The importance of supererogatory (Nafl) prayers in the life of a Muslim
إنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ، وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّـه مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ.وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ. وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ.
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ " آل عمران / آية : 102 "
"يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا". النساء / آية : 1 .
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا" الأحزاب / آية : 70 ، 71.
A Series for Defending the Sunnah
The importance of supererogatory (Nafl) prayers in the life of a Muslim
Praise be to Allah, and we seek His help and forgiveness, and we seek refuge in Allah from the evils of ourselves and from the evils of our deeds, Whoever Allah guides, none will mislead him, and whoever misleads, none will guide him. I bear witness that there is no god but Allah alone no partner for him. And I bear witness that Mohammad is His servant and Messenger, may Allah bless him and his family and grant them peace.
O you who have believed, fear Allāh as He should be feared and do not die except as Muslims
فَإِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ، وَشَرَّ الْأُمُورِمُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ. ثم أَمَّا بَعْدُ:
إن الله تعالى خلق الكون من أجل توحيده وتسبيحه . قال تعالى " وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَٰكِن لَّا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ " . سورة الإسراء / آية : 44 .
وخص الله الثقلين بالتكليف فخلق الله الإنسان وبَيَّن الغاية من خلقه . قال تعالى "وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ" سورة الذاريات / آية : 56 .
فمعرفة الله بأسمائه وصفاته ، وإقرار الربوبية له ، والتوجه إليه بخالص العبادة ، وتعلق القلب به ، هو حق الله على العباد.
وأهم عناصر الإيمان محبة الله ، فإذا تحققت المحبة الصادقة لله ورسوله نتجت عنها طاعة الله وطاعة رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ
قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم "ثَلَاثٌ مَن كُنَّ فيه وجَدَ حَلَاوَةَ الإيمَانِ: أنْ يَكونَ اللَّهُ ورَسولُهُ أحَبَّ إلَيْهِ ممَّا سِوَاهُمَا، وأَنْ يُحِبَّ المَرْءَ لا يُحِبُّهُ إلَّا لِلَّهِ، وأَنْ يَكْرَهَ أنْ يَعُودَ في الكُفْرِ كما يَكْرَهُ أنْ يُقْذَفَ في النَّارِ." رواه البخاري .
وللإيمان حلاوة يتلذذ بها القلب ويتمثل ذلك في نعيمه وسروره بحب الله وطاعته .
والأسباب الجالبة لحب الله تعالى كثيرة منها : إيثار محاب اللهِ على محاب الإنسان ودوام الذكر وقراءة القرآن والتقرب إلى الله تعالى بالنوافل بعد الفرائض ، وحب الصالحين ومجالستهم ، وإحصاء أسماء الله وصفاته والاستغفار والتوبة ، وهجر المعاصي واجتناب الموبقات ، وشكر الله على نعمه والصبر على البلاء .
فلنبادر بالأعمال الصالحة سواء أكانت فرضًا أو نفلًا
Then afterwards
Allah Almighty created the universe in order to unify and glorify Him.
قال تعالى " وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَٰكِن لَّا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ " . سورة الإسراء / آية : 44 .
"And there is not a thing that does not glorify Him, but you do not understand their glorification."
Allah assigned Mankind and Jinn to worship him.
"I did not create the jinn and mankind except that they should worship"
Knowing Allah with His Names and Attributes, approving His Lordship, turning to Him with sincere worship, and attaching the heart to Him, is Allah’s right over His servants.
The most important element of faith is the love of Allah. If true love for Allah and His Messenger is realized, obedience to Allah and His Messenger - may God bless him and grant him peace - results from it.
The one to whom Allah and His Prophet become dearer than anything else
Who loves a person and he loves him only for Allah's sake
Who hates to revert to disbelief (Atheism) after Allah has brought (saved) him out from it, as he hates to be thrown in fire
"Al Bukhari.
Faith has a sweetness that delights the heart, and this is represented in its bliss and pleasure, by the love and obedience of Allah.
The reasons that lead to the love of Allah Almighty are many, including: giving preference to what Allah loves over what people love, perpetual remembrance, reading the Quraan, and coming close to Allah Almighty through supererogatory deeds after the obligatory prayers. Loving the righteous and sitting with them, enumerating the names and attributes of Allah, seeking forgiveness and repentance, abandoning sins and avoiding sins, thanking Allah for His blessings and being patient with trials.
Let us initiate good deeds, whether they are obligatory or supererogatory.
والأعمال الصالحة تنقسم إلى : فرض ، ونفل .الفرض ينقسم إلى : فعل واجب ، وترك محرم .
فعل الواجب : يؤجر فاعله ويأثم ويعاقب تاركه .
ترك المحرم : يؤجر تاركه ويأثم ويعاقب فاعله .
أما النفل : فَيُطلَق عليه المستحب والمندوب والتطوع . ويُطلِق عليه الفقهاء المُحْدَثون لفظة " سنة " .
وهو الذي يؤجر فاعله ولا يأثم ولا يعاقب تاركهُ تكاسلًا وليس إنكارًا ، ولكنه قد يلحقه مضار جزاءً وليس عقابًا على تركه .مثل ترك التحصين بالأذكار فقد يلحقه الضرر لأنه لم يحصن نفسه .
فعلينا أن نحسب مدى الخسارة التي سنخسرها بتفريطنا فيها . سواء كانت هذه الخسارة بفقدان منافع أو الإصابة بأضرار جزاءً وليس عقابًا .
فلنتحر الدقة في اتباع السنة ، ولنتأس بالسلف الصالح في ذلك :
Righteous deeds are divided into: obligatory, and supererogatory (Nafl). The obligatory is divided into: an obligatory act, and leaving a prohibited act
" أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، قالَ يَومَ خَيْبَرَ: لأُعْطِيَنَّ هذِه الرَّايَةَ رَجُلًا يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسولَهُ، يَفْتَحُ اللَّهُ علَى يَدَيْهِ قالَ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ: ما أَحْبَبْتُ الإمَارَةَ إلَّا يَومَئذٍ، قالَ فَتَسَاوَرْتُ لَهَا رَجَاءَ أَنْ أُدْعَى لَهَا، قالَ فَدَعَا رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ عَلِيَّ بنَ أَبِي طَالِبٍ، فأعْطَاهُ إيَّاهَا، وَقالَ: امْشِ، وَلَا تَلْتَفِتْ، حتَّى يَفْتَحَ اللَّهُ عَلَيْكَ قالَ فَسَارَ عَلِيٌّ شيئًا ثُمَّ وَقَفَ وَلَمْ يَلْتَفِتْ، فَصَرَخَ: يا رَسولَ اللهِ، علَى مَاذَا أُقَاتِلُ النَّاسَ؟ قالَ: قَاتِلْهُمْ حتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَأنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللهِ، فَإِذَا فَعَلُوا ذلكَ فقَدْ مَنَعُوا مِنْكَ دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ، إلَّا بحَقِّهَا وَحِسَابُهُمْ علَى اللَّهِ. " .
رواه مسلم .
فَتَسَاوَرْتُ : أي : وَثَبْتُ مُتطلعًا .
فَصَرَخَ: أي رفع صوتَه ـ وذلك حتى لا يلتفت امتثالًا لأمر الرسول .
* عن البراء بن عازب ـ رضي الله عنه ـ قال : قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم " إذا أتَيْتَ مَضْجَعَكَ، فَتَوَضَّأْ وضُوءَكَ لِلصَّلاةِ، ثُمَّ اضْطَجِعْ علَى شِقِّكَ الأيْمَنِ، وقُلْ: اللَّهُمَّ أسْلَمْتُ نَفْسِي إلَيْكَ، وفَوَّضْتُ أمْرِي إلَيْكَ، وأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إلَيْكَ، رَهْبَةً ورَغْبَةً إلَيْكَ، لا مَلْجَأَ ولا مَنْجا مِنْكَ إلَّا إلَيْكَ، آمَنْتُ بكِتابِكَ الذي أنْزَلْتَ، وبِنَبِيِّكَ الذي أرْسَلْتَ، فإنْ مُتَّ مُتَّ علَى الفِطْرَةِ فاجْعَلْهُنَّ آخِرَ ما تَقُولُ فَقُلتُ أسْتَذْكِرُهُنَّ: وبِرَسولِكَ الذي أرْسَلْتَ. قالَ: لا، وبِنَبِيِّكَ الذي أرْسَلْتَ. " . صحيح البخاري.
* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال :كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَسْكُتُ بيْنَ التَّكْبِيرِ وبيْنَ القِرَاءَةِ إسْكَاتَةً - قالَ أَحْسِبُهُ قالَ: هُنَيَّةً - فَقُلتُ: بأَبِييا رَسولَ اللَّهِ، إسْكَاتُكَ بيْنَ التَّكْبِيرِ والقِرَاءَةِ ما تَقُولُ؟ قالَ: أَقُولُ: اللَّهُمَّ بَاعِدْ بَيْنِي وبيْنَ خَطَايَايَ، كما بَاعَدْتَ بيْنَ المَشْرِقِ والمَغْرِبِ، اللَّهُمَّ نَقِّنِي مِنَ الخَطَايَا كما يُنَقَّى الثَّوْبُ الأبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ، اللَّهُمَّ اغْسِلْ خَطَايَايَ بالمَاءِ والثَّلْجِ والبَرَدِ." . صحيح البخاري.
Let us follow the Companions and their interest in the Sunnah
Abu Huraira said that the prophet used to observe a period of silence between the takbir and the recitation of the Qur an, so he addressed him thus, “O prophet, for whom I would give my father and mother as ransom, what do you say during your period of silence between the takbir and the recitation?” He replied that he said, “O God, remove my sins far from me as Thou hast removed the East far from the West. O God, purify me from sins as a white garment is purified from filth. O God, wash away my sins with water, snow and hail Al Bukhari
* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه أنَّ فُقَرَاءَ المُهَاجِرِينَ أَتَوْا رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَقالوا: ذَهَبَ أَهْلُ الدُّثُورِ بالدَّرَجَاتِ العُلَى، وَالنَّعِيمِ المُقِيمِ، فَقالَ: وَما ذَاكَ؟ قالوا: يُصَلُّونَ كما نُصَلِّي، وَيَصُومُونَ كما نَصُومُ، وَيَتَصَدَّقُونَ وَلَا نَتَصَدَّقُ، وَيُعْتِقُونَ وَلَا نُعْتِقُ، فَقالَ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: أَفلا أُعَلِّمُكُمْ شيئًا تُدْرِكُونَ به مَن سَبَقَكُمْ وَتَسْبِقُونَ به مَن بَعْدَكُمْ؟ وَلَا يَكونُ أَحَدٌ أَفْضَلَ مِنكُم إلَّا مَن صَنَعَ مِثْلَ ما صَنَعْتُمْ قالوا: بَلَى، يا رَسولُ اللهِ قالَ: تُسَبِّحُونَ، وَتُكَبِّرُونَ، وَتَحْمَدُونَ، دُبُرَ كُلِّ صَلَاةٍ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ مَرَّةً."صحيح مسلم.
وإذا كان الحب أصل كل عمل من حق وباطل ؛ فأصل الأعمال الدينية حب الله ورسوله ، كما أن أصل الأقوال الدينية تصديق الله ورسوله .
وينقسم الحب إلى مقامات ثلاث متتالية كالآتي :
1 ـ حُب الله ويسمى حب عبادة .
2 ـ حُب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ويسمى حب اتباع .
3 ـ حُب المؤمنين ويسمى حب أخوة أو حب موالاة .
وهذه المراتب متتالية ، فالتتابع فيها مهم ، فحب الله قبل حب الرسول وقبل حب المؤمنين ، بل إن لم يتوفر في قلب العبد أولًا حب الله ، فلا يمكن أن يحب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ولا أن يحب المؤمنين ، وكذلك لا يمكن أن يكون هناك أحد مُحبًا للمؤمنين وهو كاره لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ غير محب له .
حُب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم : قال تعالى :
" قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُم ... " . سورة آل عمران / آية : 31 .
فبينت الآية أن المحبة لها دليل وثمرة فإذا تحقق الدليل تحققت الثمرة ، والدليل هو اتباع الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ في الفرض والنفل - والثمرة حب الله ومغفرته ، ثم حذر سبحانه المخالفين لاتباع الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ
قال تعالى " .... فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ " النور:63.
" قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُم ... " . سورة آل عمران / آية : 31 .
قال تعالى " .... فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ " النور:63
"So let those beware who dissent from his order, lest fitna strike them or a painful punishment".
قال ـ صلى الله عليه وسلم"لا يُؤْمِنُ أحَدُكُمْ حتَّى أكُونَ أحَبَّ إلَيْهِ مِن ولَدِهِ ووالِدِهِ والنَّاسِ أجْمَعِينَ."صحيح مسلم.
نماذج من الجمادات ومن البشر مُحبة للرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقد تكون بعض الجمادات والنباتات أفضل من بعض البشر :
* عن جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنه ـ قال: أنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ يَقُومُ يَومَ الجُمُعَةِ إلى شَجَرَةٍ -أَوْ نَخْلَةٍ- فَقالتِ امْرَأَةٌ مِنَ الأنْصَارِ -أَوْ رَجُلٌ-: يا رَسولَ اللَّهِ، أَلَا نَجْعَلُ لكَ مِنْبَرًا؟ قالَ: إنْ شِئْتُمْ، فَجَعَلُوا له مِنْبَرًا، فَلَمَّا كانَ يَومَ الجُمُعَةِ دُفِعَ إلى المِنْبَرِ، فَصَاحَتِ النَّخْلَةُ صِيَاحَ الصَّبِيِّ، ثُمَّ نَزَلَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَضَمَّهُ إلَيْهِ، تَئِنُّ أَنِينَ الصَّبِيِّ الذي يُسَكَّنُ. قالَ: كَانَتْ تَبْكِي علَى ما كَانَتْ تَسْمَعُ مِنَ الذِّكْرِ عِنْدَهَا" صحيح البخاري.
العشار : الناقة التي انتهت في حملها إلى عشرة أشهر .
* عن أبي سفيان عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنهما ـ قال " جاءَ جبريلُ عليهِ السَّلامُ ذاتَ يومٍ إلى رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ وَهوَ جالسٌ حزينٌ قد خُضِّبَ بالدِّماءِ قَد ضربَهُ بعضُ أهْلِ مَكَّةَ فقالَ ما لَكَ قالَ فَعلَ بي هؤلاءِ وفعَلوا قالَ أتحبُّ أن أريَكَ آيةً قالَ نعَم أرِني فنظرَ إلى شجرَةٍ من وراءِ الوادي قالَ ادعُ تلكَ الشَّجرةَ فدَعاها فجاءَت تَمشي حتَّى قامَت بينَ يدَيهِ قالَ قل لَها فَلتَرجِع فقالَ لَها فرجَعَت حتَّى عادَت إلى مَكانِها فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ حَسبي "صحيح ابن ماجه - وذكره الشيخ مقبل في دلائل النبوة / ص : 97 0
Jabir Ibn Samra narrated that the prophet said: "I know a stone in Mecca that used to greet me before my advent as a prophet and I know it now." Sahih Moslem.
* عن قيس بن أبي حازم ـ رضي الله عنه ـ قال " رَأَيْتُ يَدَ طَلْحَةَ الَّتي وقَى بها النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قدْ شَلَّتْ"صحيح البخاري.
* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم" ما نفعَني مالٌ قطُّ ، ما نفَعني مالُ أبي بَكرٍ . قالَ : فبَكى أبو بَكرٍ وقالَ : يا رسولَ اللَّهِ ! هل أنا ومالي إلَّا لَكَ يا رسولَ اللَّهِ !"صحيح ابن ماجه.
سَلَبُهُ لِمُعَاذِ بنِ عَمْرِو بنِ الجَمُوحِ : أي:وقضى رسول الله صلى الله عليه وسلم بسلبه لمعاذ بن عمرو بن الجموح .
أداء السنة: له : فضل.
الإعراض عن السنة : جزاء .
فضل فعل السنة المستحبة :
1 ـ يحصِّل فاعلها حسنات لفعله السنة كعبادة عامة ، وكاتباع للرسول ـ صلى الله عليه وسلم .
2 ـ وهناك حسنات خاصة بعباداتٍ معينة ، مثل :
The consequence of turning away from Sunnah
Performing Sunnah has fadl; virtue
Turning away from Sunnah has penalty
The virtue of doing the recommended (likable) Sunnah
1
The one who does it obtains good deeds (hasanat) for doing the Sunnah as a general act of worship, and as following the Prophet, peace be upon him
* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال " مَن قالَ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وحْدَهُ لا شَرِيكَ له، له المُلْكُ وله الحَمْدُ، وهو علَى كُلِّ شيءٍ قَدِيرٌ. في يَومٍ مِئَةَ مَرَّةٍ، كانَتْ له عَدْلَ عَشْرِ رِقابٍ، وكُتِبَ له مِئَةُ حَسَنَةٍ، ومُحِيَتْ عنْه مِئَةُ سَيِّئَةٍ، وكانَتْ له حِرْزًا مِنَ الشَّيْطانِ، يَومَهُ ذلكَ حتَّى يُمْسِيَ، ولَمْ يَأْتِ أحَدٌ بأَفْضَلَ ممَّا جاءَ إلَّا رَجُلٌ عَمِلَ أكْثَرَ منه."صحيح البخارى
3ـ وهناك منافع دِينية يحصلها فاعل السنة في الدنيا :
* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم " إنَّ اللَّهَ قالَ: مَن عادَى لي وَلِيًّا فقَدْ آذَنْتُهُ بالحَرْبِ، وما تَقَرَّبَ إلَيَّ عَبْدِي بشَيءٍ أحَبَّ إلَيَّ ممَّا افْتَرَضْتُ عليه، وما يَزالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بالنَّوافِلِ حتَّى أُحِبَّهُ، فإذا أحْبَبْتُهُ، كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذي يَسْمَعُ به، وبَصَرَهُ الَّذي يُبْصِرُ به، ويَدَهُ الَّتي يَبْطِشُ بها، ورِجْلَهُ الَّتي يَمْشِي بها، وإنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، ولَئِنِ اسْتَعاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ، وما تَرَدَّدْتُ عن شَيءٍ أنا فاعِلُهُ تَرَدُّدِي عن نَفْسِ المُؤْمِنِ؛ يَكْرَهُ المَوْتَ، وأنا أكْرَهُ مَساءَتَهُ."صحيح البخاري.
* وعن أبي سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم " من قرأ الكهفَ كما أُنزِلَت كانت له نورًا يومَ القيامةِ من مَقامِه إلى مكةَ ، ومن قرأ عشرَ آياتٍ من آخرِها ثم خرج الدَّجالُ ؛ لم يُسلَّطْ عليه ، ومن توضأ ثم قال : " سبحانك اللهم وبحمدِك ، لا إله إلا أنت ، أستغفرك أتوبُ إليك " ؛ كُتِبَ في رِقٍّ ، ثم طُبِعَ بطابعٍ فلم يُكسَرْ إلى يومِ القيامةِ"الراوي : أبو سعيد الخدري - المحدث : الألباني -المصدر : صحيح الترغيب- الصفحة أو الرقم 1473 -خلاصة حكم المحدث : صحيح لغيره.
وفي رواية "من قرأ سورةَ الكهفِ في يومِ الجمعةِ ، أضاء له من النورِ ما بين الجمُعتَينِ " صحيح الترغيب والترهيب.
وقد صحح بعض أهل العلم " وقفه " ، لكنه لا يقال من قِبَل الرأي فله حكم الرفع
* عن جابر ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال " مَن قالَ : سُبحانَ اللَّهِ العظيمِ وبحمدِهِ ، غُرِسَت لَهُ نَخلةٌ في الجنَّةِ"الراوي : جابر بن عبدالله - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح الترمذي
* " ألا أدلُّكَ على كنزٍ من كنوزِ الجنَّةِ؟ قلتُ: بلى يا رسولَ اللَّهِ، قال: لا حولَ ولا قوَّةَ إلَّا باللَّهِ" الراوي : أبو ذر الغفاري | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح ابن ماجه.
* قالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ"إذَا مَرِضَ العَبْدُ، أوْ سَافَرَ، كُتِبَ له مِثْلُ ما كانَ يَعْمَلُ مُقِيمًا صَحِيحًا." الراوي : أبو موسى الأشعري - المحدث : البخاري - المصدر : صحيح البخاري.
5 ـ وهناك منافع دنيوية ، يقابلها مضار دنيوية جزاءً لمن لم يفعل سننُا بعينها .
الجزاء : المكافأة على الشيء ، ويكون ثوابًا وعقابًا .
اللسان ـ 14 ـ ص : 143 ـ مادة جَزَى .
الجزاء : ما فيه الكفاية من المقابلة ، إن خيرًا فخير ، وإن شرًا فشر
معجم مفردات القرآن ص : 91 .
قال تعالى " فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى * وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى * وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى " الليل سورة الليل / آية : 5 ـ 10 .
إذًا كل عقاب فهو جزاء لكن ليس كل جزاء عقابًا
* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ ؛ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال " يَعْقِدُ الشَّيْطَانُ علَى قَافِيَةِ رَأْسِ أَحَدِكُمْ إذَا هو نَامَ ثَلَاثَ عُقَدٍ يَضْرِبُ كُلَّ عُقْدَةٍ عَلَيْكَ لَيْلٌ طَوِيلٌ، فَارْقُدْ فَإِنِ اسْتَيْقَظَ فَذَكَرَ اللَّهَ، انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فإنْ تَوَضَّأَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فإنْ صَلَّى انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فأصْبَحَ نَشِيطًا طَيِّبَ النَّفْسِ وإلَّا أَصْبَحَ خَبِيثَ النَّفْسِ كَسْلَانَ."الراوي : أبو هريرة -المحدث : البخاري - المصدر : صحيح البخاري
ويتحقق قيام الليل ولو بركعة وتر . " فمن لم يقم الليل يصبح خبيث النفس كسلان ، جزاءً وليس عقابًا " .
فهذه في مقابلة تلك ، فشخص لم يقم الليل ، يصبح خبيث النفس كسلان جزاء وفاقًا ، وليس عقابًا ، لأنه لم يرتكب إثمًا يُجازى عليه بالعقاب ، وإنما تقاعس عن فعل مستحب فكان الجزاء من جنس العمل وذلك :
1 ـ بالحرمان من تحصيل الخير الذي يترتب على فعل هذا المستحب .
2 ـ بالتعرض للمفاسد التي تترتب على عدم فعل هذا المستحب .
غمرٌ: الدسم . الحِرصُ على النَّظافةِ الشَّخصيَّةِ في أثناءِ اليومِ وقبلَ النَّومِ مِن الأشياءِ المهمَّةِ، الَّتي رغَّبَت فيها الشَّريعةُ الإسلاميَّةُ.
وفي هذا الحَديثِ يقولُ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم "مَن نامَ وفي يَدِه غَمَرٌ"، وهي: بَعضُ آثارِ اللَّحمِ مِن دسَمٍ وغَيرِه؛ نَتيجةَ عدَمِ غَسْلِ اليَدِ، "ولَم يَغْسِلْه فأصابَه شيءٌ"؛ مِنَ أذى "فلا يَلومَنَّ إلَّا نَفْسَه"؛ لأنَّه قد فوَّتَ ما علَيه فِعلُه، ولم يَهتَمَّ بحقِّ نفْسِه عليه.
الدُّعاء يَصرِفُ البَلاءَ، ويُعتَصَم به مِن نَزَغَاتِ الشَّيطانِ وأَذاه.
وفي هذا الحديثِ يُرشِدُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إلى دُعاءٍ يقولُه الرَّجلُ عندما يُريدُ أنْ يُجامِعَ أهْلَه، فيَقول"باسمِ اللهِ، اللَّهمَّ جَنِّبْني الشَّيطانَ، وجَنِّبِ الشَّيطانَ ما رزَقْتَنا"أي: اللهُمَّ باعِدْ بيني وبين الشَّيطانِ، وباعِدْ بينه وبين كُلِّ ما أعطَيْتَنَا إيَّاه في هذه الليلةِ مِن الوَلَدِ، ثُمَّ يُخبِر صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عن فائدةِ هذا الدُّعاءِ؛ وهي أنَّه لو قَدَّر اللهُ تعالَى ورُزِقَا ولَدًا مِن هذا الجِماعِ؛ فإنَّ ذلك الولدَ يكونُ في عِصمةِ اللهِ مَحفوظًا مِن الشَّيطانِ مُدَّةَ حَياتِه، فلا يَمَسُّه بأذًى، والمقصودُ: عَدَمُ تَسلُّط الشيطانِ عليه بالكُلِّيَّةِ، وأمَّا الوَسْوَسَةُ فإنَّها واقِعةٌ لكلِّ أحدٍ.
وفي الحَديثِ: بيانُ فَضلِ الدُّعاءِ المأثورِ في كُلِّ فِعلٍ، ومنها جماعُ الرَّجُلِ زوجتَه.
وفيه: أنَّ اللهَ سُبحانَه يحفَظُ عِبادَه بما يَدْعون به لأنفُسِهم أو لذُرِّيَّاتِهم.الدرر.
* عن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال : كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذَا دَخَلَ الخَلَاءَ قالَ: اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ الخُبُثِ والخَبَائِثِ." صحيح البخاري
قال الإمام أحمد ـ رحمه الله " وما دخلت قط المتوضأ ولم أقلها إلا أصابني ما أكره "
المغني / ج : 1 / ص : 219 .
The Prophet said: "These privies are frequented by the jinns and devils. So when anyone amongst you goes there, he should say: "I seek refuge in Allah from male and female devils." Sahih Ibn Majah.
* عن أبَان بن عثمان ؛ قال : سمعتُ عثمان بن عفان ـ رضي الله عنه ـ يقول : سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول "ما مِن عبدٍ يقولُ في صباحِ كلِّ يومٍ ومَساءِ كلِّ لَيلةٍ : بسمِ اللَّهِ الَّذي لا يضرُّ معَ اسمِهِ شيءٌ في الأرضِ ولَا في السَّماءِ ، وَهوَ السَّميعُ العليمُ ثلاثَ مرَّاتٍ ، فيضُرَّهُ شيءٌ" وَكانَ أبانُ ، قد أصابَهُ طرفُ فالجٍ ، فجعلَ الرَّجلُ ينظرُ إليهِ ، فقالَ لَهُ أبانُ : ما تنظرُ ؟ أما إنَّ الحديثَ كما حدَّثتُكَ ، ولَكِنِّي لم أقلهُ يَومئذٍ ليُمْضيَ اللَّهُ علَيَّ قدرَهُ "الراوي : عثمان بن عفان - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح سنن الترمذي
فالِجٍ: أي: جزءٌ مِن شَللٍ أصاب أحَدَ جانِبَيِ الجسَدِ، "فجعَل الرَّجلُ"، أي: المستمِعُ لحديثِ أبانٍ، "يَنظُرُ إليه"، أي: مُتعجِّبًا بين قولِه وبينَ ما أصابه، فقال له أبانٌ "ما تَنظُرُ؟"، أي: عرَف أبانٌ سبَبَ نظَرِه وهو التَّعجُّبُ الَّذي عِندَه والمفارقةُ الَّتي وجَدها فيه، فقال له "أمَا إنَّ الحديثَ كما حدَّثتُك"، أي: إنَّه لا طَعْنَ في الحديثِ على ما أصابَني، "ولكنِّي لم أقُلْه"، أي: نَسيتُ قولَ الدُّعاءِ في يَوْمي على غيرِ العادةِ، "يومَئذٍ"، أي: يومَ ما أصابَه ذلك المرَضُ، "لِيُمضِيَ اللهُ عليَّ قدَرَه"، أي: ما قدَّرَه اللهُ لي فيما أصابني.
وفي الحديثِ: بيانُ ما كان عِندَ التَّابِعين مِن الإيمانِ بالقدَرِ.
يُعلِّمُنا الرَّسولُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم الكثيرَ والكثيرَ مِنَ الآدابِ، ومنها- كما في هذا الحديثِ- ذِكرُ اللهِ عند دُخولِ البيتِ وذِكرُه قبْلَ تناولِ الطَّعامِ؛ فإنَّه إذا دخلَ الرَّجلُ بَيتَه، أي: مَسكَنه الَّذي يَبيتُ فيه فَذكرَ اللهَ عند دُخولِه وعند طعامِه، أي: قبْلَ أنْ يبدأَ في تناولِه، قال الشَّيطانُ لأتْباعِه وإخوانِه وأعوانِه ورفقتِه: لا مَبيتَ، أي: لا مَوضعَ بَيتوتَةٍ لكمولا مُقامَ ولا عَشاءَ، أي: طعامَ العَشاءِ في هذا المكانِ، وأمَّا إذا دَخَلَ الرَّجلُ فلم يَذكُرِ اللهَ عند دُخولِه وعند طَعامِه أو لَمْ يُسمِّ اللهَ عندَ دُخولِه وعند تناولِه الطَّعامَ قال الشَّيطانُ: أدْركتُمُ الْمَبيتَ والعَشاءَ.
في الحديثِ: فضْلُ ذِكرِ اللهِ عزَّ وجلَّ.
وفيه: انتهازُ الشَّيطانِ حالَ الغَفلَةِ مِنَ الإنسانِ. الدرر.
So whoever neglects the Sunnah does not blame anyone but himself.
ونورد بعض الآداب الواردة بالسنة الصحيحة دون التعرض لحكمها :
فلنعلم أن خير الهدي هدي محمدٍ ـ صلى الله عليه وسلم ـ فلابد من اعتقاد ذلك ، سواء علمنا الحِكمة من ذلك أم لم نعلمها .
* عن أبي عياض عن رجلٍ من أصحاب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم " نَهَى أنْ يَجلِسَ بين الضِّحِّ والظِّلِّ ، قال : مجلِسُ الشيطانِ"رواه الإمام أحمد بإسناد جيد . وصححه الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في صحيح الترغيب والترهيب / ج : 3 / كتاب الأدب وغيره / باب : 38 / حديث رقم : 3081 / ص : 190 .
* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ ؛ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال " إذا كان أحدُكُم في الفَيْءِ وفي روايةٍ : في الشَّمسِ ، فقلُصَ عنهُ الظِّلُّ ، فصارَ بعضُه في الشَّمسِ وبعضُه في الظلِّ ؛ فلْيقُمْ" رواه أبو داود 0 صحيح لغيره 0 صحيح الترغيب والترهيب / ج : 3 / كتاب الأدب وغيره / باب : 38 : باب الترهيب من الجلوس بين الظل والشمس / حديث رقم : 3084 / ص : 190 .
الترغيب في الجلوس مستقبل القبلة :
* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم
" إنَّ لكلِّ شيءٍ سيِّدًا ، وإنَّ سيِّدَ المجالسِ قُبالةُ القِبلةِ"رواه الطبراني . بإسناد حسن
حسنه الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في صحيح الترغيب والترهيب / ج : 3 / كتاب الأدب وغيره / باب : 38 / حديث رقم : 3085 / ص : 191 .
الترهيب من النوم على الوجه من غير عذر :
* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال" رأى رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ رجلًا مُضطجِعًا علَى بطنِهِ فقالَ إنَّ هذهِ ضِجعةٌ لا يحبُّها اللَّهُ"صحيح الترمذي.
* عن الشريد بن سُوَيد ـ رضي الله عنه ـ قال :
مَرَّ بي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم وأنا جالسٌ هكذا وقد وَضَعْتُ يَدِي اليُسْرَى خلفَ ظهري واتَّكَأْتُ على أَلْيَةِ يَدِي فقال: أَتَقْعُدُ قَعْدَةَ المغضوبِ عليهم ؟" ! !صحيح أبي داود.
وقد وَضَعْتُ يَدِيَ اليُسْرى خَلْفَ ظَهْري وَاتَّكَأتُ:، أي: اسْتَنَدْتُ . على أَلْيةِ يَدي: وهي: اللَّحْمةُ الغَليظةُ التي في أصْلِ الإبهامِ، فقال له النَّبِيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ:أَتَقْعُدُ قِعْدةَ المَغْضوبِ عليهم؟!: وهذا استِفْهامُ تعجُّبٍ وإنكارٍ من النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنْ يَقْعُد على هذه الهَيئةِ التي مِن صِفةِ قُعودِ المغْضوبِ عليهم؛ والمُرادُ بهم: اليَهودُ، أَو يُرادُ بهم المَغْضوبُ عليهم مِن الكُفَّارِ والفُجَّارِ المُتَكَبِّرينَ الْمُتَجَبِّرينَ مِمَّنْ تَظْهَرُ آثارُ العُجْبِ والكِبْرِ عليهم في قُعودِهم ومِشْيِهم، وسببُ كَراهِيَتِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: التَّشبُّه بهم؛ فيَنْبَغي على المُسلِم أنْ يَجْتَنِبَ التَّشبُّهَ بمَن غَضِب اللهُ عليه .
* عن عائشة ـ رضي الله عنه ـ قالت :كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُحِبُّ التَّيَمُّنَ ما اسْتَطَاعَ في طُهُورِهِ وتَنَعُّلِهِ وتَرَجُّلِهِ - وكانَ قالَ: بوَاسِطٍ قَبْلَ هذا - في شَأْنِهِ كُلِّهِ."صحيح البخاري
وتأكيد " الشأن " بقوله " كله " يدل على التعميم . فتح الباري بشرح صحيح البخاري/ ج : 1 / ص : 324 .
فيسن البداءة باليمين في كل شأن .
كان الصَّحابةُ الكرامُ رِضوانُ اللهِ عليهم يَرقُبون أفعالَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وسُنَّتَه؛ ليَتعلَّموا منه ويَعمَلوا بها ويُبلِّغوها مَن بعدَهم.وفي هذا الحَديثِ تُخبِرُ عائشةُ أمُّ المؤمنينَ رَضيَ اللهُ عنها أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ يُعجِبُه التَّيَمُّنُ، وهو لَفظٌ مُشتركٌ بيْن الابتداءِ باليَمينِ، وأخْذِ الشَّيءِ وإعطائِه باليَمينِ، والتَّبرُّكِ، وقصْدِ اليَمينِ؛ فكان يَسُرُّه ويَطِيبُ له أنْ يَبدَأَ باليَمينِ في جَميعِ الأعمالِ الشَّرِيفةِ، قيل: لأنَّه كان يُحِبُّ الفألَ الحَسَنَ؛ إذ أصحابُ اليمينِ أهلُ الجَنَّةِ، وزاد البُخاريُّ في رِوايةٍ"ما استطاعَ" فنَبَّهَ على المُحافَظةِ على ذلك ما لم يَمنَعْ مانعٌ، ومِن ذلك أنَّه كان يَبدَأُ بالجِهة اليُمنى في لُبسِ نَعلِه وحِذائِه، فيُلبِسُ رِجلَه اليُمنى قبلَ اليُسرى، "وتَرَجُّلِه"، فيَبدَأُ باليمينِ عندَ تَسريحِ شَعرِ رَأسِه بالمُشطِ، "وطُهورِه" فيَبدَأُ باليمينِ في طَهارةِ الحَدَثِ مِن وُضوءٍ أو غُسلٍ، فيُقدِّمُ اليَدَ اليُمنى على اليُسرى في الوُضوءِ، والمَيَامِنَ على المَيَاسِرَ في الغُسلِ، وغَيرِها مِن الأعمالِ، أمَّا الأعمالُ الخَبيثةُ المُستقذَرةُفإنَّه يَستعمِلُ لها اليَسارَ، ويَبدَأُ باليَسارِ، كالاستنجاءِ ودُخولِ بَيتِ الخَلاءِ.وقيل: كأنَّه ذكَرَ التَّنعُّلَ لتَعلُّقِه بالرِّجْلِ، والتَّرجُّلَ لتَعلُّقِه بالرَّأسِ، والطُّهورَ لكَونِه مِفتاحَ أبوابِ العِبادةِ، فكأنَّه نبَّهَ على جَميعِ الأعضاءِ وأنَّه كان يَتيمَّنُ بها كلِّها فيما يَشرُفُ مِن أعمالِها. الدرر.
ينبغي للعبد إذا تطهر, أن يبدأ باليمين من اليدين والرجلين, قبل اليسار، وأن يجعل يمناه لأكله وشربه, وأخذه وعطائه، فمن سمى الله عند أكله وشربه, وتناول أكله وشربه بالأدب باليمين, وحمد الله إذا فرغ؛ نال رضى رب العالمين، أو ناول أحدًا شيئاً, أو تناول منه؛ فليكن ذلك باليمين.
ومن صافح غيره صافحه باليمين، ومن أدار على جماعة طعاماً أو شراباً أو طيباً أو غيرها؛ بدأ بالأيمن فالأيمن, ولو كان الأيسر فاضلًا والأيمن مفضولًا، إلاّ إن يؤثِر صاحبُ الحقِّ غيرَهُ بالتقديم.
Using the right hand..
آداب الشرب :
* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ " لا يَشْرَبَنَّ أحَدٌ مِنكُم قائِمًا، فمَن نَسِيَ فَلْيَسْتَقِئْ. صحيح مسلم .
يَتَنَفَّسُ في الإنَاءِ :أي يتنفس خارج الإناء.
كانَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أحسَنَ النَّاسِ تَعليمًا وتَربيةً، وقدْ علَّمَ أُمَّتَه آدابَ الطَّعامِ والشَّرابِ، والتزم الصَّحابةُ رَضِيَ اللهُ عنهم هَدْيَه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في كلِّ ذلك، ونقلوه إلينا.
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ التابِعيُّ ثُمَامةُ بنُ عبدِ الله بنِ أنَسِ بنِ مالِكٍ: أنَّ جَدَّه أنسَ بنَ مالكٍ رضِيَ اللهُ عنه كانَ يَتَنفَّسُ في الإِناءِ مرَّتينِ أو ثَلاثًا، وأنَسُ بنُ مالكٍ رضِيَ اللهُ عنه كانَ خادِمَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ومِنْ أكثَرِ النَّاسِ اطِّلاعًا على هدْيِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في الطَّعامِ والشَّرابِ وغيرِ ذلكَ، وقَدْ كانَ أنسٌ يَشرَبُ حاجَتَهُ مِن الماءِ على مرَّتينِ أو ثَلاثِ مرَّاتٍ، يَقطَعُ شَرابَهُ كلَّ مرَّةٍ ويتنفَّسُ. و(أو) هنا للتنويعِ، فيكونُ المعنى: أحيانًا يَشرَبُ على مرَّتين، وأحيانًا يشرَبُ على ثلاثٍ. وربما تكونُ (أو) للشَّكِّ مِنَ الرَّاوي. وقولُه"يتَنفَّسُ في الإِناءِ"، والمعنى أنَّهُ كانَ يُخرجُ نفَسَه أثْناءَ الشُّربِ بَعيدًا عنِ الإِناءِ وهوَ مُمسِكٌ بهِ في يَدِهِ.
وأخبر أنسٌ رَضِيَ اللهُ عنه أنَّ هذا كانَ هَدْيَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في طَريقةِ الشُّربِ، يَشربُ حاجَتَهُ من الماءِ على ثلاثِ مرَّاتٍ، يقطعُ شرابَهُ كلَّ مرَّةٍ ويتنفَّسُ.
وهُوَ أعْظمُ للرِّيِّ والشِّبَعِ مِن الماءِ معَ دَفْعِ ضَررٍ بَرْدِ المَعِدَةِ وضعْفِ الأَعصابِ عندَ شُربِ ماءٍ كَثيرٍ دَفْعةً واحدةً. وهذا مع ما فيهِ من آدابِ الشُّربِ؛ لِئَلَّا يَستقذرَ أحدٌ الإناءَ، فَيَمتنِعَ عَنِ الشُّربِ مِن هذا الإناءِ، وحتَّى لا يَتغيَّرَ الإناءُ بِكثرةِ التَّنفُّسِ فيه.
وفي الحَديثِ: مشروعيَّةُ الشُّربِ على مرَّتينِ أو ثلاثٍ.الدرر.
آداب الطعام :
*عن عُمَرَ بن أبي سلمة قال " كُنْتُ غُلَامًا في حَجْرِ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وكَانَتْ يَدِي تَطِيشُ في الصَّحْفَةِ، فَقالَ لي رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: يا غُلَامُ، سَمِّ اللَّهَ، وكُلْ بيَمِينِكَ، وكُلْ ممَّا يَلِيكَ فَما زَالَتْ تِلكَ طِعْمَتي بَعْدُ.."صحيح البخاري.
وفي هذا الحديثِ جُملةٌ مِن آدابِ الطَّعامِ يُعلِّمُها النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لِعُمرَ بنِ أبي سَلَمةَ رَضِيَ اللهُ عنه خُصوصًا، ولِأُمَّتِه عُمومًا. وأمُّه هي أمُّ سَلَمةَ زَوجُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وهو ربيبُ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وكانَتْ يَدُ عُمرَ تَطِيشُ في الصَّحْفةِ، يعني: يُحرِّكُها في جَوانبِ إناءِ الطَّعامِ؛ لِيَلتَقِطَه، فأمَرَه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بالتَّسميةِ عندَ الطَّعامِ، وأنْ يَأكلَ بيَمينِه، وأنْ يَأكُلَ مِنَ الجانبِ الَّذي يَقْرُبُ منه مِنَ الطَّعامِ.
يَقولُ عمرُ بنُ سَلَمَةَ"فما زالتْ تلك طِعْمَتِي بعْدُ" يعني: التَزَمْتُ بما أمَرَ به النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فأنا أفعلُ ذلك في طَعامي منذُ سَمِعْتُ ذلك مِنَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم.
وفي الحَديثِ: رِفقُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وسَعَةُ صَدْرِه في تعليمِ الصِّغارِ وتأديبِهم. الدرر.
Eating etiquette..
"إذا أكَلَ أحدُكُم طَعامًا ، فلا يأكُلْ مِن أعلَى الصَّحفةِ ، ولَكِن ليأكل من أسفلِها ؛ فإنَّ البرَكَةَ تنزِلُ من أعلاها"الراوي : عبدالله بن عباس - المحدث : الألباني -المصدر : صحيح أبي داود -الصفحة أو الرقم- 3772 خلاصة حكم المحدث : صحيح .
إنَّ مِن أسبابِ البَركةِ في الطَّعام: أن يَلتزِمَ الإنسانُ بآدابِ الطَّعامِ، ومِن تِلكَ الآدابِ ما حثَّ عليه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في هذا الحديثِ بقولِه "إذا أكَل أحدُكم طعامًا، فلا يَأكُلْ مِن أعلَى الصَّحْفَةِ"، أي: لا يَأخُذِ الطَّعامَ مِن وَسَطِها أو مِن أعْلاها إذا كانت مُسَنَّمَةً، أو مجموعةً بَعْضُها فوقَ بعضٍ، والصَّحفةُ: القَصْعَة، والمرادُ بها: كلُّ إناءٍ يُوضَع فيه الطَّعامِ، "ولكنْ لِيَأْكُلْ مِن أسفلِها"، أي: مِن جانبِها الَّذِي أمامَ الآكِلِ؛ "فإنَّ البَرَكَةَ"، أي: الخيرَ والزِّيادةَ "تَنزِلُ مِن أعلاها"، أي: مُنتَصَفها ووَسَطها.الدرر.
* عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم " إذا أكَلَ أحَدُكُمْ طَعامًا، فلا يَمْسَحْ يَدَهُ حتَّى يَلْعَقَها، أوْ يُلْعِقَها."صحيح مسلم.
* عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليهإذا وقَعَتْ لُقْمَةُ أحَدِكُمْ فَلْيَأْخُذْها، فَلْيُمِطْ ما كانَ بها مِن أذًى ولْيَأْكُلْها، ولا يَدَعْها لِلشَّيْطانِ، ولا يَمْسَحْ يَدَهُ بالمِنْدِيلِ حتَّى يَلْعَقَ أصابِعَهُ، فإنَّه لا يَدْرِي في أيِّ طَعامِهِ البَرَكَةُ. وفي حَديثِهِما: ولا يَمْسَحْ يَدَهُ بالمِنْدِيلِ حتَّى يَلْعَقَها، أوْ يُلْعِقَها وما بَعْدَهُ." صحيح مسلم.
*عن جابر بن عبد الله" إنَّ الشَّيْطانَ يَحْضُرُ أحَدَكُمْ عِنْدَ كُلِّ شيءٍ مِن شَأْنِهِ، حتَّى يَحْضُرَهُ عِنْدَ طَعامِهِ، فإذا سَقَطَتْ مِن أحَدِكُمُ اللُّقْمَةُ، فَلْيُمِطْ ما كانَ بها مِن أذًى، ثُمَّ لِيَأْكُلْها، ولا يَدَعْها لِلشَّيْطانِ، فإذا فَرَغَ فَلْيَلْعَقْ أصابِعَهُ، فإنَّه لا يَدْرِي في أيِّ طَعامِهِ تَكُونُ البَرَكَةُ.صحيح مسلم.
فإنَّه لا يَدري في أيِّ طعامِه، أي: أَجزائِه تكونُ، أي: تحصُلُ وتُوجدُ، "البركةُ" وهي الزِّيادةُ، وثبوتُ الخيرِ والانتفاعُ به، والمرادُ هنا: ما يَحصلُ به التَّغذيةُ وتَسلَمُ عاقبُته مِن أذًى، ويُقوِّي على طاعةِ اللهِ وغير ذلك.
في الحديثِ: بيانُ هَدْيِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في تناوُلِ الطَّعامِ.
وفيه: أنَّ مِن هدْيِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لَعْقَ الأصابعِ بعدَ الطَّعامِ.
وفيه: أنَّ مِن هدْيِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أكْلَ اللُّقمةِ السَّاقطةِ بعْدَ مَسْحِ الأذى الذي يُصيبُها.
وفيه: الحثُّ على كَسْرِ النَّفْسِ بِالتَّواضعِ، وأخْذِ اللُّقمةِ السَّاقطةِ، وعدم تَرْكِها كما يفعلُه بعضُ الْمُتْرَفِينَ؛ استكبارًا.
فيه: التَّحذيرُ مِنَ الشَّيطانِ، والتَّنبيهُ على مُلازمَتِه الإنسانَ في سائرِ تَصرُّفاتِه.
وفيه: ثبوتُ أكْلِ الشَّيطانِ.
Jabir reported that the prophet said
The Satan is present with any one of you in everything he does; he is present even when he eats food; so if any one of you drops a mouthful he should remove away anything filthy on it and eat it and not leave for the devil; and when he finishes (food) he should lick his fingers, for he does not know in what portion of his food the blessing lies Sahih Moslem
And in it: It is part of his
guidance licking fingers after eating
In it also: It is part of his guidance to eat a fallen morsel after wiping out the harm that afflicts it.
In it: the urge to break the arrogance with humility, and to take the fallen morsel, and not to leave it as some affluent people do
In it: a warning against the devil, who sticks with man in all his behaviors.
In it: Evidence of the devil’s eating.
* عن كعب بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال" أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ كانَ يَأْكُلُ بثَلَاثِ أَصَابِعَ، فَإِذَا فَرَغَ لَعِقَهَا" صحيح مسلم.
* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم خَمْسٌ مِنَ الفِطْرَةِ: الخِتَانُ، وَالِاسْتِحْدَادُ، وَنَتْفُ الإبْطِ، وَتَقْلِيمُ الأظْفَارِ، وَقَصُّ الشَّارِبِ. "صحيح البخاري.
المقصودُ بالفطرةِ هنا: سُنَنُ الأنبياءِ، أو الدِّينُ.
الاستِحدادُ، وهو استِعمالُ المُوسَى في حَلْقِ العَانَةِ، أي: الشَّعرِ النَّابِتِ حَوْلَ الفَرْجِ.
Abi Hurairah narrated: "The acts of fitra are five: Circumcision, , shaving the pubic region, plucking the armpits, clipping the nails and cutting the moustaches short.
فلنتمسك بالسنة تأسيًا بالسلف الصالح ،مع اعتقاد أن خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم. فكل هدي هو خير دنيا وأخرى.
ـ فقد ضرب السلفُ الصالح المثل الأعظم في الاستعداد للآخرة بالعمل الصالح بكل أنواعه ـ استغلالًا لأعمارهم وأوقاتهم ـ سواءٌ كان ذلك من أعمال القلوب أو الألْسِنَة أو الجوارح . وسواء كان الحكم الوجوب أو الاستحباب .
فلم يتركوا بابًا من أبواب الخير إلا وكانوا يتسابقون إليه ، ولم يتركوا بابًا من أبوابالشر ، إلا كانوا يَحْذَرون منه ومن الدخول فيه .
وذلك لامتثالهم قول الله تعالى " وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ"سورة آل عمران / آية : 133ـ 136 .
ـ وكانوا دائمًا يؤثرون ويقدمون أعمال الآخرة على كل مصالحهم الدنيوية ، لأن قلوبهم أيقنت وأذعنت لقول الله تعالى " مَّن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَن نُّرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَّدْحُورًا *وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَىٰ لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَٰئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورًا" سورة الإسراء / آية : 18 ، 19 0
ـ وكانوا مع كل هذا يشعرون بأن أعمالهم ضئيلة لأنهم يعلمون أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال لو أنَّ رجلًا يُجَرُّ على وجهِه من يومِ وُلِدَ إلى يومِ يموتُ هرًما في مَرْضاةِ اللهِ تعالى لحقَّرَه يومَ القيامَةِ"صحيح الجامع للشيخ الألباني .
فلنبادر إلى الخيرات فرضها ونفلها ، ولنتقي وننتهي عن المعاصي صغيرها وكبيرها اغتنامًا لأوقاتنا التي هي أعمارنا . وطلبًا للجنة برحمته .
"Whoever desires the quick-passing, We readily grant him what We will for whom We like. Then, afterwards, We have appointed for him Hell; he will burn therein disgraced and rejected , Whoever desires the Hereafter and strives for it, with the necessary effort due for it while he is a believer (in the Oneness of Allâh - Islâmic Monotheism) - then such are the ones whose striving shall be appreciated."
And despite all this, they felt that their deeds were insignificant because they knew that the Prophet said: If a man were to be dragged on his face from the day he was born until the day he dies old, pleasing Allah Almighty, he would humiliate him on the Day of Resurrection.”
نعمتانِ عظيمتان جليلتان مغبونٌ فيهما كثيرٌ من النَّاس؛ أي: لا يَعرِف قَدْرَهما ولا ينتفع بهما كثيرٌ من النَّاس في حياتهم الدُّنيويَّة والأخرويَّة، وهما: الصِّحةُ؛ أي: صحَّة البدن والنَّفس وقوَّتهما، والفراغُ؛ أي: خُلُوُّ الإنسانِ من مشاغلِ العيش وهمومِ الحياة، وتوفُّرُ الأمن والاطمئنان النَّفْسيِّ، فهما نِعمتان عظيمتان، لا يُقدِّرُهما كثيرٌ من النَّاس حقَّ قدْرهما.
في الحديث: الترغيبُ في استغلال النِّعم من صحَّة وفراغ وغيرهما، والاستفادةُ منهما فيما يُرضي اللهَ سبحانه وتعالى.
وفيه: أنَّ الإنسانَ لا يتفرَّغ للطَّاعة إلَّا إذا كان مكفيًّا صحيحَ البدن، فقد يكون مستغنيًا ولا يكون صحيحًا، وقد يكون صحيحًا ولا يكون مستغنيًا، فلا يكون متفرِّغًا للعِلم والعمل لشغْله بالكسْب، فمَن حصَل له الأمران: الصِّحَّةُ والفراغُ وكَسِلَ عن الطَّاعات، فهو المغبونُ الخاسرُ في تجارتِه .الدرر.
* وعن ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ قال : قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم "الجَنَّةُ أقْرَبُ إلى أحَدِكُمْ مِن شِراكِ نَعْلِهِ، والنَّارُ مِثْلُ ذلكَ."صحيح البخاري.
يَحكي عبدُ الله بن مسعود رضي الله عنه أنَّ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال: الجنَّة أقربُ إلى أحدِكم :إذا أطاع ربَّه ،من شِراك نَعلِه :وهو السَّيْرُ الذي يدخُل فيه إصبع الرِّجْل، والنَّار: إذا عصاه مِثلُ ذلك؛ فلا يزهدنَّ في قليل من الخير؛ فلعلَّه يكون سببًا لرحمة الله به، ولا في قليل من الشَّرِّ أن يجتنبه؛ فربَّما يكون فيه سخط الله تعالى.
في الحديث: دليلٌ واضح على أنَّ الطَّاعات مُوصلةٌ إلى الجنَّة، والمعاصي مُقرِّبة من النَّار.
وفيه: أنَّ المؤمن لا يَزهد في قليل من الخير، ولا يَستقلُّ قليلًا من الشرِّ، فيَحسَبه هيِّنًا وهو عند الله عظيم؛ فإنَّ المؤمن لا يعلَم الحسنة التي يرحَمه الله بها، والسيِّئةَ التي يسخط الله عليه بها.
وفيه: أنَّ تحصيلَ الجنَّة سهلٌ بتصحيح القَصدِ وفِعل الطَّاعة، والنَّار كذلك بموافقةِ الهوى وفِعل المعصيةِ.الدرر.
"فأَعِنِّي على نفسِكَ بكثرةِ السُّجودِ"، أي: أَعنِّي على هذا الأمرِ حتَّى يُحقِّقَه اللهُ لك؛ فالزَمْ كثرةَ السُّجودِ للهِ في الصَّلاةِ، في الفرائضِ والنَّوافلِ، وهذا السُّجودُ سببٌ لدخولِ الجنَّةِ ومرافقتِك لي بها.
وفي الحديثِ: الحثُّ على كثرةِ السُّجودِ، والتَّرغيبُ فيه، وذلك بإطالةِ السُّجود وكثرةِ الصَّلاةِ.
وفيه: بيانُ حِرصِ الصَّحابةِ على السُّؤالِ عن معالي الأمورِ وما يُدخِلُ الجنَّةَ.الدرر.
فالسالبتان : الشرك والمعاصي . أعاذنا الله منهما .
والموجبتان : الإيمان والعمل الصالح ـ فرضه ونفله ـ .
والآن أيها السائرون فلنسلك الطريق مسترشدين بـ : لا إله إلا الله محمد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ .
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق