السبت، 14 مارس 2020

ما حكم الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج , وهل هي ليلة السابع والعشرين من رجب ؟

ما حكم الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج , وهل هي ليلة السابع والعشرين من رجب ؟

قال تعالى " سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى ...".سورة الإسراء / آية : 1 . .
الحمد لله
" لا ريب أن الإسراء والمعراج من آيات الله العظيمة الدالة على صدق رسوله محمد صلى الله عليه وسلم ، وعلى عظم منزلته عند الله عز وجل ، كما أنها من الدلائل على قدرة الله الباهرة ، وعلى علوه سبحانه وتعالى على جميع خلقه ، قال الله سبحانه وتعالى " سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ " الإسراء/1 .
وتواتر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه عرج به إلى السماوات ، وفُتحت له أبوابُها حتى جاوز السماء السابعة ، فكلمَهُ ربُّهُ سبحانه بما أراد ، وفرض عليه الصلوات الخمس ، وكان الله سبحانه فرضها أولًا خمسين صلاة ، فلم يزل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم يراجعه ويسأله التخفيف ، حتى جعلها خمسًا ، فهي خمس في الفرض ، وخمسون في الأجر , لأن الحسنة بعشر أمثالها ، فلله الحمد والشكر على جميع نعمه .
وهذه الليلة التي حصل فيها الإسراء والمعراج ، لم يأت في الأحاديث الصحيحة تعيينها لا في رجب ولا غيره ، وكل ما ورد في تعيينها فهو غير ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم عند أهل العلم بالحديث ، ولله الحكمة البالغة في إنساء الناس لها ، ولو ثبت تعيينُها لم يجز للمسلمين أن يخصوها بشيء من العبادات ، ولم يجز لهم أن يحتفلوا بها , لأن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم لم يحتفلوا بها ، ولم يخصوها بشيء , ولو كان الاحتفال بها أمرًا مشروعًا لبيَّنَهُ الرسولُ صلى الله عليه وسلم للأمةِ ، إما بالقول وإما بالفعل , ولو وقع شيء من ذلك لعُرِفَ واشتُهِرَ ، ولنقله الصحابة رضي الله عنهم إلينا ، فقد نقلوا عن نبيهم صلى الله عليه وسلم كل شيء تحتاجه الأمة ، ولم يفرطوا في شيء من الدين ، بل هم السابقون إلى كل خير ، فلو كان الاحتفال بهذه الليلة مشروعًا لكانوا أسبق الناس إليه ، والنبي صلى الله عليه وسلم هو أنصح الناس للناس ، وقد بلغ الرسالة غاية البلاغ ، وأدى الأمانة فلو كان تعظيم هذه الليلة والاحتفال بها من دين الله لم يغفله النبي صلى الله عليه وسلم ولم يكتمه ، فلما لم يقع شيء من ذلك ، عُلِمَ أن الاحتفال بها ، وتعظيمها ليسا من الإسلام في شيء وقد أكمل الله لهذه الأمة دينها ، وأتم عليها النعمة ، وأنكر على من شرع في الدين ما لم يأذن به الله , قال سبحانه وتعالى في كتابه المبين من سورة المائدة "الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا " وقال عز وجل في سورة الشورى "أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ "

وأرجو أن يكون فيما ذكرناه من الأدلة كفاية ومقنع لطالب الحق في إنكار هذه البدعة : أعني بدعة الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج ، والتحذير منها ، وأنها ليست من دين الإسلام في شيء.
-هنا-

س:ولكن هل كان الإسراء والمعراج في ليلة
السابع والعشرين من شهر رجب ؟

قالوا : كان في شهر ربيع الأول .
وقالوا : في شهر ربيع الآخر .
وقالوا : كان في رجب .
وقيل : في رمضان . وقيل : في شوال .
وقيل كان في ليلة السابع والعشرين من رجب ...
الأقوال كثيرة جدًا ، والحقيقة مجهولة،لأنه لم يستند أحدٌ قط من أصحاب هذه الأقوال إلى حديث صحيح فوجب :
الإمساك عن التعيين ، والسكوت عما سكت عنه سلفنا الصالح ، والقرآن والسنة الصحيحة فيهما الكفاية.
*وحتى لو ثيت تاريخ لهذا الحديث العظيم ،لم يثبت احتفال أوإحياء السلف لذكرى هذا اليوم .
*الضعيف في الإسراء والمعراج :
ـ حكاية ذهابه صلى الله عليه وعلى آله وسلم ورجوعه ليلة الإسراء ولم يبرد فراشه . لم يثبت ذلك ، ولم يرد في مدة غيبته صلى الله عليه وعلى آله وسلم شيء .
ـ وحديث : رأى رجلًا ليلة الإسراء معلقًا في سرادق العرش فقال : أنبي هذا أم مَلَك ؟ فقيل : لا .هذا كان في الدنيا قلبه معلق في المساجد . ولسانه رطب من ذكر الله ؛ ولم يستسب لوالديه قط . خبره واهٍ جدًا .
ـ وحديث " لما عرج بي إلى السماء رأيتعلى ساق العرش مكتوبًا :لا إله إلا الله محمد رسول الله ، أبو بكر الصديق ، عمر الفاروق ، عثمان ذو النورين " .
فيه كذاب أو مجهول .
ـ وحديث " رؤيته صلى الله عليه وعلى آله وسلم لِعَليّ ليلة الإسراء في السماء في صورة سبع فتح له فاه وفيه خاتمه فلما نزل وجد خاتمه مع علي " . باطل مكذوب .
هنا-

هناك تعليقان (2):