أولًا : علاقة الملائكة بالكون
وأمثلة ذلك :
* خزنة السموات :
ـ جاء في حديث البراء بن عازب عند الإمام أحمد وأبي داود قال :
قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في شأن روح العبد المؤمن" .....فيصعَدونَ بها، فلا يمُرُّون بها على مَلَأٍ مِن الملائكةِ إلَّا قالوا: ما هذا الرُّوحُ الطَّيِّبُ ؟ فيقولونَ: هذا فلانُ بنُ فلانٍ، بأحسَنِ أسمائِه الَّتي يُسمَّى بها في الدُّنيا، حتَّى ينتَهوا بها إلى السَّماءِ الدُّنيا، فيستفتِحون، فيُفتَحُ لهم، فيستقبِلُهم مِن كلِّ سماءٍ مُقرَّبوها إلى السَّماءِ الَّتي تليها، حتَّى يُنتَهى به إلى السَّماءِ السَّابعةِ ..... " .
وقال عن روح الكافر " ....فيصعَدون بها، فلا يمُرُّون بها على ملأٍ مِن الملائكةِ إلَّا قالوا: ما هذا الرُّوحُ الخبيثُ ؟ فيقولونَ: فلانُ بنُ فلانٍ، بأقبَحِ أسمائِه الَّتي كان يُسمَّى بها في الدُّنيا، حتَّى يُنتَهى بها إلى السَّماءِ الدُّنيا، فيستفتِحون فلا يُفتَحُ له" .ثمَّ قرَأ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم"لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ "الأعراف: 40 .
وهو حديث حسن . وذكره الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في الجنائز .الراوي : البراء بن عازب - المحدث : الوادعي -
المصدر : الصحيح المسند
الصفحة أو الرقم: 150 - خلاصة حكم المحدث : حسن.
ـ ومن أدلة ذلك أيضًا حديث المعراج الطويل وفيه :
" ..... فَانْطَلَقَ بي جِبْرِيلُ حتَّى أتَى السَّمَاءَ الدُّنْيَا فَاسْتَفْتَحَ، فقِيلَ: مَن هذا؟ قَالَ: جِبْرِيلُ، قيلَ: ومَن معكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ، قيلَ: وقدْ أُرْسِلَ إلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قيلَ: مَرْحَبًا به؛ فَنِعْمَ المَجِيءُ جَاءَ، فَفَتَحَ ..... " . وهذا في كل سماء .
رواه البخارى ومسلم / الفتح الرباني / ص : 120 .
* حملة العرش :
قال تعالى "الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ" . سورة غافر / آية : 7 .* عن جابر بن عبد الله الأنصاري ـ رضي الله عنهما ـ عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال :
" أذن لي أن أحدث عن ملك من ملائكة الله تعالى من حملة العرش ، إن ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبعمائة عام " . رواه أبو داود / كتاب السنة / حديث رقم : 4712 .وصححه الألباني رحمه الله في صحيح الجامع / حديث رقم : 854 .
* ملك الجبال :
* عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ أنها قالت لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم "أنَّها قالَتْ للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: هلْ أتَى عَلَيْكَ يَوْمٌ كانَ أشَدَّ مِن يَومِ أُحُدٍ؟ قالَ: لقَدْ لَقِيتُ مِن قَوْمِكِ ما لَقِيتُ، وكانَ أشَدَّ ما لَقِيتُ منهمْ يَومَ العَقَبَةِ، إذْ عَرَضْتُ نَفْسِي علَى ابْنِ عبدِ يالِيلَ بنِ عبدِ كُلالٍ، فَلَمْ يُجِبْنِي إلى ما أرَدْتُ، فانْطَلَقْتُ وأنا مَهْمُومٌ علَى وجْهِي، فَلَمْ أسْتَفِقْ إلَّا وأنا بقَرْنِ الثَّعالِبِ، فَرَفَعْتُ رَأْسِي، فإذا أنا بسَحابَةٍ قدْ أظَلَّتْنِي، فَنَظَرْتُ فإذا فيها جِبْرِيلُ، فَنادانِي فقالَ: إنَّ اللَّهَ قدْ سَمِعَ قَوْلَ قَوْمِكَ لَكَ، وما رَدُّوا عَلَيْكَ، وقدْ بَعَثَ إلَيْكَ مَلَكَ الجِبالِ لِتَأْمُرَهُ بما شِئْتَ فيهم، فَنادانِي مَلَكُ الجِبالِ فَسَلَّمَ عَلَيَّ، ثُمَّ قالَ: يا مُحَمَّدُ، فقالَ ذلكَ فِيما شِئْتَ، إنْ شِئْتَ أنْ أُطْبِقَ عليهمُ الأخْشَبَيْنِ، فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: بَلْ أرْجُو أنْ يُخْرِجَ اللَّهُ مِن أصْلابِهِمْ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ وحْدَهُ لا يُشْرِكُ به شيئًا." .رواه البخاري / كتاب : بدء الخلق / باب : إذا قال أحدكم آمين / حديث رقم : 3231 - ورواه مسلم / كتاب :الجهاد / باب : ما لقي النبي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ من أذى المشركين / حديث رقم : 1795 .
قرن الثعالب : ويقال لها قرن المنازل ، وهي مكان على مسيرة يـوم وليلة من مكة .
الأخشبين : جبلان عظيمان . والمقصود أن ملك الجبال باستطاعته أن يجعل الجبلين يلتقيان على أهل مكة فيموتوا جميعًا .
* الملك الموكل بالسحاب :
* عن عبد الله بن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : "أقبلتْ يَهودُ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالوا: يا أبا القاسمِ إنَّا نسألُكَ عن خمسةِ أشياءَ، فإنْ أنبَأْتَنا بهنَّ، عرَفْنا أنَّكَ نبيٌّ واتَّبعْناكَ، فأخَذ عليهم ما أخَذ إسرائيلُ على بَنيه؛ إذ قالوا: اللهُ على ما نقولُ وكيلٌ، قال: هاتوا، قالوا: أخبِرْنا عن علامةِ النبيِّ، قال: تَنامُ عَيْناه، ولا ينامُ قلبُه، قالوا: أخبِرْنا كيفَ تُؤنِثُ المرأةُ، وكيفَ تُذكِرُ؟ قال: يلتقي الماءانِ، فإذا علا ماءُ الرجُلِ ماءَ المرأةِ أذكَرَتْ، وإذا علا ماءُ المرأةِ ماءَ الرجُلِ آنثَتْ، قالوا: أخبِرْنا: ما حرَّم إسرائيلُ على نفسِه؟ قال: كان يَشْتكي عِرقَ النَّسا، فلم يجِدْ شيئًا يُلائِمُه إلَّا ألبانَ كذا وكذا -قال أبي: قال بعضُهم: يعني: الإبِلَ- فحرَّم لحومَها، قالوا: صدَقتَ، قالوا: أخبِرْنا ما هذا الرَّعْدُ؟ قال: ملَكٌ من ملائكةِ اللهِ عزَّ وجلَّ مُوكَّلٌ بالسَّحابِ بيدِه -أو في يدِه- مِخراقٌ من نارٍ، يزجُرُ به السَّحابَ، يسوقُه حيثُ أمَر اللهُ، قالوا: فما هذا الصوتُ الذي نسمَعُ؟ قال: صوتُه، قالوا: صدَقتَ، إنَّما بقِيتْ واحدةٌ، وهي التي نُبايِعُكَ إنْ أخبَرْتَنا بها؛ فإنَّه ليس من نبيٍّ إلَّا له ملَكٌ يأتيه بالخبرِ، فأخبِرْنا من صاحِبُكَ؟ قال: جِبْريلُ عليه السَّلامُ، قالوا: جِبْريلُ ذاك الذي ينزِلُ بالحربِ والقِتالِ والعذابِ عدُوُّنا، لو قلتَ: ميكائيلُ الذي ينزِلُ بالرَّحمةِ والنَباتِ والقَطْرِ؛ لكان؛ فأنزَلَ اللهُ عزَّ وجلَّ"مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ..."البقرة: 97 إلى آخِرِ الآية"رواه أحمد . وحسنه الشيخ مقبل ـ رحمه الله ـ في " دلائل النبوة " .
إسرائيل : هو يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام
عِرقَ النَّسا : هو وجع في عرق يمتد من الورك إلى الكعب
مِخراقٌ من نارٍ : المخراق في الأصل ثوب يلف ويضرب به الصبيان بعضهم بعضًا ، وأراد هنا آلة تزجر بها الملائكة السحاب .
صوته : يعني صوت المخراق .
* وعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال " بَيْنا رَجُلٌ بفَلاةٍ مِنَ الأرْضِ، فَسَمِعَ صَوْتًا في سَحابَةٍ: اسْقِ حَدِيقَةَ فُلانٍ، فَتَنَحَّى ذلكَ السَّحابُ، فأفْرَغَ ماءَهُ في حَرَّةٍ، فإذا شَرْجَةٌ مِن تِلكَ الشِّراجِ قَدِ اسْتَوْعَبَتْ ذلكَ الماءَ كُلَّهُ، فَتَتَبَّعَ الماءَ، فإذا رَجُلٌ قائِمٌ في حَدِيقَتِهِ يُحَوِّلُ الماءَ بمِسْحاتِهِ، فقالَ له: يا عَبْدَ اللهِ ما اسْمُكَ؟ قالَ: فُلانٌ، لِلاِسْمِ الذي سَمِعَ في السَّحابَةِ، فقالَ له: يا عَبْدَ اللهِ لِمَ تَسْأَلُنِي عَنِ اسْمِي؟ فقالَ: إنِّي سَمِعْتُ صَوْتًا في السَّحابِ الذي هذا ماؤُهُ يقولُ: اسْقِ حَدِيقَةَ فُلانٍ، لاِسْمِكَ، فَما تَصْنَعُ فيها؟ قالَ: أمَّا إذْ قُلْتَ هذا، فإنِّي أنْظُرُ إلى ما يَخْرُجُ مِنْها، فأتَصَدَّقُ بثُلُثِهِ، وآكُلُ أنا وعِيالِي ثُلُثًا، وأَرُدُّ فيها ثُلُثَهُ"رواه مسلم / كتاب : الزهد والرقائق / باب : الصدقة في المساكين / حديث رقم : 2984 .
بفلاة : هي المفازة وهي الأرض التي لا ماء فيها ، وسميت مفازة تفاؤلًا واستبشارًا لأن الذي يمشي في مثل هذه الأرض يظن به الهلكة .
فتنحى ذلك السحاب : يعني اتجه السحاب ناحية معينة .
حَرة : الحرة : الأرض ذات الحجارة السود .
شرجة : القناة التي تحمل الماء .
استوعبت ذلك الماء كله : أي جمعته .
بمساحته : المسحاة : أداة من أدوات الزراعة يحول بها الماء كالفأس ونحوها .
* حراسة الملائكة لمكة والمدينة :
* عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال " ليسَ مِن بَلَدٍ إلَّا سَيَطَؤُهُ الدَّجَّالُ، إلَّا مَكَّةَ، والمَدِينَةَ، ليسَ له مِن نِقَابِهَا نَقْبٌ، إلَّا عليه المَلَائِكَةُ صَافِّينَ يَحْرُسُونَهَا، ثُمَّ تَرْجُفُ المَدِينَةُ بأَهْلِهَا ثَلَاثَ رَجَفَاتٍ، فيُخْرِجُ اللَّهُ كُلَّ كَافِرٍ ومُنَافِقٍ"البخاري / كتاب : فضائل المدينة / باب : لا يدخل الدجال المدينة / حديث رقم : 1881 .
مسلم / كتاب : الفتن / باب : قصة الجساسة / حديث رقم : 2943 .
وقد ورد في " الصحيح " أن المدينة يومئذ لها سبعة أبواب على كل باب ملكان .
صافين : أي يقفون في صفوف .
ترجف المدينة : يحصل لها زلزلة وهي ثلاث رجفات ، يعني : زلازل .
* وعن أبي بكرة ـ رضي الله عنه ـ عـن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال " لا يدخل المدينة رعب المسيح الدجال ، لها يومئذ سبعة أبواب على كل باب ملكان "
البخاري / كتاب : فضائل المدينة / حديث رقم : 1879 .
* الملك الموكل بالنفخ في الصور :
"صاحبُ الصورِ واضعٌ الصورَ على فِيهِ ، منذُ خُلِقَ ، ينتظِرُ متى يؤمَرُ أنْ ينفُخَ فيه ، فينفُخَ"صححه الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في صحيح الجامع
* خزنة جهنم :
قال تعالى "وَسِيقَ
الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا
فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ
رُسُلٌ مِّنكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنذِرُونَكُمْ
لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ
الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ * قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ" .سورة الزمر / آية : 71 ، 72 .وقال تعالى "عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَّا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ". سورة التحريم / آية : 6 .
* عن سَمُرَة بن جُنْدب ـ رضي الله عنه ـ قال :
قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم"رَأَيْتُ اللَّيْلَةَ رَجُلَيْنِ أَتَيَانِي قالَا الذي يُوقِدُ النَّارَ مَالِكٌ خَازِنُ النَّارِ، وأَنَا جِبْرِيلُ وهذا مِيكَائِيلُ." .رواه البخاري / كتاب : بدء الخلق / باب : ذكر الملائكة / حديث رقم : 3236 .
*عدد الملائكة الذين يجرون جهنم :
* عن عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم"يُؤْتَى بجَهَنَّمَ يَومَئذٍ لها سَبْعُونَ ألْفَ زِمامٍ، مع كُلِّ زِمامٍ سَبْعُونَ ألْفَ مَلَكٍ يَجُرُّونَها."رواه مسلم / كتاب : صفة الجنة / باب : شدة حر نار جهنم / حديث رقم : 2842 .
يَومَئذٍ: يعني يوم القيامة .
كما قال تعالى في " سورة الفجر " وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ "
زمام : هو ما يجعل في أنف البعير يشد عليه المقود .
والمقود : هو الحبل الذي يشد في هذا الزمام .
* خزنة الجنة :
قال تعالى "وَسِيقَ
الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا
جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ
عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ ". سورة الزمر / آية : 73 .وقال تعالى "وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ * سَلَامٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ" .سورة الرعد / آية : 23 ، 24 .
*الملائكة الموكلون بأبواب الجنة :
* عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال :
قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم " آتي بابَ الجَنَّةِ يَومَ القِيامَةِ فأسْتفْتِحُ، فيَقولُ الخازِنُ: مَن أنْتَ؟ فأقُولُ: مُحَمَّدٌ، فيَقولُ: بكَ أُمِرْتُ لا أفْتَحُ لأَحَدٍ قَبْلَكَ."صحيح مسلم / كتاب : الإيمان / حديث رقم : 197 .باب : قول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ " أنا أول الناس يشفع في الجنة " .
* * * * *
ثانيًا : علاقة الملائكة بالإنسان
الإنسان هو المخلوق الذي سخر الله له ما في الكون كله ، قال تعالى " أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ " .سورة لقمان / آية : 20 .
فحفظ الملائكة ورعايتها للسموات والأرض وما فيهن رعاية له ، وعون له على القيام بحق الخلافة فإن للملائكة أعمالًا كثيرة في حياة الإنسان .
أمثلة ذلك وليس على الحصر :
· نزول الملائكة بالرسالات على الرسل :
فالملائكة هم الذين اختارهم رب العالمين لإيصال هداه إلى أهل الأرض عن طريق رسله الكرام ، والملك المختار لهذه المهمة هو " جبريل " ـ عليه السلام ـ .
قال تعالى "وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ *نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ *بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ " .
فحفظ الملائكة ورعايتها للسموات والأرض وما فيهن رعاية له ، وعون له على القيام بحق الخلافة فإن للملائكة أعمالًا كثيرة في حياة الإنسان .
أمثلة ذلك وليس على الحصر :
· نزول الملائكة بالرسالات على الرسل :
فالملائكة هم الذين اختارهم رب العالمين لإيصال هداه إلى أهل الأرض عن طريق رسله الكرام ، والملك المختار لهذه المهمة هو " جبريل " ـ عليه السلام ـ .
قال تعالى "وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ *نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ *بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ " .
سورة الشعراء / آية : 192 ـ 195 .
· هناك الملائكة الموكلون بحفظ الإنسان وكتابة أعماله :
قال تعالى "وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَامًا كَاتِبِينَ* يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ" .سورة الانفطار / آية : 10 ـ 12 .
وقال تعالى " مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ " .سورة ق / آية : 18 .
· هناك ملائكة يكتبون أعمال المريض :
* عن عبد الله بن عمرو بن العاص ـ رضي الله عنهما ـ قال :
قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم"إنَّ العبدَ، إذا كانَ علَى طريقةٍ حسنةٍ منَ العبادَةِ، ثُمَّ مَرِضَ، قيلَ للملَكِ الموَكَّلِ بِه : اكتُب لَه مثلَ عملِه إذا كانَ طليقًا حتَّى أُطلقَه أو أَكفِتَه إليَّ . " .رواه أحمد . وحسنه الشيخ مقبل الوادعي في " الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين "م : 1 / ص : 548 .الفتح الرباني / ص : 116.
· وكذلك هناك ملك يقف عن يمين المصلي :
* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال "إذَا قَامَ أحَدُكُمْ إلى الصَّلَاةِ، فلا يَبْصُقْ أمَامَهُ، فإنَّما يُنَاجِي اللَّهَ ما دَامَ في مُصَلَّاهُ، ولَا عن يَمِينِهِ، فإنَّ عن يَمِينِهِ مَلَكًا، ولْيَبْصُقْ عن يَسَارِهِ، أوْ تَحْتَ قَدَمِهِ، فَيَدْفِنُهَا. " .فتح الباري / كتاب : الصلاة / باب : دفن النخامة في المسجد / حديث رقم : 416 .
· راية للملك :
* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال "ما من خارجٍ يخرُجُ - يعني من بيتِهِ - إلَّا - ببابِهِ - رايتانِ: رايةٌ بيدِ ملَكٍ، ورايةٌ بيدِ شيطانٍ، فإن خرجَ لما يحبُّ اللَّهُ عزَّ وجلَّ، اتَّبعَهُ الملَكُ برايتِهِ، فلم يَزَلْ تحتَ رايةِ الملَكِ حتَّى يرجعَ إلى بيتِهِ، وإن خرجَ لما يسخطُ اللَّهَ، اتَّبعَهُ الشَّيطانُ بِرايتِهِ، فلم يزَلْ تحتَ رايةِ الشَّيطانِ، حتَّى يرجِعَ إلى بيتِهِ " .رواه أحمد : 8269 . وصححه الشيخ مقبل الوادعي في " الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين " ج : 2 / ص : 326 .
· دعاؤهم لمن يعود أخاه المسلم :
* عن علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ "ما مِنَ امرئٍ مسلمٍ يَعُودُ مسلمًا إلَّا ابْتَعَثَ اللهُ سبعينَ ألفَ مَلَكٍ يُصَلُّونَ عليهِ في أَيِّ ساعَاتِ النَّهارِ حتى يُمْسِى وفي أَيِّ ساعَاتِ الليلِ حتى يُصبحَ " .رواه أبو داود وابن ماجه . وصححه الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في " صحيح الجامع "
· تأمين الملَك على دعاء المسلم لأخيه بظهر الغيب :
* عن صفوان بن عبد الله بن صفوان ـ وكان تحته الدرداء ـ قال : قَدِمْتُ الشَّامَ، فأتَيْتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ في مَنْزِلِهِ، فَلَمْ أَجِدْهُ وَوَجَدْتُ أُمَّ الدَّرْدَاءِ، فَقالَتْ: أَتُرِيدُ الحَجَّ العَامَ، فَقُلتُ: نَعَمْ، قالَتْ: فَادْعُ اللَّهَ لَنَا بخَيْرٍ، فإنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ كانَ يقولُ: دَعْوَةُ المَرْءِ المُسْلِمِ لأَخِيهِ بظَهْرِ الغَيْبِ مُسْتَجَابَةٌ، عِنْدَ رَأْسِهِ مَلَكٌ مُوَكَّلٌ كُلَّما دَعَا لأَخِيهِ بخَيْرٍ، قالَ المَلَكُ المُوَكَّلُ بهِ: آمِينَ وَلَكَ بمِثْلٍ"رواه مسلم / كتاب : الذكر والدعاء / باب : فضل الدعاء للمسلمين بظهر الغيب / حديث رقم : 2733 .
وكان تحته الدرداء : أي كان متزوجًا " بالدرداء " ، وهي بنت " أبي الدرداء " هو" عويمر بن زيد " الأنصاري صحابي جليل .
أم الدرداء : هي زوج " أبي الدرداء " واسمها " هجيمة " وقيل " جهيمة " ، وهذه هي " أم الدرداء " الصغرى الفقيهة .
وهناك " أم الدرداء " الكبرى ، وهي صحابية ، وهي زوج " أبي الدرداء " أيضًا ، واسم أم الدرداء الكبرى : خيرة
ذكرنا بعض أدوار الملائكة على سبيل المثال ، ولكن للمزيد في هذا الأمر يُرْجَع إلى كتاب : الفتح الرباني في الخلق النوراني .تأليف : أبو عاصم . سيد بن محمود .
قال تعالى "وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَامًا كَاتِبِينَ* يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ" .سورة الانفطار / آية : 10 ـ 12 .
وقال تعالى " مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ " .سورة ق / آية : 18 .
· هناك ملائكة يكتبون أعمال المريض :
* عن عبد الله بن عمرو بن العاص ـ رضي الله عنهما ـ قال :
قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم"إنَّ العبدَ، إذا كانَ علَى طريقةٍ حسنةٍ منَ العبادَةِ، ثُمَّ مَرِضَ، قيلَ للملَكِ الموَكَّلِ بِه : اكتُب لَه مثلَ عملِه إذا كانَ طليقًا حتَّى أُطلقَه أو أَكفِتَه إليَّ . " .رواه أحمد . وحسنه الشيخ مقبل الوادعي في " الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين "م : 1 / ص : 548 .الفتح الرباني / ص : 116.
· وكذلك هناك ملك يقف عن يمين المصلي :
* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال "إذَا قَامَ أحَدُكُمْ إلى الصَّلَاةِ، فلا يَبْصُقْ أمَامَهُ، فإنَّما يُنَاجِي اللَّهَ ما دَامَ في مُصَلَّاهُ، ولَا عن يَمِينِهِ، فإنَّ عن يَمِينِهِ مَلَكًا، ولْيَبْصُقْ عن يَسَارِهِ، أوْ تَحْتَ قَدَمِهِ، فَيَدْفِنُهَا. " .فتح الباري / كتاب : الصلاة / باب : دفن النخامة في المسجد / حديث رقم : 416 .
· راية للملك :
* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال "ما من خارجٍ يخرُجُ - يعني من بيتِهِ - إلَّا - ببابِهِ - رايتانِ: رايةٌ بيدِ ملَكٍ، ورايةٌ بيدِ شيطانٍ، فإن خرجَ لما يحبُّ اللَّهُ عزَّ وجلَّ، اتَّبعَهُ الملَكُ برايتِهِ، فلم يَزَلْ تحتَ رايةِ الملَكِ حتَّى يرجعَ إلى بيتِهِ، وإن خرجَ لما يسخطُ اللَّهَ، اتَّبعَهُ الشَّيطانُ بِرايتِهِ، فلم يزَلْ تحتَ رايةِ الشَّيطانِ، حتَّى يرجِعَ إلى بيتِهِ " .رواه أحمد : 8269 . وصححه الشيخ مقبل الوادعي في " الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين " ج : 2 / ص : 326 .
· وهناك الملك الموكل بالرحم :
* عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال "إنَّ
اللَّهَ عزَّ وجلَّ وكَّلَ بالرَّحِمِ مَلَكًا، يقولُ: يا رَبِّ
نُطْفَةٌ؟ يا رَبِّ عَلَقَةٌ؟ يا رَبِّ مُضْغَةٌ؟ فإذا أرادَ أنْ يَقْضِيَ
خَلْقَهُ قالَ: أذَكَرٌ أمْ أُنْثَى، شَقِيٌّ أمْ سَعِيدٌ، فَما
الرِّزْقُ والأجَلُ، فيُكْتَبُ في بَطْنِ أُمِّهِ. " .رواه البخاري / كتاب : الحيض / باب : مخلقة وغير مخلقة / حديث رقم : 318 .مسلم / كتاب : القدر / باب : كيفية خلق الآدمي / حديث رقم : 2646 · دعاؤهم لمن يعود أخاه المسلم :
* عن علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ "ما مِنَ امرئٍ مسلمٍ يَعُودُ مسلمًا إلَّا ابْتَعَثَ اللهُ سبعينَ ألفَ مَلَكٍ يُصَلُّونَ عليهِ في أَيِّ ساعَاتِ النَّهارِ حتى يُمْسِى وفي أَيِّ ساعَاتِ الليلِ حتى يُصبحَ " .رواه أبو داود وابن ماجه . وصححه الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في " صحيح الجامع "
· تأمين الملَك على دعاء المسلم لأخيه بظهر الغيب :
* عن صفوان بن عبد الله بن صفوان ـ وكان تحته الدرداء ـ قال : قَدِمْتُ الشَّامَ، فأتَيْتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ في مَنْزِلِهِ، فَلَمْ أَجِدْهُ وَوَجَدْتُ أُمَّ الدَّرْدَاءِ، فَقالَتْ: أَتُرِيدُ الحَجَّ العَامَ، فَقُلتُ: نَعَمْ، قالَتْ: فَادْعُ اللَّهَ لَنَا بخَيْرٍ، فإنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ كانَ يقولُ: دَعْوَةُ المَرْءِ المُسْلِمِ لأَخِيهِ بظَهْرِ الغَيْبِ مُسْتَجَابَةٌ، عِنْدَ رَأْسِهِ مَلَكٌ مُوَكَّلٌ كُلَّما دَعَا لأَخِيهِ بخَيْرٍ، قالَ المَلَكُ المُوَكَّلُ بهِ: آمِينَ وَلَكَ بمِثْلٍ"رواه مسلم / كتاب : الذكر والدعاء / باب : فضل الدعاء للمسلمين بظهر الغيب / حديث رقم : 2733 .
وكان تحته الدرداء : أي كان متزوجًا " بالدرداء " ، وهي بنت " أبي الدرداء " هو" عويمر بن زيد " الأنصاري صحابي جليل .
أم الدرداء : هي زوج " أبي الدرداء " واسمها " هجيمة " وقيل " جهيمة " ، وهذه هي " أم الدرداء " الصغرى الفقيهة .
وهناك " أم الدرداء " الكبرى ، وهي صحابية ، وهي زوج " أبي الدرداء " أيضًا ، واسم أم الدرداء الكبرى : خيرة
بظهر الغيب : يعني : في غيبة المدعو له ، ويكون الدعاء سرًّا لأنه أبلغ في الإخلاص .
· دعاؤهم لمعلمي الناس الخير :
* عن أبي أمامة صدي بن عجلان ـ رضي الله عنه ـ قال :قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم" إنَّ اللهَ و ملائكتَه ، حتى النملةَ في جُحْرِها ، و حتى الحوتَ في البحرِ ، لَيُصلُّون على مُعَلِّمِ الناسِ الخيرَ " .رواه الطبراني والترمذي . وصححه الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ . · دعاؤهم لمعلمي الناس الخير :
ذكرنا بعض أدوار الملائكة على سبيل المثال ، ولكن للمزيد في هذا الأمر يُرْجَع إلى كتاب : الفتح الرباني في الخلق النوراني .تأليف : أبو عاصم . سيد بن محمود .
أثر الإيمان بالملائكة في حياة الإنسان
1 ـ أن الله سبحانه جنبنا ـ بما أطلعنا من أمر هذه الأرواح المؤمنة وأفعالها ـ الوقوع في الخرافات والأوهام التي وقع فيها من لا يؤمنون بالغيب ، ولا يتلقون معارفهم عن الوحي الإلهي .
2 ـ الاستقامة على أمر الله عز وجل ، فإن من يستشعر بقلبه وجود الملائكة جنود الرحمن ، ويؤمن برقابتهم لأعماله وأقواله ، وشهادتهم كل ما يصدر عنه ؛ ليستحيي من الله ومن جنوده ، فيخافه ولا يعصيه ، لا في العلانية ، ولا في السر . إذ كيف له ذلك وهو يعلم أن كل شيء محسوب ومكتوب ، ومشهود عليه ! .
3 ـ الصبر ومواصلة جهاد النفس على العبادة وعدم اليأس والشعور بالطمأنينة .
فهذه المعاني من لوازم الإيمان بالملائكة ، وما أخبر الله من أفعالها وأحوالها .
فعندما تسود الغربة ، ويصبح المؤمن غريبًا بين أهله وقومه ، ويجد منهم الصدود والاستهزاء ، والتخذيل والتثبيط عن طاعة الله والاستقامة على أمره .
في هذه الغربة يجد المؤمن أنيسًا ورفيقًا يصحبه ، فهذه جنود الله معه تعبد الله كما يعبد ، وتتجه إلى خالق السموات والأرض كما يتجه .
فهو إذًا ليس وحده في الطريق إلى الله ، ولكنه يسير مع الركب العظيم ، ومع الأكثرية من مخلوقات الله عز وجل ، مع الملائكة الكرام وعددهم الهائل (1) ، ومع الأنبياء عليهم السلام .
قال تعالى "وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا".سورة النساء / آية : 69 .
( 1 )فعدد الملائكة هائل :
* فعن أبي ذر ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ
" إنِّي أرى ما لاَ ترونَ ، وأسمعُ ما لاَ تسمعونَ ، إنَّ السَّماءَ أطَّت ، وحقَّ لَها أن تئطَّ ، ما فيها موضعُ أربعِ أصابعَ إلاَّ وملَكٌ واضعٌ جبْهتَهُ ساجدًا للَّهِ ، واللَّهِ لو تعلمونَ ما أعلمُ لضحِكتم قليلاً ، ولبَكيتم كثيرًا ، وما تلذَّذتم بالنِّساءِ على الفرشاتِ ، ولخرجتم إلى الصُّعداتِ ، تجأرونَ إلى اللهِ "رواه ابن ماجه . وحسنه الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في صحيح سنن ابن ماجه / ج : 2 /باب : الحزن والبكاء : 19 / حديث رقم : 3378 . وفي السلسلة تحت رقم : 1722 .
أطَّت : في النهاية لابن الأثير : الأطيط صوت الأقتاب ، وأطيط الإبل أصواتها وحنينها .أي : إن كثرة ما فيها من الملائكة قد أثقلها حتى أطت .
الصُّعداتِ : هي الطرق .
الإيمان بالجن
بمناسبة
بحث الركن الثاني من أركان الإيمان وهو الإيمان بوجود " الملائكة " عليهم
السلام ، نعرض لقضية الإيمان بوجود الجن والشياطين ،لأنهما من الغيب الذي أُمر المؤمن بالإيمان به .
قال تعالى"خَلَقَ الْإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ * وَخَلَقَ الْجَانَّ مِن مَّارِجٍ مِّن نَّارٍ" . سورة الرحمن / آية : 14 ، 15 .
وآيات أخرى : الذاريات : 56 ـ 58 ، الكهف : 55 ، الأعراف : 11 ـ 18 .
وقال صلى الله عليه وعلى آله وسلم " لا يأكل أحدكم بشماله ولا يشربن بها فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بها " .رواه مسلم ومالك وأبو داود .
والأدلة على وجود الجن والشياطين كثيرة .هل بين الجن والشيطان فرق ؟
نعم . إن بين الجن والشياطين فرقًا كبيرًا .
فالخلق الراقي أربعة أنواع وهي : الملائكة ، والإنس ، والجن ، والشياطين .
فالملائكة : عالم روحاني مستقل له خصائصه وصفاته وأحواله ، وقد تقدم البحث مستفيضًا في بيان حقيقة هذا العالم العلوي الكريم .
الإنس : معلوم وهو جنس البشر ومنهم الكافر والمؤمن
الجن : نوعان :
شياطين لا خير فيهم ألبته .
وجن منهم الصالح ومنهم الفاسد ، فحالهم كحال الناس .
بيد أن الشياطين أصلهم من الجن . وذلك لأن إبليس ـ لعنه الله ـ كان من الجن ففسق عن أمر ربه .
قال تعالى " إلاَّ إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ"
قال تعالى"خَلَقَ الْإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ * وَخَلَقَ الْجَانَّ مِن مَّارِجٍ مِّن نَّارٍ" . سورة الرحمن / آية : 14 ، 15 .
وآيات أخرى : الذاريات : 56 ـ 58 ، الكهف : 55 ، الأعراف : 11 ـ 18 .
وقال صلى الله عليه وعلى آله وسلم " لا يأكل أحدكم بشماله ولا يشربن بها فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بها " .رواه مسلم ومالك وأبو داود .
والأدلة على وجود الجن والشياطين كثيرة .هل بين الجن والشيطان فرق ؟
نعم . إن بين الجن والشياطين فرقًا كبيرًا .
فالخلق الراقي أربعة أنواع وهي : الملائكة ، والإنس ، والجن ، والشياطين .
فالملائكة : عالم روحاني مستقل له خصائصه وصفاته وأحواله ، وقد تقدم البحث مستفيضًا في بيان حقيقة هذا العالم العلوي الكريم .
الإنس : معلوم وهو جنس البشر ومنهم الكافر والمؤمن
الجن : نوعان :
شياطين لا خير فيهم ألبته .
وجن منهم الصالح ومنهم الفاسد ، فحالهم كحال الناس .
بيد أن الشياطين أصلهم من الجن . وذلك لأن إبليس ـ لعنه الله ـ كان من الجن ففسق عن أمر ربه .
قال تعالى " إلاَّ إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ"
سورة الكهف / آية : 50 .
إن كل من يخبت ويتمرد ، وينقطع عن الخير من أفراد الجان والإنسان يصبح " شيطانًا " ، فإن عتا قيل فيه " مارد " .
قال تعالى " شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا " . سورة الأنعام / آية : 112 .
قال تعالى "وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَّرِيدٍ *كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَن تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ" .سورة الحج / آية : 3 ، 4 .
وقال تعالى "قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا * يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا ".سورة الجن / آية : 1 ، 2 .
إلى قوله تعالى " وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا ". سورة الجن / آية : 11 .
أي : من الجن الصالح ودون ذلك .
وصالحوا الجن يدخلون الجنة إذا ماتوا على الإيمان .
هل الجن يؤذون الناس ؟
نعم . إن أذى الجن للإنسان ثابت لا ينكر . ولولا العقبات من الملائكة التي أناط الله تعالى بها حفظ الإنسان ، لكان الأذى شديد .ولذلك على الإنسان أن يتحصن من الشياطين ، ويحترز منهم .
قال تعالى " شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا " . سورة الأنعام / آية : 112 .
قال تعالى "وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَّرِيدٍ *كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَن تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ" .سورة الحج / آية : 3 ، 4 .
وقال تعالى "قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا * يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا ".سورة الجن / آية : 1 ، 2 .
إلى قوله تعالى " وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا ". سورة الجن / آية : 11 .
أي : من الجن الصالح ودون ذلك .
وصالحوا الجن يدخلون الجنة إذا ماتوا على الإيمان .
هل الجن يؤذون الناس ؟
نعم . إن أذى الجن للإنسان ثابت لا ينكر . ولولا العقبات من الملائكة التي أناط الله تعالى بها حفظ الإنسان ، لكان الأذى شديد .ولذلك على الإنسان أن يتحصن من الشياطين ، ويحترز منهم .
وسائل الاحتراز من الشياطين وأذاهم
قال تعالى " إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا" . سورة النساء / آية : 76 .
وقال سبحانه "إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُم بِهِ مُشْرِكُونَ" .
سورة النحل / آية : 99 ، 100 .
· ذكر الله عز وجل :
* عن الحارث الأشعري ـ رضي الله عنه " أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال :إن الله أمر يحيَى بن زكريا بخمس كلمات أن يعمل بها ويأمر بني إسرائيل أن يعملوا بها ... وآمركم أن تذكروا الله ، فإن مَثَلَ ذلك كمثلِ رَجُلٍ خرج العدوُّ في أثره سراعًا حتى إذا أتى على حصن فأحرز نفسَه منهم ، كذلك العبدُ لايُحْرِزُ نفسَهُ من الشيطان إلا بذكر الله ... " .
رواه أحمد ، والترمذي . وصححه الشيخ مصطفى العدوي ـ حفظه الله ـ في العواصم من الشيطان / ص : 26 .
* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال :" إذا استيقظ أحدُكُمْ من منامه فليستنثر ثلاث مرات ، فإن الشيطان يبيت على خياشيمه " . رواه البخاري ومسلم .
خياشيمه : هو أعلى الأنف .
· حرز عند دخول الخلاء :
* عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال : كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ :إذا دخل الخلاء (1) قال " اللهم إني أعوذ بك من الخُبْث والخبائث " .صحيح . رواه البخاري ومسلم
( 1 )الخلاء : الخلاء والكنيف والمرحاض ، كلها موضع قضاء الحاجة .
· الاستعاذة من همزاتِ الشياطين وأن يحضرون :
قال " وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ * وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُونِ " . وعن الوليد بن الوليد ـ رضي الله عنه ـ أنه قال : يا رسول الله ! إنِّي أجدُ وحشة ، قال "فإذا
أخذت مضجعَك فقل : أعوذ بكلمات اللهِ التامة من غضبه وعقابه وشرِّ عباده ،
ومن همزات الشياطين ، وأن يحضرون فإنه لا يَضُرَّك ، وبالحريِّ أن لا
يقربُك " .
·حروز في الصباح والمساء :
* عن أبَانَ بنِ عثمانَ : قال : سمعتُ عثمانَ بنَ عفانَ ـ رضي الله عنه ـ يقول : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم" ما من عبدٍ يقولُ في صباحِ كلِّ يومٍ ومساء كلِّ ليلةٍ : بسم اللهِ الذي لا يضرُّ مع اسمِهِ شيءٌ في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ثلاث مرات لم يضٌرَّهُ شيءٌ ، فكان أبانُ قد أصابَهُ طَرَفُ فالجٍ فجعلَ الرجلُ ينظرُ إليه ، فقال له أبانُ : ما تنظرُ ؟ أمَا إنَّ الحديثَ كما حدثتُكَ ولكني لم أقلْه يومئذٍ ليمضِي اللهُ عليَّ قدره " .
* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ قال " من قال : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، وهو على كل شيءٍ قدير ، في يومٍ مائةَ مرة .
كانت له عدْلَ عشر رقاب . وكتبت له مائة حسنة ومحيت عنه مائةُ سيئة .
وكانت له حرزًا من الشيطان يَوْمَهُ ذلك حتى يمسي ، ولم يأت أحدٌ أفضلَ مما
جاء به إلا أحدٌ عمِلَ أكثرَ من ذلك .
ومن قال : سبحان الله وبحمده في يومٍ مائةَ مرة ، حُطَّتْ خطاياهُ ولو كانت مثلَ زبدِ البحرِ " . * عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال أبو بكر : يا رسول الله مُرني بشيء أقولُهُ إذا أصبحتُ وإذا أمسيتُ ، قال " قُل
اللهم عالمَ الغيبِ والشهادةِ فاطر السمواتِ والأرض ربَّ كلِّ شيءٍ
وَمَليكهُ ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أعوذ بك من شرِّ نفسي ، ومن شرِّ
الشيطانِ وشِرْكِهِ (1) قال : قُلْهُ إذا أصبحتَ ، وإذا أمسيت ، وإذا أخذت مضجعك " .
قال " قل " . فقلتُ : ما أقول ؟ .
قال صلى الله عليه وعلى آله وسلم " قل هو الله أحد والمعوذتين حين تمسي وتصبح ثلاث مرات تكفيك من كل شيء " .
" إذا سمعتم نُبَاحَ الكلاب ، ونهيقَ الحمير من الليل ، فتعوذوا بالله ، فإنها ترى ما لا ترون " .رواه أحمد . وحسنه الشيخ مصطفى العدوي .
قوله صلى الله عليه وسلم " لا يضره شيء " عام ، فيدخل فيه شرور الجن والإنس ، والهوام ، والسباع ، وغير ذلك
( 1 )هذا الرجل صحابيٌّ ، لقوله " كنت رديف النبي ـ صلى الله عليه وسلم " فلا يضر عدم ذكر اسمه .
( 2 ) تعس : أي هلك ، ومثل هذا الكلام يوهم أن للشيطان تدخلًا في مثل ذلك .
نقلًا عن عون المعبود . حاشية نفس الرسالة / ص : 89 .
· حرز يقال عند الجماع :
عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم" لو أن أحدَهم ، إذا أراد أن أهله قال : باسم الله ، اللهم جنبنا الشيطان ، وجنب الشيطانَ ما رزقتنا ، فإنه إن يُقَدَّرْ بينهما ولدٌ في ذلك ، لم يضره شيطانٌ أبدًا " .
* وعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال :وَكَّلَنِي رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بحِفْظِ زَكَاةِ رَمَضَانَ، فأتَانِي آتٍ فَجَعَلَ يَحْثُو مِنَ الطَّعَامِ، فأخَذْتُهُ وقُلتُ: واللَّهِ لَأَرْفَعَنَّكَ إلى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ......فَجَاءَ يَحْثُو مِنَ الطَّعَامِ، فأخَذْتُهُ، فَقُلتُ: لَأَرْفَعَنَّكَ إلى رَسولِ اللَّهِ، وهذا آخِرُ ثَلَاثِ مَرَّاتٍ أنَّكَ تَزْعُمُ لا تَعُودُ ثُمَّ تَعُودُ، قَالَ: دَعْنِي أُعَلِّمْكَ كَلِمَاتٍ يَنْفَعُكَ اللَّهُ بهَا، قُلتُ: ما هُوَ؟ قَالَ: إذَا أوَيْتَ إلى فِرَاشِكَ، فَاقْرَأْ آيَةَ الكُرْسِيِّ"اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ"البقرة: 255، حتَّى تَخْتِمَ الآيَةَ؛ فإنَّكَ لَنْ يَزَالَ عَلَيْكَ مِنَ اللَّهِ حَافِظٌ، ولَا يَقْرَبَنَّكَ شَيطَانٌ حتَّى تُصْبِحَ........ - فَقَالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أَمَا إنَّه قدْ صَدَقَكَ، وهو كَذُوبٌ، تَعْلَمُ مَن تُخَاطِبُ مُنْذُ ثَلَاثِ لَيَالٍ يا أبَا هُرَيْرَةَ؟ قَالَ: لَا، قَالَ: ذَاكَ شَيطانٌ." . البخاري والترمذي .
·الأذان يطرد الشيطان :
* عن جابر ـ رضي الله عنه ـ قال : سمعتُ النبيَّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول :
" إن الشيطانَ إذا سمعَ النداءَ بالصلاةِ ، ذهبَ حتى يكونَ مكان الروحاء (1) " .رواه مسلم .
( 1 ) الروحاء : مكان على بُعد ستة وثلاثين ميلًا من المدينة .
فائدة :
قال بعض أهل العلم : وإذا لم يكن الوقت وقت أذان ، وأذن الشخصُ ينصرف الشيطان كذلك .
ففي صحيح مسلم ، عن سهيل بن أبى صالح قال : أرسلني أبي إلى بني حارثة .قال : ومعي غلامٌ لنا -أو صاحبٌ لنا - فناداهُ منادٍ من حائطٍ باسمه .
قال : وأشرفَ الذي معي على الحائط فلم ير شيئًا .
فذكرتُ ذلك لأبي فقال : لو شَعَرْتُ أنك تلقى هذا لم أرسلك ، ولكن إذا سمعتَ صوتًا فناد
· تعويذ الصبيان :
قالت امرأة عمران لما وضعت مريم ـ عليهما السلام ـ "وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ".سورة آل عمران / آية : 36.
وورد في حاشية رسالة العواصم من الشيطان ص : 62 :
هذا الحديث فيه جمل من أنواع الخبر والآداب الجامعة لمصالح الآخرة والدنيا ، فأمر صلى الله عليه وسلم بهذه الآداب التي هي سبب للسلامة من إيذاء الشيطان ، وجعل الله عز وجل هذه الأسباب للسلامة من إيذائه ، فلا يقدرعلى كشف إناء ولا حل سقاء ، ولا فتح
باب ، ولا إيذاء صبي وغيره ، إذا وجدت هذه الأسباب .
من أركان الإيمان الستة ، أن نؤمن بالكتب التي أنزلها الله على أنبيائه ورسله
·تعريف :
الكتب جمع كتاب . والكتاب هو ما حوى كلامًا مفيدًا ، ذا أغراض متعددة .
والكتب التي يجب الإيمان بها : هي الصحف التي حوت كلام الله عز وجل ، الذي أوحاه إلى رسله عليهم السلام فكونت كتبًا ، أو بقيت صحفًا لم تجمع ، ولم يتكون منها كتاب خاص .
فالصحف : كصحف " إبراهيم " ، " وموسى " عليهما السلام .
والكتب : كالتوراة ، والزبور ، والإنجيل ، والقرآن العظيم .
حقيقة الإيمـان بالكتب :
إن معنى الإيمان بالكتب الإلهية الذي هو جزء من معتقد المؤمن :
التصديق الجازم بما أوحى الله تعالى من كلامه " إلى من اصطفى من رسله عليهم السلام " ، فجُمع ودُوِّنَ ، فكان " صحفًا مطهرة " و " كتبًا قيمة " فما عُرف منها آمن به المؤمن تفصيلًا ، وما لم يُعرف آمن به إجمالًا .
ما هي الكتب وما أسمائها ؟
من هذه الكتب ما سماه الله في القرآن الكريم ، ومنها ما لم يسم ، ولا مصدر لمعرفة الكتب سوى القرآن الكريم ، والذي أخبرنا به عز وجل منها :
1ـ التوراة :
التي نزلت على " موسى " ـ عليه السلام ـ . حيث قال تعالى "إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِن كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ". سورةالمائدة / آية : 44 .
2 ـ الإنجيل :
الذي نزل على " عيسى " ـ عليه السلام ـ . حيث قال تعالى "وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِم بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الْإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ" .سورة المائدة / آية : 46 .
3ـ الزبور :
الذي أنزل على " داود " ـ عليه السلام ـ . حيث قال تعالى " وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا " .سورة الإسراء / آية : 55 .
4 ـ الصحف :
التي أنزلها الله على " إبراهيم " و " موسى " . حيث قال تعالى"أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى* وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى" .سورة النجم / آية : 36 ، 37 .
وأما
الكتب الأخرى التي نزلت على سائر الرسل ، فلم يخبرنا الله سبحانه عن
أسمائها ، وإنما أخبرنا سبحانه أن لكل نبي أرسله الله ، رسالة بلغها قومه
فقال تعالى "كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ.."سورة البقرة / آية : 213 .
قال تعالى "إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ " .سورة المائدة / آية : 44 .
وقال تعالى عن الإنجيل "وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِم بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الْإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ " .سورة المائدة / آية : 46 .
ـ ويجب علينا أن نؤمن بأن القرآن العظيم هو آخر كتاب نزل من عند الله تعالى ، وأن الله عز وجل قد خصه بمزايا تميز بها عن جميع ما تقدمه من الكتب المنزلة من أهمها :
1ـ أنه تضمن خلاصة التعاليم الإلهية ، وجاء مؤيدًا ومصدقًا لما جاء في الكتب السابقة من توحيد الله وعبادته ووجوب طاعته . وجمع كل ما كان متفرقًا في تلك الكتب من الحسنات والفضائل . وجاء مهيمنًا ورقيبًا ، يقر ما فيها من حق ، ويبين ما دخل عليها من تحريف وتغيير .
2ـ إن القرآن هو الكتاب الرباني الوحيد الذي تعهد الله حفظه .قال تعالى "إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ " .سورة الحجر / آية : 9 .
3 ـ القرآن أنزله الله على رسوله محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ للناس كافة ، وليس خاصًا بقوم معينين كما كانت تنزل الكتب السابقة .فكان حفظه من التحريف وصيانتة من عبث الناس ، ليبقى ما فيه حجة الله على الناس قائمة حتى يرث الله الأرض ومن عليها .
وأما الكتب الأخرى فقد وجه الكلام في كل واحد منها إلى أمة خاصة دون سائر الأمم ،وهي وإن اتفقت في أصل الدين ، إلا أن ما نزل فيها من الشرائع والأحكام كان خاصًا بأزمنة معينة وأقوام معينين . قال تعالى "..لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا" .سورة المائدة / آية : 48 .
لذلك لم يتعهد الله سبحانه بحفظ أي منها على مدى الأزمان كما هو الحال بالنسبة للقرآن .بل أخبر عز وجل في آخر كتبه - القرآن - عن التحريف الذي وقع على تلك الكتب .
* فعن التحريف والتغيير الذي أدخله اليهود على التوراة ، قال تعالى "أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ" .سورة البقرة / آية : 75 .
وقال أيضًا" "مِّنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ"
سورة النساء / آية : 46 .
* وأما عن التحريف الذي أدخله النصارى على الإنجيل ، قال تعالى " وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللَّهُ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ *يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ". سورة المائدة / آية : 14 ، 15 .
* والحق الذي لا يماري فيه منصف أنه لا يوجد اليوم على ظهر الأرض كتاب تصلح نسبته إلى الخالق تبارك وتعالى سوى " القرآن الكريم " .
ـ فالكتب التي نزلت قبل القرآن ، قد ضاعت نسخها الأصلية ، ولم يبق في أيدي الناس إلا تراجمها .
أما القرآن فإنه لا يزال محفوظًا بسوره وآياته وكلماته وحركاته ، كما تلاه جبريل ـ عليه السلام ـ على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وكما تلاه رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ على صحابته ـ رضوان الله عليهم ـ .
ـ والكتب قد اختلط فيها كلام الله بكلام الناس من تفسير وتاريخ وسير الأنبياء وتلاميذهم ، واستنباطات الفقهاء ، فلا يعرف فيها كلام الله من كلام البشر .
أما " القرآن " فهو جميعه كلام الله تعالى ، ولم يختلط به غيره من حديث الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ أو أقوال الصحابة ـ رضوان الله عليهم ـ ، أو غيرهم .
ـ والكتب ليس منها كتاب تصح نسبته إلى الرسول الذي ينسب إليه ، فليس لأي منها سند تاريخي موثوق .
فالأسفار الموجودة ضمن ما يسمى بالعهد القديم ، ويطلق عليه التوراة ، إنما دُونت بعد موسى ـ عليه السلام ـ بقرون عديدة .
وأما القرآن العظيم فهو الكتاب الوحيد الذي ثبتت نسبته بصورة قطعية إلى الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ .
ومن الأدلة على وقوع التحريف في تلك الكتب تعدد نسخها واختلافها فيما نقلته من الأقوال والآراء .
وورد في العقائد الإسلامية / سيد سابق / ص : 16 :
ويكفي لصحة التدليل على التحريف في الأناجيل المتداولة بأيدي النصارى الآن أنها أربعة اختيرت من نحو سبعين إنجيلًا.
ومن القرائن القاطعة على وقوع التحريف في هذه الكتب ما تضمنته من العقائد الفاسدة والتصورات الباطلة عن الخالق سبحانه ، وعن رسله الكرام عليهم السلام .
* فنجد فيها تشبيه الخالق بالإنسان ، وأنه ينجب .
قال تعالى "وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ" . الإيمان بالأنبياء والرسل هو الركن الرابع من أركان الإيمان
ومعناه : الإيمان بمن سمى الله تعالى في كتابه من رسله وأنبيائه ، والإيمان بأن الله عز وجل أرسل رسلًا سواهم ، وأنبياء لا يعلم عددهم وأسماءهم إلا الله تعالى الذي أرسلهم .قال جل وعلا "وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِّن قَبْلِكَ مِنْهُم مَّن قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُم مَّن لَّمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ.." .سورة غافر / آية : 78 .
وقال تعالى"وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ" .سورة فاطر / آية : 24 .
الفرق بين النبي والرسول :
النبي : ذَكَر من بني آدم أوحى الله تعالى إليه بأمر .فإن أُمر بتبليغه إلى الناس فهو نبي ورسول.وإن لم يؤمر بتبليغه فهو نبي غير رسول . وعليه فكل رسول نبي ، وليس كل نبي رسولًا .
*ومثال النبي فقط : يوشع بن نون صاحب موسى وفتاه ـ عليهما السلام ـ ، فقد نبأه الله تعالى ، وخلف موسى وهارون في بني إسرائيل ، وهو الذي غزا بيت المقدس وفتحها الله عليه .
* ومثال النبي الرسول : محمد بن عبد الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ .عقيدة المؤمن / ص : 209 .
*الأنبياء والرسل المذكورون في القرآن :
المذكورون في القرآن الكريم من الأنبياء والرسل خمسة وعشرون ، وهم : آدم ، ونوح ، وإدريس ، وصالح ، وإبراهيم ، وهود ، ولوط ، ويونس ، وإسماعيل ، وإسحاق ، ويعقوب ، ويوسف ، وأيوب ، وشعيب ، وموسى ، وهارون ، واليسع ، وذا الكفل ، وداود ، وزكريا ، وسليمان ، وإلياس ، ويحيى ، وعيسى ، ومحمد صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين .
وقد ورد ذكر ثمانية عشر منهم في قوله تعالى "وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ *وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِن قَبْلُ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ*وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِّنَ الصَّالِحِينَ*وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ " .سورة الأنعام / آية : 83 ـ 86 .
وورد ذكر الآخرين في مواضع من القرآن .
قال تعالى " وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا ..." .سورة هود / آية : 50 ، سورة الأعراف / آية : 65 .
وقال تعالى " وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا ..." .سورة هود / آية : 61 ، سورة الأعراف / آية : 73 .
وقال تعالى"وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا ... " .سورة الأعراف / آية : 85 ، سورة هود / آية : 84 .
وقال تعالى " إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا ... " .سورة آل عمران / آية : 33 .
وقال تعالى " وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِّنَ الصَّابِرِينَ " .سورة الأنبياء / آية : 85 . وقال تعالى "مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ... " .سورة الفتح / آية : 29 .
فهؤلاء الرسل والأنبياء يجب الإيمان برسالتهم ونبوتهم تفصيلًا ، بمعنى أن الإنسان لو عرض عليه واحد منهم لم ينكر نبوته ، ولا رسالته إن كان رسـولًا ، فمن أنكر نبوة واحد منهم ، أو أنكر رسالة من بُعث منهم برسالة كَفَرَ .
وأما الأنبياء والرسل الذين لم يقصصهم القرآن علينا ، فقد أمرنا أن نؤمن بهم إجمالًا .
وليس لنا أن نقول برسالة أحد من البشر أو نبوته ما دام القرآن لم يذكره في عداد الأنبياء والرسل ، ولم يخبرنا به رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ .الإيمان / ص : 47 .
* أولو العزم من الرسل :
أولو العزم من الرسل ، كما ذكر كثير من العلماء ، خمسة هم :
محمد صلى الله عليه وسلم ، وإبراهيم ، وموسى ، ونوح ، وعيسى عليهم الصلاة والسلام .
معنى أولو العزم : أصل العزم في الأمر : الجد والاجتهاد فيه .
قال تعالى "فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ ..."
* يجب علينا أن نؤمن بأن الله بعث رسله إلى الخلق لتبشيرهم وإنذارهم .تبشيرهم برضوان الله وثوابه وجنته ، إنْ آمنوا به سبحانه وبرسله وأطاعوه .
وإنذارهم من غضب الله إن كفروا وعصوا .قال عز وجل "وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا يَمَسُّهُمُ الْعَذَابُ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ" سورة الأنعام / آية : 48 ، 49 .
* ويجب علينا أن نؤمن بأن جميع هؤلاء الرسل بعثهم الله لتحقيق غرض أساسي وهو " عبادة الله " عز وجل ، وتوحيده .
قال تعالى"وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ" .سورة الأنبياء / آية : 25 .
* كما يجب أن نؤمن بأن رسل الله جميعًا كانوا رجالًا من البشر . قال تعالى "وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُّوحِي إِلَيْهِمْ..." .سورة الأنبياء / آية : 7 .
* ويجب أن نؤمن أن الله سبحانه لم يخصهم بطبائع أخرى غير الطبائع البشرية ، وإنما اختارهم الله سبحانه من الرجال الذين يأكلون ويشربون ، ويمشون في الأسواق ، وينامون ، ويجلسون ويضحكون ، ولهم أزواج وذرية ، ويتعرضون للأذى ، وتمتد إليهم أيدي الظلمة ، وينالهم الاضطهاد ، وأنهم يموتون ، وقد يقتلون بغير حق ، وأنهم يتألمون ويصيبهم المرض وسائر الأعراض البشرية التي لا تؤدي إلى نقص في مراتبهم العلية بين الخلق .
وقد دل على ذلك كثير من النصوص منها :
قوله تعالى "وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ ". سورة آل عمران / آية :144
وقوله تعالى "وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ...." . سورة الفرقان / آية : 20 .
وكان صلى الله عليه وسلم يمرض ويتألم ، وكان يصيبه الحر والبرد والجوع والعطش والغضب والتعب ..... .
* يجب أن نؤمن بأن الله أيدهم بالمعجزات الباهرات ، والآيات الظاهرات ، الدالة على صدقهم فيما جاءوا به من عند ربهم تبارك وتعالى .
والمعجزات هي : ما يجريه الله على أيدي رسله وأنبيائه من خوارق العادات التي يتحدُّون بها العباد .
فنؤمن بكل ما ذكر في القرآن الكريم منها ، وبما وردت فيه الأحاديث الصحيحة عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ .
يجب أن نؤمن بأن الله فضَّل بعض الرسل على بعض .
لقوله تعالى "تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ" . سورة البقرة / آية : 253
ويجب أن نؤمن أن رسولنا ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ هو خاتم الأنبياء .
لقوله تعالى "مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ.." .سورة الأحزاب / آية : 40 .
وقال صلى الله عليه وعلى آله وسلم "مَثَلِي ومَثَلُ الأنْبِياءِ مِن قَبْلِي كَمَثَلِ رَجُلٍ ابْتَنَى بُيُوتًا فأحْسَنَها وأَجْمَلَها وأَكْمَلَها، إلَّا مَوْضِعَ لَبِنَةٍ مِن زاوِيَةٍ مِن زَواياها، فَجَعَلَ النَّاسُ يَطُوفُونَ ويُعْجِبُهُمُ البُنْيانُ فيَقولونَ: ألّا وضَعْتَ هاهُنا لَبِنَةً فَيَتِمَّ بُنْيانُكَ فقالَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: فَكُنْتُ أنا اللَّبِنَةَ." . متفق عليه . واللفظ لمسلم .
ويجب أن نؤمن بتجريد متابعة الرسول ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ .
قال تعالى "قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ..".سورة آل عمران / آية : 31 .
وقال تعالى "فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا"سورة النساء / آية : 65 .
يجب أن نؤمن بأنه صلوات الله وسلامه عليه مبعوث للناس جميعًا .
قال تعالى "وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ"سورة سبأ / آية : 28.
· الاستعاذة من همزاتِ الشياطين وأن يحضرون :
قال " وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ * وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُونِ " .
سورة المؤمنون / آية : 97 ، 98 .
مسند أحمد . وقال الشيخ مصطفي العدوي في رسالته : العواصم من الشيطان / ص : 39 / صحيح لغيره
·حروز في الصباح والمساء :
* عن أبَانَ بنِ عثمانَ : قال : سمعتُ عثمانَ بنَ عفانَ ـ رضي الله عنه ـ يقول : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم" ما من عبدٍ يقولُ في صباحِ كلِّ يومٍ ومساء كلِّ ليلةٍ : بسم اللهِ الذي لا يضرُّ مع اسمِهِ شيءٌ في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ثلاث مرات لم يضٌرَّهُ شيءٌ ، فكان أبانُ قد أصابَهُ طَرَفُ فالجٍ فجعلَ الرجلُ ينظرُ إليه ، فقال له أبانُ : ما تنظرُ ؟ أمَا إنَّ الحديثَ كما حدثتُكَ ولكني لم أقلْه يومئذٍ ليمضِي اللهُ عليَّ قدره " .
رواه الترمذي وغيره . وحسنه الشيخ مصطفى العدوي في رسالته العواصم من الشيطان / ص : 52 .
ومن قال : سبحان الله وبحمده في يومٍ مائةَ مرة ، حُطَّتْ خطاياهُ ولو كانت مثلَ زبدِ البحرِ " .
البخاري ومسلم .
رواه أبو داود والترمذي . وصححه الشيخ مصطفى العدوي .
( 1 )قال المباركفوري ـ رحمه الله ـ :
الشرك : بكسر الشين وسكون الراء أي : ما يدعو إليه من الإشراك بالله .
ويُروى بفتحتين أي : مصائده وحبائله التي يفتتن بها الناس
* عن عبد الله بن خُبيب ـ رضي الله عنه ـ قال : خرجنا في ليلةٍ مطيرة وظلمةٍ شديدةٍ نطلب رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ يصلي لنا فأدركته فقال " قُل " . فلم أقل شيئًا . ثم قال " قل " . فلم أقل شيئًا .قال " قل " . فقلتُ : ما أقول ؟ .
قال صلى الله عليه وعلى آله وسلم " قل هو الله أحد والمعوذتين حين تمسي وتصبح ثلاث مرات تكفيك من كل شيء " .
رواه أبو داود ، والترمذي ، والنسائي . وقال الشيخ مصطفى العدوي : إسناده حسن .
· التعوذ عند سماع نباح الكلاب :
* عن جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنهما ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ : " إذا سمعتم نُبَاحَ الكلاب ، ونهيقَ الحمير من الليل ، فتعوذوا بالله ، فإنها ترى ما لا ترون " .رواه أحمد . وحسنه الشيخ مصطفى العدوي .
· حرز لحفظ البيت والطعام من الشيطان :
* عن جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنهما ـ أنه سمعَ النبيَّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول "
إذا دخل الرجلُ بيتَه ، فذكر الله عند دخوله وعند طعامه ، قال الشيطان :
لا مبيت لكم ولا عَشَاءَ ، وإذا دخل فلم يَذْكُرِ الله عند دخوله ، قال
الشيطان : أدركتم المبيتَ ، وإذا لم يَذْكُرِ الله عند طعامه ، قال :
أدركتم المبيتَ والعَشَاءَ " .صحيح مسلم .
· حرز يقوله من نزل منزلًا :
* عن خَوْلَةَ بنت حكيم السُّلَمِيَّةِ أنها سمعتْ رسولَ اللهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول :إذا نزل أحدُكُم منزلًا فليقل " أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق ، فإنه لا يضره شيءٌ حتى يرتحِلَ منه " . مسلم .قوله صلى الله عليه وسلم " لا يضره شيء " عام ، فيدخل فيه شرور الجن والإنس ، والهوام ، والسباع ، وغير ذلك
· حرز يقوله من سقط عن الدابة :
عن رجل (1) قال َ : كنت رديف النبي ـ صلى الله عليه وسلم :
فعثرت دابته فقلتُ : تعس الشيطان . فقال صلى الله عليه وسلم " لا تقل تعس (2) الشيطان
فإنك إذا قلتَ ذلك تعاظم ، حتى يكون مثل البيت ؛ ويقول : بقوتي ، ولكن قل
" بسم الله " ؛ فإنك إذا قلت ذلك تصاغر حتى يكون مثل الذباب " . أخرجه أحمد وأبو داود . وصححه الشيخ مصطفى العدوي في رسالته العواصم من الشيطان / ص : 90 .
( 2 ) تعس : أي هلك ، ومثل هذا الكلام يوهم أن للشيطان تدخلًا في مثل ذلك .
نقلًا عن عون المعبود . حاشية نفس الرسالة / ص : 89 .
· حرز يقال عند الجماع :
عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم" لو أن أحدَهم ، إذا أراد أن أهله قال : باسم الله ، اللهم جنبنا الشيطان ، وجنب الشيطانَ ما رزقتنا ، فإنه إن يُقَدَّرْ بينهما ولدٌ في ذلك ، لم يضره شيطانٌ أبدًا " .
البخاري ومسلم .
· الآيتان الأخيرتان من سورة البقرة حرز من الشيطان :
* عن النعمان بن بشير ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال :
" إن الله تبارك وتعالى كتب كتابًا قبل أن يخلق السموات والأرض بألفي عام ، وأنزل منه آيتين ختم بهما سورة البقرة ، ولا تقرآن في دار فيقربها شيطان ثلاث ليال " .
أخرجه الحاكم في المستدرك . وصححه الشيخ العدوي في العواصم من الشيطان / ص : 96 .
·حرز عند النوم :
* عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :
" كان إذا أخذ مضجعه نفث في يديه وقرأ بالمعوذات ومسح بها جسده " . البخاري .
* وعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال :وَكَّلَنِي رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بحِفْظِ زَكَاةِ رَمَضَانَ، فأتَانِي آتٍ فَجَعَلَ يَحْثُو مِنَ الطَّعَامِ، فأخَذْتُهُ وقُلتُ: واللَّهِ لَأَرْفَعَنَّكَ إلى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ......فَجَاءَ يَحْثُو مِنَ الطَّعَامِ، فأخَذْتُهُ، فَقُلتُ: لَأَرْفَعَنَّكَ إلى رَسولِ اللَّهِ، وهذا آخِرُ ثَلَاثِ مَرَّاتٍ أنَّكَ تَزْعُمُ لا تَعُودُ ثُمَّ تَعُودُ، قَالَ: دَعْنِي أُعَلِّمْكَ كَلِمَاتٍ يَنْفَعُكَ اللَّهُ بهَا، قُلتُ: ما هُوَ؟ قَالَ: إذَا أوَيْتَ إلى فِرَاشِكَ، فَاقْرَأْ آيَةَ الكُرْسِيِّ"اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ"البقرة: 255، حتَّى تَخْتِمَ الآيَةَ؛ فإنَّكَ لَنْ يَزَالَ عَلَيْكَ مِنَ اللَّهِ حَافِظٌ، ولَا يَقْرَبَنَّكَ شَيطَانٌ حتَّى تُصْبِحَ........ - فَقَالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أَمَا إنَّه قدْ صَدَقَكَ، وهو كَذُوبٌ، تَعْلَمُ مَن تُخَاطِبُ مُنْذُ ثَلَاثِ لَيَالٍ يا أبَا هُرَيْرَةَ؟ قَالَ: لَا، قَالَ: ذَاكَ شَيطانٌ." . البخاري والترمذي .
· الاستعاذة من تخبط الشيطان عند الموت :
* عن أبي اليسر ـ رضي الله عنه ـ قال : كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول "اللَّهمَّ
إنِّي أعوذُ بِكَ منَ التَّردِّي والْهَدمِ والغَرَقِ والحَريقِ ، وأعوذُ
بِكَ أن يتخبَّطَني الشَّيطانُ عندَ الموتِ ، وأعوذُ بِكَ أن أموتَ في
سبيلِكَ مُدبرًا ، وأعوذُ بِكَ أن أموتَ لديغًا"رواه النسائي وأبو داود . وصححه الشيخ مصطفى العدوي .
·الأذان يطرد الشيطان :
* عن جابر ـ رضي الله عنه ـ قال : سمعتُ النبيَّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول :
" إن الشيطانَ إذا سمعَ النداءَ بالصلاةِ ، ذهبَ حتى يكونَ مكان الروحاء (1) " .رواه مسلم .
( 1 ) الروحاء : مكان على بُعد ستة وثلاثين ميلًا من المدينة .
فائدة :
قال بعض أهل العلم : وإذا لم يكن الوقت وقت أذان ، وأذن الشخصُ ينصرف الشيطان كذلك .
ففي صحيح مسلم ، عن سهيل بن أبى صالح قال : أرسلني أبي إلى بني حارثة .قال : ومعي غلامٌ لنا -أو صاحبٌ لنا - فناداهُ منادٍ من حائطٍ باسمه .
قال : وأشرفَ الذي معي على الحائط فلم ير شيئًا .
فذكرتُ ذلك لأبي فقال : لو شَعَرْتُ أنك تلقى هذا لم أرسلك ، ولكن إذا سمعتَ صوتًا فناد
بالصلاة ، فإني سمعتُ أبا هريرة ـ رضي الله عنه ـ يُحَدِّثُ عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال " إن الشيطانَ ، إذا نودِيَ بالصلاةِ ولَّى وله حُصَاصٌ"رواه مسلم .
الحصاص : هو الضراط ، وقيل شدة العَدْو .· تعويذ الصبيان :
قالت امرأة عمران لما وضعت مريم ـ عليهما السلام ـ "وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ".سورة آل عمران / آية : 36.
* وعن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال :كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُعَوِّذُ الحَسَنَ والحُسَيْنَ، ويقولُ:
إنَّ أَبَاكُما كانَ يُعَوِّذُ بهَا إسْمَاعِيلَ وإسْحَاقَ: أَعُوذُ
بكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّةِ، مِن كُلِّ شيطَانٍ وهَامَّةٍ، ومِنْ كُلِّ
عَيْنٍ لَامَّةٍ"
رواه البخاري .
· كف الصبيان عند المساء :
* عن جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنهما ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم "إذا
كانَ جُنْحُ اللَّيْلِ -أوْ أمْسَيْتُمْ- فَكُفُّوا صِبْيانَكُمْ؛ فإنَّ
الشَّياطِينَ تَنْتَشِرُ حِينَئِذٍ، فإذا ذَهَبَ ساعَةٌ مِنَ اللَّيْلِ
فَحُلُّوهُمْ، فأغْلِقُوا الأبْوابَ، واذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ؛ فإنَّ
الشَّيْطانَ لا يَفْتَحُ بابًا مُغْلَقًا، وأَوْكُوا قِرَبَكُمْ
واذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ، وخَمِّرُوا آنِيَتَكُمْ واذْكُرُوا اسْمَ
اللَّهِ، ولو أنْ تَعْرُضُوا عليها شَيئًا، وأَطْفِئُوا مَصابِيحَكُمْ"رواه البخاري ومسلم .
هذا الحديث فيه جمل من أنواع الخبر والآداب الجامعة لمصالح الآخرة والدنيا ، فأمر صلى الله عليه وسلم بهذه الآداب التي هي سبب للسلامة من إيذاء الشيطان ، وجعل الله عز وجل هذه الأسباب للسلامة من إيذائه ، فلا يقدرعلى كشف إناء ولا حل سقاء ، ولا فتح
باب ، ولا إيذاء صبي وغيره ، إذا وجدت هذه الأسباب .
جُِنْحُ الليل : بضم الجيم وكسرها ، لغتان مشهورتان ، وهو ظلامه .
ويقال : أجنح الليل ، أي : أقبل ظلامه ، وأصل الجنوح الميل .
فكفوا صبيانكم : أي : امنعوهم من الخروج ذلك الوقت
وأوكوا : من الوكاء : والوكاء هو الخيط الذي تشد به الصرة أو الكيس أو غيرهما .
خمروا : غطوا .
وهذا الحديث من الأحاديث التي غفل عنها وعن العمل بها كثير من صالحي
المسلمين فضلًا عن عوامهم . ولو أمعنوا النظر فيه وأقبلوا على العمل به
لنجوا من أخطار كثيرة هم وذرياتهم وأموالهم ، ولعافاهم الله في أبدانهم
وأسماعهم وأبصارهم فلا يجعلوا للشيطان عليهم سبيلًا ولا على أولادهم .وفي بعض طرق الحديث " لا ترسلوا مواشيكم و صبيانكم إذا غابت الشمس " .
"لا تُرْسِلُوا فَواشِيَكم ، وصِبْيانَكم إذا غابَتِ الشمسُ ، حتى تَذْهَبَ فَحْمَةُ العِشاءِ ، فإنَّ الشياطينَ تُبْعَثُ إذا غابتِ الشمسُ ، حتى تَذْهَبَ فَحْمَةُ العِشاءِ"الراوي : جابر بن عبدالله - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح الجامع-الصفحة أو الرقم: 7278 - خلاصة حكم المحدث : صحيح.
فواشيكم: وهو من الفشو: يريد به المواشي أيضًا.
"لا تُرْسِلُوا فَواشِيَكم ، وصِبْيانَكم إذا غابَتِ الشمسُ ، حتى تَذْهَبَ فَحْمَةُ العِشاءِ ، فإنَّ الشياطينَ تُبْعَثُ إذا غابتِ الشمسُ ، حتى تَذْهَبَ فَحْمَةُ العِشاءِ"الراوي : جابر بن عبدالله - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح الجامع-الصفحة أو الرقم: 7278 - خلاصة حكم المحدث : صحيح.
فواشيكم: وهو من الفشو: يريد به المواشي أيضًا.
الرقية وطرد الشيطان
ببعض سور القرآن
ببعض سور القرآن
ابتداءً : فالقرآن كله شفاء .
قال تعالى "يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ" . سورة يونس / آية : 57 .
وقال تعالى " وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا ..." .
قال تعالى "يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ" . سورة يونس / آية : 57 .
وقال تعالى " وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا ..." .
سورة الإسراء / آية : 82 .
إلا أن هناك بعض السور أبلغ من بعض في هذا الباب فمن ذلك ما يلي :
* سورة البقرة :
* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال
" لا تجعلوا بيوتكم مقابر . إن الشيطان ينفرُ من البيت الذي تُقرأ فيه سورة البقرة " . رواه مسلم .
* وعن أبي أمامة الباهلي ـ رضى الله عنه ـ قال : سمعتُ رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول :
" اقرأوا القرآن ..... " إلي أن قال صلى الله عليه وسلم " اقرأوا سورة البقرة ، فإن أخذها بركةٌ ، وتركها حسرةٌ ، ولا يستطيعُهَا البطلة " . رواه مسلم .
البطلة : السحرة .
* آية الكرسي :
* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال "وَكَّلَني رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ بحفظِ زَكاةِ رمضانَ ، فأتاني آتٍ فجعلَ يَحثو منَ الطَّعامِ ، فأخذتُهُ وقلتُ : لأرفعنَّكَ إلى رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ،..... إلى أن قال ـ رضي الله عنهلأرفعنَّكَ إلى رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ وهذا آخِرُ ثلاثِ مرَّاتٍ أنَّكَ تزعمُ أنَّكَ لا تعودُ ثمَّ تعودُ ، فقالَ : دعني أعلِّمْكَ كلماتٍ ينفعُكَ اللَّهُ بِها ، قلتُ : ما هنَّ ؟ قالَ : إذا أويتَ إلى فراشِكَ فاقرأ آيةَ الكرسيِّ اللَّهُ لَا إِلَهَ إلَّا هُوَ الْحَيُّ القَيُّومُ حتَّى تختمَ الآيةَ ، فإنَّك لَن يزالَ عليكَ منَ اللَّهِ حافظٌ ، ولا يقربُكَ شيطانٌ حتَّى تُصْبِحَ ،......فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ : أما إنَّهُ صدَقكَ وهو كذوبٌ تعلَمُ من تخاطبُ ثلاثَ ليالٍ ، يا أبا هُرَيْرةَ ؟ قلتُ : لا ، قالَ : ذاكَ شَيطانٌ
. رواه البخاري . والترمذي .
* الآيتان الأخيرتان من سورة البقرة حرز من الشيطان :
* عن أبي مسعود الأنصاري قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم" من قرأ هاتين الآيتين من آخر سورة البقرة ، في ليلة كفتاه " .صحيح . البخاري ومسلم .
* وعن النعمان بن بشير ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال "إِنَّ اللهَ كتب كتابًا قبلَ أنْ يَخْلُقَ السمواتِ والأرضَ بِألفَيْ عَامٍ ، أنْزَلَ مِنْهُ آيَتَيْنِ ، خَتَمَ بِهما سورةَ البَقَرَةِ ، لا يقْرَآنِ في دَارٍ ثلاثَ لَيالٍ فَيَقْرَبُها شَيْطَانٌ " .رواه الحاكم في المستدرك . وصححه الشيخ مصطفى في رسالة العواصم من الشيطان / ص : 96 .
* المعوذات :
أما المعوذات فشأنها عظيم ، فلا ينبغي العدول عنها ، بل يلزم الإكثار منها
* عن عائشة ـ رضي الله عنها ـأن رسول الله كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذات ، وينفثُ ، فلما اشتد وجَعُهُ كنتُ أقرأُ عليه ، وأمسح عنه ، بيده رجاء بركتها " رواه البخاري ومسلم .
* سورة البقرة :
* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال
" لا تجعلوا بيوتكم مقابر . إن الشيطان ينفرُ من البيت الذي تُقرأ فيه سورة البقرة " . رواه مسلم .
* وعن أبي أمامة الباهلي ـ رضى الله عنه ـ قال : سمعتُ رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول :
" اقرأوا القرآن ..... " إلي أن قال صلى الله عليه وسلم " اقرأوا سورة البقرة ، فإن أخذها بركةٌ ، وتركها حسرةٌ ، ولا يستطيعُهَا البطلة " . رواه مسلم .
البطلة : السحرة .
* آية الكرسي :
* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال "وَكَّلَني رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ بحفظِ زَكاةِ رمضانَ ، فأتاني آتٍ فجعلَ يَحثو منَ الطَّعامِ ، فأخذتُهُ وقلتُ : لأرفعنَّكَ إلى رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ،..... إلى أن قال ـ رضي الله عنهلأرفعنَّكَ إلى رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ وهذا آخِرُ ثلاثِ مرَّاتٍ أنَّكَ تزعمُ أنَّكَ لا تعودُ ثمَّ تعودُ ، فقالَ : دعني أعلِّمْكَ كلماتٍ ينفعُكَ اللَّهُ بِها ، قلتُ : ما هنَّ ؟ قالَ : إذا أويتَ إلى فراشِكَ فاقرأ آيةَ الكرسيِّ اللَّهُ لَا إِلَهَ إلَّا هُوَ الْحَيُّ القَيُّومُ حتَّى تختمَ الآيةَ ، فإنَّك لَن يزالَ عليكَ منَ اللَّهِ حافظٌ ، ولا يقربُكَ شيطانٌ حتَّى تُصْبِحَ ،......فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ : أما إنَّهُ صدَقكَ وهو كذوبٌ تعلَمُ من تخاطبُ ثلاثَ ليالٍ ، يا أبا هُرَيْرةَ ؟ قلتُ : لا ، قالَ : ذاكَ شَيطانٌ
. رواه البخاري . والترمذي .
* الآيتان الأخيرتان من سورة البقرة حرز من الشيطان :
* عن أبي مسعود الأنصاري قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم" من قرأ هاتين الآيتين من آخر سورة البقرة ، في ليلة كفتاه " .صحيح . البخاري ومسلم .
* وعن النعمان بن بشير ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال "إِنَّ اللهَ كتب كتابًا قبلَ أنْ يَخْلُقَ السمواتِ والأرضَ بِألفَيْ عَامٍ ، أنْزَلَ مِنْهُ آيَتَيْنِ ، خَتَمَ بِهما سورةَ البَقَرَةِ ، لا يقْرَآنِ في دَارٍ ثلاثَ لَيالٍ فَيَقْرَبُها شَيْطَانٌ " .رواه الحاكم في المستدرك . وصححه الشيخ مصطفى في رسالة العواصم من الشيطان / ص : 96 .
* المعوذات :
أما المعوذات فشأنها عظيم ، فلا ينبغي العدول عنها ، بل يلزم الإكثار منها
* عن عائشة ـ رضي الله عنها ـأن رسول الله كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذات ، وينفثُ ، فلما اشتد وجَعُهُ كنتُ أقرأُ عليه ، وأمسح عنه ، بيده رجاء بركتها " رواه البخاري ومسلم .
* وعن عقبة بن عامر ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم"أَلَمْ تَرَ آيَاتٍ أُنْزِلَتِ اللَّيْلَةَ لَمْ يُرَ مِثْلُهُنَّ قَطُّ، "قُلْ أَعُوذُ برَبِّ الفَلَقِ"، "وَقُلْ أَعُوذُ برَبِّ النَّاسِ"صحيح مسلم.
* عن عبد الله بن خُبيب ـ رضي الله عنه ـ قال :خرجنا في ليلةِ مَطَرٍ وظُلْمَةٍ شديدةٍ نطلبُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِيُصليَ لنا ، فأدركناه ، فقال : أصليتم ؟ فلم أقلْ شيئًا ، فقال : قلْ . فلم أقلْ شيئًا ، ثم قال : قلْ. فلم أقلْ شيئًا ، ثم قال : قلْ : فقلتُ : يا رسولَ اللهِ، ما أقولُ ؟ قال : قل هو الله أحد والمُعَوِّذَتين حينَ تُمسي وحينَ تُصبحُ ثلاثَ مراتٍ تُكفيك مِن كلِّ شيءٍ."صحيح أبي داود .ثالثًا : الإيمان بالكتب
·تعريف :
الكتب جمع كتاب . والكتاب هو ما حوى كلامًا مفيدًا ، ذا أغراض متعددة .
والكتب التي يجب الإيمان بها : هي الصحف التي حوت كلام الله عز وجل ، الذي أوحاه إلى رسله عليهم السلام فكونت كتبًا ، أو بقيت صحفًا لم تجمع ، ولم يتكون منها كتاب خاص .
فالصحف : كصحف " إبراهيم " ، " وموسى " عليهما السلام .
والكتب : كالتوراة ، والزبور ، والإنجيل ، والقرآن العظيم .
حقيقة الإيمـان بالكتب :
إن معنى الإيمان بالكتب الإلهية الذي هو جزء من معتقد المؤمن :
التصديق الجازم بما أوحى الله تعالى من كلامه " إلى من اصطفى من رسله عليهم السلام " ، فجُمع ودُوِّنَ ، فكان " صحفًا مطهرة " و " كتبًا قيمة " فما عُرف منها آمن به المؤمن تفصيلًا ، وما لم يُعرف آمن به إجمالًا .
ما هي الكتب وما أسمائها ؟
من هذه الكتب ما سماه الله في القرآن الكريم ، ومنها ما لم يسم ، ولا مصدر لمعرفة الكتب سوى القرآن الكريم ، والذي أخبرنا به عز وجل منها :
1ـ التوراة :
التي نزلت على " موسى " ـ عليه السلام ـ . حيث قال تعالى "إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِن كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ". سورةالمائدة / آية : 44 .
2 ـ الإنجيل :
الذي نزل على " عيسى " ـ عليه السلام ـ . حيث قال تعالى "وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِم بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الْإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ" .سورة المائدة / آية : 46 .
3ـ الزبور :
الذي أنزل على " داود " ـ عليه السلام ـ . حيث قال تعالى " وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا " .سورة الإسراء / آية : 55 .
4 ـ الصحف :
التي أنزلها الله على " إبراهيم " و " موسى " . حيث قال تعالى"أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى* وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى" .سورة النجم / آية : 36 ، 37 .
وقال تعالى "إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى * صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى" . سورة الأعلى / آية : 18 ، 19 .
فقال تعالى "كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ.."سورة البقرة / آية : 213 .
ـ فيجب
علينا أن نؤمن بهذه الكتب التي لم تسم إجمالًا ، ولا يجوز لنا أن ننسب
كتابًا إلى الله تعالى سوى ما نسبه إلى نفسه مما أخبرنا عنه في القرآن
الكريم .
ـ كما يجب أن نؤمن بأن هذه الكتب نزلت بالحق والنور والهدى ، وتوحيد الله سبحانه في ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته ، وأن ما نسب إليها مما يخالف ذلك ، إنما هو تحريف البشر وصنعهم .قال تعالى "إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ " .سورة المائدة / آية : 44 .
وقال تعالى عن الإنجيل "وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِم بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الْإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ " .سورة المائدة / آية : 46 .
ـ ويجب علينا أن نؤمن بأن القرآن العظيم هو آخر كتاب نزل من عند الله تعالى ، وأن الله عز وجل قد خصه بمزايا تميز بها عن جميع ما تقدمه من الكتب المنزلة من أهمها :
1ـ أنه تضمن خلاصة التعاليم الإلهية ، وجاء مؤيدًا ومصدقًا لما جاء في الكتب السابقة من توحيد الله وعبادته ووجوب طاعته . وجمع كل ما كان متفرقًا في تلك الكتب من الحسنات والفضائل . وجاء مهيمنًا ورقيبًا ، يقر ما فيها من حق ، ويبين ما دخل عليها من تحريف وتغيير .
قال تعالى "وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ"سورة المائدة / آية : 48 .
وإنه
جاء بشريعة عامة للبشر فيها كل ما يلزمهم لسعادتهم في الدارين ، نسخ بها
جميع الشرائع العملية الخاصة بالأقوام السابقة ، وأثبت فيها الأحكام
النهائية الخالدة لكل زمان ومكان .2ـ إن القرآن هو الكتاب الرباني الوحيد الذي تعهد الله حفظه .قال تعالى "إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ " .سورة الحجر / آية : 9 .
3 ـ القرآن أنزله الله على رسوله محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ للناس كافة ، وليس خاصًا بقوم معينين كما كانت تنزل الكتب السابقة .فكان حفظه من التحريف وصيانتة من عبث الناس ، ليبقى ما فيه حجة الله على الناس قائمة حتى يرث الله الأرض ومن عليها .
وأما الكتب الأخرى فقد وجه الكلام في كل واحد منها إلى أمة خاصة دون سائر الأمم ،وهي وإن اتفقت في أصل الدين ، إلا أن ما نزل فيها من الشرائع والأحكام كان خاصًا بأزمنة معينة وأقوام معينين . قال تعالى "..لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا" .سورة المائدة / آية : 48 .
لذلك لم يتعهد الله سبحانه بحفظ أي منها على مدى الأزمان كما هو الحال بالنسبة للقرآن .بل أخبر عز وجل في آخر كتبه - القرآن - عن التحريف الذي وقع على تلك الكتب .
* فعن التحريف والتغيير الذي أدخله اليهود على التوراة ، قال تعالى "أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ" .سورة البقرة / آية : 75 .
وقال أيضًا" "مِّنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ"
سورة النساء / آية : 46 .
* وأما عن التحريف الذي أدخله النصارى على الإنجيل ، قال تعالى " وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللَّهُ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ *يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ". سورة المائدة / آية : 14 ، 15 .
* والحق الذي لا يماري فيه منصف أنه لا يوجد اليوم على ظهر الأرض كتاب تصلح نسبته إلى الخالق تبارك وتعالى سوى " القرآن الكريم " .
ـ فالكتب التي نزلت قبل القرآن ، قد ضاعت نسخها الأصلية ، ولم يبق في أيدي الناس إلا تراجمها .
أما القرآن فإنه لا يزال محفوظًا بسوره وآياته وكلماته وحركاته ، كما تلاه جبريل ـ عليه السلام ـ على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وكما تلاه رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ على صحابته ـ رضوان الله عليهم ـ .
ـ والكتب قد اختلط فيها كلام الله بكلام الناس من تفسير وتاريخ وسير الأنبياء وتلاميذهم ، واستنباطات الفقهاء ، فلا يعرف فيها كلام الله من كلام البشر .
أما " القرآن " فهو جميعه كلام الله تعالى ، ولم يختلط به غيره من حديث الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ أو أقوال الصحابة ـ رضوان الله عليهم ـ ، أو غيرهم .
ـ والكتب ليس منها كتاب تصح نسبته إلى الرسول الذي ينسب إليه ، فليس لأي منها سند تاريخي موثوق .
فالأسفار الموجودة ضمن ما يسمى بالعهد القديم ، ويطلق عليه التوراة ، إنما دُونت بعد موسى ـ عليه السلام ـ بقرون عديدة .
وأما القرآن العظيم فهو الكتاب الوحيد الذي ثبتت نسبته بصورة قطعية إلى الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ .
ومن الأدلة على وقوع التحريف في تلك الكتب تعدد نسخها واختلافها فيما نقلته من الأقوال والآراء .
وورد في العقائد الإسلامية / سيد سابق / ص : 16 :
ويكفي لصحة التدليل على التحريف في الأناجيل المتداولة بأيدي النصارى الآن أنها أربعة اختيرت من نحو سبعين إنجيلًا.
ومن القرائن القاطعة على وقوع التحريف في هذه الكتب ما تضمنته من العقائد الفاسدة والتصورات الباطلة عن الخالق سبحانه ، وعن رسله الكرام عليهم السلام .
* فنجد فيها تشبيه الخالق بالإنسان ، وأنه ينجب .
قال تعالى "وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ" .
سورة التوبة / آية : 30 .
* ونجد فيهم القدح بالأنبياء .فقد ادعوا في كتبهم أن " إبراهيم " ـ عليه السلام
ـ كذاب ، وأن " لوطًا " زنا بابنته ، وأن " هارون " دعا الإسرائيليين إلى
عبادة العجل ، وأن " داود " زنا ، وأن " سليمان " عبد الأصنام إرضاءً
لزوجته .
فهل ثم دليل على التحريف أقوى من هذا ؟ ! .
فهل ثم دليل على التحريف أقوى من هذا ؟ ! .
رابعًا : الإيمان بالرسل
ومعناه : الإيمان بمن سمى الله تعالى في كتابه من رسله وأنبيائه ، والإيمان بأن الله عز وجل أرسل رسلًا سواهم ، وأنبياء لا يعلم عددهم وأسماءهم إلا الله تعالى الذي أرسلهم .قال جل وعلا "وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِّن قَبْلِكَ مِنْهُم مَّن قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُم مَّن لَّمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ.." .سورة غافر / آية : 78 .
وقال تعالى"وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ" .سورة فاطر / آية : 24 .
كتاب : الإيمان / ص : 46 .
النبي : ذَكَر من بني آدم أوحى الله تعالى إليه بأمر .فإن أُمر بتبليغه إلى الناس فهو نبي ورسول.وإن لم يؤمر بتبليغه فهو نبي غير رسول . وعليه فكل رسول نبي ، وليس كل نبي رسولًا .
*ومثال النبي فقط : يوشع بن نون صاحب موسى وفتاه ـ عليهما السلام ـ ، فقد نبأه الله تعالى ، وخلف موسى وهارون في بني إسرائيل ، وهو الذي غزا بيت المقدس وفتحها الله عليه .
* ومثال النبي الرسول : محمد بن عبد الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ .عقيدة المؤمن / ص : 209 .
*الأنبياء والرسل المذكورون في القرآن :
المذكورون في القرآن الكريم من الأنبياء والرسل خمسة وعشرون ، وهم : آدم ، ونوح ، وإدريس ، وصالح ، وإبراهيم ، وهود ، ولوط ، ويونس ، وإسماعيل ، وإسحاق ، ويعقوب ، ويوسف ، وأيوب ، وشعيب ، وموسى ، وهارون ، واليسع ، وذا الكفل ، وداود ، وزكريا ، وسليمان ، وإلياس ، ويحيى ، وعيسى ، ومحمد صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين .
وقد ورد ذكر ثمانية عشر منهم في قوله تعالى "وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ *وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِن قَبْلُ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ*وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِّنَ الصَّالِحِينَ*وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ " .سورة الأنعام / آية : 83 ـ 86 .
وورد ذكر الآخرين في مواضع من القرآن .
قال تعالى " وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا ..." .سورة هود / آية : 50 ، سورة الأعراف / آية : 65 .
وقال تعالى " وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا ..." .سورة هود / آية : 61 ، سورة الأعراف / آية : 73 .
وقال تعالى"وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا ... " .سورة الأعراف / آية : 85 ، سورة هود / آية : 84 .
وقال تعالى " إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا ... " .سورة آل عمران / آية : 33 .
وقال تعالى " وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِّنَ الصَّابِرِينَ " .سورة الأنبياء / آية : 85 . وقال تعالى "مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ... " .سورة الفتح / آية : 29 .
فهؤلاء الرسل والأنبياء يجب الإيمان برسالتهم ونبوتهم تفصيلًا ، بمعنى أن الإنسان لو عرض عليه واحد منهم لم ينكر نبوته ، ولا رسالته إن كان رسـولًا ، فمن أنكر نبوة واحد منهم ، أو أنكر رسالة من بُعث منهم برسالة كَفَرَ .
وأما الأنبياء والرسل الذين لم يقصصهم القرآن علينا ، فقد أمرنا أن نؤمن بهم إجمالًا .
وليس لنا أن نقول برسالة أحد من البشر أو نبوته ما دام القرآن لم يذكره في عداد الأنبياء والرسل ، ولم يخبرنا به رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ .الإيمان / ص : 47 .
* أولو العزم من الرسل :
أولو العزم من الرسل ، كما ذكر كثير من العلماء ، خمسة هم :
محمد صلى الله عليه وسلم ، وإبراهيم ، وموسى ، ونوح ، وعيسى عليهم الصلاة والسلام .
معنى أولو العزم : أصل العزم في الأمر : الجد والاجتهاد فيه .
قال تعالى "فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ ..."
سورة الأحقاف / آية : 35 .
وجاء في القرآن بيان عددهم وأسمائهم معًا قال تعالى "وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنكَ وَمِن نُّوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ.." .سورة الأحزاب / آية : 7 . * يجب علينا أن نؤمن بأن الله بعث رسله إلى الخلق لتبشيرهم وإنذارهم .تبشيرهم برضوان الله وثوابه وجنته ، إنْ آمنوا به سبحانه وبرسله وأطاعوه .
وإنذارهم من غضب الله إن كفروا وعصوا .قال عز وجل "وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا يَمَسُّهُمُ الْعَذَابُ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ" سورة الأنعام / آية : 48 ، 49 .
* ويجب علينا أن نؤمن بأن جميع هؤلاء الرسل بعثهم الله لتحقيق غرض أساسي وهو " عبادة الله " عز وجل ، وتوحيده .
قال تعالى"وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ" .سورة الأنبياء / آية : 25 .
* كما يجب أن نؤمن بأن رسل الله جميعًا كانوا رجالًا من البشر . قال تعالى "وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُّوحِي إِلَيْهِمْ..." .سورة الأنبياء / آية : 7 .
* ويجب أن نؤمن أن الله سبحانه لم يخصهم بطبائع أخرى غير الطبائع البشرية ، وإنما اختارهم الله سبحانه من الرجال الذين يأكلون ويشربون ، ويمشون في الأسواق ، وينامون ، ويجلسون ويضحكون ، ولهم أزواج وذرية ، ويتعرضون للأذى ، وتمتد إليهم أيدي الظلمة ، وينالهم الاضطهاد ، وأنهم يموتون ، وقد يقتلون بغير حق ، وأنهم يتألمون ويصيبهم المرض وسائر الأعراض البشرية التي لا تؤدي إلى نقص في مراتبهم العلية بين الخلق .
وقد دل على ذلك كثير من النصوص منها :
قوله تعالى "وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ ". سورة آل عمران / آية :144
وقوله تعالى "وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ...." . سورة الفرقان / آية : 20 .
وقوله تعالى "وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِّن قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً..".سورة الرعد / آية : 38 .
وكان صلى الله عليه وسلم يمرض ويتألم ، وكان يصيبه الحر والبرد والجوع والعطش والغضب والتعب ..... .
* يجب أن نؤمن بأن الله أيدهم بالمعجزات الباهرات ، والآيات الظاهرات ، الدالة على صدقهم فيما جاءوا به من عند ربهم تبارك وتعالى .
والمعجزات هي : ما يجريه الله على أيدي رسله وأنبيائه من خوارق العادات التي يتحدُّون بها العباد .
فنؤمن بكل ما ذكر في القرآن الكريم منها ، وبما وردت فيه الأحاديث الصحيحة عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ .
يجب أن نؤمن بأن الله فضَّل بعض الرسل على بعض .
لقوله تعالى "تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ" . سورة البقرة / آية : 253
نؤمن بأن أفضلهم وأفضل البشر على الإطلاق نبينا محمد بن عبد الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ .
* فعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم قال " أنا سَيِّدُ ولَدِ آدَمَ يَومَ القِيامَةِ، وأَوَّلُ مَن يَنْشَقُّ عنْه القَبْرُ، وأَوَّلُ شافِعٍ وأَوَّلُ مُشَفَّعٍ. " . رواه مسلم / ج : 4 . ذكره الشيخ مقبل رحمه الله في كتابه : الشفاعة / ص : 34 .ويجب أن نؤمن أن رسولنا ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ هو خاتم الأنبياء .
لقوله تعالى "مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ.." .سورة الأحزاب / آية : 40 .
وقال صلى الله عليه وعلى آله وسلم "مَثَلِي ومَثَلُ الأنْبِياءِ مِن قَبْلِي كَمَثَلِ رَجُلٍ ابْتَنَى بُيُوتًا فأحْسَنَها وأَجْمَلَها وأَكْمَلَها، إلَّا مَوْضِعَ لَبِنَةٍ مِن زاوِيَةٍ مِن زَواياها، فَجَعَلَ النَّاسُ يَطُوفُونَ ويُعْجِبُهُمُ البُنْيانُ فيَقولونَ: ألّا وضَعْتَ هاهُنا لَبِنَةً فَيَتِمَّ بُنْيانُكَ فقالَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: فَكُنْتُ أنا اللَّبِنَةَ." . متفق عليه . واللفظ لمسلم .
ويجب أن نؤمن بتجريد متابعة الرسول ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ .
قال تعالى "قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ..".سورة آل عمران / آية : 31 .
وقال تعالى "فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا"سورة النساء / آية : 65 .
يجب أن نؤمن بأنه صلوات الله وسلامه عليه مبعوث للناس جميعًا .
قال تعالى "وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ"سورة سبأ / آية : 28.
تم بحمد الله الجزء الأول
الجزء الثاني
خامسًـا : الإيمــان " باليــوم الآخــر "
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق