اللهم اغفر لي ذنبي، وأخْسئْ شيطاني
عن أبي الأزهر الأنماري قال :أن رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، كان إذا أخذ مضجعَه من الليلِ قال"بِسْمِ اللَّهِ وَضَعْتُ جَنْبِي ،اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي ،وَأَخْسِئْ شَيْطَانِي، وَفُكَّ رِهَانِي ،وَاجْعَلْنِي فِي النَّدِيِّ الْأَعْلَى" الراوي : أبو الأزهر الأنماري - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح أبي داود-الصفحة أو الرقم: 5054 - خلاصة حكم المحدث : صحيح= الدرر =
الشرح
كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم يَذكُرُ اللهَ تعالى في كلِّ حينٍ، وعلى كلِّ حالٍ؛ في الصَّباحِ وفي المساءِ، وفي الاستيقاظِ وإذا أخَذَ مَضْجعَه للنَّومِ.
وفي هذا الحديثِ: أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم "كان إذا أخَذَ مَضْجَعَه"، أي: أراد أن يَنامَ بالليل وأخَذَ مكانَ النَّومِ، قالَ: "بِسمِ اللهِ"، أي: مُستَعينًا باللهِ، ومستصحِبًا لقُدرتِه في حِفْظي، "وضَعتُ جَنْبي"، أي: باسمِ اللهِ وضَعتُ بدَني على الفِراشِ، وباسمِ اللهِ وضَعتُ جَنبي على حالٍ يُقوِّيني ويُمكِّنُني مِن عبادتِه، مصاحبًا لاسمِه أو متبرِّكًا به، "اللَّهمَّ اغفِرْ لي ذَنْبي"، ولعلَّ مَقصودَه صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم مِن ذلك تَعليمُ أمَّتِه التَّوبةَ مِن الذُّنوبِ وطلَبَ المغفرةِ مِن اللهِ؛ لأنَّ اللهَ قد غفَر له ما تقَدَّم مِن ذَنبِه وما تأخَّر، وناسَبَ أن يَختِمَ يومَه بسُؤالِ الغُفرانِ؛ فيَكونَ خَتْمُ صحيفةِ عمَلِه طلَبَ المغفرةِ.
"وأَخْسِئْ شَيطاني"، أيِ: ادفَعْه بالذِّلَّةِ واطرُدْه عنِّي، "وفُكَّ رِهاني"، والرِّهانُ هو ما يُجعَلُ وثيقةً في الدَّينِ، والمرادُ: خلِّصْ نَفْسي مِن عِقالِ ذُنوبي، وخلِّصْ رقَبتي عن كلِّ حقٍّ عليَّ، ومن عقابِ ما اقتَرَفتُ مِن الأعمالِ الَّتي لا تَرْضاها بالعَفوِ عنها، أو خلِّصْها مِن ثِقَلِ التَّكاليفِ بالتَّوفيقِ للإتيانِ بها، والرِّهانُ مِن الحبسِ؛ لأنَّ نفسَ الإنسانِ مرهونةٌ ومحبوسةٌ بعَمَلِها؛ لقولِه تعالى"كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ"الطور: 21، ولقولهِ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم: «نَفسُ المؤمنِ معلقة بدَينِه»، أي: مَحبوسةٌ عَن مُقامِها الكريمِ حتَّى يُقضَى عنه دَينُه. "نفسُ المؤمنِ معلَّقةٌ بِدَينِه حتَّى يُقضَى عنهُ"الراوي : أبو هريرة - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح الترمذي-الصفحة أو الرقم: 1078- خلاصة حكم المحدث : صحيح = الدرر =
"واجعَلْني في النَّدِيِّ الأعلى"، أي: في المَجلِسِ الأعلى معَ الملائكةِ المقرَّبين.= الدرر = وقال الخطابي: الندي القوم المجتمعون في مجلس، ومثله النادي وجمعه أندية، قال: ويريد بالندي الأعلى الملأ الأعلى من الملائكة - انتهى. وقيل: الندي أصله المجلس، ويقال للقوم أيضًا تقول: ندوت القوم أي جمعتهم، والمعنى اجعلني من القوم المجتمعين. ويريد بالأعلى الملأ الأعلى. وهم الملائكة أو من أهل الندي إذا أريد به المجلس، وهذا دعاء يجمع خير الدنيا والآخرة فتتأكد المواظبة عليه كلما أريد النوم وهو من أجل الأدعية المشروعة عنده على كثرتها مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح=
وفي الحديثِ: الحثُّ على ذِكْرِ اللهِ على كلِّ حالٍ، والاستعانةُ به في الحفظِ مِن الشَّيطانِ.
وفيه: بيانُ سُنَّةِ النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم في أذكارِه عندَ النَّومِ. = الدرر =
"نفسُ المؤمنِ معلَّقةٌ بِدَينِه حتَّى يُقضَى عنهُ"
حَذَّر الشَّرعُ مِنَ التَّهاونِ في أَداءِ حُقوقِ النَّاسِ، ومِن ذلك الدَّيْنُ، فعَلى الْمُسلمِ أنْ يَسْتعينَ باللهِ في قَضاءِ دُيونِه؛ حتَّى لا يَأْتِيَه أجَلُه وفي ذِمَّتهِ دَينٌ لِأحدٍ؛ فيُعلَّق به.
وفي هذا الحَديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "نَفْسُ المؤمِنِ"، أي: الَّذي مات وعليه دَيْنٌ، "مُعلَّقةٌ بدَيْنِه"، أي: محبوسةٌ عن النَّعيمِ، وقيل: مُتوقَّفٌ في أمرِها، لا يُعرَفُ لها نجاةٌ أو هلاكٌ، أو أنَّه لا يَظفَرُ بمقصُودِه مِن دخولِ الجنَّةِ، أو مِن المرتبةِ العاليةِ "حتَّى يُقضَى عنه"، أي: حتَّى يُسدَّدَ عنه دَينُه.
قيل: إنَّ هذا مُقيَّدٌ بمَن قدَر على القَضاءِ وخالَف في الوفاءِ به؛ فهذا حثٌّ لورَثتِه على قَضائِه، أمَّا الَّذي لم يكُنْ له مالٌ وكان في نفْسِه الحِرصُ على القضاءِ؛ فإنَّ اللهَ تعالى هو الَّذي يَقضِي عنه، كما جاء عِندَ البخاريِّ عن أبي هُريرةَ أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم قال: "مَن أخَذ أموالَ النَّاسِ يُريد أداءَها أدَّى اللهُ عنه، ومَن أخَذها يريدُ إتلافَها أتلَفَه اللهُ".
وفي الحَديثِ: حثُّ المُسلِمِ على أن يَقضيَ ما عليه قبل وفاتِه مِن دَيْنٍ، فإنْ لم يَقدِرْ قضَى ذلك عنه ورَثتُه، فإنْ لم يَقدِروا سعَى لذلك مَن يَقدِرُ مِن المسلِمين.الدرر =
عن أبي الأزهر الأنماري قال :أن رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، كان إذا أخذ مضجعَه من الليلِ قال"بِسْمِ اللَّهِ وَضَعْتُ جَنْبِي ،اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي ،وَأَخْسِئْ شَيْطَانِي، وَفُكَّ رِهَانِي ،وَاجْعَلْنِي فِي النَّدِيِّ الْأَعْلَى" الراوي : أبو الأزهر الأنماري - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح أبي داود-الصفحة أو الرقم: 5054 - خلاصة حكم المحدث : صحيح= الدرر =
الشرح
كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم يَذكُرُ اللهَ تعالى في كلِّ حينٍ، وعلى كلِّ حالٍ؛ في الصَّباحِ وفي المساءِ، وفي الاستيقاظِ وإذا أخَذَ مَضْجعَه للنَّومِ.
وفي هذا الحديثِ: أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم "كان إذا أخَذَ مَضْجَعَه"، أي: أراد أن يَنامَ بالليل وأخَذَ مكانَ النَّومِ، قالَ: "بِسمِ اللهِ"، أي: مُستَعينًا باللهِ، ومستصحِبًا لقُدرتِه في حِفْظي، "وضَعتُ جَنْبي"، أي: باسمِ اللهِ وضَعتُ بدَني على الفِراشِ، وباسمِ اللهِ وضَعتُ جَنبي على حالٍ يُقوِّيني ويُمكِّنُني مِن عبادتِه، مصاحبًا لاسمِه أو متبرِّكًا به، "اللَّهمَّ اغفِرْ لي ذَنْبي"، ولعلَّ مَقصودَه صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم مِن ذلك تَعليمُ أمَّتِه التَّوبةَ مِن الذُّنوبِ وطلَبَ المغفرةِ مِن اللهِ؛ لأنَّ اللهَ قد غفَر له ما تقَدَّم مِن ذَنبِه وما تأخَّر، وناسَبَ أن يَختِمَ يومَه بسُؤالِ الغُفرانِ؛ فيَكونَ خَتْمُ صحيفةِ عمَلِه طلَبَ المغفرةِ.
"وأَخْسِئْ شَيطاني"، أيِ: ادفَعْه بالذِّلَّةِ واطرُدْه عنِّي، "وفُكَّ رِهاني"، والرِّهانُ هو ما يُجعَلُ وثيقةً في الدَّينِ، والمرادُ: خلِّصْ نَفْسي مِن عِقالِ ذُنوبي، وخلِّصْ رقَبتي عن كلِّ حقٍّ عليَّ، ومن عقابِ ما اقتَرَفتُ مِن الأعمالِ الَّتي لا تَرْضاها بالعَفوِ عنها، أو خلِّصْها مِن ثِقَلِ التَّكاليفِ بالتَّوفيقِ للإتيانِ بها، والرِّهانُ مِن الحبسِ؛ لأنَّ نفسَ الإنسانِ مرهونةٌ ومحبوسةٌ بعَمَلِها؛ لقولِه تعالى"كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ"الطور: 21، ولقولهِ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم: «نَفسُ المؤمنِ معلقة بدَينِه»، أي: مَحبوسةٌ عَن مُقامِها الكريمِ حتَّى يُقضَى عنه دَينُه. "نفسُ المؤمنِ معلَّقةٌ بِدَينِه حتَّى يُقضَى عنهُ"الراوي : أبو هريرة - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح الترمذي-الصفحة أو الرقم: 1078- خلاصة حكم المحدث : صحيح = الدرر =
"واجعَلْني في النَّدِيِّ الأعلى"، أي: في المَجلِسِ الأعلى معَ الملائكةِ المقرَّبين.= الدرر = وقال الخطابي: الندي القوم المجتمعون في مجلس، ومثله النادي وجمعه أندية، قال: ويريد بالندي الأعلى الملأ الأعلى من الملائكة - انتهى. وقيل: الندي أصله المجلس، ويقال للقوم أيضًا تقول: ندوت القوم أي جمعتهم، والمعنى اجعلني من القوم المجتمعين. ويريد بالأعلى الملأ الأعلى. وهم الملائكة أو من أهل الندي إذا أريد به المجلس، وهذا دعاء يجمع خير الدنيا والآخرة فتتأكد المواظبة عليه كلما أريد النوم وهو من أجل الأدعية المشروعة عنده على كثرتها مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح=
وفي الحديثِ: الحثُّ على ذِكْرِ اللهِ على كلِّ حالٍ، والاستعانةُ به في الحفظِ مِن الشَّيطانِ.
وفيه: بيانُ سُنَّةِ النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم في أذكارِه عندَ النَّومِ. = الدرر =
"نفسُ المؤمنِ معلَّقةٌ بِدَينِه حتَّى يُقضَى عنهُ"
حَذَّر الشَّرعُ مِنَ التَّهاونِ في أَداءِ حُقوقِ النَّاسِ، ومِن ذلك الدَّيْنُ، فعَلى الْمُسلمِ أنْ يَسْتعينَ باللهِ في قَضاءِ دُيونِه؛ حتَّى لا يَأْتِيَه أجَلُه وفي ذِمَّتهِ دَينٌ لِأحدٍ؛ فيُعلَّق به.
وفي هذا الحَديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "نَفْسُ المؤمِنِ"، أي: الَّذي مات وعليه دَيْنٌ، "مُعلَّقةٌ بدَيْنِه"، أي: محبوسةٌ عن النَّعيمِ، وقيل: مُتوقَّفٌ في أمرِها، لا يُعرَفُ لها نجاةٌ أو هلاكٌ، أو أنَّه لا يَظفَرُ بمقصُودِه مِن دخولِ الجنَّةِ، أو مِن المرتبةِ العاليةِ "حتَّى يُقضَى عنه"، أي: حتَّى يُسدَّدَ عنه دَينُه.
قيل: إنَّ هذا مُقيَّدٌ بمَن قدَر على القَضاءِ وخالَف في الوفاءِ به؛ فهذا حثٌّ لورَثتِه على قَضائِه، أمَّا الَّذي لم يكُنْ له مالٌ وكان في نفْسِه الحِرصُ على القضاءِ؛ فإنَّ اللهَ تعالى هو الَّذي يَقضِي عنه، كما جاء عِندَ البخاريِّ عن أبي هُريرةَ أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم قال: "مَن أخَذ أموالَ النَّاسِ يُريد أداءَها أدَّى اللهُ عنه، ومَن أخَذها يريدُ إتلافَها أتلَفَه اللهُ".
وفي الحَديثِ: حثُّ المُسلِمِ على أن يَقضيَ ما عليه قبل وفاتِه مِن دَيْنٍ، فإنْ لم يَقدِرْ قضَى ذلك عنه ورَثتُه، فإنْ لم يَقدِروا سعَى لذلك مَن يَقدِرُ مِن المسلِمين.الدرر =
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق