الثلاثاء، 7 يناير 2020

دعواتُ المكروبِ من السنة الصحيحة

دعواتُ المكروبِ


"كانَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ إذا كربَهُ أمرٌ قالَ: يا حيُّ يا قيُّومُ برَحمتِكَ أستغيثُ "الراوي : أنس بن مالك - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح الترمذي-الصفحة أو الرقم: 3524 - خلاصة حكم المحدث : حسن = الدرر =
الشرح: حياةُ القلبِ تَكونُ بتَخلُّصِه ممَّا سِوى اللهِ تعالى، والكربُ يُنافي ذلك ويَشغَلُ القلبِ؛ لذا تَوسَّلَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم إلى اللهِ باسمِه "الحيِّ"؛ لإزالةِ ما يُضادُّ حياةَ قلبِه، و"بالقيُّومِ"؛ لإقامةِ القَلبِ على نهْجِ الفَلاحِ.
وفي الحديثِ: التَّوسُّلُ بأسماءِ اللهِ وصِفاتِه؛ لرفْعِ الكَربِ.
= الدرر =



"دعواتُ المكروبِ : اللَّهمَّ رحمتَك أَرجو فلا تَكِلني إلى نَفسِي طرفةَ عينٍ ، وأصلِح لي شَأني كلَّه، لا إلَه إلَّا أنتَ" وبعضُهم يزيدُ علَى صاحبِهِ"الراوي : نفيع بن الحارث الثقفي أبو بكرة - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح أبي داود -الصفحة أو الرقم: 5090 - خلاصة حكم المحدث : حسن = الدرر = الشرح كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم يُعلِّمُ أصحابَه رَضِي اللهُ عَنهم دعَواتٍ عِندَ المواقِفِ المختلِفَةِ، وخَصَّ مِن هذه الدَّعواتِ أدعِيَةً عندَ الهمِّ والغمِّ والكَرْبِ؛ حتَّى تَزولَ.
وفي هذا الحديثِ يَقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "دعَواتُ"، جَمعُ دَعْوةٍ، وهي ما يُدْعَى به، "المَكْروبِ"، أيِ: الَّذي أصابَه كَرْبٌ، وهو الحُزنُ والغمُّ الذي يَأخُذُ بالنَّفْسِ "اللَّهُمَّ رَحْمتَكَ أَرْجو"، أيِ: اللَّهمَّ إنِّي أطمَعُ في رَحمَتِك وآمُلُها، "فلا تَكِلْني إلى نَفْسي"، أي: لا تَترُكْني وَحيدًا وتُفوِّضْني إلى نَفْسي، "طَرْفةَ عَينٍ"، أي: مِقْدارَ لحظَةٍ أو لَفْتةٍ، "وأصلِحْ لي شَأني كلَّه"، أي: وأصلِحْ لي كلَّ أُموري وأَحْوالي، "لا إِلَهَ إلَّا أنتَ"، أيْ: لا أَعبُدُ غَيرَكَ؛ فأَنتَ الإِلهُ الحقُّ.
وقوله "وبَعضُهم يَزيدُ على صاحِبِه"؛ هذا مِن كَلامِ أبي داودَ المصنِّفِ رِحِمه اللهُ، ويَقصِدُ أنَّ الاثنَينِ اللَّذَينِ رَوَيَا الحديثَ- وهما العبَّاسُ بنُ عبدِ العظيمِ ومحَمَّدُ بنُ المُثَنَّى- بَعْضَهم يَزيدُ في ألفاظِ الحديثِ على بعضٍ، وهذا يدلُّ على الضَّبْطِ للرِّوايةِ.= الدرر =
"أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ يقولُ عِنْدَ الكَرْبِ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ العَظِيمُ الحَلِيمُ، لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ رَبُّ العَرْشِ العَظِيمِ، لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ ورَبُّ الأرْضِ، ورَبُّ العَرْشِ الكَرِيمِ ."الراوي : عبدالله بن عباس - المحدث : البخاري - المصدر : صحيح البخاري-الصفحة أو الرقم: 6346 - خلاصة حكم المحدث : صحيح =الدرر =
"دعوةُ ذي النُّونِ إذ دعا وهو في بطنِ الحوتِ لا إلهَ إلَّا أنتَ سبحانَك إنِّي كنتُ من الظالمينَ فإنَّه لم يدعُ بها رجلٌ مسلمٌ في شيءٍ قطُّ إلَّا استجاب اللهُ له"الراوي : سعد بن أبي وقاص - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح الترمذي- الصفحة أو الرقم: 3505 - خلاصة حكم المحدث : صحيح = الدرر=

"ما أصاب أحدًا قط همٌّ و لا حزنٌ ، فقال : اللهمَّ إني عبدُك ، و ابنُ عبدِك ، و ابنُ أَمَتِك ، ناصيتي بيدِك ، ماضٍ فيَّ حكمُك ، عدلٌ فيَّ قضاؤُك ، أسألُك بكلِّ اسمٍ هو لك سميتَ به نفسَك ، أو علَّمتَه أحدًا من خلقِك ، أو أنزلتَه في كتابِك ، أو استأثرتَ به في علمِ الغيبِ عندَك ، أن تجعلَ القرآنَ ربيعَ قلبي ، و نورَ صدري ، و جلاءَ حزني ، و ذَهابَ همِّي ، إلا أذهبَ اللهُ همَّهُ و حزنَه ، و أبدلَه مكانَه فرجًا قال : فقيل : يا رسولَ اللهِ ألا نتعلَّمُها ؟ فقال بلى ، ينبغي لمن سمعَها أن يتعلَّمَها"الراوي : عبدالله بن مسعود - المحدث : الألباني - المصدر : السلسلة الصحيحة-الصفحة أو الرقم: 199 - خلاصة حكم المحدث : صحيح = الدرر =
"إذا أصاب أحدَكم غمٌّ أو كَربٌ فليقُلِ : اللهُ ، اللهُ ربِّي لا أُشرِكُ به شيئًا"الراوي : عائشة أم المؤمنين - المحدث : الألباني- المصدر : السلسلة الصحيحة-الصفحة أو الرقم: 2755 - خلاصة حكم المحدث : صحيح =الدرر =
الشرح
كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُربِّي أصحابَه على التَّقوى، وحُسنِ التَّوجُّهِ واللُّجوءِ إلى اللهِ في كلِّ الأحوالِ، وكان يُعلِّمُهم ما يَنفَعُهم مِن الأدعيةِ والأذكارِ.
وفي هذا الحديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ "إذا أصاب أحدَكم غَمٌّ أو كَرْبٌ"، أي: أصابَه الحُزْنُ وضِيقُ النَّفْسِ؛ لمُصِيبةٍ ألمَّت به، "فلْيَقُلْ: اللهُ، اللهُ" وكرَّر لَفظَ الجلالةِ؛ استِلذاذًا بذِكْرِه، واستحضارًا لِعَظَمتِه، وتأكيدًا للتَّوحيدِ؛ فإنَّه الاسمُ الجامعُ لجميعِ الصِّفاتِ الجَلاليَّةِ والجَماليَّةِ والكَماليَّةِ، "ربِّي"، أي: هو ربِّي المُحسِنُ إلَيَّ بإيجادِي مِن العدَمِ، وتَوفيقي لِتَوحيدِه وذِكْرِه، والمربِّي لي بجَلائلِ نِعَمِه، والمالِكُ الحقيقيُّ لِشأْني كلِّه، ثم أفصَحَ بالتَّوحيدِ فقال: "لا أُشرِكُ به شيئًا"، أي: ليس معه أحدٌ يُشارِكُه في كَمالِه وجَلالِه، وجَمالِه وعُبوديَّتِه، وما يجِبُ له وما يَستحيلُ عليه، والمرادُ أنَّ قولَ ذلك يُفرِّجُ الهمَّ والغَمَّ، والضَّنكَ والضِّيقَ إنْ صدَقَت النِّيَّةُ.
وفي الحديثِ: تَربيةٌ نَبويَّةٌ، وإرشادٌ إلى التَّوجُّهِ إلى اللهِ بالدُّعاءِ في النَّوائبِ والمُلِمَّاتِ.
وفيه: بَيانُ الأثرِ النافعِ لذِكْرِ اللهِ .
=الدرر =

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق