لا تسألِ النَّاسَ شيئًا
"لا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا" سورة البقرة : 273.
فَهُمْ لَا يَسْأَلُونَ بِالْكُلِّيَّةِ، وَإِنْ سَأَلُوا اضْطِرَارًا لَمْ يُلِحُّوا فِي السُّؤَالِ. تفسير السعدي .
فَهُمْ لَا يَسْأَلُونَ بِالْكُلِّيَّةِ، وَإِنْ سَأَلُوا اضْطِرَارًا لَمْ يُلِحُّوا فِي السُّؤَالِ. تفسير السعدي .
"من يتقبَّلُ لي بواحدةٍ وأتقبَّلُ لَهُ بالجنَّةِ" قلتُ أنا قالَ " لا تسألِ النَّاسَ شيئًا" قالَ فَكانَ ثَوبانُ يقعُ سوطُهُ وَهوَ راكبٌ فلا يقولُ لأحدٍ ناوِلنيهِ حتَّى ينزلَ فيأخذَهُ"الراوي : ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح ابن ماجه -الصفحة أو الرقم: 1499 - خلاصة حكم المحدث : صحيح - الدرر - الشرح : حثَّ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أُمَّتَه على التعفُّفِ في كلِّ شيءٍ.
وفي هذا الحديثِ عن ثَوبانَ مَولى رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قال: قال رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ "مَن يتقبَّلْ لي بواحدةٍ وأتقبَّلْ له بالجنَّةِ"؟ أي: مَن يَلتزِمْ بخَصلةٍ واحدةٍ ويُداوِمُ على هذه الخَصلةِ، وأضمَنْ له الجنَّةَ جزاءَ المُداومةِ والمُحافظةِ على تلك الخَصلةِ؟ قال ثَوبانُ رضِيَ اللهُ عنه "قلْتُ: أنا"، فقال له النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ "لا تسأَلِ النَّاسَ شيئًا"، أي: لا تلتمِسْ منهم حاجتَك وعفِّفْ نفْسَك عن سُؤالِهم.
قال عبدُ الرَّحمنِ بنُ يَزيدَ الرَّاوي عن ثَوبانَ "فكان ثوبانُ يقَعُ سوطُه"، أي: آلةُ الضَّربِ أو العصا "وهو راكبٌ، فلا يقولُ لأحدٍ: ناولْنِيه، حتَّى ينزِلَ فيَتناولَه" أي: كان ثوبانُ ينزِلُ مِن على دابَّتِه ليأخُذَ ما أوقَعَه هو دونَ طلَبِ المُساعدةِ من أحدٍ، وهذا مِن المُبالغةِ في شِدَّةِ الامتِثالِ لأمْرِ رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، والحِرصِ على العَملِ بالخَصلةِ التي وجَّهَه إليها.- الدرر -
"اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ الهُدَى وَالتُّقَى، وَالْعَفَافَ وَالْغِنَى. وفي روايةٍ : وَالْعِفَّةَ."الراوي : عبدالله بن مسعود - المحدث : مسلم - المصدر : صحيح مسلم -الصفحة أو الرقم: 2721 - خلاصة حكم المحدث : صحيح - الدرر -
"كُنَّا عِنْدَ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، تِسْعَةً، أوْ ثَمانِيَةً، أوْ سَبْعَةً، فقالَ" ألا تُبايِعُونَ رَسولَ اللهِ؟ وكُنَّا حَدِيثَ عَهْدٍ ببَيْعَةٍ، فَقُلْنا: قدْ بايَعْناكَ يا رَسولَ اللهِ، ثُمَّ قالَ" ألا تُبايِعُونَ رَسولَ اللهِ؟" فَقُلْنا: قدْ بايَعْناكَ يا رَسولَ اللهِ، ثُمَّ قالَ"ألا تُبايِعُونَ رَسولَ اللهِ؟ " قالَ: فَبَسَطْنا أيْدِيَنا وقُلْنا: قدْ بايَعْناكَ يا رَسولَ اللهِ، فَعَلامَ نُبايِعُكَ؟ قالَ" علَى أنْ تَعْبُدُوا اللَّهَ ولا تُشْرِكُوا به شيئًا، والصَّلَواتِ الخَمْسِ، وتُطِيعُوا، -وَأَسَرَّ كَلِمَةً خَفِيَّةً-، ولا تَسْأَلُوا النَّاسَ شيئًا "فَلقَدْ رَأَيْتُ بَعْضَ أُولَئِكَ النَّفَرِ يَسْقُطُ سَوْطُ أحَدِهِمْ، فَما يَسْأَلُ أحَدًا يُناوِلُهُ إيَّاهُ".الراوي : عوف بن مالك الأشجعي - المحدث : مسلم - المصدر : صحيح مسلم -الصفحة أو الرقم: 1043 - خلاصة حكم المحدث صحيح.الدرر=
الشرح هذا الحديثُ النَّبَوِيُّ يَطلُب فيه النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم من أصحابِه أنْ يُبايِعُوه: على التوحيدِ، وإقامةِ الصَّلاةِ، وعدمِ طَلَبِ شيءٍ مِنَ العِبَادِ؛ ففِيه تربِيَةٌ رُوحِيَّةٌ بالتوحيدِ والصلاةِ، وتَهذِيبٌ نَفْسِيٌّ للمسلمين بأن يُفرِدوا ربَّهم بالسؤال، وفي ذلك عِفَّةٌ لأنفسِهم، وحَمْلٌ منه صلَّى الله عليه وسلَّم على مَكارِم الأخلاقِ والتَّرفُّعِ عن تحمُّلِ مِنَنِ الخَلْقِ، وتعليمُ الصبرِ على مَضَضِ الحاجاتِ، والاستغناءِ عن الناس، وعِزَّةِ النُّفوسِ.
وبَدَأ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم حديثَه بِجَذْبِ الانتِباهِ وتَحفِيزِ العُقولِ بقولِه "ألَا تُبايِعُونَ رسولَ الله؟""ألَا" هنا للعَرْضِ والتَّحضِيضِ، ومعناها طلَبُ الشيءِ، وفيه الحثُّ على مُبايَعَتِه صلَّى الله عليه وسلَّم، وإنَّما قال: "تُبايِعون رسولَ الله" ولم يقل" تُبايِعُونني" تَنبِيهًا على أنَّ العِلَّةَ الباعِثَةَ على المُبايَعَةِ هي الرِّسالَةُ. فردَّدَ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم وكرَّر مَقالَتَه المذكورةَ: "ألَا تُبايِعون رسولَ الله" ثلاثَ مرَّاتٍ؛ تأكيدًا عليهم، قال عَوْفُ بنُ مالِكٍ راوِي الحديثِ: "فقَدَّمْنا أَيْدِيَنا"، أي: مَدَدْنا أيدِيَنا لِلمُبايَعَةِ؛ امتِثالًا لأمرِه صلَّى الله عليه وسلَّم، "فبَايَعْناه" أي أَرَدْنا مُبايَعَتَه، "فقلنا: يا رسولَ الله، قد بايَعْناك" وإنَّما قالوا ذلك لِظَنِّهم أنَّه نَسِيَ صلَّى الله عليه وسلَّم أنَّهم قد بايَعُوه قَبْلَ ذلك، حيثُ إنَّهم كانوا قَرِيبِي عهدٍ بالمُبايَعَةِ؛ ففي روايةِ أبي دَاوُدَ: "وكُنَّا حديثَ عهدٍ بِبَيْعَةٍ"، فأرادوا تذكيرَه بذلك، أو أنَّهم أرادوا أن يَستَوْضِحوا ما البَيْعَةُ المطلوبةُ منهم الآنَ؟ كما يدلُّ عليه قولُهم: "فعَلامَ؟"، أي: على أيِّ شيءٍ نُبايِعُك؟
قال صلَّى الله عليه وسلَّم: "على أن تَعبُدوا الله"، أي: تُبايِعونني على عبادةِ الله تعالى وطاعتِه، "ولا تُشرِكوا به شيئًا"، أي: وألَّا تُشرِكوا به شيئًا مِن الأشياءِ، ولا تُشرِكوا به شيئًا مِنَ الشِّركِ الأكبرِ، والأصغرِ، والجَلِيِّ، والخَفِيِّ، والأمرُ الثاني: هو المُبايَعَةُ على إقامةِ "الصَّلوات الخَمْس"، قال عَوْفٌ رضِي اللهُ عنه: "وأَسَرَّ"، أي: أَخْفَى النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم "كَلِمَةً خَفِيَّةً"، أي: لم يَجْهَرْ بها كما جَهَرَ بما تقدَّم، وفسَّرها بقولِه: "ألَّا تَسأَلُوا الناسَ شيئًا"، أي: هذه الكلمةُ الخَفِيَّةُ هي عدمُ سؤالِ الناسِ شيئًا، وهو حثٌّ على العِفَّةِ، وإفرادِ الله بإنزالِ الحاجاتِ به، وعدمِ سؤالِ أحدٍ من العِبادِ شيئًا، ويُشبِهُ أن يكونَ صلَّى الله عليه وسلَّم أَسَرَّ النهيَ عن السؤالِ لِيَخُصَّ به بعضَهم دونَ بعضٍ ولا يَعُمَّهم بذلك؛ لأنَّه لا يُمكِنُ العُمومُ؛ إذ لا بُدَّ مِن السؤالِ ولا بُدَّ من التعفُّفِ، ولا بُدَّ مِن الغِنَى ولا بُدَّ مِن الفَقْرِ، وقد قَضَى الله تبارك وتعالى بذلك كلِّه، فلا بُدَّ أن يَنقَسِمَ الخَلْقُ إلى الوَجْهَيْنِ.
والمرادُ بالسؤالِ المنهيِّ عنه: السؤالُ المتعلِّقُ بالأُمورِ الدُّنيوِيَّةِ، فلا يَتناوَلُ السؤالَ عن العِلْمِ وأمورِ الدِّينِ؛ لقولِه تعالى"فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ"النحل: 43.
ثُمَّ قال عَوْفٌ راوِي الحديث: "فلقد رأيتُ بعضَ أولئك النَّفَرِ يَسقُط سَوْطُ أحدِهم، فما يَسأَلُ أحدًا يُناوِلُه إيَّاه" أي أنَّ بعضَهم حَمَل النهيَ عن السؤالِ على العُمومِ، فلم يَكُنْ يَسأَلُ أحدًا أن يُناوِلَه أيَّ شيءٍ سَقَط منه؛ امتِثالًا لِمَا بايَعَ عليه النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم.
وفي الحديثِ: التَّنفِيرُ مِن سؤالِ الناسِ، ولو يسيرًا.
وفيه: الأخْذُ بالعُمومِ؛ لأنَّهم نُهُوا عن السُّؤالِ، فحَمَلوه على العُمومِ. .الدرر=
وظاهر هذا الحديث أنه عام في كل مسؤول ، لأن قوله صلى الله عليه وسلم " شيئًا " غير محدد ولا مخصص ، بل هو نكرة ، ومن المقرر في علم الأصول : أن النكرة في سياق النهي تفيد العموم .
قال النووي في " شرح مسلم " (7/132) : " فيه التمسك بالعموم ؛ لأنهم نهوا عن السؤال فحملوه على عمومه ، وفيه الحث على التنزيه عن جميع ما يسمى سؤالا وإن كان حقيرا والله أعلم " انتهى .
وترك سؤال الناس مطلقًا ، أمر لا يطيقه كل الناس ، لذلك لم يبايع النبي صلى الله عليه وسلم جميع الصحابة عليه ، ولم يأمرهم به ، وقد استنبط بعض العلماء ذلك من إسراره صلى الله عليه وسلم بهذه الكلمة .
قال الأبي في " شرح مسلم " 2/173 " الذي يترجح أنها لا ترجع إلى التكليف ، وإلا لوقع بيانها لوجوب التبليغ عليه صلى الله عليه وسلم " انتهى .
قال العيني في " شرح سنن أبي داود " 6/393 " قوله "وأسر كلمة خفية " يشبه أن يكون صلى الله عليه وسلم أسر النهي عن السؤال ، ليخص به بعضهم دون بعضه ولا يعمهم بذلك ؛ لأنه لا يمكن العموم ، إذ لا بد من السؤال ، ولا بد من التعفف ، ولا بد من الغنى ، ولا بد من الفقر ، وقد قضى الله تبارك وتعالى بذلك كله ، فلا بد أن ينقسم الخلق إلى الوجهين " انتهى .
وجاء في معنى حديث عوف بن مالك : حديثُ ثوبان رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسم قال"مَنْ يَتَقَبَّلُ – وفي رواية يتكفل - لِي بِوَاحِدَةٍ وَأَتَقَبَّلُ لَهُ بِالْجَنَّةِ ؟ " قَالَ : قُلْتُ : أَنَا. قَالَ "لَا تَسْأَلِ النَّاسَ شَيْئًا " فَكَانَ ثَوْبَانُ يَقَعُ سَوْطُهُ وَهُوَ رَاكِبٌ ، فَلَا يَقُولُ لِأَحَدٍ نَاوِلْنِيهِ حَتَّى يَنْزِلَ فَيَتَنَاوَلَهُ . رواه أبو داود :1450، وغيره ، وصححه الألباني .
فهذا ثوبان رضي الله عنه فهم عموم هذا الأمر ، فكان لا يسأل أحدًا أن يناوله السوط .
قال الآبادي في " عون المعبود " 5/39:في شرح قوله صلى الله عليه وسلم " وأتكفل له بالجنة " " أي أوَّلا من غير سابقة عقوبة ، وفيه إشارة إلى بشارة حسن الخاتمة " انتهى .
وقيده بعض أهل العلم بطلب الحاجات من الناس ، أو طلب أموالهم ؛ قال السندي في حاشيته على النسائي :1/564 " لا تسأل الناس شيئا" أي من مالهم ، وإلا فطلب ماله عليهم لا يضر والله أعلم " انتهى .
فهذه الأحاديث عامة في كل مسؤول ، ومن أراد تحصيل ما فيها من الأجر العظيم ، وهو تكفل النبي صلى الله عليه وسلم له بالجنة ، فليترك سؤال الناس في القليل والكثير ، والجليل والحقير ، وليس ذلك واجبًا ، ولكنه من الكمالات ، وليس كل الناس يستطيع فعله .
قال القرطبي في " المفهم " 3/86 " وأخذه صلى الله عليه وسلم على أصحابه في البيعة ألا يسألوا أحدا شيئا : حملٌ منه على مكارم الأخلاق ، والترفع عن تحمل منة الخلق ، وتعليم الصبر على مضض الحاجات ، والاستغناء عن الناس ، وعزة النفوس ، ولمَّا أخذهم بذلك التزموه في جميع الأشياء وفي كل الأحوال ، حتى فيما لا تلحق فيه منة ؛ طردا للباب ، وحسما للذرائع " انتهى .
إلا أن ذلك ـ أيضًا ـ مقيد بغير حالة الضرورة ، فما لم يضطر المرء إلى سؤاله : لم يسأله ، وما دفعته الضرورة إليه ، فلا حرج عليه في سؤاله .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
" مَسْأَلَةُ الْمَخْلُوقِ " مُحَرَّمَةً فِي الْأَصْلِ وَإِنَّمَا أُبِيحَتْلِلضَّرُورَةِ وَفِي النَّهْيِ عَنْهَا أَحَادِيثُ كَثِيرَةٌ " انتهى من "مجموع الفتاوى" 10/182 .
والله أعلم . المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب
قال النووي في " شرح مسلم " (7/132) : " فيه التمسك بالعموم ؛ لأنهم نهوا عن السؤال فحملوه على عمومه ، وفيه الحث على التنزيه عن جميع ما يسمى سؤالا وإن كان حقيرا والله أعلم " انتهى .
وترك سؤال الناس مطلقًا ، أمر لا يطيقه كل الناس ، لذلك لم يبايع النبي صلى الله عليه وسلم جميع الصحابة عليه ، ولم يأمرهم به ، وقد استنبط بعض العلماء ذلك من إسراره صلى الله عليه وسلم بهذه الكلمة .
قال الأبي في " شرح مسلم " 2/173 " الذي يترجح أنها لا ترجع إلى التكليف ، وإلا لوقع بيانها لوجوب التبليغ عليه صلى الله عليه وسلم " انتهى .
قال العيني في " شرح سنن أبي داود " 6/393 " قوله "وأسر كلمة خفية " يشبه أن يكون صلى الله عليه وسلم أسر النهي عن السؤال ، ليخص به بعضهم دون بعضه ولا يعمهم بذلك ؛ لأنه لا يمكن العموم ، إذ لا بد من السؤال ، ولا بد من التعفف ، ولا بد من الغنى ، ولا بد من الفقر ، وقد قضى الله تبارك وتعالى بذلك كله ، فلا بد أن ينقسم الخلق إلى الوجهين " انتهى .
وجاء في معنى حديث عوف بن مالك : حديثُ ثوبان رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسم قال"مَنْ يَتَقَبَّلُ – وفي رواية يتكفل - لِي بِوَاحِدَةٍ وَأَتَقَبَّلُ لَهُ بِالْجَنَّةِ ؟ " قَالَ : قُلْتُ : أَنَا. قَالَ "لَا تَسْأَلِ النَّاسَ شَيْئًا " فَكَانَ ثَوْبَانُ يَقَعُ سَوْطُهُ وَهُوَ رَاكِبٌ ، فَلَا يَقُولُ لِأَحَدٍ نَاوِلْنِيهِ حَتَّى يَنْزِلَ فَيَتَنَاوَلَهُ . رواه أبو داود :1450، وغيره ، وصححه الألباني .
فهذا ثوبان رضي الله عنه فهم عموم هذا الأمر ، فكان لا يسأل أحدًا أن يناوله السوط .
قال الآبادي في " عون المعبود " 5/39:في شرح قوله صلى الله عليه وسلم " وأتكفل له بالجنة " " أي أوَّلا من غير سابقة عقوبة ، وفيه إشارة إلى بشارة حسن الخاتمة " انتهى .
وقيده بعض أهل العلم بطلب الحاجات من الناس ، أو طلب أموالهم ؛ قال السندي في حاشيته على النسائي :1/564 " لا تسأل الناس شيئا" أي من مالهم ، وإلا فطلب ماله عليهم لا يضر والله أعلم " انتهى .
فهذه الأحاديث عامة في كل مسؤول ، ومن أراد تحصيل ما فيها من الأجر العظيم ، وهو تكفل النبي صلى الله عليه وسلم له بالجنة ، فليترك سؤال الناس في القليل والكثير ، والجليل والحقير ، وليس ذلك واجبًا ، ولكنه من الكمالات ، وليس كل الناس يستطيع فعله .
قال القرطبي في " المفهم " 3/86 " وأخذه صلى الله عليه وسلم على أصحابه في البيعة ألا يسألوا أحدا شيئا : حملٌ منه على مكارم الأخلاق ، والترفع عن تحمل منة الخلق ، وتعليم الصبر على مضض الحاجات ، والاستغناء عن الناس ، وعزة النفوس ، ولمَّا أخذهم بذلك التزموه في جميع الأشياء وفي كل الأحوال ، حتى فيما لا تلحق فيه منة ؛ طردا للباب ، وحسما للذرائع " انتهى .
إلا أن ذلك ـ أيضًا ـ مقيد بغير حالة الضرورة ، فما لم يضطر المرء إلى سؤاله : لم يسأله ، وما دفعته الضرورة إليه ، فلا حرج عليه في سؤاله .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
" مَسْأَلَةُ الْمَخْلُوقِ " مُحَرَّمَةً فِي الْأَصْلِ وَإِنَّمَا أُبِيحَتْلِلضَّرُورَةِ وَفِي النَّهْيِ عَنْهَا أَحَادِيثُ كَثِيرَةٌ " انتهى من "مجموع الفتاوى" 10/182 .
والله أعلم . المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب
وظاهر هذا الحديث أنه عام في كل مسؤول ، لأن قوله صلى الله عليه وسلم " شيئًا " غير محدد ولا مخصص ، بل هو نكرة ، ومن المقرر في علم الأصول : أن النكرة في سياق النهي تفيد العموم .
قال النووي في " شرح مسلم " (7/132) : " فيه التمسك بالعموم ؛ لأنهم نهوا عن السؤال فحملوه على عمومه ، وفيه الحث على التنزيه عن جميع ما يسمى سؤالا وإن كان حقيرا والله أعلم " انتهى .
وترك سؤال الناس مطلقًا ، أمر لا يطيقه كل الناس ، لذلك لم يبايع النبي صلى الله عليه وسلم جميع الصحابة عليه ، ولم يأمرهم به ، وقد استنبط بعض العلماء ذلك من إسراره صلى الله عليه وسلم بهذه الكلمة .
قال الأبي في " شرح مسلم " 2/173 " الذي يترجح أنها لا ترجع إلى التكليف ، وإلا لوقع بيانها لوجوب التبليغ عليه صلى الله عليه وسلم " انتهى .
قال العيني في " شرح سنن أبي داود " 6/393 " قوله "وأسر كلمة خفية " يشبه أن يكون صلى الله عليه وسلم أسر النهي عن السؤال ، ليخص به بعضهم دون بعضه ولا يعمهم بذلك ؛ لأنه لا يمكن العموم ، إذ لا بد من السؤال ، ولا بد من التعفف ، ولا بد من الغنى ، ولا بد من الفقر ، وقد قضى الله تبارك وتعالى بذلك كله ، فلا بد أن ينقسم الخلق إلى الوجهين " انتهى .
وجاء في معنى حديث عوف بن مالك : حديثُ ثوبان رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسم قال"مَنْ يَتَقَبَّلُ – وفي رواية يتكفل - لِي بِوَاحِدَةٍ وَأَتَقَبَّلُ لَهُ بِالْجَنَّةِ ؟ " قَالَ : قُلْتُ : أَنَا. قَالَ "لَا تَسْأَلِ النَّاسَ شَيْئًا " فَكَانَ ثَوْبَانُ يَقَعُ سَوْطُهُ وَهُوَ رَاكِبٌ ، فَلَا يَقُولُ لِأَحَدٍ نَاوِلْنِيهِ حَتَّى يَنْزِلَ فَيَتَنَاوَلَهُ . رواه أبو داود :1450، وغيره ، وصححه الألباني .
فهذا ثوبان رضي الله عنه فهم عموم هذا الأمر ، فكان لا يسأل أحدًا أن يناوله السوط .
قال الآبادي في " عون المعبود " 5/39:في شرح قوله صلى الله عليه وسلم " وأتكفل له بالجنة " " أي أوَّلا من غير سابقة عقوبة ، وفيه إشارة إلى بشارة حسن الخاتمة " انتهى .
وقيده بعض أهل العلم بطلب الحاجات من الناس ، أو طلب أموالهم ؛ قال السندي في حاشيته على النسائي :1/564 " لا تسأل الناس شيئا" أي من مالهم ، وإلا فطلب ماله عليهم لا يضر والله أعلم " انتهى .
فهذه الأحاديث عامة في كل مسؤول ، ومن أراد تحصيل ما فيها من الأجر العظيم ، وهو تكفل النبي صلى الله عليه وسلم له بالجنة ، فليترك سؤال الناس في القليل والكثير ، والجليل والحقير ، وليس ذلك واجبًا ، ولكنه من الكمالات ، وليس كل الناس يستطيع فعله .
قال القرطبي في " المفهم " 3/86 " وأخذه صلى الله عليه وسلم على أصحابه في البيعة ألا يسألوا أحدا شيئا : حملٌ منه على مكارم الأخلاق ، والترفع عن تحمل منة الخلق ، وتعليم الصبر على مضض الحاجات ، والاستغناء عن الناس ، وعزة النفوس ، ولمَّا أخذهم بذلك التزموه في جميع الأشياء وفي كل الأحوال ، حتى فيما لا تلحق فيه منة ؛ طردا للباب ، وحسما للذرائع " انتهى .
إلا أن ذلك ـ أيضًا ـ مقيد بغير حالة الضرورة ، فما لم يضطر المرء إلى سؤاله : لم يسأله ، وما دفعته الضرورة إليه ، فلا حرج عليه في سؤاله .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
" مَسْأَلَةُ الْمَخْلُوقِ " مُحَرَّمَةً فِي الْأَصْلِ وَإِنَّمَا أُبِيحَتْلِلضَّرُورَةِ وَفِي النَّهْيِ عَنْهَا أَحَادِيثُ كَثِيرَةٌ " انتهى من "مجموع الفتاوى" 10/182 .
والله أعلم . المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب
قال النووي في " شرح مسلم " (7/132) : " فيه التمسك بالعموم ؛ لأنهم نهوا عن السؤال فحملوه على عمومه ، وفيه الحث على التنزيه عن جميع ما يسمى سؤالا وإن كان حقيرا والله أعلم " انتهى .
وترك سؤال الناس مطلقًا ، أمر لا يطيقه كل الناس ، لذلك لم يبايع النبي صلى الله عليه وسلم جميع الصحابة عليه ، ولم يأمرهم به ، وقد استنبط بعض العلماء ذلك من إسراره صلى الله عليه وسلم بهذه الكلمة .
قال الأبي في " شرح مسلم " 2/173 " الذي يترجح أنها لا ترجع إلى التكليف ، وإلا لوقع بيانها لوجوب التبليغ عليه صلى الله عليه وسلم " انتهى .
قال العيني في " شرح سنن أبي داود " 6/393 " قوله "وأسر كلمة خفية " يشبه أن يكون صلى الله عليه وسلم أسر النهي عن السؤال ، ليخص به بعضهم دون بعضه ولا يعمهم بذلك ؛ لأنه لا يمكن العموم ، إذ لا بد من السؤال ، ولا بد من التعفف ، ولا بد من الغنى ، ولا بد من الفقر ، وقد قضى الله تبارك وتعالى بذلك كله ، فلا بد أن ينقسم الخلق إلى الوجهين " انتهى .
وجاء في معنى حديث عوف بن مالك : حديثُ ثوبان رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسم قال"مَنْ يَتَقَبَّلُ – وفي رواية يتكفل - لِي بِوَاحِدَةٍ وَأَتَقَبَّلُ لَهُ بِالْجَنَّةِ ؟ " قَالَ : قُلْتُ : أَنَا. قَالَ "لَا تَسْأَلِ النَّاسَ شَيْئًا " فَكَانَ ثَوْبَانُ يَقَعُ سَوْطُهُ وَهُوَ رَاكِبٌ ، فَلَا يَقُولُ لِأَحَدٍ نَاوِلْنِيهِ حَتَّى يَنْزِلَ فَيَتَنَاوَلَهُ . رواه أبو داود :1450، وغيره ، وصححه الألباني .
فهذا ثوبان رضي الله عنه فهم عموم هذا الأمر ، فكان لا يسأل أحدًا أن يناوله السوط .
قال الآبادي في " عون المعبود " 5/39:في شرح قوله صلى الله عليه وسلم " وأتكفل له بالجنة " " أي أوَّلا من غير سابقة عقوبة ، وفيه إشارة إلى بشارة حسن الخاتمة " انتهى .
وقيده بعض أهل العلم بطلب الحاجات من الناس ، أو طلب أموالهم ؛ قال السندي في حاشيته على النسائي :1/564 " لا تسأل الناس شيئا" أي من مالهم ، وإلا فطلب ماله عليهم لا يضر والله أعلم " انتهى .
فهذه الأحاديث عامة في كل مسؤول ، ومن أراد تحصيل ما فيها من الأجر العظيم ، وهو تكفل النبي صلى الله عليه وسلم له بالجنة ، فليترك سؤال الناس في القليل والكثير ، والجليل والحقير ، وليس ذلك واجبًا ، ولكنه من الكمالات ، وليس كل الناس يستطيع فعله .
قال القرطبي في " المفهم " 3/86 " وأخذه صلى الله عليه وسلم على أصحابه في البيعة ألا يسألوا أحدا شيئا : حملٌ منه على مكارم الأخلاق ، والترفع عن تحمل منة الخلق ، وتعليم الصبر على مضض الحاجات ، والاستغناء عن الناس ، وعزة النفوس ، ولمَّا أخذهم بذلك التزموه في جميع الأشياء وفي كل الأحوال ، حتى فيما لا تلحق فيه منة ؛ طردا للباب ، وحسما للذرائع " انتهى .
إلا أن ذلك ـ أيضًا ـ مقيد بغير حالة الضرورة ، فما لم يضطر المرء إلى سؤاله : لم يسأله ، وما دفعته الضرورة إليه ، فلا حرج عليه في سؤاله .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
" مَسْأَلَةُ الْمَخْلُوقِ " مُحَرَّمَةً فِي الْأَصْلِ وَإِنَّمَا أُبِيحَتْلِلضَّرُورَةِ وَفِي النَّهْيِ عَنْهَا أَحَادِيثُ كَثِيرَةٌ " انتهى من "مجموع الفتاوى" 10/182 .
والله أعلم . المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق