زهور السنة
إنَّ الحَمْدَ لله، نَحْمَدُه، ونستعينُه، ونستغفرُهُ، ونعوذُ به مِن شُرُورِ أنفُسِنَا، وَمِنْ سيئاتِ أعْمَالِنا، مَنْ يَهْدِه الله فَلا مُضِلَّ لَهُ، ومن يُضْلِلْ، فَلا هَادِي لَهُ. وأَشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وأشهدُ أنَّ مُحَمَّدًا عبْدُه ورَسُولُه
ثم أما بعد فهذه مشاركات متجددة الهدف منها بيان أهمية العزو والتخريج والتحقيقمع اشتراطنا على أنفسناألا نأتي إلا بما صح منها وتقديم القرينة على ذلكبعزو كل حديث لمصدره من حيث التخريج ،والتحقيق إذا كان في غير الصحيحين
توطئة
إن حفـظ السنة من حفظ القرآن قال تعالى : "إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ . "سورة الحجر / آية : 9 .
فالله عز وجل قد يسَّرَ لكتابه من الدواعي المُلزمة بحفظه ، وقدر له من الأسباب القاضية بحراسته ، مع إحاطته بعنايته وإرادته ما عصمه الله به من الضياع والفقد ، والزيادةوالنقص ، والتحريف والتبديل .
أما السنة النبوية المطهرة
فهي محفوظة في جملتها بحفظ الله عز وجل ،لم يُضِعْ منها شيء ، ذلك لأن إرادة الله سبحانه وتعالى حفظ الذكر تقتضي أيضًا حفظ السنة ،لأنها مبينة له ، ففيها شرح مقاصده ، وتفصيل مجمله ، وتخصيص عمومه ، وتقييد مطلقه ،والدليل على منسوخه ،......قال تعالى"وَأَنزَلْنا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِمَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ" .سورة النحل / آية : 44
فضياع الـنة إذن ـ بغير شك ـ ضياعلجملة من الدين ولقد حاول بعض المفسدين لأسباب مختلفة ،أن يدسوا في السنة ما ليس منها ،فحدَّثوا كذبًا على رسول الله ـ صلىالله عليه وآله وسلم ـ ، وتقوَّلوا عليه ما لم يقل ، فوضعوا ألوفًا من الأحاديث المكذوبة على لسانه صلى الله عليه وسلم ، ولكن شاء الله تبارك وتعالى أن يحفظَلهذه الأمة دينها ، فقيض للسنة رجالاً أفذاذًا من خيرةالمسلمين دينًا وأمانة وكفاءة ، فوضعواأدق المناهج العلمية وأعظم القواعدالنقدية التي يتميز بها الحديثالصحيح من غيره ، ثم عكف هؤلاء الأئمة الأفذاذ على جمعالحديث وطلب أسانيده ، وقاموا بتدوينه ، ونقد رجاله ، وتمحيص متونه ،
وأقاموا صرحًا شاهقًا من العلوموالمؤلفات الحديثية ،فألَّفوا في صحيحه ، وضعيفه ، وعلله ، ورجاله ، وطبقات رواته ، وسائر
فنونه التي تُيَسِّر للباحث التمييز بين ما يصح نسبته إلى النبي ـ صلىالله عليه وسلم ـ وما لا يصحنسبته إليه .والناظر بعين الإنصاف إلى هذه المؤلفات الكثيرة القيمة ـ في فنون الحديث وعلومه ـ يدرك أنهلم يتوفر لشيء من الكتب على وجهالأرض بعد كتاب الله عز وجل ،ما توفر للسنة النبوية من منهج دقيق ، وتطبيق واع ، وصدقٍبالغ ، وإتقان كامل ، وحرص شديدعلى حفظها وصيانتها .
ولا يفوتني عندئذ أن أنبه على ضرورةأن يتحرىالمسلمون في رواية الحديث والاستشهادبه ، أو استخدامه في الوعظ والتعليم ،غير ذلك ،فلا يذكروا على لسان النبي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـإلا ما يستوثقون من قبوله وعدم رده ،ويتأكدون من توثيق أهل العلم لإسناده .
......................................
أصل المعلومة مقتبس من مقدمة جامع الأحاديث القدسية / ج : 1 / ص : 10 . إعداد عصام الدين الصبابطي/بتصرف.
مكانة السـنة
~0 ~0 ~ 0~ 0~ 0
اهتمامنا بالسنة ليس اهتمام دراسة فحسب~0 ~0 ~ 0~ 0~ 0
ولكن اهتمام اعتقاد بالدرجة الأولى ، اهتمام منهج ،
كيف تتجه .
فالسنة ليست فرعًا من فروع العلم ،ولكنها أصل هذا الدين مع كتاب الله تبارك وتعالى ،فلا تنفك السنة عن القرآن ، ولا ينفك القرآن عنِ السنةِ .
* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " تركتُ فيكم شيئين ، لن تضلوا بعدهما : كتاب الله ، وسنتي ، ولن يتفرقا حتى يردا عليَّ الحوضَ " . أخرجه الحاكم . وصححه الشيخ الألباني في : صحيح الجامع الصغير وزيادته / الهجائي / ج : 1 / حديث رقم : 2937 / ص : 566 .
* وكل مسـلم لا يصح إسلامُهُ إلا أنْ ينتميَ إلى سنةِ الرسولِ الكريمِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ .
فالشهادتان ! هل يصح إسلامُ أحدٍ بشهادة أن لا إله إلاالله وحدها ؟ ! . لا ، هناك شهادة قرينة مع شهادة أن لا إله إلا الله ، هي : " أن محمدًا رسولُ اللهِ " ،
معنى شهادة" أن لا إله إلا الله "أي لامعبود بحق إلا الله
معنى شهادة: " أن محمدًا رسولُ الله " ، أي تجريد المتابعة لرسولِ الله صلى الله عليه وسلم ،فهذا يُلزم باتباع هذا الرسول الأمي ، وأن يُتخذ قدوة كما نص القرآن الكريم ،
قال تعالى" مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللهَ ... " . سورة النساء / آية : 80 .
وقال تعالى "قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ ... " .سورة آل عمران : آية : 31 .
تحذير
* عنِ المِقْدام بن معدي كَـرِبٍ ،عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال"ألا
إنِّي أوتيتُ الكتابَ ومثلَهُ معهُ ، لا يُوشِكُ رجُلٌ شبعانٌ على
أريكتِهِ يقولُ عليكُم بِهذَا القُرآنِ فما وجدتُم فيهِ مِن حَلالٍ
فأحلُّوه وما وَجدتُم فيهِ مِن حرامٍ فحرِّمُوه ، ألا لا يحلُّ لكُم لحمُ
الحِمارِ الأهليِّ ، ولا كلِّ ذي نابٍ من السَّبُعٍ ، ولا لُقَطةِ معاهَدٍ
، إلَّا أن يستَغني عَنها صاحبُها ، ومَن نزل بقومٍ فعليهِم أن يُقْرُوه ،
فإن لَم يُقْرُوه فله أن يُعْقِبَهُمْ بمثلِ قِرَاه"الراوي
: المقدام بن معد يكرب الكندي | المحدث :
الألباني | المصدر :
صحيح أبي داود-الصفحة أو الرقم: 4604 | خلاصة حكم المحدث : صحيح. الدرر.
* قال أبو داودفي سننه :حدثنا أحمد بن حنبل وعبد الله بن محمدالنفيلي ،قالا أخبرنا سفيان ، عن أبي النضر ،عن عبيد الله بن أبي رافع ،عن أبيه ،عنِ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال :" لا أُلفين أحدكم متكئًا على أريكته ،يأتيه الأمر من أمري ، مما أمرتُ بـه أو نهيتُ عنه ،فيقول : لاندري ، ما وجدنا في كتاب الله اتبعناه" .رواه أبو داود في عون المعبود ( ج : 12 / ص : 356 ) . والترمذي . وابن ماجه .الجامع الصحيح مما ليس في الصحيحين / ج : 1 / ص : 67 / تحقيق الشيخ مقبل بن هادي الوادعي .
قال تعالى"قُلْ أَطِيعُواْ اللهَ وَالرَّسُولَ ".سورة آل عمران / آية 32 .الآية
ـفالسنة كالقرآن في تحليل الطيبات ،وتحريم الخبائث،
وَرَدّ حرف صحَّ عنِ النبيِّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ كَرَدّ حرف من كلام الله جل وعلا. وقد توعد اللهُ سبحانه الذين يخالفون سنة النبـي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال :
" وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ " .سورة الحشر / آية : 7 .
* قال أبو داودفي سننه :حدثنا أحمد بن حنبل وعبد الله بن محمدالنفيلي ،قالا أخبرنا سفيان ، عن أبي النضر ،عن عبيد الله بن أبي رافع ،عن أبيه ،عنِ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال :" لا أُلفين أحدكم متكئًا على أريكته ،يأتيه الأمر من أمري ، مما أمرتُ بـه أو نهيتُ عنه ،فيقول : لاندري ، ما وجدنا في كتاب الله اتبعناه" .رواه أبو داود في عون المعبود ( ج : 12 / ص : 356 ) . والترمذي . وابن ماجه .الجامع الصحيح مما ليس في الصحيحين / ج : 1 / ص : 67 / تحقيق الشيخ مقبل بن هادي الوادعي .
قال تعالى"قُلْ أَطِيعُواْ اللهَ وَالرَّسُولَ ".سورة آل عمران / آية 32 .الآية
ـفالسنة كالقرآن في تحليل الطيبات ،وتحريم الخبائث،
وَرَدّ حرف صحَّ عنِ النبيِّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ كَرَدّ حرف من كلام الله جل وعلا. وقد توعد اللهُ سبحانه الذين يخالفون سنة النبـي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال :
" وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ " .سورة الحشر / آية : 7 .
الشيخ الألباني يحذر
قال الشيخ الألباني ـ رحمه الله تعالى - :.................................... .........،
من البديهي بعد هذا أن نقول إن السنة التي لها هذه الأهمية في التشريع ، إنما هي السـنة الثابتة عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالطرق العلمية والأسانيد الصحيحة المعروفة عند أهل العلم بالحديث ورجاله . وليست هي التي في بطون مختلف الكتب من التفسير والفقه والترغيب والترهيب والرقائق والمواعظ وغيرها ، فإن فيها كثيرًا
من الأحاديث الضعيفة والمنكرة والموضوعة وبعضها مما يتبرأ منه الإسلام .وقبل أن أنهي كلمتي هذه أرى أنه لابد لي من أن ألفت انتباه الإخوة الحاضرين إلى حديث مشهور - لغة -قَلَّمَا يخلو منه كتاب من كتب أصول الفقه أو غيرهم ، لضعفه من حيث إسناده ، ولتعارضه مع ما انتهينا إليه في هذه الكلمة من عدم جواز التفريق في التشريع بين الكتاب والسنة ـ الصحيحة ـ ،ووجوب الأخذ بهما معًا ألا وهو : " حديث معاذ " :
* عن أناس من أهل حمص من أصحاب معاذ بن جبل ، أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لما أراد أن يبعث معاذًا إلى اليمن قال " كيف تقضي إذا عرض لك قضاء ؟ ". قال : أقضي بكتاب الله . قال " فإن لم تجد في كتاب الله ؟ " .قال : فبسنة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ .قال : " فإن لم تجد في سنة رسول الله ولا في كتاب الله ؟ " قال : أجتهد برأيي ولا آلو ،فضرب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ صدره فقال " الحمد لله الذي وفق رسولَ رسولِ الله لما يُرْضي رسولَ اللهِ "
أبو داود / تحقيق الشيخ الألباني / كتاب القضاء ( 18 ) / باب( 11 ) اجتهاد الرأي في القضاء / حديث رقم : 3592 / ص : 644 / وضعفه الألباني 0 وهذه رواية أبي داود .ورواه الترمذي /13- كتاب الأحكام / 3- باب / حديثرقم :1327/ ص : 313 / التحقيق:حديث ضعيف
أما ضعف إسناده : فلا مجال لبيانه الآن . وقد بينتُ ذلك بيانًا شافيًا ربما لم أسبق إليه ، في : " سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السئ على الأمة " .
وحسبي الآن أن أذكر أن أمير المؤمنين في
الحديث ، الإمام البخاري ـ رحمه الله ـ ،قـال فيه : حديث منكر .
وبعد هذا ، يجوز لي أن أشرع في بيان التعارض الذي أشرتُ إليه فأقول : إن حديث معاذ هذا يضع للحاكم منهجًا في الحكم ،على ثلاث مراحل ، لا يجوز أن يبحث عنِ الحكم في الرأي إلا بعد أن لا يجده في السنة ،ولا في السنة إلا بعد أن لا يجده في القرآن وهو بالنسبة للرأي منهج صحيح لدى كافة العلماء ، وكذلك قالوا : إذا ورد الأثر بَطُل النظر .ولكنه بالنسبة للسنة ليس صحيحًا ،لأن السنة حاكمة على كتاب الله ومُبَيِّنة له ، فيجب أن يبحث عن الحكم في السنة ولو ظن وجوده في الكتاب لِمَا ذكرنا . فليست السنة مع القرآن ، كالرأي مع السنة كلا ! ثم كلا ! بل يجب اعتبار الكتاب والسنة مصدرًا واحدًا لا فصل بينهما أبدًا كما أشار إلى ذلك قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ :
* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ " تركت فيكم شيئين ، لن تضلوا بعدهما : كتاب الله ،وسنتي ولن يتفرقا حتى يردا عليَّ الحوضَ " . أخرجه الحاكم / صحيح . صحيح الجامع الصغير وزيادته / الهجائي / ج : 1 / حديث رقم : 2937 / ص : 566 .
* وعن المقدام بن مَعْدِيكرب قال : قال رسول الله ـ صلى الله وسلم ـ :" ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه ، "
رواه أبو داود / كتاب السنة ( 34 ) / باب ( 6 ) / حديث رقم : 4604 / ص : 831 / صحيح.
رسالة : منزلة السنة في الإسلام / للشيخ الألباني / بتصرف.
صور حية
لقاؤنا اليوم مع صور حية من حرص السلف الصالح من الصحابة والتابعين وغيرهم على حديث رسول الله الله صلى الله عليه و سلم و اجتهادهم في ألا يفوتهم شيء منه،
فمن ذلك ما رواه البخاري في صحيحه بسنده إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه، قال:كنت أنا وجار لي من الأنصار ، في بني أمية بن زيد ، وهي من عوالي المدينة ،وكنا نتناوب النزول على رسول اللهصلى الله عليه وسلم ، ينزل يومًا وأنزل يومًا ، فإذا نزلت جئته بخبر ذلك اليوم من الوحي وغيره ، وإذا نزل فعل مثل ذلك ،فنزل صاحبي الأنصاري يوم نوبته ، فضرب بابي ضربًا شديدًا ، فقال : أثم هو ؟ ففزعت فخرجت إليه ، فقال :قد حدث أمر عظيم . قال : فدخلت على حفصة فإذا هي تبكي ، فقلت : طلقكن رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قالت :لا أدري ،ثم دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم فقلت وأنا قائم : أطلقت نساءك ؟ قال : "لا ". فقلت :الله أكبر ". صحيح البخاري / 3- كتاب العلم / 27- باب التناوبفي العلم/حديث رقم : 89 / ص: 22 ./ طبعة دار ابن الهيثم . متون فقط .
ولم يكن اهتمام النساء وحرصهن على حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم بأقلَّ من اهتمام الرجال،فقد روى البخاري في صحيحه بسنده إلى أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال:
قالت النساء للنبي صلى الله عليه و سلم "غَلَبَنا عليك الرجال، فاجعل لنا يومًا من نفسك، فوعدهنيومًا لقيهنَّ فيه، فوعظهن وأمرهن"
صحيح البخاري / 3- كتاب العلم / 35- باب هل يجعل للنساءيوم على حِدة في العلم /حديث رقم : 101 / ص: 23./ طبعة دار ابن الهيثم . متون فقط .
ولم يقتصر هذا الاهتمام والحرص ،على زمن الرسول فحسب، بل استمرالحال بعد انتقاله صلى الله عليه و سلم إلى الرفيق الأعلى.
لم يقتصر هذا الاهتمام والحرص
على
حديث رسول الله الله صلى الله عليه و سلمو اجتهادهم في ألا يفوتهم شيء
منهعلى زمن الرسول فحسببل استمرالحال بعد انتقاله صلى الله عليه و سلم إلى
الرفيق الأعلىهذا الحرص نابع من تربية إيمانية صحيحة مبنية علىإخلاص العمل وصوابه :أي إخلاصه لله ؛على نهج رسول الله
فحين خَلُصَت نفوس المؤمنين بـ " لا إله إلا الله "من ألوان الشرك المختلفة ، فقد حدث فينفوسهم تحول هائل كأنه ميلاد جديد .لم يكن مجرد التصديق ، ولا مجرد الإقرار
لقد كان كأنه إعادة ترتيب ذرات نفوسهم على وضع جديد ،كما يُعاد ترتيب الذرات في قطعة الحديد ،فتتحول إلى طاقة مغناطيسية كهربائية كان الاهتداء إلى " الحق " هائل الأثر في كل جوانب حياتهمكان في حسهم أن حياتهم كلها عبادة ،وأن الشعائر إنما هي لحظات مركزة ، يتزود الإنسان فيها بالطاقة الروحية التي تعينه على أداء بقية العبادة المطلوبة منه كانوا يقومون بالعبادة وهم يمارسون الحياة في شتَّى مجالاتها ،كانوا يذكرون الله فيسألون أنفسهم :هل هم في الموضع الذي يُرضي الله ،أم فيما يُسخط الله ؟
فإن كانوا في موضع الرضى حمدوا الله ،وإن كانوا على غير ذلك استغفروا الله وتابوا إليه .وكانوا يذكرون الله ، فيسألون أنفسهم :ماذا يريد الله منا في هذه اللحظة ؟ !أي : ما التكليف المفروض علينا في هذه اللحظة ؟ !إذا كان التكليف "وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ".سورة النساء / آية : 19 .
كان ذكر الله مؤديًا إلى القيام بهذا الواجب الذي أمر به الله تجاه الزوجات .
وإذا كان التكليف"قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا ." .سورة التحريم / آية : 6 .
كان ذكر الله مؤديًا إلى القيام بتربية الأهل والأولاد على النهج الرباني الذي يضبط سلوكهم بالضوابط الشرعية .
وإذا كان التكليف
"فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ " .سورة الملك / آية : 15 .
كان مقتضى ذكر الله ، هو المشي في مناكب الأرض وابتغاء رزق الله في حدود الحلال الذي أحلَّهُ الله ، لأنه إليه النشورفيحاسب الناس على ما اجترحوا في الحياة الدنيا .
وهكذا ... فقد فهموا أن الصلاةَ والنُّسُك أى : الشعائر : إنما هي المنطلق الذي ينطلق منه الإنسان ليقوم ببقية العبادة التي تشمل الحياة كلها ، بل الموت كذلك .
فالشعائر مجرد محطات شحن للانطلاق إلى بقية العبادة ،ويشمل ذلك الموت .الموت في حد ذاته لا يمكن أن يكون عبادة بطبيعة الحال ، لأنه لا خيار للإنسان فيه ، ولكن المقصود في قوله تعالى"وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لاَ شَرِيكَ لَهُ " . سورة الأنعام / آية : 162 ، 163
هو أن يموت الإنسان غير مشرك بالله ،وذلك هو الحد الأدنى الذي يكون به الإنسان في موته عابدًا لله ،أما الحد الأعلى فهو أن يكون موتُه في سبيل الله.
فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم * * "* * ** إن التشبه بالكرام فلاح
لما
كان الحرص على حديث رسول الله الله صلى الله عليه و سلمنابعًا من تربية
إيمانية صحيحة مبنية على إخلاص العمل وصوابه أي إخلاصه لله ؛على نهج رسول
اللهلذا
لم يقتصر هذا الاهتمام والحرص على زمن الرسول فحسب،بل استمر الحال إلى الأزمنة والأجيال التالية
فقد أخرج الحاكم في مستدركه، عن ابن عباس رضي الله عنهما ، قال"لما قُبِضَ رسول الله صلى الله عليه و سلم قلت لرجل هلمَّ فلنتعلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فإنهم كثير،فقال :العجب والله لك يابن عباس ، أترى الناس يحتاجون إليك وفي الناس من ترى من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فركبت ذلك وأقبلت على المسألة وتتبع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن كنت لآتي الرجل في الحديث يبلغني أنه سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتوسد ردائي على باب داره، تسفي الرياح عليَّ وجهي حتى يخرج إليَّ فإذا رآني قال:يا ابن عم رسول الله صلى الله عليه و سلم ما لك ؟
قلت :حديث بلغني أنك تحدثه عن رسول الله صلى الله
عليه وسلم فأحببت أن أسمعه منك .فيقول : هلاَّ أرسلت إليّ فآتِيَك؟.فأقول : أنا كنت أحق أن آتيك، وكان ذلك الرجل يراني فذهب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد احتاج الناس إليَّ . فيقول : أنت أعلم مني
مجمع الزوائد للهيثمي حديث رقم 9/280 خلاصةالدرجة : رجاله رجال الصحيح الدرر السنية.
* قال ابن عبد البر وغيره:
"الحجة عند التنازع السنة فمن أدلى بها فقد أفلح"أ.هـ
كتاب: القول المبين في أخطاء المصلين.
وهكذا كان اهتمام الصحابة رضي الله عنهم، ومن بعدهم في حفظ السنة ونقلها، جيلاً بعد جيل رواية وحفظًا وعملاً
فتأدبوا حتى وإن اختلفت مذاهبهم وأفهامهم للسنة.ا.هـ
*نقل الحافظ الذهبي في سِيَر أعلام النبلاء،في ترجمة الإمام الشافعي، عن الإمام الحافظ أبي موسى يونس بن عبد الأعلى الصدفي المصري،أحد أصحاب الإمام الشافعي،
أنه قال : ما رأيت أعقل من الشافعي، ناظرتُه يوماً في مسألة، ثم افترقنا،ولقيني، فأخذ بيدي ثم قال أيا أبا موسى :ألا يستقيم أن نكون إخواناً، وإن لم نتفق في مسألة . قال الذهبي : هذا يدلُّ على فقه الإمام وفقه نفسه،
فمازال النظراء يختلفون.
* وفي سِيَر أعلام النبلاء أيضًا في ترجمة الإمام إسحاق بن راهويه : قال أحمد بن حفص السعدي :
سمعت أحمد بن حنبل الإمام يقول :لم يعبر الجسر إلى خراسان مثل إسحاق وإن كان يخالفنا في أشياء، فإن الناس لم يزل يخالف بعضهم بعضًا.
*وروى الحافظ المؤرخ الإمام أبو عمر بن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله" في باب إثبات المناظرة والمجادلة وإقامة الحجة :
- عن محمد بن عتاب بن المربع قال :سمعت العباس بن عبد العظيم العنبري، أخبرني قال : كنت عند أحمد بن حنبل وجاءه علي بن المديني راكبًا على دابة قال : فتناظرا في الشهادة وارتفعت أصواتهما، حتى خفت أن يقع بينهما جفاء. وكان أحمد يرى الشهادة، وعلي يأبى ويدفع،
فلما أراد عليُّ الانصراف، قام أحمد فأخذ بركابه.
فتأدبوا حتى وإن اختلفت مذاهبهم وأفهامهم للسنة
فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم * * "* * ** إن التشبه بالكرام فلاح
جـــزاء مـن يخالـف السـنة
توعد الله سبحانه الذين يخالفون سنة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال تعالى"مَّا أَفَاء اللهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْـلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لاَ يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الأَغْنِيَاء مِنكُمْ وَمَـآ أتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ "سورة الحشر / آية : 7 فدل على أن من خالف سنة الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ فيما أُمر به أو نُهيَ عنه ؛ أنه مُعَرَّض لعقاب الله عز وجل وقال تعالى "فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ " سورة القصص/ آية : 50 .
* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال " كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى " .قالوا : يا رسول الله ومن يأبى . قال" من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى " . صحيح البخاري / ( 96 ) ـ كتاب : الاعتصام بالكتاب والسنة /باب ( 2 ) / حديث رقم : 7280 /ص : 845 .
ومما يبين عقوبة من خالف أمر اللِه ورسولِه ـ صلى الله عليه وسلم ـ الحديث الآتي : قال الإمام مسلم في صحيحه:حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال: حدثنا زيد بن الْحُبابِ ،عن عِكرمة بن عمار ، قال حدثني إياسُ بنُ سلمة بن الأكوع ؛ أن أباه حدثهُ ؛ أن رجلاً أكل عند رسول الله ـ رضي الله عنه ـ بشماله ، فقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ " كل بيمينك " . قال : " لا أستطيع " . قـال " لا استطعت " . ما منعه إلا الكِبْرُ .قال : فما رفعها إلى فيه .صحيح مسلم / ( 36 ) ـ كتاب : الأشربة / ( 13 ) ـ باب : آدابالطعام والشراب وأحكامها / حديث رقم : 2021 / ص : 528 .
فهذه عقوبة عاجلة ـ والعياذ بالله ـ فهذا دليل على أن من خالف سنة الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ تكبرًا أنه مُعَرَّض للعقوبة والعياذ بالله .
وعلى النقيض الحديث الآتي :
* عن عبد الله بن عباس ـ رضي الله عنهما ـ ؛ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ رأى خاتمًا من ذهب فـي يد رجـل . فنزعه فطرحه وقال "يعمد أحدكم إلى جمرة من نار فيجعلها في يـده "فقيل للرجل ، بعد ما ذهب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ خذ خاتمك انتفع به،قال : لا .والله ! لا آخذه أبدًا وقد طرحه رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ .
صحيح مسلم / ( 37 ) ـ كتاب : اللباس والزينة / باب : ( 11 ) /حديث رقم : 2090 / ص : 547 .
فانظر الفرق بين الرجلين في الامتثال . فالأول يقول : لا أستطيع تكبرًا والعياذ بالله ،وهذا قال : والله لا آخذ هذا الخاتم وقد طرحه رسـول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ،رغم إباحة الانتفاع به - بيعه أو ... - فهذا هو الإيمان ، وهذا هو الامتثال العظيم ، والحرص على المتابعة .مكانة السنة في الإسلام / الفوزان / ص : 17 / .بتصرف .
النجـــاة ... النجـــاة
لننجي أنفسنا علينا التأسي بالرعيل الأول ،كان اهتمام الصحابة ، رضي الله عنهم ، ومَنْ بعدَهُم، حفظ السنة ونقلها ، جيلاً بعد جيل رواية وحفظًا وعملاً ،فتأدبوا حتى وإنِ اختلفت مذاهبُهُم وأفهامهم للسنة ، من البديهي بعد هذا أن نقولإن السنة التي لها هذه الأهمية في التشريع ،
إنما هي السنة الثابتة عن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، بالطرق العلمية والأسانيد الصحيحةالمعروفة عند أهلِ العلمِ بالحديث ورجاله.
لذا ننبه على :
أولاً : أهمية التخريج والتحقيق.
ثانيًا :ننبه على أمر آخر قد يغفل عنه الكثير منا وهو أن مسئولية الناقل لا تنتهي بقوله منقول إذا نقلت ،فأنت مسئول أمام الله عن كل كلمة نقلتها حتى كلمات الشكر لا تقرأ مشاركة ثم تكتب جزاك الله خيرًا، إلا بعد أن تعيها لأن شكرك إقرارلما شكرت عليه ، ولا تهدي بطاقة أو كُتيب أو كتاب لأحد دون الاستوثاق من صحة ما ورد به .وهذا إجمال لما أردنا وسنفصله بحول من الله وقوة .
*.*.*.*.*.*.*.*
أهميــة التخريــج والتحقيــق
ما هو التخريج ؟
التخريج :
أ ـ فـي اللغة : التخريج على وزن " تفعيل " بمعنى
الإخراج ، كتكريم بمعنى الإكرام ، وهو في أصلاللغة مأخوذ من خرج ، فهو النفاذ من الشيء ، واختلاف لونين .
ب ـ في اصطلاح المحدثين : عزو الحديث إلى مَنْأخرجه من أئمة الحديث ،فالتخريج هو عزو الحديث أو الأثر لمصادره الأصلية المسندة مثل الصحيحين والسننوالمسانيد كأن يقال بعد ِذكر الحديث :
" رواه الترمـذي / 1 / 270 " أو " رواه ابـن ماجـه / 3 / 60 " .
* وهذا لا يعني صحة الحديث أو ضعفه لأن الترمذي
على سبيل المثال لا الحَصْر روى في سننه أحاديث كثيرة منها الصحيح ومنها الضعيف ، وكذلك ابن ماجه ، والنسائي ، وأبو داود ، وغيرهم من أصحاب كتب الحديث ، ما عدا البخاري ومسلمًا ، اللذين يكفي
منهما قول " رواه البخاري " أو " مسلم " .
وسنستأنس قريبًا بكلام العلماء بهذا الشأن فالتخريج لا يدل على صحة الحديث مـن ضعفه ،وإنما يدل على المكان الذي روي فيه .
وفائدتـه : تسهيل تتبع الحديث ، لتتم دراسته سواءمن حيـث فقهه ، أو تحقيقه ...
*.*.*.*.*.*.*.*
مــا هــو التحقيــق ؟
فهو ذكر مرتبة الحديث من حيث القبول أو الرد .
رسالة الطريق إلى الجنة / ص : 10 / بتصرف .
فالحديث المقبول : يجب اعتقاد صحة ما جاء فيه ، لثبوته وصحته عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ،ومتابعة أحكامه
والحديث المردود :
يجب رده ، وعدم العمل به ، لضعفه وعدم ثبوته عن رسول الله ، صلى الله عليه وسلم .
ينقسم الحديث المقبول بالنسبة إلى تفاوت مراتبه إلى أربعة أقسام هي :
القسم الأول : الحديث الصحيح لذاته
القسم الثاني : الحديث الحسن لذاته
القسم الثالث : الحديث الصحيح لغيره
القسم الرابع : الحديث الحسن لغيره
فوائــد التخريــج والتحقيـق
* توثيق الحديث ـ موضوع التخريج ـ ومعرفة درجته في اصطلاح المحدثين .
* معرفة الزيادة والنقص في متن الحديث ، فيعرف ما هـو صحيح وما هو شاذ أو منكر أو مدرج .
* معرفة الوجوه المختلفة لرواية الحديث مما يساعد في الاستنباط الصحيح للأحكام الفقهية .
* تصويب النص مما يقع في التصحيف أو التريف ، فنخلص إلى نص صحيح منضبط الألفاظ .
* تصويب الأسماء في الإسناد ، وتوضيح المبهماتوالمهملات منها ، وضبطها الضبط الصحيح ، وغير ذلك .
* فائدة تعود للباحث نفسه : وهي تكوين ملكة علمية لديه في اتقان وسرعة تصويب وعزو النصوص وتوثيقها ، واطلاعه على أوجه الاحتمالات للنصوص العلمية ورواياتها ، كما يزيد من أفقه العلمي من الاطلاع على أساليب العلماء في العزو والجرح والتعديل والاستنباط أيضًا .
* التحصن من الوقوع في الكذب عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " كفى بالمرءِ كذبًا (1) أن يحدِّث بكل ما سمع " .
رواه مسلم في مقدمته / باب : النهي عن الحديث بكلما سمع / حديث رقم : 5 / ص : 5 . وصححه الشيخ محمد ناصر الدين الألباني في : صحيحالجامع الصغير وزيادته / المجلد الثاني / حديث رقم : 4483 /ص : 827 .
( 1 ) وفي رواية أبي داود " كفى بالمرء إثمًا أن يحدث بكل ما سمع " .
سنن أبي داود / تحقيق الشيخ الألباني / ( 35 ) ـ أول كتاب الأدب / ( 88 ) ـ باب : [ في ] التشدد في الكذب / حديث رقم : 4992 / التحقيق : صحيح .
وسيأتي عرض وتفصيل ما يخص هذا الباب إن شاء الله .
* رجاء الفوز بالنضارة الموعودة :
* قال أبو داود في سننه: حدثنا مسدد ، قال : حدثنا يحيى ، عن شعبة ، قال : حدثني عمر بن سليمان من ولد عمر بن الخطاب ، عن عبد الرحمن بن أبان ، عن أبيه ، عن زيد ابن ثابت ، قال : سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول " نضر الله امرءًا سمع منا حديثًا فحفظه حتى يُبَلِّغَهُ ، فرُب حاملِ فقه إلى من هو أفقه منه ، ورُب حاملِ فقه ليس بفقيه " سنن أبي داود / تحقيق الشيخ محمد ناصر الدين الألباني /19 ـ كتاب : العلم / ( 10 ) ـ باب : فضل نشر العلم / حديث رقم : 3660 / التحقيق : صحيح .
وهل هذا يُنال إلا إذا كان ما يبلغه عن الحبيب صلى الله عليه وسلم صحيحًا ! ! منقول بتصرف .
* * * * *
نصيحة غالية
اقتباس:
وهل هذا يُنال إلا إذا كان ما يبلغه عن الحبيب صلى الله عليه وسلم صحيحًا ! |
حذاري أن تقع في الكذب حيث لاتدري
ما هو الكذب ؟ ! .
هو الإخبار عن الشيء على غير حقيقته .فإذا كان هذا الإخبار للشيء على غير الحقيقة بتعمد ،فهو كذب لغة وشرعًا .
وإذا كان هذا الإخبار للشيء على غير حقيقته بغير تعمد
فهو يَصْدُق عليه أنه كذب لغة ، ولم يكن كذبًا شرعًا
ولذلك حُمِلَ الحديث الذي هو في مقدمة (1)مسلم في صحيحهوهو صحيح وسيأتي تخريجه وتحقيقه بالتفصيل بعد قليل *
" من حدَّث عني بحديث وهو يَرَى أو يُرَى أنه كذبفهو أحد الكاذِبِينَ أو الكاذِبَيْنِ " .
فعلى الرواية التي بها الكاذِبَيْنِ :أي أن هناك كاذبٌ اختلق هذا الحديث ، وهناك كاذبٌ آخر ساهم في نشر هذا الحديث وترويجهولو بحسن نية ( يُرَى ). فكلاهما يصدق عليه أنه كاذب .
فالكذب في اللغة هو الإخبار عن شيء بخلاف حقيقته .
*فالمقصود هنا أنني أنصح نفسي وإخواني بالتحريوالتثبت فيما ننقُل .
وكان أهلُ العلم قديمًا يصفون الراوي بالعبادة وبالزهد
وبالورع ، ومع ذلك لا يقبلون حديثه .
بل في مقدمة مسلم هذه التي أشرتُ إليها ، يذكر الإمام مسلم عن يحيى بن سعيد القطان وبعض أهل العلم أنهم قالوا " ما رأينا الصالحين أكذب منهم في شيءٍ منهمفي الحديث ، يجري الكذبُ على ألسِنتهم ولا يتعمدونه " .
*قال ابن ماجه في سننه :حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وسويد بن سعيد وعبد الله بن عامر بن زرارة وإسماعيل بن موسى، قالوا :حدثنا شريك، عن سماك، عن عبد الرحمن بن
عبد الله بن مسعود عن أبيه قال :قال رسول الله صلى الله عليه" من كَذَبَ عليَّ متعمدًا ، فليتبوأ مقعده من النار "
سنن ابن ماجه . تحقيق الشيخ الألباني / الأبواب الأولى / ( 4 ) باب التغليظ
في تعمد الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم / حديث رقم : 30 /
ص : 18 /التحقيق: صحيح ، بل متواتر .
* عن عامر بن عبد الله بن الزبير ، عن أبيه قال :قلتُ للزبير بن العوام : مالي لا أسمعُكَ تُحدِّثُ عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ كما أسمعابنَ مسعودٍ وفلانًا وفلانًا ؟ ! . قال :أما إني لم أفارقه منذ أسلمتُ ، ولكني سمعتُ منه كلمةً ، يقول " من كذب عليَّ متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار " .
سنن ابن ماجه / تحقيق الشيخ الألباني / كتاب : / باب : ( 4 ) /حديثرقم : 36 /ص : 19 / صحيح .
* قال ابن ماجه في سننه
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ،قال: حدثنا علي بن هاشم ،
ما هو الكذب ؟ ! .
هو الإخبار عن الشيء على غير حقيقته .فإذا كان هذا الإخبار للشيء على غير الحقيقة بتعمد ،فهو كذب لغة وشرعًا .
وإذا كان هذا الإخبار للشيء على غير حقيقته بغير تعمد
فهو يَصْدُق عليه أنه كذب لغة ، ولم يكن كذبًا شرعًا
ولذلك حُمِلَ الحديث الذي هو في مقدمة (1)مسلم في صحيحهوهو صحيح وسيأتي تخريجه وتحقيقه بالتفصيل بعد قليل *
" من حدَّث عني بحديث وهو يَرَى أو يُرَى أنه كذبفهو أحد الكاذِبِينَ أو الكاذِبَيْنِ " .
فعلى الرواية التي بها الكاذِبَيْنِ :أي أن هناك كاذبٌ اختلق هذا الحديث ، وهناك كاذبٌ آخر ساهم في نشر هذا الحديث وترويجهولو بحسن نية ( يُرَى ). فكلاهما يصدق عليه أنه كاذب .
فالكذب في اللغة هو الإخبار عن شيء بخلاف حقيقته .
*فالمقصود هنا أنني أنصح نفسي وإخواني بالتحريوالتثبت فيما ننقُل .
وكان أهلُ العلم قديمًا يصفون الراوي بالعبادة وبالزهد
وبالورع ، ومع ذلك لا يقبلون حديثه .
بل في مقدمة مسلم هذه التي أشرتُ إليها ، يذكر الإمام مسلم عن يحيى بن سعيد القطان وبعض أهل العلم أنهم قالوا " ما رأينا الصالحين أكذب منهم في شيءٍ منهمفي الحديث ، يجري الكذبُ على ألسِنتهم ولا يتعمدونه " .
*قال ابن ماجه في سننه :حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وسويد بن سعيد وعبد الله بن عامر بن زرارة وإسماعيل بن موسى، قالوا :حدثنا شريك، عن سماك، عن عبد الرحمن بن
عبد الله بن مسعود عن أبيه قال :قال رسول الله صلى الله عليه" من كَذَبَ عليَّ متعمدًا ، فليتبوأ مقعده من النار "
سنن ابن ماجه . تحقيق الشيخ الألباني / الأبواب الأولى / ( 4 ) باب التغليظ
في تعمد الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم / حديث رقم : 30 /
ص : 18 /التحقيق: صحيح ، بل متواتر .
* عن عامر بن عبد الله بن الزبير ، عن أبيه قال :قلتُ للزبير بن العوام : مالي لا أسمعُكَ تُحدِّثُ عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ كما أسمعابنَ مسعودٍ وفلانًا وفلانًا ؟ ! . قال :أما إني لم أفارقه منذ أسلمتُ ، ولكني سمعتُ منه كلمةً ، يقول " من كذب عليَّ متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار " .
سنن ابن ماجه / تحقيق الشيخ الألباني / كتاب : / باب : ( 4 ) /حديثرقم : 36 /ص : 19 / صحيح .
* قال ابن ماجه في سننه
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ،قال: حدثنا علي بن هاشم ،
عن ابن أبي ليلى، عن الحكم عن عبد الرحمن بنأبي ليلى عن عليّ ، عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال :" من حَدَّثَ عني حديثًا وهويُرَى (1) أنه كذبٌ فهو أحدُالكاذِبَيْنِ (2) " .
سنن ابن ماجه / تحقيق الشيخ الألباني / الأبواب الأولى / ( 5 ) - باب من حدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثًا وهويرى أنه كذب / حديث رقم : 38 / ص : 19 / صحيح
( 1 ) يُرَى : يُظَنُّ ، أو : يَرَى : يعتقد .
( 2 ) أحد الكاذِبَيْن : المراد أن الراوي له يشارالواضع في الإثم .حاشية سنن ابن ماجه / ص : 19 .
سنن ابن ماجه / تحقيق الشيخ الألباني / الأبواب الأولى / ( 5 ) - باب من حدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثًا وهويرى أنه كذب / حديث رقم : 38 / ص : 19 / صحيح
( 1 ) يُرَى : يُظَنُّ ، أو : يَرَى : يعتقد .
( 2 ) أحد الكاذِبَيْن : المراد أن الراوي له يشارالواضع في الإثم .حاشية سنن ابن ماجه / ص : 19 .
* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال :قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ :" كفى بالمرءِ كذبًا أن يحدِّث بكل ما سمع " .
رواه مسلم في مقدمته / باب : النهي عن الحديث بكل ما سمع / حديث رقم : 5 / ص : 5 .*وصححه الشيخ محمد ناصر الدين الألباني في: صحيح الجامع الصغيروزيادته /المجلد الثاني / حديث رقم : 4483 / ص : 827 .
وفـي روايـة أبـي داود ( رقـم : 4992 " كفى بالمرء إثمًا أن يحَدث بكل ما سمع "
رواه مسلم في مقدمته / باب : النهي عن الحديث بكل ما سمع / حديث رقم : 5 / ص : 5 .*وصححه الشيخ محمد ناصر الدين الألباني في: صحيح الجامع الصغيروزيادته /المجلد الثاني / حديث رقم : 4483 / ص : 827 .
وفـي روايـة أبـي داود ( رقـم : 4992 " كفى بالمرء إثمًا أن يحَدث بكل ما سمع "
*قال أبو داود في سننه :حدثنا حفص بنعمر،قال: حدثنا شعبة ح وحدثنامحمد بن الحسين ، قال: حدثنا علي بن حفص، قال:حدثنا شعبة ،عن خبيب بن عبد الرحمن،عن حفص بن عاصم:قال: قال: ابن حسين في حديثه عن أبي هريرة ،أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " كفى بالمرءِ إثمًا أنْ يُحَدِّثَ بكلَِّ ما سمعَ "
سنن أبي داود / تحقيق الشيخ محمد ناصر الدين الألباني .محدث العصر .رحمه الله /كتاب الأدب / باب في التشديد في الكذب / حديث رقم : 4992 / التحقيق : صحيح - سلسلة الأحاديث الصحيحة للشيخ محمد ناصر الدين الألباني : حديث رقم :2025.
فلنحذر أن نكتب كل ما سمعنا أو قرأنا ..... دون تحري وتحقيق
(1)الإمام مسلم لم يشترط في مقدمة صحيحه ما اشترطه في صلب صحيحه
ممن نأخذ ديننا ؟
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
فالمقصود هنا أنني أنصح نفسي وإخواني بالتحري والتثبت فيما ننقُل .
ولنفرق بين الديانة والورع ، وبين التحري في العلم والدِّقة
فقد كان أهلُ العلم قديمًا يصفون الراوي بالعبادةوبالزهد وبالورع ، ومع ذلك لا يقبلون حديثه .
ونقل أيضًا عن بعض أهل العلم أنه قال : أدركت كذا وكذا من أهل المدينة ، لو ائتُمِنَ أحدُهم على بيت مالٍ لَحَفِظَهُ ، لكن لا يصح أن يُرْوَى عنهم لأنهم ليسوا من أهل هذا الشأن . وذلك برغم أمانتهم وديانتهم فكثيرٌ منا لا يفرق بين الديانة والورع ، وبين التحري في العلم والدِّقة .
فقد نحب الإنسان لورعِهِ وتقواه وصلاحه وعبادته ، فيترتب عليه أن نقبلَ منه كلَّ ما يقول ،وهذا خطأ ،لأن أهلَ التحري هؤلاء قومٌ كأن اللهَ خلقهم للتحري وللتثبت
الفرق بين الديانة والورع
فقد نحب الإنسان لورعِهِ وتقواه وصلاحه وعبادته ، فيترتب عليه أن نقبلَ منه كلَّ ما يقول ، وهذا خطأ ، لأن أهلَ التحري هؤلاء قومٌ كأن اللهَ خلقهم للتحري وللتثبت
هـذه الكلمات ذكرتني بمقطع صوتي للشيخ العثيمين نبه فيه على مسألة هامة جدًّا عند استقاء المعلومة وضابط هام لهذه العبارة :
فيترتب عليه أن نقبلَ منه كلَّ ما يقول
ولن أقدم لهذا المقطع أكثر من ذلك ولكن أترككم مع تفريغ المقطع الصوتي للشيخ العثيمين : التفريغ قريب جدًّا مـن النقل الحرفي لكلام الشيخ إلا النزر القليل من التصرف لبعض العبارات ،ويرجع للمقطع الصوتي .
أحد محبي الشيخ يلقي قصيدة في حضور الشيخ العثيمين فبدأ هذا الأخ الكريم في الكلام فقال : يا
أمتي إن هذا الليل يعقبه فجرٌ وأنوار في الأرض تنتشر والخير مرتقب والفتح
منتظر وبصحوة بارك الباري مسيرتها بقية ما بها شوبٌ ولا كدرُ ما دام فينا ابن صالح شيخ صحوتنا بمثله يُرجى التأييد والظَّفَرُ . ولن أقدم لهذا المقطع أكثر من ذلك ولكن أترككم مع تفريغ المقطع الصوتي للشيخ العثيمين : التفريغ قريب جدًّا مـن النقل الحرفي لكلام الشيخ إلا النزر القليل من التصرف لبعض العبارات ،ويرجع للمقطع الصوتي .
فأوقف الشيخ العثيمين القارئ وقال بانفعال : أنا لا أوافق علـى هذا ، لا أوافق ، لأنني لا أريد أن يُرْبَطُ الحقُ بالأشخاص فكل شخص يفنى ، فإذا ربطنا الحق بالأشخاص هذا معناه ، إذا مات قد ييأس الناس فأقول : تُبَدِّل البيتَ بأن تقول : ما دام فينا كتاب الله وسنة رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، هذا طيب .
فقال القارئ : ما دام فينا كتاب الله وسنة رسوله ابن العثيمين فقيه . فأوقف الشيخ العثيمين القارئ وقال بانفعال : لا يا شيخ ! أنا أنصحكم الآن وبعد الآن ، أن لا تجعلوا الحق مربوطًا بالرجال ، فالرجال أولاً يَضِلُّون ، حتى ابن مسعود يقول "من كان مستنًّا ، فليستن بمن مات ، فالحي لا تؤمن عليه الفتنة " فيمكن للإنسان أن يغتر بنفسه أعوذ بالله من ذلك ، ويسلك طرقًا غير صحيحة ولذلك أنا أنصحكم الآن أن لا تجعلوا الحق مقيدًا بالرجال .
الرجل : أولاً : لا يأمن الذلل والفتنة .
وثانيًا : أنه سيموت ، لا أحد يبقى ، قال تعالى " وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِّن قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِن مِّتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ " .سورة الأنبياء / آية : 34 .
وثالثًا : إن بني آدم بشر ، ربما يغتر إذا رأى الناس يبجلونه ويكرمونه ، ويقفون حوله ربما يغتر ويظن أنه معصوم ، ويدعي لنفسه العِصمة ، وأن كل شيء يفعله فهو الحق، وكل طريق يسلكه فهو مشروع ، يحصل بذلك الهلاك ، لذلك امتدح رجل رجلاً عند النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، فقال : " ويحك ، قطعتَ عنق صاحبك " .
أنا أشكر الأخ مقدمًا ، وإن لم أسمع ما يقوله فيَّ ، على ما يبديه من الشعور نحوي ، وأسأل الله أن يجعلني عند حسن ظنه وأكثر . ا . هـ .
كل منا يتأمل ويستخلص من كلام الشيخ ـ رحمه الله ـ الخير الكثير والمنهج القويم .
الاستئناس بكلام العلماء
سيأتي الاستئناس بكلام العلماء في هذا إن شاء الله
الأول : للشيخ محمد بن صالح بن عثيمين ـ رحمه الله ـ تحت عنوان : الأمهات الست :
والثاني :
اختصار علوم الحديث لأبي الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير ـ رحمه الله ـ :
خاصة ما ورد تحت عنوان مَسَائِل تَتَعَلَّقُ بِالْحَدِيثِ الصَّحِيحِ .
وهذه قطوف مستخلصة من الموضعَينِ المشار إليهما .
* * البخاري ومسلم اشترطا على نفسيهما الصحة في صحيحيهما .
* * سنن النسائي :
ألف النسائي ـ رحمه الله ـ كتابه " السنن الكبرى " وضمَّنه الصحيح ، والمعلول ، ثم اختصره في كتاب " السنن الصغرى " ، وسماه " المجتبَى " ، جمع فيه الصحيح عنده ، وهو المقصود بما ينسب إلى رواية النسائي من حديث .
و " المجتبى " أقل السنن حديثًا ضعيفًا ، ورجلاً مجروحًا ، ودرجته بعد " الصحيحين " ، فهو ـ من حيث الرجال ـ مقدم على " سنن أبي داود والترمذي ؛ لشدة تحري مؤلفه في الرجال ، قال الحافظ ابن حجر ـ رحمه الله ـ : كم من رجل أخرج له أبو داود والترمذي تجنب النسائي إخراج حديثه ، بل تجنب إخراج حديثه جماعة في الصحيحين " . ا . هـ .
** سنن ابن ماجه :
أقل رتبة من " السنن " : " سنن النسائي وأبي داود والترمذي " ، حتى كان من المشهور أن ما انفرد به ابن ماجه يكون ضعيفًا غالبًا إلا أن الحافظ ابن حجر قال :
ليس الأمر في ذلك على إطلاقه باستقرائي ، وفي الجملة ففيه أحاديث كثيرة منكرة ، والله المستعان .ا . هـ .
وقال الذهبي : فيه مناكير وقليل من الموضوعات . ا . هـ
وقال السيوطي : إنه تفرد بإخراج الحديث عن رجال متهمين بالكذب وسرقة الأحاديث ، وبعض تلك الأحاديث ، لا تُعرف إلا من جهتهم . ا.هـ .
* * مُوَطَّأ مالك : وَقَدْ اِعْتَنَى النَّاسُ بِكِتَابِهِ - اَلْمُوَطَّأِ -وَعَلَّقُوا عَلَيْهِ كُتُبًا جَمًّةً وَمِنْ أَجْوَدِ ذَلِكَ :كِتَابا: اَلتَّمْهِيدِ ، وَاَلاِسْتِذْكَارِ ، لِلشِّيْخِ أَبِي عُمَرَ ابْنِ عَبْدِ الْبَرِّ النَّمْرِيِّ الْقُرْطُبِيِّ ، ـ رَحِمَهُ اللهُ ـ هَذَا مَعَ مَا فِيهِ مِنَ الأَحَادِيثِ الْمُتَّصِلَةِ الصَّحِيحَةِ وَالْمُرْسَلَةِ وَالْمُنْقَطِعَةِ ، وَالْبَلاغَاتِ اللاتِي لا تَكَادُ تُوجَدُ مُسْنَدَةً إِلا عَلَى نُدُورٍ .
* * مُسْنَدُ الإِمَامِ أَحْمَدَ : وَأَمَّا قَوْلُ الْحَافِظِ أَبِي مُوسَى مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الْمَدِينيَّ عَنْ مُسْنَدِ الإِمَامِ أَحْمَدَ إِنَّهُ صَحِيحٌ ، فَقَوْلٌ ضَعِيفٌ ، فَإِنَّ فِيهِ أَحَادِيثَ ضَعِيفَةً ، بَلْ وَمَوْضُوعَةً ، كَأَحَادِيثِ فَضَائِلِ مَرْوٍ ، وَعَسْقَلانَ ، وَالْبَرْثِ الأَحْمَرِ عِنْدَ حِمْصٍ ، وَغَيْرِ ذَلِكَ ، كَمَا قَدْ نَبَّهَ عَلَيْهِ طَائِفَةٌ مِنَ الْحُفَّاظِ .
ثُمَّ إِنَّ الإِمَامَ أَحْمَدَ قَدْ فَاتَهُ فِي كِتَابِهِ هَذَا ـ مَعَ أَنَّهُ لاَ يُوَازِيهِ مُسْنَدٌ فِي كَثْرَتِهِ وَحُسْنِ سِيَاقَتِهِ ـ أَحَادِيثُ كَثِيرَةٌ جِدًّا ، بَلْ قَدْ قِيلَ إِنَّهُ لَمْ يَقَعْ لَهُ جَمَاعَةٌ مِنْ الصَّحَابَةِ الَّذِينَ فِي الصَّحِيحَيْنِ قَرِيبًا مِنْ مِائَتَيْنِ .
* * اَلْكُتُبُ الْخَمْسَةُ وَغَيْرُهَا : وَهَكَذَا قَوْلُ الْحَافِظِ أَبِي طَاهِرٍ السَّلَفِيِّ فِي الأُصُولِ الْخَمْسَةِ ، يَعْنِي
الْبُخَارِيَّ وَمُسْلِمًا وَسُنَنَ أَبِي دَاوُدَ وَاَلتِّرمِذِيِّ وَالنَسَائِيِّ إِنَّهُ اِتَّفَقَ عَلى صِحَّتِهَا(1) عُلَمَاءُ الْمَشْرِقِ وَاْلمَغْرِبِ تَسَاهُلٌ مِنْهُ وَقَدْ أَنْكَرَهُ اِبْنُ الصَّلاَحِ وَغَيْرُهُ ، قَالَ اِبْنُ الصَّلاَحِ وَهِيَ مع ذَلِكَ أَعْلَى رُتْبَةً مِنْ كُتُبِ الْمَسَانِيدِ كَمُسْنَدِ عَبْدِ بْنِ حُمَيْدٍ ، وَالدَّارِمِيِّ ، وَأَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ، وَأَبِي يَعْلَى ، وَالْبَزَّارِ ، وَأَبِي دَاوُدَ الطَّيَالِسِيِّ ، وَالْحَسَنِ بْنِ سُفْيَانَ ، وَإِسْحَاقَ بْنِ رَاهْوَيْهِ ، وَعُبَيْدِ اللهِ بْنِ مُوسَى ، وَغَيْرِهِمْ ؛ لأَنَّهُمْ يَذْكُرُونَ عَنْ كُلِّ صَحَابِيِّ مَا يَقَعُ لَهُمْ مِنْ حَدِيثِهِ .
( 1 ) مما قيل عن مدلول هذه العبارة :
اتفق علماء المشرق والمغرب على صحة هذه الكتب ، أي اتفقوا على صحة نسبتها إلى مصنفيها ومؤلفيها ، وأنه لم يُزَدْ فيها ولم يُنْقص . فلا نشك في أن هذا الكتاب الذي بين أيدينا هو كتاب الإمام البخاري ، ولا نشك أن هذا الكتاب الذي بين أيدينا هـو كتاب الترمذي ، ..... وهكذا باقي الكتب .
مستخلص
كيفية تطبيق ذلك عمليًا عندما نتعامل مع الحديث النبوي ، من سُبل ذلك بداية لابد من التأكد من مخرج الحديث أي التأكد من العزو الدقيق ، فإذا كتب بجانب الحديث رواه البخاري أو مسلم مثلاً ، لابد من الرجوع لكتاب البخاري أو مسلم للتأكد من وجود الحديث في السنة المشار إليها ، ليس كأصل للحديث فقط بل بمراجعة ألفاظه ليكون عزوك دقيقًا .
* ثم إن كان في غير البخاري ومسلم ، بعد الخطوة السابقة ، لابد من البحث عن تحقيق الحديث ، هل هو مقبول أم مردود ؟
* وسبل هذه الخطوات ميسرة ، إما بالرجوع للكتب المحققة أو الرجوع للموسوعات ، والمكتبات ، والمواقع التي تهتم بالتحقـق .
ومما يعينك على ذلك :
* * مكتبة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني الإصدار الأول ـ رحمه الله ـ حَمِّلْهَا على جهازك وابحث ، عن الحديث ، واعلم أهو مقبول أم مردود قبل كتابته دون الاحتياج لدخول الشبكة العنكبوتية ( الإنترنت ) { وهذا رابط تحميلها وعليه شرح كيفية البحث فيها * هنا *
ولكن أضيف إضافة بسيطة وهامة وهي بعد البحث على الحديث بالطريقة المشروحة على الرابط ، اضغط على عبارة ( عرض كامل ) }
وذلك لتحصل على عرض تفصيلي لاسم الكتاب والباب و ..... للحديث المطلوب
نفتح الموسوعة الحديثية من هنا
سنجد خانة على اليمين مكتوب فيها البحث في الموسوعة وبجانبها عدسة
نكتب في هذه الخانة كلمة البحث ،
ولتكن: *أول ما يحاسب
وفي حالة اختيارك للبحث المتقدم ستظهر لك نافذة بها اختيارات:نكتب في هذه الخانة كلمة البحث ،
ولتكن: *أول ما يحاسب
*درجة الحديث:
لو أردنا النتيجة تكون بالأحاديث المقبولة فقط ليس لنا سوى اختيار:
أحاديث حكم المحدثون عليها بالصحة، ونحو ذلك
*نطاق البحث:
جميع الأحاديث
*طريقة البحث:
نكبس على السهم الذي بجانبها ونختار بحث مطابق
*تثبيت خيارات:
نشير بسهم الفأرة ونكبس على زرها الأيسر لتظهر علامة بجانب تثبيت الخيارات مهما تجددت الصفحة
*المحدث :
لابد من اختيار محدِّث وليكن الألباني أو الشيخ مقبل أو البخاري أومسلم
*الكتاب :
نختار الجميع ،أي جميع كتب المحدث الذي اخترناه
ثم نكبس على شكل العدسة
فتظهر نتائج البحث
هنا
البطاقات هنا.
* هنا *
ملف فيديو شرح كيفية البحث عن حديث وتحقيقه في موقع الدرر السنية.
وقفة أخيرة
لتتم
الفائدة مما سبق أسرد واقعة هامة أتذكرها دائمًا لأتثبت على هذا النحو
فالحق أنه لي تجربة لم ولن أنساها ما حييت كنت يومًا أقوم بتجميع أدلة
مسألة علمية معينة ( دليل ميراث الجدة ) فأشار علي أحدهم بكتاب معين لمؤلف
وراءه أمة تتلقى عنه هذا العلم الذي أبحث فيه ( علم المواريث ) ، وقيل إنه
أكثر من مفيد ، فسعدت جدًا لفوزي بمزيد مراجع تيسر علي البحث واقتنيت
الكتاب ، وبدأت أتعامل معه ضمن المراجع الأخرى وأثناء بحثي وقعت في يدي
مسألة هامة التي سبق الإشارة إليها ، وكنت لا أجد لها دليل صريح صحيح ،
ووقعت المفاجأة السارة في ظاهرها وجدت في هذا الكتاب المشار إليه المسألة
المطلوبة ودليلها ، في الصحيحين !!! متفق عليه !!! وهممت بكتابة ما فزت
به ولكن اللطيف الكريم رزقني وقفة كنت أعتبرها تحصيل حاصل ، دقة لن تقدم
ولن تؤخر ولكن قربى إلى الله تيسيرًا لمن بعدي للحصول على أصل المعلومة
،أحضرت كتاب صحيح البخاري وبحث عن الحديث الذي ذكره صاحب الكتاب السابق
التنويه عنه ، أنه في الصحيحين ، وأعياني البحث ، ثم قلت لعلي أنجح في
البحث عنه في صحيح مسلم ، وأخذت في البحث حتى أعياني ، وأصابني اليأس
وأخيرًا ، رجعت لنفس النقطة وهي أن الحديث موجود بالفعل ولكن فـي " ضعيف
أبي داود " .
* قال أبو داود في سننه : حدثنا محمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة ؛قال:أخبرني أبي؛قال:حدثنا عبيد الله أبو المنيب العتكي؛ عن ابن بريدة عن أبيه : " أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ جعل للجدة السدس إذا لم يكن دونها أم " .
* قال أبو داود في سننه : حدثنا محمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة ؛قال:أخبرني أبي؛قال:حدثنا عبيد الله أبو المنيب العتكي؛ عن ابن بريدة عن أبيه : " أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ جعل للجدة السدس إذا لم يكن دونها أم " .
سنن أبي داود / تحقيق الشيخ محمد ناصر الدين الألباني ـ رحمه الله ـ / كتاب : الفرائض / باب : في الجدة / حديث رقم : 2895 /التحقيق : ضعيف .
الحمد لله. كدت أنقل حديث عن رسولي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ وهو كذب أصابني الرعب الشديد ، والامتنان للرحمن أن قدر لي النجاة من هذا البلاء... هنا تذكرت قولَهُ صلى الله عليه وسلم :
** قال أبو داود في سننه : حدثنا حفص بن عمر ، قال : حدثنا شعبة ح وحدثنا محمد بن الحسين ، قال : حدثنا علي بن حفص ، قال : حدثنا شعبة ، عن خبيب بن عبد الرحمن ، عن حفص بن عاصم : قال : قال : ابن حسين في حديثه عن أبي هريرة ، أن النبي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ قال : " كفى بالمرء إثمًا أن يحدث بكل ما سمع " .
** قال أبو داود في سننه : حدثنا حفص بن عمر ، قال : حدثنا شعبة ح وحدثنا محمد بن الحسين ، قال : حدثنا علي بن حفص ، قال : حدثنا شعبة ، عن خبيب بن عبد الرحمن ، عن حفص بن عاصم : قال : قال : ابن حسين في حديثه عن أبي هريرة ، أن النبي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ قال : " كفى بالمرء إثمًا أن يحدث بكل ما سمع " .
سنن أبي داود / تحقيق الشيخ محمد ناصر الدين الألباني . محدث العصر ـ رحمه الله ـ / كتاب : الأدب / باب : في التشديد في الكذب / حديث رقم : 4992 / التحقيق : صحيح .
{ سلسلة الأحاديث الصحيحة للشيخ محمد ناصر الدين الألباني : حديث رقم : 2025 } .
{ سلسلة الأحاديث الصحيحة للشيخ محمد ناصر الدين الألباني : حديث رقم : 2025 } .
والحمد لله رب العالمين .