هديـه تـرك القنـوت بـزوال السـبب أو العـارض . ففـي حديـث أبـي هريـرة ـ رضي الله عنه ـ : قنـت رسـول الله ..... " اللهـم نـج الوليـد بـن الوليـد ، اللهـم نـج سـلمة بـن هشـام ، اللهـم نـج المسـتضعفين مـن المؤمنيـن ، اللهـم اشـدد وطأتـك عـلى مُضَـر اللهـم اجعلهـا كسـني يوسـف " .
قـال أبـو هريـرة : وأصـبح رسـول الله ـ صـلى الله عليـه وسـلم ـ ذات يـوم فلـم يَـدْعُ لهـم ، فذكـرت ذلـك لـه ، فقـال : " ومـا تَراهـم قـد قَدِمُـوا ؟ " .
سنن أبي داود / تحقيق العلامة الألباني / ( 2 ) ـ أول كتاب : الصلاة / ( 345 ) ـ باب :القنوت في الصلوات / حديث رقم : 1442 / ص : 249 / صحيح .

* حديـث عـن أنـس بـن مالـك ، أن النبـي ـ صلى الله عليه وسـلم ـ قنـت شهـرًا ، ثـم تركـه .

سنن أبي داود / ..... / ( 2 ) ـ أول كتاب : الصلاة / ( 345 ) ـ باب :
القنوت في الصلوات / حديث رقم : 1445 / ص : 249 . صحيح .

وقـد عـد بعـض الصحابـة ـ رضـوان الله عليهـم أجمعيـن ـ التــزام القنــوت ( فـي الفريضـة ) مطلقًـا دون سـبب عـارض بدعـة ، فعـن أبـي مالـك الأشـجعيِّ ، سـعد بـن طـارق ؛ قـال : قلـت لأبـي : يـا أبـت ! إنـك قـد صليــت خلـف رسـول الله ـ صلى الله عليـه وسـلم ـ وأبـي بكــر وعمـر وعثمـان وعـلى ها هنـا بالكوفـة ، نحـوًا مـن خمـس سـنين ، فكانـوا يقنتـون فـي الفجـر ؟ فقـال : أي بنـى ! مُحـدَث " .
سنن ابن ماجه / تحقيق الشيخ الألباني / ( 5 ) ـ كتاب : إقامة الصلاة والسنة فيها / ( 145 ) ـ باب :ما جاء في القنوت في صلاة الفجر / حديث رقم : 1241 / ص : 221 / صحيح .

ـ القنـوت فـي الفجـر أبـدًا ، بدعـة كما صـرح بذلـك بعـض أصحـاب رسـول الله ـ صلى الله عليـه وعلى آله وسلم ـ

كمـا فـي الحديـث السـابق ..... ومـن المحـال أن رسـول الله ـ صلى الله عليـه وعلى آلــه وسـلم ـ كـان فـي كـل غـداة بعــد اعتدالـه مـن الركـوع يقــول " اللهــم اهدنـي فيمـن هديـت ..... " ويرفـع بذلـك صوتـه ،

ويؤمِّـن أصحابه دائمًـا ، إلـى أن يفـارق الدنيـا ، ثـم لا يكــون ذلـك معلومًـا عنـد الأمـة بـل يضيعـه أكثـر أمتـه ، حتـى يقـول الصحابـي : إنـه محـدث كمـا قـال سـعد بـن طـارق الأشـجعيِّ . الوجيز / ص : 110 .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق