علاماتُ الخفضِ
وأقول يمكنك أن تعرف الكلمة مخفوضةٌ إذا وجدت فيها واحداً من ثلاثة أشياء : الأول الكسرة ، وهي الأصل في الخفض ، والثاني الياء ، والثالث الفتحة ، وهما فَرْعَانِ عن الكسرة ؛ ولكل واحد من هذه الأشياء الثلاثة مَوَاضع يكون فيها ، سنذكر لك مواضعها تفصيلاً فيما يلي .
الكسرة ومواضعها
قال : فأَمَّا الْكَسْرَةُ فَتَكُونُ عَلاَمَةً لِلْخَفْضِ في ثَلاَثَةِ مَوَاضِعَ : في الاسْمِ الْمُفْرَدِ الْمُنْصَرِفِ ، وَجَمْعِ التَّكْسِيرِ المُنْصَرِفِ ، وَجَمْعِ المُؤَنْثِ السَّالِم .
وأقول: للكسرة ثلاثة مواضع تكون في كل واحِدٍ منها علامةً على أن الاسم مخفوض .
الموضع الأول : الاسم المفرد المنصرف ، وقد عرفت معنى كونه مفرداً ، ومعنى كونه منصرفاً : أن الصرف يلحق آخِرَه ، والصَّرْفُ : هو التَّنْوين ، نحو " سَعَيْتُ إلى مُحَمَّدٍ " ونحو " رَضِيتُ عَنْ عَلِيٍّ " ونحو " اسْتَفَدْتُ مِنْ مُعَاشَرَةِ خَالِدٍ " ونحو " أَعْجَبَنِي خُلُقُ بَكْرٍ " فكل من " محمد " و "علي " مخفوض لدخول حرف الخفض عليه ، وعلامة خفضه الكسرة الظاهرة ، وكل من "خالد ، وبكر" مخفوض لإِضافة ما قبله إليه ، وعلامة خفضه الكسرة الظاهرة أيضاً ، ومحمد وعلي وخالد وبكر: أسماء مفردة، وهي منصرفة ، لِلُحُوقِ التنوين لها .
والموضع الثاني : جمع التكسير المنصرف ، وقد عرفت مما سَبَقَ معنى جمع التكسير ، وعرفت في الموضع الأول هنا معنى كونه منصرفاً ، وذلك نحو "مَرَرْتُ بِرِجَالٍ كِرَامٍ " ونحو " رَضِيتُ عَنْ أصْحَابٍ لَنَا شُجْعَانٍ " فكل من " رجال و أصحاب " مخفوض لدخول حرف الخفض عليه ، وعلامة خفضه الكسرة الظاهرة ، وكل من " كرام ، وشُجعَان " مخفوض لأنه نعت للمخفوض ، وعلامة خفضه الكسرة الظاهرة أيضاً ، ورجال وأصحاب وكرام وشُجْعَان : جموعُ تكسير ، وهي منصرفة ؛ للحوق التنوين لها .
والموضع الثالث : جمع المؤنث السالم ، وقد عرفت فيما سبق معنى جمع المؤنث السالم ، وذلك نحو " نَظَرْتُ إلى فَتَيَاتٍ مُؤَدَّبَاتٍ " ، ونحو "رَضِيتُ عن مُسْلِمَاتٍ قَانِتَاتٍ " فكل من " فَتَياتٍ ، وَمسلمات " مخفوض ؛ لدخول حرف الخفض عليه ، وعلامة خفضه الكسرة الظاهرة . وكل من "مؤدَّبات ، وقانتات " مخفوض ؛ لأنه تابع للمخفوض ، وعلامة خفضه الكسرة الظاهرة أيضاً ، وكل من : فتيات ، ومسلمات ، ومؤدبات ، وقانتات : جمع مؤنث سالم .
ما معنى كون الاسم مفردًا منصرفًا؟
الجواب:أولاً: معنى كون الاسم مفردًا: ما مر علينا سابقًا، وهو ما ليس مثنًّى، ولا مجموعًا، ولا مُلحَقًا بهما، ولا من الأسماء الخمسة، سواءٌ أكان المراد به مذكَّرًا، مثل: محمد، وعلي، وحمزة، أم كان المراد به مؤنثًا، مثل: فاطمة، وعائشة، وزينب.
ثانيًا: معنى كون الاسم منصرفًا: هو أن يكون خاليًا من موانع الصرف؛ أي: ما يَلحق الصَّرْفُ آخِرَه، والصَّرفُ هو التنوين؛ نحو: سعيتُ إلى محمَّدٍ، ونحو: رضيتُ عن عليٍّ، ونحو: استفدتُ من معاشرة خالدٍ، ونحو: أعجبني خلقُ بكرٍ.
فكل من "محمدٍ، وعليٍّ" مخفوضٌ؛ لدخول حرف الخفض عليه، وعلامة خفضه الكسرةُ الظاهرة.
وكلٌّ من "خالد، وبكر" مخفوضٌ؛ لإضافة ما قبله إليه، وعلامة خفضه الكسرة الظَّاهرة أيضًا.
و"محمد، وعلي، وخالد، وبكر" أسماء مفردة، وهي منصرِفة؛ لِلُحوق التَّنوين لها.
والاسم المنصرف هو: الاسم المنوَّن تنوين التَّمكين، دون غيره من أنواع التنوين، سواءٌ كان مفردًا أو مجموعًا جمع تكسير.
ويدخل في المراد بالاسم المفرد المنصرِف: ما يكون منصرفًا تقديرًا، نحو: مررتُ بزيدٍ، والفتى، والقاضي، وغلامي.
وإعرابه:
مررتُ: فعل وفاعل.
بزيدٍ: جارٌّ ومَجرور، متعلِّق بـ"مررت".
والفتى: معطوفٌ على "زيد"، مجرور بكسرة مقدَّرة على الألف، منع من ظهورها التعذُّر.
والقاضي: معطوف على "زيد"، مجرورٌ، وعلامة جرِّه، كسرة مقدَّرة على الياء، منع من ظهورها الثِّقل.
وغلامي: معطوف أيضًا على "زيد" مجرور بكسرة مقدَّرة على ما قبل ياء المتكلم، منع من ظهورها اشتغالُ المَحلِّ بحركة المناسبة، و "غلام" مضاف، وياء المتكلم مضاف إليه.
س: ما معنى كونِه جمعَ تكسيرٍ منصرفًا؟
الجواب:
أولاً: معنى كون الاسم جمع تكسير: ما مرَّ علينا سابِقًا، وهو ما دلَّ على أكثرَ مِن اثنين أو اثنتين، مع تغيُّرٍ في صورة مفرَدِه.
ثانيًا: معنى كون الاسم منصرفًا: والاسم المنصرف هو: الاسم المنوَّن تنوين التَّمكين، دون غيره من أنواع التنوين، - وهو التنوين الذي يلحق آخر الأسماء المعربة المنصرفة -سواءٌ كان مفردًا أو مجموعًا جمع تكسير.
س: مَثِّل للاسم المفرد المنصرف المجرور بأربعة أمثلة، وكذلك لجمع التكسير المنصرف المجرور.
الجواب:
أولاً: الأمثلة على الاسم المفرد المنصرف المجرور:
مررت بمحمدٍ، ذهبت إلى عَمْروٍ، تذاكرت مع زيدٍ
المثال الأول: قال تعالى: " إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ " الحاقة: 40.
المثال الثاني: قال تعالى:" اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا "الرعد: 2.
المثال الثالث: قال تعالى: " فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ " عبس: 13.
المثال الرابع: قال تعالى:" وَالطُّورِ * وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ * فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ " الطور: 1 - 3.
فكل من "رَسُولٍ ؛كَرِيمٍ، وعَمَدٍ، و صُحُفٍ؛و مُكَرَّمَةٍ، وكِتَابٍ؛و مَسْطُورٍ ؛ ورَقٍّ؛ و مَنْشُورٍ " أسماء مفردة منصرفة مجرورة.
ثانيًا: الأمثلة على جمع التَّكسير المنصرِف المَجرور:
ولجمع التكسير ما للاسم المفرد من أحكام إعرابية ، إلا ما كان منها ممنوعًا من الصرف ، كما أوضحنا ذلك في الاسم المفرد .
المثال الأول:مررتُ بغِلْمَانٍ يُصَلُّونَ .
المثال الثاني: قال تعالى:" وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ" [الأنعام: 10].
المثال الثالث: قال تعالى:" وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا" [الجن: 6].
المثال الرابع: قال تعالى:" وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ " [لقمان: 27].
فكل من: "غِلْمَانٍ، ورُسُلٍ، ورِجَالٍ، وأَبْحُرٍ" جموع تكسيرٍ، منصرفةٌ، مجرورة.
: مَثِّل لجمع المؤنث السالم المجرور بمثالين:
الجواب:
المثال الأول: قال تعالى:" وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ فَاسْأَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ " [الإسراء: 101].
آتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ:
آتَيْنَا:فعل ماض وفاعله- مُوسَى: مفعول به أول منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر؛لأنه اسم مقصور. (تِسْعَ) مفعول به ثان منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره- آيَاتٍ:مضاف إليه مجرور وعلامة جرة الكسرة الظاهرة على آخره لأنه جمع مؤنت سالم "آية/آيات"- بَيِّنَاتٍ:نعت ل (تِسْعَ) منصوب ، وعلامة النصب الكسرة أو نعت لآيات مجرور هنا
هنا
المثال الثاني: قال تعالى:" فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا " [فصلت: 12].
فكل من "آيَاتٍ؛ و بَيِّنَاتٍ، وسَمَوَاتٍ" جمع مؤنَّث سالم، مجرور بالكسرة الظاهرة.
تنبيه:
ينصرف الاسم الممنوع من الصرف في حالتين:
الأولى: إذا اقترن بالألف واللام. نحو قوله تعالى: (وَأَنْتُمْ عَاكِفُّونَ فِي المَسَاجِدِ).
الثانية: إذا أضيف إلى غيره. نحو قولك: (مررت بأعلمِ أهل القصيمِ). هنا ينصرف الاسم الممنوع من الصرف في حالتين:
الأولى: إذا اقترن بالألف واللام. نحو قوله تعالى: (وَأَنْتُمْ عَاكِفُّونَ فِي المَسَاجِدِ).
الممنوع من الصرف :
هو الاسم المعرب الذي لا يدخله تنوين التمكين ، ويجر بالفتحة نيابة عن الكسرة ، إلا إذا عرّف بـ " أل " ، أو الإضافة ، فإنه يجر بالكسرة .هنا
*نيابة الياء عن الكسرة:
قال: وَأَمَّا اليَاءُ فَتَكُونُ عَلاَمَةً لِلخَفْضِ في ثَلاَثَةِ مَوَاضِعَ:
- في الأَسماءِ الخَمْسَةِ.
-وَفي التَّثْنِيَةِ.
-وَالجَمْعِ.
وأقول:للياءِ ثلاثةُ مواضعَ تكونُ فِي كلِّ واحدٍ منْهَا دالَّةً عَلَى أنَّ الاسْمَ مخفوضٌ.
الموضِعُ الأوَّلُ: الأسماءُ الخمسةُ، وقدْ عرفْتَهَا، وعرفْتَ شروطَ إعرابِهَا ممَّا سبَقَ، وذلكَ:
نحوُ: سَلِّمْ عَلَى أَبِيكَ صَبَاحَ كُلِّ يَوْمٍ.
ونحْوُ :لا تَرْفَعْ صَوْتَكَ عَلَى صَوْتِ أَخِيكَ الأَكْبَرِ.
ونحوُ: لا تَكُنْ مُحِبّاً لِذِي المالِ إِلاَّ أَنْ يَكُونَ مُؤَدَّباً.
فكلٌّ مِن
قال: وَأَمَّا اليَاءُ فَتَكُونُ عَلاَمَةً لِلخَفْضِ في ثَلاَثَةِ مَوَاضِعَ:
- في الأَسماءِ الخَمْسَةِ.
-وَفي التَّثْنِيَةِ.
-وَالجَمْعِ.
وأقول:للياءِ ثلاثةُ مواضعَ تكونُ فِي كلِّ واحدٍ منْهَا دالَّةً عَلَى أنَّ الاسْمَ مخفوضٌ.
الموضِعُ الأوَّلُ: الأسماءُ الخمسةُ، وقدْ عرفْتَهَا، وعرفْتَ شروطَ إعرابِهَا ممَّا سبَقَ، وذلكَ:
نحوُ: سَلِّمْ عَلَى أَبِيكَ صَبَاحَ كُلِّ يَوْمٍ.
ونحْوُ :لا تَرْفَعْ صَوْتَكَ عَلَى صَوْتِ أَخِيكَ الأَكْبَرِ.
ونحوُ: لا تَكُنْ مُحِبّاً لِذِي المالِ إِلاَّ أَنْ يَكُونَ مُؤَدَّباً.
فكلٌّ مِن
(أَبِيكَ، وَأَخِيكَ، وَذِي المالِ) مخفوضٌ؛ لدخولِ حرفِ الخَفْضِ عَلَيْهِ، وعَلامَةُ خفضِهِ الياءُ، والكافُ فِي الأوَّليْنِ ضميرُ المخاطَبِ، وَهِيَ مضافٌ إليْهِ مبنِيٌّ عَلَى الفَتْحِ فِي محلِّ خفضٍ، وكلِمَةُ (المال) فِي المِثالِ الثَّالثِ مضافٌ إليْهِ أيضاً، مجرورٌ بالكسرةِ الظَّاهِرَةِ.
- الموضِعُ الثَّانِي: المُثنَّى، وذلكَ نحْوُ :انْظُرْ إِلَى الجُنْدِيَّيْنِ، ونحْوُ :سَلِّمْ عَلَى الصَّدِيقَيْنِ:
فكلٌّ مِن (الجُنْدِيَّيْنِ، والصَّدِيقَيْنِ) مخفوضٌ؛ لدخولِ حرفِ الخَفْضِ عَلَيْهِ، وعَلامَةُ خفضِهِ الياءُ المفتوحُ مَا قَبْلَهَا المكسورُ مَا بعدَهَا.
وكلٌّ مِن (الجُنديَّيْنِ، والصَّديقيْنِ) مُثنًّى؛ لأنَّهُ دالٌّ عَلَى اثنيْنِ.
- الموضِعُ الثَّالثُ: جمْعُ المذكَّرِ السَّالمُ:
نحوُ:رَضِيتُ عَنِ البَكْرِينَ.
ونحْوُ نَظَرْتُ إِلَى المُسْلِمِينَ الخَاشِعِينَ
فكلٌّ مِن - الموضِعُ الثَّانِي: المُثنَّى، وذلكَ نحْوُ :انْظُرْ إِلَى الجُنْدِيَّيْنِ، ونحْوُ :سَلِّمْ عَلَى الصَّدِيقَيْنِ:
فكلٌّ مِن (الجُنْدِيَّيْنِ، والصَّدِيقَيْنِ) مخفوضٌ؛ لدخولِ حرفِ الخَفْضِ عَلَيْهِ، وعَلامَةُ خفضِهِ الياءُ المفتوحُ مَا قَبْلَهَا المكسورُ مَا بعدَهَا.
وكلٌّ مِن (الجُنديَّيْنِ، والصَّديقيْنِ) مُثنًّى؛ لأنَّهُ دالٌّ عَلَى اثنيْنِ.
- الموضِعُ الثَّالثُ: جمْعُ المذكَّرِ السَّالمُ:
نحوُ:رَضِيتُ عَنِ البَكْرِينَ.
ونحْوُ نَظَرْتُ إِلَى المُسْلِمِينَ الخَاشِعِينَ
(البَكْرِينَ، وَالمُسْلِمِينَ) مخفوضٌ؛
لدخولِ حرفِ الخَفْضِ عَلَيْهِ، وعَلامَةُ خفضِهِ الياءُ المكسورُ مَا
قَبْلَهَا، المفتوحُ مَا بعدَهَا، وكلٌّ منهمَا جمْعُ مذكَّرٍ سالمٌ.
هنا
هنا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق