مدخل لدراسة المعتقد الصحيح-الجزء الثاني
الإيمان باليوم الآخر
ما المراد باليوم الآخر ؟
إن المراد " باليوم الآخر" أمران :
الأول : فناء هذه العوالم كلها ، وانتهاء هذه الحياة بكاملها
الثاني : إقبال الحياة الآخرة وابتداؤها .
فدل لفظ اليوم الآخر على آخر يوم من أيام هذه الحياة ، وعلى اليوم الأول والآخِر من الحياة الثانية .عقيدة المؤمن / ص : 249 .
مقتضيات الإيمان " باليوم الآخر " :
ـ التصديق بإخبار الله تعالى بفناء هذه الحياة الدنيا ، وبما يسبقه من أمارات وما يتم فيه من أهوال ، واختلاف الأحوال .
ـ تصديق الله تعالى في إخباره عن الحياة الآخرة ، وما فيها من نعيم وعذاب ، وما يجري فيها من أمور عظام : كبعث الخلائق ، وحشرهم وحسابهم ، ومجازاتهم على أعمالهم الإرادية الاختيارية التي قاموا بها في هذه الحياة الدنيا .
والإيمان باليوم الآخر ليس واجبًا فحسب ، بل هو أحد أركان ستة عليها تُبنى عقيدة المسلم .
ولأهمية هذا المعتقد في حياة المسلم ، ولآثاره الكبرى في استقامة الفرد وصلاحه ، عني القرآن به عناية لا تقل عن العناية بالإيمان بالله سبحانه وتعالى ، فقد ذُكِرَ في عشرات السور ..... وذلك :
إما بوصفه والحديث عنه ، كقوله تعالى "فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ * وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً *فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ * وَانشَقَّتِ السَّمَاءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ *وَالْمَلَكُ عَلَىظ° أَرْجَائِهَا غڑ وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ * يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنكُمْ خَافِيَةٌ * فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ * إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ *فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ *قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ * كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ * وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ * وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ * يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ * مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ* هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ * خُذُوهُ فَغُلُّوهُ * ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ * ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ* إِنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ * وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ * فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ * وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ * لَّا يَأْكُلُهُ إِلَّا الْخَاطِئُونَ "سورة الحاقة / آية : 13 : 37 .
* وإما بتقريره وتأكيد مجيئه :
°كقوله تعالى "ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَّا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَن فِي الْقُبُورِ"سورة الحج / آية : 6 ، 7 .
وقوله تعالى" زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَن لَّن يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ " . سورة التغابن / آية : 7 .
* وإما بتعليق الاستقامة على الإيمان به :
كقوله تعالى". ذَلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَن كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ." .سورة الطلاق / آية : 2 .
وقوله " لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ ... " .سورة الأحزاب / آية : 21 .
* وإما بإثبات الهداية والفلاح للموقنين به :
ومما يؤكد أهمية هذا المعتقد ، ويجعله كالصمام لحياة الاستقامة والطهر والخير ، هو ذكره مقرونًا بالإيمان بالله ـ في غير موضع في كتاب الله وفي السنة المطهرة الصحيحة ـ :
o نماذج من الآيات :
وذلك كقوله تعالى ". فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً " .سورة النساء / آية : 59 .
وقوله تعالى " ذَلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَن كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ".سورة الطلاق / آية : 2 .
هذه الآيات على سبيل المثال لا الحصر .
o نماذج من السنة المطهرة :
* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه " .متفق عليه .
* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال " لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر تسافر مسيرة يوم وليلة إلا مع ذي محرم عليها " . متفق عليه .عقيدة المؤمن / ص : 258 / بتصرف يسير جدًا.
*أهمية الإيمـان باليوم الآخر :
الإيمان باليوم الآخر هو الدافع لكل خير ، وهو المانع لصاحبه من الوقوع في الشر ، فالمؤمن بلقاء الله تعالى ، يستعد لهذا اللقاء بالعمل الصالح وترك العمل السيئ وتراه يؤدي حقوق الخلق كما يؤدي حقوق الخالق ، والعكس .
فإن الذي لا يؤمن " باليوم الآخر " ، أو يؤمن به على هواه ويتصوره بخياله على غير حقيقته ، فإنك تراه لا ينشط إلى معروف ، ولا يتورع عن معصية ، ولا يكف عن ظلم . سلسلة أركان الإيمان / ج : 2 / ص : 6 .
تفصيل الإيمان " باليوم الآخر " :
سبق بيان أن لفظ " اليوم الآخر " يدل على آخر يوم من أيام هذه الحياة ، وعلى اليوم الأول والأخير من الحياة الثانية .
وآخر يوم من أيام هذه الحياة هو اليوم الذي تفنى فيه الحياة الدنيا .ويسبق ذلك " أمارات " .
فهناك علامات صغرى تسبق ذلك اليوم :
إنَّ لكل كائن حي كالإنسان والحيوان ، أو نامٍ كالأشجار والنباتات ، علامات تظهر له عند دنو أجله ، وقرب ساعة هلاكه .
فالإنسان يشيب ويهرِم ، ويمرض ويضعف ، ويكون ذلك علامة دنو أجله ، وقرب ساعة موته ، والحيوان في غالب أحواله كالإنسان يعتريه الهرم والضعف ، وينتابه المرض فتخور قواه ، وتنحل بنيته ويهلك .
والنبات كالزرع مثلاً يصفر وييبس ، ثم يذوي ويسقط .
هذه أجزاء من الكون يسبق هلاكها وفناءها علامات تؤذن بقرب ذلك ، والكون هو كلٌّ له علامات تدل على قرب فنائه ، ووقت دماره وخرابه ، وقد جاء الوحي الإلهي بذكر تلك العلامات وبيانها ، ونبهت الرسل عليها .
قال تعالى " فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ السَّاعَةَ أَن تَأْتِيَهُم بَغْتَةً فَقَدْ جَاء أَشْرَاطُهَا فَأَنَّى لَهُمْ إِذَا جَاءتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ "سورة محمد / آية : 18 .
هذا وقد صح عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه ذكر للساعة " علامات صغرى " معظمها يدور حول فساد الناس في آخر الزمان ، وظهور الفتن بينهم ، وبُعدهم عن هدى الله وطريق الرسل ، و " علامات كبرى " .
وقد اختلف العلماء في ترتيبهم لبعض العلامات الصغرى ، وأيضًا الكبرى . وذلك حسب توجيههم للنصوص واستنباطهم الدلالات منها ، وبِنَاءً على ذلك ، سنسرد العلامات بأدلتها كما تيسر ، وعلى الدارس أن يأخذ في اعتباره الاختلافات التي ألمحنا إليها سابقًا .
فمن العلامات الصغرى والفتن التي تظهر قرب قيام الساعة
قال ابن حجر في شرح هذا الحديث / ص : 356 :
وفي رواية سفيان " وقرن بين إصبعيه السبابة والوسطى "
فهذا يدل على أن بعثة الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ وختم النبوة والرسالة به من علامات قرب الساعة ، ففي الحديث دلالة على أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ليس بينه وبين الساعة نبي آخر ، فهي تليه ، وتأتي بعده ، وهذا إخبار بقرب وقوعها .
* عن أبي سعيدٍ الخدري ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم" كيف أنعم (1) وصاحب القرن (2) قد التقم القرن وحنا جبهته ينتظر متى يؤمر أن ينفخ ؟ " .
قيل : قلنا يا رسول الله ، ما نقول يومئذٍ ؟
( 2 )صاحب القرن : هو إسرافيل .
وقد انشق القمر فعلاً على عهد النبي ـ صلى الله عليه وسلمـ حيث طلبت منه قريش آية تدل على نبوته ، فانشق القمر فلقتين ، على مرأى من أهل مكة وهم ينظرون إليه .
* عن ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ قال :
" انشق القمرُ على عهدِ رسول الله ـ صلى الله عليه وسلمـ فِرْقَتَين : فِرْقَةٌ فوقَ الجبلِ ، وفِرْقَةٌ دُونَه .
فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : اشهَدوا " .
إن المراد " باليوم الآخر" أمران :
الأول : فناء هذه العوالم كلها ، وانتهاء هذه الحياة بكاملها
الثاني : إقبال الحياة الآخرة وابتداؤها .
فدل لفظ اليوم الآخر على آخر يوم من أيام هذه الحياة ، وعلى اليوم الأول والآخِر من الحياة الثانية .عقيدة المؤمن / ص : 249 .
===============
ـ التصديق بإخبار الله تعالى بفناء هذه الحياة الدنيا ، وبما يسبقه من أمارات وما يتم فيه من أهوال ، واختلاف الأحوال .
ـ تصديق الله تعالى في إخباره عن الحياة الآخرة ، وما فيها من نعيم وعذاب ، وما يجري فيها من أمور عظام : كبعث الخلائق ، وحشرهم وحسابهم ، ومجازاتهم على أعمالهم الإرادية الاختيارية التي قاموا بها في هذه الحياة الدنيا .
عقيدة المؤمن / ص : 249 .
والإيمان باليوم الآخر ليس واجبًا فحسب ، بل هو أحد أركان ستة عليها تُبنى عقيدة المسلم .
ولأهمية هذا المعتقد في حياة المسلم ، ولآثاره الكبرى في استقامة الفرد وصلاحه ، عني القرآن به عناية لا تقل عن العناية بالإيمان بالله سبحانه وتعالى ، فقد ذُكِرَ في عشرات السور ..... وذلك :
إما بوصفه والحديث عنه ، كقوله تعالى "فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ * وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً *فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ * وَانشَقَّتِ السَّمَاءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ *وَالْمَلَكُ عَلَىظ° أَرْجَائِهَا غڑ وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ * يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنكُمْ خَافِيَةٌ * فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ * إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ *فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ *قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ * كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ * وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ * وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ * يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ * مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ* هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ * خُذُوهُ فَغُلُّوهُ * ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ * ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ* إِنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ * وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ * فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ * وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ * لَّا يَأْكُلُهُ إِلَّا الْخَاطِئُونَ "سورة الحاقة / آية : 13 : 37 .
* وإما بتقريره وتأكيد مجيئه :
°كقوله تعالى "ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَّا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَن فِي الْقُبُورِ"سورة الحج / آية : 6 ، 7 .
وقوله تعالى" زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَن لَّن يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ " . سورة التغابن / آية : 7 .
* وإما بتعليق الاستقامة على الإيمان به :
كقوله تعالى". ذَلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَن كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ." .سورة الطلاق / آية : 2 .
وقوله " لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ ... " .سورة الأحزاب / آية : 21 .
* وإما بإثبات الهداية والفلاح للموقنين به :
كقوله تعالى ".. وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ * أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ " .سورة البقرة / آية : 4 ، 5 .
ومما يؤكد أهمية هذا المعتقد ، ويجعله كالصمام لحياة الاستقامة والطهر والخير ، هو ذكره مقرونًا بالإيمان بالله ـ في غير موضع في كتاب الله وفي السنة المطهرة الصحيحة ـ :
o نماذج من الآيات :
وذلك كقوله تعالى ". فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً " .سورة النساء / آية : 59 .
وقوله تعالى " ذَلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَن كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ".سورة الطلاق / آية : 2 .
هذه الآيات على سبيل المثال لا الحصر .
o نماذج من السنة المطهرة :
* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه " .متفق عليه .
* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال " لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر تسافر مسيرة يوم وليلة إلا مع ذي محرم عليها " . متفق عليه .عقيدة المؤمن / ص : 258 / بتصرف يسير جدًا.
*أهمية الإيمـان باليوم الآخر :
الإيمان باليوم الآخر هو الدافع لكل خير ، وهو المانع لصاحبه من الوقوع في الشر ، فالمؤمن بلقاء الله تعالى ، يستعد لهذا اللقاء بالعمل الصالح وترك العمل السيئ وتراه يؤدي حقوق الخلق كما يؤدي حقوق الخالق ، والعكس .
فإن الذي لا يؤمن " باليوم الآخر " ، أو يؤمن به على هواه ويتصوره بخياله على غير حقيقته ، فإنك تراه لا ينشط إلى معروف ، ولا يتورع عن معصية ، ولا يكف عن ظلم . سلسلة أركان الإيمان / ج : 2 / ص : 6 .
* * * * *
سبق بيان أن لفظ " اليوم الآخر " يدل على آخر يوم من أيام هذه الحياة ، وعلى اليوم الأول والأخير من الحياة الثانية .
وآخر يوم من أيام هذه الحياة هو اليوم الذي تفنى فيه الحياة الدنيا .ويسبق ذلك " أمارات " .
فهناك علامات صغرى تسبق ذلك اليوم :
إنَّ لكل كائن حي كالإنسان والحيوان ، أو نامٍ كالأشجار والنباتات ، علامات تظهر له عند دنو أجله ، وقرب ساعة هلاكه .
فالإنسان يشيب ويهرِم ، ويمرض ويضعف ، ويكون ذلك علامة دنو أجله ، وقرب ساعة موته ، والحيوان في غالب أحواله كالإنسان يعتريه الهرم والضعف ، وينتابه المرض فتخور قواه ، وتنحل بنيته ويهلك .
والنبات كالزرع مثلاً يصفر وييبس ، ثم يذوي ويسقط .
هذه أجزاء من الكون يسبق هلاكها وفناءها علامات تؤذن بقرب ذلك ، والكون هو كلٌّ له علامات تدل على قرب فنائه ، ووقت دماره وخرابه ، وقد جاء الوحي الإلهي بذكر تلك العلامات وبيانها ، ونبهت الرسل عليها .
قال تعالى " فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ السَّاعَةَ أَن تَأْتِيَهُم بَغْتَةً فَقَدْ جَاء أَشْرَاطُهَا فَأَنَّى لَهُمْ إِذَا جَاءتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ "سورة محمد / آية : 18 .
هذا وقد صح عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه ذكر للساعة " علامات صغرى " معظمها يدور حول فساد الناس في آخر الزمان ، وظهور الفتن بينهم ، وبُعدهم عن هدى الله وطريق الرسل ، و " علامات كبرى " .
وقد اختلف العلماء في ترتيبهم لبعض العلامات الصغرى ، وأيضًا الكبرى . وذلك حسب توجيههم للنصوص واستنباطهم الدلالات منها ، وبِنَاءً على ذلك ، سنسرد العلامات بأدلتها كما تيسر ، وعلى الدارس أن يأخذ في اعتباره الاختلافات التي ألمحنا إليها سابقًا .
* * * * *
أولاً : علامات الساعة الصغرى
= بعثة الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ وتحذيره من قرب الساعة
* عن سهلٍ ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـصلى الله عليه وسلم" بُعِثْتُ أنا والساعة هكذا ويشيرُ بإصبعيهِ فيمُدُّ بِهِما " . صحيح البخاري.قال ابن حجر في شرح هذا الحديث / ص : 356 :
وفي رواية سفيان " وقرن بين إصبعيه السبابة والوسطى "
فتح الباري بشرح صحيح البخاري / ج : 11 / كتاب : الرقاق / باب : 39 / حديث رقم : 6503 / ص : 355 .
فهذا يدل على أن بعثة الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ وختم النبوة والرسالة به من علامات قرب الساعة ، ففي الحديث دلالة على أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ليس بينه وبين الساعة نبي آخر ، فهي تليه ، وتأتي بعده ، وهذا إخبار بقرب وقوعها .
* عن أبي سعيدٍ الخدري ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم" كيف أنعم (1) وصاحب القرن (2) قد التقم القرن وحنا جبهته ينتظر متى يؤمر أن ينفخ ؟ " .
قيل : قلنا يا رسول الله ، ما نقول يومئذٍ ؟
قال صلى الله عليه وسلم : " قولوا حسبنا الله ونعم الوكيل على الله توكلنا " .
صححه الوادعي - الدرر -رواه الحاكم . وصحح إسناده الشيخ مصطفى العدوي في الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 371 .
1 )أنعم : أعيش في نعيم . صححه الوادعي - الدرر -رواه الحاكم . وصحح إسناده الشيخ مصطفى العدوي في الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 371 .
( 2 )صاحب القرن : هو إسرافيل .
* * * * *
=انشقاق القمر:
قال عز وجل " اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ " .سورة القمر / آية : 1.وقد انشق القمر فعلاً على عهد النبي ـ صلى الله عليه وسلمـ حيث طلبت منه قريش آية تدل على نبوته ، فانشق القمر فلقتين ، على مرأى من أهل مكة وهم ينظرون إليه .
* عن ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ قال :
" انشق القمرُ على عهدِ رسول الله ـ صلى الله عليه وسلمـ فِرْقَتَين : فِرْقَةٌ فوقَ الجبلِ ، وفِرْقَةٌ دُونَه .
فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : اشهَدوا " .
فتح الباري بشرح صحيح البخاري / ج : 8 / كتاب : التفسير / 1 ـباب" وانشق القمر ... " / حديث رقم : 4864 / ص : 483 .
* عن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال :
" سأل أهلُ مكةَ أنْ يُريَهُمْ آيةً فأراهم انشِقاق القمر " .
* عن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال :
" سأل أهلُ مكةَ أنْ يُريَهُمْ آيةً فأراهم انشِقاق القمر " .
فتح الباري بشرح صحيح البخاري / ج : 8 / كتاب : التفسير / ( 1 ) ـ باب :" وانشق القمر ... " / حديث رقم : 4867 / ص : 484 .
* * * * *
* عن سعيد بن المسيَّب : أخبرني أبو هريرة ـ رضي الله عنهـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال " لا تقومُ الساعةُ حتى تخرجَ نارٌ من أرضِ الحجازِ تُضِيءُ أعناقَ الإبلِ بِبُصْرَى " .فتح الباري بشرح صحيح البخاري / ج : 13 / كتاب : الفتن / باب : 24 / حديث رقم : 7118 / ص : 84 .
وورد في الفتح / ص : 86 :
معنى : تضيء أعناق الإبل ببصرى :
قال ابن التين : يعني من آخرها يبلغ ضوؤها إلى الإبل التي تكون ببُصْرى ، وهي من أرض الشام .
" وأضاء " : يجيء لازمًا ومتعديًا ، يقال أضاءت النار ، وأضاءت النار غيرها .
وبُصْرَى : بلد بالشام وهي حوران .
اختلف العلماء في هذه النار هل هي النار التي تحشر الناس أم هي نار أخرى :
ذكر العسقلاني في الفتح / ج : 13 / ص : 85 :
* والذي ظهر لي أن النار المذكورة في حديث الباب هي التي ظهرت بنواحي المدينة كما فهمه القرطبي وغيره ، وأما النار التي تحشر الناس فنار أخرى .
* قال القرطبي ـ رحمه الله ـ في " التذكرة " :
قد خرجت نار بالحجاز بالمدينة ، وكان بدؤها زلزلة عظيمة في ليلة الأربعاء بعد العتمة ، الثالث من جُمَادى الآخرة ، سنة أربع وخمسين وستمائة ، واستمرت إلى ضحى النهار يوم الجمعة فسكنت .
* وقال النووي :
تواتر العلم بخروج هذه النارعند جميع أهل الشام .
* وقال أبو شامة في " ذيل الروضتين " :
وردت في أوائل شعبان سنة أربع وخمسين وستمائة ، كتب من المدينة الشريفة فيها شرح أمر عظيم حدث بها ، فيه تصديق لما في الصحيحين ، فذكر هذا الحديث . قال : فأخبرني بعض من أثق به ممن شاهدها أنه بلغه أنه كتب " بتيماء " على ضوئها الكتب ، فمن الكتب ..... فذكر نحو ما تقدم .
ومن ذلك أن في بعض الكتب : ظهر في أول جمعة من جمادى الآخرة في شرقي المدينة ، نار عظيمة بينها وبين المدينة نصف يوم ، انفجرت من الأرض وسال منها واد من نار حتى حاذى جبل أُحد . ا . هـ .
* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال :
" لا تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان عظيمتان ، يكون بينهما مقتلة عظيمة دعوتهما واحدة " .متفق عليه .
قال ابن حجر : المقصود فئة " عليّ " ومن معه ، وفئة " معاوية " ومن معه " .
غربة الإسلام وأهلِهِ آخر الزمان* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـصلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ :
" بدأ الإسلامُ غريبًا وسيعود غريبًا كما بدأ فطوبى للغرباء "
* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـصلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ :
" إن الإيمان ليأرِزُ (1) إلى المدينة كما تأرِزُ الحَيَّةُ إلى جُحرها " .
* عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ :
" إن الإسلام بدأ غريبًا وسيعودُ غريبًا كما بدأ وهو يأرزُ بين المسجدين (1) كما تأرزُ الحيةُ إلى جُحرها " .
" تَبْلُغُ المساكِنُ إهَابَ أو يَِهَابَ (1) " .
( 1 )إهاب أو يهاب : وهو موضع بقرب المدينة على أميال منها .
* عـن مرداس الأسلمي قال : قال النبي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ :
" يذهب الصالحون الأول فالأول ، ويبقى حفالة كحفالةِ الشعير أو التمر لا يُباليهمُ اللهُ بالة (1) " .
( 1 )لا يباليهم الله بالة : قال الخطابي : أي لا يرفع ـ الله ـ لهم قدرًا ولا يقيم لهم وزنًا .الفتح / ج : 11 / ص : 257 .
* قال ابن بطال - تعقيبًا على الحديث - : في الحديث موت الصالحين من أشراط الساعة . وفيه الندب إلى الاقتداء بأهل الخير ، والتحذير من مخالفتهم خشية أن يصير مَنْ خالفهم مِمَّنْ لا يعبأ الله به . وفيه : أنه يجوز انقراض أهل الخير في آخر الزمان حتى لا يبقى إلا أهل الشر .
* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـصلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ :
* عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت : سمعتُ رسولَ اللهِ ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ يقول :
" لا يَذهبُ الليلُ والنهارُ حتى تُعبدَ اللاتُ والعُزَّى " .
فقلتُ : يا رسولَ اللهِ إنْ كنتُ لأظنُّ حينَ أََنْزَلَ اللهُ : " هو الذي أَرْسَلَ رسولَهُ بالهدى ودينِ الحقِّ ليُظْهِرَهُ على الدينِ كلِّهِ ولوْ كَرِهَ المشركونَ " أن ذلك تامًّا ؟ ! ! .
قـال صلى الله عليه وعلى آله وسلم :
" إنهُ سيكونُ منْ ذلكَ ما شاءَ اللهُ ، ثم يبعثُ اللهُ ريحًا طيبةً فَتَوَفَّى كلَّ مَنْ في قلبهِ مثقالُ حبةِ خردلٍ من إيمانٍ ، فيبقى من لا خيرَ فيهِ ، فيَرْجِعونَ إلى دينِ آبائهمْ " .
* عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـصلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ قال :
" لا تقوم الساعةُ إلا على شرار الناس " .
شُـبْهَة والـرد عليها :
لا يأتي زمان إلا والذي بعده شر منه :عن الزبير بن عدي قال : " أتينا أنسَ بنَ مالكٍ فشكَوْنَا إليه ما يَلْقَوْنَ من الحَجَّاجِ فقال : اصبروا ، فإنه لا يأتي عليكم زمانٌ إلا والذي بعده أشَرُّ منه حتى تَلْقَوْا ربَّكم سمعته من نبيكم ـصلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ " .
". إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ " .سورة يوسف / آية : 87 .
فمن الأحاديث الدالة على ظهور الحق إلى قيام الساعة :
* عن عمران بن الحصين قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ :
" لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ، ظاهرين على من ناوأهم ، حتى يقاتل آخرهم المسيح الدجال " .
" لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك " . صحيح مسلم / حديث رقم : 1920 .
قال النووي : المراد بقوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم " حتى يأتي أمر الله " :
الريح التي تأتي فتأخذ روح كل مؤمن ومؤمنة .
* عن أبي عنبة الخولاني قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ :
" لا يزال اللهُ يغرسُ في هذا الدين غرسًا ، يستعملهم فيه بطاعتهِ إلى يوم القيامة " .حسن .
* عن أبي أُمامة الباهلي ـ رضي الله عنه ـ عن رسول الله ـصلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ قال " لتنقضنَّ عُرى الإسلام عُرْوَةٌ عُرْوَةٌ ، فكلما انتقضت عُرْوَة تشبث الناسُ بالتي تليها ، وأوَّلهن نقضًا الحكم ، وآخرهن الصلاة " .
* عن زيد بن ثابت ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ " أولُ ما يُرفعُ من الناس الأمانة ، وآخرُ ما يبقى من دينهمُ الصلاة ، ورُبَّ مُصَلٍّ لا خلاق له عند اللهِ تعالى " .
* عن أبي الدرداء ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ :
" أولُ شيءٍ يُرْفَعُ من هذه الأمة الخشوع ، حتى لا ترى فيها خاشعًا " .
* عن ثوبان مولى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال" يوشك أن تداعى عليكم الأمم (1) من كل أفق كما تداعى الأكلة على قصعتها " .
قال : قلنا يا رسول الله أمِنْ قلةٍ بنا يومئذٍ ؟
قال صلى الله عليه وسلم " أنتم يومئذٍ كثير ولكن تكونون غثاءً كثغاءِ السيل ينتزع المهابة من قلوب عدوكم ، ويجعل في قلوبكم الوهن " .
قال : قلنا : وما الوهنُ ؟ .
* عن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـصلى الله عليه وسلم" إن من أشراط الساعةِ أن يُرفعَ العلمُ ، ويَثبتَ الجهلُ ، ويُشَْرب الخمرُ ، ويظهر الزنا " .رواه البخاري ومسلم .فتح الباري / ج : 1 / كتاب : العلم / باب : 21 / حديث رقم : 80 / ص : 213 .صحيح مسلم / حديث رقم : 2671 .
* عن عبد الله بن عمرو بن العاص ـ رضي الله عنهما ـ قال : سمعتُ رَسولَ اللهِ ـ صلى الله عليه وسلم يقول :
" إن الله لا يَقْبضُ العلم انتزاعًا ينتزعه من العباد ، ولكن يَقْبِضُ العلم بقبض العلماءِ ، حتى إذا لم يُبْـقِ عالمًا اتخذ الناسُ رؤوسًا جهَّالاً فَسُئِلُوا فأفْتَوا بغَيرِ علمٍ فضلوا وأضلُّوا " .رواه البخاري ومسلم .فتح الباري / ج : 1 / كتاب : العلم / باب : 34 / حديث رقم : 100 / ص : 234 .صحيح مسلم / حديث رقم : 2673 .
* عن أبي أمامة الباهلي قال :
لما كان في حجة الوداع قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو يومئذٍ مُردف " الفضل ابن عباس " على جملٍ آدم ، فقال صلى الله عليه وسلم :
" يا أيها الناس خذوا من العلم قبل أن يقبض وقبل أن يرفع " .
وقد كان أَنزل الله عز وجل :
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَسأَلُوا عَن أَشيَاء إِن تُبدَ لَكُم تَسُؤكُموَإِن تَسْأَلُوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللَّهُ عَنْهَا وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ "101 .سورة المائدة / آية : 101 .قال : فكنا نذكرها كثيرًا من مسألته ، واتقينا ذاك حين أنزل الله على نبيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ .
قال : فأتينا أعرابيًّا فرشوناه برداءٍ .
قال : فاعتمَّ به حتى رأيتُ حاشيةَ البرد خارجةً من حاجبه الأيمن .
قال : ثم قلنا له : سَلِ النبيَّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ .
قال : فقال له -أي للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ :
يـا نبيَّ الله كيف يرفع العلم منا وبين أظهرنا المصاحف وقد تعلمنا ما فيها وعلَّمناها نساءَنا وذرارينا وخدمنا .
قال : فرفع النبيُّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ رأسه وقد علت وجهَهُ حُمرةٌ من الغضب .
قال : فقال صلى الله عليه وسلم :
" أي ثكلتك أمك هذه اليهود والنصارى بين أظهرهم المصاحف لم يصبحوا يتعلقوا بحرفٍ مما جاءتهم به أنبياؤهم ، ألا وإن ذهاب العلم أن يذهب حملتُهُ . ثلاث مرار " .
* حدثنا أبو خيثمة : عن الأعمش عن سالم بن أبي الجعد ، عن ابن لَبِيد قال : ذكر رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ شيئًا ، قال " وذاكَ عندَ أوانِ ذهاب العلمِ " .
قالوا : يا رسول الله وكيف يذهب العلمُ ، ونحن نقرأ القرآن ، ونُقْرِئُهُ أبناءَنا ، ويُقرِئهُ أبناؤنا أبناءَهم ؟ .
قال صلى الله عليه وسلم :
" ثَكِلَتْكَ (1) أُمُّكَ ابن أم لَبيد ، أو ليس هذه اليهود والنصارى يقرأون التوراة والإنجيل ، لا ينتفعون منها بشيءٍ ؟" .
من كتاب العلم / تأليف الحافظ أبي خيثمة زهير بن حرب النسائي / تحقيق الشيخ الألباني / ص : 25 .
( 1 ) ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ : أي فقدتك . وهو دعاء بالموت ، ظاهرًا .
والمقصود : التعجب من الغفلة عن مثل هذا الأمر .
لا يعملون بشيءٍ مما فيهما : أي ومن لا يعمل بعلمه هو والجاهل سواء .
* عن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال : لأحدثكم حديثًا لا يحدثكم أحدٌ بعدي ، سمعتُ رسولَ اللهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول :
" من أشراط الساعة أن يقِل العلم ويظهر الجهل ويظهر الزنا ، وتكثر النساء ، ويقل الرجال حتى يكون لخمسين امرأةٍ القيِّمُ الواحد " .
* عن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال : لأحدثكم حديثًا لا يحدثكم أحد بعدي ، سمعتُ رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول :
" من أشراط الساعة أن يقِل العلم ويظهر الجهل ويظهر الزنا ، وتكثر النساء ، ويقل الرجال حتى يكون لخمسين امرأةٍ القيِّمُ (1) الواحد " .
* عن أبي موسى ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال " ليأتين على الناس زمان يطـوف الرجـل فيه بالصدقة من الذهب ثم لا يجد أحدًا يأخذها منه ،ويُرَى الرجلُ الواحد يتبعه أربعون امرأة يلذن به من قلة الرجال وكثرة النساء " .
قال الحافظ في الفتح 1 / 179 :
" يحتمل أن يراد بهذا العدد ـ لخمسين ـ حقيقته ، ويحتمل أن يراد المجاز عن الكثرة " .ا . هـ .
* عن عبد الله بن عمرو بن العاص ـ رضي الله عنهما ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ " لا تقوم الساعةُ حتى يتسافدوا (1) في الطريق تسافد الحمير " . قلت : إن ذلك لكائن ؟ . قال صلى الله عليه وسلم " نعم ليكونن " .
( 1 )يتسافدوا : في لسان العرب : السفاد نزو الذكر على الأنثى .
وقد وقع ذلك في بعض دول الكفر . أعاذنا الله من ذلك .
* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال " والذي نفسي بيده لا تفنى هذه الأمة حتى يقومَ الرجلُ إلى المرأةِ فيفترشها في الطريق ، فيكون خيارهم يومئذ من يقول لو واريتها وراء هذا الحائط " .
" لا تذهبُ الدنيا حتى تكونَ لِلُكَعِ بن لُكَعِ " .
يطلق اللكع على الصغير ، وعلى الأحمق ، وعلى اللئيم ، وعلى خبيث الفعال قليل الخير .
* عن حذيفة بن اليمان ـ رضي الله عنه ـ قال : حدثنا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ حديثين رأيتُ أحَدَهما وأنا أنتظر الآخر ، حدثنا أن الأمانة نزلت في جَذْرِ 1 قلوبِ الرجال ، ثم علموا من القرآن ثم علموا من السنة ، وحدثنا عن رفعها قال : ينام الرجلُ النومةَ فتقبضُ الأمانة من قلبه فيظلُّ أثرُها مثلَ أثَرِ الوَكْتِ 2 ، ثم ينام النومةَ فتقبض فيبقَى فيها أثرُها مثلَ أثرِ المَجْلِ 3 كجمرٍ دَحْرَجتَه على رِجلِكَ فَنَفِطَ 4، فتراه منتَبرًا 4 وليس فيه شيء ، ويصبح الناس يتبايعون ، فلا يكادُ أحدٌ يؤدي الأمانة ، فيقال إن في بني فلان رجلاً أمينًا ، ويقال للرجلِ ما أعقلَه وما أظرفَه وما أجلده ، وما في قلبه حبةُ خردلٍ من إيمان .
6-بايعت : من البيع والشراء . الفتح / ج : 13 / ص : 43 .
أي أنه كان في عهد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وعهد الصحابة يطمئن في بيعه وشرائه إلى من يبايعهم ، ويشتري منهم لتوفر الأمانة وتوطنها في قلوب الناس ، وحتى وإن حدثت خيانة أو خطأ أو نحو ذلك من بعض البائعين والمشترين ، فالوالي أو القاضي أو الساعي أو الأمير يردُّ إليَّ مظلمتي وحقي .
أما الآن فقلَّت الأمانة ، وقل من يبحثون عن رد الحقوق إلى أهلها والأخذ على يد الظالم ، فدفعني ذلك إلى أن لا أبيع ولا أشتري إلا مع من أثق به .
* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : بينما النبي ـصلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ في مجلس يحدث القوم ، جاءه أعرابيٌّ ، فقال : متى الساعة ؟ .
* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال :
" لا تقوم الساعة حتى تأخذ أمتي بأخذ القرون قبلها 1 شِبرًا بشبرٍ وذراعًا بذراعٍ " .
فقيل : يا رسول الله كفارس والروم ؟ .
فقال صلى الله عليه وسلم : " ومَنِ الناسُ إلا أولئك ؟ "
قلنا : يا رسول الله اليهودَ والنصارَى ؟ .
قال صلى الله عليه وسلم : " فمن ؟ ! ! " .
قال صلى الله عليه وسلم :
" ما المسئول عنها بأعلم من السائل ، ولكن سأحدثك عن أشراطها ، إذا ولدت المرأة ربتها 2 فذاك من أشراطها ، وإذا كان الحفاة العراة 3 رؤوس الناس فذاك من أشراطها في خمس لا يعلمهن إلا الله ..... " .
فتلا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ :
والمحصلة أن الساعة يقرب قيامها عند انعكاس الأمور بحيث يصير المربَّى مربيًا ، والسافل عاليًا ، وهو مناسب لقوله في العلامة الأخرى : أن يصير الحفاة ملوك الأرض . الفتح / ج : 1 / ص : 101 .
3-وفي رواية البخاري " وإذا تطاول رعاة الإبل البُهمُ في البنيان " .
و " ميم " البهم : يجوز ضمها على أنها صفة الرعاة ، ويجوز كسرها على أنها صفة الإبل ، يعني الإبل السود .
صحيح مسلم / حديث رقم : 157 . الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 410 .
* قال الشيخ مصطفى العدوي في حاشية رسالته :
( 1 )والذي يبدو أن وقت ذلك ـ استفاضة المال ـ عند نزول عيسى ـ عليه السلام ـ فيفيض المال حتى لا يقبله أحد .
عن حارثة بن وهب ـ رضي الله عنه ـ قال : سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ يقول :
" تصدقوا فسيأتي على الناس زمان يمشي الرجل بصدقته فلا يجد من يقبلها " .
( 2 )المروج : هي الأراضي ذات الكلأ التي ترعى فيها الدواب وتكون نباتاتها كثيرة .
* قال الشيخ محمد ناصر الدين الألباني ـ رحمه الله ـ :
" وقد بدأت تباشير هذا الحديث تتحقق في بعض الجهات من جزيرة العرب ؛ بما أفاض الله عليها من خيرات وبركات وآلات ناضحات تستنبط الماء الغزير من بطن أرض الصحراء ، وهناك فكرة بجر نهر الفرات إلى الجزيرة كنا قرأناها في بعض الجرائد المحلية ، فلعلها تخرج إلى حَيِّزِ الوجود " . ا . هـ .
أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 413 .
أمِنْ حلالٍ أم من حرامٍ " .
شرب الخمور واستحلال المعازف والقَيْنَات
أخرجه أحمد . وصححه الشيخ الألباني رحمه الله في السلسلة الصحيحة / ج : 6 / القسم الأول / حديث رقم : 2683 / ص : 411 .
( 1 )كأشباه الرحال : جملة " كأشباه الرحال " ليست في محل صفة لرجال ، وإنما هي صفة لسروج ، وذلك يعني أن هذه السروج التي يركبها أولئك الرجال في آخر الزمان ليست سروجًا حقيقية توضع على ظهور الخيل ، وإنما هي أشباه الرحال .
والرِّحال : جمع رَحْل ، وتفسيره كما في " المصباح المنير " وغيره :
" كل شيء يعدّ للرحيل من وعاء للمتاع ومركب للبعير "
إذا علمت هذا ، يتبين لك بإذن الله أن النبي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ يشير بذلك إلى هذه المركوبة التي ابتُكِرَت في هذا العصر ، ألا وهي السيارات ، فإنها وثيرة وطيئة لينة كأشباه الرحال .
* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـصلى الله عليه وسلم :
" يوشك الفراتُ أنْ يُحْسِرَ (1) عن كَنْزٍ (2) من ذهبٍ . فمن حَضَرَهُ فلا يأخُذْ منه شيئًا " .
( 1 )يُحْسِرُ : أي ينكشف لذهاب مائِه .
( 2 )"عن كنز " وفي بعض الروايات " عن جبل " .
* عن عبد الله بن الحارث بن نوفل قال : كنت واقفًا مع " أُبي بن كعب " فقال : لا يزالُ الناسُ مختلفةً أعناقُهُمْ في طلبِ الدنيا .
قلت : أجلْ . قال : سمعتُ رسولَ اللهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول :
" يوشكُ الفراتُ أنْ يَحْسِرَ عن جبلٍ من ذهبٍ فإذا سمع به الناسُ ساروا إليه ، فيقولُ مَنْ عنده : لَئِنْ تركنا الناسَ يأخذون منه لَيُذْهَبَنَّ به كلّهِ ، قالَ : فيقتتلونَ عليه ، فَيُقْتَلُ من كُلِّ مائةٍ تسعة وتسعون " . رواه مسلم .
والناس يقتتلون رغم معرفتهم لهذا الحديث ، ولكن يقول كل رجل منهم لعلي أنا الذي أنجو فأفوز بجبل الذهب .
* فعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال :
" لا تقوم الساعة حتى يَحْسِرَ الفراتُ عن جبل من ذهب ، يقتتل الناس عليه ، فَيُقْتَلُ من كلِّ مائةٍ ، تسعةٌ وتِسْعُونَ ، ويقول كلُّ رجلٍ منهم : لعلِّي أكونُ أنا الذي أَنْجُو " .رواه مسلم .
*عن أبي سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ قال :
" عدا الذئب على شاة فأخذها فطلبه الراعي فانتزعها منه ، فأقعى الذئب على ذَنَبِهِ ، قال : ألا تتقي الله ! ! تنزع مني رزقًا ساقه اللهُ إليَّ .
فقال : يا عجبي ذئب . وقع على ذَنَبِهِ يُكلمني كلام الإنس .
فقال الذئب : ألا أخبرك بأعجب من ذلك ! محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ بيثرب يخبر الناس بأنباء ما قد سبق .
قال : فأقبل الراعي يسوق غنمه حتى دخل المدينة ، فزواها إلى زاويةٍ من زواياها ثم أتى رسولَ اللهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ فأخبره .
فأمر رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فنودِيَ الصلاة جامعة ، ثم خرج فقال صلى الله عليه وسلم للراعي أخْبِرهم ، فأخبرهم .
فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ :
" صدق والذي نفسي بيده ، لا تقوم الساعة حتى يكلم السباعُ (1) الإنس ، ويكلم الرجل عذبة (2) سوطه (3) ، ويخبره فخذُهُ بما أحدث أهلُهُ بعده " .
( 1 )السباع : هي سباع الوحش كالأسد والنمر ونحو ذلك ، أو سباع الطير كالبازي ، ولا مانع من الجمع . أشـار إلى بعض ذلك المباركفوري .
( 3 )وفي بعض الروايات " وشراك نعله " وهو أحد سيور النعل التي تكون على وجهها .
* عن أبي قَبيل المعافري ـ رحمه الله ـ قال :
كنا عندَ عبدِ الله بن عمرُو بن العاصي (1) ، وسُئِلَ : أيُّ المدينتينِ تُفتحُ أولًا : القسطنطينية (2) أو رومية (3) ؟ .
فدعا عبد الله بصُنْدوق له حِلَقٌ ؛ قال : فأخرج منه كتابًا ؛
قال : فقال عبدُ الله بينما نحن حول رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ نكتُبُ ؛ إذ سُئِلَ رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ :
أيُّ المدينتين تُفتَحُ أولًا : أقسطنطينية أو رومية ؟
فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :
" مدينة هِرَقْلَ تُفْتَحُ أولًا . يعني : قسطنطينية " .
( 1 ) العاصي : لها لغتان " العاصي " ، و " العاص " .
( 2 ) قسطنطينية : مدينة بـ تركيا . بناها الملك قسطنطين ، وهي مثلثة الشكل ، جانبان منها في البحر ، وجانب في البر .
( 3 ) رومية : هي روما ، كما في " معجم البلدان " ، وهي عاصمة إيطاليا اليوم .
* عن أبيِ الغيثِ عن أبي هريرة أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم قال " سمعتُمْ بمدينةٍ جانِبٌ منها في البرِّ وجانب منها في البحر ؟ " .
قالوا : نعم . يا رسولَ اللهِ .
قال " لا تقومُ الساعةُ حتى يغزوها سبعونَ ألفًا منْ بني إسحَقَ(1) . فإذا جاءوها نزلوا . فلم يقاتِلوا بسلاحٍ ولم يَرْمُوا بسهمٍ . قالوا : لا إله إلا الله والله أكبر . فيسقط أحد جانبيها " .
( 1 ) بنو إسحاق : هم الروم .
وهم من سلالة العيص بن إسحاق بن إبراهيم ـ عليه السلامـ ويظهر ـ والله أعلم ـ أن كثيرًا من الروم يعتنقون الإسلام في آخر الزمان قبل الملحمة الكبرى وبعدها .
* أما قبلها ، فيدل عليه حديث أبي هريرة ـ رضي الله عنهـ حيث يقول الروم للجيش الآتي من المدينة المنورة " .....خلوا بيننا وبين الذين سَُبوا منا نقاتلهم ، فيقول المسلمون : لا والله ، كيف نخلي بينكم وبين إخواننا ..... " .
ـ وأما بعد الملحمة ، فتتزعزع عقيدتهم ـ الفاسدة ـ ، فيدخل كثير منهم في الإسلام ، ويكونون أغلب الجيش الذي يفتح القسطنطينية .
قال الْمُسْتَوْرِدُ القرشيُّ ، عند عَمْرِو بن العاصي :
سمعتُ رسولَ اللهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقولُ :
" تقومُ الساعةُ والرومُ أكثرُ الناسِ " . ا . هـ .
ـــ
ـ وقد تحقق الفتح الأول ـ للقسطنطينية ـ على يد " محمد الفاتح " العثماني ؛ كما هو معروف ، وذلك بعد أكثر من ثمانمائة سنة من إخبار النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالفتح .
وسيتحقق الفتح الثاني بإذن الله تعالى ولابد .
" وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بعد حينٍ " .ا . هـ.
ـ وقد تم فتح القسطنطينية عام : 857 هـ ـ 1453 م ، على يد السلطان العثماني محمد الثاني ، المعروف بالفاتح ، فنال مع جنوده البشارة الكريمة من النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وسماها : إسلام بول ، أي مدينة السلام .
وهذا الفتح تهيئة للفتح العظيم الآخر قبل ظهور الدجال . المذكور في حديث : أبى الغيث عن أبي هريرة ..... .
ـ يرجع أصل العثمانيين إلى قبيلة تركية اسمها " قاي خان" هاجرت من موطنها بقيادة زعيمها سليمان شاه ، ثم تولى الزعامة بعد وفاته ابنه أرطغرل ، فسار بمن معه إلى الأناضول ، حيث السلاجقة يحكمون ، فجاهدوا معه ضد البيزنطيين ، ولما توفي أرطغرل سنة 687 هـ خلفه ابنه عثمان ، ثم فتح مدينة " قرة صو " في الأناضول واتخذها عاصمة له ، ثم بويع بالخلافة ، وإليه تنسب الدولة وسلاطينها ، وقد استمرت قرونًا عديدة .
ـ وبذلك يكون فتح القسطنطينية في المرتين على أيدي المسلمين من غير العرب ، ففي المرة الأولى على أيدي العثمانيين ، وفي الأخيرة على أيدي الروم والعرب ، غير أن الروم أكثر . كتاب : المسيح المنتظر ونهاية العالم / ص : 84 .
فالعرب في آخر الزمان قليلون :
* عن جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنهما ـ قال : أخبرتني أم شَريك ـ رضي الله عنها ـ أنها سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ يقول " ليفرن الناسُ من الدجالِ في الجبال " .
قالت أم شَريك : قلتُ : يا رسول الله فأين العرب يومئذ ؟
قال صلى الله عليه وعلى آله وسلم " هم قليل " .
* وعن طلحة بن مالك ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـصلى الله عليه وسلم ـ قال :
" إن من اقتراب الساعة هلاك العرب " .
* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال :
" لا تقوم الساعةُ حتى تقاتلوا قومًا نعالُهم الشعر (1) ، وحتى تقاتلوا التركَ (2) صغارَ الأعين حمرَ الوُجوه ، ذُلفَ الأنوف(3) كأن وجوهَهُمُ المجانُّ (4) المطْرَقة (5)" .
رواه البخاري ومسلم .
( 1 )نعالهم الشعر : قال الحافظ في الفتح : أن هذا الحديث ظاهر في أن الذين ينتعلون الشعر
غير الترك .
( 2 )الترك عند العرب هم التتار الذين هم المغول ، وليس الترك الذين نعرفهم .
أشرطة الدار الآخرة .
( 3 ) ذلف الأنوف : قصر الأنف وانبطاحه .
( 4 )المجان : جمع مجن وهو : الترس .
( 5 )المطْرَقة : التي ألبست الأطرقة من الجلود ، وهي الأغشية .
ووردت هذه الكلمة في الفتح أيضًا : ج : 6 / ص : 122 :هكذا : المُطَرَّقة .
قيل : ومعناه تشبيه وجوه الترك بالترس لبسطتها وتدورها ، وبالمطْرَقة لغلظها وكثرة لحمها .
* قال النووي ـ رحمه الله ـ :
وقد وجد قتال هؤلاء الترك بجميع صفاتهم التي ذكرها صلى الله عليه وسلم صغار الأعين ، حمر الوجوه ، ذلف الأنف ، عراض الوجوه كأن وجوههم المجان المطْرقة ، ينتعلون الشعر ، فوجدوا بهذه الصفات كلها في زماننا ، وقاتلهم المسلمون مرات .
ونسأل الله الكريم إحسان العاقبة للمسلمين في أمرهم وأمر غيرهم ، وسائر أحوالهم ، وإدامة اللطف بهم وصلى الله على رسوله الذي لا ينطق عن الهوى ، إن هو إلا وحي يوحى .
حاشية الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 329 .
ست خلال بين يدي الساعة
* عن عوف بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال :
أتيتُ النبيَّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ في غزوة تبوك وهو في قُبَّةٍ من أَدَمٍ (1) .
فقال صلى الله عليه وسلم " اعْدُدْ ستًّا بين يدي الساعة ، موتي ثم فتح بيت المقدس ، ثم مُوتَانٌ (2) يأخذ فيكم كَقِعَاص(3) الغنمِ ، ثم استفاضَةُ المال (4) حتى يُعْطى الرجل مائةَ دينار فيظلّ ساخطًا ثم فتنة (5) لا يبقى بيت من العرب إلا دخلته ، ثم هدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر (6) فيغدرون فيأتونكم تحت ثمانين غايةً (7) تحت كـل غايةٍ اثنا عشر ألفًا" .رواه البخاري .
( 1 )أَدَم : جِلْد .
( 2 )مُوتان : الموت الكثير الوقوع .
( 4 )كقعاص : هو داء يأخذ الدواب فيسيل من أنوفها شيء فتموت فجأة .
وقد قيل إن هذه الآية ظهرت في طاعـون عَمْوَاس في خلافة عمر ـ رضي الله عنه ـ وكان ذلك بعد فتح بيت المقدس .
* طاعون عمواس : وقع ذلك في بلاد الشام بعد فتح بيت المقدس ؛ حيث انتشر مرض الطاعون سنة 18 هـ على المشهور ، في خلافة عمر ـ رضي الله عنه ـ وهو المعروف بطاعون عَمَواس . ومات فيه من الصحابة وغيرهم خلق كثير قرابة 25 ألف نسمة ، وممن مات فيه من الصحابة " معاذ بن جبل وامرأتاه وابنه " و " أبو عبيدة بن الجراح " ـ رضي الله عنهم ـ ،
..... ..... .
ـ عَمَواس : قرية بين الرملة وبيت المقدس ، نسب الطاعون إليها لكونه بدأ فيها .
وقيل لأنه عَمَّ الناس وتواسوا فيه .
ـ عَمَْواس : لغتان : وردت بفتح العين وسكون الميم في :
لسان العرب / ج : 6 / حرف السين المهملة / وفصل العين المهملة ، وكذلك في صحيح سنن ابن ماجه / ج : 2 / كتاب الفرائض / باب : ميراث الولاء / حديث رقم : 2208 ـ 2732 / ص : 116 .
ووردت بفتح العين وفتح الميم في :
صحيح مسلم / ج : 1 / مقدمة الشارح قال فيها : وعَمَواس بفتح العين والميم . ا . هـ .
( 4 )ثم استفاضة المال : أي كثرته ، وظهرت في خلافة عثمان عند تلك الفتوحات العظيمة .
( 5 )ثم فتنة ..... : قيل الفتنة المشار إليها هي التي دارت بين علي ومعاوية ـ رضي الله عنهما ـ وقال بعض المتأخرين هي " التلفاز " وفتنته . والله أعلم .
( 6 )هدنة مع بني الأصفر : الهدنة هي الصلح على ترك القتال بعد التحرك فيه .
بنو الأصفر : الروم .
( 7 )غايـة : أي رايـة .
* عن ذي مِخْبَرٍ ـ رجل من أصحاب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال :
سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول :
" ستصالحون الروم صلحًا آمنًا فتغزون أنتم وهم عدوًّا من ورائكم فتنتصرون وتغنمون وتسلمون (1) ثم ترجعون (2)حتى تنزلوا (3) بمرج ذي تلول (4) ، فيرفعُ رجلٌ من أهل النصرانية الصليب فيقول : غلبَ الصليب ، فيغضب رجلٌ من المسلمين فيدقه ، فعندَ ذلك تغدرُ الروم ، وتجمعُ للملحمة" .
( 1 )وتسلمون : من السلامة ، أي : تسلمون من القتل والجرح في القتال . ا . هـ .
( 2 )ثم ترجعون : أي عن عدوكم .
( 3 )حتى تنزلوا : أي أنتم وأهل الروم .
( 4 )بمرج ذي تلول : مَرْج : أي الموضع الذي ترعى فيه الدواب . قاله السندي .
وفي النهاية أرض واسعة ذات نبات كثيرة .
ذو تُلول : بضم التاء ، جمع " تَل " بفتحها ـ أي بفتح التاء ـ ، وهو موضع مرتفع .
عون المعبود / شرح سنن أبي داود / ج : 11 / كتاب : الملاحم / باب : في أمارات الملاحم / الشرح / ص : 269 .
_____________
* عن أبي سعيد قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلمـ :
" يوشك أن يكون خير مال المسلم غنم يتبع بها شعف (1)الجبال ومواقع القَطْرِ (2) يفر بدينه من الفتن " .
( 1 )شعف : الشعفة من كل شيء أعلاه .المعجم الوجيز / ص : 345 .
( 2 )القَطْر : المطر . القِطْر : النحاس والحديد الذائب . القُطْر : الناحية . المعجم الوجيز / ص : 507 .
* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـصلى الله عليه وسلم ـ :
" ستكون فتنٌ القاعد فيها خيرٌ من القائم ، والقائم فيها خيرٌ من الماشي ، والماشي فيها خيرٌ من الساعي ، من تشرف لها تستشرِفْه ، فَمَن وَجدَ منها ملجأ أو معاذًا فلْيَعُذ به " .
* عن أبي موسى الأشعري ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـصلى الله عليه وسلم ـ قال " اكسِروا قِسِيَّكُمْ – يعني في الفتنة – واقطعوا أوتارَكم ، والزموا أجوافَ البيوت ، وكونوا فيها كالخَيِّر من ابن آدم " .
* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـصلى الله عليه وسلم ـ :
" والذي نفسي بيده لا تذهب الدنيا حتى يَمُرَّ الرجلُ على القبرِ فيتمرغُ عليه ، ويقول يا ليتني كنتُ مكانَ صاحبِ هذا القبرِ . وليس به الدِّينُ إلا البلاءُ " .
رواه البخاري ومسلم . واللفظ لمسلم .
* أورد ابن حجر العسقلاني في شرح الحديث قول القرطبي :
ثم قال القرطبي " كأن في الحديث إشارة إلى أن الفتن والمشقة البالغة ستقع حتى يخف أمر الدِّين ، ويقل الاعتناء بأمره ، ولا يبقى لأحد اعتناء إلا بأمر دنياه " .
وتعقبه الطيبي بأن حمل الدِّينَ على حقيقته ، أي ليس التمني والتمرغ لأمر أصابه من جهة الدين بل من جهة الدنيا .
* وقال الشيخ مصطفى العدوي في الحاشية :
أي أن الحامل له على تمني الموت ليس الخوف على دينه وإنما هو كثرة الفتن والمحن وسائر الضراء ، لذلك عَظُمَ قدر العبادة أيام الفتنة .
* عن معقل بن يسار رَفَعَهُ " العبادةُ في الهَرْجِ كهجرةٍ إليَّ "
* عن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـصلى الله عليه وسلم ـ :
الفتنة من قِبَلِ المشرق :
* عن الزهري عن سالم عن أبيه عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قام إلى جَنْبِ المنبرِ فقال :
" الفتنة هاهنا ، الفتنة هاهنا ، من حيثُ يطلعُ قرنُ الشيطان . أو قال : قرن الشمس " .
* عن ابن عمر ـ رضي الله عنه ـ قال : ذكر النبيُّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ :
" اللهمَّ بارِكْ لنا في شامِنَا ، اللهم بارِك لنا في يمننا " .
قالوا : يا رسول الله : وفي نجدنا (1) .
قال صلى الله عليه وعلى آله وسلم " اللهم بارك لنا في شامنا ، اللهم بارك لنا في يمننا " .
قالـوا : يا رسولَ الله وفي نجدِنا .
فأظنه قال في الثالثة :
" هُناك الزلازلُ والفتن ، وبها يطلُعُ قرنُ الشيطان " .
( 1 )نجدنا : نجد هي " العراق " .
* عن ابن عمر ـ رضي الله عنه ـ أن النبيِّ ـ صلى الله عليهوسلم ـ دعا ، فقال :
" اللهم بارِك لنا في مكتنا ، اللهم بارِك لنا في مدينتنا ، اللهم بارك لنا في شامنا وبارك لنا في صاعنا ، وبارك لنا في مُدِّنا " .
فقال رجلٌ : يا رسولَ الله ! وفي عراقِنا . فأعْرَضَ عنه ، فردَّدَها ثلاثًا ، كلُّ ذلك يقولُ الرجلُ : وفي عِراقِنا ، فَيُعْرِضُ عنه .
فقال صلى الله عليه وسلم :
" بها الزلازِلُ والفتنُ ، وفيها يطلُعُ قرنُ الشيطانِ " .
* قال الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ تعليقًا على هذا الحديث :
وإنما أفضتُ في تخريج هذا الحديث الصحيح وذِكْر طرقه وبعض ألفاظه ؛ لأن بعض المبتدعة المحاربين للسنة والمنحرفين عن التوحيد يطعنون في الإمام " محمد بن عبد الوَهَّاب " ـرحمه الله ـ مُجَدد دعوة التوحيد في الجزيرة العربية ، ويحملون الحديث عليه باعتباره مِنْ بلاد " نجد " المعروفة اليوم بهذا الاسم وجهلوا أو تجاهلوا أنها ليست هي المقصودة بهذا الحديث ، وإنما هي "العراق " كما دل عليه
أكثر طرق الحديث وبهذا قال العلماء قديمًا ، كالإمام الخطَّابي ، وابن حجر العسقلاني وغيرهم .
وجهلوا أيضًا أن كون الرجل مِنْ بعض البلاد المذمومة لا يستلزم أنه هو مذموم أيضًا إذا كان صالحًا في نفسه ، والعكس بالعكس ..... فكم في مكة والمدينة والشام مِنْ فاسق وفاجر ، وفي العراق من عالم وصالح .
وما أحكم قول " سلمان الفارسي " " لأبي الدرداء " حينما دعاه أنْ يهاجر مِنَ العراق إلى الشام " أما بعد ؛ فإن الأرض المُقَدَّسَة لا تُقَدِّس أحدًا ، وإنما يُقَدِّس الإنسانَ عملُهُ " . ا . هـ .
القُدْسُ : الطُّهْرُ . المعجم الوجيز / ص : 492 .
وورد في " نُظُم الفرائد " :
* عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ أنه سمع النبيَّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو مستقبل المشرق يقول :
" ألا إن الفتنة هاهنا ، ألا إن الفتنة هاهنا - قالها مرتين أو ثلاثًا - ، من حيثُ يَطْلُعُ قرنُ الشيطانِ - يُشيرُ صلى الله عليه وسلم بيده إلى المشرِقِ ، وفي روايةٍ : العراقِ " .
وهو من حديث ابن عمر ، وله عنه طرق .
o فائـــدة :
قلـت : أي الشـيخ الألبانـي : في السلسلة / ج : 5 / ص : 656 .
قلتُ : وطرق الحديث متضافرة على أن الجهة التي أشار إليها النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إنما هي المشرق ، وهي على التحديد " العراق " كما رأيتَ في بعض الروايات الصريحة ، فالحديث عَلَمٌ من أعلام نبوته صلى الله عليه وسلم ،فإن أول الفتن كان من قِبَلِ المشرق ، فكان ذلك سببًا للفرقة بين المسلمين ، وكذلك البدع نشأت من تلك الجهة ، كبدعة التشيع والخروج ونحوها .
وقد روى البخاري :
* عن ابن أبي نُعْم قال :
شهدت ابن عمر وسأله رجل من أهل العراق عن مُحْرِم قتل ذبابًا .
فقال : يا أهل العراق ! تسألوني عن محرم قتل ذبابًا ، وقد قتلتم ابن بنت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، وقد قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ " هما ريحانتاي من الدنيا " .
* عن أبي نُعْم قال :
" كنت شاهدًا لابن عمر وسألَهُ رجل عن دم البعوض .
فقال : ممَّن أنت ؟ قال : من أهل العراق . قال : انظروا إلى هذا يسألني عن دم البعوض ، وقد قَتَلُوا ابن النبيِّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ .
* قال ابن حجر في الفتح : ج : 10 / ص : 441 في شرح هذا الحديث:
والذي يظهر أن ابن عمر لم يقصد ذلك الرجل بعينه ، بل أراد التنبيه على جفاء أهل العراق وغلبة الجهل عليهم بالنسبة لأهل الحجاز ، ولا مانع أن يكون بعد ذلك أفتى السائل عن خصوص ما سأل عنه لأنه لا يحل له كتمان العلم إلا إن حمل السائل متعنتًا .
ويؤكد ما قلته أنه ليس في القصة ما يدل على أن السائل المذكور كان ممن أعان على قتل الحسين . ا . هـ .
وهناك مزيد من ذلك بنفس المرجع لمن أراد الاستزادة .
* عن المقداد بن الأسود ـ رضي الله عنه ـ قال :
وايم الله (1) لقد سمعتُ رسولَ الله ـ صلى الله عليه وسلمـ يقول :
( 1 )وايم الله : كلمة قسم ، همزتها وصل .المعجم الوجيز / ص : 31 .
( 2 )فواها " واها " : كلمة يقولها المتأسف على الشيء والمتعجب منه .
العزلة ومتى تكون :
مما سبق يتبين أنه عند وقوع الفتن يتعين الاعتزال وعدم الخوض فيها ونبذ الاختلاف .
* وقال النووي :
المختار تفضيل المخالطة لمن لا يغلب على ظنه أنه يقع في معصية ، فإن أشكل الأمر فالعزلة أولى . ا . هـ .
* وقال غيره :
يختلف ـ الأمر ـ باختلاف الأشخاص ، فمنهم من يتحتم عليـه أحد الأمرين ومنهم من يترجح . فمن يتحتم عليه المخالطة ، من كان له قدرة على إزالة المنكر ، فيجب عليه إما عينًا وإما كفاية بحسب الحال والإمكان . وهذا حيث لا يكون هناك فتنة عامة .
فإن وقعت ، ترجحت العزلة لما ينشأ فيها غالبًا من الوقوع في المحذور وقد تقع العقوبة بأصحاب الفتن فتعم من ليس من أهلها كما قال تعالى :
" وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً ... ". سورة الأنفال / آية : 25 .
* عن عبد الله بن عمرو ؛ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال :
" كيف بكم وبزمان يوشِكُ أنْ يأتِيَ ، يُغَرْبَلُ الناسُ فيهِ غربلةً ، وتبقى حُثالةٌ مِنَ الناسِ ، قد مَرِجَتْ (1) عُهُودُهم وأماناتُهُم ، فاختلفوا ، وكانوا هكـذا ؟ " . وشبَّك بين أصابِعِهِ . قالوا : كيف بنا يا رسول الله ! إذا كان ذلك ؟ . قال صلى الله عليه وسلم " تأخذونَ بما تعرفون . وتَدَعون ما تُنكِرون .وتُقْبِلُون على خاصَّتِكُم (2) . وتذرون أمرَ عوامِّكُم " .
( 2 )على خاصتكم : أي على من يختص بكم من الأهل والخدم ؛ أو على إصلاح الأحوال المختصة بأنفسكم .
* عن أبي ذر ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـصلى الله عليه وسلم :
قال صلى الله عليه وعلى آله وسلم " كيف أنتَ ، وجُوعًا يصيبُ الناسَ حتى تأتِيَ مسجِدَكَ فلا تستطيع أن ترجِعَ إلى فِرَاشِـكَ . ولا تستطيع أن تقومَ مـن فِراشِكَ إلى مسجِدكَ ؟ " .
قال : قلتُ : الله ورسوله أعلم - أو ما خار الله لي ورسوله .
قال صلى الله عليه وسلم " عليك بالعِفَّةِ " .
ثم قال " كيف أنت وقتلًا يصيبُ الناسَ حتى تُغْرَقَ حجارةُ الزيتِ (2) بالدَّمِ ؟ " . قلت : ما خار الله لي ورسوله .
قال صلى الله عليه وسلم " الْحَقْ بمن أنت منه (3) " .
قال ، قلت : يا رسول الله ! أفلا آخذ بسيفي فأضربَ به مَنْ فعل ذلك ؟ .
قال صلى الله عليه وسلم " شارَكتَ القومَ إذًا . ولكِنِ ادْخُلْ بيتَكَ " .
قلت : يا رسول الله ! فإن دُخِلَ بيتي ؟ .
قال صلى الله عليه وسلم :
" إن خَشِيتَ أن يَبْهَرَكَ شُعَاعُ السَّيْفِ (4) ، فَأَلْقِ طرَفَ رِدَائِكَ على وجهِكَ فيبوء بإثمِهِ وإثمِكَ ، فيكونَ منْ أصحابِ النارِ " .
صحيح سنن ابن ماجه / ج : 2 / كتاب : الفتن / باب : 10 / حديث رقم : 3197 / ص : 355 ـ الإرواء / حديث رقم : 2451 .
وورد في حاشية صحيح سنن ابن ماجه / ج : 2 / ص : 355 :
( 1 ) حتى يُقَوَّمَ البيت بالوصيف : من التقويم ، المراد بالبيت القبر .
وبالوصيف : الخادم والعبد . أي يكون العبد قيمة القبر بسبب كثرة الأموات .
وقيل : المراد بالبيت المتعارف .
والمعنى : أن البيوت تصير رخيصة لكثرة الموت وقلة من يسكنها فيباع البيت بعبد .
( 2 ) حجارة الزيت : موضع بالمدينة في الحرة ، سمي بها لسواد الحجارة كأنها طليت بالزيت ، أي الدم يعلوحجارة الزيت ويسترها لكثرة القتلى ، وهذا إشارة إلى وقعة الحرة التي كانت زمن يزيد .
( 3 ) بمن أنت منه : أي : بأهلك وعشيرتك .
( 4 ) يبهرك شعاع السيف : أي : إن غلبك ضوء السيف وبريقه ، فغط وجهك حتى يقتلك .ا . هـ .
بعض ما جاء في الشام وأهله :
* ..... عن ابن أبي قتيلة عن ابن حوالة قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :
" سيصير الأمر إلى أن تكوـوا جنودًا مجندة ، جند بالشام ، وجند باليمـن ، وجند بالعراق " .
قـال ابن حوالـة : خر لي (1) يا رسول الله إن أدركت ذلك .
فقال صلى الله عليه وسلم " عليك بالشام فإنها خيرة الله من أرضه يجتبي إليها خيرته من عباده ، فأما إن أبيتم فعليكم بيمنكم واسقوا من غُدُركم فإن الله توكل لي بالشام وأهله " .
( 1 ) خر لي : أي اختار لي .
* وورد في حاشية الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة ص : 437 :
وهذا الحديث محمول على أزمنة مخصوصة وليس على إطلاقه فإذا ظهرت فتن بالشام يخشى المسلم منها على دينه فحينئذ يشرع له الفرار منها .
ولاشك أن اللجوء إلى مكة والمدينة في زمن الدجال أولى من اللجوء إلى الشام ، وقد قال صلى الله عليه وسلم :
" ..... وإنه - أي الإسلام- يأرز بين المسجدين كما تأرز الحية إلى جحرها " .
* عن ابن عمر ـ رضي الله عنه ـ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ دعا فقال :
" اللهم بارك لنا في مكتنا ، اللهم بارك لنا في مدينتنا ، اللهم بارك لنا في شامنا ، وبارك لنا في صاعِنَا ، وبارك لنا في مُدِّنا " .
فقال رجل : يا رسول الله ! وفي عراقنا . فأعرض عنه ، فرددهـا ثلاثًا ، كلُّ ذلك يقولُ الرجل : وفي عراقنا ، فَيُعْرِضُ .
فقال صلى الله عليه وسلم " بها الزلازلُ والفتنُ ، وفيها يطْلُعُ قرنُ الشيطانِ " .
قال الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ : قلت : وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين .
خروج نار من أرض الحجاز
وورد في الفتح / ص : 86 :
معنى : تضيء أعناق الإبل ببصرى :
قال ابن التين : يعني من آخرها يبلغ ضوؤها إلى الإبل التي تكون ببُصْرى ، وهي من أرض الشام .
" وأضاء " : يجيء لازمًا ومتعديًا ، يقال أضاءت النار ، وأضاءت النار غيرها .
وبُصْرَى : بلد بالشام وهي حوران .
اختلف العلماء في هذه النار هل هي النار التي تحشر الناس أم هي نار أخرى :
ذكر العسقلاني في الفتح / ج : 13 / ص : 85 :
* والذي ظهر لي أن النار المذكورة في حديث الباب هي التي ظهرت بنواحي المدينة كما فهمه القرطبي وغيره ، وأما النار التي تحشر الناس فنار أخرى .
* قال القرطبي ـ رحمه الله ـ في " التذكرة " :
قد خرجت نار بالحجاز بالمدينة ، وكان بدؤها زلزلة عظيمة في ليلة الأربعاء بعد العتمة ، الثالث من جُمَادى الآخرة ، سنة أربع وخمسين وستمائة ، واستمرت إلى ضحى النهار يوم الجمعة فسكنت .
* وقال النووي :
تواتر العلم بخروج هذه النارعند جميع أهل الشام .
* وقال أبو شامة في " ذيل الروضتين " :
وردت في أوائل شعبان سنة أربع وخمسين وستمائة ، كتب من المدينة الشريفة فيها شرح أمر عظيم حدث بها ، فيه تصديق لما في الصحيحين ، فذكر هذا الحديث . قال : فأخبرني بعض من أثق به ممن شاهدها أنه بلغه أنه كتب " بتيماء " على ضوئها الكتب ، فمن الكتب ..... فذكر نحو ما تقدم .
ومن ذلك أن في بعض الكتب : ظهر في أول جمعة من جمادى الآخرة في شرقي المدينة ، نار عظيمة بينها وبين المدينة نصف يوم ، انفجرت من الأرض وسال منها واد من نار حتى حاذى جبل أُحد . ا . هـ .
تقاتل فئتين عظيمتين
" لا تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان عظيمتان ، يكون بينهما مقتلة عظيمة دعوتهما واحدة " .متفق عليه .
فتح الباري / ج : 13 / كتاب : الفتن / باب : 25 / حديث رقم : 7121 / ص : 88 .
قال ابن حجر : المقصود فئة " عليّ " ومن معه ، وفئة " معاوية " ومن معه " .
* * * * *
غربة الإسلام وأهلِهِ آخر الزمان
" بدأ الإسلامُ غريبًا وسيعود غريبًا كما بدأ فطوبى للغرباء "
صحيح مسلم . صحيح سنن ابن ماجه / ج : 2 / كتاب : الفتن / 15 ـ باب :بدأ الإسلام غريبًا / حديث رقم : 3221 / ص : 363
معنى الحديث ـ والله تعالى أعلم ـ أن الإسلام اعتنقه أول الأمر قليل من الناس فأوذوا وابتلوا في سبيل ذلك ، ثم اتسعت رقعته وكثر معتنقوه وأتباعه ، فظهر وانتشر ، ثم سيلحق أهلُهُ الخللَ فيتناقصون ويجهلون أحكامه فيصير المستمسك به غريبًا بين الناس فيطارد ويوصف بالتطرف كما هو الحال في زمانِنَا ، وسيظهر الشركُ مرة ثانية ، فيطغى ويعم . حسبنا الله ونِعم الوكيل . رسالة الأشراط الصغرى للساعة /الشيخ مصطفى العدوي / ص : 12 / الحاشية .
* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـصلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ :
" إن الإيمان ليأرِزُ (1) إلى المدينة كما تأرِزُ الحَيَّةُ إلى جُحرها " .
رواه البخاري ومسلم وابن ماجه . صحيح سنن ابن ماجه / ج : 2 / كتاب : المناسك / 104 ـ باب : فضل المدينة / حديث رقم : 2525 / ص : 196 .
( 1 )يأرز : أي يلوذ أو يثبت أو ينضم .* عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ :
" إن الإسلام بدأ غريبًا وسيعودُ غريبًا كما بدأ وهو يأرزُ بين المسجدين (1) كما تأرزُ الحيةُ إلى جُحرها " .
صحيح مسلم / ج : 1 / كتاب : الإيمان / 65 ـ باب : بيان أن الإسلام بدأ غريبًا وسيعود غريبًا ، وإنه يأرز بين المسجدين / حديث رقم : 146 / ص : 232 .
( 1 )بين المسجدين : أي مسجدَيْ مكة والمدينة .* * * * *
سكنى المدينة وعمارتها
====================
أخبر النبي صلى الله عليه وسلم، أن المدينة سيمتد العمران فيها ، وتتوسع مساحتها .
* فعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـصلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ : " تَبْلُغُ المساكِنُ إهَابَ أو يَِهَابَ (1) " .
صحيح مسلم / ج : 18 / كتاب : الفتن وأشراط الساعة / باب : 15 / حديث رقم : 2903 / ص : 41 .
===============
ذهاب الصالحين
================
" يذهب الصالحون الأول فالأول ، ويبقى حفالة كحفالةِ الشعير أو التمر لا يُباليهمُ اللهُ بالة (1) " .
فتح الباري بشرح صحيح البخاري / ج : 11 / كتاب : الرقاق / باب : 9 / حديث رقم : 6434 / ص : 256 .
( 1 )لا يباليهم الله بالة : قال الخطابي : أي لا يرفع ـ الله ـ لهم قدرًا ولا يقيم لهم وزنًا .الفتح / ج : 11 / ص : 257 .
* قال ابن بطال - تعقيبًا على الحديث - : في الحديث موت الصالحين من أشراط الساعة . وفيه الندب إلى الاقتداء بأهل الخير ، والتحذير من مخالفتهم خشية أن يصير مَنْ خالفهم مِمَّنْ لا يعبأ الله به . وفيه : أنه يجوز انقراض أهل الخير في آخر الزمان حتى لا يبقى إلا أهل الشر .
الفتح / ج : 11 / ص : 257 .
* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـصلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ :
" لتُنْتَقَوُنَّ كما يُنْتَقَى التَّمْرُ مِنْ أَغْفَالِهِ . فَلْيَذْهَبَنَّ خِيارُكم ، وَلَيَبْقَيَنَّ شِرَارُكم " .
صحيح سنن ابن ماجه / ج : 2 / باب : 24 / حديث رقم : 3263 / ص : 375 .
" لا يَذهبُ الليلُ والنهارُ حتى تُعبدَ اللاتُ والعُزَّى " .
فقلتُ : يا رسولَ اللهِ إنْ كنتُ لأظنُّ حينَ أََنْزَلَ اللهُ : " هو الذي أَرْسَلَ رسولَهُ بالهدى ودينِ الحقِّ ليُظْهِرَهُ على الدينِ كلِّهِ ولوْ كَرِهَ المشركونَ " أن ذلك تامًّا ؟ ! ! .
قـال صلى الله عليه وعلى آله وسلم :
" إنهُ سيكونُ منْ ذلكَ ما شاءَ اللهُ ، ثم يبعثُ اللهُ ريحًا طيبةً فَتَوَفَّى كلَّ مَنْ في قلبهِ مثقالُ حبةِ خردلٍ من إيمانٍ ، فيبقى من لا خيرَ فيهِ ، فيَرْجِعونَ إلى دينِ آبائهمْ " .
صحيح مسلم / ج : 18 / كتاب : الفتن وأشراط الساعة / باب : 17 / حديث رقم : 2907 .
الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 379 .
* عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـصلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ قال :
" لا تقوم الساعةُ إلا على شرار الناس " .
صحيح سنن ابن ماجه / ج : 2 / 24 ـ باب : شدة الزمان / حديث رقم :3264 / ص : 375 .
شُـبْهَة والـرد عليها :
لا يأتي زمان إلا والذي بعده شر منه :
فتح الباري بشرح صحيح البخاري / ج : 13 / كتاب : الفتن / باب : 6 / حديث رقم : 7068 / ص : 22 .
قال الشيخ الألباني رحمه الله:
" فهذا الحديث ينبغي أن يُفْهَم على ضوء الأحاديث المتقدمة وغيرها ؛ مثل أحاديث " المهدي " ، ونزول " عيسى عليه السلام " ؛ فإنها تدل على أن هذا الحديث ليس على عمومه بل هو مِنَ العام المخصوص ؛ فلا يجوز إفهام الناس أنه على عمومه ، فيقع في اليأس الذي لا يصحُّ أن يتصف به المؤمن ؛ ". إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ " .سورة يوسف / آية : 87 .
أسأل الله أن يجعلنا مؤمنين حقًا " . ا . هـ .نظم الفرائد ... / ج :2 / باب : عودة أرض العرب مروجًا وأنهارًا / ص : 522 .
فمن الأحاديث الدالة على ظهور الحق إلى قيام الساعة :
* عن عمران بن الحصين قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ :
" لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ، ظاهرين على من ناوأهم ، حتى يقاتل آخرهم المسيح الدجال " .
رواه الإمام أحمد في المسند ، وأبو داود ، والحاكم . وصححه الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في صحيح الجامع ... / الهجائي برقم : 3819 . الرسالة في الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 116 .
* عن ثوبان قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ : " لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك " . صحيح مسلم / حديث رقم : 1920 .
الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 360 .
قال النووي : المراد بقوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم " حتى يأتي أمر الله " :
الريح التي تأتي فتأخذ روح كل مؤمن ومؤمنة .
حاشية الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 360 .
* عن أبي عنبة الخولاني قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ :
" لا يزال اللهُ يغرسُ في هذا الدين غرسًا ، يستعملهم فيه بطاعتهِ إلى يوم القيامة " .حسن .
رواه أحمد . وابن ماجه . السلسلة الصحيحة / حديث رقم : 2442 .
صحيح الجامع ... / الهجائي / ج : 2 / حديث رقم : 7692 / ص : 1272 .
* * * * *
نقض عُرَى الإسلامِ عُرْوَة عُرْوَة
صحيح . رواه أحمد . الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 381 .
* عن زيد بن ثابت ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ " أولُ ما يُرفعُ من الناس الأمانة ، وآخرُ ما يبقى من دينهمُ الصلاة ، ورُبَّ مُصَلٍّ لا خلاق له عند اللهِ تعالى " .
رواه الحاكم . وحسنه الشيخ الألباني رحمه الله في صحيح الجامع ... / الهجائي / ج : 1 / حديث رقم : 2575 / ص : 503 .
" أولُ شيءٍ يُرْفَعُ من هذه الأمة الخشوع ، حتى لا ترى فيها خاشعًا " .
رواه الطبراني في الكبير . وصححه الشيخ الألباني في صحيح الجامع ... / الهجائي / ج : 1 / حديث رقم : 2569 / ص : 502 .
===============
تداعي الأمم على أمة محمد صلى الله عليه وسلم
=======================
تداعي الأمم على أمة محمد صلى الله عليه وسلم
=======================
قال : قلنا يا رسول الله أمِنْ قلةٍ بنا يومئذٍ ؟
قال صلى الله عليه وسلم " أنتم يومئذٍ كثير ولكن تكونون غثاءً كثغاءِ السيل ينتزع المهابة من قلوب عدوكم ، ويجعل في قلوبكم الوهن " .
قال : قلنا : وما الوهنُ ؟ .
قال صلى الله عليه وسلم " حُبُّ الحياةِ وكراهيةُ الموتِ " .أخرجه أحمد ، وأبو نعيم في الحلية .
حسنه الشيخ مصطفى العدوي في رسالته الأشراط الصغرى للساعة / ص : 17 .
حسنه الشيخ مصطفى العدوي في رسالته الأشراط الصغرى للساعة / ص : 17 .
( 1 ) تداعى عليكم الأمم : أي اجتمعوا ودعا بعضهم بعضًا .
=============
قلة العلم ورفعه وثبوت الجهل
=======================
قلة العلم ورفعه وثبوت الجهل
=======================
* عن عبد الله بن عمرو بن العاص ـ رضي الله عنهما ـ قال : سمعتُ رَسولَ اللهِ ـ صلى الله عليه وسلم يقول :
" إن الله لا يَقْبضُ العلم انتزاعًا ينتزعه من العباد ، ولكن يَقْبِضُ العلم بقبض العلماءِ ، حتى إذا لم يُبْـقِ عالمًا اتخذ الناسُ رؤوسًا جهَّالاً فَسُئِلُوا فأفْتَوا بغَيرِ علمٍ فضلوا وأضلُّوا " .رواه البخاري ومسلم .فتح الباري / ج : 1 / كتاب : العلم / باب : 34 / حديث رقم : 100 / ص : 234 .صحيح مسلم / حديث رقم : 2673 .
* عن أبي أمامة الباهلي قال :
لما كان في حجة الوداع قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو يومئذٍ مُردف " الفضل ابن عباس " على جملٍ آدم ، فقال صلى الله عليه وسلم :
" يا أيها الناس خذوا من العلم قبل أن يقبض وقبل أن يرفع " .
وقد كان أَنزل الله عز وجل :
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَسأَلُوا عَن أَشيَاء إِن تُبدَ لَكُم تَسُؤكُموَإِن تَسْأَلُوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللَّهُ عَنْهَا وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ "101 .سورة المائدة / آية : 101 .قال : فكنا نذكرها كثيرًا من مسألته ، واتقينا ذاك حين أنزل الله على نبيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ .
قال : فأتينا أعرابيًّا فرشوناه برداءٍ .
قال : فاعتمَّ به حتى رأيتُ حاشيةَ البرد خارجةً من حاجبه الأيمن .
قال : ثم قلنا له : سَلِ النبيَّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ .
قال : فقال له -أي للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ :
يـا نبيَّ الله كيف يرفع العلم منا وبين أظهرنا المصاحف وقد تعلمنا ما فيها وعلَّمناها نساءَنا وذرارينا وخدمنا .
قال : فرفع النبيُّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ رأسه وقد علت وجهَهُ حُمرةٌ من الغضب .
قال : فقال صلى الله عليه وسلم :
" أي ثكلتك أمك هذه اليهود والنصارى بين أظهرهم المصاحف لم يصبحوا يتعلقوا بحرفٍ مما جاءتهم به أنبياؤهم ، ألا وإن ذهاب العلم أن يذهب حملتُهُ . ثلاث مرار " .
رواه أحمد . وصححه الشيخ مصطفى العدوي في رسالته الأشراط الصغرى للساعة / ص : 20 .
* حدثنا أبو خيثمة : عن الأعمش عن سالم بن أبي الجعد ، عن ابن لَبِيد قال : ذكر رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ شيئًا ، قال " وذاكَ عندَ أوانِ ذهاب العلمِ " .
قالوا : يا رسول الله وكيف يذهب العلمُ ، ونحن نقرأ القرآن ، ونُقْرِئُهُ أبناءَنا ، ويُقرِئهُ أبناؤنا أبناءَهم ؟ .
قال صلى الله عليه وسلم :
" ثَكِلَتْكَ (1) أُمُّكَ ابن أم لَبيد ، أو ليس هذه اليهود والنصارى يقرأون التوراة والإنجيل ، لا ينتفعون منها بشيءٍ ؟" .
حديث صحيح . أخرجه أحمد ، وابن ماجه . صحيح سنن ابن ماجه / ج : 2 / كتاب : الفتن /26ـ باب : ذهاب القرآن والعلم / حديث رقم : 3272 / ص : 377 .
( 1 ) ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ : أي فقدتك . وهو دعاء بالموت ، ظاهرًا .
والمقصود : التعجب من الغفلة عن مثل هذا الأمر .
لا يعملون بشيءٍ مما فيهما : أي ومن لا يعمل بعلمه هو والجاهل سواء .
* عن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال : لأحدثكم حديثًا لا يحدثكم أحدٌ بعدي ، سمعتُ رسولَ اللهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول :
" من أشراط الساعة أن يقِل العلم ويظهر الجهل ويظهر الزنا ، وتكثر النساء ، ويقل الرجال حتى يكون لخمسين امرأةٍ القيِّمُ الواحد " .
رواه البخاري ومسلم .فتح الباري / ج : 1 / كتاب : العلم / باب : 21 / حديث رقم : 81 / ص : 214 .صحيح مسلم / حديث رقم : 2671 .
================
كثرة النساء وظهور الزنا
================
كثرة النساء وظهور الزنا
================
" من أشراط الساعة أن يقِل العلم ويظهر الجهل ويظهر الزنا ، وتكثر النساء ، ويقل الرجال حتى يكون لخمسين امرأةٍ القيِّمُ (1) الواحد " .
رواه البخاري ومسلم .فتح الباري / ج : 1 / كتاب : العلم / باب : 21 / حديث رقم : 81 / ص : 214 .صحيح مسلم / حديث رقم : 2671 .
( 1 )القيم : أي من يقوم بأمورهن .
وهذه الأشياء الموجودة في الحديث قد يقع بعضها في زمن من الأزمان ، أو مكان من الأمكنة ، ولكن من علامات الساعة اجتماعها واستحكامها .حاشية الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 393 .
فتح الباري / حديث رقم : 1414 . صحيح مسلم / حديث رقم : 1012 .
الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 394 .
الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 394 .
قال الحافظ في الفتح 1 / 179 :
" يحتمل أن يراد بهذا العدد ـ لخمسين ـ حقيقته ، ويحتمل أن يراد المجاز عن الكثرة " .ا . هـ .
حاشية الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 393 .
==============
تفشي الزنا والمجاهرة به
================
تفشي الزنا والمجاهرة به
================
رواه ابن حبان .وصححه الشيخ مصطفى العدوي في الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم ..... / ص : 396 .
وقد وقع ذلك في بعض دول الكفر . أعاذنا الله من ذلك .
* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال " والذي نفسي بيده لا تفنى هذه الأمة حتى يقومَ الرجلُ إلى المرأةِ فيفترشها في الطريق ، فيكون خيارهم يومئذ من يقول لو واريتها وراء هذا الحائط " .
رواه أبو يعلى . وحسن إسناده الشيخ / مصطفى العدوي في الصحيح
المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 397 .
المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 397 .
* * * * *
تغير أحوال الناس
* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـصلى الله عليه وسلم ـ :
" قبل الساعة سنواتٌ خَدَّاعَة ، يُكَذَّبُ فيها الصادق ، ويصدَّقُ فيها الكاذب ، ويخوَّنُ فيها الأمين ، ويؤتمنُ فيها الخائن ، وينطِقُ فيها الرويبضةُ1 " .رواه أحمد . وقال الشيخ مصطفى العدوي : صحيح لشواهده في الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 398 .
1الرويبضة : السفيه يتكلم في أمر العامة .
* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـصلى الله عليه وسلم ـ :1الرويبضة : السفيه يتكلم في أمر العامة .
" لا تذهبُ الدنيا حتى تكونَ لِلُكَعِ بن لُكَعِ " .
رواه أحمد . صحيح لغيره في الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 399 .
============
رفع الأمانة وقلتها
رفع الأمانة وقلتها
ولقد أتى عليَّ زمانٌ 5 ولا أُبالي أيكم بايَعْتُ 6 لئن كان مُسلمًا رده عليَّ الإسلامُ وإن كان نصرانيًا رده عليَّ ساعيه ، وأما اليوم فما كنتُ أُبايعُ إلا فلانًا وفلانًا .
رواه البخاري ومسلم .فتح الباري / ج : 13 / كتاب : الفتن / باب : 13 / حديث رقم : 7086 / ص : 42 .
1-الجذر : الأصل من كل شيء .
2-الوكت : أثر الشيء اليسير منه .
3-المَجْلُ : أثر العمل في الكف إذا غلظ .
قال الحافظ ابن حجر : وحاصل الخبر أنه ـ عليه السلام ـ أنذر برفع الأمانة ، وأن الموصوف بالأمانة يسلبها حتى يصير خائنًا بعد أن كان أمينًا .الفتح / ج : 13 / ص : 43 .رواه البخاري ومسلم .فتح الباري / ج : 13 / كتاب : الفتن / باب : 13 / حديث رقم : 7086 / ص : 42 .
1-الجذر : الأصل من كل شيء .
2-الوكت : أثر الشيء اليسير منه .
3-المَجْلُ : أثر العمل في الكف إذا غلظ .
4-يقال انتبر الجرح وانتفط : إذا ورم وامتلأ ماء .
5-ولقد أتى علىَّ زمان : يشير إلى أن حال الأمانة أخذ في النقص من ذلك الزمان ، وكانت وفاة حذيفة في أول ست وثلاثين بعد قتل " عثمان " ـ رضي الله عنه ـ بقليل فأدرك بعض الزمن الذي وقع فيه التغير فأشار إليه . 6-بايعت : من البيع والشراء . الفتح / ج : 13 / ص : 43 .
أي أنه كان في عهد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وعهد الصحابة يطمئن في بيعه وشرائه إلى من يبايعهم ، ويشتري منهم لتوفر الأمانة وتوطنها في قلوب الناس ، وحتى وإن حدثت خيانة أو خطأ أو نحو ذلك من بعض البائعين والمشترين ، فالوالي أو القاضي أو الساعي أو الأمير يردُّ إليَّ مظلمتي وحقي .
أما الآن فقلَّت الأمانة ، وقل من يبحثون عن رد الحقوق إلى أهلها والأخذ على يد الظالم ، فدفعني ذلك إلى أن لا أبيع ولا أشتري إلا مع من أثق به .
حاشية رسالة الأشراط الصغرى للساعة / ص : 29 .
=============
إسناد الأمر إلى غير أهله
فمضى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يحدث .
فقال بعض القوم : سمع ما قال ، فَكَرِه ما قال ، وقال بعضهم بل لم يسمع .
حتى إذا قضى حديثه قال صلى الله عليه وسلم " أين أراه السائل عن الساعة ؟ " .
قال : ها أنا يا رسول الله .
قال صلى الله عليه وسلم :
" فإذا ضُيِّعت الأمانة فانتظر الساعة . قال : كيف إضاعتها ؟
قال : إذا وسِّد 1 الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة " .
فقال بعض القوم : سمع ما قال ، فَكَرِه ما قال ، وقال بعضهم بل لم يسمع .
حتى إذا قضى حديثه قال صلى الله عليه وسلم " أين أراه السائل عن الساعة ؟ " .
قال : ها أنا يا رسول الله .
قال صلى الله عليه وسلم :
" فإذا ضُيِّعت الأمانة فانتظر الساعة . قال : كيف إضاعتها ؟
قال : إذا وسِّد 1 الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة " .
فتح الباري بشرح صحيح البخاري / ج : 1 / كتاب : العلم / باب : 2 / حديث رقم : 59 / ص : 184 .
1وسد : أي أُسْنِدَ .
===============
اتباع هذه الأمة سَُنَنَ اليهود والنصارى
اتباع هذه الأمة سَُنَنَ اليهود والنصارى
" لا تقوم الساعة حتى تأخذ أمتي بأخذ القرون قبلها 1 شِبرًا بشبرٍ وذراعًا بذراعٍ " .
فقيل : يا رسول الله كفارس والروم ؟ .
فقال صلى الله عليه وسلم : " ومَنِ الناسُ إلا أولئك ؟ "
فتح الباري بشرح صحيح البخاري / ج : 13 / كتاب : الاعتصام بالكتاب والسنة / باب : 14 / حديث رقم : 7319 / ص : 312 .
1-أخذ فلان بأخذ فلان : أي سار بسيرته . الفتح / ج : 13 / ص : 313 .
* عن أبي سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـصلى الله عليه وسلم ـ قال :
" لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ 1 من كان قبلَكم شبرًا بشبرٍ وذراعًا بذراعٍ حتى لو دخلوا جُحْرَ ضَبّ تبعتموهم " .* عن أبي سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـصلى الله عليه وسلم ـ قال :
قلنا : يا رسول الله اليهودَ والنصارَى ؟ .
قال صلى الله عليه وسلم : " فمن ؟ ! ! " .
فتح الباري بشرح صحيح البخاري / ج : 13 / كتاب : الاعتصام بالكتاب والسنة / باب : 14 / حديث رقم : 7320 / ص : 313 .
1-سَنَن : قال النووي ـ رحمه الله ـ شرح مسلم 5 / 525 :
السنن : بفتح السين والنون وهو الطريق .
والمراد بالشبر والذراع وجحر الضب : التمثيل بشدة الموافقة لهم .
والمراد الموافقة في المعاصي والمخالفات لا في الكفر .
السنن : بفتح السين والنون وهو الطريق .
والمراد بالشبر والذراع وجحر الضب : التمثيل بشدة الموافقة لهم .
والمراد الموافقة في المعاصي والمخالفات لا في الكفر .
حاشية الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 403 .
=========
السلام للمعرفة
السلام للمعرفة
* عن ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ :
" إن من أشراط الساعة أن يسلم الرجل على الرجل ، لا يسلم عليه إلا للمعرفة " . رواه الإمام أحمد رحمه الله . وقال الشيخ مصطفى العدوي : صحيح لغيره في كتابه :الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 404 .
===============
التطاول في البنيان
التطاول في البنيان
* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان يومًا بارزًا للناس إذ أتاه رجل يمشي فقال : يا رسول الله ما الإيمان ؟ .
قال صلى الله عليه وسلم :
" أن تؤمن بالله وملائكته ورسله ولقائه وتؤمن بالبعث الآخر " .
قال : ما الإسلام ؟ .
قال صلى الله عليه وسلم :
" الإسلام أن تعبد الله ولا تشرك به شيئًا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة المفروضة وتصوم رمضان1" . قال صلى الله عليه وسلم :
" أن تؤمن بالله وملائكته ورسله ولقائه وتؤمن بالبعث الآخر " .
قال : ما الإسلام ؟ .
قال صلى الله عليه وسلم :
قال : يا رسول الله ما الإحسان ؟ .
قال صلى الله عليه وسلم :
" الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك " .
قال : يا رسولَ اللهِ متى الساعة ؟ . قال صلى الله عليه وسلم :
" الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك " .
قال صلى الله عليه وسلم :
" ما المسئول عنها بأعلم من السائل ، ولكن سأحدثك عن أشراطها ، إذا ولدت المرأة ربتها 2 فذاك من أشراطها ، وإذا كان الحفاة العراة 3 رؤوس الناس فذاك من أشراطها في خمس لا يعلمهن إلا الله ..... " .
فتلا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ :
" إنَّ اللهَ عندَهُ علمُ الساعةِ ويُنَزِّلُ الغيْثَ ويعلَمُ ما في الأرحامِ ..... 4 " .
ثم انصرف الرجل فقال صلى الله عليه وسلم ردوا علىَّ فأخذوا ليردوا فلم يروا شيئًا .فقال صلى الله عليه وسلم " هذا جبريل جاء ليعلم الناس دينهم " .رواه البخاري ومسلم .
فتح الباري / ج : 8 / كتاب : التفسير / باب : 2 / حديث رقم : 4777 / ص : 373 .
1 - في حديث عمر : وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلاً
2- إذا ولدت المرأة ربتها :
قال ابن حجر في معنى هذا :
أن يكثر العقوق في الأولاد ، فيعامل الولد أمه معاملة السيد أَمَته ، من الإهانة بالسب والضرب والاستخدام ، فأُطلِق عليه ربها مجازًا لذلك .فتح الباري / ج : 8 / كتاب : التفسير / باب : 2 / حديث رقم : 4777 / ص : 373 .
1 - في حديث عمر : وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلاً
2- إذا ولدت المرأة ربتها :
قال ابن حجر في معنى هذا :
والمحصلة أن الساعة يقرب قيامها عند انعكاس الأمور بحيث يصير المربَّى مربيًا ، والسافل عاليًا ، وهو مناسب لقوله في العلامة الأخرى : أن يصير الحفاة ملوك الأرض . الفتح / ج : 1 / ص : 101 .
3-وفي رواية البخاري " وإذا تطاول رعاة الإبل البُهمُ في البنيان " .
و " ميم " البهم : يجوز ضمها على أنها صفة الرعاة ، ويجوز كسرها على أنها صفة الإبل ، يعني الإبل السود .
وقيل : إنها شر الألوان عندهم ، وخيرها الحمر التي ضرب بها المثل فقيل :
" خير من حمر النعم " .
قال القرطبي : المقصود الإخبار عن تبدل الحال بأن يستولى أهل البادية على الأمر ويتملكوا البلاد بالقهر ، فتكثر أموالهم وتنصرف هممُهم إلى تشييد البنيان والتفاخر به .
4- سورة لقمان آية : 34 : وتمامها :
" وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ " سورة لقمان / آية : 34 ." خير من حمر النعم " .
قال القرطبي : المقصود الإخبار عن تبدل الحال بأن يستولى أهل البادية على الأمر ويتملكوا البلاد بالقهر ، فتكثر أموالهم وتنصرف هممُهم إلى تشييد البنيان والتفاخر به .
4- سورة لقمان آية : 34 : وتمامها :
كثرة المال وعودة جزيرة العرب مروجًا وأنهارًا
* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـصلى الله عليه وسلم ـ :
" لا تقوم الساعة حتى يكثر المال ويفيض (1) حتى يخرج الرجل بزكاة مالِهِ فلا يجد أحدًا يقبلها منه ، وحتى تعود أرض العرب مروجًا (2) وأنهارًا " .صحيح مسلم / حديث رقم : 157 . الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 410 .
* قال الشيخ مصطفى العدوي في حاشية رسالته :
( 1 )والذي يبدو أن وقت ذلك ـ استفاضة المال ـ عند نزول عيسى ـ عليه السلام ـ فيفيض المال حتى لا يقبله أحد .
عن حارثة بن وهب ـ رضي الله عنه ـ قال : سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ يقول :
" تصدقوا فسيأتي على الناس زمان يمشي الرجل بصدقته فلا يجد من يقبلها " .
رواه البخاري ومسلم والنسائي . رسالة الأشراط الصغرى للساعة / ص : 37
فتح الباري / ج : 13 / كتاب : الفتن / باب : 25 / حديث رقم : 7120 / ص : 88 .
فتح الباري / ج : 13 / كتاب : الفتن / باب : 25 / حديث رقم : 7120 / ص : 88 .
* قال الشيخ محمد ناصر الدين الألباني ـ رحمه الله ـ :
" وقد بدأت تباشير هذا الحديث تتحقق في بعض الجهات من جزيرة العرب ؛ بما أفاض الله عليها من خيرات وبركات وآلات ناضحات تستنبط الماء الغزير من بطن أرض الصحراء ، وهناك فكرة بجر نهر الفرات إلى الجزيرة كنا قرأناها في بعض الجرائد المحلية ، فلعلها تخرج إلى حَيِّزِ الوجود " . ا . هـ .
السلسلة الصحيحة / ج : 1 / القسم الأول / حديث رقم : 6 / ص : 36 .
فشو التجارة
* عن عمرو بن ثعلب ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :
" إن من أشراط الساعة أن يفشو المال ويكثر، وتفشو التجارة، ويظهر العلم (1) ، ويبيع الرجل البيع فيقول لا حتى أستأمر(2) تاجرَ بَني فلان ، ويلتمس في الحي العظيم الكاتب فلا يوجد " . رواه النسائي . وصححه الشيخ مصطفى العدوي في الصحيح المسند من
( 1 )ويظهر العلم : أي يزول ويرتفع . أي : يذهب العلم عن وجه الأرض .
وهنا وجه آخر أن العلم بعلوم الدنيا يظهر ويتفشى والله أعلم .
وهنا وجه آخر أن العلم بعلوم الدنيا يظهر ويتفشى والله أعلم .
حاشية الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 413 .
( 2 )أستأمِر : تأمَّر على القوم : أي صار عليهم أميرًا .
أستأمَرَهُ : طلب أمره . المعجم الوجيز / ص : 24 .
أستأمَرَهُ : طلب أمره . المعجم الوجيز / ص : 24 .
______________
عدم تحري الرزق الحلال
عدم تحري الرزق الحلال
* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال :
" ليأتينَّ على الناسِ زمانٌ لا يبالي المرء بما أخذ المال ؟ أمِنْ حلالٍ أم من حرامٍ " .
رواه البخاري والنسائي . رسالة الأشراط الصغرى للساعة " العدوي " / ص : 39 .
صحيح الجامع ..... / الهجائي / ج : 2 / حديث رقم : 5344 / ص : 944
____________
تقارب الأسواق
تقارب الأسواق
* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال :
" يوشك أن لا تقومَ الساعة حتى يقبضَ العلمُ ، وتظهرَ الفتنُ ، ويكثرَ الكذبُ ، ويتقاربَ الزمانُ ، وتتقاربَ الأسواقُ " . رواه ابن حبان . صحيح . رسالة الأشراط الصغرى للساعة / ص : 40 .
___________
تقارب الزمان
تقارب الزمان
* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـصلى الله عليه وسلم :
" لا تقوم الساعة حتى يقبضَ العلمُ ، وتكثرَ الزلازل ُ، ويتقاربَ الزمانُ ، وتظهرَ الفتن ، ويكثر الهَرْج ـ وهو القتل القتلُ ـ حتى يكثر فيكم المال فيفيض " . فتح الباري بشرح صحيح البخاري / ج : 2 / كتاب : الاستسقاء / باب : 27 / حديث رقم : 1036 /ص : 603 . الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 415 .
* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـصلى الله عليه وسلم :
" لا تقوم الساعة حتى يتقارب الزمان فتكون السنة كالشهر ، ويكون الشهر كالجمعة ، وتكون الجمعة كاليوم ، ويكون اليوم كالساعةِ ، وتكون الساعة كالسعفة (1) الخوصة (2) ". رواه الإمام أحمد رحمه الله ، وابن حبان . * عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـصلى الله عليه وسلم :
وحسنه الشيخ مصطفى العدوي في رسالة الأشراط الصغرى للساعة / ص : 42 .
( 1 )السًّعَفة : أغصان النخيل . وقيل إذا يبسَت سُميَت سَعفة ، وإذا كانت رطبة فهي شَطْبَة .
النهاية ... / ابن الأثير / ج : 2 / ص : 368 .
( 2 )الخوص : خُوص النخل . وهو وَرَقُه .
يُقَال : خَوِّص ما أعطاك : أي : خذه وإنْ قَلَّ .
يُقَال : خَوِّص ما أعطاك : أي : خذه وإنْ قَلَّ .
النهاية ... / ابن الأثير / ج : 2 / ص : 87 .
______________
شرب الخمور واستحلال المعازف والقَيْنَات
* عن أبي مالك الأشعري ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :
" ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحِرَّ (1) والحرير والخمر والمعازف (2)..... " .
" ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحِرَّ (1) والحرير والخمر والمعازف (2)..... " .
رواه البخاري في صحيحه تعليقًا / الفتح / ج : 10 / كتاب : الأشربة / باب : 6 / حديث رقم : 5590 / ص : 53 .
وقد وصله البيهقي في السنن الكبرى ( 10 / 1 ، 2 ) . حاشية الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 391 .
وصححه الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة / ج : 1 / حديث رقم : 91 / ص : 186 .
وفي صحيح الجامع الصغير ..... / تحت رقم : 5342 .
وفي صحيح الجامع الصغير ..... / تحت رقم : 5342 .
( 1 )الحرَّ : الفرج : والمعنى : يستحلون الزنا .
( 2 )المعازف : آلات الملاهي .الفتح / ج : 10 / ص : 57 .
قال ابن حجر العسقلاني :
..... والحديث صحيح معروف الاتصال بشرط الصحيح ، والبخاري قد يفعل مثل ذلك لكونه قد ذكر الحديث في موضع آخر من كتابه مسندًا متصلاً ، وقد يفعل ذلك لغير ذلك من الأسباب التي لا يصحبها خلل الانقطاع . الفتح / ج : 10 / ص : 55 .( 2 )المعازف : آلات الملاهي .الفتح / ج : 10 / ص : 57 .
قال ابن حجر العسقلاني :
* عن أنس ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال :
" ليكونن في هذه الأمة خسف (1) وقذف (2) ومسخ (3) ، وذلك إذا شربوا الخمور واتخذوا القَيْنَاتِ (4) ، وضربوا المعازف " . ذكره ابن أبي الدنيا في " ذم الملاهي " .
صححه الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في صحيح الجامع ..... / الهجائي / ج : 2 / حديث رقم : 5343 .
صححه الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في صحيح الجامع ..... / الهجائي / ج : 2 / حديث رقم : 5343 .
( 1 )خسف : يقال : خَسَفَتِ الأرض ، خَسْفًا وخسوفًا : غارت بما عليها .
ويقال : خَسَفَ الله بهم الأرضَ : غَيَّبَهُم بها . المعجم الوجيز / ص : 196 .
( 2 )قذف : يقال قَذَفَ فلانًا بالحجر ، وبالشيء .
قَذْفًا : رماه به بقوة . المعجم الوجيز / ص : 494 .
( 3 )مسخ : مَسَخَهُ مَسْخًا : حَوَّلَ صورته إلى أخرى قبيحة .
ومنه مَسَخهُ اللهُ قردًا .المعجم الوجيز / ص : 581 .
( 4 )القَّيْنَات : القَيْنَةُ : المُغَنِّيةُ .المعجم الوجيز / ص : 523 .
*عن أبي أمامة ـ رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله ـصلى الله عليه وسلم :
" ليبيتنَّ أقوامٌ من أمتي على أكلٍ ولهوٍ ولعبٍ ، ثم لَيُصْبِحُنَّ قردةً وخنازيرَ " . رواه الطبراني . وحسنه الشيخ الألباني رحمه الله في : صحيح الجامع ... / الهجائي / ج : 2 / حديث رقم : 5354 / ص : 945 .
ويقال : خَسَفَ الله بهم الأرضَ : غَيَّبَهُم بها . المعجم الوجيز / ص : 196 .
( 2 )قذف : يقال قَذَفَ فلانًا بالحجر ، وبالشيء .
قَذْفًا : رماه به بقوة . المعجم الوجيز / ص : 494 .
( 3 )مسخ : مَسَخَهُ مَسْخًا : حَوَّلَ صورته إلى أخرى قبيحة .
ومنه مَسَخهُ اللهُ قردًا .المعجم الوجيز / ص : 581 .
( 4 )القَّيْنَات : القَيْنَةُ : المُغَنِّيةُ .المعجم الوجيز / ص : 523 .
*عن أبي أمامة ـ رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله ـصلى الله عليه وسلم :
" ليبيتنَّ أقوامٌ من أمتي على أكلٍ ولهوٍ ولعبٍ ، ثم لَيُصْبِحُنَّ قردةً وخنازيرَ " . رواه الطبراني . وحسنه الشيخ الألباني رحمه الله في : صحيح الجامع ... / الهجائي / ج : 2 / حديث رقم : 5354 / ص : 945 .
السلسلة الصحيحة / تحت رقم : 1604 .
______________
ظهور السيارات والنساء الكاسيات العاريات
* عن عبد الله بن عمرو بن العاص ـ رضي الله عنه ،قال :سمعتُ رسولَ اللهِ ـ صلى الله عليه وسلم ، يقول :
" سيكون من أمتي رجالٌ يركبون على سروجٍ كأشباهِ الرحالِ(1) ينزلون على أبواب المساجدِ ، نساؤهم كاسياتٌ عارياتٌ ، على رؤوسهن كأسنمة البخت العجاف ، العنوهُنَّ فإنَّهُنّ ملعوناتٍ ، ..... " .أخرجه أحمد . وصححه الشيخ الألباني رحمه الله في السلسلة الصحيحة / ج : 6 / القسم الأول / حديث رقم : 2683 / ص : 411 .
( 1 )كأشباه الرحال : جملة " كأشباه الرحال " ليست في محل صفة لرجال ، وإنما هي صفة لسروج ، وذلك يعني أن هذه السروج التي يركبها أولئك الرجال في آخر الزمان ليست سروجًا حقيقية توضع على ظهور الخيل ، وإنما هي أشباه الرحال .
والرِّحال : جمع رَحْل ، وتفسيره كما في " المصباح المنير " وغيره :
" كل شيء يعدّ للرحيل من وعاء للمتاع ومركب للبعير "
إذا علمت هذا ، يتبين لك بإذن الله أن النبي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ يشير بذلك إلى هذه المركوبة التي ابتُكِرَت في هذا العصر ، ألا وهي السيارات ، فإنها وثيرة وطيئة لينة كأشباه الرحال .
السلسلة الصحيحة / شرح حديث رقم :2683 / ص : 415 .
___________
انحسار الفرات عن كنز من ذهب
انحسار الفرات عن كنز من ذهب
" يوشك الفراتُ أنْ يُحْسِرَ (1) عن كَنْزٍ (2) من ذهبٍ . فمن حَضَرَهُ فلا يأخُذْ منه شيئًا " .
فتح الباري بشرح صحيح البخاري / ج : 13 / كتاب : الفتن / باب : 24 / حديث رقم : 7119 / ص : 84 .
( 2 )"عن كنز " وفي بعض الروايات " عن جبل " .
* عن عبد الله بن الحارث بن نوفل قال : كنت واقفًا مع " أُبي بن كعب " فقال : لا يزالُ الناسُ مختلفةً أعناقُهُمْ في طلبِ الدنيا .
قلت : أجلْ . قال : سمعتُ رسولَ اللهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول :
" يوشكُ الفراتُ أنْ يَحْسِرَ عن جبلٍ من ذهبٍ فإذا سمع به الناسُ ساروا إليه ، فيقولُ مَنْ عنده : لَئِنْ تركنا الناسَ يأخذون منه لَيُذْهَبَنَّ به كلّهِ ، قالَ : فيقتتلونَ عليه ، فَيُقْتَلُ من كُلِّ مائةٍ تسعة وتسعون " . رواه مسلم .
صحيح مسلم / ج : 18 / كتاب : الفتن / باب : 8 / حديث رقم : 2895 / ص : 27 .
والناس يقتتلون رغم معرفتهم لهذا الحديث ، ولكن يقول كل رجل منهم لعلي أنا الذي أنجو فأفوز بجبل الذهب .
* فعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال :
" لا تقوم الساعة حتى يَحْسِرَ الفراتُ عن جبل من ذهب ، يقتتل الناس عليه ، فَيُقْتَلُ من كلِّ مائةٍ ، تسعةٌ وتِسْعُونَ ، ويقول كلُّ رجلٍ منهم : لعلِّي أكونُ أنا الذي أَنْجُو " .رواه مسلم .
صحيح مسلم / ج : 18 / كتاب : الفتن وأشراط الساعة / باب : 8 / حديث رقم : 2894 .
الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة / العدوي / ص : 433 / الحاشية .
الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة / العدوي / ص : 433 / الحاشية .
__________
تكليم السباع للإنس
تكليم السباع للإنس
" عدا الذئب على شاة فأخذها فطلبه الراعي فانتزعها منه ، فأقعى الذئب على ذَنَبِهِ ، قال : ألا تتقي الله ! ! تنزع مني رزقًا ساقه اللهُ إليَّ .
فقال : يا عجبي ذئب . وقع على ذَنَبِهِ يُكلمني كلام الإنس .
فقال الذئب : ألا أخبرك بأعجب من ذلك ! محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ بيثرب يخبر الناس بأنباء ما قد سبق .
قال : فأقبل الراعي يسوق غنمه حتى دخل المدينة ، فزواها إلى زاويةٍ من زواياها ثم أتى رسولَ اللهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ فأخبره .
فأمر رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فنودِيَ الصلاة جامعة ، ثم خرج فقال صلى الله عليه وسلم للراعي أخْبِرهم ، فأخبرهم .
فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ :
" صدق والذي نفسي بيده ، لا تقوم الساعة حتى يكلم السباعُ (1) الإنس ، ويكلم الرجل عذبة (2) سوطه (3) ، ويخبره فخذُهُ بما أحدث أهلُهُ بعده " .
رواه الإمام أحمد . وصحح إسناده الشيخ مصطفى العدوي في الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 439 .
( 1 )السباع : هي سباع الوحش كالأسد والنمر ونحو ذلك ، أو سباع الطير كالبازي ، ولا مانع من الجمع . أشـار إلى بعض ذلك المباركفوري .
تحفة الأحوذي 6 / 409 . حاشية كتاب الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 439 .
( 2 )العذبة : هي الطرف .( 3 )وفي بعض الروايات " وشراك نعله " وهو أحد سيور النعل التي تكون على وجهها .
_____________
فتح القسطنطينية وروما
فتح القسطنطينية وروما
كنا عندَ عبدِ الله بن عمرُو بن العاصي (1) ، وسُئِلَ : أيُّ المدينتينِ تُفتحُ أولًا : القسطنطينية (2) أو رومية (3) ؟ .
فدعا عبد الله بصُنْدوق له حِلَقٌ ؛ قال : فأخرج منه كتابًا ؛
قال : فقال عبدُ الله بينما نحن حول رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ نكتُبُ ؛ إذ سُئِلَ رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ :
أيُّ المدينتين تُفتَحُ أولًا : أقسطنطينية أو رومية ؟
فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :
" مدينة هِرَقْلَ تُفْتَحُ أولًا . يعني : قسطنطينية " .
رواه أحمد . وصححه الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة / ج : 1 / حديث رقم : 4 / ص : 33 .
( 2 ) قسطنطينية : مدينة بـ تركيا . بناها الملك قسطنطين ، وهي مثلثة الشكل ، جانبان منها في البحر ، وجانب في البر .
حاشية كتاب : المسيح المنتظر ونهاية العالم / ص : 81 .
* عن أبيِ الغيثِ عن أبي هريرة أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم قال " سمعتُمْ بمدينةٍ جانِبٌ منها في البرِّ وجانب منها في البحر ؟ " .
قالوا : نعم . يا رسولَ اللهِ .
قال " لا تقومُ الساعةُ حتى يغزوها سبعونَ ألفًا منْ بني إسحَقَ(1) . فإذا جاءوها نزلوا . فلم يقاتِلوا بسلاحٍ ولم يَرْمُوا بسهمٍ . قالوا : لا إله إلا الله والله أكبر . فيسقط أحد جانبيها " .
صحيح مسلم / ج : 18 / كتاب : الفتن وأشراط الساعة / باب : 18 / حديث رقم : 2920 / ص : 60 .
وهم من سلالة العيص بن إسحاق بن إبراهيم ـ عليه السلامـ ويظهر ـ والله أعلم ـ أن كثيرًا من الروم يعتنقون الإسلام في آخر الزمان قبل الملحمة الكبرى وبعدها .
* أما قبلها ، فيدل عليه حديث أبي هريرة ـ رضي الله عنهـ حيث يقول الروم للجيش الآتي من المدينة المنورة " .....خلوا بيننا وبين الذين سَُبوا منا نقاتلهم ، فيقول المسلمون : لا والله ، كيف نخلي بينكم وبين إخواننا ..... " .
صحيح مسلم / ج : 18 / كتاب : الفتن وأشراط الساعة / باب : 9 / حديث رقم : 2897 / ص : 29 .
قال الْمُسْتَوْرِدُ القرشيُّ ، عند عَمْرِو بن العاصي :
سمعتُ رسولَ اللهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقولُ :
" تقومُ الساعةُ والرومُ أكثرُ الناسِ " . ا . هـ .
صحيح مسلم / ج : 18 / كتاب : الفتن وأشراط الساعة / باب : 10 / حديث رقم : 2898 / ص : 31 .
من كتاب : المسيح المنتظر ونهاية العالم / ص : 83 / بتصرف يسير جدًا .
فائدة :
من كتاب : المسيح المنتظر ونهاية العالم / ص : 83 / بتصرف يسير جدًا .
فائدة :
ـ وقد تحقق الفتح الأول ـ للقسطنطينية ـ على يد " محمد الفاتح " العثماني ؛ كما هو معروف ، وذلك بعد أكثر من ثمانمائة سنة من إخبار النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالفتح .
وسيتحقق الفتح الثاني بإذن الله تعالى ولابد .
" وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بعد حينٍ " .ا . هـ.
من كتاب : المسيح المنتظر ونهاية العالم / ص : 88 . نُظُم الفرائد / ج : 2 / ص : 529 .
ـ وقد تم فتح القسطنطينية عام : 857 هـ ـ 1453 م ، على يد السلطان العثماني محمد الثاني ، المعروف بالفاتح ، فنال مع جنوده البشارة الكريمة من النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وسماها : إسلام بول ، أي مدينة السلام .
وهذا الفتح تهيئة للفتح العظيم الآخر قبل ظهور الدجال . المذكور في حديث : أبى الغيث عن أبي هريرة ..... .
ـ يرجع أصل العثمانيين إلى قبيلة تركية اسمها " قاي خان" هاجرت من موطنها بقيادة زعيمها سليمان شاه ، ثم تولى الزعامة بعد وفاته ابنه أرطغرل ، فسار بمن معه إلى الأناضول ، حيث السلاجقة يحكمون ، فجاهدوا معه ضد البيزنطيين ، ولما توفي أرطغرل سنة 687 هـ خلفه ابنه عثمان ، ثم فتح مدينة " قرة صو " في الأناضول واتخذها عاصمة له ، ثم بويع بالخلافة ، وإليه تنسب الدولة وسلاطينها ، وقد استمرت قرونًا عديدة .
كتاب : المسيح المنتظر ونهاية العالم / ص : 30 .
ـ وبذلك يكون فتح القسطنطينية في المرتين على أيدي المسلمين من غير العرب ، ففي المرة الأولى على أيدي العثمانيين ، وفي الأخيرة على أيدي الروم والعرب ، غير أن الروم أكثر . كتاب : المسيح المنتظر ونهاية العالم / ص : 84 .
فالعرب في آخر الزمان قليلون :
* عن جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنهما ـ قال : أخبرتني أم شَريك ـ رضي الله عنها ـ أنها سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ يقول " ليفرن الناسُ من الدجالِ في الجبال " .
قالت أم شَريك : قلتُ : يا رسول الله فأين العرب يومئذ ؟
قال صلى الله عليه وعلى آله وسلم " هم قليل " .
أخرجه مسلم والترمذي . كتاب : المسيح المنتظر ونهاية العالم / ص : 84 .
* وعن طلحة بن مالك ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـصلى الله عليه وسلم ـ قال :
" إن من اقتراب الساعة هلاك العرب " .
أخرجه الترمذي . قال الزين العراقي : حسن . ورمز السيوطي لحسنه ـ فيض القدير 5 / 10 .
كتاب : المسيح المنتظر ونهاية العالم / ص 84 .
كتاب : المسيح المنتظر ونهاية العالم / ص 84 .
قتال الترك
___________
" لا تقوم الساعةُ حتى تقاتلوا قومًا نعالُهم الشعر (1) ، وحتى تقاتلوا التركَ (2) صغارَ الأعين حمرَ الوُجوه ، ذُلفَ الأنوف(3) كأن وجوهَهُمُ المجانُّ (4) المطْرَقة (5)" .
رواه البخاري ومسلم .
فتح الباري / ج : 6 / كتاب : المناقب / باب : 25 / حديث رقم : 3587 / ص : 699 .
غير الترك .
( 2 )الترك عند العرب هم التتار الذين هم المغول ، وليس الترك الذين نعرفهم .
أشرطة الدار الآخرة .
( 3 ) ذلف الأنوف : قصر الأنف وانبطاحه .
( 4 )المجان : جمع مجن وهو : الترس .
( 5 )المطْرَقة : التي ألبست الأطرقة من الجلود ، وهي الأغشية .
ووردت هذه الكلمة في الفتح أيضًا : ج : 6 / ص : 122 :هكذا : المُطَرَّقة .
قيل : ومعناه تشبيه وجوه الترك بالترس لبسطتها وتدورها ، وبالمطْرَقة لغلظها وكثرة لحمها .
* قال النووي ـ رحمه الله ـ :
وقد وجد قتال هؤلاء الترك بجميع صفاتهم التي ذكرها صلى الله عليه وسلم صغار الأعين ، حمر الوجوه ، ذلف الأنف ، عراض الوجوه كأن وجوههم المجان المطْرقة ، ينتعلون الشعر ، فوجدوا بهذه الصفات كلها في زماننا ، وقاتلهم المسلمون مرات .
ونسأل الله الكريم إحسان العاقبة للمسلمين في أمرهم وأمر غيرهم ، وسائر أحوالهم ، وإدامة اللطف بهم وصلى الله على رسوله الذي لا ينطق عن الهوى ، إن هو إلا وحي يوحى .
حاشية الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 329 .
______________
ست خلال بين يدي الساعة
* عن عوف بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال :
أتيتُ النبيَّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ في غزوة تبوك وهو في قُبَّةٍ من أَدَمٍ (1) .
فقال صلى الله عليه وسلم " اعْدُدْ ستًّا بين يدي الساعة ، موتي ثم فتح بيت المقدس ، ثم مُوتَانٌ (2) يأخذ فيكم كَقِعَاص(3) الغنمِ ، ثم استفاضَةُ المال (4) حتى يُعْطى الرجل مائةَ دينار فيظلّ ساخطًا ثم فتنة (5) لا يبقى بيت من العرب إلا دخلته ، ثم هدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر (6) فيغدرون فيأتونكم تحت ثمانين غايةً (7) تحت كـل غايةٍ اثنا عشر ألفًا" .رواه البخاري .
فتح الباري / ج : 6 / كتاب : الجزية والموادعة / باب : 15 / حديث رقم : 3176 / ص : 320 .
( 2 )مُوتان : الموت الكثير الوقوع .
( 4 )كقعاص : هو داء يأخذ الدواب فيسيل من أنوفها شيء فتموت فجأة .
وقد قيل إن هذه الآية ظهرت في طاعـون عَمْوَاس في خلافة عمر ـ رضي الله عنه ـ وكان ذلك بعد فتح بيت المقدس .
* طاعون عمواس : وقع ذلك في بلاد الشام بعد فتح بيت المقدس ؛ حيث انتشر مرض الطاعون سنة 18 هـ على المشهور ، في خلافة عمر ـ رضي الله عنه ـ وهو المعروف بطاعون عَمَواس . ومات فيه من الصحابة وغيرهم خلق كثير قرابة 25 ألف نسمة ، وممن مات فيه من الصحابة " معاذ بن جبل وامرأتاه وابنه " و " أبو عبيدة بن الجراح " ـ رضي الله عنهم ـ ،
..... ..... .
ـ عَمَواس : قرية بين الرملة وبيت المقدس ، نسب الطاعون إليها لكونه بدأ فيها .
وقيل لأنه عَمَّ الناس وتواسوا فيه .
المسيح المنتظر ونهاية العالم / ص : 21 . مقدمة شرح صحيح مسلم .
ـ عَمَْواس : لغتان : وردت بفتح العين وسكون الميم في :
لسان العرب / ج : 6 / حرف السين المهملة / وفصل العين المهملة ، وكذلك في صحيح سنن ابن ماجه / ج : 2 / كتاب الفرائض / باب : ميراث الولاء / حديث رقم : 2208 ـ 2732 / ص : 116 .
ووردت بفتح العين وفتح الميم في :
صحيح مسلم / ج : 1 / مقدمة الشارح قال فيها : وعَمَواس بفتح العين والميم . ا . هـ .
( 4 )ثم استفاضة المال : أي كثرته ، وظهرت في خلافة عثمان عند تلك الفتوحات العظيمة .
( 5 )ثم فتنة ..... : قيل الفتنة المشار إليها هي التي دارت بين علي ومعاوية ـ رضي الله عنهما ـ وقال بعض المتأخرين هي " التلفاز " وفتنته . والله أعلم .
( 6 )هدنة مع بني الأصفر : الهدنة هي الصلح على ترك القتال بعد التحرك فيه .
بنو الأصفر : الروم .
( 7 )غايـة : أي رايـة .
حاشية الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 343 ، 344 .
* عن ذي مِخْبَرٍ ـ رجل من أصحاب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال :
سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول :
" ستصالحون الروم صلحًا آمنًا فتغزون أنتم وهم عدوًّا من ورائكم فتنتصرون وتغنمون وتسلمون (1) ثم ترجعون (2)حتى تنزلوا (3) بمرج ذي تلول (4) ، فيرفعُ رجلٌ من أهل النصرانية الصليب فيقول : غلبَ الصليب ، فيغضب رجلٌ من المسلمين فيدقه ، فعندَ ذلك تغدرُ الروم ، وتجمعُ للملحمة" .
صحيح سنن أبي داود / ج : 3 / كتاب : الملاحم / باب : 1 / حديث رقم : 3607 / ص : 809 .
( 2 )ثم ترجعون : أي عن عدوكم .
( 3 )حتى تنزلوا : أي أنتم وأهل الروم .
( 4 )بمرج ذي تلول : مَرْج : أي الموضع الذي ترعى فيه الدواب . قاله السندي .
وفي النهاية أرض واسعة ذات نبات كثيرة .
ذو تُلول : بضم التاء ، جمع " تَل " بفتحها ـ أي بفتح التاء ـ ، وهو موضع مرتفع .
عون المعبود / شرح سنن أبي داود / ج : 11 / كتاب : الملاحم / باب : في أمارات الملاحم / الشرح / ص : 269 .
_____________
كثرة الفتن
" يوشك أن يكون خير مال المسلم غنم يتبع بها شعف (1)الجبال ومواقع القَطْرِ (2) يفر بدينه من الفتن " .
فتح الباري بشرح صحيح البخاري / ج : 13 / كتاب : الفتن / باب : 14 / حديث رقم : 7088 / ص : 44 .صحيح الجامع ... / الهجائي / حديث رقم : 8029.
( 2 )القَطْر : المطر . القِطْر : النحاس والحديد الذائب . القُطْر : الناحية . المعجم الوجيز / ص : 507 .
* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـصلى الله عليه وسلم ـ :
" ستكون فتنٌ القاعد فيها خيرٌ من القائم ، والقائم فيها خيرٌ من الماشي ، والماشي فيها خيرٌ من الساعي ، من تشرف لها تستشرِفْه ، فَمَن وَجدَ منها ملجأ أو معاذًا فلْيَعُذ به " .
فتح الباري بشرح صحيح البخاري / ج : 13 / كتاب : الفتن / باب : 9 / حديث رقم : 7081 / ص : 33 .
* عن أبي موسى الأشعري ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـصلى الله عليه وسلم ـ قال " اكسِروا قِسِيَّكُمْ – يعني في الفتنة – واقطعوا أوتارَكم ، والزموا أجوافَ البيوت ، وكونوا فيها كالخَيِّر من ابن آدم " .
رواه الترمذي . صحيح . السلسلة الصحيحة / حديث رقم : 1524 . نظم الفرائد / ج : 2 / ص : 509 .
* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـصلى الله عليه وسلم ـ :
" والذي نفسي بيده لا تذهب الدنيا حتى يَمُرَّ الرجلُ على القبرِ فيتمرغُ عليه ، ويقول يا ليتني كنتُ مكانَ صاحبِ هذا القبرِ . وليس به الدِّينُ إلا البلاءُ " .
رواه البخاري ومسلم . واللفظ لمسلم .
صحيح مسلم / ج : 18 / كتاب : الفتن وأشراط الساعة / باب 18 : لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبرالرجل ، فيتمنى أن يكون مكان الميت ، من البلاء / ص : 47 .
فتح الباري / ج : 13 / كتاب : الفتن / باب : 22 / حديث رقم : 7115 / ص : 80 .
فتح الباري / ج : 13 / كتاب : الفتن / باب : 22 / حديث رقم : 7115 / ص : 80 .
* أورد ابن حجر العسقلاني في شرح الحديث قول القرطبي :
ثم قال القرطبي " كأن في الحديث إشارة إلى أن الفتن والمشقة البالغة ستقع حتى يخف أمر الدِّين ، ويقل الاعتناء بأمره ، ولا يبقى لأحد اعتناء إلا بأمر دنياه " .
وتعقبه الطيبي بأن حمل الدِّينَ على حقيقته ، أي ليس التمني والتمرغ لأمر أصابه من جهة الدين بل من جهة الدنيا .
* وقال الشيخ مصطفى العدوي في الحاشية :
أي أن الحامل له على تمني الموت ليس الخوف على دينه وإنما هو كثرة الفتن والمحن وسائر الضراء ، لذلك عَظُمَ قدر العبادة أيام الفتنة .
رسالة الأشراط الصغرى للساعة / ص : 68 .
* عن معقل بن يسار رَفَعَهُ " العبادةُ في الهَرْجِ كهجرةٍ إليَّ "
رواه مسلم . أورده العسقلاني في الفتح / ج : 13 / ص : 81 .صحيح سنن ابن ماجه / ج : 2 / كتاب : الفتن / باب : 14 / حديث رقم : 3220 / ص : 362 .
* عن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـصلى الله عليه وسلم ـ :
" يأتي على الناس زمان ، الصابر فيهم على دينه كالقابض على الجمر " .
رواه الترمذي . السلسلة الصحيحة / حديث رقم : 957 .
رواه الترمذي . السلسلة الصحيحة / حديث رقم : 957 .
الرسالة في الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 75 .
* عن الزهري عن سالم عن أبيه عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قام إلى جَنْبِ المنبرِ فقال :
" الفتنة هاهنا ، الفتنة هاهنا ، من حيثُ يطلعُ قرنُ الشيطان . أو قال : قرن الشمس " .
فتح الباري بشرح صحيح البخاري / ج : 13 / كتاب : الفتن / باب : 16 / حديث رقم : 7092 / ص : 49 .
* عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ أنه سمعَ رسولَ اللهِ ـصلى الله عليه وسلم ـ وهو مستقبلٌ المشرقَ يقول " ألا إن الفتنة هاهنا من حيث يطلعُ قرنُ الشيطان " .
فتح الباري بشرح صحيح البخاري / ج : 13 / كتاب : الفتن / باب : 16 / حديث رقم : 7093 / ص : 49 .
" اللهمَّ بارِكْ لنا في شامِنَا ، اللهم بارِك لنا في يمننا " .
قالوا : يا رسول الله : وفي نجدنا (1) .
قال صلى الله عليه وعلى آله وسلم " اللهم بارك لنا في شامنا ، اللهم بارك لنا في يمننا " .
قالـوا : يا رسولَ الله وفي نجدِنا .
فأظنه قال في الثالثة :
" هُناك الزلازلُ والفتن ، وبها يطلُعُ قرنُ الشيطان " .
فتح الباري بشرح صحيح البخاري / ج : 13 / كتاب : الفتن / باب : 16 / حديث رقم : 7094 / ص : 49 .
* عن ابن عمر ـ رضي الله عنه ـ أن النبيِّ ـ صلى الله عليهوسلم ـ دعا ، فقال :
" اللهم بارِك لنا في مكتنا ، اللهم بارِك لنا في مدينتنا ، اللهم بارك لنا في شامنا وبارك لنا في صاعنا ، وبارك لنا في مُدِّنا " .
فقال رجلٌ : يا رسولَ الله ! وفي عراقِنا . فأعْرَضَ عنه ، فردَّدَها ثلاثًا ، كلُّ ذلك يقولُ الرجلُ : وفي عِراقِنا ، فَيُعْرِضُ عنه .
فقال صلى الله عليه وسلم :
" بها الزلازِلُ والفتنُ ، وفيها يطلُعُ قرنُ الشيطانِ " .
أخرجه أبو نُعيم في الحلية وغيره .
السلسلة الصحيحة / ج : 5 / حديث رقم : 2246 / ص : 302 . نظم الفرائد / ج : 2 / ص : 508 .
* قال الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ تعليقًا على هذا الحديث :
وإنما أفضتُ في تخريج هذا الحديث الصحيح وذِكْر طرقه وبعض ألفاظه ؛ لأن بعض المبتدعة المحاربين للسنة والمنحرفين عن التوحيد يطعنون في الإمام " محمد بن عبد الوَهَّاب " ـرحمه الله ـ مُجَدد دعوة التوحيد في الجزيرة العربية ، ويحملون الحديث عليه باعتباره مِنْ بلاد " نجد " المعروفة اليوم بهذا الاسم وجهلوا أو تجاهلوا أنها ليست هي المقصودة بهذا الحديث ، وإنما هي "العراق " كما دل عليه
أكثر طرق الحديث وبهذا قال العلماء قديمًا ، كالإمام الخطَّابي ، وابن حجر العسقلاني وغيرهم .
وجهلوا أيضًا أن كون الرجل مِنْ بعض البلاد المذمومة لا يستلزم أنه هو مذموم أيضًا إذا كان صالحًا في نفسه ، والعكس بالعكس ..... فكم في مكة والمدينة والشام مِنْ فاسق وفاجر ، وفي العراق من عالم وصالح .
وما أحكم قول " سلمان الفارسي " " لأبي الدرداء " حينما دعاه أنْ يهاجر مِنَ العراق إلى الشام " أما بعد ؛ فإن الأرض المُقَدَّسَة لا تُقَدِّس أحدًا ، وإنما يُقَدِّس الإنسانَ عملُهُ " . ا . هـ .
القُدْسُ : الطُّهْرُ . المعجم الوجيز / ص : 492 .
وورد في " نُظُم الفرائد " :
* عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ أنه سمع النبيَّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو مستقبل المشرق يقول :
" ألا إن الفتنة هاهنا ، ألا إن الفتنة هاهنا - قالها مرتين أو ثلاثًا - ، من حيثُ يَطْلُعُ قرنُ الشيطانِ - يُشيرُ صلى الله عليه وسلم بيده إلى المشرِقِ ، وفي روايةٍ : العراقِ " .
وهو من حديث ابن عمر ، وله عنه طرق .
نظم الفرائد / ج : 2 / باب : أين ظهر أول الفتن / ص : 506 .صحيح / السلسلة الصحيحة للألباني / ج : 5 / حديث رقم : 2494 / ص : 653 .
o فائـــدة :
قلـت : أي الشـيخ الألبانـي : في السلسلة / ج : 5 / ص : 656 .
قلتُ : وطرق الحديث متضافرة على أن الجهة التي أشار إليها النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إنما هي المشرق ، وهي على التحديد " العراق " كما رأيتَ في بعض الروايات الصريحة ، فالحديث عَلَمٌ من أعلام نبوته صلى الله عليه وسلم ،فإن أول الفتن كان من قِبَلِ المشرق ، فكان ذلك سببًا للفرقة بين المسلمين ، وكذلك البدع نشأت من تلك الجهة ، كبدعة التشيع والخروج ونحوها .
وقد روى البخاري :
* عن ابن أبي نُعْم قال :
شهدت ابن عمر وسأله رجل من أهل العراق عن مُحْرِم قتل ذبابًا .
فقال : يا أهل العراق ! تسألوني عن محرم قتل ذبابًا ، وقد قتلتم ابن بنت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، وقد قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ " هما ريحانتاي من الدنيا " .
فتح الباري بشرح صحيح البخاري / ج : 7 / كتاب : المناقب / ( 22 ) ـ باب : مناقب الحسن والحسين رضي الله عنهما / حديث رقم : 3753 / ص : 119 .
* عن أبي نُعْم قال :
" كنت شاهدًا لابن عمر وسألَهُ رجل عن دم البعوض .
فقال : ممَّن أنت ؟ قال : من أهل العراق . قال : انظروا إلى هذا يسألني عن دم البعوض ، وقد قَتَلُوا ابن النبيِّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ .
وسمعتُ النبيَّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول " هما ريحانتايَ من الدنيا " .
فتح الباري بشرح صحيح البخاري / ج : 10 / كتاب : الأدب / باب : 18 / حديث رقم : 5994 / ص : 440 .
* قال ابن حجر في الفتح : ج : 10 / ص : 441 في شرح هذا الحديث:
والذي يظهر أن ابن عمر لم يقصد ذلك الرجل بعينه ، بل أراد التنبيه على جفاء أهل العراق وغلبة الجهل عليهم بالنسبة لأهل الحجاز ، ولا مانع أن يكون بعد ذلك أفتى السائل عن خصوص ما سأل عنه لأنه لا يحل له كتمان العلم إلا إن حمل السائل متعنتًا .
ويؤكد ما قلته أنه ليس في القصة ما يدل على أن السائل المذكور كان ممن أعان على قتل الحسين . ا . هـ .
وهناك مزيد من ذلك بنفس المرجع لمن أراد الاستزادة .
السلسلة الصحيحة / ج : 5 / ص : 656 .
* عن المقداد بن الأسود ـ رضي الله عنه ـ قال :
وايم الله (1) لقد سمعتُ رسولَ الله ـ صلى الله عليه وسلمـ يقول :
" إن السعيد لَمَنْ جُنِّبَ الفتـنُ - قالها ثلاثًا - وَلَمَنِ ابْتُلِيَ فصبر ، فواها (2) " .
رواه أبو داود . صحيح سنن أبي داود / ج : 3 / كتاب : الفتن / ( 2 ) ـ باب : في النهي عن السعي في الفتنة /حديث رقم : 3585 / ص : 803 . صحيح الجامع ... / حديث رقم : 1633 .
( 2 )فواها " واها " : كلمة يقولها المتأسف على الشيء والمتعجب منه .
الرسالة في الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 46 .
العزلة ومتى تكون :
مما سبق يتبين أنه عند وقوع الفتن يتعين الاعتزال وعدم الخوض فيها ونبذ الاختلاف .
* وقال النووي :
المختار تفضيل المخالطة لمن لا يغلب على ظنه أنه يقع في معصية ، فإن أشكل الأمر فالعزلة أولى . ا . هـ .
* وقال غيره :
يختلف ـ الأمر ـ باختلاف الأشخاص ، فمنهم من يتحتم عليـه أحد الأمرين ومنهم من يترجح . فمن يتحتم عليه المخالطة ، من كان له قدرة على إزالة المنكر ، فيجب عليه إما عينًا وإما كفاية بحسب الحال والإمكان . وهذا حيث لا يكون هناك فتنة عامة .
فإن وقعت ، ترجحت العزلة لما ينشأ فيها غالبًا من الوقوع في المحذور وقد تقع العقوبة بأصحاب الفتن فتعم من ليس من أهلها كما قال تعالى :
" وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً ... ". سورة الأنفال / آية : 25 .
الرسالة في الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 49 .
* عن عبد الله بن عمرو ؛ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال :
" كيف بكم وبزمان يوشِكُ أنْ يأتِيَ ، يُغَرْبَلُ الناسُ فيهِ غربلةً ، وتبقى حُثالةٌ مِنَ الناسِ ، قد مَرِجَتْ (1) عُهُودُهم وأماناتُهُم ، فاختلفوا ، وكانوا هكـذا ؟ " . وشبَّك بين أصابِعِهِ . قالوا : كيف بنا يا رسول الله ! إذا كان ذلك ؟ . قال صلى الله عليه وسلم " تأخذونَ بما تعرفون . وتَدَعون ما تُنكِرون .وتُقْبِلُون على خاصَّتِكُم (2) . وتذرون أمرَ عوامِّكُم " .
صحيح سنن ابن ماجه / ج : 2 / كتاب : الفتن / ( 10 ) ـ باب : التثبت في الفتن /حديث رقم : 3196 /ص : 354 . السلسلة الصحيحة : 205 .
( 1 ) مَرِجَت : أي اختلفت وفسدت .( 2 )على خاصتكم : أي على من يختص بكم من الأهل والخدم ؛ أو على إصلاح الأحوال المختصة بأنفسكم .
حاشية صحيح سنن ابن ماجه / ج : 2 / ص : 354 .
* عن أبي ذر ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـصلى الله عليه وسلم :
" كيف أنْتَ ؛ يا أبا ذرٍّ ! ومَوْتًا يصيب الناس حتى يُقَّوَّمَ البيتُ بالوصيف (1) ( يعني القبر ) . قلت ما خار الله لي ورسوله ، أو قال : الله ورسوله أعلم .
قـال صلى الله عليه وسلم " تصبَّر " . قال صلى الله عليه وعلى آله وسلم " كيف أنتَ ، وجُوعًا يصيبُ الناسَ حتى تأتِيَ مسجِدَكَ فلا تستطيع أن ترجِعَ إلى فِرَاشِـكَ . ولا تستطيع أن تقومَ مـن فِراشِكَ إلى مسجِدكَ ؟ " .
قال : قلتُ : الله ورسوله أعلم - أو ما خار الله لي ورسوله .
قال صلى الله عليه وسلم " عليك بالعِفَّةِ " .
ثم قال " كيف أنت وقتلًا يصيبُ الناسَ حتى تُغْرَقَ حجارةُ الزيتِ (2) بالدَّمِ ؟ " . قلت : ما خار الله لي ورسوله .
قال صلى الله عليه وسلم " الْحَقْ بمن أنت منه (3) " .
قال ، قلت : يا رسول الله ! أفلا آخذ بسيفي فأضربَ به مَنْ فعل ذلك ؟ .
قال صلى الله عليه وسلم " شارَكتَ القومَ إذًا . ولكِنِ ادْخُلْ بيتَكَ " .
قلت : يا رسول الله ! فإن دُخِلَ بيتي ؟ .
قال صلى الله عليه وسلم :
" إن خَشِيتَ أن يَبْهَرَكَ شُعَاعُ السَّيْفِ (4) ، فَأَلْقِ طرَفَ رِدَائِكَ على وجهِكَ فيبوء بإثمِهِ وإثمِكَ ، فيكونَ منْ أصحابِ النارِ " .
صحيح سنن ابن ماجه / ج : 2 / كتاب : الفتن / باب : 10 / حديث رقم : 3197 / ص : 355 ـ الإرواء / حديث رقم : 2451 .
وورد في حاشية صحيح سنن ابن ماجه / ج : 2 / ص : 355 :
( 1 ) حتى يُقَوَّمَ البيت بالوصيف : من التقويم ، المراد بالبيت القبر .
وبالوصيف : الخادم والعبد . أي يكون العبد قيمة القبر بسبب كثرة الأموات .
وقيل : المراد بالبيت المتعارف .
والمعنى : أن البيوت تصير رخيصة لكثرة الموت وقلة من يسكنها فيباع البيت بعبد .
( 2 ) حجارة الزيت : موضع بالمدينة في الحرة ، سمي بها لسواد الحجارة كأنها طليت بالزيت ، أي الدم يعلوحجارة الزيت ويسترها لكثرة القتلى ، وهذا إشارة إلى وقعة الحرة التي كانت زمن يزيد .
( 3 ) بمن أنت منه : أي : بأهلك وعشيرتك .
( 4 ) يبهرك شعاع السيف : أي : إن غلبك ضوء السيف وبريقه ، فغط وجهك حتى يقتلك .ا . هـ .
بعض ما جاء في الشام وأهله :
* ..... عن ابن أبي قتيلة عن ابن حوالة قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :
" سيصير الأمر إلى أن تكوـوا جنودًا مجندة ، جند بالشام ، وجند باليمـن ، وجند بالعراق " .
قـال ابن حوالـة : خر لي (1) يا رسول الله إن أدركت ذلك .
فقال صلى الله عليه وسلم " عليك بالشام فإنها خيرة الله من أرضه يجتبي إليها خيرته من عباده ، فأما إن أبيتم فعليكم بيمنكم واسقوا من غُدُركم فإن الله توكل لي بالشام وأهله " .
أخرجه الإمام أحمد رحمه الله . صحيح لغيره .الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة / ص : 437 .
* وورد في حاشية الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة ص : 437 :
وهذا الحديث محمول على أزمنة مخصوصة وليس على إطلاقه فإذا ظهرت فتن بالشام يخشى المسلم منها على دينه فحينئذ يشرع له الفرار منها .
ولاشك أن اللجوء إلى مكة والمدينة في زمن الدجال أولى من اللجوء إلى الشام ، وقد قال صلى الله عليه وسلم :
" ..... وإنه - أي الإسلام- يأرز بين المسجدين كما تأرز الحية إلى جحرها " .
* عن ابن عمر ـ رضي الله عنه ـ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ دعا فقال :
" اللهم بارك لنا في مكتنا ، اللهم بارك لنا في مدينتنا ، اللهم بارك لنا في شامنا ، وبارك لنا في صاعِنَا ، وبارك لنا في مُدِّنا " .
فقال رجل : يا رسول الله ! وفي عراقنا . فأعرض عنه ، فرددهـا ثلاثًا ، كلُّ ذلك يقولُ الرجل : وفي عراقنا ، فَيُعْرِضُ .
فقال صلى الله عليه وسلم " بها الزلازلُ والفتنُ ، وفيها يطْلُعُ قرنُ الشيطانِ " .
أخرجه أبو نُعيم في الحلية وغيره .السلسلة الصحيحة / ج : 5 / حديث رقم : 2246 / ص : 302 .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق